إن الناظر فيما حل بالأمة الإسلامية في الوقت الراهن على أيدي أعدائها من اليهود والنصارى وغيرهم ليعلم مدى هول الكارثة وفداحة الخطب...
لقد مُزِقت البلاد الاسلامية إرباً إرباً عبر طوايف متعددة،ولم يعد القاسم المشترك بين المسلمين هو الإسلام بل الوطن القُطري القائم على أساس الحدود التي صنعها الغازي العتيق آنذاك...
فقامت الولاآت لاعلى أساس الدين الواحد بل على أساس الولاء القُطرِي مما زاد في الألم...
مع ما حل بنا من ضعف على كافة الصُعد مما أسال لعاب المعتدين فغزونا في عقر دارنا ولا حول ولا قوة إلا بالله...
إن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكفيلان بتقديم المنهج الواضح للخلاص من المأزق الخطير،لأن الانحطاط ما طرأ على الأمة إلاعندما حادت عن هدي ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم...
فعندما كان إدراك الراعي والرعية لضرورة هيمنة الدين على مناحي الحياة وألا يُقدم بين يدي الله ورسوله لا قانون وضعي أو هوى متبع أو إملاء متسلط = سادت وارتقت على سائر الأمم ولم يبلغ شأوها أحد من العالمين ودان لها ملوك الدنيا شرقا وغربا وانساحت جحافل المسلمين على الدنيا ليطهروها من رجس الوثنية وطغيان المخلوق حاملين السيف والإيمان لهداية البشرية...
إن حركة التاريخ وتقلباته لخير دليل وكاشف عن مدى ارتباط المسلمين بدينهم وأثر ذلك على واقعهم ،فالتاريخ كفيل بتدوين الأثر الحاصل من التمسك بدين الله القويم أو التفريط به...
فالتاريخ كان أمينا في إبرازالعلاقة بين المسلمين ودينهم سواء عندما ارتفعت وتيرة التمسك في عصر صدر الإسلام وما تلاه أو عندما خفت شيئا فشيئا حتى ضعف ضعفا بالغا...وأثناء هذا التباين تظهر الوقائع التاريخية كنتاج حتمي لطبيعة تلك العلاقة وأنت حال متابعتك لها لتلمس حقيقة المسألة
وفي واقعنا حاول البعض ترويج حلول عديمة الجدوى كمحاولة للرقي بالأمة إلى سقف الصدارة والتقدم...
لقد جربت الأمة تلك الحلول ولم تجني من ورائها إلا الشعارات البراقة والهزائم المتوالية وأدرك المسلمون أنها ليست سبيل التصحيح ومعراجاه وأيقنت أن طريق النجاة في الإسلام ...
وفي المقابل وكتصرف استباقي ترى الكفار يستميتون في إقصاء الإسلام عن الساحة ومحاربته بشتى الوسائل حتى يبقى مُغيباً غيرَ حاضر أو حاضراً غيرَ فاعل...
فالصراع بين التوحيد والوثنية قديم ٌو ليس وليد الساعة،ومن أشد صوره الصراع الدائر بين الإسلام والنصرانية ،فالتاريخ لم يشهد تسلطا للنصرانية كما شهده الآن...بل إن الصراع يشهد ضراوة ولهيبا متأججا غير مسبوقين لا سيما مع التفوق العسكري والاقتصادي لدى عباد الصليب...
ولا بد أن يُعلم أن حقيقة الصراع ووقوده ليس سياسيا كما يريد الغرب أن يصوره –حتى لا يستثير عامل العقيدة في المواجهة-وكما يحلو للبعض أيضا حتى يتحاشا حتمية صراع الحضارات ، وهذا التصور لحقيقة الصراع ليس من الحق في شيء....بل هو صراع عقائد...صراع بين الإيمان والكفر والحق والباطل والهلال والصليب...
إن الأمة لتعاني الأمرين من التسلط النصراني عليها ولذا فلا بد من العودة للدين والتمسك به حق التمسك حتى نستحق النصر من الله جل وعلا...
ولله الأمر من قبل ومن بعد