تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: إرادتنا السياسية من "القوة الناعمة " إلى "القوة النائمة"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    34

    افتراضي إرادتنا السياسية من "القوة الناعمة " إلى "القوة النائمة"

    تداولت بعض التحقيقات الصحفية في الأيام القريبة الماضية مصطلحان متقاربان في الدلالة ؛ وهما "القوة الناعمة" و "المكانة العالمية" لهذه البلاد في القضايا الخارجية .. .
    ثم أعقبت ذلك زيارة أوباما لهذه البلاد , فنشطت هذه الطروحات بدرجة كبيرة كما هو متوقع , وارتفعت عقيرة منافقي الصحافة بكيل الثناء والتغني بالإنجازات الموهمومة ..!!

    وهنا نحتاج إلى نظرة وتقييم موضوعي لهذه القضية , وبتفكير هادئ .

    وقبل ذلك نحتاج أخذ فكرة عن مصطلح " القوة الناعمة" لنحاسب أنفسنا في ضوئه .
    القوّة الناعمة) مصطلح سياسي جديد، دخل ـ مؤخّراً ـ قاموس العلوم السياسية، وشاع استعماله في العلاقات الدوليّة، وذاع صيته في الأدبيّات السياسية، خاصةً في مجال السياسة الخارجيّة للدول، بل وانتشر الاهتمام العملي في تطبيقاته بين مختلف دوائر صناعة القرار، لا سيّما في الدول المتقدمة، التي اعتبرته ذراعاً فعّالاً وأداة مؤثّرة في إدارة سياستها الخارجيّة، وعند تعاملها مع الدول والشعوب الأخرى، لخدمة مصالحها الإستراتيجية طويلة المدى.
    ويصف هذا المصطلح قدرة أي دولة، ونظامها السياسي، على التأثير (غير المباشر) والمستمّر في سلوك الدول الأخرى وسياساتها ومصالحها، وكذلك التأثير على توجّهات نُخبها وشعوبها، عبـر توظيف جملة من الوسائل: مثل الأدوات الثقافيّة والدينيّة والأيديولوجية، وغيرها من الوسائل التي تشكّل في مجموعها منظومة مؤثّرة بطرق وأساليب (ناعمة)، بعيداً عن وسائل القوّة والعنف والضغط والإكراه والإجبار.
    وأوّل من صكّ هذا المصطلح السياسي هو البروفسور (جوزيف ناي)، الأستاذ في جامعة (هارفارد)، ثم طورّه بشكل مفصّل في كتاب شهير له، بعنوان (القوّة الناعمة: وسائل النجاح في عالم السياسة)، وطُبع سنة 2004.. حيث ميزّ فيه بين التأثير غير المباشر والمستتر للعوامل الثقافيّة والأيديولوجيّة والإقناعيّة والدبلوماسيّة، وكذلك منظومة القيم والمبادئ والأفكار التي تتبّناها الدولة، على سلوك الدول الأخـرى وتوجّهات شعوبها، وبين وسـائل (القوّة الخشنة) التي تشمل القوّة العسكريّة، والضغوط السياسية، والعقوبات الاقتصاديّة، التي تمارسها دولة على أخرى، من أجل التأثير عليها لتخدم مصالح الدول الضاغطة..

    يقول جوزيف ناي – مؤلف الكتاب - :
    (إن من الأهمية بمكان إن تضع برنامجاً في السياسة الدولية يجذب الآخرين إليك، وان لا تجبرهم على التغيير من خلال التهديد أو استعمال القوة العسكرية أو الاقتصادية. هذا المظهر من القوة: (جعل الآخرين يريدون
    ما تريده أنت، هو ما أسميه أنا بالقوة الناعمة- بهذه الطريقة تكسب الناس بدلاً من إجبارهم ) .

    وعلى هذه نحتاج أن نناقش بجدية مزاعم استخدامنا للقوة الناعمة والمكانة العالمية في خدمة قضايانا الوطنية والعربية والإسلامية .

    وهنا يبرز تساؤلان مهمان حول هذه القضية :
    الأول :- مدى توجيه القوة الناعمة المستخدمة نحو الأهداف الكبرى لسياسة الدولة .
    الثاني :- مدى الاستفادة المثلى من مقومات القوة الناعمة الممكنة والمتاحة لمواجهة التدافعات التي تلجؤنا يوما بعد يوم إلى الزوايا الأضيق .

    أما الأول : فسأتجاوزه لأن الخلل فيه قديم عميق , فعلى سبيل المثال وكما قال أحد الكتاب الصحافيين : [ ومن الأمثلة الشديدة الوضوح على ضعف استغلال قوتنا الناعمة ، أنه بالرغم من أنه تربطنا علاقات استراتيجية وسياسية وعسكرية واقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من 70 عاما ، وهي أكبر شريك تجاري للمملكة منذ نصف قرن ، إلا إن العلاقات بين المملكة وأمريكا ما زالت ( محصورة ) على المستوى الرسمي وفي البيت الأبيض تحديداً ، ولم نستغل هذه العلاقة والنفوذ المترتب عليها ، لبناء أواصر وصلات حقيقية على مستوى المؤسسات [ المختلفة] ... ولهذا ، فإنه عند حدوث أية هزة ، أو أزمة ، أو خلاف ، أو حتى حادثة فردية ، أو سوء فهم إنساني أو ثقافي أو حقوقي أو قضائي أو ديني ، نجد أن الدنيا تقوم ولا تقعد تجاه المملكة ومصالحها ، مما يعكس إحساساً بـ( هشاشة هذه الصلات ) ... ) .

    وأما الثاني فلاشك أن لدينا مقومات القوة الناعمة الكثير [الأدوات الثقافيّة والسياسية والاقتصاديّة، والمؤثّرات الأيديولوجية (الأديان)، والوسائل الإعلاميّة بقنواتها الإذاعيّة والتلفزيونيّة، فضلاً عن الصحف والمطبوعات والكتب ودُور النشر ... ]
    وعند المقارنة بيننا وبين الكثير من دول العالم العربي والإسلامي يظهر التفوق لدينا في حيازة الكثير من تلك الوسائل وغيرها سواء مما يتعلق بالطبيعة الرسالية والتاريخية ، أو الثروة الاقتصادية ..

    فهل كان التعاطي مع هذه المذخورات من مقومات القوة الناعمة متوائم مع توافرها ؟

    للإجابة عن هذا التساؤل نحتاج أن نعود إلى الوراء لنمسك الخيط من نقطة متقدمة , وهي ومضات تاريخية من يراها بعدسة الواقع الحالي يرى فيها مرحلة متقدمة من استخدام القوة الناعمة :

    ( ومما تجدر ملاحظته أنه لما وقعت الفتنة الناصرية في اليمن وواجهت المملكة أول تهديد حقيقي من الخارج بعد سقوط العرش الهاشمي في العراق ، كان الأمير سلطان هو الذي تولى الجبهة اليمنية ففتل – كما يقولون – لعبد الناصر والسلال بين الذروة والغارب ... واستطاع أن يجيش الجيوش ويؤلب القبائل ويدخل السلاح ويلعب بالسياسيين , حتى حصر الخطر في اليمن ثم صفاه .. ولا شك أن أي عسكري في اليمن مهما كان مركزه يعرف أن لسلطان في اليمن من الجبل للساحل من الولاء والاتصالات بل والخبرة ما يحبط أحلام أي مغامر ) .
    الجنازة حارة / محمد جلال كشك : 153-154

    ( وقد تعاظمت أهمية السعودية السياسية آليا بزيادة عائدات النفط . وقد عرف فيصل كيفية استخدام إمكانيته المالية المتزايدة باطراد لتوطيد مكانته . وأصبح الإسلام أداة نضاله . وقد ساعد في كل البلاد العربية على الاعتراف بمنظمات إسلامية .وفي سنتي 1965 -1966 طرح العاهل السعودي صيغة ميثاق إسلامي وقمة إسلامية . وكان هدفه حرمان عبد الناصر من دوره بصفته زعيماً، وذلك بطرحه حلاً بديلاً للزعامة المصرية في العالم العربي ، ونجح عبد الناصر في الوقوف ضده بفعالية باتهامه بمحاولة إعادة حلف بغداد تحت اسم الحلف الإسلامي غير أن عبدالناصر وجد نفسة في موقف الدفاع وفي ذلك دليل على تغير الظروف .. ) .
    اللعبة الكبرى / هنري لورانس :277

    إذا كانت تلك اللمحة التاريخية هي الأبرز في تلك المرحلة إلا أن هناك أحداث متفاوته على ذات المنحى وإن بدرجة أقل ، فهي تجسد نوع من التفعيل الحيوي لمبدأ القوة الناعمة بقدر ما ، سواء في جوانب التحرك الذاتي أو رد الفعل الممانع .
    وإن كنا لا نفرط في الإعجاب لكون تلك الملامح دائرة في إطار الارتهان للهيمنة الأمريكية والتي ما فتئت تضيق شيئا فشيئا حتى افقدتنا أي قدرة على استخدام ( القوة الناعمة ) واستغلال " المكانة العالمية " .

    برز ذلك في المرحلة الأصعب وهي فترة أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما صحبها من تنازلات عن مكانتها العالمية والإقليمية إلى درجة الضغط للتغيير الداخلي الذي شغلها عن تلك المكانة والتأثير ، بل التخلي عن الدور الإقليمي الذي لم يكن إلا صورة من الاستجابة للضغوطات حتى تحولت بعد حرب العراق إلى التسخير اللامحدود لبقية ما تملك من قرارات تأثيرية لصالح الرغبات الأمريكية .

    وإذا التمسنا العذر وتركنا اللوم لأجل انعدام التأثير في السياسة الدولية نظراً لظروف التغيرات العالمية الكبرى والتحولات التي أفقدت – بدرجة كبيرة – أي تأثير أو ضغوط لدولة عربية على المستوى العالمي ؛ فإن اللوم كل اللوم والحيف كل الحيف يقع على مهندسي القرار السياسي الخارجي ومحركي دفته في تخليهم اللامبرر عن إمكانية التحرك في الإطار الإقليمي ليس على سبيل المبادرة إلى تفعيل المجال العربي لإيجابية عالمية أكثر ؛ وإنما لأجل الحيلولة دون اشتداد خرط القتاد على رقابنا بسبب التغافل عن تغوّل قوى إقليمية تريد ابتلاعنا مثل إيران ؛ أو التخلي عن دور الدعم لقضية مصيرية هي بوابة ضد اندفاق سيل الحقد اليهودي .. ؛ أعني القضية الفلسطينية .

    تحت عنوان "الحسبة الإستراتيجية في العراق" تحدث الدكتور عبد الله النفيسي عن نوع من تفعيل القوة الناعمة في ظرف نحن أشد ما نكون حاجة لتفعيلها فيه :
    ( ضاع أهل السنة والجماعة في العراق بين الفيل الأمريكي والفيل الإيراني وما يعانونه اليوم من ذبح وتشريد وتهميش وإقصاء من طرف التحالف الأمريكي الإيراني في العراق هو نتيجة متوقعة لتفرقهم وتشتتهم وتخلفهم السياسي الذي لا يعترفون به هذا من جهة وضخامة الإمكانيات الهائلة التي يتسلح بها الأمريكان والإيرانيين من جهة أخرى وهو أمر يتطلب تدخل طرف ثالث لديه إمكانيات وثقل سياسي إقليمي ودولي لإحداث شيء من التوازن على المشهد العراقي ولا تتوفر هذه الخصائص في طرف كما تتوفر في المملكة العربية السعودية الحاضنة التاريخية لأهل السنة والجماعة في المنطقة.
    لقد قامت الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة على أساس ذلك ولذا فهي مطالبة –وفوراً- أن تغشى العراق وتحدث التوازن المطلوب هناك قبل أن يفيض الكأس ويندلق علينا في الجزيرة العربية وفي بلاد الحرمين تحديداً وعندها تتعقد كثير من الأمور ولا يعود العلاج ممكناً. إن تردد المملكة العربية السعودية في المبادرة هذه سيعقد دورها في المستقبل ويصعبه وهذا التردد يشجع إيران على تطوير دورها في العراق وترسيخه واستثماره للضغط على المملكة العربية السعودية ومعها منظومة التعاون الخليجي.
    المطلوب أن تعيد المملكة العربية السعودية قراءة المشهد العراقي وترسم لنفسها دوراً يستهدف المباشرة في تحقيق التوازن المطلوب بين الشيعة (المدعومون بقوة من إيران) والسنة الذين يفتقرون إلى الدعم من أي جهة كانت. ليست هذه دعوة (لصب مزيد من الزيت على الحرب الطائفية) التي أشعلت أوارها إيران في العراق لكنها دعوة لتحقيق السِّلم الأهلي من خلال إحداث التوازن الميداني الذي قد يتمكن من إعاقة التوجيه الإيراني في العراق ) .
    ويالها من عبارتان ذات دقة متناهية (ولذا فهي مطالبة –وفوراً- أن تغشى العراق ) (قبل أن يفيض الكأس ويندلق علينا في الجزيرة العربية ) , قالها آنذاك متوجساً شيئاً يرى بوادره , وها نحن اليوم نخوض في بحر خضم مما فاض من كؤوس توسعهم النتن .

    اعترفت راغدة درغام مراسلة صحيفة الحياة في نيويورك في مقال هام لها بأن أن القرارات الكبرى للمنطقة خرجت كلياً من الأيدي العربية، بعضها بسبب أخطاء فادحة ارتكبها القادة العرب... وبعضها لأن لغة الفاعلين الكبار في منطقة الشرق الأوسط لا تشمل اللغة العربية بل باتت محصورة في إيران وإسرائيل وتركيا... العرب الذين خاضوا الحروب عبر العراق ومعه وفيه، بذريعة أو بأخرى، يجدون أنفسهم اليوم في اشتكاء وشكوى وعتب وتذمر في صفحة أخرى من سيرة الذهول والخوف والخيانة ) .

    يخطئ من يظن أن الانكفاء عن واجب المسؤولية الخارجية ليس له تأثير داخلي ..!
    لقد كان مبعث الحراك النشط في المحيط الإقليمي أيام فتوة الدولة هو تامين الجبهة الداخلية , وإعطاء الأجواء الآمنة لتمتين البنية والنسيج الداخلي , لأن الاضطراب في محيط الجوار الخارجي له تأثير لا يُشك فيه على الاستقرار الداخلي .. ؛ فكيف وقد اضطلعت هذه البلاد بدور ريادي على اعتبارها منارة الإسلام ومنبر إشعاعه .

    إن قضية مركزية تاريخية كانت الدول العربية – الكبرى منها بالخصوص – تصدِّر نفسها أمام شعوبها على أنها مناصرة لها , أو تتاجر بمزاعم نصرتها , فإذا بها بعد أن أصاب "قوتها الناعمة" الخدر تتاجر بها ببيعها .

    ففي حرب غزة الأخيرة , تكونت – أو كُوِّنت – جبهة الاعتدال ؛ وصدمت مشاعر الجماهير بمواقفَ فَزِعتْ فيها بآمالها إلى الكذب , فمن تصريحات بعلم هذه الدول المسبق بهذه الحرب , وأن الزيارات قبلها عادت إما بإذنٍ سكوتي أو تأييد صريح ..
    ومروراَ بتصريحات بعضها : أنها لا ترى "من المناسب" عقد قمة عربية طارئة في الدوحة ... وأنها لا ترى "أنه من المناسب عقد قمة ثانية"، وليس "من المعقول أن يجتمع القادة العرب قبل أن يجتمع وزراء الخارجية"..., وبعضها طلبت الاطلاع علىالبيان الختامي وقرارات القمة قبل المشاركة، وأوعزت أنها تريد قرارات 'معتدلة' والابتعاد عن أي قرارات 'ثورية" .
    إلى درجة أن ينتقد صحفي مثل جهاد الخازن الحكام العرب وإصرارهم على خدمة الصهاينة بمبادرة السلام: فـ"الدول العربية تستطيع لو أرادت أن تسحب مبادرة السلام العربية، إلا أن هذه الدول فقدت الإرادة"، الحياة 6\1\2009م.
    وانتهاءً بالردود المخيبة للأمل لوفد العلماء والدعاة الذين عادوا بخفي حنين , لترتسم الصورة النهائية :-

    ( لقد أعلن النظام العربي بالفصيح اصطفافه في الخندق الآخر، المواجه للقضية الفلسطينية، ونبض الشارع، وللحقوق المشروعة. وقطع وزراء العرب الشك باليقين ، بعد أن كانت مجرد شبه وظنون.
    لم تقف الأنظمة العربية المعتدلة على الحياد، فيعذرها بالجبن والخَوَر من يحسن الظن بها..
    ولم تُخلِّ بين الشعوب وبين إرادتها في التعبير والدعم الإنساني – وليس العسكري – بحيث تبدو بمظهر الديمقراطي الذي يفصل بين القرار الرسمي، والحراك الشعبي.
    وإلا فمن يُصدِّق أن النظام العربي العقيم لم تتوجه[إرادته]أبدا في استخدام أو توظيف أيٍ من إمكانات الأمة، لخدمتها وحمايتها وانتزاع حقوقها. وفي يده وتحت تصرفه: المال والموقع الجغرافي،والرصي د البشري والعُمق الإسلامي، بيده الجيوش والمعدات الهائلة، والأبطال الذين[دَوّخوا]العالم، وهو محيط بإسرائيل[محبوب النظام الصليبي] وهي تحتل القدس [ذات البُعد الإسلامي].. إلى إمكانات أُخر، كان بإمكانها أن تضع العالم العربي في مواقع متقدمة مرموقة.
    كيف يصح مع ذلك أن يتأخر النظام العربي عن توظيف هذه الإمكانات؛ لمصلحته [هو أولا]وكيف يعجز عن مواجهة الجرائم الكبار بـ [ أضعف الإيمان] كسحب سفير،أو تجميد علاقة،أو دعم مقاطعة،أو مقاطعة [ذات دلالة محددة] أو رفض مشاركة مشبوهة ضِمن الهمجية الدولية ، أو استشارة شعبية للاحتماء بها والاستعانة برأيها في مواجهة الضغوط والابتزاز؛ كما تفعل الأنظمة المحتَرِمَةُ لشعوبها.
    وبالخلاصة: لقد [تطرَّف] النظام العربي [المعتدل!] إلى حد: المواجهة مع الشعوب وتجاهُلِ خياراتها، ومحاصرة المقاومة [المشروعة] وتنفيذ السياسات الأمريكية الهمجية على مساحات واسعة في العالم الإسلامي؛ بالقول وبالفعل. وإن القيمة السوقية لجغرافية العالم العربي[وشعوبه] قد انخفضت بصورة مذهلة في السوق الدولية، وخَفّ وزنها في المحافل بشكل مُخجِل. وهذا كله كان بسوء إدارة[النظام العربي] للأزمات وللقدرات على مدى عقود... )
    غزة التي قصمت النظام العربي / حسن بن صالح الحميد / موقع المسلم .


    لقد أصبحنا بسبب ما آلت إليه القوة الناعمة إلى "قوة نائمة" ؛ بين فكي كماشة : ففي حال تزايد نذر الحرب في المنطقة , وما يتوالى من الاستفزاز الإسرائيلي مقابل التردد الأمريكي فالوضع جد حرج , وسنجد أنفسنا وسط رحى المعركة ..
    وفي حال استمرار التمدد الإيراني , وما يقال عن الصفقة بين أمريكا وإيران فالحرج حاصل , وحينها لن يبكي علينا أحد , ولن يصدق المثل القائل " يداك أوكتا وفوك نفخ " مثلما صدق على حالنا آنذاك .


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    55

    Exclamation رد: إرادتنا السياسية من "القوة الناعمة " إلى "القوة النائمة"

    كلا القوتان مفقودتان...
    أما القوة النائمة فنعم...
    قوة الغطيط؟؟؟
    وإن شأت الشخير؟؟
    وحتى لا يغضب أحدٌ...
    موت يريح فلا حراك بعده...
    أريح وأوضح...

    [justify]
    يا قوم لا تتكلّموا ***** إنّ الكلام محرّمُ
    ناموا ولا تستيقضوا ***** ما فاز إلاّ النُّوَّمُ
    وتأخّروا عن كلّ ما ***** يقضي بأن تتقدّموا
    ودعوا التفهُّم جانباً ***** فالخيرُ أن لا تفهموا
    أمّا السياسة فاتركوا ***** أبداً وألاّ تندموا
    [/justify]
    ويا ربي إن القلبَ ملكك إن تشأ
    جعلتَ محيل القلبِ ريان مُخصبا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: إرادتنا السياسية من "القوة الناعمة " إلى "القوة النائمة"

    أشكرك أخي العطاب على تعليقك , وكلامك في موضعه , وإنما هي صرخات عسى أن توقظ السادرين في غفلتهم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: إرادتنا السياسية من "القوة الناعمة " إلى "القوة النائمة"

    ملحقات وتوابع :


    كيف اجتاحتنا إيران بالقوة الناعمة والقذرة :
    ولِدت[الجمهورية الإسلامية الإيرانية] ومنذ ذلك التاريخ وإلى اليوم كان النظام الإيراني يتحرك بخطى ثابتة ورؤية واضحة في أربع مسارات[سياسية وعسكرية وثقافية وجغرافية] في تبادل ذَكِيٍّ للأدوار، وتكامل بين[الدين والسياسة]. وقد آتت هذه الجهود أُكُلها، وتسارعت نجاحات طهران الثورة بوتيرة أسرع وأكبر مما كان آيات [قٌمّ] يتوقعون!! ولم تأت هذه النجاحات من فراغ، كما لم تنجح الثورة ذاتُها من فراغ!. إنه قانون الأسباب..
    فقد اجتاحت إيران في [ثلاثة عقود] مناطق واسعة ، وزاحمت النظام العربي في مناطق نفوذه، وتحوّلت من [دولة] إلى[محور] ومن بلد منبوذ إلى[شريك مصالح بالقوة] لدول كبرى، مهيمنة تقليديا على المنطقة، وأسست قوة عسكرية ؛ تقليدية ونووية، وأسقطت أنظمة وابتلعت دولا كانت محسوبة [تقليديا]على النظام العربي . وأعادت إحياء [المذهب الإثني عشري] وتوظيفه في الشارع العربي والإسلامي ، فأحدثت شرخا في نسيج الشعب العربي[السُّني]وتصدعا في بنيان النظام العربي الرسمي..
    أما النظام العربي[البائس]فقد ظل يلعن العمائم ، ويتَنَدّر بفكرة[تصدير الثورة]ويواجه تطلعات الشعوب العربية في الانبعاث الإسلامي بالقمع، بحجة مكافحة[الإسلام السياسي] ويتقزّم عسكريا بالهزائم، ويتخبّط سياسيا بالانقسامات والقرارات الشاذة..
    - وهو الذي فرّغ الساحة العربية من قوة الممانعة السُنّية، فمهّد بجهله السبيل أمام تغوّل المحور الإيراني الانتهازي.
    من مقالات : غزة التي قصمت ظهر النظام العربي / حسن بن صالح الحميد / موقع المسلم .


    كيف فعّلت الصين قوتها الناعمة

    بدأت الصين تستخدم بعض تطبيقات القوة الناعمة،...واتخذت مبادرات حقيقية بالتوقيع على اتفاقية "صداقة" مع دول شرق آسيا، كما ألزمت نفسها بالعمل على إيجاد طريقة للتعامل المرن في منطقة بحر الصين الجنوبي.
    لقد عملت الصين ولا تزال على الدفع بقوتها المرنة في جنوب شرقي آسيا، إذ يفوق الدعم الذي تقدمه بكين إلى الفلبين أربع أضعاف حجم المساعدة الأمريكية لها في
    2003

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •