في حواره المثير .. الشيخ عيسى المبلع لـــ إخبارية حائل ----- سعاد ومخلف ارتكبا المنكر والمحرمات بما لا يمكن السكوت عليه! .. "أدبي حائل " .. نسأل الله أن يرأف بحالهم وقد اقتدوا بتركي الحمد وفوزية أبو خالد !




الشيخ "عيسى المبلع" .. أحد أبرز الأسماء التي أثارت الكثير من الاستفهامات حول الآراء القوية التي أطلقها سواء من منطلق كونه أحد أشهر الخطباء في منطقة حائل ، أو من خلال تعليقاته أو ردوده على العديد من الأسماء المعروفة من الليبراليين أو العلمانيين التي انتقدت الخطاب الديني السعودي المعاصر أو كانت لها انتقادات لاذعة للعديد من الأحداث والمشاهد في الساحة السعودية والعربية . الشيخ عيسى نثر ما في جعبته لإخبارية حائل ، وكان " نارياً " في رده على العديد من الاتهامات التي يتناقلها الشارع العام ونقلتها (إخبارية حائل ) إليه من خلال هذا الحوار الشيق .. تابعوا معنا .


س1/ قمت بالرد على سعاد الشمري ومخلف بن دهام ووصفه كثيرا من المراقبين والمتابعين للشأن الفكري بأنه نشرا للغسيل أكثر من أنه نصيحة أو دعوة .. فهل هذه من أخلاقيات الدين الحنيف ماتنهجه .. ؟


ج1/ نشر الغسيل يكون لسبق عداوة شخصية فينشر للتشفي والتشهي .
وأنا الفضل لله ليس لي معهم عداوة سابقة . وحتى إن قسوت بالرد عليهم فأنا أسأل الله لهم الهداية بل أتمنى هداية (بوش) أكبر عدوٍ للمسلمين فضلاً عن غيره . أما وصف المقال بأنه ليس نصيحة أو دعوة أو ينافي أخلاقيات الدين فالذي يحكم على صنيعي عالم رباني يدرك مقاصد الشريعة ومنهجها وليس جاهلاً .
فالنصيحة تتضمن أمرين :
1-مقصد باطن لا يعلمه إلا الله كما قال شعيب – عليه السلام - : {إن أريد الإصلاح ما استطعت} . فمن الذي أطلع على ما في قلبي .
2-منهج ظاهر : فديننا فرق بين أصناف المدعوين فمنهم المتجرد من الهوى الطالب للحق فهذا يعامل باللطف واللين { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك } ومنهم صاحب الهوى المعاند المجاهر به فمثل هذا أمرنا الله سبحانه وتعالى بالشدة والغلظة معهم فقال : { جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم} وقال : { وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً } وقال صلى الله عليه وسلم : [ من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهنّ أبيه ولا تكنوا ].
فسعاد : بوجهها المكشوف وكحلها ومكياجها وتغنجها أمام الشاشات العالمية وهمزها ولمزها لنظام الدولة وللقضاء ولهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصالحين . وزعمها أن قبيلتها ومنطقتها تشجعها على ذلك . هل يعامل هذا المنكر العظيم باللين والانحناء . وكذا مخلف وتشجيعه لها وزعمه أن قبيلته ومنطقته تؤيده على ذلك كذباً وبهتاناً . وموالاته للشيعة وتبرؤه ممن يتبرأ منهم وقد كفرهم مفتي عام المملكة سابقاً العلامة / محمد بن إبراهيم كما في فتاواه (12/207) وكذا كفرهم مفتي المملكة العلامة / ابن باز كما في مسائله لابن مانع ص213 . فهل مثل صنيعه يقابل بتقديم الزهور له . حاشا لمنهج الإسلام أن يستكين . وأهل العلم الراسخين الذين أطلعوا على مقالي شكروني وأثنوا عليه ولا أقول إلا كما قال الأول :



وإذا أتتك مذمة من ناقص...................ف ي الدليل بأنـك كامـل



س3/ رفعت خطاب للأمير / سعود أمير منطقة حائل تطلب منه أن لا ينشر في الإعلام أي قضايا تسيء لحائل حتى ولو وقعت فيها فالجرائم في مكة المكرمة والمدينة المنورة تنشر بالصحف ويحاول الكثير من الكتاب أن يجدوا لها حل من خلال تلاقح الأفكار والرؤى تثمر بحلول للجهات المختصة .. فهل يرى الشيخ المبلع بأن حائل أطهر من هذه الأماكن المقدسة ؟



ج3/ أما قولكم : (هل يرى الشيخ المبلع بأن حائل أطهر من هذه الأماكن المقدسة)
فقد خيب أملي السائل بأن يصل إلى هذا المستوى المتدني من الثقافة والوعي . ويطرح هذا السؤال . فأنا أنزه قلمي عن الإجابة على هذا السؤال التافه . وأخش أن يكون من كتبه من طلاب المرحلة الابتدائية أو روضة الأطفال . ولا أظن السائل قرأ ما كتبته لأمير المنطقة وإنما نقل له فهم خاطئ.



س4/ ما المانع أن تتم مناقشة قضايانا الاجتماعية إعلاميا سواء الإيجابية أو السلبية منها .. هل ترى بأننا مجتمع ملائكي حتى ترفض هذا التوجه وبالتالي تريد المجتمع أن يكون كالنعامة يدس رأسه بالأرض ؟



ج4/هل الإعلام لما نشر صورة لاعبات فريق كرة القدم بجدة يسعى لمعالجة الموضوع أم أنه يدعو للإقتداء بهن والتشجيع على ذلك. لسنا أغبياء ، فنحن ندرك ونفهم ما يراد علاجه والتحذير منه ، وما يراد الدعوة إليه فأين الإعلام النظيف الذي يبني ولا يهدم بل أن أصوات العلماء والمفكرين والمصلحين حقا محجوبة عن الإعلام ومحكوم عليها بالإعدام قبل وصولها لرؤساء التحرير.
ولماذا جعلنا مشكلتنا الكبرى التي تحتاج إلى علاج هي : الفتاوى ، والقضاء ، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إن مشكلتنا الكبرى التي تحتاج إلى علاج هي الإعلام ، فأيُّ إعلام يعالج مشاكل الإعلام . ولماذا إذا تحدث صاحب علم عن المنكر وعالجه ارتجت الوسائل الإعلامية ووصفته بالتشدد والتزمت فهل تريدون أن نكون كالنعام ندس رؤوسنا بالأرض؟!



س5/ تشنون حرباً ضروس على النادي الأدبي بحائل ما هي نقاط الاختلاف معهم وهل دعوتهم للنقاش ؟



ج5/ النادي الأدبي؟! من الأدب أن يستميت أعضاؤه لدعوة تركي الحمد القائل في كتابه : فالله والشيطان واحد هنا , وكلاهما وجهان لعملة واحدة ( الكراديب ص 137)
أو دعوة فوزية أبو خالد التي تصف الله بأنه يلعب الكرة ويتزلج على الجليد ويرقص مع الفتيات أو عرضهم لأفلام الحب والغرام بما فيها من النساء والموسيقى . هل هذا الأدب المنشود . ولماذا زحزح أعضاؤه السابقون بلا نظام ولا انتخاب وعُيّن غيرهم ، فهل نعالج وضعه الإداري أو مساره الفني.
وللأسف أن القائمين عليه قد تبرموا وتأففوا ممن يناصحهم بالين بل لو رأيت تصرفهم مع المداخلين المعتدلين في بعض الأمسيات لرأيت الانهيار الأخلاقي وتهميش أفكار الآخرين . فلماذا أهل العلم تتهم أساليبهم بمخالفة تعاليم الدين والعادات والثقافات بينما غيرهم حتى لو شتم غيره جهاراً سمي صنيعه بطولة ومهارة ورقياً فـ {ويل للمطففين} مجرد حمل أحد الصالحين آلة تصوير لأحد الأمسيات عد جريمة وأوذي وسجن.




س6/ كثيرا من المثقفين والمفكرين يطالبون بأن لا يكون بالساحة السعودية صوت واحد وهو الصوت المتشدد على حسب كلامهم .. بل يريدون للأصوات الأخرى أن تكون حاضرة لكي لا يكون هناك مزيدا من الإرهاب والتفجير ، ما هو ردكم ؟

س7/فضيلة الشيخ نريدكم أن توضحون لنا مفهوم التشدد في نظر اللبراليين والعلمانيين وغيرهم من التيارات التي تصف نفسها بالاعتدال؟





ج6-7/ السؤال السادس والسابع مضمونهما واحد :
فالتشدد في نظر كثير من الكتاب والمثقفين والعلمانيين هو التمسك بالكتاب والسنة بينما المتشدد عند العلماء الشرعيين : هو المتجاوز للحد الشرعي كما في قصة الثلاثة الذين تقالٌّوا عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أحدهم : أقوم ولا أنام ، وقال الآخر : أصوم ولا أفطر ، وقال الأخر : لا أتزوج النساء .
وكذا الخوارج الذين يكفرون بالكبيرة وما شاكل ذلك فتجاوز الحد الشرعي يعتبر تشدداً وغلواً وتطرفاً أما المنطلق من الكتاب والسنة وما أٌجمع عليه ، أو ما عليه جماهير أهل العلم فهذا ليس تطرفا وتشددا ، وإنما التطرف وصفه غيره له بالتطرف والعلمانيون والليبراليون يدندنون حول مسائل الخلاف أو الأخذ بالأقوال الشاذة أو المرجوحة كمسألة الموسيقى وآلات العزف فقد أجمع العلماء على حرمتها كما نقل الإجماع ابن الصلاح والتوربشتي وابن القيم وغيرهم . وشذَّا ابن حزم وأباحه لعدم ثبوت الدليل عنده ، فمثل هذا القول وماشاكله لا اعتبار له ومع هذا الليبراليون يصفون من منع الغناء والمعازف بالتشدد ، وأين التشدد؟!

أما السماح بإظهار أصوات الآخرين لإخفات أصوات المتشددين وتهدئة حدة التوتر وتخفيف الإرهاب فهذا من معالجة الداء بداء آخر وقد قال صلى الله عليه وسلم : [ ماجعل الله شفاء أمتي فيما حرم عليها ] بل النتيجة العكس فأصوات العلمانيين الشاذة زادت من تأجيج غيرهم بل إنها ألهبت غيرت المعتدلين وقد تدفعهم يوما ما إلى سلوك المنحرفين. فالعلماء الربانيون هم أطباء مشاكل المجتمع وانحرافاته الفكرية والسلوكية بشرط أن يعطوا الحرية بمنهج المعالجة.




س8/ ما حكم تفجير المسلم نفسه في حال الجهاد مثلاً في فلسطين والعراق وكما يسمونها العمليات الاستشهادية ، لأن بعض شبابنا بالمملكة عامة وحائل خاصة تأثروا بها أشد تأثير ؟



حكم تفجير المسلم نفسه حال الجهاد : هذا السؤال يتضمن ثلاث مسائل تحتاج إلى إيضاح .
الأولى : هل ما يقوم به الإخوة الفلسطينيون والعراقيون من الجهاد ؟ أظن هذا لا يخالف فيه عاقل فبلادهم محتلة من قبل اليهود والنصارى والجهاد مشروع في حقهم.

الثاني : حكم ذهاب شبابنا للعراق وفلسطين وأفغانستان فقد بينت رأيي في هذه المسألة قبل صدور بيان مفتي عام المملكة بعدم جواز الذهاب هناك ، لماذا؟ لأن الحرب والقتال يسير على مسارين : 1- قتال بمفهومه العام قوات كبرى مع مثلها وهذا من اختصاص حكومات سلكت البلاد والحكومات الإسلامية وتقديرهم لقدراتهم وإمكانياتهم هل الأصلح المواجهة أو المصالحة.
3-حرب العصابات والكر والفر ، ففي العراق وأفغانستان من الرجال ما يغني عن ذهاب شبابنا هناك بل ها هم العراقيون والفلسطينيون والأفغان بلادنا فهم أولى أن يدافعوا عن بلادهم ، فلا أرى ذهاب شبابنا هناك مطلقاً وقد بينت هذا في عدد من الخطب والمحاضرات والدروس العلمية.

الثالث : حكم العمليات لمن كان هناك ، أما ما يفعل في المملكة من تفجير وتخريب فالعلماء جميعاً متفقون على حرمته وضلال من يفعله . ولكم لمن كان في تلك البلاد المحاربة فعلماؤنا الراسخون كشيخنا ابن باز وابن عثيمين وغيرهم قد أفتوا بحرمة ذلك وبعض أهل العلم أجازها بشروط وقيود وحدود كتعذر سبل القتال الأخرى وأن تأوي إلى نكاية بالعدو وأن لا يترتب عليها مفسدة أخرى وغير ذلك من الشروط وأحال تقديرها وجوازها إلى قادة المجاهدين وتقديرهم للنازلة والمصالح والمفاسد.




س9/ كانت لك محاضرة في منطقة حائل بأحد الأماكن الترفيهية في عطلة الصيف قبل 4 سنوات مضت وتحديدا بحديقة الحيوانات على مجموعة من النساء عن طريق مكبرات الصوت وذكرت في ثناياها أن من نماذج الصحوة عند النساء العمليات الاستشهادية في فلسطين ، ما هو قولكم حفظكم الله في هذه المسألة ؟



ج9/ سؤال عجيب غريب !
نعم أثناء المحاضرة فيما أذكر لما رأيت انشغال النساء بالتوافه وإهمالهن لدور المرأة الحقيقي وتربيتها لأبنائها وكان وقتها الناس يتابعون الوسائل الإعلامية والعملية التي قامت بها أختنا الفلسطينية –رحمها الله- التي قُتل أهلها وجيرانها ورأت ألوان الذل والمهانة ونهايتها بين أمرين : إما القتل أو انتهاك عرضها فلفت حزامها الناسف فثأرت لأقاربها وفجرت نفسها وقتلت عشرات اليهود وقد افتخر بصنيعها كل مسلم ومظلوم . فذكرت قصتها لأبين الفرق بين علو الهمة ودنوها لا أني أدعو إلى هذا المنهج في بلادنا . فسبحان الله من مايز بين الأفهام والعقول ، وهنا أسأل سؤالاً : لماذا فسر قولي بهذا الاتجاه بينما د/ غازي القصيبي بقصيدته بهذه المرأة لم تفسر على نحو ما فسر به كلامي أليس يقول في مطلع قصيدته شاهدا لها بالشهادة :




يشهد الله أنكم شهد اء .... .يشهد الأنبياء والأولياء



ثم قال في ثنايا قصيدته واصفاً جبن حكام العرب بقوله :




تلثم الموت وهي تضحك بشر..............اًومن الموت يهرب الزعمـاء



ثم يصف العلماء المفتين بعدم جواز العمليات الاستشهادية بقوله :




قل لمن دبَّجوا الفتاوى رويدا............ربَّ فتوى تضج منها السماء



فلماذا عيسى المبلع حمل كلامه على مقصد بينما غازي القصيبي ما رأينا من وصفه بأنه يشجع على الإرهاب والانتحار .
إنها شنشنة نعرفها من أخزم.



س 10 / يرى الكثير تفشي ظاهرة الحسد وتمني زوال النعمة في المجتمع
الحائلي ؟ ما هو قولكم وتوجيهكم في مثل هذه الظاهرة السيئة والمذمومة ؟





ج 10 / الحسد ليس أمراً جديداً فإبليس حسد آدم وابنا آدم حسدا أحدهما الآخر
فقتله . وسبحان الله كانت خطبتي الجمعة الماضية عن الحسد و آثاره فلا
أدري السائل علم بها أم أنها جاءت قدراً.
ولكن البعض يفسر إنكار المصلحين على غيرهم أنه من باب الحسد، وهل يُحسدان على ذنب ومعصية ولعلي في الخطبة السابقة قد بنيت آثار الحسد وعلاجه فيما يغني عن الإعادة هنا .
وأخيراً : كنت آمل أن يكون اللقاء على مستوى راقٍ ، نتجاذب فيه الحديث متجردين من أي مؤثر ، على منهج علمي نقدي أدبي خلقي نسعى فيه لعالجه مشاكلنا الاجتماعية برحابة صدر وسعة أفق ، ولكن للأسف أن كثيراً من الإعلاميين ينهج منهج بعض القطاعات الأمنية في أسلوب التحقيق والإثارة
فيا ترى متى يكتمل نضجنا الإعلامي والإصلاحي والأخلاقي . بل لا أستغرب ذلك من إعلامي مبتدئ مادام معالي مدير إحدى الجامعات الذي ضمّن حفل تخريج طلابه الموسيقى ، وقد طُلب منه أكثر من ثلاثين طالباً إلغاء
هذه الفقرة بأسلوب راقٍ ، بل حمل بعض الطلاب إليه رسالة من قاض بغاية اللطف طالباً منه منع ما أجمع عليه العلماء على تحريمه من الموسيقى فكان رده على الطالب إننا نطمح بالسنوات القادمة أن تكون مسيرة الطلاب والطالبات جميعاً على عزف الموسيقى . هكذا تحطم المشاعر والقيم وتُثار الفتن من حامل دكتوراه . إذا لا غرابة من سفاهة من هو دونه . وإلى لقاء آخر آملين أن يلبس ثوباً جديداً نظيفاَ .




............................



جزاك الله خير ياشيخنا الفاضل

وكثر الله من امثالك وسدد خطاك