تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: من يرد على من ظهر يفتري على السلف بأنهم يرون مشروعية التوسل ؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    113

    افتراضي من يرد على من ظهر يفتري على السلف بأنهم يرون مشروعية التوسل ؟؟

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..وبعد

    على عجالة ..اريد من مشايخنا الاجلاء وطلبة العلم الكرام مساعدتي في موضوع ...ما هو الموضوع ؟؟ الموضوع باختصار ..في بلادنا ظهر من يفتري على السلف انهم يرون مشروعية التوسل والدعاء بالقبور الصالحين والاولياء وجواز التبرك باثارهم وذكر اسماء علماء اجلاء ...قرابة احد عشرا عالما يرون مشروعية ذلك على حد زعمه ولا اريد ان اطيل عليكم بنقل المقالات التي كتبها ...لكن رأيت من المناسب ان انقل المقالات التي كتبها حتى يتضح لكم مخططات الرافضة وسعيهم في زعزعة ثوابت الامة
    قد يكون الطلب نوعا ما ثقيل ...لكنه يسير على من اراد نفع اخوانه لذا اتمنى من الاخوة الكرام والمشايخ الفضلاء الذين لهم باع طويل في باب المعتقد ان يساندوني في الرد عليه او على الاقل بيان مذهب السلف في مسألة التوسل بالقبور والتبرك باثار الصالحين مع انه لا يعتريني شك ان ماذكره هذا المفتري انما هو عبارة تتبع عثرات بعض العلماء او نقل كلام مكذوب عن بعضهم ...
    اسأل الله ان يقيض لهذه المهمة رجلا مخلصا باذلا يريد نفع اخوانه في الله


    يقول المدعو علي المتروك ( الرافضي) - الذي ترك الحق وجادل بالباطل :



    زيارة القبور بين الإباحة والتحريم



    زيارة القبور ليست قضية خلافية بين السنة والشيعة فقط، وإنما هي قضية ذات أبعاد أكبر، تلقي بظلالها على المسلمين كافة، على اختلاف مذاهبهم الفقهية، فقبور الأئمة، والأولياء، والصالحين ممتدة من أقصى ديار المسلمين إلى أدناها، فهي موجودة في السعودية، ومصر، وإيران، وسورية، والأردن، والعراق، وتركيا، والمغرب، واليمن، ولا أبالغ إن قلت إن معظم المسلمين في هذه البلدان يزورون تلك القبور، ويتبركون بها ويستلهمون من تلك الزيارة سيرة أصحابها، والقيم والمبادئ التي ضحوا من أجلها، وعملوا على نشرها في حياتهم، والقرآن الكريم لم يرفض هذا السلوك، ففي سورة الكهف قال سبحانه وتعالى عن أولئك الفتية الذين لجأوا إلى الكهف: {قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا} (الكهف 21) وهذاتأييد من القرآن بمشروعية هذا العمل.

    السيد المنيفي الناطق باسم وزارة التربية، وفي رده على النائب السابق أحمد لاري، والنائب صالح عاشور، حين اعترضا على منهج التربية الإسلامية حول زيارة القبور، وإلصاق هذه القضية بأتباع المذهب الشيعي، قال: إن منهج التربية الإسلامية المعتمد في البلاد يتبع مذهب أهل السنة، ويطرح مع أجمع عليه علماء السنة دون التركيز على مذهب فقهي معين.

    إلا أن هذا القول يحتاج إلى دقة، ووقفة، لأن مشروعية زيارة القبور محل إجماع عند المسلمين، وإنما خالف في ذلك بعض السلفيين غيرهم في مسألة التبرك بالقبور اعتمادا على قول الإمام ابن تيمية إمام المدرسة السلفية، حيث يقول ابن تيمية: وأما التمسح بالقبر أو الصلاة عنده، أو مقصده لأجل الدعاء عنده معتقدا أن الدعاء هناك أفضل من الدعاء في غيره أو النذر له، أو نحو ذلك فليس هذا من دين المسلمين بل هو مما أحدث من البدع القبيحة التي هي من شعب الشرك- انتهى كلامه راجع مجموع فتاوى ابن تيمية ج27 ص80 الطبعة الأولى وأيضا كتاب زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور لابن تيمية ص32 طبعة الإدارة العامة للطبع والترجمة (الرياض سنة 1410هـ).

    والذي يظهر بالتأمل من النص المتقدم، ان الإمام ابن تيمية قام بتتبع أقوال فقهاء المسلمين تتبعا تاما، جعله يقطع بأنه لا يوجد فقيه قبله كان يقول بخلاف مقولته، ولكن بالرجوع إلى كتب الفقهاء السابقين، والمعاصرين اللاحقة، من بعده فإننا نجد عدداً كبيرا جدا من هؤلاء قد قالوا بنقيض قوله، واعتبروا أن تعظيم قبور الأئمة، والأولياء، والصالحين مظهر من مظاهر الإيمان، وأنه لم ينشأ إلا من التوحيد الخالص ولم يروا به أمرا يضير إيمان المؤمن، أو يبعده عن ساحة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى وعلى رأس هؤلاء إمامه وقدوته العظيمة في الاعتقاد، وفي مختلف شؤون دينه، والذي دافع عن فكره وعقيدته بقلمه ولسانه، وهو الإمام أحمد بن حنبل، ويكفي دليلا على ذلك أن الإمام ابن تيمية معدود في الحنابلة، أي من أتباع الإمام أحمد بن حنبل، وهو إمام غني عن التعريف، يكفيه كلام إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين، في شأنه حيث قال: والله ما تحت أديم السماء أفقه من أحمد بن حنبل، ولنبدأ بالبحث عن رأيه بخصوص هذه القضية، وإليك ما ينقله بصورة مباشرة عنه ولده عبدالله بن أحمد الذي هو من أئمة الحنابلة في الفقه والاعتقاد.

    يقول في العلل ومعرفة الرجال ج2 ص492 رقم 3243 طبع المكتب الإسلامي بيروت ودار الخاني الرياض 1408هـ الموافق 1988م.

    سألته (يعني والده الإمام الأحمد) عن الرجل يمس منبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ويتبرك بمسه، ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا، يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل؟ فقال: لا بأس بذلك.

    وقال الذهبي في معجم شيوخه: وقد سأل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله، فلم ير بذلك بأسا، رواه عنه ولده عبدالله بن حنبل المصدر معظم شيوخ الذهبي ج1 ص45- 46 دار الفكر بيروت 1418هـ- 1997م ج1 ص73 ط مكتبة الصديق الطائف.

    وقال العيني في عمدة القاري أخبرني الحافظ أبو سعيد بن العلاني قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل في جزء قديم عليه خط بن ناصر وغيره من الحفاظ، أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي وتقبيل منبره فقال: لا بأس بذلك قال: فأريناه للشيخ تقي الدين بن تيمية فصار يتعجب من ذلك ويقول: عجبت أحمد عندي جليل يقول هذا كلامه أو معنى كلامه وقال العيني بعد ذلك: وأي عجب في ذلك وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصا للشافعي وشرب الماء الذي غسله به، وإذا كان هذا تعظيمه لأهل العلم، فكيف لمقادير الصحابة وكيف بآثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

    المصدر: عمدة القاري ج9 ص241 ط دار المعرفة بيروت.

    إن كلام الامام أحمد بن حنبل يستفاد منه أن تقبيل قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ومسه والتبرك به، لا يتنافى مع التوحيد، ولا يستلزم الشرك، بل يمكن أن يكون أحد مظاهر التوحيد الخالص، فابنه الإمام عبدالله بن أحمد كما سبق آنفا، قد سأله عن مس وتقبيل المنبر والقبر الشريف، لأجل التقرب إلى الله فقال: لا بأس، ويعني أنه لا يوجد به إشكال أو خدش بإيمان المسلم، وإن الإتيان بهذا العمل يمكن أن يحقق حالة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يخفى على من يعرف الإمام أحمد بن حنبل أنه أكثر إطلاعا وعلما بسيرة المسلمين، لا سيما القريبة من عهد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، من الإمام ابن تيمية فهو متقدم عليه بمئات السنين، وقد عاصر من لقي التابعين الذين بدورهم عاصروا الصحابة رضوان الله عليهم، وسمعوا منهم ومن الواضح أن مثل هذا الموضوع الخطير، والذي كان متداولا في تلك العصور أيضا، ليس من الأمور التي تخفى على الإمام أحمد بن حنبل وأمثاله، وهو الإمام الذي أجمع السلف على إمامته في العقيدة، وسلامة عقيدته من جميع شوائب الشرك، مما يدل على أن الإمام ابن تيمية رغم احترامنا لرأيه تسرع في نسبة رأيه الخاص إلى جميع المسلمين وعلمائهم، وسيأتي بيان ذلك عندما نستعرض بقية الشواهد، التي يظهر منها استعجال الإمام ابن تيمية في إصدار هذا الحكم وعدم التريث في الحكم على المسلمين في فهم بعض المسائل الاعتقادية.

    في المقال القادم سوف نستعرض سيرة اثنين من كبار أئمة السلف، ممن زاروا أحد أئمة أهل البيت مع جماعة من أهل الحديث، لتكون الصورة واضحة أمام القارئ الكريم، وهناك شواهد أخرى لا يتسع لها عشر مقالات إن رأينا الاسترسال بها.

    وللحديث بقية...

    ((هذا كلام المدعو علي المتروك ..الذي ترك الحق وخاض بالباطل
    ثم يكمل فيقول في مقاله الثاني...))


    تحدثنا في المقال السابق عن موضوع زيارة القبور، وبينا بوضوح رأي الامام أحمد بن حنبل في مشروعية التبرك بقبر الرسول الاعظم ووعدنا القراء الكرام بذكر الادلة، والشواهد لما ذهب اليه علماء أهل السنة و الجماعة في هذا الموضوع، قبل الامام ابن تيمية بمئات السنين، وفي زمنه ومن بعده الى وقتنا الحاضر، ولنبدأ أولا بـ «بيان بعض آراء اعلام الفكر السلفي وكبار ائمتهم»:
    أولا: محمد بن اسحاق بن خزيمة: وهو صاحب كتاب الصحيح الذي يعرف بصحيح ابن خزيمة وهو من اهم مصادر الحديث النبوي الشريف، ولديه ايضا كتاب التوحيد، الذي يعتبر في الفكر السلفي من اهم مصادر الحديث، والاعتقاد في باب اسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته، وقد اعتمد عليه ابن تيمية كثيرا في مصنفاته، وقد لقبه علماء السلف كابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما بلقب امام الائمة، راجع مجموع فتاوى ابن تيمية ج17 ص56 (كتاب النبؤات ص47).
    وقال فيه الذهبي: الحافظ الحجة الفقيه شيخ الاسلام امام الائمة «سير اعلام النبلاء ج14 ص365» وقال ايضا: ولابن خزيمة عظمة في النفوس وجلالة في القلوب لعلمه ودينه واتباعه السنة «سير اعلام النبلاء ج14 ص365».
    قال الحاكم في تاريخ نيسابور: وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول: خرجنا مع امام اهل الحديث ابي بكر بن خزيمة، وعديله ابي علي الثقفي مع جماعة من مشايخ اهل الحديث، وهم اذ ذاك متوافرون الى زيارة قبر علي بن موسى الرضا عليهما السلام بطوس، قال: فرأيت من تعظيمه يعني ابن خزيمة لتلك البقعة، وتواضعه لها وتضرعه عندها، ما تحرينا «تهذيب التهذيب ج7 ص339 رقم 628 ط دار الفكر بيروت».
    ويظهر من هذا النص الذي نقله الحافظ في تاريخ نيسابور ان زيارة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام فضلا عن زيارة قبور الاولياء عموما امرا طبيعيا، ومتعارفا عند قدماء السلف، وغير مستنكر فيما بينهم، ولهذا ذهبوا متوافرين بمعية امام الائمة محمد بن خزيمة لزيارة الرضا عليه السلام.
    ان ابن خزيمة وهو امام الائمة عند السلف، كان يعظم قبر الامام الرضا عليه السلام ويتواضع له، ويتضرع عنده بشكل اثار دهشة من كانوا معه من اهل الحديث، وان ابن خزيمة وهو الرجل المعروف باتباع السنة كما تقدم في عبارة الذهبي لم يفعل ذلك الا لاجل الحصول على الثواب والتقرب الى الله تعالى ولو كان يعتقد ان ذلك العمل يتنافى مع التوحيد لما قام به.
    ثانيا: الحافظ أبو الحاتم ابن حبان وهو صاحب كتاب الصحيح، الذي يعرف بصحيح ابن حبان وهو من اهم مصادر الحديث المعروفة عند اهل السنة والجماعة قال فيه الذهبي: الامام العلامة، الحافظ، المجود، شيخ خراسان (سير اعلام النبلاء ج 16 ص 92).
    قال ابن حبان في كتاب الثقات: على بن موسى الرضا، وهو علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ابو الحسن من سادات اهل البيت وعقلائهم وجلة الهاشميين ونبلائم (كتاب الثقات لابن حبان ج8 ص456 رقم 14411 ط دار الفكر / بيروت 1395هـ - 1975م).
    الى ان قال: ومات علي بن موسى الرضا عليهما السلام بطوس، من شربة سقاه إياها المأمون، فمات من ساعته، وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاث ومائتين، وقبره بسنا باذ، خارج النوقان، مشهور يزار بجنب قبر الرشيد، قد زرته مراراً كثيرة، وماحلت بي شدة في وقت مقامي بطوس، فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله ازالتها عني، الا استجيب لي وزالت عني تلك الشدة، وهذا شيء جربته مراراً فوجدته كذلك، اماتنا الله على محبة المصطفى واهل بيته صلى الله عليه وعليهم اجمعين (كتاب الثقات لابن حبان ج 8 ص 457/456.
    ويظهر جليا من كلام ابن حبان:
    -1 ان زيارة قبر الامام الرضا كان امرا مشهورا لدى عموم المسلمين بقوله بانه مشهور يزار بقرب قبر الرشيد.
    -2 انه كان يزور قبر الرضا بكثرة حيث قال قد زرته مرارا كثيرة.
    -3 انه كان يعتقد ان زيارته والدعاء عند قبره سبب لاجابة الدعاء ولقضاء الحوائج حيث قال: ماحلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر الرضا عليه السلام الا استجاب الله لدعائي.
    وبعد ان استعرضنا سيرة علمين من اعلام المدرسة السلفية نستعرض سيرة علم ثالث وهو:
    ثالثا- الشيخ عبدالقادر الجيلاني (المتوفي 561هـ)
    قال فيه ابن قيم الجوزية: الشيخ الامام العارف قدوة العارفين الشيخ عبدالقادر الجيلاني قدس الله روحه (اجتماع الجيوش الاسلامية ص 175) وقال ايضا: الشيخ عبدالقادر الجيلاني المتفق على كرامته وآياته وولايته المقبول عند جميع الفرق (الصواعق المرسلة ج4 ص 1279) وقال ابن تيمية: والشيخ عبدالقادر ونحوه من اعظم مشايخ زمانهم امرا بالتزام الشرع، والامر والنهي وتقديمه على الذوق والقدر، ومن اعظم المشاريخ امرا بترك الهوى، والارادة النفسية (مجموع فتاوى ابن تيمية ج 10 ص 488) وقال الذهبي: شيخ العصر، وقدوة العارفين، صاحب المقامات والكرامات، ومدرس الحنابلة، محي الدين، انتهى اليه التقدم والوعظ والكلام على الخواطر (العبر للذهبي ج3 ص 36 وفيات سنة 561 هـ ط دار الكتب العلمية بيروت).
    قال عبدالقادر الجيلاني (الغنية لطالبي طريق الحق) اثناء كلامه عن احكام الحج والمعتمر قال: فاذا من الله عليه بالعافية وقدم المدينة، فالمستحب له أن يأتي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فليقل عند دخول المسجد: اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد الى ان قال اثناء بيانه لزيارة الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم: اللهم انك قلت في كتابك لبنيك: ?ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما? (سورة النساء) «واني اتيت نبيك تائبا من ذنوبي، فاسألك ان توجب لي المغفرة، كما اوجبتها لمن اتاه في حياته، فاقر عنده بذنوبه فدعا له نبيه فغفرت له، اللهم اني اتوجه اليك بنبيك عليه سلامك نبي الرحمة، يا رسول الله اني اتوجه بك الى ربي ليغفر لي ذنوبي اللهم اني أسألك بحقه ان تغفر لي وترحمني (الغنية لطالبي طريق الحق ص 34 ط احياء التراث العربي/ بيروت سنة 1416هـ 1996م).
    الى ان قال: ويستحب ان يصلي بين القبر والمنبر في الروضة وان احب ان يتمسح بالمنبر تبركا به (الغنية لطالبي طريق الحق ص 34).
    ان ختام هذين المقالين المقال الذي سينشر تحت هذا العنوان بعون الله يوم الاحد القادم، والذي سأستكمل به هذا البحث، واسال الله سبحانه وتعالى ان يكون هذا العمل خالصا لوجهه انه سميع الدعاء.
    فأسألك ان تستجيب لي.))

    (ثم يكمل المفتري افترائه فيقول:


    زيارة القبور بين الإباحة والتحريم 3



    بينا في المقالين السابقين رأي بعض أعلام المدرسة السلفية في زيارة القبور، وأوضحنا بما لا لبس فيه مذهب بعض من تقدم على ابن تيمية بعدة قرون في جواز التبرك بالقبور، والدعاء عندها، والتقرب بزيارتها إلى الله تعالى، ولا نريد أن نطيل على القراء الكرام في ذلك، ولكن من المهم أن يتضح أن ما بيناه كان يمثل الحالة السائدة والمعروفة، قبل ابن تيمية كما أنها استمرت بعده في سائر بلاد المسلمين وإن أصر اتباعه على رفض ذلك.

    ومع أنه لا يمكن أن نحصر جميع الشواهد الكثيرة على ذلك ولكننا نذكر بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر:

    أولا- الحافظ أبو علي النيسابوري قال فيه الذهبي: الإمام المحدث، الثقة الجليل، وقال أيضا روى عنه مسلم وأبو داود بواسطة النسائي والبخاري في صحيحه إلخ.

    فهو شيخ البخاري ومسلم وهو من كبار أئمة الفقه والحديث، ولا ينكر أحد من أهل السنة والجماعة علمه، وفضله، وسلامة عقيدته، وهو ممن يعتقدون بالتبرك بقبور الصالحين، والتقرب إلى الله تعالى بزيارتها.

    قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب: وقال الحاكم سمعت أبا علي النيسابوري يقول: كنت في غم شديد، فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام كأنه يقول: صر إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر وسل تقض حاجتك، فأصبحت ففعلت ذلك، فقضيت حاجتي، (تهذيب التهذيب ج11 ص261 رقم 479 ط دار الفكر- بيروت).



    2- الحافظ الكبير أبو عبدالله المحاملي: (المتوفى سنة 330 هـ)

    وهو أحد كبار الحفاظ، والفقهاء، والمشهورين عند السنة قال فيه الذهبي: القاضي، الإمام، العلامة، المحدث مسند الوقت (سير أعلام النبلاء ج15 ص259) كان يقول: أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم إلا فرج الله همه. (تاريخ بغداد ج1 ص123 ط دار الكتب العلمية- بيروت).



    3- الحافظ الفقيه ابن بطال المالكي (المتوفى سنة 449 هـ) صاحب الشرح المعروف على صحيح البخاري قال فيه: إنما كان يصلي ابن عمر في المواضع التي صلى فيها النبي (صلى الله عليه وسلم) على وجه التبرك بتلك الأمكنة والرغبة في فضلها، ولم يزل الناس يتبركون بمواضع الصالحين وأهل الفضل.

    شرح ابن بطال على صحيح البخاري (ج2 ص171 ط دار الكتب العلمية- بيروت سنة 1324- 2003م).



    4 - الحافظ والفقيه الكبير ابن عبدالبر الأندلسي المالكي(المتوفى سنة 463هـ) قال فيه ابن قيم الجوزية: بخاري الغرب أبو عمر ابن عبدالبر، إمام أهل السنة في زمانه (اجتماع الجيوش الإسلامية ص102 ط مكتبة دار البيان دمشق 2000م).

    قال الحافظ ابن عبدالبر شارحا لبعض الأحاديث، في كتابه التمهيد الذي يشرح فيه موطأ مالك: وفيه التبرك بالمواضع التي صلى فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ووطأها، وقام عليها، وفي هذا دليل على صحة ما كان القوم عليه من صريح الإيمان (التمهيد في شرح الموطأ ج6 ص228 ط وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية- المغرب سنة 1387هـ).

    وقال في شرح حديث آخر وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء، والصالحين، ومقاماتهم، ومساكنهم.



    5 - الإمام أبو حامد الغزالي (المتوفى سنة 505 هـ)

    ومقامه أشهر من أن يحتاج إلى بيان يقول: أثناء حديثه عن أقسام السفر القسم الثاني وهو أن يسافر لأجل العبادة إلى أن يقول: ويدخل في جملته زيارة قبور الأنبياء عليهم السلام، وزيارة قبور الصالحين، والتابعين وسائر العلماء، والأولياء وكل من يتبرك بمشاهدته في حياته، يتبرك بزيارته بعد وفاته (إحياء علوم الدين ج2، ص270 ط دار الكتب العلمية- بيروت).



    6 - القاضي عياض اليحصبي المالكي (المتوفى سنة 544هـ) وهو أحد كبار فقهاء المالكية في وقته قال فيه الذهبي: الإمام الحافظ الأوحد، شيخ الإسلام (سير أعلام النبلاء ج20 ص 212) وقال ابن خلكان: هو إمام أهل الحديث في وقته، وأعرف الناس بعلومه (سير أعلام النبلاء ج20 ص215) يقول القاضي عياض في كتابه (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) أثناء حديثه عن تعظيم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) ومن إعظامه وإكباره إعظام جميع أسبابه، وإكرام مشاهده وأمكنته من مكة والمدينة.

    إلى أن قال: وجدير لمواطن عمرت بالوحي والتنزيل، وتردد بها جبريل وميكائيل، وعرجت منها الملائكة والروح، وضجت عرصاتها بالتقديس والتسبيح، واشتملت تربتها على جسد سيد البشر، إلى أن قال: إن تعظم عرصاتها، وتسنم نفحاتها، وتُقبل ربوعها وجدرانها (الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص 622).



    7 - الحافظ أبو القاسم ابن بشكوال (المتوفى سنة 578هـ) قال فيه الحافظ الذهبي: الإمام العالم، الحافظ، الناقد، المجود، محدث الأندلس (سير أعلام النبلاء ج21 ص139).

    قال ابن بشكوال في ترجمة هارون ابن سالم القرطبي: وقبره يتبرك به ويعرف بإجابة الدعوة، جربت ذلك مراراً نقل الذهبي ذلك عنه في تاريخ الإسلام.

    8 - الحافظ عبدالحق الاشبيلي (المتوفى سنة581هـ) وهو من أبرز العلماء المعروفين قال فيه الذهبي: الحافظ العلامة الحجة «تذكرة الحفاظ ج4ص1350» قال الحافظ عبدالحق في كتابه العاقبة: واعلم ان قبور الصالحين لا تخلو من بركة، وأن زائرها والمسلم عليها والقارئ عندها والداعي لمن فيها لا ينقلب إلا بخير، ولا يرجع إلا بأجر، وقد يوجد لذلك إمارة ويبدو منه إشارة «العاقبة في ذكر الموت ص218 ط مكتبة دار الأقصى الكويت1986م».

    9 - الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي (المتوفى سنة 597هـ) وهو أحد كبار علماء الحنابلة المعروفين، وفقهائهم المشهورين قال فيه السيوطي: الإمام العلامة، عالم العراق، وواعظ الآفاق، «طبقات الحفاظ ص480 ط دار الكتب العلمية بيروت1403هـ».

    صنف ابن الجوزي كتابا مستقلا في مناقب معروف الكرخي، وعقد فيه فصلا قال فيه: في ذكر فضيلة قبره وتجربة إجابة الدعاء عند قبره (مناقب معروف الكرخي لابن الجوزي ص 199 ط دار الكتاب العربي بيروت).

    10 - أبو عبدالله القرطبي صاحب التفسير الكبير المعروف (المتوفى سنة 671هـ) قال فيه الذهبي: إمام متفنن، متبحر في العلم، له تصانيف مفيدة، تدل على امامته وكثرة اطلاعه ووفور فضله.

    قال القرطبي في تفسيره: أمره صلى الله عليه وسلم أن يستقوا من بئر الناقة، دليل على التبرك بآثار الصالحين وإن تقادمت أعصارهم، وخفيت آثارهم.

    11 - الفقيه المعروف أبوزكريا النووي (المتوفى 676هـ) وهو من كبار فقهاء الشافعية المعروفين، ومن مصنفاته المشهورة شرحه المعروف لصحيح مسلم، وكتابه المجموع في شرح المهذب، الذي يعد من أهم مصادر الفقه الشافعي قال فيه الحافظ ابن كثير: شيخ المذهب، وكبير الفقهاء في زمانه «البداية والنهاية ج13 ص278 حوادث 676هـ» قال النووي في شرحه على صحيح مسلم أثناء بيانه لمفاد بعض الأحاديث ففيه التبرك بآثار الصالحين، واستعمال فضل طهورهم، وطعامهم، وشرابهم ولباسهم «شرح النووي على صحيح مسلم ج4 ص219».

    وقال في شرح حديث آخر فيه التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وما مسه أو لبسه أو كان منه فيه سبب وهذا نحو ما اجمعوا عليه وأطبق السلف والخلف على التبرك بالصلاة في مصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الروضة الكريمة ودخول الغار الذي دخله -صلى الله عليه وسلم- وغير ذلك «شرح النووي على صحيح مسلم ج13 ص178».

    وقال العلامة الزرقاني في «شرح المواهب»إن كتب المالكية طافحة باستحباب الدعاء عند القبر مستقبلاً له مستدبرا للقبلة، ثم نقل عن مذهبي الإمام أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله تعالى والجمهور مثل ذلك، وأما مذهب الإمام أحمد ففيه اختلاف بين علماء مذهبه، والراجح عند المحققين منهم انه يستقبل القبر الشريف كبقية المذاهب، وكذا القول في التوسل، فإن المرجح عند المحققين منهم جوازه، بل استحبابه لصحة الأحاديث الدالة على ذلك فيكون المرجح عند الحنابلة موافقا لما عليه أهل المذاهب الثلاثة. «ومن أراد المزيد فليراجع كتاب شواهد الحق للقاضي الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني المتوفى سنة 1350هـ».

    وهذا غيض من فيض من أقوال كبار أئمة السلف الذين تقدموا على ابن تيمية بمئات السنين أو بعشرات السنين على الاقل وهذا هو الامام النووي ينقل لنا الاجماع على مشروعية التبرك بالقبور وزيارتها لاجل التقرب الى الله تعالى خلافا للاجماع الذي يقول عنه ابن تيمية، ويؤيد كلام النووي ما نقلناه في ما سبق في هذا المقال، ويكشف عن أن ما ذهب اليه ابن تيمية واتباعه لا يستند الى تتبع دقيق.

    والان بعد ان استعرضنا على مدى مقالين سابقين وفي هذا المقال الختامي ظهر جليا ان هناك ارضية مشتركة بين فقهاء المسلمين واتباعهم لمشروعية زيارة القبور والتوسل بالمصطفى صلوات الله عليه وعلى آله خلافا لمناهج التربية التي تعتبر زيارة القبور نوعا من الشرك، والتي دافع عنها مندوبها العام السيد المنيفي في الصحف الكويتية بتاريخ 8 من شهر مايو الماضي وقال: إن زيارة القبور من التهاون والأخطاء، الواقعة بين عموم المسلمين ووزارته نذرت نفسها لتصحيح هذه الأخطاء، وعموم المسلمين يعني الأمة بكاملها، على خطأ منذ قبض نبيها -صلى الله عليه وسلم- حتى اليوم ويا ليته لم يقع في هذا المطب وقال بصراحة: ان وزارة التربية تتبع الامام ابن تيمية لتحريمه زيارة القبور والصلاة والدعاء عندها فأراح واستراح وهذا رأي نحترمه حتى ولو كنا معه على طرفي نقيض.

    والجدير بالذكر ان الموجه العام المنيفي كشف عن «الانتهاء من تطوير كتب التربية الاسلامية بالكامل، التي تدرس في جميع الصفوف، من الاول الى الثاني عشر، مبينا ان تطبيق هذه المقررات يتم تدريجيا حيث تم ادخالها خلال العام الحالي الى الصفوف الابتدائية الثلاثة الأولى على ان تستكمل الوزارة تطبيقها على طلبة الصف الرابع والخامس والسادس والسابع في العام الدراسي المقبل». ثم اشار في نفس التصريح، الى ان الطالب غير ملزم باعتقاد ما هو مقرر في هذه المناهج، ونحن نتساءل إذا كان التلميذ يدرس وفق هذه المناهج منذ الابتدائية الى الصف الثاني عشر كيف يستطيع ان يحدد عقيدته بمعزل عنها وان لا يعتقد ما يلقن فيها من دروس؟

    إن هذه القضية ليست وليدة هذه الأيام ولكنها كانت موضع تساؤل واستنكار من قبل من تمس هذه المناهج عقيدتهم وتربية أبنائهم وأرى أن علاج هذه القضية لا يتم إلا بمراعاة عامل السلم الاجتماعي واعتماد كل ما من شأنه خلق وإيجاد روح التسامح والتآلف بين أبناء الوطن الواحد على اختلاف مذاهبهم.
    ومن علامات العلم النافع
    ان صاحبه لا يدعي العلم ولا يفخر به على احد و لا ينسب غيره الى الجهل الا من خالف السنة واهلها ..

  2. #2

    افتراضي رد: من يرد على من ظهر يفتري على السلف بأنهم يرون مشروعية التوسل ؟؟

    هذا الرافضي قد خلط بين مشروعية زيارة القبور وبين عبادة اصحاب القبور !

    # المشكلة اخي الكريم ان جريدة الوطن الليبرالية الخبيثة لا تنشر الا ما يثير الشبه والشكوك لدى المسلمين!

    واحيانا لا تنشر الردود العلمية من باب الحفاظ على الوحدة الوطنية !!!

    # كتب نافعة في هذا الباب ( على عجالة ) :

    1- كتاب التبرك أنواعه وأحكامه للشيخ ناصر بن عبد الرحمن بن محمد الجديع.
    2- كتاب المسائل العقدية التي حكى فيها ابن تيمية الاجماع, ثلاث رسائل ماجستير (اقسام الزيارة-شد الرحال-التبرك الممنوع...).
    3-أحكام المقابر في الشريعة الاسلامية- للدكتور عبدالسحيباني.
    4- قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة-لشيخ الاسلام رحمه الله.
    5-دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية.
    6- تصحيح الدعاء للشيخ بكر ابوزيد رحمه الله.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: من يرد على من ظهر يفتري على السلف بأنهم يرون مشروعية التوسل ؟؟

    اطلعت على مقال للكاتب علي يوسف المتروك في جريد الوطن الكويتية بتاريخ 24 /5 / 2009 م بعنوان ( زيارة القبور بين الإباحة والتحريم فكان من الواجب علينا التنبيه على بعض أخطائه



    فأقول مستعينا بالله



    استدلالكـ على قول الله عز وجل ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ) لا يوجد هنا أي تأييد كما تدعي ونحن نسألكـ من هم الذين قالوا هذا الكلام ؟ هل هم مؤمنين صادقين أم فجار فاسقين لان ظاهر الايه أن من قال هذا الكلام هم أهل الغلبة وأتباع الهوى وانه ليس من قول أهل العلم والصلاح كيف لا وهم شرار الخلق كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : لما كان مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة يقال لها : مارية ـ وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة ـ فذكرن من حسنها وتصاويرها قالت: (فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه) فقال : (أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، ثم صوروا تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله - يوم القيامة - ).


    يقول الحافظ ابن رجب في " فتح الباري في شرح البخاري " (65/280) من "الكواكب الدراري" (حديث لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).


    وقد دل القرآن على مثل ما دل عليه هذا الحديث ، وهو قول الله عزوجل في قصة أصحاب الكهف : (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً) فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور ، وذلك يشعر بان مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل المنتصر لما أنزل الله على رسله من الهدى " .


    وقال الشيخ علي بن عروة في " مختصر الكوكب " (10/207/2) تبعاً للحافظ ابن كثير في تفسيره (3/78) : حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين :

    أحدهما : أنهم المسلمون منهم . والثاني : أهل الشرك منهم .

    فالله أعلم والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ ولكن هم محمودون أم لا ؟ فيه نظر ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما فعلوا ، وقد رُويّنا عن عمر بن الخطاب أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق أمر أن يخفى عن الناس ، وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدها عنده ، فيها شئ من الملاحم وغيرها ".


    إذا عرفت هذا ، فلا يصح الاحتجاج بالآية على وجه من الوجوه



    يقول الإمام الألباني – رحمه الله- في كتاب تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد في الرد على من قال بأن هذه الآيه إقرار من الله عز وجل على ما قالوا

    هذا الاستدلال باطل من وجهين :
    الأول : أنه لا يصح أن يعتبر عدم الرد عليهم إقراراً لهم ، إلا إذا ثبت أنهم كانوا مسلمين وصالحين متمسكين بشريعة نبيهم ، وليس في الآية ما يشير أدنى إشارة إلى أنهم كانوا كذلك ، بل يحتمل أنهم لم يكونوا كذلك ، وهذا هو الأقرب ؛ أنهم كانوا كفاراً أو فجاراً ، كما سبق من كلام ابن رجب وابن كثير وغيرهما ، وحينئذ فعدم الرد عليهم لا يعد إقراراً بل إنكاراً ، لأن حكاية القول عن الكفار والفجار يكفي في رده عزوه إليهم! فلا يعتبر السكوت عليه إقراراً كما لا يخفى ، ويؤيده الوجه الآتي :
    الثاني : أن الاستدلال المذكور إنما يستقيم على طريقة أهل الأهواء من الماضين والمعاصرين ، الذين يكتفون بالقرآن فقد ديناً ، و لا يقيمون للسنة وزناً ، وأما طريقة أهل السنة والحديث الذيـن يؤمنون بالوحيين ، مصدقين بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور : (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ". وفي رواية :" ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ).
    فهذا الاستدلال عندهم والمستدل يزعم أنه منهم باطل ظاهر البطلان ، لأن الرد الذي نفاه ، قد وقع في السنة المتواترة كما سيق ، فكيف يقول : إن الله أقرهم ولم يرد عليهم ، مع أن الله لعنهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ، فأي رد أوضح وأبين من هذا .
    وما مثل من يستدل بهذه الآية على خلاف الأحاديث المتقدمة ؛ إلا كمثل من يستدل على جواز صنـع التماثيـل والأصنـام بقولـه تعالـى في الجن الذين كانوا مذللين لسليمان عليه السلام يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ) يستدل بها على خلاف الأحاديث الصحيحة التي تحرم التماثيل والتصاوير! وما يفعل ذلك مسلم يؤمن بحديثه صلى الله عليه وسلم .


    أما استدلالك بأقوال الإمام أحمد بن حنبل فباطل من عدة وجوه


    الوجه الأول : شكك بعض الأئمة كـ ابن حجر الهيتمي في هذه الرواية عن أحمد ، وذكر أن بعض أصحاب أحمد استبعدوا ذلك. وقرينةذلك ما رواه عنه الأثرم من أنه سئل عن جواز لمس قبر النبي صلى اللهعليه وسلم والتمسح به فقال: ما أعرف هذا [حاشية الهيتمي على شرح الإيضاح في المناسك 454].



    الوجه الثاني: صح عن الإمام أحمد بن حنبل خلاف ذلكـ


    قال أبو بكر الأثرم : قلت لأبي عبد الله يعنيالإمام أحمد بنحنبل،قبر النبي صلى الله عليه وسلم يلمس ويتمسحبه؟قال : ما أعرف هذا



    الوجه الثالث : هذه الرواية خلاف لـ منهاج الإمام أحمد بن حنبل ومذهبه


    قال ابن قدامة في المغني: « ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي صلى الله عليه وسلمولا تقبيله قال أحمد: ما أعرف هذا. قال ابن الأثرم: رأيت أهل العلم من أهل المدينةلا يمسون قبر النبي صلى الله عليه وسلم يقومون من ناحية فيسلّمون » [المغني 3/559الفروع 2/573 وفاء الوفا 4/1403].

    الإنصاف للمرداوي الحنبلي قال: « قال أحمد: أهل العلم كانوا لا يمسونه » قالالمرداوي: ولا يستحب التمسح بالقبر على الصحيح من المذهب » [الإنصاف في معرفةالراجح من الخلاف 4/53 ط: ابن تيمية – القاهرة



    الوجه الرابع :استبعاد الحنابلة هذا الكلام عن الإمام أحمد قال ابن حجر العسقلاني في [فتح الباري 3/475 . وفاء الوفا 4/1404].


    وأما ما يروى عن أحمد من أنه كان لا يرى بأساً بتقبيل القبر النبوي أن بعض أصحاب أحمد قد استبعدوا ذلك



    أما ما ذكرت من قصة الإمامين الشافعي وأحمد بن حنبل



    ففي إسناده الربيع بن سليمان


    قال الإمام الذهبي رحمه الله في كتاب سير أعلام النبلاء في ترجمة الربيع : ((ولميكن صاحب رحلة ، فأما مايروى أن الشافعي بعثه إلى بغداد بكتابه إلى أحمد بن حنبلفعير صحيح(

    سير أعلام النبلاء (12ـ587(





    وللحديث بقية...



    بقلم/دخيل بن بجاد العصيمي
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    119

    افتراضي رد: من يرد على من ظهر يفتري على السلف بأنهم يرون مشروعية التوسل ؟؟

    هذا الرابط فيه ردود على هذا المفتون بتعظيم القبور !

    http://www.alommah.org/forum/showthread.php?t=22321

  5. #5

    افتراضي رد: من يرد على من ظهر يفتري على السلف بأنهم يرون مشروعية التوسل ؟؟

    لعل من افضل ما كتب في هذا الباب كتاب :

    "أوضح الاشارة في الرد على من اجاز الممنوع من الزيارة"

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    113

    افتراضي رد: من يرد على من ظهر يفتري على السلف بأنهم يرون مشروعية التوسل ؟؟

    الاخوة الافاضل
    عبدالرزاق الحيدر
    ابومحمد الغامدي
    المعتز بدينه

    جزاكم الله خير وبارك فيكم

    ...المصيبة ان هذا الرافضي يخلط بين الامور( يخلط بين الدعاء عند القبور وبين الاستغاثة بأصحابها ) ..يظن ان اهل السنة والجماعة يعتبرون افعال الائمة حجة مستقلة ...لذا فترونه ينقل عن بعضهم ممن نحسن الظن فيهم كابن خزيمة وابن حبان وغيرهم - وهذا على فرض ثبوت هذا عنهم والا فالرافضة من اكذب الناس كما لا يخفى عليكم - انهم كانوا يزورون قبر فلان من الناس ويدعو ن الله عنده ويعظمونه ...ويعتبر ان افعال هؤلاء الائمة من الادلة على مشروعية الدعاء عند القبور والتبرك بها ...سبحان الله... رائحة الرفض تفوح من كلامه....والا فمتى كان اهل السنة والجماعة يعتبرون اقوال الائمة حجة مستقلة
    اما عند الشيعة الاثنا عشرية فنعم ...يرون بعصمة الائمة يريدون بذلك الانسلاخ من احكام الشريعة لذا نراهم يقولون بتحريف القرآن ..واما السنة فكفروا الصحابه كلهم سوى ستة على خلاف بينهم ...اذن فلا يبقى دين يحتجون به الا ما يقوله ائمتهم.. نسأل الله السلامة
    فهذا الرجل يريد ان يروج علينا مذهبه بلباس سلفي هكذا نفهم من كلامه

    على كل حال.... ما نقله عن احد عشر عالما في مقاله الاخير الذي يحتج به على مشروعية ما ذهب اليه يحتاج الى وقفة خاصة
    اسأل الله ان يوقفنا واياكم لبيان الحق
    ومن علامات العلم النافع
    ان صاحبه لا يدعي العلم ولا يفخر به على احد و لا ينسب غيره الى الجهل الا من خالف السنة واهلها ..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    113

    افتراضي رد: من يرد على من ظهر يفتري على السلف بأنهم يرون مشروعية التوسل ؟؟

    وقفات مع المتروك

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اردت على عجالة ان اكتب من ُيَيسر الله لي في بيان اباطيل المتروك وتناقضه ولي مع مقاله وفقات
    فأقول وبالله التوفيق ومنه استمد العون والتسديد :

    الوفقه الاولى
    لا شك ان الكاتب جاهل جهلا مركبا بمذهب اهل السنه والجماعة الذين يرون ان
    كل احد كائنا من كان يؤخذ من قوله ويرد الا النبي صلى الله عليه وسلم فانه المعصوم المؤيد بالوحي ..والائمة انفسهم صرحوا بذلك .
    لذا نجده يستدل بعمل بعض العلماء المتقدمين كابن وخزيمة وابن حبان وغيرهم الذين نقل عنهم الكاتب مرويات الله اعلم بثبوتها يستدل من خلاله على مشروعية زيارة قبور الاولياء والصالحين والدعاء عندها وتعظيمها ، على فرض صحة هذا الروايات ...هل نعتقد ان الائمة معصومون من الخطأ ثم هل فعلهم- على فرض ثبوته- حجة تحتجون به على عباد الله ؟ .

    الوقفة الثانية
    استدلاله بقول الله تعالى ( قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا) الكهف 21
    بالاضافة الى نقله الاخ الكريم ابومحمد الغامدي عن الكاتب العصيمي
    اقول:
    يقول الكاتب ان الاية ذكرت قصة الذين بنوا على القبور في سياق الاقرار على صنيعهم وان القرآن لم يتعرض بذمهم ..تُرى هل كلامه صحيح ؟ الجواب يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( انه سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فان اصحاب السنن اعلم بكتاب الله )اخرجه الدارمي في سننه . هذا وقد
    ثبت عن النبي صلى الله عليه قال: لعنة الله علىاليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياءهم مساجد) متفق عليه
    ثم هل يظن الكاتب وقوع التناقض بين نصوص الوحيين – هذا اذا كان يعتقد بثبوت القرآن

    الوقفة الثالثة
    قد يتساءل الكاتب لماذا سلك ابن تيمية مسلك التضييق والتشدد في مسألة الدعاء عند القبور والتمسح والتبرك بها
    فنقول ابن تيمية امام من الائمة يؤخذ من قوله ويرد فما وافق من كلامه الشرع اخذنا به واما لا فلا
    وكلامه ليس نص شرعي يحتج به ، لان الحق يعرف بالدليل لا بالرجال .

    ولما كان الشرك من اعظم الذنوب التي لايغفرها الله عزوجل لمن مات ولم يتب منه
    كان خوف النبي صلي الله عليه وسلم على امته منه في محله ..وكيف لا وقد بعثه الله رحمة للعالمين بل انه صلى الله عليه وسلم قد حذر امته منه واخبر انه من السبع الموبقات بل انه سد كل المنافذ التي تؤدي الى الشرك الله من كلمة او اعتقاد او فعل كما قال للرجل الذي قال ماشاء الله وشئت فقال عليه الصلاة والسلام اجعلتني لله ندا وايضا انكاره على الصحابة بتبركهم بالشجرة وقالوا اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط – كما عند المشركين- ..والقصة معروفة فقال لهم عليه الصلاة والسلام قلتم كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما ً لهم آلهة ..المقصود ان هذه الامور قد في النهاية الى الشرك لكن النبي صلى الله عليه وسلم حسم المادة ونهى ذلك .

    و من امثلة ذلك ما جاء عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله لعن زوارت القبور والمتخذين المساجد والسرج ) رواه ابوداود وغيره
    وايضا ما جاء في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان ام سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال : ( اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد الصالح بنو على قبره مسجد ا وصوروا فيه تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله ) متفق عليه
    وفي صحيح مسلم عن ابي الهياج الاسدي قال : قال لي علي بن ابي طالب الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ادع تمثالا الا طمسته ولا قبرا مشرفا الا سويته )
    وثبت عنه صلى الله عليه وسلم ان نهى ان يجصص القبر وان يقعد عليه كما اخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنهما . فالنهي الوارد في الاحاديث المتقدمة انما لسد الذريعة المفضية الى كما حصل مع قوم نوح والقصة معروفة وانته بهم الامر الى عبادة الاصنام وهذا من كمال نصحه صلى الله عليه وسلم الذي لم
    يترك خيرا الى دل امته عليه ولم يترك شرا الا وحذر امته عليه عليه افضل الصلاوات والتسليم
    ولا يخفى على اي منصف ان تقبيل لقبور والتبرك والتمسح بها ناتج من اعتقاد ان
    لاصحاب هذه القبور تصرف في الكون بايقاع الضررو وجلب النفع للناس
    وهذا من العجب بل ان الله عزوجل امر نبيه – صلى الله عليه وسلم ان يقول ( قل لا املك لنفسي نفعا و لا ضرا )
    ويقول عزوجل ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين )
    وقال عليه الصلاة والسلام لفاطمة في حياته يا فاطمة بنت محمد ! لا اغني عنك من الله شيئا ) فيا سبحان الله يقول لذلك لابنته وفي حياته فما ظنك بعد موته عليه الصلاة والسلام .. بل فما ظنك بسائر الاموات الذين لم يكونوا انبياء ا معصومين الله المستعان .. كيف زين الشيطان لهؤلاء القبوريون هذا الفعل ؟؟ ولا اقول الا كما قال الله سبحانه ( ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور)

    الوقفة الرابعة
    يستدل الكاتب بكلام الامام احمد على مشروعية تقبيل منبرالنبي صلى الله عليه وسلم وقبره والتمسح والتبرك به ونقل عن الذهبي في معجم شيوخه قوله : وقد سأل الامام احمد عن مس القبر النبوي وتقبيله فلم ير بذلك بأسا و الجواب على فرض ثبوت هذه الرواية الامام احمد معروف عنه تحريه الشديد لموافقة السنة حتى في احلك الظروف عندما اختبأ عند احد اصحابه هربا ممن يطلبه فلما كان اليوم الثالث طلب من صاحبه ان يخرج به ويحوله لمكان آخر وقال ما كما لنا ترك سنة النبي صلى الله عليه في الشدائد و كلاما قريبا من هذا .( يريد متابعة النبي صلى الله عليه فترة اختباءه في غار ثور ...)
    المقصود ان هذا الفعل لم يعر ف في عهد الصحابة والتابعين وهم اشد الناس حبا وتعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم ولو كان هذا الفعل معروف ومنتشر – كما يزعم الكاتب- في زمن السلف لنقلته كتب السير ولو كان من مظاهر الايمان لجاء به نص لكن هيهات . على كل حال نعود الى الرواية المنسوبة للامام احمد فنقول:
    بعض اهل يري ان الرواية عن احمد غير صحيحة – كما اشار العصيمي في نقاه عن اهل العلم - وان الصحيح خلاف وهذ االظن بالامام احمد بل انه قد انكر على من يتبرك به ويتمسح به في حياته .
    هذا.. و روى الخلال في اخلاق احمد عن علي بن عبدالصمد الطيالسي قال : مسحت يدي على احمد بن احمد بن حنبل ثم مسحت يدي على بدني وهو ينظر فغضب غضبا شديدا وجعل ينفض يده ويقول:عمن اخذيم هذا ؟ وانكره انكارا شديدا .( الاداب الشرعية لابن مفلح 351/2)
    فكيف يقال انه يتبرك بأثار الشافعي ؟!!وتأمل كلامه يقول: عمن اخذيم هذا؟.
    فلو كان التبرك مشروع لارشد الفاعل الى ما هو انفع له

    الوقفة الخامسة
    رأيتم ان الكاتب لم يأتي بدليل صريح صحيح يؤد ما ذهب وانما غاية ما استطاع ان قام بجمع اقوال وافعال بعض الائمة الذين نحسن الظن فيهم ولا نقول الا خيرا ان كان ما نقل عنهم ثابت فهم مجتهدون وقد اخطأوا ولكن الكاتب اراد التلبيس على الناس بزعمه ان تعظيم القبور الدعاء عندها من مظاهر الايمان ..اصبحت البدعة المفضية الى الشرك من مظاهر الايمان بقي ان نعرف ان الكاتب باختصار يريد ان يروج مذهبه بلباس سلفي كذا نهم من طرحه لكن على من؟؟

    قال جمال الدين الصرصي الحنبلي
    نِحْ وابك فالمعروف اقفر رسمه والمنكر استعلى وأثر وسمه
    لم يبق الا بدعة فتانة بهوى مضل مستطير سمه

    هذا ما تيسر جمعه والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
    واذا كان هناك خطأ فأرجو تنبيهي
    ومن علامات العلم النافع
    ان صاحبه لا يدعي العلم ولا يفخر به على احد و لا ينسب غيره الى الجهل الا من خالف السنة واهلها ..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •