أوقفوا فورًا هذا الفساد العظيم
في ظل ما يعانيه العالم الإسلامي المنهك القوى من ضعف وتبعية وذلة,وفي ظل التفريط الذي يخيم بجناحيه على المسلمين تجاه دينهم,وفي ظل تخلي كثير من المؤسسات الإسلامية الرسمية عن دورها الدعوي والاجتماعي في حياة المسلمين وفي غيابات المسؤولية الكبرى التي تقف المؤسسات الدعوية الخاصة المخلصة أمامها بكل القوى غير الكافية للمواجهة والتصدي,وفي ظل ما نراه من انتشار للرذيلة ومحاربة للفضيلة والعفة,وما نراه من التباري على بث الفساد أرضًا وجوًا وما نراه من حاجة شباب المسلمين لمن يأخذ بأيديهم إلى برٍ ما, إلى من يتواصلون معه روحًا وقلبًا,إلى من يستمع لشكايتهم ويضمم جراحهم ويشاركهم طموحهم وهمومهم,إلى من يرشدهم إلى الطريق السديد في حياتهم وما يواجهونه من المشكلات والبلاءات والتقلبات والرغبات سواء كانت مشروعة أم لا.
في ظل هذا الظمأ الذي يعجز عن إرواءه المجتمع بأسره والوالدان والهيئةالرسمية الإسلامية وغير الرسمية في ظل هذه الاستغاثات التي تنبع من أعماق شبابنا الذي يعاني التيه في الاختلاط الكبير في المفاهيم والقيم والمبادىء وهذا الدَخن الذي نشاهده صباح مساء, في ظل هذا المنظر الحالك يسطع بريق أمل زائف ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قِبله العذاب,يظهر طوق لهؤلاء الشباب ليأخذه لا لبر الأمان ولكن لينىء بهم أبعد ما يكون عن الطريق المستقيم والمنهج القويم للتصدي لمشكلات شباب ونساء المسلمين ممن وقعوا فريسة لهجر التربية الدينية والتمسك بالإسلام وآدابه وأخلاقه والتقمهم التعليم ذو الفكر الغربي المنحرف والإعلام العميل للإنحلال والإلحاد الغربي,ممن وقعوا ضحية لآباء مفرطين وإخوان بالنصح بخلاء ومجتمع مُغيّب بالرضا والإكراه- ومستقبل رسمته الأيدي الصهيوينة الصليبية ونفذته العمالة المنافقة فيبزغ نجم- آن بإذن الله تعالى له الأفول عن القلوب والعقول-في سماء العالم الإذاعي الماجن المخل بالدين والمروة والشرف والعفة والطهارة والستر والعزة والكرامة وبالإنسانية أجمع.
فقد شهدت إحدى المحطات الإذاعية الماجنة ### التي لا تكف عن بث سمومها ومنكراتها ليلًاونهارًا على آذان وعقول وقلوب شبابنا الأعزل من مضدات الفواحش والكبائر فقد شهدت واحدًا من البرامج ### حيث يقوم الشباب وغيره من المشاركين بالاتصال بذلك النصراني الحاصل على شهادة في علم الاجتماع والذي يعمل مغنيًا بالإضافة إلى إنشاده بعض الصوتيات الخاصة بالكنيسة النصرانية الأرثوذكسية في مصر فيقوم الشباب الذي يعاني من الهموم والمشاكل الاجتماعية والنفسية والزوجية إلى غير ذلك من المشكلات التي من الواجب إيجاد الهيكل الإسلامي لحلها ومد يد العون و طوق النجاة لأصحابها على المنهج الذي يرضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فيقوم الشباب بالاتصال بذلك المشرك النصراني ليتجاذبوا معه أطراف الحديث من أجل الوصول إلى تفريغ الشكاية ورميها بإحدى العتبات المنجسة- التي تظهر اللين والرفق وتبطن الكفر والزندقة- وإن كانت ظاهرة لكل أعمى إذا نظر من أعين الإسلام والتوحيد-ثم يقوم ذلك الصليبي بالاستماع لتلك الشكايات التي تنم عن مدى التدني الديني والأخلاقي والسلوكي الذي وصل إليه شباب المسلمين ونسائهم من حالات العشق والغرام وحالات العلاقات المحرمة والخيانات الزوجية إلى آخر تلكم القائمة السوداء من الفواحش والمنكرات التي يموج بها المجتمع المنتسب للإسلام زورًا شرقًا وغربًا.
فانظر رحمني الله تعالى وإياك إلى ذلك الكم الهائل من الأمور التي تمثل خطرًا عظيمًا يحتاج لتضافر الجهود الإسلامية لاستئصال شوكته من الوجود والتاريخ وغرس القيم والمبادىء الإسلامية التوحيدية المصطفوية التي تنقذ أبناء المسلمين من خسارة نسيئةً ونقدًا وليس ببعيد أن تنقذ العالم بأسره من تلك المهالك أو على أقل تقدير تقوم بدور البشارة والنذارة معذرة إلى الله تعالى ولعلهم يرجعون.
أوجه الخطورة
إن هذا البرنامج الذي يتولى الحوار فيه ذلك النصراني في تلك الساعات المتأخرة مع المنتسبين للإسلام رجالًا ونساءً قد تتضمن جملة كبيرة من المخالفات الشرعية والأخطار العقدية والخلقية والسلوكية والاجتماعية التي تعصف بدين الفرد والمجتمع وتهدم بناء الأخلاق والقيم في حياة الناس وتتضح خطورة هذا الأمر من خلال مايلي:
أ-المخالفات العقدية:
1-الولاء والبراء:
من المعلوم من الدين بالضرورة أن المسلم يجب عليه البراء من الكفر وأهله بسبب كفرهم بالله تعالى وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذا من أحد الأركان العقدية الكبرى التي دل عليها الكتاب والسنة والإجماع ولكن هذا البرنامج الخبيث يجعل هناك جسورًا من المودة بين المسلم والكافر مما يكون سببًا في فتنة المسلم عن دينه واستحسان نعومة الثعابين التي يتزين بها الكفار أمام جهلة المسلمين فيفقد المسلم دينه وآخرته رغبة في الانتماء لهؤلاء الأرجاس وفكرهم العفن ونهجهم الخبيث.
2-اللجوء إلى غير الله تعالى:
إن اللجوء والتوكل والشكوى لغير الله سبحانه نوع من الانفلات من العبودية الذي ينم عن عدم معرفة العبد بربه وأنه سميع قريب مجيب دعوة الداع إذا دعاه فإن استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير من الأمور التي تنافي العمل القلبي فلا توكل إلى على الله تعالى ولا شكاية إلا لله عزّ وجلّ ولا اعتماد وركون وسكون وطمأنينة إلا مع الله تبارك وتعالى ولا أقل أن يكون ذلك عن طريق من يوصل العبد بالله سبحانه.
3-التشبه بالكفار:
فإن هذه النوعيم من البرامج على هذه الشاكلةصناعية أجنبية حيث يقضي الغرب الليل في نوعيات مماثلة من البرامج التي يكون فيه التواصل بين الجمهور والمذيع ثم يتم عرض المقطوعات الموسيقية والأغاني ونحو ذلك فإن هذه النوعية من البرامج صناعة غربية وليست المشكلة الاعتراض على أن يكون هناك تواصل بين الشباب والقادرين على أخذ زمام الإرشاد بل المشكلة في كون هذا البرنامج على نفس النمط الغربي وفي ديار المسلمين بقيادة أحد الصليبين المشكلة هي الفجوة التي يصنعها هذا البرنامج بين المسلمين وإسلامهم المشكلة هي إرواء الظمأ العريزي وتزيين الشهوات وإلقاء الشبهات التي يقدمها هذا البرنامج على يد ذلك النصراني بل ما تقدمه هذه الإذاعة النكراء.
4-خلط المفاهيم والمبادىء التي تمس الأمور العقدية كالكلام على الحرية والتحرر والديمقراطية والإخاء العالمي والإنسانية وحقوق المرأة والتي تعني الانفلات من التعاليم والإرشادات والتوجيهات الدينية والسلولكية والخلقية وغير ذلك من المصطلحات التي تُغلف بقشور خدّاعة تحوي بداخلها السم الزعاف الذي يقضي على اعتقاد المسلم ويجعل منه مسخًا أو ذنبًا جديدًا من أذناب العلمانية والإلحاد.
ب-المخالفات الشرعية السلوكية والخلقية:
1-كشف عورات المسلمين ومشاكلهم على الملأ جهرًا مما يمثل كشفًا لأحوال المجتمع الإسلامي وثقافة قطاع كبير منه مما يكون سببًا لمعرفة العدو نقاط الضعف عند المسلمين فيضغط عليها لعله يرده عن دينه إن استطاع أو يجعل العدو يستأسد على جهّال المسلمين إذا ما شعر بأنه يسير حثيثًا نحو مخططاته الهدامة.
2-إشاعة الفاحشة والرذيلة فإن كثيرًا من الذين يتواصلون مع ذلك النصراني يعانون من مشاكل بسبب قصورهم عن الالتزام بالإسلام وتعاليمه فيقعون في ما يقع فيه الشباب في هذه المجتمعات المنحلة التي ينتشر فيها الاختلاط الفاحش ومنهم من يعاني من مشاكل زوجية ومنهم من يعاني من مشاكل في العمل أو الدراسة ونحو ذلك ومنهم من يحدث له بعض الأمور التي يكون نشرها فضيحة له وإشاعة للرذيلة وحثًا للآخرين على مباشرة هذه الأمور أو ليس أقل من استثارة ضعاف النفوس من المسلمين.
3-الاستعانة بنصراني مشرك كافر بالله تعالى لحل مشاكل المسلمين من خلال تجاربه الشخصية وخبرته في الحياة مما يعد مضادة ومحادة وتكذيب أو ريب تجاه آيات القرآن الكاشفة عن حقيقة الكفر والكافرين .
وأنا لاأدري كيف يثق المسلم برجل ضل عن معرفة ربه وخالقه وإلهه ثم يثق المرء به في أنه حلال المشاكل بالرغم من عجزه عن حل مشاكل نفسه في ظل كفره وشركه الذي هو عليه فليذهب ليحل مشاكل نفسه أولًا وليهتدي إلى الحق الذي ينقذه من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
4-خضوع النساء بالقول مع رجل أجنبي وليس بذلك فحسب بل مع نصراني منشد كنائسي واطلاعه على عوراتهن وخفايا نفوسهن والعبث بمشاعرهن وحثهم على إكمال مسيرة المخالفات كالمشاكل الزوجية والعاطفية التي يقع فيها كثير من المسلمين والمسلمات.
5-كون النصيحة المبذولة لا تمت للإسلام بصلة ولا حلول المشكلات مأخوذ من مشكاة الوحي والنبوة بل من عقل بشري قاصر وخبرةلا تكون سببًا في تقريب العبد من ربه ورده إلى كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإرجاعه إلى العبودية مما يكون هدية وبركة له في الدنيا والآخرة .
6-الأغاني والموسيقة والتي تعتبر المادة الأساسية التي تذاع على هذه الإذاعة الخبيثة وخصوصًا ذلك البرنامج الذي يقوم بإذاعة الأغاني والموسيقى وينتقي منها المناسب للحالة والشكوى مما يكون سببًا مؤثرًا بالسلب على صاحب المشكلة وغيره من المستمعين من الرجال والنساء والمراهقين وضعاف الدين.
7-هتك أستار العلماء والدعاة والمشايخ البعيدين في الأبراج العاجية عن الشباب ومشكلاتهم وبيان الفجوة الكبرى بين المسلمين والعلماء والدعاة وإبراز الآثار السيئة لانشغال الدعاة والعلماء-إلا من عصم الله- بغير شئون المسلمين وبغير شئون الإسلام من الأمور والأعمال الخاصة والقضايا التي فُرغ الكلام منها وكشف الحاجة إلى توحيد الصفوف وتنظيمها.
الحلول واجبة التنفيذ والتفعيل الفوري
بفضل الله تعالى ما من نازلة تنزل بالمسلمين إلا ولها الحل والعلاج من كتاب الله وسنة رسوله التراث الفقهي والنظر الإجتهادي والدعم المادي الإسلامي فكواحد من المسلمين أرى أن التصدي لهذا البلاء يكون فورًا من خلال ثلاثة محاور:
1-العمل على توعية المسلمين بخطورة هذا الأمر وخطورة هذا البرنامج مع إبراز المخالفات العقدية والسلوكية وذكر الأدلة الشرعية على ذلك الخطر وشن حمالات المقاطعة الفعالة لهذه الإذاعة والتربص بها لجرها للقضاء حتى ولو كان وضعيًا بتهم نشر الرذيلة والفواحش وهتك الأخلاق والفضائل والقيم.
2-إيجاد البديل الفوري الذي يقوم بسحب البساط أبدًا من تحت أرجل هؤلاء الذين يعبثون بقلوب وعقول أبنائنا والبديل يكون بإيجاد برامج حوارية مباشرة على مدار اليوم بإنشاء الخط الإذاعي الإسلامي للرعاية الدينية والثقافية والاجتماعية بين الشباب والرجال والنساء وعلماء الدين وعلماء النفس والاجتماع من المسلمين المخلصين الذين ينشورون التوحيد والفضيلة والأخلاق الكريمة ويعملون على تقريب العبد من ربه وحثه على التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإصلاح المجتمع من الآفات والمشكلات التي يموج بها بالإضافة إلى مد يد العون المادي والمعنوي-قدر الاستطاعة-و بذل النصائح الخالصة للشباب والرجال والنساء والأبناء والزوجين والعمل على إصلاح الهيكل العام لكل أفراد المجتمع الإسلامي بالإضافة إلى جذب غير المسلمين.
3-توحيد المرجعية الدعوية وقاعدة الانطلاق الشرعي وتنظيم الخط الدعوي وفصل التخصصات عن بعضها البعض دفعًا للخلط وحتى لا يخوض المرء في غير مجاله بحيث يكون هناك خط إسلامي دفاعي عن العقائد و آخر عن الفقهيات والفتاوى وآخر عن السلوكيات والأخلاق وآخر عن الجوانب النفسية وآخر لبذل النصح والإرشاد ومخاطبة الشباب بالطريقة التي تناسبهم والتي يترتب عليها ردهم إلى العبودية وآخر لجانب التعاون المادي والمعنوي,فيجب على العلماء والدعاة والمخلصين من المسلمين الانخراط في المجتمع ومباشرة الوقائع ومشاركة الناس الآلآم وسد فاقتهم المعنوية والمادية وسد الثغرات والفجوات أمام الإذاعات والإعلام الخبيث وأما الحملات التنصيرية الظاهرة والخفية.
فيا مسلمون... يا رجال الدين... ياأهل المال والثراء من المسلمين...يامحب الإسلام من أهل التخصصات ...تعاونوا وابذلوا الجهد والوقت والمال لنصرة الإسلام والتصدي لهذا العدوان...اعملوا على إيجاد الخط الإسلامي الإذاعي ....اعملوا على إيجاد الهاتف الإسلامي لحل مشكلات الشباب والمسلمين....اعمل وا على التحاور مع المسلمين في كل شيء في حياتهم...اعملوا على نصرة الله تعالى و رسوله وإلحاق الهزيمة بالشيطان وجنده.
وبهذا أكون يإيجاز أشرت لواحدة من المشكلات التي تواجه المجتمع الإسلامي في قلب دياره مما يستوجب النهوض والنفير والتشمير عن سواعد الجد للتصدي لهذه الآفة ولحماية المسلمين دينيًا وثقافيًا واجتماعيًا والله تعالى هو المسؤول عن الأخذ بأيدينا إلى ما يحبه ويرضاه والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.