فضيلة الشيخ ، يقول السائل : ( بعض الناس يُزهِّد في التَّمَذهُب ، وحفظ متون الفقه ، بحجة الاجتهاد والأخذ من الحديث ، فما رأيكم ) ؟
ج : ( هذا يريد أن يَتسوّر المباني قبل أن – لم يُكمل - ، فهذا لا يجوز ، ما يجوز ، هو بلغ يعني شروط المُجتهد ! صارت عنده المؤهلات التي صار بها مثل الإمام أحمد والإمام مالك والشافعي وأبي حنيفة ، توفرت فيه شروط الاجتهاد ! فإذا توفرت فيه شروط الاجتهاد فيجب عليه أن يجتهد .
أما إذا لم تكن فيه شروط الاجتهاد وإنما هو مسكين عامّي ولّا مُبتدي ولم يدرس شيئا من العلم فهذا على خطر عظيم ، يجب عليه التقليد وإلا يَضيع ، قال تعالى : { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } الأنبياء (7) فهذا ليس عنده شيء من المؤهلات حتى يجتهد ، فلابد أن يأخذ بمذهب من مذاهب أهل العلم وأهل السنة ؛ لأن هذا مُتعين عليه ، فلا يجوز له أن يجتهد وهو لا يُحسن الاجتهاد ، فيَضيع ويُضيِّع غيره .
وهذه بليّة كثير من المعاصرين اليوم ، أنهم ظنوا أنهم بلغوا رتبة الاجتهاد وهم مساكين لم يعرفوا أوليّات العلوم ، لم يعرفوا أوليّات العلوم ، لا يعرفوا النحو ، لا يعرفوا الأصول ، لا يعرفوا الفقه ، لا يعرف قواعد الفقه ، لا يعرف التفسير ، لا يعرف الحديث ، كيف يصير هذا مجتهد ! ولم يدرس على أحد من أهل العلم ، إنما يقرأ في الكتب فقط ، هذا خطر على نفسه وخطر على المسلمين .
فعلى المسلم أن يتقي الله وأن يعرف قدر نفسه ؛ لأن المسألة ما هي بمسألة سهلة ، المسألة مسألة دين ، ومسألة وقوف بين يدي الله يوم القيامة ، { وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } الأعراف (33) وهذا ليس من أهل العلم ، هذا من المُتطفِّلين والمُبتدئين ، من أين أخذ العلم ! على من تعلَّم ! على من درس ! نعم ) .
من شريط : ( شرح كتاب عمدة الأحكام ) للشيخ : ( صالح بن فوزان الفوزان ) ، الجزء الأول ، الوجه الثاني .
السلفية النجدية ..