يا أستاذ أعرض عن هذا 2 ـ2
خلل في الموازين
الدكتور سليمان الضحيان –سلمه الله- بعدما وافقَ على أن الجابريَّ لا يقطعُ بسلامة النص القرآني،حاولَ تلطيفَ قولِ الجابريِّ فذكر أنه لا يمكنُ الاحتجاجُ عليه بالإجماعِ، لأنه لايؤمن بحجيةِ الإجماعِ. كما ذكر أنه لا يمكنُ الاحتجاجُ عليه بآية (إنا نحن نزلناالذكر وإنا له لحافظون)، لأن للجابريِّ رأياً في معنى الآيةِ وافقه عليه فلانٌوفلانٌ.
هذا ما كتبه لنا الأستاذ في مقالته، وهوكلامٌ لا يساوي الكثيرَ في ميزان العلم بدين الله –عز وجل-. فالأستاذ سليمان –غفرالله له- لم يفرق بين (مسائل الإجماعِ)، وبين الضرورات اليقينية المحكمة. فالإيمانبالقرآن أحد أركان الإيمان الستة، وسلامته من النقص والزيادة، مما يندرج تحتاليقينيات التي يعبر عنها بـ (ما عُلم بالضرورة من دين الإسلام).
وحين يصلُ الخلافُ إلى مثلِ هذه المسائل،فإن المقامَ لا يكونُ مقامَ أدلةٍ فرديةٍ محتملةٍ، ولا مقام وجهات نظرٍ، أو موازنةٍبين حسناتٍ وسيئاتٍ. بل هو مقامُ قطعٍ ويقينٍ عقليٍّ ونقليٍّ، كما أنه مقامُ حميةٍوذبٍّ عن دين الله –عز وجل- و عن كتابه.
وحين تُحدِّثُ أستاذاً جامعياً عن تشكيكِالجابريِّ في قطعية نص القرآن الكريم، ثم يأتي ليقولَ لك: (لكن الجابريَّ يؤمن أنالإسلامَ دينٌ ودولةٌ، و الجابري يرى أن الأشعرية يخالفون طريقةَ السلف، والجابريُّقرب العلمانيين إلى التراث). حين يحدثك أحدٌ بمثلِ هذا المنطق، فأنت تواجه معضلةًمنهجية كبرى وخللاً ضخماً في الموازين. ذلك أن التشكيك في النص القرآني، دركةٌمنحطةٌ لم ينحدر إليها سوى الملاحدة الكبار. فلا الأشعريةُ، ولا من هو أبعدُ منهم،ولا حتى الأغلبية الساحقة من العلمانيين تورَّطوا في مثل هذه البلية السوداء التيجاء بها الجابريُّ.
حول قصص القرآن الكريم
ثمةَ باقعةٌ أخرى مشابهةٌ قرَّرهاالجابريُّ في كتابه لم أكن أودُّ التعرُّضَ لها، لولا أن الأستاذَ الضحيان ذكرهاعرضاً في مقالته الأخيرة. فالأستاذ نقل لنا أن الجابريَّ لا يؤمن بحقيقةِ القصصالمذكورة في القرآن، لأنها -في رأيه- مجرد أمثالٍ مضروبةٍ ليس وراءها حقائق تاريخيةمطابقة. وقد مرَّ الأستاذُ على هذه المقولة مروراً عابراً أشارَ فيه إلى أن هذاالرأي سبقَ أن أثار ضجةً حين قال به محمد أحمد خلف الله.
وحيث أثارَ الأستاذ تلك البلية الثانيةالتي تبناها الجابريُّ في مدخله إلى القرآن. فليسمح لي الأستاذُ أن أنقلَ له طرفاًمن مواقفِ أهلِ العلمِ من (محمد خلفَ الله) حين قال بذلك القول القبيحِ، حتى يعيالأستاذ حجمَ المسائل التي نعيبها على الجابريِّ.
فحين كتب (د.محمد أحمد خلف الله) رسالتهللماجستير بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً)، وانتهى إلى أن قصصالقرآن الكريم لا تعبر عن حقائقَ تاريخية، وأنها مجرد أمثالٍ مفترضة لا تستند إلىواقعٍ تاريخي. حينذاك اهتزت الأوساط العلمية بمصر، وكتب شيخ الأزهر محمود شلتوت –رحمه الله- تقريراً وصم فيه ما تضمنته الرسالةُ بـ"الكفر، والجهل، والفساد"، و ذكر "أنها غارقة في تكذيب القرآن الكريم"، و أنها "تنتهي إلى الفوضى، وتهدمُ الأصولَالإسلاميةَ في مصر المسلمة". وكتب الشيخ مصطفى صبري كلاماً أشد من هذا، و كان مماقاله: إن ما ورد بتلك الرسالة يمثل "كفراً بالله، وانتقاصاً لمقام الألوهية". (موقفالعقل1/313).
وكما فزعَ الأستاذ الضحيان للذب عنالجابريِّ، فزع أحدهم تلك الأيامِ للدفاع عن (خلف الله) فذكر أنه لم يقصد سوىالدفاعَ عن القرآن في وجه الملاحدةِ الذين أثاروا إشكالات حول تلك القصص. عندها كتبالأديب الشيخ علي الطنطاوي –رحمه الله- مقالةً في مجلة الرسالة بينَ فيها أن المقصدالحسنَ لا علاقةَ له بتقييم الفكرة شرعاً، و أن ما ورد بتلك الرسالة لو قاله "معتقداً به أبو بكرٍ وعمرَ (وحاشاهما)، لكفر به أبو بكرٍ وعمرَ، وصارا أبا جهلٍوأبا لهبٍ".
كان هذا المعترك يدور منتصف القرنالمنصرم، واليومَ جاء الدكتور الجابري، ليعيدها جذعةً، وليعلنَ في كتابه (المدخلإلى القرآن ص259) أن رأيه لا يختلفُ كثيراً عن النتائج التي انتهى إليها محمد خلفالله، وإن كان يختلف معه في طريقة الوصولِ إليها.
هذا ما يقوله الجابريُّ، وقد رأينا مواقفالعلماء ممن قال قبله بنفي حقائق قصص القرآن. وأما مسألةُ الزيادة والنقص في النصالقرآني، فلا أعلمُ أنها أثيرت يوماً من الأيامِ إلا من زنديقٍ أو كافرٍ أصليٍّ. لكن الجابريَّ اليومَ قد جمعَ بين السوأتين، فلا قطعية للنص القرآني، ولا حقيقةَلما فيه من أخبارٍ وقصصٍ عن السالفين. وكل هذا السوء مما لا يرى فيه الدكتورالضحيان ما يستدعي التحذير من قائله أو التشنيع عليه!
الجابري والأشاعرة.
من الطرائف أن الأستاذ سليمان امتدحالجابريَّ حين رآه يذكر أن الأشاعرةَ المتأخرين تبنوا فلسفةَ ابن سينا، وأن طريقتهمتخالف طريقةَ السلف في صدر الإسلام. وليت الدكتورَ سليمان سأل نفسه –قبل هذا- إنكانَ الجابريُّ أصلاً يمنعُ من مخالفةِ طريقة السلف؟ و في أي بابٍ من أبوابِ العلمالتزمَ الجابريُّ طريقة السلف، حتى يصحَّ له أن يلوم الأشعريةَ في خروجهم عن هذاالطريقِ؟!
أوليس الجابريُّ هو الذي يقولُ إن العقلَالبيانيَّ العربي عانى من "استبدادين: استبداد الحكام بالسياسة، واستبدادِ السَّلفبالمعرفة"؟! (بنية العقل العربي ص135). لو دقَّق الأستاذ سليمان، فسيكتشف أنالأشعريةَ في الواقعِ لم يزيدوا على ما يدعو إليه الجابريُّ حين طرح ضرورة التخلصمن استبداد السلف بالمعرفة.
أقولُ هذا تنزلاً مع أستاذنا الفاضل، وإلافإن الذي أوقن به أن من الظلمِ البينِ أن توزن الأشعرية برأي أمثالِ الجابريِّ، فهممع مخالفتهم لطريقة السلف، إلا أنهم يبقونَ أقرب بمراحل من طريقة الجابريِّ الشاطحةعلى غير هدى.
ثم ما رأي الأستاذ لو قلت له إن الأشعريةَالمتأخرين أنفسَهم يقرون بمخالفتهم لطريقة السلف، فهم يقولون ويعلنون أن "طريقتهمأحكم، وطريقة السلف أسلم". فمقولة الجابريِّ في الواقع تقرر أمراً يقر به الأشعريةُقبل غيرهم. لكن الدكتورَ الضحيانَ أراد أن يجعلَ من ذلك منقبةً للجابريِّ تقابلجنايته على كتاب الله –عز وجل-.
مع أن موقف الجابريِّ من الأشعريةِ لهتفسيرٌ ربما لم يتفطن له الأستاذ رغمَ قراءاته المتفحصة. فالجابريُّ حين يذمالأشعرية ويذكر تأثرهم بفلسفة ابن سينا، ليس لأجل إيمانه بالطريقة السلفية التينعرفها ويعرفها الأستاذ. بل لأن الجابريَّ ينطلق في موقفه من تعظيمه لفلسفة ابنرشدٍ (المغربية) الناقدة للأشعرية. فمن رأي الجابريِّ أن فلسفةَ ابنِ رشدٍتمثل"ثورة تجديدية في الثقافة العربية، ومنهجية التفكير العربي" (نحن والتراثص260). ومن رأيه أن ابنَ رشدٍ في نقده للأشعرية كان يرجع بالأصول إلى "طريقةالسلف"!!، (الكشف عن مناهج الأدلة ص31). فلو تركَ الجابريُّ الأشاعرة على حالهملكان خيراً له من أن يدعوهم إلى شقشقات ابنِ رشدٍ.
لكن أليسَ من المفارقات أن الأستاذ ينقلُفي مقالته أن الجابريَّ لا يؤمنُ بالإجماعِ. ثم في المقالة نفسها يمتدح الجابريَّحين يقول: إن الأشاعرةَ يخالفون طريقةَ السلفِ. فالذي لا يرى في الإجماع حجةً، ماقيمة طريقة السلف عنده؟! والذي لا يؤمن بالإجماعِ، هل يحقُّ له لومُ أحدٍ علىمخالفةِ طريقةِ السلف؟!
حول خدمة الجابري للإسلام.
الدكتور سليمان ساق في كلامه مدائحللجابريِّ ربما لو سمعها الجابريُّ نفسه لما صدقها. وقد ختمَ الأستاذُ مديحهبمقارنة غريبةٍ قال فيها: إنه يعتقد "جازماً أن الجابريَّ خدم الإسلام بإنتاجهوكتبه أكثر مما خدمه الشيخ الجليل البراك؛ إذ إن الشيخ البراك لا تتعدى فائدةطرحه عدداً محدوداً من المتدينين ممن يتلقون عنه العلم، وهم في جملتهم من طلبةالعلم أصلاً الذين جاؤا للاستزادة من العلم ليس غير".
وأقولُ للدكتور: إني أتفهم تماماً كيفتصدر منه مثل هذه المقارنة الهوجاء. فالبضاعة التي يحملها الشيخ البراك ليست ممايعرف الأستاذُ قيمته ولا مقدار أثره في الناس. ولو أن الدكتور سليمان صدر في كلامهعن ميزان الشرع الذي عظم موقع أهل العلم بدين الله، و فخمَ أثرهم في الناس، لأدركالشطط الذي ركبه في مثل هذه المقارنة (الوسطية!).
وإذا كانَ الأستاذ يرى أن تأثير الشيخمحصورٌ في عددٍ محدودٍ من المتدينين حوله، فليسمح لي الأستاذُ أن أذكره بأن أسطراًكتبها الشيخ البراك عن الجابريِّ طوت الأرضَ وطارت في الآفاق، وكان من ثمرتها أنفتحَ الدكتور الضحيان عينيه على ما لم يكن يبصره في موقف الجابري من القرآنالكريم.
لا أريدُ أن أتحدث هنا عن جهودِ الشيخوآثاره على الناس في الداخل وفي الخارج. تلك الجهودُ التي لا يعرفها الأستاذ ولايدري عنها شيئاً، لكني سأختصر الكلامَ وأقولَُ: إن الشيخ البراك يحمل للناس بضاعةالهدى والإيمان واليقين، والجابريُّ يحمل لهم بضاعة الشكوك والتيه. فقد افتتح حياتهبالشك في وجود الله (حفريات في الذاكرة ص206-207)، وها هو يوشك أن يختمها بشكوكٍ فيالقرآن (مالم يتداركه الرحمان بأوبةٍ).
الشيخ البراك يرفع للناس رايةَ الكتابِوالسنة، في حين لم يزل الجابريُّ يباحث المسلمين في سلامة قرآنهم، وصحة ما فيه منقصصٍ، وفي صدقِ معجزاتِ نبيهم.
الشيخ البراك ترك تأليف الكتب الفلسفيةللجابريِّ وتوجه لتأليف الرجال الذين يذرعون الأرض في الدعوة إلى الله، ولايتشاغلون بمتاهات ابن رشد، ولا بمنطق أرسطو.
الشيخ البراك نزل إلى الأرض وجلس للناسيفقههم في الدين، يعلم جاهلهم، يعظُ غافلهم، يأمرهم بالخير، ويحذرهم من الزيغ، كماهي وظيفة الأنبياء. وأما الجابريُّ فقد جاء للأمة بمشروعٍ مهلهلٍ أشغلها بالشك فيقواعدها القطعية التي من المفترض أن تكونَ محل تسليمٍ ومنطلقاً تبني عليه نهضتها.
ولئن كانت الأمةُ أضاعت أكثر من قرنٍ منالزمان في نزاعٍ حول (حجية السنة)، فإن الجابريَّ قد يدشن مشروعاً جديداً لقرنٍآخرَ ضائعٍ في جدلٍ حولَ قطعية النص القرآني الذي لم يكن محلَّ جدلٍ إلا معالملاحدةِ.
وإذا كان الأستاذ الضحيانُ يقول إنالجابريَّ قرَّبَ العلمانيين للتراث، فإني أقولُ: إن الأنسبَ للتعبير عن الواقع، أنيقال: إن الجابريَّ قرب العلمانيين للعبث بالتراث. ولست بحاجةٍ لأثبت هذا بعدماأقرَّ الأستاذ في مقالته بأن الجابريَّ يمارس قراءةً انتقائيةً للتراث. والقراءةالانتقائيةُ لا تصدرُ إلا ممن يحمل فكرةً مسبقةً يريدُ الوصولَ إليها من خلالالتراث، فلينظر الأستاذُ سليمان ماهي؟
كان العلمانيون يظنون أن علمانيتهم لايمكن أن تبنى على تراث المسلمين، فجاء الجابريُّ ليقول لهم: أنتم واهمون، بإمكانكمأن تكونوا علمانيين و من خلال التراث.
هذا هو الواقع الذي قد لا يروق للدكتورسليمان. لكني أريد أسأله حتى تكون موازنته أكثرَ عدلاً: فبعدما شرح لنا الأستاذُتأثير الجابريِّ (الضخم!) على العلمانيين، لمَ لم يذكرْ لنا الأستاذُ تأثيرالجابريِّ على غير العلمانيين؟! فهلا قدم لنا الأستاذ ثمرة أفكار الجابريِّ على غيرالعلمانيين ممن يعرفهم الأستاذ تمامَ المعرفة.
حديث حول جماعة الميزان.
هل من العدلِ والوسطية أن يكتبَ أحدٌمعترضاً على عبثٍ بكتابٍ الله، في مؤلَّفٍ منشور مشهورٍ، كُتِبت ردودٌ عليه منعلماءَ ومثقفين في الداخلِ والخارجِ، ثم يأتي الأستاذ ليحذر مما سماه (جماعةالميزان) التي برزت في التسعينات، فانخرط أتباعها "في تتبع الدعاة وطلبة العلموالتفتيش الانتقائي عن أخطائهم وتشويههم أمام الرأي العام.."؟!
هذا ما ختمَ به الأستاذ مقالته (الوسطية!)، وهو سلوكٌ وتعريضٌ غير لائقٍ يشبه سلوك الاتهام والتخوين في النقلِالذي استفتح به الأستاذ مقالته.
لكن بما أن الأستاذ حذر من الانخراط في (جماعة الميزان) التي برزت في التسعينات، فإني سأرد له الجميل، وأحذره من الانخراطفي جماعة (عمى الألوان) التي ولدت خديجةً بعد سبتمبر. تلك الجماعة التي أضاعتموازينها، فلم تعد تفرق بين الصِّديق والزنديق، ولا عادت تميز بين خلافٍ سائغٍ،وخلافٍ في الضروريات والقطعيات، جماعةٌ تغضب حين يردُّ على الزائغين، وتموت حميتهاحين يمسُّ كتاب الله. صدروها تتسع للمفسدين، لكنها تضيق بمن يكتب غضبةً لله.
أقولُ هذا لأني رأيتُ الأستاذ حين صدرتفتيا الشيخ البراك المشهورة، شن هجوماً شرساً على من طرح السؤال على الشيخ، وقال إنفي سؤاله: "محض كذبٍ وافتراءٍ رخيصٍ ممن لا يتقي الله في اتهام الغافلين والخوض فيأعراضهم".
يقولُ الأستاذ هذا مع أنه يتحدثُ في دفاعهعن الجابريِّ عن منهج الإسلام في التعامل مع المخالف، الذي يتميز بالبعدِ عن "اتهامالنيات" مع "حسن الظن والرفق والكلمة الطيبة والبحث عن الأعذار والرحمة بالمخالفوالدعاء له وعدم غمطه حقه".
فأين كان حسنُ الظنِّ والرفق، وأين كانتالكلمة الطيبةُ والبحثُ عن الأعذار، حين كان الأستاذ يتكلم عن سائلٍ أخذته الحميةُلكتابِ الله، فنقل للشيخ كلاماً تبين لاحقاً أن الأستاذ لم يكن يفهمه، فرمى ناقلهباقتطاع "نصٍ موهمٍ"، بقصد "التلبيس على الشيخ".
وقد كان أكثر ما أثارَ حفيظةَ الأستاذ أنالسائل ذكر أن تشكيك الجابريِّ في سلامة القرآن، "انتشر في وسائل الإعلام"، وأنهمما فرح به "خصوم الإسلام وأعداؤه من اليهود والنصارى والملاحدة والرافضة". فحينقرأ الأستاذ مثل هذا الكلام كتبَ متهماً السائل بالكذبِ والافتراء الرخيص وانعدامالتقوى.
فليتَ الأستاذ قبل أن يرمي هذه الاتهاماتقام ببحثٍ -ولو على عجلٍ- في المواقع المشبوهة على الشبكة، ليقف على الانتشارِ والاستبشار الذي قوبل به كلامُ الجابريِّ من بعض الأطراف المذكورة في السؤال. و قدوقفتُ بنفسي على جملة من تلك المواقع، أذكر منها: موقع الأقباط الأحرار، وموقعاللادينيين العرب، وشبكة هجر الشيعية، وغيرها كثيرٌ. فالسائل لم يبعد في كلامه عنالواقع. لكن الأستاذ هو الذي أبعد في الاتهام والقذف والتشكيك في النيات. لأنه كانيدافع عن الوسطية!
حسناً أيها الدكتور!
الشيخ البراك خُدِعَ و لبِّسعليه.
والسائل كان كاذباً عديمالتقوى.
والشويقي بتر وخدع وموَّه وكذب وافترى.
وافقناك –جدلاً- على هذا كله. فهلا سجلتَلنفسك موقفاً في الذب عن كتابِ الله تبرأ به ذمتك بعدما دافعتَ ونافحتَ.
أنت تقولُ إنك عرفتَ حقيقةَ رأي الجابريِّالمشكك في كتابِ الله في جلسة خاصةٍ قبيل الندوة. لكن –مع ذلك- لم تجد حرجاً في أنتصعدَ المنصةَ مبتسماً، لتقومَ بالتقديمِ له، ثم تسمعه بجانبك، يشتم المعترضين عليهويقول: (من حق الكلب أن ينبحَ، ومن حق الحمام أن يغني).
أهكذا الوسطيةوالاعتدال؟!