كنوز من كتاب نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي
الخشوع في القرآن على أربعة أوجه
قال ابن الجوزي : الخشوع والخضوع يتقاربان يقال خشع إذا اطمأن وقيل أصل الخشوع اللين والسهولة وذكر بعض المفسرين أن الخشوع في القرآن على أربعة أوجه - أحدها الذل ومنه قوله تعالى في طه وخشعت الأصوات للرحمن وفي سأل سائل خاشعة أبصارهم والثاني سكون الجوارح ومنه قوله تعالى في المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون وفي حم السجدة ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة والثالث الخوف ومنه قوله تعالى في الأنبياء ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين والرابع التواضع ومنه قوله تعالى في البقرة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص276- 277 .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
الاستغفار في القرآن على وجهين :
قال ابن الجوزي : الاستغفار استفعال من طلب الغفران والغفران تغطية الذنب بالعفو عنه والغفر الستر ويقال اصبغ ثوبك فهو أغفر للوسخ وغفر الخد والصوف ما علا فوق الثوب منهما كالزئبر سمي غفرا لأنه يستر الثوب ويقال لجنة الرأس مغفر لأنها تستر الرأس وقال أبو سليمان الخطابي وحكى بعض أهل اللغة أن المغفرة مأخوذة من الغفر وهو نبت يداوى به الجراح يقال إنه إذا ذر عليها دملها وأبرأها ذكر بعض المفسرين أن الاستغفار في القرآن على وجهين - أحدهما الاستغفار نفسه وهو طلب الغفران ومنه قوله تعالى في هود واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه وفي يوسف واستغفري لذنبك وفي نوح استغفروا ربكم إنه كان غفارا وهو كثير في القرآن والثاني الصلاة ومنه قوله تعالى في آل عمران والمستغفرين بالأسحار وفي الأنفال وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وفي الذاريات وبالأسحار هم يستغفرون وقد عد بعضهم الآية التي في يوسف من قسم الاستغفار وجعل التي في هود وفي نوح بمعنى التوحيد فيكون الباب على قوله من أقسام الثلاثة .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص89 - 91 .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
الحكمة في القرآن على ستة أوجه :
قال ابن الجوزي : قال بعض أهل العلم الحكمة ضرب من العلم يمنع من ركوب الباطل وقال غيره الحكمة خروج نفس الإنسان إلى كمالها الممكن لها في حدي العلم والعمل فحينئذ تنال الخلق الذي يسمى العدالة وسميت حكمة الدابة بذلك لأنها تمنعها من التصرف بما لا يريد راكبها كما أن الحكمة تمنع صاحبها من ركوب ما لا يصلح وقال ابن قتيبة الحكمة العلم والعمل لا يكون الرجل حكيما حتى يجمعهما وقال ابن فارس أصل الحكم المنع وأحكمت السفيه وحكمته أخذت على يده وقال جرير - أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضبا وذكر أهل التفسير أن الحكمة في القرآن على ستة أوجه - أحدها الموعظة ومنه قوله تعالى في القمر حكمة بالغة فما تغن النذر والثاني السنة ومنه قوله تعالى في البقرة ويعلمكم الكتاب والحكمة وفيها وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به وفي سورة النساء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم يكن تعلم والثالث الفهم ومنه قوله تعالى في الأنعام أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة وفي مريم وآتيناه الحكم صبيا وفي الأنبياء وكلا آتينا حكما وعلما وفي لقمان ولقد آتينا لقمان الحكمة والرابع النبوة ومنه قوله تعالى في البقرة وآتاه الله الملك والحكمة وفي ص وأتيناه الحكمة وفصل الخطاب والخامس القرآن ومنه قوله تعالى في النحل أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والسادس علوم القرآن ومنه قوله تعالى في البقرة يؤتي الحكمة من يشاء .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص260 – 262 .
ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
الخوف في القرآن على خمسة أوجه
قال ابن الجوزي : الخوف والفزع يتقاربان والخوف لما يستقبل والحزن لما فات وقال شيخنا الخوف خاصة من خواص النفس تظهر وذكر أهل التفسير أن الخوف في القرآن على خمسة أوجه - أحدها الخوف نفسه ومنه قوله تعالى في آل عمران ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون وفي الأعراف وادعوه خوفا وطمعا وفي تنزيل السجدة يدعون ربهم خوفا وطمعا والثاني العلم ومنه قوله تعالى في البقرة فمن خاف من موص جنفا أو إثما وفيها فإن خفتم ألا يقيما حدود الله وفي سورة النساء فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة وفيها وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا وفي الأنعام وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم والثالث الظن ومنه قوله تعالى في البقرة إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله قال الفراء وهي في قراءة أبي إلا أن يظنا والخوف والظن يتقاربان في كلام العرب قال الشاعر أتاني كلام عن نصيب يقوله وما خفت يا سلام أنك عائبي وقد ألحق قوم هذا القسم بالذي قبله والرابع القتال ومنه قوله تعالى في الأحزاب فإذا جاء الخوف وفيها فإذا ذهب الخوف والخامس النكبة تصيب المسلمين من قتل أو هزيمة ومنه قوله تعالى في سورة النساء وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به قال ابن عباس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية من السرايا فغلبت أو غلبت تحدثوا بذلك ولم يسكتوا حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو المحدث به .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص279 – 281 .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
الأمانة في القرآن على ثلاثة أوجه :
قال ابن الجوزي : قال شيخنا علي بن عبيد الله رضي الله عنه الأصل في الأمانة الأمن والطمأنينة والموضع الذي يطمئن فيه الإنسان المأمن والوديعة أمانة لأن صاحبها ائتمن المودع على حفظها فاطمأن إليه وقال ابن فارس يقال رجل أمنة وأمنة يثق بكل أحد ورجل أمين وأمان وأنشدوا ولقد شهدت التاجر الأمان مورودا شرابه والأمون الناقة الموثقة الخلق وكأنه أمن فيها الفتور في السير وذكر بعض المفسرين أن الأمانة في القرآن على ثلاثة أوجه - أحدها الفرائض ومنه قوله تعالى في سورة الأنفال لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم أي تضيعوا فرائضكم وفي الأحزاب إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال ، والثاني الوديعة ومنه قوله تعالى في سورة النساء إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وفي المؤمنين والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والثالث العفة منه قوله تعالى في القصص إن خير من استأجرت القوي الأمين .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص104 – 105 .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
الخير في القرآن على اثنين وعشرين وجهاً :
قال ابن الجوزي : الخير اسم لكل ممدوح ومرغوب فيه والخير الكرم والاستخارة أن تسأل الله تعالى خير الأمرين وذكر أهل التفسير أن الخير في القرآن على اثنين وعشرين وجها - أحدها الإيمان ومنه قوله تعالى في الأنفال ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم وفيها إن يعلم الله في قلوبكم خيرا وفي هود لن يؤتيهم الله خيرا والثاني الإسلام ومنه قوله تعالى في نون مناع للخير معتد أثيم قيل إنها نزلت في الوليد بن المغيرة منع ابني أخيه من الدخول في الإسلام والثالث المال ومنه قوله تعالى في البقرة إن ترك خيرا وفيها قل ما أنفقتم من خير قالوا الدين والرابع العافية ومنه قوله تعالى في الأنعام وإن يمسسك بخير وفي يونس وإن يردك بخير الخامس الأجر ومنه قوله تعالى في الحج والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير ، والسادس الأفضل ومنه قوله تعالى في المؤمنين اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ومثله خير الرازقين وخير الحاكمين والسابع الطعام ومنه قوله تعالى في القصص رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير والثامن الظفر ومنه قوله تعالى في الأحزاب ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا والتاسع الخيل ومنه قوله تعالى في ص إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي أي حب الخيل والعاشر القرآن ومنه قوله تعالى في البقرة أن ينزل عليكم من خير من ربكم والحادي عشر الأنفع ومنه قوله تعالى في البقرة نأت بخير منها أو مثلها أي أنفع والثاني عشر رخص الأسعار ومنه قوله تعالى في هود إني أراكم بخير والثالث عشر الصلاح ومنه قوله تعالى في النور فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا أراد صلاحا وقيل المال ، والرابع عشر القوة والقدرة ومنه قوله تعالى في الدخان أهم خير أم قوم تبع والخامس عشر الدنيا ومنه قوله تعالى في العاديات وإنه لحب الخير لشديد والسادس عشر الإصلاح ومنه قوله تعالى في آل عمران ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير والسابع عشر الولد الصالح ومنه قوله تعالى في سورة النساء فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا أي بما رزقتم من الزوجات المكروهات أولادا صالحين والثامن عشر العفة والصيانة ومنه قوله تعالى في النور لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا والتاسع عشر حسن الأدب ومنه قوله تعالى في الحجرات ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم أي أحسن لأدبهم والعشرون النوافل ومنه قوله تعالى في الأنبياء وأوحينا إليهم فعل الخيرات والحادي والعشرون النافع ومنه قوله تعالى في الأعراف لاستكثرت من الخير قال المفسرون لأعددت من السنة المخصبة للسنة المجدبة والثاني والعشرون الخير الذي هو ضد الشر ومنه قوله تعالى في آل عمران بيدك الخير .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص285 – 289 .
ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
الخزائن في القرآن على أربعة أوجه :
قال ابن الجوزي : الخزائن جمع خزانة وهو البيت الذي يحفظ فيه المدخر والمختار من المال وذكر أهل التفسير أن الخزائن في القرآن على أربعة أوجه - أحدها المفاتيح ومنه قوله تعالى في الحجر وإن من شيء إلا عندنا خزائنه والثاني النبوة ومنه قوله تعالى في ص أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب والثالث المطر والنبات ومنه قوله تعالى في الطور أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون والرابع خزائن مصر ومنه قوله تعالى في يوسف اجعلني على خزائن الأرض وقد ألحق بعضهم وجها خامسا فقال والخزائن الغيوب ومنه قوله تعالى في هود ولا أقول لكم عندي خزائن الله أي غيوب الله.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص273 .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
الحسنة والسيئة في القرآن على ستة أوجه :
قال ابن الجوزي : الحسنة هي التي لا يشوبها نقص في كونها حسنة وهذا هو الحقيقة وقد يسمى بذلك ما يشوبه السوء لأن الأظهر فيه الحسن والسيئة نقيض الحسنة وذكر أهل التفسير أن الحسنة والسيئة في القرآن على ستة أوجه أحدها الحسنة التوحيد والسيئة الشرك ومنه قوله تعالى في النمل من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار وفي القصص من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون والثاني الحسنة النصر والغنيمة والسيئة القتل والهزيمة ومنه قوله تعالى في آل عمران إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وفي سورة النساء ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك والثالث الحسنة المطر والخصب والسيئة قحط المطر والجدب ومنه قوله تعالى في الأعراف فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه وفيها ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة وفيها وبلوناهم بالحسنات والسيئات والرابع الحسنة العافية والسيئة البلاء والعذاب ومنه قوله تعالى في الرعد ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة والخامس الحسنة قول المعروف والسيئة قول المنكر ومنه قوله تعالى في القصص ويدرؤون بالحسنة السيئة وفي حم السجدة ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن والسادس الحسنة فعل نوع من الخير والسيئة فعل نوع من الشر ومنه قوله تعالى في الأنعام من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص259- 260 .
ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
الاستطاعة في القرآن على وجهين :
قال ابن الجوزي : الأصل في الاستطاعة أنه استفعال من الطاعة فسمي الفاعل مستطيعا لأن الفعل الذي يرومه ممكن مطاوع وتسميته بذلك قبل الفعل على سبيل المجاز لأن الاستطاعة من العباد لا تكون إلا مع الفعل وذكر أهل التفسير أن الاستطاعة في القرآن على وجهين : أحدهما سعة المال ومنه قوله تعالى في آل عمران ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا أي من وجد سعة من المال وفي سورة النساء ومن لم يستطع منكم طولا وفي براءة لو استطعنا لخرجنا معكم والثاني الإطاقة ومنه قوله تعالى في سورة النساء ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم أي لن تطيقوا وفي هود ما كانوا يستطيعون السمع أي لم يطيقوا أن يسمعوا ذكر الإيمان وفي الكهف وكانوا لا يستطيعون سمعا في الفرقان فما تستطيعون صرفا ولا نصرا وفي التغابن فاتقوا الله ما استطعتم وفي الذاريات فما استطاعوا من قيام .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص88 .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
النفس في القرآن على ثمانية أوجه :
قال ابن الجوزي : قال شيخنا علي بن عبيد الله اختلف الناس في ماهية النفس المختصة بالآدمي اختلافا كثيرا وأقربهم إلى الصواب قائلون قالوا إنها جوهر روحاني والجوهر الروحاني ما كان لطيفا لا يرد شعاع الأبصار وهو مخلوق من النور والضياء وأجسام الملائكة من نور ولهذا هم أجساد لطيفة لا تدركهم الأبصار في عموم الأحوال ويقرب منهم الجن والشياطين فإنهم مخلوقون من النار وقال قوم إن النفس جسم لطيف وقال قوم هي الدم وقال آخرون هي جسم غير الدم وقال آخرون هي عرض لأنا لا نجدها تقوم بنفسها واختلفوا في النفس هل هي الروح أم هي غيرها فقال كثير من الناس إن الروح شيء غير النفس وقال آخرون بل هما شيء واحد واختلفوا هل نفوس بني آدم جنس من نفوس الحيوان أم لا فقال كثير من الناس إن نفوس بني آدم جنس ونفوس البهائم جنس آخر وزعم آخرون أن النفوس كلها جنس واحد والقائلون بأنها من جنس واحد يقولون إن موت جميع الحيوان يتولاه ملك الموت في قبض الأنفس والقائلون بأنها من جنسين يقولون إن ملك الموت يتولى بني آدم في ذلك فأما جميع البهائم فلا يتولاها ملك الموت وإنما تموت بفناء أنفسها وذكر بعض المفسرين أن النفس في القرآن على ثمانية أوجه - أحدها آدم ومنه قوله تعالى في سورة النساء الذي خلقكم من نفس واحدة وفي الأنعام وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة والثاني الأم ومنه قوله تعالى في النور ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً أي بأمهاتهم والمراد بالآية عائشة رضي الله عنها والثالث الجماعة ومنه قوله تعالى في آل عمران إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم وفي براءة لقد جاءكم رسول من أنفسكم والرابع الأهل ومنه قوله تعالى في البقرة فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم قيل إنه أمر الأب الذي لم يعبد العجل أن يقتل ابنه العابد والأخ الذي لم يعبد أن يقتل أخاه العابد والخامس أهل الدين ومنه قوله تعالى في النور فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم أي على أهل دينكم وفي الحجرات ولا تلمزوا أنفسكم والسادس الإنسان ومنه قوله تعالى في المائدة وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس أي الإنسان بالإنسان والسابع البعض ومنه قوله تعالى في البقرة ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم أي يقتل بعضكم بعضا، والثامن النفس بعينها ومنه قوله تعالى في سورة النساء ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص594 – 597.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
النعمة في القرآن على عشرة أوجه :
قال ابن الجوزي : النعمة ما يحصل للإنسان به التنعم في العيش و النعمة المنة ومثلها النعماء والنعمة المال يقال فلان واسع النعمة والنعامي ريح لينة فأما النعمة - بفتح النون - فهي التنعم والمتنعم المترف وقد نعم الإنسان أولاده ترفهم ونعم الشيء من النعمة ونعم ضد لا وقد تكسر عينها ونعم ضد بئس وذكر بعض المفسرين أن النعمة في القرآن على عشرة أوجه - أحدها المنة ومنه قوله تعالى في المائدة يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم ومثلها في الأحزاب والثاني الدين والكتاب ومنه قوله تعالى في البقرة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته وفي إبراهيم ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا والثالث محمد صلى الله عليه وسلم ومنه قوله تعالى في النحل يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها والرابع الثواب ومنه قوله تعالى في آل عمران يستبشرون بنعمة من الله وفضل والخامس النبوة ومنه قوله تعالى في الفاتحة الذين أنعمت عليهم وفي الضحى وأما بنعمة ربك فحدث والسادس الرحمة ومنه قوله تعالى في الحجرات فضلا من الله ونعمة والسابع الإحسان ومنه قوله تعالى في الليل وما لأحد عنده من نعمة تجزى والثامن سعة المعيشة ومنه قوله تعالى في لقمان وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة والتاسع الإسلام ومنه قوله تعالى في الأحزاب وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ، والعاشر العتق ومنه قوله تعالى في الأحزاب وأنعمت عليه لأن إنعام الله تعالى عليه بالإسلام وإنعام النبي صلى الله عليه وسلم بالعتق وهو زيد بن حارثة .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص597 – 599.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
النور في القرآن على عشرة أوجه :
قال ابن الجوزي : قال شيخنا علي بن عبيد الله النور هو الضياء المتشعشع الذي تنفذه أنوار الأبصار فتصل به إلى نظر المبصرات وهو يتزايد بتزايد أسبابه ويقال نار الشيء وأنار واستنار إذا أضاء والنور مأخوذ من النار يقال تنورت النار إذا قصدت نحوها ثم يستعار في مواضع تدل عليها القرينة فيقال أنار فلان كلامه إذا أوضحه ومنار الأرض أعلامها وحدودها والمنارة مفعلة من الاستنارة وذكر أهل التفسير أن النور في القرآن على عشرة أوجه - أحدها الإسلام ومنه قوله تعالى في براءة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره وفي الصف يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره وفي سورة النور يهدي الله لنوره من يشاء والثاني الإيمان ومنه قوله تعالى في البقرة يخرجهم من الظلمات إلى النور وفي الأنعام وجعلنا له نورا يمشي به في الناس وفي النور ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور وفي الحديد ويجعل لكم نورا تمشون به والثالث الهدى ومنه قوله تعالى في النور الله نور السموات والأرض أي هادي من في السماوات والأرض مثل نوره أي مثل هداه والرابع النبي صلى الله عليه وسلم ومنه قوله تعالى في المائدة قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين وفي النور نور على نور أراد نبيا بعد نبي من نسل نبي والخامس ضوء النهار ومنه قوله تعالى في الأنعام وجعل الظلمات والنور والسادس ضوء القمر ومنه قوله تعالى في الفرقان وقمرا منيرا وفي سورة نوح وجعل القمر فيهن نوراً ، والسابع ضوء المؤمنين على الصراط ومنه قوله تعالى في الحديد يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم وفي التحريم نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم والثامن البيان ومنه قوله تعالى في المائدة إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور وفي الأنعام قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس والتاسع القرآن ومنه قوله تعالى في الأعراف واتبعوا النور الذي أنزل معه وفي التغابن فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا، والعاشر العدل ومنه قوله تعالى في الزمر وأشرقت الأرض بنور ربها أي بعدله .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص599 – 601 .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
الرحمة في القرآن على ستة عشر وجهاً :
قال ابن الجوزي : الرحمة النعمة على المحتاج قال ابن فارس يقال رحم يرحم إذا رق والرحم والمرحمة والرحمة بمعنى واحد وذكر أهل التفسير أن الرحمة في القرآن على ستة عشر وجهاً - أحدها الجنة ومنه قوله تعالى في البقرة أولئك يرجون رحمة الله وفي آل عمران وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله وفي سورة النساء فسيدخلهم في رحمة منه وفضل وفي بني إسرائيل يرجون رحمته ويخافون عذابه وفي العنكبوت أولئك يئسوا من رحمتي وفي الجاثية فيدخلهم ربهم في رحمته والثاني الإسلام ومنه قوله تعالى في سورة البقرة والله يختص برحمته من يشاء وفي هل أتى يدخل من يشاء في رحمته والثالث الإيمان ومنه قوله تعالى في هود إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده وفيها وآتاني منه رحمة والرابع النبوة ومنه قوله تعالى في الزخرف أهم يقسمون رحمة ربك وفي ص أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب والخامس القرآن ومنه قوله تعالى في يونس قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وفي بني إسرائيل وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين والسادس المطر ومنه قوله تعالى في الأعراف وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وفي الروم فانظر إلى آثار رحمة الله وفيها وليذيقكم من رحمته والسابع الرزق ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي وفي الكهف آتنا من لدنك رحمة وفيها ينشر لكم ربكم من رحمته والثامن النعمة ومنه قوله تعالى في سورة النساء ولولا فضل الله عليك ورحمته وفي الكهف آتيناه رحمة من عندنا والتاسع العافية ومنه قوله تعالى في الزمر أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته والعاشر النصر ومنه قوله تعالى في الأحزاب إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة والحادي عشر المنة ومنه قوله تعالى في القصص وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك والثاني عشر الرقة ومنه قوله تعالى في الحديد وجعلنا في قلوب الذين أتبعوه رأفة ورحمة والثالث عشر المغفرة ومنه قوله تعالى في الأنعام كتب ربكم على نفسه الرحمة والرابع عشر السعة ومنه قوله تعالى في سورة البقرة ذلك تخفيف من ربكم ورحمة والخامس عشر المودة ومنه قوله تعالى في الفتح والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم والسادس عشر العصمة ومنه قوله تعالى في يوسف إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي وقد ألحق بعضهم وجها سابع عشر فقال الرحمة الشمس ومنه قوله تعالى في سورة عسق وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص331 – 334 .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
الحسنى في القرآن على ستة أوجه
قال ابن الجوزي : الحسنى فعلى من الحسن يقال في النعمة الواحدة أو الفعلة الواحدة من الإحسان وذكر أهل التفسير أن الحسنى في القرآن على ستة أوجه - أحدها الجنة ومنه قوله تعالى في يونس للذين أحسنوا الحسنى وفي الأنبياء إن الذين سبقت لهم منا الحسنى وفي النجم ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى والثاني البنون ومنه قوله تعالى في النحل وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى والثالث الخير ومنه قوله تعالى في براءة وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والرابع الخلف ومنه قوله تعالى في الليل فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى أي بالخلف وقال الإمام أحمد ابن حنبل وألحقه بعضهم بالأول والخامس العليا ومنه قوله تعالى في الأعراف ولله الأسماء الحسنى والسادس البر ومنه قوله تعالى في العنكبوت والأحقاف ووصينا الإنسان بوالديه حسنا .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص257 – 258 .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
الحين في القرآن على خمسة أوجه
قال ابن الجوزي : الحين الزمان قليله وكثيره ويقال أحينت بالمكان إذا أقمت به حينا وحان حين كذا أي قرب وأنشدوا وإن سلوي عن جميل لساعة من الدهر ما حانت ولا حان حينها ، وذكر أهل التفسير أن الحين في القرآن على خمسة أوجه - أحدها ستة أشهر ومنه قوله تعالى في إبراهيم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها والثاني منتهى الآجال ومنه قوله تعالى في البقرة ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين وفي يونس كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين وفي النحل ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين والثالث الساعات ومنه قوله تعالى في الروم فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون والرابع وقت منكر ومنه قوله تعالى في ص ولتعلمن نبأه بعد حين والخامس أربعون سنة ومنه قوله تعالى هل أتى على الإنسان حين من الدهر وألحقه قوم بالقسم الذي قبله وألحق قوم قسما سادسا فقالوا والحين ثلاثة أيام ومنه قوله تعالى في الذاريات وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين وألحق بعضهم ثلاثة أوجه أخر - أحدها نصف النهار ومنه قوله تعالى ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها وقيل بين العشاءين وألحقه بعض المحققين بقسم الساعات والثاني خمس سنين ومنه قوله تعالى ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين والثالث ابتداء القتال يوم بدر ومنه قوله تعالى فتول عنهم حتى حين وهذان القسمان داخلان في قسم الوقت المنكر وإنما علمنا نهاية سجن يوسف بوقت خروجه ونهاية الإعراض عن المشركين بوقت الأمر بقتالهم ولم يستفد ذلك من الآي .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص254 – 257 .
ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
الحجر في القرآن على أربعة أوجه :
قال ابن الجوزي : الحجر يقال ويراد به العقل ويراد به الحرام ويقال حجر القمر إذا صارت حوله دارة وذكر بعض المفسرين أن الحجر في القرآن على أربعة أوجه - أحدها العقل ومنه قوله تعالى في الفجر هل في ذلك قسم لذي حجر والثاني قرية ثمود ومنه قوله تعالى في الحجر ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين والثالث الحاجز ومنه قوله تعالى في الفرقان وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا والرابع الحرام ومنه قوله تعالى في الأنعام وقالوا هذه أنعام وحرث حجر وفي الفرقان ويقولون حجرا محجورا قيل في التفسير تقول الملائكة للكفار حرام محرم عليكم أن تدخلوا الجنة فعلى هذا هو من قول الملائكة وقال ابن فارس كان الرجل إذا لقي من يخافه في الشهر الحرام قال حجرا أي حرام عليك أذاي فإذا كان يوم القيامة ورأى المشركون الملائكة قالوا حجرا محجورا يظنون أن ذلك ينفعهم كما كان ينفعهم في الدنيا فعلى هذا هو من قول المشركين .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص247 – 248 .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــ