أستطيع أن ألخص رؤيتى حول ترشح محمد فهيم كنائب للرئيس في الانتخابات المقرر انعقادها في الثالث والعشرين من شهر أغسطس لعام 2009م على النحو التالي:

أولاً: محمد قاسم فهيم الذراع العسكري للجمعية الإسلامية بقيادة برهان الدين رباني الذي يلقب بالجنرال الطاجيكي ! كان قد اختير وزيراً للدفاع عقب احتلال أمريكا لأفغانستان عام 1422هـ الموافق2001م، ورجل روسيا المفضل يبرز على الساحة الأفغانية مرة أخرى بعد أن وافق دمية القوات الغازية كرزاي على أن يكون هذا السفاح نائباً له في الانتخابات القادمة!

ثانياً: لاعجب في تحالف الاخوة الأعداء! فتاريخ أفغانستان شاهد على هذه التحالفات! فقديماً تحالف مسعود مع حكمتيار! ثم اختلفا! حتى ظهرت طالبان فهرب الجميع! وقديماً أيضاً تحالف قلب الدين حكميتار مع الشيوعي عبد الرشيد دوستم! ) إبان حكومة المجاهدين!! (رغم أن حكمتيار كان عدوا لطلبان إلا أنه لم يتحالف مع قوات الاحتلال الأنجلو أمريكية).
ثالثاً: الغريب في الأمر أن الإدارة الأمريكية غير راضية عن ترشيح فهيم! رغم أنالقوات البربرية الغازية دخلت بخيانتهم! ودخلوا هم على متون دباباتهم وتحت مظلةطائراتهم!
لكن الأمريكان يتوجسون من فهيم خيفة! فهو رجل روسيا وعميلها المدلل! بالإضافة إلى أن فهيم صاحب تجربة عسكرية قديمة؛ فإنه بالمفهوم العسكري والسياسيأقوى من رجلهم الأنسب مرحلياً (كرزاي)! فلدى فهيم أتباع مسلحون ومدربون يطيعونهولديه معسكرات احتياطية دخل الأراضي الروسية تحسباً لأية ظروف في مستقبل أفغانستانغير المستقر!

رابعاً: وممكن بين عشية وضحاها يتم اغتيال كرزاي بأية حيلة وتحت أية ذريعة! ومن ثم يكون المرتزق السفاح محمد فهيم بحكم الدستور الجديد رئيساً لأفغانستان!

خامساً: كما أن أمريكا وقوات الناتو تريد أيضاً شخصاً يستطيع السيطرة على أغلبية سكان أفغانستان وهم من الباشتون!وفهيم لا تنطبق عليه هذه الشروط!

سادساً: فتاريخ السفاح محمد فهيم مع الباشتون والشعب الأفغاني ملطخ بالدماء فقد شارك وهو قائد عسكري لأحمد شاه مسعود في اغتيال قيادات من الحزب الإسلامي أثناء الاحتلال السوفياتي لأفغانستان منذ عام 1399هـ الموافق 1979م ! كما أن عداوته الدموية السافرة لحركة طالبان وقتله للمئات من قياداتها وكوادرها! لا ترجح كفته لدى الأمريكان ليس حباً في طالبان! ولكن خوفاً على ارتفاع مؤشر النقمة جراء اختيار هذا السفاح! ومن ثم ازدياد عدد المنضمين لحركة طالبان باعتبارها الراية الجهادية النقية التي تجاهد قوات الاحتلال وتسعى في طرها!

سابعاً: بالإضافة إلى أن الشعب الأفغاني لا ينسى المجازر التي ارتكبها غزاة الشمال بقيادة البلدوزر السفاح محمد فهيم ضد المجاهدين (العرب الأفغان) في كابل وجلال آباد ومزار شريف وبكتيا ونمروز وغيرها!! وقد تعرض لمحاولة الاغتيال في منطقة وزير خان أكبر عام 1423هـ الموافق 2002م! وتكررت هذه المحاولات بعد ذلك لكنه نجا منها جميعاً!

ثامناً: وهذا سر تردد الأمريكان وعدم ترحيبهم بفهيم كنائب للرئيس! لكن ليس لديهم خيار آخر لأنهم لو أفصحوا عن معارضتهم لتفاقم الوضع ضد الأمريكان والناتو وازداد عدد الناقمين على القوات الأجنبية!

تاسعاً: قد يكون سبب اختيار كرزاي لفهيم بغية كسب أصوات الطاجيك في الانتخابات! وقد يقول قائل لماذا لم يختر غيره كشقيق مسعود مثلاً؟!

أقول: أعتقد أنه كان في مكنة كرزاي اختيار شقيق مسعود المرضي عنه إلى حد ما أمريكياً! لكن المراقبين يعلمون العداوة بين كرزاي وشقيق مسعود ولا سيما التراشق الذي حدث العام الماضي أمام وسائل الإعلام فكلاهما يتهم الآخر بالفساد وتبديد ثروة البلاد!

عاشراً: هكذا إذا كان لابد من اختيار طاجيكي طبقاً للتوازنات التي تمت عقب الاحتلال الأنجلو أمريكي لأفغانستان بمباركة قوات الناتوالصليبية!
فمن ثم فلا يوجد أمام كرزاي إلا اختيار فهيم! فكرزاي يعلم جيداً
أن انتسابه للباشتون لا يضمن له أصواتهم لأنهم متذمرون منه ومتعاطفون ومؤيدون لحركة طالبان التي تريد الاطاحة به والقوات الأجنبية المحتلة!!

وأود التنبيه على هذة الملحوظة الهامة المتعلقة بى الانتخابات الافغانية :

وهي أن هذه الانتخابات التي تحدث في أفغانستان تحت حرب قوات الاحتلال! لن تؤتي أكلها! وهي بمثابة مسكنات مؤقتة لاطالة عمر قوات الاحتلال لهذا البلد المسلم المجاهد الأبي! وهيهات هيهات! لما يدبرون ولما يخططون ولما يكيدون! فهم منهزمون خارجون وأذنابهم! من هذه البلاد بمشيئة الله تعالى (وَلَتَعْلَمُنّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (صّ:88)
يقول الله عزوجل فى كتابه الكريم : (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)
صدق الله العظيم ..
ولا حول ولاقوة الابالله العلى العظيم
المصدر

http://httpmajlesalukahnetshowthreadp.blogspot.com/