للفائدة :
وقد خالف بعض العلماء في عده من الفقهاء واعتبروه من كبار المحدثين فابن جرير الطبري كان يقول : إنما هو رجل حديث لا رجل فقه . وقد ثارت عليه الحنابلة من أجل هذا . ولم يذكره ابن قتيبة في كتابه المعارف بين الفقهاء . واقتصر ابن عبدالبر في كتابه الانتقاء على الإئمة الثلاثة . وذكره المقدسي في أحسن التقاسيم في أصحاب الحديث فقط . مع ذكره داود الظاهري في الفقهاء . وقال في المدارك إنه دون الإمامة في الفقه وجودة النظر في مأخذه عكس أستاذه الشافعي .
لكن أصحابه لا يسلمون ذلك بل يعتبرونه من الرعيل الأول في الفقه و الاستنباط والحق معهم فهو محدث فقيه بل ومن كبار الفقهاء وبحسبنا دلالة على فقهه هذه الثروة الفقهية الضخمة التي حملها عنه تلامذته ،وأصوله التي ساروا عليها في اجتهادهم .
انتهى من كتاب سير أعلام المحدثين / أحمد رمزي . مع أن هذا الكاتب حنفي المذهب فيما أظن رحم الله الجميع
وقال الشيخ عطية سالم رحمه الله في محاضرة تفسير الحجرات :
السؤال: الإمام أحمد إمام في الحديث ولكنه ليس إماماً في الفقه كبقية المذاهب؟
الجواب: من قال هذا؟ بل هناك رسالة لأحد الإخوان من الجامعة الإسلامية وكنت مشرفاً عليها، فذكرت في صالة المحاضرات عند مناقشة الرسالة: أن الشائع عند الناس أن الإمام أحمد كان إماماً في الحديث، ولكن بهذه الرسالة وبالمسائل الفقهية التي ذكرها الطالب والمسائل الأخرى التي ذكرها أبو داود ، وولده عبد الله في عدة كتب بعنوان: مسائل الإمام أحمد . وهي المسائل الفقهية، تبين أن الإمام أحمد كان فقيهاً أكثر منه محدثاً. إذاً: فالإمام أحمد كان يجمع بين الفقه والحديث وليس كما قيل: إنه لم يكن فقيهاً.. بل هو فقيه، والمسائل التي حصرت أو أخذت عنه تقوي هذا المذهب وزيادة، وما من مسألة فقهية عند الحنابلة أساسية إلا ولـأحمد رأي فيها. وهناك بعض المسائل كما يقول: الوجوه والنظائر كمصطلح عند العلماء، هذه وجوه على أصل آخر روي فيه عن أحمد عنه قول أو نظيره،أو قول قاله الإمام أحمد. إذاً: ما خرجت عن فقه أحمد رحمه الله.
السؤال: ما الفرق بين الفقيه والمحدث، وهل يكون الفقيه محدثاً؟
الجواب: المحدث والفقيه يشتركان، إلا أن المحدث يكون شغله بالحديث وحفظه متناً وسنداً، والفقيه اشتغاله أكثر بالتفريعات الفقهية والجزئيات في أعمال الناس، وكلاهما فقيه محدث؛ لأن الفقيه لابد أن يكون له من الحديث استدلالاً في فقهه، والمحدث يكون فقيهاً بالحديث الذي يحفظه، لكن إذا غلب أحد الجانبين على أحدهما كان مشهوراً به، فالفقيه الذي كثرت مسائله في الفقه، والمحدث الذي كثر حفظه للأحاديث، وكلاهما يشترك في الحديث معاً وفي الفقه معاً، أي: أن الحديث والفقه شيء مشترك بين الجانبين، وكل بما اشتهر به، والله تعالى أعلم. وقد تجدون في بعض الكتب: كل فقيه محدث، وليس كل محدث فقيه، وهذه المقولة فيها نظر؛ لأنهم يعنون بالمحدث الذي ليس بفقيه الذي يعنى بالأحاديث فقط، وقد وجدنا بعض الناس همه وشغله الشاغل بالأسانيد والرجال: صحيح، حسن، ضعيف، حسنه فلان، ضعفه فلان، أما الاشتغال بالفقه فيكونون في جانب واحد، فهذا الذي يقولون عنه: وليس كل محدث فقيه، أما المحدث الذي يعنى بالمتن مع السند فقهاً وحفظاً فكيف يكون غيره خيراً منه. والله سبحانه وتعالى أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا وسيدنا محمد.
http://audio.islam***.net/audio/inde...audioid=135361
وقال صالح آل الشيخ في شريط من معين الإمام أحمد :
س4/ هناك من يقول إن الإمام أحمد محدّث وليس بفقيه فما توجيهكم لأمثال هؤلاء؟
ج/ في كتاب ابن الجوزي هذا القول من المتقدمين؛ يعني قيل عن الإمام أحمد إنه محدث وليس بفقيه.
وفي الواقع الإمام أحمد فقيه أكثر منه محدثا؛ يعني أنه كان متصدرا للفتوى، يفتي من صغره
ومن عجائب فتياه في أول أمره وحمدها العلماء له وأثنوا عليه بها لعظم فقهه فيها
أنه سئل عن رجل نذر أن يطوف بالبيت على أربع، يعني أن يطوف على رجليه وعلى يديه، هذا ظاهر الكلمة
فقال أحمد: يطوف بالبيت أسبوعين يعني سبعة أشواط وسبعة أشواط، فيكون قد طاف على أربع.
وهذا قال العلماء من عظيم الفقه، وكان إذ ذاك صغيرا من عظيم الفقه أخذه العلماء على الإمام أحمد
وذلك؛ لأن الطواف على أربع مثلة، مثلة بصاحبه، أيضا مثلة بالبيت أن يطاف حوله على هذا النحو.
وأيضا فيه إشغال للطائفين فهذا من عظيم فقهه رحمه الله تعالى.
ومن فقهه يعني المسائل الفقهية التي تميّز بها أحمد وأخذها العلماء عنه كثيرة جدا.
إذن
فقول القائل إن الإمام أحمد محدث وليس بفقيه
هذه قديمة من بعد القرن الذي عاش فيه أحمد؛ ولكنها ليست كذلك
وإنما الإمام أحمد جمع له ربُّنا ما بين الحديث والسنة والفقه