منقول
كتب يحيى خليل :
كنتُ معها على موعدٍ ، وإن كانت قد تأخرت عني مراتٍ من قبل ، وأنا على لهَفٍ لرؤيتها ، والجلوس أمامها ، أتحدث في صمت ، وأستمع إليها وأنا غائبٌ عن الدنيا.
وهذه المرة لم تتأخر ، وفي الموعد أتت ، لم تستقدم ساعة ، ولم تستأخر.
وكان اللقاء في الإسكندرية ، وفي أجمل الأماكن على شاطئ البحر ، وغطى صوت الموج ، على صمت حرارة اللقاء ، فأنا أمامها الآن وجهًا لوجه ، ويشهد لقاءنا ثلاثة مسموحٌ لهم بالحضور ، الدكتور بشار عواد معروف ، والشيخ شعيب الأرنؤوط ، والشيخ صلاح فتحي هلل
أما هي ، فكانت :
موسوعة أقوال
يَحْيَى بن مَعِين
في رجال الحديث وعلله
والموعد عصر الثلاثاء 6/5/2009 ، على شاطئ استانلي ، بالإسكندرية.
وجلسنا نحن الخمسة ، وأمسك الشيخ شعيب بالمجلد الأول ، وخرجت من فمه جملةٌ ، مِثْلُهُ ، مفيدة ، يقول : والله إنه لعملٌ نافع.
لقد صدرت موسوعة أقوال يَحْيَى بن مَعِين ، وهاهي أمامي الآن ، في الليلة الأولى معي ، في الرحلة الطويلة التي بدأتُها بتوفيق الله ، منذ سبع وثلاثين سنة ، من أجل الوصول إلى سفح الدرج الأول المؤدي إلى طلب العلم.
- عائلة الكتاب :
الذي عنده ، أو رأى ، "الجامع في الجرح والتعديل" ، أو "موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل ، في رجال الحديث وعلله" ، أو "موسوعة أقوال الدارقطني ، في رجال الحديث وعلله" ، سيعرف حتما أن موسوعة أقوال يَحْيَى بن مَعِين هي الشقيقة الصغرى لهذه الكتب ، وسيعرف على الفور مادة الكتاب.
بيانات الكتاب
الكتاب : موسوعة أقوال يَحْيَى بن مَعِين
في رجال الحديث وعلله
جمعها وحققها : الدكتور بشار عواد معروف جهاد محمود محمد خليل
وآخرهم أخوكم محمود محمد خليل
الناشر : دار الغرب الإسلامي – تونس
عدد المجلدات : خمسة
* * *
المصادر التي تم حصر أقوال ابن معين عنها :
ـ تاريخ الدُّورِيّ (271 هـ).
وهو : أبو الفَضْل ، عَبَّاس بن مُحَمَّد بن حاتم الدُّورِيّ ، البَغْداديُّ ، خُوَارَزْمِيُّ الأصل ، مات سنة إحدى وسبعين ومئتين ، وقد بلغ ثمانيًا وثمانين سنة.
طبعة جامعة الملك عبد العزيز.
ـ تاريخ عثمان بن سعيد الدَّارمي (280 هـ).
وهو : أبو سعيد ، عثمان بن سعيد بن خالد التميمي ، الدارمي ، السجستاني ، مات في ذي الحجة ، سنة ثمانين ومئتين.
طبعة جامعة الملك عبد العزيز.
ـ سؤالات ابن مُحرز.
وهو : أبو العباس ، أحمد بن محمد بن القاسم بن مُحرز ، البغدادي ،
طبعة المجمع العلمي بدمشق.
ـ سؤالات ابن الجُنيد.
وهو : أبو إسحاق ، إبراهيم بن عبد الله بن الجُنيد ، الخُتّلي ، بغداديٌّ ، سكن "سُرَّ مَن رأى" ، وحَدَّث بها.
طبعة عالم الكتب ، وطبعة دار الفاروق.
ـ سؤالات ابن طهمان (284 هـ).
وهو : أبو خالد ، يزيد بن الهيثم بن طهمان ، الدَّقاق ، يُعرف بالبادا.
تُوفي يوم الأحد ، لليلتين بقيتا من جُمادى الأولى ، سنة أربع وثمانين ومئتين.
طبعة جامعة الملك عبد العزيز.
ـ سؤالات عثمان بن طالوت (234 هـ).
وهو : أبو عُمر ، عثمان بن طالوت بن عباد ، الجَحدرِيّ ، البصريّ.
قال ابن حِبان : مات وهو شاب ، ولم يتمتع بعلمه ، في سنة أربع وثلاثين ومِئَتين.
ـ التاريخ الكبير للبخاري ، ط. دائرة المعارف العثمانية ـ الهند.
ـ تاريخ أبي زُرْعَة الدمشقي ، ط. مجمع اللغة العربية ، دمشق.
ـ العلل ومعرفة الرجال ، لعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ط. المكتب الإسلامي.
ـ الكنى والأسماء للدولابي ، ط. دائرة المعارف العثمانية ـ الهند.
ـ الضعفاء ، للعقيلي ط. دار الكتب العلمية.
ـ الجرح والتعديل ، لابن أبي حاتم ، ط. دائرة المعارف العثمانية ـ الهند.
ـ المجروحين ، لابن حبان ، ط. دار الوعي ـ حلب.
ـ الكامل ، لابن عدي ، ط. دار الكتب العلمية.
ـ تاريخ بغداد ، للخطيب ، ط. دار الغرب الإسلامي.
ـ ميزان الاعتدال ، للذهبي ، ط. دار المعرفة.
ـ تهذيب الكمال ، للمزي ، ط. مؤسسة الرسالة.
ـ تهذيب التهذيب ، لابن حجر ، ط. مؤسسة الرسالة.
ـ لسان الميزان ، لابن حجر ، ط. مكتب المطبوعات الإسلامية.
وقد تم ، بفضل الله ، حصر أقوال ابن معين في هذه المصادر ، في الجرح والتعديل ، وعلل الحديث.
نموذج من الكتاب :
15- أَبان بن يَزِيد العَطَّار , أَبو يَزِيد , البَصْرِيُّ.
ـ قال الدُّورِيّ : سَمِعْتُ يَحْيَى يقول : حديثُ أَبَان , يَعْنِي العَطَّار , حديثُ محمود بن عَمْرو , عن أَسْماء ؟ قال يَحْيَى : ليس هذا بِشَيْءٍ , إِنما هو محمود ، عن أَبي هُرَيْرَة , مَوْقُوفٌ. (469).
ـ وقال الدُّورِيّ : سَمِعْتُ يَحْيَى يقول : كان يَحْيَى بن سَعِيد يَرْوي عن أَبَان بن يَزِيد العَطَّار , ومات وهو يَرْوي عنه , وكان لا يَرْوي عن هَمَّام , وكان هَمَّام عندنا أفضل من أَبَان بن يَزِيد. (3768).
ـ وقال الدُّورِيّ : سَمِعْتُ يَحْيَى يقول : أَبَان العَطَّار , أَبو يَزِيد. (3787).
ـ وقال الدُّورِيّ : قيل ليَحْيى : الاِختلاف الذي جاء عن يَحْيَى بن أَبي كَثِير هو منه , أَو مِنْ أصحابه ؟ فقال : مِنْ أصحابه . قيل له : من أحبُّ إِلَيك في يَحْيَى بن أَبي كَثِير ؟ قال : الأَوْزَاعِي , وهِشَام الدَّسْتَوَائِي . قيل له : فأَبَان بن يَزِيد ؟ قال : وأَبَان بن يَزِيد , ليس به بَأْسٌ . قيل له : شَيْبان ؟ قال : هو صحيحُ الكتابِ عن يَحْيَى بن أَبي كَثِير . قال يَحْيَى : وعَلي بن المُبَارك في يَحْيَى , ليس به بَأْسٌ. (5279).
ـ وقال الدُّورِيّ : سَمِعْتُ يَحْيَى يقول : كان هِشَام الدَّسْتَوَائِي , وسَلاَّم , وأَبَان , يُرْمَوْنَ بِشَيْءٍ من القَدَر , وكان شُعْبة , وحَمَّاد بن سَلَمَة , وحَمَّاد بن زَيْد , لا يَرَوْنَ شيئًا من القَدَر. (3878).
ـ وقال الدُّورِيّ : سَمِعْتُ يَحْيَى يقول : مات يَحْيَى بن سَعِيد القَطَّان , وهو يُحَدِّث عن حَمَّاد بن سَلَمَة , وقد حَدَّث أيضًا عن أَبَان بن يَزِيد العَطَّار. (4714).
ـ وقال ابن الجُنَيْد : سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِين يقول : أَبَان بن يَزِيد العَطَّار , ثقةٌ. (476).
ـ وقال الدَّارِمِي : قلتُ ليَحْيى بن مَعِين : هَمَّام أحبُّ إِلَيك عن قَتَادَة , أو أَبَان ؟ فقال : ما أقربهما , كلاهما ثَبْتَان(1). (35).
ـ وقال ابن مُحْرِز : قيل ليَحْيى : أَبَان أحبُّ إِلَيك , أم شَيْبَان ؟ قال : أَبَان بن يَزِيد العَطَّار. 1/(540).
ـ وقال ابن مُحْرِز : سَمِعْتُ يَحْيَى , وقيل له : عَلي بن المُبَارك , كيف هو ؟ فقال , وأنا أَسْمع : ليس به بَأْسٌ . فقيل له : هو أحبُّ إِلَيك من أَبَان ؟ قال : لا. 1/(541).
ـ وقال ابن مُحْرِز : قيل ليَحْيى بن مَعِين : يَحْيَى , يَعْنِي القَطَّان , لم يكن يرضى أَبَان؟ قال : بلى , كان يُحَدِّث عن أَبَان , ولا يُحَدِّث عن هَمَّام , وقد حَدَّثَنا عن أَبَان , وقد كان يرضاه , ومات وهو يُحَدِّث عنه. 1/(542).
ـ وقال ابن مُحْرِز : سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِين , مَرَّةً أخرى , وقيل له : اختلاف يَحْيَى بن أَبي كَثِير هو منه ؟ قال : مِنْ أصحابه.
قيل ليَحْيى : من أحبُّهم إِلَيك ؟ قال : هِشَام , والأَوْزَاعِي.
قيل ليَحْيى : فشَيْبَان ؟ قال : ما أصح حديثه عنه.
قيل ليَحْيى : فأَبَان , يَعْنِي بن يَزِيد العَطَّار , قال : ليس به بَأْسٌ , وعَلي بن المُبَارك , ليس به بَأْسٌ. 1/(564 و565 و566 و567).
ـ وقال ابن مُحْرِز : سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِين , وسُئِل عن أَبَان بن يَزِيد ؟ فقال : ليس به بَأْسٌ. 1/(317).
ـ وقال ابن أبي خَيْثَمة : وَسُئِلَ يَحْيَى عن أَبَان بن يزيد العَطَّار ؟ فقال : ثقة. "تاريخه" 3/3/103.
ـ وقال ابن أبي خَيْثَمة : سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِين يقول ، وسُئِل عن أَبَان بن يَزِيد وهَمَّام , أيهما أحبُّ إِلَيك ؟ قال : كان يَحْيَى بن سَعِيد يَرْوِي عن أَبَان ، وكان أحبَّ إِلَيه , وهَمَّام أحبُّ إِلَي. "الجرح والتعديل" 2/299.
ـ وقال أَبو بَكْر بن أبي خَيْثَمة : سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِين يقول : هَمَّام في قَتَادَة أحبُّ إليَّ من أَبي عَوَانَة , وهَمَّام , ثم أَبو عَوَانَة , ثم أَبَان العَطَّار , ثم حَمَّاد بن سَلَمَة. "الجرح والتعديل" 9/109.
* * *
وبعد ، رجاء من إخواني ، وهم أهلٌ لتحقيق الرجاء :
لقد استمر العمل في هذا الكتاب أكثر من عشر سنوات ، وقامت دار الغرب بطباعته بعد أن أنفقت في الكثير من المال والجهد ، ليخرج بهذا الورق (الشمواة) لراحة البصر ، وهذا الحرف (اللوتس) الجميل ، ليضيف إلى متعة المادة العلمية ، متعةَ الجمال والتنسيق.
فهل يحل لنا أن نقوم بتحويل الكتاب إلى بي دي إف لمجرد أن يشتري أحدنا نسخة ؟!
هنا ، سوف تتوقف مكاتب التحقيق ، وسيمتنع أصحاب دور النشر عن العمل ، وسنجد أنفسنا أمام نسخٍ من الكتب موتورة ، لا تحمل علمًا ، وفي طياتها سر الموات.
فالرجا من إخواني ، أن يتعاملوا مع جميع الإصدارات الجديدة من الكتب ، من جميع دور النشر ، دون استثناء ، بأخلاق محمد صلى الله عليه وسلم ، في قول الله تعالى : {حريصٌ عليكم}.
فليحرص بعضنا على بعض ، وليخف بعضنا على بعض ، فقد تكالبت علينا (الكلاب) من كل صوب ، تنبح ، تصرخ ، تعوي ، تريد أن تمزق ثوبي وثوبك ، ولن يغنينا وقتها مانخصف به من ورق الدنيا.
ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة.
اللهم استرنا جميعا ولا تفضحنا بعيوبنا وعوراتنا . آمين.
أخوكم : أبو المعاطي ، وأبو جهاد / محمود خليل.