( الحديث الخامس والأربعون ) :
عن أسمر بن مضرس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له )) رواه أبو داود .
قال الشيخ : عبد الكريم الخضير - حفظه الله - :
(( الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نعم هذا الحديث فيه الدلالة على أن من تقدم غيره بلا شيء مباح مُشاع بين الناس كلهم فهو أحق به ، ( من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له ) يعني هو أحق به من غيره ، جئت إلى المسجد ما فيه أحد تجلس في أي مكان تريد ، وليس لأحد كائنا من كان أن يأمرك بأن تقوم من هذا المكان أبدا ، إذ أنك سبقت في الأمور العامة المُشاعة إلى ما لم تسبق إليه .
وقل مثل هذا في المباحات ، في البراري ، مثلا : سبقت إلى الكلأ ، سبقت إلى الماء ، سبقت إلى الأمور العامة ، إذا كان هذا في المباحات فمن باب أولى في مواطن العبادة ، ولذا قال الله - جل وعلا - في بيته الحرام : { سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ } الحج 25 ، العاكف المقيم الملازم للمسجد المجاور يستوي هو والبادي ، صاحب البادي الذي يأتي ليؤدي فرض واحد ويرجع ، ما في فرق ثم قال : { ومَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ } .
يعني : كونك تعتدي على شخص جالس في أي مكان من المسجد الحرام أو غيره من المساجد ؛ لكن الأمر فيه أشد لأنه سمّاه إلحاد ، تعتدي عليه وتأمره أن يقوم ؟ لا ، هذا إلحاد ، فليحذر الأخوة الذي يحجزون أماكن ويضيّقون على الناس .
وُجد بعض التصرفات في أخنز البقاع مَشينة ، وصل فيها إلى حد الضرب ، يعني في آخر لحظة من رمضان ، بقي على أذان المغرب خمس دقائق ، آخر لحظة من رمضان في آخر يوم مضاربة في صحن الحرم ، هذا ابعد ! هذا مكاني ! على أي أساس ، سَبَقْتْ خلاص هذا مكانك ( من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم ) كذلك في الأراضي ، البور ، البيطر ، سبق إليها فلان وأحياها هو أحق بها ، المشاعر ، سبق إلى مكان في منى أحق به ، سبق إلى مكان في عرفة هو أحق به ، مواطن العبادة الناس فيها سواء ، لا يجوز الاحتجار والتضييق على الناس ألبتة ، أما التعدي عليهم هذا ظلم لهم .
بعض الناس يستأجر الأجَراء ليحجزوا له الأماكن ، هذا موجود في المواسم ، تجد مثلا : أجراء يحجزون أماكن لمن يتخلف ويأتي الناس قبلهم ، لمن تقدّم أولى به ، ولا تجوز الأجرة في مثل هذه الأماكن ، في كثير من المساجد ، أو في كثير من بلدان المسلمين تعارف الناس على موضع الإمام وموضع المؤذن ، مسألة عرفية ، لكن لو جاء شخص وجلس في موضع ، وأصرّ أن يبقى فيه وقد دخل المسجد قبل المؤذن له ذلك ، شيخ يعلم الناس العلم وله عمود واضح بيّن ، جاء وجد فيه شخص جالس ، الأصل أن هذا الشخص سبقه ؛ لكن أهل العلم يستثنون مثل هذا ؛ للمصلحة الراجحة )) انتهى كلامه حفظه الله .
انظر : كتاب " شرح جوامع الأخبار ، تأليف الشيخ : عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - " ، بشرح فضيلة الشيخ : " عبد الكريم الخضير " - حفظه الله - " الشريط السابع ، الوجه الأول " .
.............................. ...............
سؤالي : مَن مِن أهل العلم صحح هذا الحديث ؟ ومَن لم يصحّحه ، هل قال أن معناه صحيحا ويُعمل به ؛ لكنه لا ينسب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؟ علما بأن الشيخ الألباني - رحمه الله - ضعّف هذا الحديث :
1- ( من سبق إلى ما لم يسبق إليه أحد فهو له ) .
الراوي: أسمر بن مضرس الطائي المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 1553 - خلاصة الدرجة : ضعيف .
2- ( من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو أحق به ) .
الراوي: أسمر بن مضرس الطائي المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 1555 - خلاصة الدرجة: ضعيف .
3- ( من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم ؛ فهو له ؛ فخرج الناس يتعادون يتخاطون ؛ أي : يجعلون في الأرض خطوطا علامة لما سبقوا إليه ) .
الراوي: أسمر بن مضرس الطائي المحدث: الألباني - المصدر: التعليقات الرضية - الصفحة أو الرقم: 457/2 - خلاصة الدرجة: فيه مجهولون .
4- ( من سبق إلى ما لم يسبقه إليه مسلم ، فهو له ) .
الراوي: أم جندب المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 5622
خلاصة الدرجة: ضعيف .
5- ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته فقال من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له فخرج الناس يتعادون يتخاطون ) .
الراوي: أسمر بن مضرس المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 6/9
خلاصة الدرجة: إسناده ضعيف مظلم .
السلفية النجدية .