السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

يا معاشر أعضاء مجلس الألوكة وزواره المباركين، أقدم لكم بعضاً من الفوائد المستقاة من كتاب "فكري" ولكنه مصبوغ بصبغة شرعية، فكاتب الكتاب كما قال عنه الشيخ الفاضل أبي الفرج محمد بن إسماعيل المقدم -حفظه الله- : "قمة افرست في الفكر الإسلامي" هو المفكراللغوي الدكتور عبد الكريم بكار، أحد رجال هذه الأمة الغيورين عليها والقائمين على درب نهضتها، وهذا الكتاب هو أول جزء من سلسلة له مباركة بعنوان "الرحلة إلى الذات"، والكتاب مليء بالفوائد إلا أنني انتقيت منه نتفاً يسيرة تعد كالقواعد والعناوين المهمة، فإليكم تلك الفوائد: (طبعة دار القلم -دمشق)
(1) أن السنة في التحول الإجتماعي هي التدرج، وليس الطفرة فإننا سوف نعتمد أساليب ووسائل تخالف الفطرة وسنة التدرج، وسيؤدي ذلك إلى الاصطدام بالسنة، وسنحصد عاقبة ذلك. (ص23)

(2) إن عدوي العلم هما الظن والهوى، فتوليد القطعيات من المقدمات الظنية ضعف في العلم، وسيطرة الأهواء على كيفية استخلاص النتائج والأحكام ضعف في الإخلاص والنزاهة. (ص44)

(3) فالنصر لا يتوقف على عدد وحده أو عدة وحدها أو الإخلاص وحده، ولكن هناك عوامل عدة تسهم في تحقيقه، وفي هذا دفع للمؤمنين كي يحاولوا تحقيق ما يمكن من تلك العوامل حتى يفوزوا بالغلبة، قال تعالى: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين). (ص54)

(4) والتوبة لا تكون إلا بعد اكتشاف خطأ، واكتشاف الخطأ لا يكون إلا بعد صحوة عقل، أو صحوة ضمير، وكل منهما أمارة النضج والرقي! وهذه السنة التي سنها أبونا آدم لنا ستظل خميرة يستنبت فيها الصالحون من أبنائه صنوفاً من الأوبات والمراجعات. (ص55)

(5) سبب عدم تسمية المنافقين في القرآن: ولعل في اهتمام القرآن الكريم بذكر أوصافهم والإعراض عن أسمائهم إشارة خفية إلى أن هذا النوع من الشر يتجدد وجوده، ويتسمى بأسماء مختلفة، فأراد من عدم ذكر الأسماء أن يلفت نظر الناس إلى الخصائص المميزة له مع غض الطرف عن أسمائهم ومحدداتهم. (ص72)

(6) قال عز وجل: (والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً) إن كثيراً من الأعمال ظاهرها النفع لأصحابها، لكنها في الحقيقة سراب، لم يرد به وجه الله تعالى. (ص95)

(7) إن مواجهة الحقائق بشجاعة ووضوح أصبح اليوم أحد أمارات التقدم والرقي، كما أن تجاهلها وطمسها صار أمارة على التخلف والخمول. (ص97)

(8) فسكوت المتشدد عن رجل فيه نوع من التزكية له، وانفراد متشدد بالجرح عن الجماعة يعزى إلى مقاييسه، ولا يضر كثيراً! (ص125)

(9) ردود الأفعال غالباً لا تكون متزنة. (ص149)

(10) الولع بحب الغرائب، حيث إن الناس يستمتعون بسماع الغرائب، التي يقل نظيرها، أو ينعدم، وهم يكافئون رواتها (ومشيعيها) والمشيعين لها بشيء من نظرات التقدير، حيث إن لهم ما يؤهلهم للاطلاع على الخفايا والإلمام بالنوادر. وأصحاب الغرائب يستمتعون بذلك، حيث يشكل ذلك عاملاً من عوامل جذب اهتمام الآخرين بهم، فتصير المبالغة إذاً مصدراً للإشباع عند كثير من الناس. ومنها عدم إدراك طبائع الأشياء، فلكل ظاهرة من الظواهر طبيعة ذات حدود دنيا وعليا، ومن لم يدرك تلك الحدود أمكنه أن يصدق كل ما يسمع، ليشجع بذلك على انتشار الغرائب. (ص205)

(11) شعار التغيير: إذا عملنا ما هو ممكن اليوم صار ما هو مستحيل ممكناً غداً. (ص219)

(12) لقد أدى الاهتمام العجيب بالشكل إلى وجود أجيال في وجوهها إشراق، وفي أرواحها ظلمات، في ثيابها أناقة، وقد انطوت النفوس على ما لا يحصى من العلل الخُلقية!
لقد غُم علينا وزن الأمور، ووضعها في نصابها، ونحن نحسب أننا على شيء! إن السعادة لا تنبع إلا من الداخل، وإن التماسها في غير ذلك مضيعة للعمر، إن قانونها هو (خذ)، وليس (هات) وإن الذين ينفقون من نفوسهم ودينهم على بطونهم لن يكونا أبداً سعداء ولا محترمين!! (ص252)

(13) إن التضحية بأشياء كثيرة هي الضريبة التي لا بد من أن ندفعها إذا ما رفضنا السير في ركاب أهل الشهوات والقيم الزائفة. (ص276)

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما نكتب وننقل، والحمد لله رب العالمين