تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    92

    افتراضي استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .............................. .وبعد :
    فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنه القول بنزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا , ثم نزل مفرقا حسب الوقائع .
    وعلى هذا القول استشكلت أمرين أعرضهما بين يدي إخواني من طلبة العلم للمباحثة .
    أولهما : ألا يكون في هذا القول ما يدعم حجة المبتدعة في القول بقدم الكلام الإلهي نوعه وآحاده.........؟ (ولا أريد تقرير الشبهة , وفي الإشارة ما يغني عن تطويل العبارة) .
    ثانيهما : هل من مخرج لــ "ما يقتضيه هذا القول" مع "النصوص التي نزلت على سبب مخصوص" , (مثل قوله تعالى : "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها"....الآية) غير القول : بأنه تعالى لا تعلق لأفعاله بالزمن , أي أن المخلوق هو وحده المحكوم بالزمن (ماضيه وحاضره ومستقبله) دون أن يكون للزمن تعلق بالفعل الإلهي.....؟ , وبالتالي فما يصح "من الخطاب" في حق المخلوق تعلقه بزمن دون زمن لا يصح قول مثله فيما يتعلق بالباري سبحانه وتعالى .



    أرجو ممن كان لديه أثارة من علم الاقتصار على مورد الإشكال دون سواه .



    والله من وراء القصد .
    تموت النفوس بأوصابها..........ول م يدر عوادها ما بها
    وما أنصفت مهجة تشتكي......أذاها إلى غير أحبابها

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

    بارك الله فيك.. ما أوردته من استشكال فيما يبدو لي مداره القول بنتزيل القرءان منجما، بغض النظر عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما وعن تنزيله جملة واحدة..
    وقولك:
    أولهما : ألا يكون في هذا القول ما يدعم حجة المبتدعة في القول بقدم الكلام الإلهي نوعه وآحاده.........؟
    قلت أما قدم نوع الكلام فهو معتقد أهل السنة ولا إشكال فيه، ولا يظهر لي تعلقه بتنزيل القرءان جملة واحدة ولا بتنزيله منجما! وأما دعواهم بقدم آحاد الكلام نفسه فإنه ينقضها عند التأمل.. فلو كان لفظ القرءان قديما لما كان من نزول أول ولا تنزلات منجمة كلها جاء النص بأنها كلام مباشر من الرب جل وعلا لأمين الوحي جبريل عليه السلام! والله تعالى لم يزل متكلما بما يشاء وقتما يشاء، من الأزل وإلى الأبد.. هذا من جهة صفة الكلام كصفة ذاتية.. أما من جهة صفة الفعل فقد شاء الرب جل وعلا أن يتكلم بالقرءان، فتكلم به ونزله نزول تشريف في بيت العزة أولا، وتكلم به كذلك منجما، كل آية في مناسبتها.. فما وجه انتصار أهل البدع بهذا القول - بارك الله فيك - وهو يقرر نزولا حدث في شهر رمضان، وتنزلات متتابعة منجمة، كلها كان مبدؤها فعل الكلام من الرب جل وعلا، في الوقت الذي أراده سبحانه، دون وجود أزلي قديم سابق لآحاد هذا الكلام الذي تكلم به الرب سبحانه؟
    هل من مخرج لــ "ما يقتضيه هذا القول" مع "النصوص التي نزلت على سبب مخصوص" , (مثل قوله تعالى : "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها"....الآية) غير القول : بأنه تعالى لا تعلق لأفعاله بالزمن , أي أن المخلوق هو وحده المحكوم بالزمن (ماضيه وحاضره ومستقبله) دون أن يكون للزمن تعلق بالفعل الإلهي.....؟ , وبالتالي فما يصح "من الخطاب" في حق المخلوق تعلقه بزمن دون زمن لا يصح قول مثله فيما يتعلق بالباري سبحانه وتعالى .
    بارك الله فيك.. الله تعالى لا يحده الزمان، فهو خالق الزمان.. أما قولك "لا تعلق لأفعاله بالزمان" ففيه إجمال مبهم يحتاج إلى تفصيل وتحرير.. ومثله أن يقول القائل: "الله تعالى لا تعلق لأفعاله بالمخلوقين"! فيقال كيف هذا والله إنما يفعل كل ما أخبرنا أنه يفعله سبحانه : في خلقه وفي الكون المخلوق، على النحو اللائق بذاته جل وعلا؟ فكلمة التعلق هذه غير محررة..
    وهو خالق كل شيء جل وعلا.. فإذا شاء أن يتكلم في وقت يختاره لمخلوق يختاره على النحو الذي يختاره فهو فاعل لما يريد وقتما يريد كيفما يريد، ولا يقال أن هذا لازمه أن يشبه المخلوقين في التقيد بالزمن أو بغيره مما خلق جل وعلا، فانتبه لهذا أكرمك الله. شاء سبحانه أن يكلم خلقا من خلقه على النحو الذي يريده سبحانه في أوقات قد علمها من قبل خلقها.. فأين الإشكال في هذا، وأين الحجة لأهل البدع؟
    هذا جوابي على ما فهمته من كلامك، والله أعلى وأعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    92

    افتراضي رد: استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

    لا يزال الإشكال قائما من الجهتين اللتين أوردتهما .

    وقولك أخي الكريم :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    الله تعالى لا يحده الزمان، فهو خالق الزمان.. .
    يرد عليه الإشكال الوارد سابقا في قضية الزمن , وذلك أن الزمن ما هو إلا الماضي والحاضر والمستقبل ,فإذا كان فعله تعالى لا يحده الزمن أمكن أن يفعل فعلا دون أن يوصف هذا الفعل بأنه متعلق بأحد الأزمنة الثلاثة , وعليه يكون تقرير ما سبق وذكرته لك من نزول القرآن جملة واحدة رغم أنه فيما يتعلق بالناس نزل وفق أزمان محددة (تبينها أسباب النزول) , وبالتالي فقضية المضي والاستقبال إنما هي في المخلوق الذي شاء تعالى أن تتعلق أفعاله بالزمن على جهة عدم الانفكاك .
    وما ذكرته حفظك الله من تعلق فعله تعالى بالمخلوق هو دليل لما أوردته من حيث أن فعله تعالى قد يتعلق بالمخلوق (كالإحياء والإماتة) , وقد يتعلق بذاته سبحانه وتعالى (كالاستواء والنزول....) وبالتالي فيصح أن يقال (بناء على ما أورتده أخي في مشاركتك) قد تتعلق أفعاله تعالى بالزمن وقد لا تتعلق به . فإذا صح هذا انحل الإشكال المتعلق بنزول القرآن جملة واحدة مع أنه في تعلقه بالناس نزل منجما .
    ويبقى الإشكال الآخر وهو : هل في هذا التقرير ما يمكن أن يكون دليلا لمن يرى قدم آحاد الكلام الإلهي ....؟ وذلك أن حقيقة القدم هي: الأولية , ولازمها عدم التعاقب , والتي لا تجتمع مع القول بأن القرآن نزل بعضه بعد بعض . وهو حقيقة قولنا أهل السنة والجماعة .


    والله من وراء القصد .
    تموت النفوس بأوصابها..........ول م يدر عوادها ما بها
    وما أنصفت مهجة تشتكي......أذاها إلى غير أحبابها

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

    أخي الحبيب بارك الله فيك، بدا لي من طرحك للإشكال أنك تتصور النزولين (المجمل والمنجم) في الحقيقة نزولا واحدا، على أنه كان في حق الله نزولا واحدا مجملا، بينما كان في حق العباد - أي بالنسبة إليهم - نزولا منجما، هذا ما فهمته من قولك:
    وذلك أن الزمن ما هو إلا الماضي والحاضر والمستقبل ,فإذا كان فعله تعالى لا يحده الزمن أمكن أن يفعل فعلا دون أن يوصف هذا الفعل بأنه متعلق بأحد الأزمنة الثلاثة , وعليه يكون تقرير ما سبق وذكرته لك من نزول القرآن جملة واحدة رغم أنه فيما يتعلق بالناس نزل وفق أزمان محددة (تبينها أسباب النزول) , وبالتالي فقضية المضي والاستقبال إنما هي في المخلوق الذي شاء تعالى أن تتعلق أفعاله بالزمن على جهة عدم الانفكاك .
    وهذا التصور، أكرمك الله، باطل (على الصحيح من كلام أهل العلم)! فهما كما دل النص الواضح في المسألة، نزولان منفصلان، أحدهما مجمل إلى بيت العزة من باب التشريف والتكريم، والآخر مفصل منجم على أسباب النزول، وكلاهما تكلم الله به في الوقت الذي شاءه سبحانه وتعالى! فالالتباس دخل عليك - بارك الله فيك - من إبهام المراد عندك بعدم تعلق أفعال الله بالزمن.. عدم التعلق معناه عدم التقيد على نحو ما هو كائن في المخلوقين، فهو سبحانه خالق كل شيء، وليس كمثله شيء فلا يحده ولا يقيده شيء من خلقه! أما أن يقال أن نزول القرءان كان في حق الله نزولا واحدا مجملا، ولكن في حق العباد كان مفرقا على الأزمنة التي نزل فيها، فهذا لا يفيده ظاهر كلام ابن عباس ولا أعلم قائلا به من السلف والأئمة من أهل السنة قط، ولا دليل عليه البتة، وفوق ذلك كله، لا تعلق له من قريب أو بعيد بزعمهم أن آحاد كلام الله قديمة كذاته! فحتى لو تنزلنا وقلنا بهذا الزعم بأن نزول القرءان لم يكن إلا نزولا واحدا في حق الله تعالى، وهو النزول المجمل، وفي حق العباد كان نزولا منجما، فهذا يهدم زعمهم بقدم آحاد كلام الله! فعل الإنزال المجمل الذي كان في شهر رمضان في ليلة القدر، سبقه فعل التكلم بالقرءان وإسماعه للروح القدس عليه السلام، وقبل فعل الكلام، لم يكن لهذا القرءان وجود.. فزعمهم قدم آحاد الكلام باطل على أي حال، والله أعلم.
    أرجو أن يكون الإشكال قد زال بهذا البيان، والله الموفق المستعان.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

    يا شيخنا الفاضل، وهل قال أحد من المبتدعة بقدم آحاد الكلام؟
    المعروف عن الأشاعرة أن الكلام القديم عندهم شيء واحد فقط لا يتعدد أصلا، فليس له آحاد.
    وأما الآيات التي بين أيدينا فهي عندهم مخلوقة وليست قديمة.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

    بارك الله فيكم شيخنا الفاضل.. حقيقة أنا لم أقف على من قال بهذا القول من قبل، والأخ لم ينسبه إلى الأشاعرة، ولا أنا نسبته إلى طائفة من الطوائف.. ولكني لا أستغرب أن يوجد من أهل الكلام من يقول به على أي حال، فكما تعلمون، أصحاب الكلام لا حد لألوان مذاهبهم وأشكالها، وما دام باب العبث العقلي المنبت عن فهم السلف مفتوحا عندهم، فالأقوال تتوالد والآراء البدعية لا حصر لها.. والله المستعان.
    على أي الأحوال، أرجو أن يكون الإشكال عند أخينا الكريم قد زال.. فلا علاقة لهذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما بهذا الكلام.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

    حياك الله يا شيخنا الفاضل

    ولكن بغض النظر عن هذه المسألة، فلا يصح افتراض أقوال باطلة لم يقل بها أحد ثم محاولة الرد عليها؛ لأن الأهواء والشبهات الشيطانية لا نهاية لها كما يقول شيخ الإسلام، وإذا وقع شيء منها في الأمة قيض الله من أهل العلم من يدفعها ويقوم بالحق.

    ولكن بغض النظر عن كل هذا، فالأثر عن ابن عباس لا تعلق به البتة حتى في مسألة قدم الكلام النفسي؛ لأن نزوله جملة واحدة لا يدل على أنه شيء واحد، ولا يدل أيضا على أنه قديم، فأين موضع تعلقهم بالأثر أصلا؟!
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

    صدقت وأبررت .. أحسن الله إليك.
    ونحن في انتظار جواب الأخ الفاضل لنرى أصل هذا الكلام عنده ومن أين أتى به.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    92

    افتراضي رد: استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة
    لا يصح افتراض أقوال باطلة لم يقل بها أحد ثم محاولة الرد عليها
    ما أجمل ما ذكرت , لكن إن كان المقصود مطلق القول بها فنعم , وإن كان المقصود ظهور الرأي والدعوة إليه فلا , وبحكم التخصص يمر علينا من هذه الإشكالات التي يوردها المخالفون لمنهج أهل السنة ما لا يخفى على من له أدنى ممارسة للحجاج مع أهل البدع . ومن هنا كان طرح الاستشكال لوجود من أورده , فأحببت المباحثة حوله .
    ولكي يكون التباحث منهجيا أسأل عن أمرين ثم ننتقل إلى ما يترتب على ذلك حتى يتضح وجه الإشكال :
    1ـــ ما معنى نزول القرآن جملة واحدة ................؟
    هل قال تعالى (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) قبل وقوع الحدث , وكذا بقية الآيات....؟
    2ــــ هل سمع جبريل القرآن من الله تعالى قبل ورود أسبابه , وهل سمعه مرتين (مرة جملة واحدة وأخرى حال تنزله منجما)...............؟



    والله من وراء القصد .
    تموت النفوس بأوصابها..........ول م يدر عوادها ما بها
    وما أنصفت مهجة تشتكي......أذاها إلى غير أحبابها

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

    حياك الله يا شيخنا الفاضل

    لا بأس بدراسة هذه المسائل وما فيها من إشكالات، ولكن النقطة التي أحببت التنبيه عليها في كلامي السابق أن هذه الآثار والنصوص ليس لها تعلق بكلام المبتدعة، فهذا هو المهم، فإن كان هناك حقا من يورد هذه الشبهة فينبغي أن يبين له أن ما يتعلق به ليس فيه دلالة على ما خطر على باله أصلا.

    يعني مثلا لو قلنا: إن القرآن نزل جملة واحدة، فليس لهذا تعلق بالكلام النفسي؛ أيا كان التفسير الذي تفسر به هذا الكلام؛ لأنه لم يقل أحد مطلقا: إن الكلام النفسي نزل جملة واحدة إلى سماء الدنيا.
    والمراد بكلامي هذا سد للباب في وجوه المبتدعة؛ لأنك إذا دخلت معهم في باب التفسير ستجد ألف اعتراض واعتراض على تفسيرك، ويخرج الكلام عن نصابه، فالطريقة التي أراها صحيحة في الرد عليهم أن تبين أن الأثر لا يتعلق بمذهبهم الباطل من قريب ولا بعيد بغض النظر عن تفسيره.

    وأما السؤال: هل سمع جبريل الكلام من الله عز وجل مرة واحدة أو مرتين؟
    فنقول: الجواب عن هذا أيضا لا يتعلق بمذاهب المبتدعة؛ لأنهم لا يقولون: إن جبريل قد سمع الكلام النفسي أصلا، فما معنى اتكائهم على مثل هذا؟

    وأما سؤال: هل قال الله عز وجل {قد سمع الله قول التي تجادلك} قبل وقوع القصة أو بعد وقوعها؟
    فنقول: أيا كان الجواب، فهذا لا علاقة له بالكلام النفسي مطلقا؛ لأنه لو كان قبل وقوعها فلا يلزم من ذلك أن يكون قديما، وإن كان بعدها فهو أولى.

    فهذا مرادي من التعليق السابق.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

    بارك الله فيكم شيخنا أبا مالك..
    لا أحب التقديم بين يديكم، ولكن رأيت أن المشاركة الأخيرة لأخينا الحبيب تحتاج إلى جواب أكثر تفصيلا حتى لا يبقى للشبهة عوالق في ذهن القارئ، والله الموفق.
    ما معنى نزول القرآن جملة واحدة ................؟
    قلت معناه نزوله إلى السماء الدنيا كاملا، بعد أن تكلم الله به وسمعه جبريل عليه السلام.. ولا إشكال - عقلا - في أن ينزل على جبريل قوله تعالى ((قد سمع الله قول التي تجادلك)) وسائر القرءان قبل وقوع الأحداث التي يتعلق بها النص! بل إن أهل العلم منهم من قال بأن من حكم الله تعالى في هذا النزول المجمل لكامل النص القرءاني تعظيم شأن هذا الكتاب عند الملأ الأعلى وملائكة السماوات جميعا من السفرة وغيرهم إذ يتابعون تأويل النصوص القرءانية المحفوظة في بيت العزة وهي تتنزل تنجيما على وفق الأحداث التي قدرها الرب جل وعلا.. فالقصد أنه لا إشكال على الإطلاق في أن يسمع جبريل من الله تعالى كلاما لا يدري تأويله، ولا في أن يسمع النص من الله مرتين، مرة مع الأمر بتنزيله إلى بيت العزة، ومرة مع الأمر بتنزيل آحاد الآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم! فما جبريل إلا رسول - عليه السلام - يأتمر بأمر ربه، هو وسائر الملائكة في الملأ الأعلى.. والله أعلى وأعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    64

    افتراضي رد: استشكال في حديث ابن عباس رضي الله عنه حول نزول القرآن جملة واحدة

    للفائدة

    في شرح الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله


    (هل القرآن الكريم حروفه ومعانيه مكتوب في اللوح المحفوظ؟
    ج/ نعم، كما قال سبحانه {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ(21)فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}[البروج:21-22]، وقال - عز وجل - { فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ(75)وَإ ِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ(76)إِنَّه ُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ(77)فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ}[الواقعة:75-78] الله - عز وجل - جَعَلَ القرآن في اللوح المحفوظ مكتوباً قبل أن يتكلم به فما في اللوح المحفوظ هذه مرتبة الكتابة، مرتبة الكتابة لا علاقة لها بالكلام كما أنَّه سبحانه جعل في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء وفيه ثَمَّ تقدير سنوي وتقدير عمري وتقدير يومي إلى آخره، فكذلك جعل الله - عز وجل - كلامه الذي هو القرآن، جعله في اللوح المحفوظ تكرمَةً له ويصان، يعني مجموعاً كاملاً، ثم هو - عز وجل - تكلم به فسمعه منه جبريل.... )

    ( ...
    وأما قول من قال من الأشاعرة إنه يأخذه من اللوح المحفوظ، فهذا ليس بصحيح وليس من أقوال أهل السنة البتة؛ لأنَّ ما في اللوح المحفوظ من القرآن هذا مجموع على جهة الكتابة، والقرآن له جهتان:
    - جهة سماع.
    - وجهة كتابة.
    جهة كلام من الله - عز وجل - يُسمع، وجهة كتابة.
    وجهة الكتابة هي ما في اللوح المحفوظ من القرآن بأجمعه من أوله إلى آخره، وجبريل عليه السلام لا ينتقي هذه الآية يأخذها وينزلها في الوقت المحدد، ثم يأخذ الآية الأخرى وينزلها في الوقت المحدد، وإنما هو وحي الله - عز وجل -.
    قال سبحانه {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا}[المجادلة:1]، قالت عائشة رضي الله عنها: سبحان الذي وسع سمعُه الأصوات، فقد جاءت المجادلة تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في حجرتي لا أسمعها(3)، وهذا مصيرٌ من عائشة رضي الله عنها إلى أنَّ الله - عز وجل - سمع ذلك منها فقال {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا}.
    المقصود من ذلك أنَّ تنزيل القرآن تنزيل سماع، أما الكتابة فهي موجودة في ثلاثة أشياء:


    1 -
    موجودة في اللوح المحفوظ كما قال - عز وجل - {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ(77)فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ(78)لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }[الواقعة:77-79]، وقال - عز وجل - {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ(21)فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}[البروج:21-22]، هذه الأولى.

    2 -


    والثانية في الكتابة ما هو موجود في بيت العزة في السماء الدنيا، وهذا على القول بصحة أثر ابن عباس رضي الله عنهما في ذلك.

    - والثالث المكتوب في المصاحف التي بين أيدي المسلمين.
    هذه ثلاثة كتابات، والكتابة ليست تكليما وإنما هي كتابة.
    وحيثما وجد في اللوح المحفوظ أو في بيت العزة أو في المصاحف كله كلام الله - عز وجل - ينسب إلى الله - عز وجل - أو يضاف إلى الله - عز وجل - إضافة صفة إلى موصوف. ) ا هـ

    عذرا على طول المنقول


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •