تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 22

الموضوع: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    10

    افتراضي دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    ولم اجد وانا باشد الحاجه اليها \\\

    فمن لديه اي كتب يتكرم بوضع الروابط إليها

    واكون شاكرة لكم

  2. #2

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    كتاب : صفة النفاق والمنافقين لأبي نعيم، موجود على مركز ودود : http://wadod.com/
    وهناك رسالة بعنوان : النفاق وأثره في حياة الأمة، دراسة تأصيلية تطبيقية في القرآن والسنة؛ لم أجد لها رابطًا يعمل .
    «وأصل فساد العالم إنما هو من اختلاف الملوك والفقهاء، ولهذا لم يطمع أعداء الإسلام فيه في زمن من الأزمنة إلا في زمن تعدد الملوك المسلمين وانفراد كل منهم ببلاد، وطلب بعضهم العلو على بعض» ابن القيم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    جزاك الله خير اخي ابو الوليد
    وسدد الله خطاك....ووفقك الله في ماتحبه وترضاه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    Question رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الوليد التويجري مشاهدة المشاركة
    وهناك رسالة بعنوان : النفاق وأثره في حياة الأمة، دراسة تأصيلية تطبيقية في القرآن والسنة؛ لم أجد لها رابطًا يعمل .
    ليت أحد الإخوة يتكرّم برفع هذه الرسالة ..
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    414

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    النفاق والمنافقين للميداني
    صفات المنافقين لعبدالرحمن الدوسري
    السياسة الشرعية في تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المنافقين رسالة ماجستير لم تطبع.
    ( حتى بلغ عمري فشرعت في تدبر آيات الله فهداني الله ببركة آياته...فرأيت كثيراً من مسائل مذهبي لاتوافق آيات القرآن بل أكثر رواياته تضادها كأخبار الكافي للكليني وأخبار البحار للمجلسي)
    آية الله البرقعي

  6. #6

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    ابن القيم له كلام عن المنافقين في كتابه مدراج السالكين

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    اين احصل على هذه الكتب لم اجدها في مكتبة الملك عبد العزيز

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    الاخت الفاضلة جزاك الله كل خير ونحن ايضاً نبحث عن مثل هذه الكتب
    فارجوا ان لا تبخلي علينا بما عندك من عناوين وان شاء الله سوف اوافيك بما عندي حال ما اعود باذن الله إلى مكتبتي
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    اختي الفاضل قائمة الكتب التي اعرفها وارجوا ان تفيدك وهي:
    1- رسالة في صفات النفاق والمنافقين لشيخ الاسلام ابن تيمية منشورة في المجموعة الثانية من كتب ورسائل شيخ الاسلام التي اشرف عليه الشيخ هشام الصيني وهم اصدار دار ابن الجوزي
    2- كتاب احكام النفاق والمنافقين للشيخ حسن الهلاوي اصدر مكتبة السنة في مصر
    3- بحث بعنوان (صفات المنافقين اثناء الحروب كما جاءت في القرآن الكريم) للدكتورة مديحة بنت ابراهيم بن عبدالله السدحان وهذا البحث منشور في العدد 83 من مجلة البحوث الاسلامية ويمكنك ان تجديه كاملاً في موقع (الافتاء).
    4- فصل قيم جداً عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المنافقين في كتاب (زاد المعاد) لابن القيم رحمه الله.
    5- فصل عن جهاد المنافقين في كتاب (التربية الجهادية في ضوء القران والسنة )

    وبالطبع من يرجع لكتب التفسير وكتب الحديث وشرح الحديث سوف يجد العلم الوفير
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    69

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    وعليكم السلام ورجمة الله وبركاته :
    هنا رسالتان :
    الأولى / بعنوان (( السياسة الشرعية في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين ))
    http://www.islammessage.com/articles...id=13&aid=3014

    الثانية / بعنوان ((

    صفات المنافقين أثناء الحروب


    كما جاءت في القرآن الكريم

    للدكتورة مديحة بنت إبراهيم بن عبد الله السدحان أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المساعد بقسم الدراسات الإسلامية كلية التربية للبنات بالرياض . ))

    http://www.alifta.net/Fatawa/FatawaD...eNo=1&BookID=2

    وهي التي أشار أليها الأخ ماجد فجزاه الله خيراً ، ولحجم الرسالة سأجعلها على جزئين :


    صفات المنافقين أثناء الحروب


    كما جاءت في القرآن الكريم


    للدكتورة مديحة بنت إبراهيم بن عبد الله السدحان أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المساعد بقسم الدراسات الإسلامية كلية التربية للبنات بالرياض .

    مقدمة :
    إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
    أما بعد :
    فقد أرسل الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلينا فانقسم الناس تجاه دعوته إلى ثلاثة أقسام : مؤمن به ، وكافر معاند ، ومنافق آمن بلسانه وكفر بقلبه ، فهو يتظاهر بالإسلام لكن أقواله وأعماله تضاد الإسلام وأحكامه .
    وهذا الصنف الثالث هو العدو الحقيقي الذي حذرنا الله منه قال
    تعالى : سورة المنافقون الآية 4هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ، فحصر العداوة فيهم لبيان أولويتهم في هذه العداوة ، ولهذا وجب على المسلمين جميعا أن يجعلوهم أول اهتماماتهم ، وأن يعلموا أن من أعظم الواجبات عليهم مجاهدتهم ؛ لأنهم أخطر مصيبة حلت بالمسلمين قديما وحديثا ، والمتأمل للتاريخ يجد للمنافقين دورا خطيرا في كل عصر من عصوره خاصة في أزمنة الحروب ؛ فخياناتهم وتعاونهم مع أعداء المسلمين المحاربين يشهد لها التاريخ ، وسنة الله ماضية في استمرار الحروب بين أهل الحق والباطل ، قال تعالى : سورة البقرة الآية 217وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُم ْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ، فأعداء الله لا يألون جهدا في حرب الإسلام وأهله ، وأمة الإسلام وبفضل الله لم تزل وستستمر بحول الله في مدافعة ما يكاد لها مما يخططه أعداؤها ومن يوالونهم من المنافقين ، لكن طبيعة عمل هؤلاء المنافقين وهو الخيانة يستلزم التخفي والتستر فهم يفسدون سرا ويظهرون الإسلام والإصلاح ، ولهم براعة في الكلام إن يقولوا تسمع لقولهم ، لهذا كان من الواجب التحذير منهم وكشف أستارهم ، وبيان صفاتهم حتى يعرفوا بها ، وبخاصة تلك الصفات التي تعرف بها عقائدهم ونفاقهم أثناء الحرب ، ولطول الموضوع اكتفيت بما جاء من ذلك في القرآن الكريم لأهميته وتأكد الاعتناء به في كل زمان ، وبخاصة في هذا الزمان لأمور منها :
    1- ما تمر به الأمة اليوم من أخطار وحروب ، وما يعصف بها من أحداث وفتن كقطع الليل ، يعمي الإنسان فيها أن يسمع ويرى الحق إذا لم يكن معه علم شرعي يخرج منه بفقه ما ينبغي عليه عمله ، ويأخذ العبر والعظات من التاريخ ، فإذا قامت الحرب كان المسلم المجاهد قد تهيأ بعلم شرعي وعسكري ، يعرف به هؤلاء المنافقين ويحذرهم .
    2- علو أهل الباطل في كثير من المجالات السياسية ، والاقتصادية ، والعسكرية مما يسهل دخول كثير من المنافقين ضمن جند المسلمين .
    3- التقدم التقني الهائل والسريع الذي يساعد الخائن ويسهل أمره والأعين قلما تراقبه.
    4- سذاجة بعض المؤمنين ، وسرعة تقييمهم للأشخاص بمجرد ما يرونه من ظاهرهم.
    ولهذا رأيت أن الكتابة في هذا الموضوع من أهم المهمات ، أسأل الله أن يجعلني ممن تفقه في دينه لينذر قومه لعلهم يحذرون ، وحسب علمي فإني لم أجد أحدا كتب في هذا الموضوع بهذه الصورة وأفرده مع شدة الحاجة إليه .





    خطة البحث :
    أتبعت هذه المقدمة بتقسيم البحث إلى فصلين وخاتمة .
    الفصل الأول : تعريف النفاق ، وأنواعه ، وخطورته وأسبابه ، وأشهر صفات المنافقين إجمالا ، وفيه خمسة مباحث :
    المبحث الأول : تعريف النفاق لغة واصطلاحا .
    المبحث الثاني : أنواعه .
    المبحث الثالث : خطورته .
    المبحث الرابع : أسبابه .
    المبحث الخامس : أشهر صفات المنافقين إجمالا .
    الفصل الثاني : صفات المنافقين أثناء الحرب ، وفيه سبعة مباحث هي :
    المبحث الأول : الصفة الأولى الانسحاب من المعركة والرجوع .
    المبحث الثاني : الصفة الثانية ، ظهور علامات الفرح عليهم بعد تخلفهم عن الحرب .
    المبحث الثالث : الصفة الثالثة ، عدم المشاركة في القتال مع خروجهم مع الجيش ، أو القتال قليلا .
    المبحث الرابع : الصفة الرابعة ، السعي بالفتنة بين جنود المسلمين لا يألونهم خبالا .
    المبحث الخامس : الصفة الخامسة ، تجريح القيادة ، ونسبة ما يصيب المسلمين من سيئة لسوء تصرفها .
    المبحث السادس : الصفة السادسة ، الخوف والجبن .
    المبحث السابع : الصفة السابعة ، موالاة الكفار .
    الخاتمة : وفيها أهم ما توصلت إليه من نتائج .
    هذا والله أسأل أن يؤلف بين قلوب المؤمنين ، ويجعلهم يدا واحدة على أعدائهم ، وأن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم إنه سميع مجيب .








    الفصل الأول : تعريف النفاق ، وأنواعه ، وخطورته ، وأسبابه ، وأشهر صفات المنافقين إجمالا
    وفيه إجمالا ، خمسة مباحث :
    المبحث الأول : تعريف النفاق لغة واصطلاحا .
    المبحث الثاني : أنواعه .
    المبحث الثالث : خطورته .
    المبحث الرابع : أسبابه .
    المبحث الخامس : أشهر صفات المنافقين إجمالا .




















    المبحث الأول : تعريف النفاق لغة واصطلاحا :
    النفاق في اللغة :
    النفاق فعل المنافق يقال : نافق ينافق منافقة ونفاقا ، أما أصله فقد اختلف فيه على قولين ، فقيل : إنه مأخوذ من النفق ؛ لأن المنافق
    يستر كفره ، فهو كمن يدخل النفق يستتر فيه .
    وقيل : إنه مأخوذ من نافقاء اليربوع أي جحره ، فإنه يخرق الأرض حتى إذا كاد أن يبلغ ظاهر الأرض ترك قشرة رقيقة حتى لا يعرف مكان هذا المخرج ، فإذا رابه ريب دفع تلك القشرة برأسه فخرج ، ومنه اشتقاق النفاق لأن صاحبه يكتم خلاف ما يظهر ، فكأن الإيمان يخرج منه ، أو يخرج هو من الإيمان في خفاء . وظاهر جحر اليربوع تراب كالأرض وهو في الحقيقة حفرة . وكذلك المنافق ظاهره إيمان وباطنه كفر .
    النفاق في الاصطلاح :
    هو ستر الكفر وإظهار الإسلام .
    وقد يسمى المنافق زنديقا كما يفعله بعض الفقهاء انظر : الإيمان الأوسط لابن تيمية ضمن مجموع الفتاوى (7 / 471) وطريق الهجرتين لابن القيم (374) . . وقد يسمى النفاق الاعتقادي وهو النفاق الأكبر كما سيأتي .
















    المبحث الثاني : أنواع النفاق
    ينقسم النفاق إلى نوعين :
    أحدهما : النفاق الأكبر ، وهو النفاق الاعتقادي ، أي في أصل الدين ، وهو مخرج من الإسلام ، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار ، وعامة الآيات القرآنية يقصد بها هذا المعنى انظر النفاق وأثره د . عادل الشدي ص (46) . .
    والثاني : النفاق الأصغر ، وهو النفاق العملي أي النفاق في فروع الدين ، وهو دون الكفر ، لكنه اختلاف بين السريرة والعلانية ، فمن أظهر أنه صادق أو موف أو أمين ، وأبطن الكذب والغدر والخيانة ونحو ذلك فهذا هو النفاق الأصغر الذي يكون صاحبه فاسقا ، لا أن يبطن في قلبه كفرا وشكا وتكذيبا يخفيه عن الناس ، ويظهر إسلاما لا حقيقة له . وهذا النوع من النفاق جاءت به السنة . والأصل فيه ما ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو وأبي هريرة وغيرهما من الصحابة - رضي الله عنهم - في ذكر آية المنافق فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : رواه البخاري في كتاب الإيمان (1 / 89) ومسلم في كتاب الإيمان (1 / 78) رقم (59) . آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان .
    وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رواه البخاري في الإيمان (1 / 89 ) ، ومسلم في الإيمان (1 / 78) رقم (58) أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر .
    فهذه كلها أعمال إذا كان فاعلها مؤمنا بالله وحده ، قد سلم اعتقاده مما يخرجه من الدين ، فنفاقه نفاق أصغر ، وهذه الخصال قد توجد في المسلم الصادق الذي ليس فيه شك . قال النووي - رحمه الله - عند شرح هذا الحديث : " وقد أجمع العلماء على أن من كان مصدقا بقلبه ولسانه ، وفعل هذه الخصال لا يحكم عليه بكفر ولا هو منافق يخلد في النار ، فإن إخوة يوسف - عليه السلام - جمعوا هذه الخصال " صحيح مسلم بشرح النووي (2 / 46 و 47) . ، وهذا النفاق الأصغر هو النفاق الذي كان يخافه السلف على نفوسهم مجموع الفتاوى لابن تيمية (7 / 428) وفتح الباري (1 / 111) . .

    قال ابن أبي مليكة ( ت 17 هـ ) : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ، رواه البخاري معلقا في صحيحه كتاب الإيمان (1 / 109) . قال ابن حجر ( ت 852 هـ ) : " والصحابة الذين أدركهم ابن أبي مليكة من أجلهم عائشة وأختها أسماء وأم سلمة والعبادلة الأربعة وأبو هريرة ... ، وقد أدرك بالسن جماعة أجل من هؤلاء كعلي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص . وقد جزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال ولم ينقل عن غيرهم خلاف ذلك ، فكأنه إجماع ، ولا يلزم من خوفهم من ذلك وقوعه منهم ، بل ذلك على سبيل المبالغة منهم في الورع والتقوى - رضي الله عنهم - " فتح الباري (1 / 110 و 111) . .
    فخوفهم كان من النفاق الأصغر لا الأكبر ، لأنه لا يعقل أن يكون النفاق الذي خافه أولئك الصحابة هو إبطان الكفر ، فإنهم يعلمون من أنفسهم أنهم لا يبطنون كفرا ، وقد زكاهم الله وأثنى عليهم ، فهم يعلمون براءتهم من هذا النفاق المخرج من الإسلام ، فتعين أن يكون مقصودهم النفاق الأصغر .






    المبحث الثالث : خطورة النفاق :
    إن أكبر خطر تهددت به الأمة الإسلامية على مر العصور هو النفاق ، ولذلك قال الله تعالى : سورة المنافقون الآية 4هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ، والحصر في الآية لبيان أولويتهم في العداوة ، ولهذا كان مصيرهم يوم القيامة أسوأ مصير في الدرك الأسفل من النار ؛ لأنهم شر من الكفار الصرح ، فبلية المؤمنين بهم أعظم من بليتهم بالكفار المجاهرين ؛ لأنهم لا يظهرون ما يعتقدون ، يعملون في الخفاء ، ويظهرون لباس الإخوان والأصدقاء فهم مستأمنون لا يحسب لهم حساب ولا يراقبون ولا يحترز منهم إلا القليل من المؤمنين ، والعدو المخالط المداخل المساكن أخطر وأشد كيدا من العدو الظاهر البعيد ، فهم أخطر من الجيوش العسكرية ، والانحرافات الفكرية لأن أصحابها أعداء معروفون واضحون لا يقبل كثير من الناس أقوالهم .
    وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : رواه أحمد (1 / 22) والفريابي في صفة النفاق ص (52) رقم (23 و 24) وابن حبان في صحيحه (1 / 148) والطبراني في الكبير (18 / 237) قال الهيثمي في الزوائد (1 / 192) : رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجاله رجال الصحيح . وذكر نحوه عن البزار وأحمد وأبي يعلى وقال: رجاله موثقون ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2 / 44) رقم (1550) . إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان .
    وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أخطر المصائب في تاريخ الأمة الإسلامية قديما وحديثا عن طريق المنافقين ، ولا نكاد نرى عصرا من عصور تاريخ المسلمين إلا ونجد للمنافقين فيه دورا خطيرا ، فقد أفسدوا عقائد كثير من الناس ، والمتتبع لجذور الانحراف العقدي في تاريخ المسلمين يجد المنافقين وراءه ، ومن أبرز الأمثلة في ذلك فرقة السبئية التي وضع أسسها المنافق اليهودي عبد الله بن سبأ ، الذي أظهر الإسلام في عهد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وأخذ يطوف البلاد الإسلامية ينشر معتقده ، وقد لبس على العامة في زمن كان فيه كثير من الصحابة ، حتى إن بعض أتباعه هددهم علي - رضي الله عنه - بالموت حرقا إن لم يرجعوا عن هذه العقيدة الضالة ، فأصروا وفضلوا الموت على الرجوع عن ضلالهم ، وقد كان من نتيجة فتنة عبد الله بن سبأ مقتل الخليفة الثالث الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - .
    وكان سقوط بغداد مركز الخلافة الإسلامية العباسية عام ( 656 هـ ) على يد المنافق الخبيث ابن العلقمي الرافضي الذي تعاون مع التتار الذين قتلوا جميع من يقدرون عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والشبان حتى بلغوا مليون قتيل ، وقد كان ابن العلقمي وزيرا عند الخليفة المستعصم يظهر الولاء والنصرة ، له فضل في الإنشاء والأدب لكنه كان منافقا يضمر الحقد على الإسلام وأهله ، كاتب التتار وزين لهم اجتياح بغداد ، وكان ذلك بعد أن سرح الجند وصرف الجيوش عن بغداد حتى لم يبق منهم إلا عشرة آلاف ثم أرسل إلى التتار يسهل عليهم أمر اجتياح المدينة فقدموا وحدث ما حدث انظر البداية والنهاية لابن كثير (13 / 200 وما بعدها) . .
    والأمثلة كثيرة جدا ولهذا كان الواجب التحذير من النفاق ، وبيان صفات أهله ، وكشف جهودهم في هدم الإسلام وخدمة أعدائه وموالاتهم وتنفيذ مخططاتهم










    المبحث الرابع : أسباب النفاق :
    المنافق كافر في الباطن يستتر بالإسلام ، وتظاهره بالإسلام له أسباب كثيرة ترجع إلى حب الشهوات أو تأثير الشبهات ، فشهوة حب الحياة والخوف على أنفسهم من القتل أو السبي ، والخوف على المنصب والرياسة والجاه والزعامة تجعله ينافق ، وكذلك شهوة حب حظوظ الدنيا والطمع في الغنائم إذا انتصر المسلمون في حروبهم ، أما الشبهات فإن بعض المنافقين كان أول أمره مؤمنا لكن الإيمان لم يخالط بشاشة قلبه ، يعبد الله على شفا جرف هار ، فإذا جاءت فتنة أو حلت بالمؤمنين نكبة نافق ، ولهذا يمكن القول أن أهم أسباب النفاق ما يلي :
    أولا: حب الشهوات ومنها :
    أ- حب أنفسهم والخوف عليها من القتل أو السبي .
    وهذا السبب يبدو واضحا في نفاق من نافق بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكثرة أتباعه ، وانتصاره يوم بدر ، فحينئذ أصبحت للمسلمين قوة تهاب فظهر النفاق ، أما في مكة فلم يكن هناك منافقون لأنهم كانوا يظهرون كفرهم ولا يخشون شيئا فلما قوي الإسلام وأهله خافوا على أنفسهم من القتل أو الطرد أو السبي .
    قال تعالى : سورة الأحزاب الآية 60لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُون َ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا سورة الأحزاب الآية 61مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا .
    قال قتادة : ذكر لنا أن المنافقين كانوا يظهرون ما في أنفسهم من النفاق فلما أوعدهم الله بهذه الآية أسروا ذلك وكتموه .
    وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 728 هـ ) أن المنافقين بعد ظهور الإسلام وذل النفاق وأهله لم يستطيعوا أن يظهروا ما كانوا يظهرونه من الكفر قبل ذلك قبل بدر وبعدها ، وقبل أحد وبعدها ، فأخفوا النفاق وكتموه فلهذا لم يقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم انظر : مجموع الفتاوى (13 / 20) ، (7 / 214 و215) ومختصر منهاج السنة (1 / 91) . .
    ب- حب الجاه والرياسة والزعامة والخوف من ضياعها .
    قد يكون لبعض المنافقين جاه ورياسة يخاف إن أظهر كفره أن يتفرق عنه أتباعه وأعوانه فيخفيه ويظهر الإسلام ، كما فعل عبد الله ابن أبي ابن سلول فإنه كان قاب قوسين أو أدنى من الرياسة في قومه ، ثم تفاجأ بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة سيدا فيها وحاكما لها ، فكان هذا ما حمله على النفاق في مبدأ الأمر .
    جـ- حب حظوظ الدنيا والطمع في الغنائم :
    من المنافقين من يكون سبب نفاقه حب الدنيا والطمع في الغنائم ، ولهذا نراهم يخرجون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يقاتلون ، ومنهم من لا يخرج وإذا رجع رسول الله جاء معتذرا طمعا في عطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه عنه . فهم لحبهم للدنيا يؤملون الغنائم وقد ذكر الله سبحانه صفتهم هذه في قوله تعالى : سورة التوبة الآية 42لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ .
    وقد كان هذا في غزوة تبوك لما رأى المنافقون شدة الحر وبعد المسافة تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية موبخا لهم ، مبينا أن السفر لو كان قريبا سهلا ، والغنيمة قريبة المتناول حاضرة ، لخرجوا معك أما قولهم لما جاءوا يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مجرد كذب لأنهم كانوا مستطيعين انظر: الطبري (10 / 141) المجلد السادس ، وابن كثير (2 / 361) . .
    دلائل النبوة للبيهقي (4 / 60) . ولما رجع المسلمون من غزوة بني المصطلق فقدت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسعى لها الرجال يلتمسونها ، فقال رجل من المنافقين كان في رفقة من الأنصار : أين يسعى هؤلاء ؟ قال أصحابه : يلتمسون راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضلت ، فقال المنافق : أفلا يحدثه الله بمكان راحلته ؟ فأنكر عليه أصحابه ما قال . وقالوا : قاتلك الله ، نافقت فلم خرجت وهذا في نفسك ؟ قال : خرجت لأصيب عرضا من الدنيا .
    وقد سأل المنافقون رسول الله صلى الله عليه وسلم السماح لهم بالخروج معه إلى خيبر لما أملوا من الغنائم ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأذن لهم لأن غنائم خيبر كانت خاصة بمن ذهب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة معتمرا وكان المنافقون حينئذ قد تخلفوا عنه ، وقد وعد الله المؤمنين لما انصرفوا من الحديبية فتح خيبر ، وجعل الله غنائمها لمن شهد الحديبية خاصة عوضا عن غنائم أهل مكة فإنهم انصرفوا على صلح ولم يصيبوا منهم شيئا . فلما رأى المنافقون أن الله وعد رسوله مغانم كثيرة عجلت له منها خيبر طلبوا الخروج قال تعالى : سورة الفتح الآية 15سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا .
    فالمخلفون هم الذين تخلفوا عن عمرة الحديبية سيقولون إذا انطلقتم إلى مغانم خيبر ذرونا نخرج معكم ، بعد أن تخلفوا وقت محاربة الأعداء ومصابرتهم فأمر الله رسوله ألا يأذن لهم عقابا لهم من جنس ذنبهم .
    ومعنى قوله تعالى : سورة الفتح الآية 15كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ أي هكذا قال الله لنا أن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية انظر: تفسير الطبري (26 / 80) المجلد 13 ، والبغوي (4 / 192) وابن كثير (4 / 190) . .
    ثانيا: الفتن والشبهات :
    سنة الله في عباده أن يمتحنهم ليعرف الصادق من الكاذب ، فإذا جاءت الفتنة كانت سببا في نفاق من كان إيمانه ضعيفا ، ومن أمثلة ذلك حادثة تحويل القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة ، فقد كانت اختبارا وابتلاء من الله ومحنة امتحن الله بها الناس ، وبعدها ارتد طائفة عن الإيمان قال تعالى : سورة البقرة الآية 143وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ، ومن هذه الفتن هزيمة المسلمين يوم أحد فإنه لما حصل ذلك ارتد طائفة ونافقوا قال تعالى : سورة آل عمران الآية 166وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ سورة آل عمران الآية 167وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُ مْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ .
    قال ابن تيمية : " قوله : سورة آل عمران الآية 167وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ظاهر فيمن أحدث نفاقا ، وهو يتناول من لم ينافق من قبل ، ومن نافق ثم جدد نفاقا ثانيا ) مجموع فتاوى ابن تيمية (7 / 279) . .
    ثم ذكر أن الذين انخذلوا يوم أحد مع عبد الله بن أبي رأس المنافقين كانوا ثلاثمائة لم يكونوا قبل ذلك كلهم منافقين المرجع السابق . .
    وهذا حال الناس اليوم ، إذا ابتلوا بالمحنة ينقص إيمانهم كثيرا وينافق كثير منهم ، وإذا انتصر الأعداء على المسلمين ارتدوا عن الإسلام ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - والشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ( ت 1285 هـ ) - رحمه الله - في فتح المجيد حال من رأوه من هؤلاء الناس .
    قال ابن تيمية : " وهذا حال كثير من المسلمين في زماننا أو أكثرهم ، إذا ابتلوا بالمحن التي يتضعضع فيها أهل الإيمان ، ينقص إيمانهم كثيرا ، وينافق أكثرهم أو كثير منهم ، ومنهم من يظهر الردة إذا كان العدو غالبا ، وقد رأينا ورأى غيرنا من هذا ما فيه عبرة ، وإذا كانت العافية أو كان المسلمون ظاهرين على عدوهم ، كانوا مسلمين ، وهم مؤمنون بالرسل باطنا وظاهرا ، لكن إيمانا لا يثبت على المحنة " مجموع فتاوى ابن تيمية (8 / 280) . .
    قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ معلقا على كلام شيخ الإسلام : " ونحن كذلك رأينا من ذلك ما فيه عبرة عند غلبة العدو من إعانتهم العدو على المسلمين ، والطعن في الدين ، وإظهار العداوة والشماتة ، وبذل الجهد في إطفاء نور الإسلام وذهاب أهله ، وغير ذلك مما يطول ذكره والله المستعان " فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ص (477) . ، ونحن كذلك رأينا في عصرنا عند غلبة أعدائنا ما فيه عبرة للمعتبرين وسنة الله ماضية إلى قيام الساعة .


    المبحث الخامس : أشهر صفات المنافقين إجمالا :
    المنافق في حقيقته كافر يحقد على الإسلام وأهله ، ويكيد لهم ، ويتمنى زوال دولتهم ، وقد حذرنا الله منهم ، وأخذ الحذر لا يمكن إلا بمعرفة صفاتهم لأنهم لا يعلنون كفرهم ، ولكنهم يعرفون بما يجري على فلتات ألسنتهم ، وما يظهر من أفعالهم ، وقد فضحهم الله سبحانه في أكثر من موضع من كتابه ، وذكر أوصافهم فعراهم وأخزاهم وقد كانت عامة السور المدنية يذكر فيها المنافقون قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية انظر مجموع فتاواه (7 / 463) . . وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم وصفهم وحذر منهم .
    وصفات المنافقين تنقسم إلى قسمين :
    أولا: صفات تظهر في زمن السلم والحرب .
    ثانيا: صفات تظهر في أزمنة الحروب .
    أما الصفات التي تظهر أزمنة السلم والحرب فأشهرها ما يلي :
    1- الكذب .
    2- إخلاف الوعد .
    3- خيانة الأمانة .
    4- الفجور في الخصومة .
    5- موالاة الكفار ، ومعاداة المؤمنين .
    6- الكيد للمسلمين وخداعهم .
    7- الاستهزاء بالله وبرسوله وبالمؤمنين .
    8- الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف .
    9- إظهار الإصلاح والحرص على المصلحة العامة ، مع الإفساد في الأرض ومحبة نشر الفاحشة والزنا بين المؤمنين ، والاهتمام بقضايا تحرير المرأة ونحوها لهذا الغرض .
    10- إفساد الحرث والنسل .
    11- كثرة الحلف ، وعامته كذب .
    12- التحاكم إلى القوانين الوضعية ، إلا إذا علم أن حكم الشرع معه .
    13- التكاسل عن الصلاة .
    14- قلة ذكر الله .
    15- الاستكبار عن قبول الحق وعدم التوبة .
    16- اعتدادهم بأنفسهم وازدراؤهم بالصالحين .
    17- السفه وقلة العلم الشرعي .
    18- البخل عن الصدقات .
    19- حسن المظهر ، وذلاقة اللسان ، وزخرفة القول .
    والصفات التي تظهر أزمنة الحروب تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
    1- صفات تظهر قبيل الحروب . وقد أفردت لها بحثا مستقلا .
    2- صفات تظهر أثناء الحروب . وهي موضوع هذا البحث .
    3- صفات تظهر بعد الحروب . وأفردت لها بحثا مستقلا .
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    69

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    الفصل الثاني : صفات المنافقين أثناء الحرب
    وفيه سبعة مباحث :
    المبحث الأول : الصفة الأولى الانسحاب من المعركة والرجوع .
    المبحث الثاني : الصفة الثانية ظهور علامات الفرح عليهم بعد تخلفهم عن الحرب .
    المبحث الثالث : الصفة الثالثة عدم المشاركة في القتال مع خروجهم مع الجيش ، أو القتال قليلا .
    المبحث الرابع : الصفة الرابعة السعي بالفتنة بين جنود المسلمين لا يألونهم خبالا .
    المبحث الخامس : الصفة الخامسة تجريح القيادة ، ونسبة ما يصيب المسلمين من سيئة لسوء تصرفها .
    المبحث السادس : الصفة السادسة الخوف والجبن .
    المبحث السابع : الصفة السابعة موالاة الكفار .


















    المبحث الأول : الصفة الأولى ، الانسحاب من المعركة والرجوع :
    المؤمن التقي الذي عقد قلبه على حب الله ورسوله إذا كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر جامع يجمعهم من حرب حضرت ، أو صلاة اجتمع لها ، أو تشاور في أمر هام ، لا ينصرف حتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قائد المسلمين بعده ، وفي هذا يقول الله تعالى : سورة النور الآية 62إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَ كَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، أما المنافق فيتحين الفرص للتسلل والانسحاب لا يرجوا ثوابا ولا يخاف عقاب الله المطلع على سرائره فهو في شك من دينه ، وهذه الصفة وهي الانسحاب من المعركة متأصلة في المنافقين ، تظهر واضحة قبل المعركة وأثناءها ، وقد ذكر الله عنهم هذه الصفة وهي الانسحاب قبيل بدء المعركة في أكثر من موضع من كتابه ، فقال تعالى واصفا حالهم في معركة أحد لما انسحب عبد الله ابن سلول رأس المنافقين ومعه ثلث الجيش من أتباعه قال سبحانه : سورة آل عمران الآية 167وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُ مْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ .
    وفي غزوة تبوك تخلف كثير منهم قبل المعركة قال تعالى : سورة التوبة الآية 42لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ سورة التوبة الآية 43عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ سورة التوبة الآية 44لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ سورة التوبة الآية 45إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ سورة التوبة الآية 46وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ سورة التوبة الآية 47لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ سورة التوبة الآية 48لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ سورة التوبة الآية 49وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ سورة التوبة الآية 50إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ .
    وفي سورة التوبة يقول سبحانه : سورة التوبة الآية 86وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ سورة التوبة الآية 87رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ .
    وفي غزوة الخندق انسحب المنافقون ولم يشاركوا المؤمنين .
    فإنه لما جاءت الأحزاب قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم حفر الخندق حول المدينة وعمل المسلمون معه في هذا العمل الشاق مع الخوف والبرد والجوع ، وكان المنافقون يرجعون إلى بيوتهم بغير إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويورون بالضعيف من العمل ويتسللون مختفين يعلمون أن عملهم هذا لا يحبه الله ورسوله ، قال تعالى : سورة النور الآية 63لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ انظر: السيرة لابن هشام (3 / 226) ودلائل النبوة للبيهقي (3 / 409) . .
    يحذر الله عباده من دعاء الرسول عليهم إذا أسخطوه فإن دعاءه موجب لنزول البلاء ، فليس دعاءه كدعاء غيره ، ومن أسباب سخطه صلى الله عليه وسلم الانصراف عنه في الأمر الذي يجمعهم ، والله يعلم حال المنافقين الذين يخرجون في تستر وخفية منه صلى الله عليه وسلم يستر بعضهم بعضا ويروغ لواذا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم وعن كتابه ، وقيل يلوذ بعضهم ببعض ، وقيل لواذا من الصف . وفعلهم هذا وإن خفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يخفى على الله فليتق الله من يفعل ذلك أن تصيبه فتنة فيطبع الله على قلبه فلا يأمن أن يظهر الكفر بلسانه فتضرب عنقه في الدنيا ، أو يصيبه عذاب أليم في الآخرة .
    وفي سورة الأحزاب يقول الله تعالى : سورة الأحزاب الآية 12وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا سورة الأحزاب الآية 13وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ، وقد كان ذلك يوم الأحزاب حين ظهر النفاق ، وكان المنافقون يستأذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجوع للمدينة ويتعللون بأعذار واهية ، والشاهد هنا قوله تعالى : سورة الأحزاب الآية 13إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا أي ما يريدون إلا الفرار والهرب من عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم لا يؤمنون بقضاء الله وقدره ، ولا يعلمون أن الفرار لا ينفعهم ، فما كتبه الله عليهم سينزل بهم لا محالة ، سواء كان موتا أو قتلا ، فإن من حضر أجله مات أو قتل ، قال تعالى مبينا سوء عقيدتهم واعظا لهم : سورة الأحزاب الآية 16قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا ، وباستقراء الآيات من كتاب الله نجد أن أعذار المنافقين حين يتخلفون عن المعركة تتلخص في الأمور الآتية :
    1- عدم توقع حصول قتال انظر الآية (167) من سورة آل عمران . .
    2- عدم مناسبة زمن القتال ككونه شديد الحر انظر الآية (81) من سورة التوبة . .
    3- خوف الوقوع في الفتنة كالافتتان بنساء العدو مثلا انظر الآية (49) من سورة التوبة . .
    4- الضعف وعدم القدرة على القتال انظر الآية (93) من سورة التوبة . .
    5- حاجة بيوتهم إليهم لعدم وجود من يحرسها من السراق انظر الآية (13) من سورة الأحزاب . .
    6- الانشغال بالأهل والمال انظر الآية (11) من سورة الفتح . .
    ولأجل هذا يجب على قادة المسلمين في المعارك ألا يغيروا في حساباتهم إذا خرج معهم المنافقون بل يجب الحذر منهم والاستعداد لهم ، فهم ليسوا قوة لهم ، بل قوة في حساب عدوهم .


















    المبحث الثاني : الصفة الثانية : ظهور علامات الفرح عليهم بعد تخلفهم عن الحرب :
    المؤمن الذي قد استقر الإيمان في قلبه ، وخالطته بشاشته ، يحزن إذا فاته شيء من الخير ويتحسر على ذلك ، وقصة كعب بن مالك حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك من الأمثلة على ذلك حيث ندم على تخلفه ، يقول - رضي الله عنه - : انظر : فتح الباري شرح صحيح البخاري ، كتاب المغازي (8 / 114) . كنت إذا خرجت في الناس - بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم - فطفت فيهم ، أحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه النفاق ، أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء ، ويقول : انظر : فتح الباري شرح صحيح البخاري ، كتاب المغازي (8 / 114) . فلما بلغني أنه توجه قافلا - أي راجعا - حضرني همي ، لكن المنافقين لشكهم في دينهم ، وإيثارهم الدنيا على الآخرة ، يفرحون إذا خرج المسلمون للجهاد ولم يخرجوا معهم ، لظنهم بأنهم قد فازوا بهذا الاختيار .
    قال تعالى : سورة التوبة الآية 81فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ .
    وصف الله هؤلاء الذين تخلفوا عن غزوة تبوك التي كانت في شدة الحر وطيب الظلال والثمار ، حيث فرحوا بتخلفهم عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به ، وجهاد أعدائه ، فحساباتهم المادية تشعرهم بأنهم قد انتصروا بهذا الاختيار ، فهم مسرورون ، وهم في الحقيقة مخذولون خاسرون ثواب الله وجنته فكان الواجب عليهم الحزن لفوات الأجر .
    وتزداد فرحة هؤلاء المنافقين إن كان النصر للكفار ، لما لله في هذا من حكمة الابتلاء ، يفرحون بالنجاة وبما نال المسلمين من المصيبة ، قال تعالى : سورة التوبة الآية 50إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ، أي إن أصابتك مصيبة من قتل أو هزيمة يقولوا قد أخذنا حذرنا بالتخلف والقعود عن القتال ، ويتولوا ويدبروا وهم فرحون مسرورون بهذا التخلف انظر: تفسير الطبري (10 / 150) المجلد السادس وتفسير البغوي (2 / 299) . .














    المبحث الثالث : الصفة الثالثة : عدم المشاركة في القتال مع خروجهم مع الجيش ، أو القتال قليلا :
    المنافقون الذين يظهرون الإيمان ، ويبطنون الكفر ، يريدون أن يستروا كفرهم بالخروج مع المسلمين للقتال ، فقد يخرجون مع جيوشهم ، كما أنهم يصلون معهم مع كسلهم وتخلفهم عن بعض الصلوات ، ويصومون معهم ، لكنهم بهذا الخروج لا يزيدون المؤمنين قوة لجبنهم وإفسادهم ، قال تعالى : سورة التوبة الآية 47لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ، أي لو خرج فيكم أيها المؤمنون هؤلاء المنافقون لم يزيدوكم بهذا الخروج إلا فسادا وضرا انظر: تفسير الطبري (10 / 144) المجلد السادس . .
    وفي موضع آخر يقول سبحانه : سورة الأحزاب الآية 20يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا ، أي أن المنافقين من خوفهم وهلعهم يظنون الأحزاب لم ينصرفوا عن القتال ، وإن كانوا قد انصرفوا ، وإن يرجع الأحزاب للقتال بعد ذهابهم يتمنى المنافقون أنهم كانوا في البادية مع الأعراب ، لشدة خوفهم يسألون عن أخباركم وما آل إليه أمركم ، ولو كانوا فيكم أي : لو كان هؤلاء المنافقون معكم ما نفعوكم وما قاتلوا المشركين إلا تعذيرا ، فيقولون : قد قاتلنا ، وربما لا يكون هذا القتال إلا شيئا يسيرا كرميهم الكفار بالحجارة .
    وقد ذكر ابن هشام وغيره أن رسول الله في غزوة الأحزاب ضرب الخندق على المدينة ، فعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعمل المسلمون معه ، فدأب فيه ودأبوا ، وأبطأ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المسلمين في عملهم ذلك رجال من المنافقين ، وجعلوا يورون - أي يستترون - بالضعيف من العمل السيرة النبوية لابن هشام (3 / 266) ودلائل النبوة للبيهقي (3 / 409) . .
    وذلك لأن المنافقين لا يقاتلون إيمانا واحتسابا ، بل رياء وسمعة وبحثا عما يقيمون به عذرهم . وهذا دليل جنبهم وذلتهم وضعف إيمانهم .














    المبحث الرابع : الصفة الرابعة : السعي بالفتنة بين جنود المسلمين ، لا يألونهم خبالا والتجسس عليهم .
    الحرب النفسية من أقوى الأسلحة التي تضعف المقاتلين ، ولهذا كان خروج المنافقين مع جند المسلمين ليس في صالحهم ، بل هم عامل من عوامل إضعافهم ، لما يفعلونه بالجند من تخذيل ، وإضعاف للعزائم ، وسعي بالنميمة ، وتهويل للأمور ، يقولون : قد جمع لكم عدوكم وفعل وفعل ، أو : إنكم مهزومون وسيظهر عليكم عدوكم لا محالة ، قال تعالى عنهم : سورة التوبة الآية 47لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ سورة التوبة الآية 48لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ، وقد كان ذلك في غزوة تبوك ، يقول سبحانه : لو خرج المنافقون معكم للغزو لم يزيدوكم بخروجهم إلا فسادا ، وضرا وشرا ، واضطرابا بإيقاع الجبن والفشل بين المؤمنين ، يخوفونهم بأعدائهم ويعظمون الأمور ، فيخذلونهم ويضعفون شجاعتهم ، ولأسرع المنافقون في الدخول بينكم بالتفريق والإفساد وإيقاع العداوة والبغضاء بينكم بالنميمة ونقل الحديث يبغونكم الفتنة : أي يطلبون لكم ما تفتتنون به يقولون : إنكم مهزومون وسيظهر عليكم عدوكم ونحو ذلك .
    وقيل معنى الفتنة : العنت والشر ، وقيل : الكفر . قال تعالى : سورة التوبة الآية 47وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ أي مطيعون لهم يستمعون كلامهم ويطيعونهم ، لو صحبوكم أفسدوا عليكم بتثبيط الناس عن السير معكم ، وقيل معنى سماعون : جواسيس لهم يخبرونهم بما يسمعون منكم ، ومن العلماء من رجح القول الأول وهو أن معنى سماعون : مطيعون ، بدليل قوله تعالى في الآية الأخرى : سورة المائدة الآية 41سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ، أي قابلون له ، وأيد ابن القيم - رحمه الله - هذا القول فقال : " ولم يكن في المؤمنين جواسيس للمنافقين ، فإن المنافقين كانوا مختلطين بالمؤمنين ... ولم يكونوا متحيزين عنهم قد أرسلوا فيهم العيون ينقلون إليهم أخبارهم ، فإن هذا إنما يفعله من انحاز عن طائفة ولم يخالطها " تفسير ابن القيم ص (295) . .
    والتأويل الثاني هو ما رجحه الطبري في تفسيره ، فعنده أن المطيع يقال له سامع ولا تكاد تقول : هو له سماع مطيع تفسير الطبري (10 / 146) المجلد السادس . ، فيكون عنده معنى سماعون : جواسيس . ثم وصف سبحانه المنافقين بأنهم ابتغوا الفتنة من قبل أي : طلبوا صد أصحابك عن دينهم ، وردهم إلى الكفر ، وخذلوا الناس عنك قبل هذا اليوم كما فعلوا يوم أحد .
    وقلبوا لك الأمور ، أي : أجالوا في إبطال الدين الذي جئت به ، بتشتيت أمرك وتخذيل الناس عنك ، وإنكار ما تأتيهم به ، حتى نصرك الله وظهر الإسلام وهم كارهون .
    ومن الأمثلة على ما يبثونه من شر وفساد أثناء الحرب :
    أ- قولهم في غزوة بدر لما رأوا قلة المسلمين وكثرة الكفار أعدائهم ، وظنوا أنهم سيهزمونهم لا يشكون في ذلك ، قالوا : غر هؤلاء دينهم قال تعالى : سورة الأنفال الآية 49إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، أي غر هؤلاء الذين يقاتلون المشركين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دينهم ، يريدون أن يوهنوا عزائم المقاتلين ، ويضعفونهم .
    ب- وفي غزوة الأحزاب لما كان المسلمون قلة محاصرين ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرهم بالنصر ويعدهم فتح بلاد فارس والروم ، فقال ناس من المنافقين : كان محمد يعدنا فتح فارس والروم وقد حصرنا هاهنا حتى ما يستطيع أحدنا أن يبرز لحاجته ، قال تعالى : سورة الأحزاب الآية 12وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ولا يخفى ما في هذا القول من تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم والشك في نبوته وصدقه ، وإذا صدر مثل هذا الكلام ممن يظهر الإسلام ، ويمشي بين المسلمين الذين خرجوا لقتال أعدائهم أحدث بلبلة وفتنة بينهم .
    وقد سمى الله - سبحانه وتعالى - المنافقين المرجفين في المدينة ، قال تعالى : سورة الأحزاب الآية 60لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُون َ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ، فالذين في قلوبهم مرض : هم أهل النفاق الذين يطلبون النساء فيبتغون الزنا ، والمنافقون أصناف فهؤلاء صنف منهم ، مرضهم من أمر النساء .
    والمرجفون في المدينة : هم أهل النفاق ، الذين يرجفون برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين ، والإرجاف الكذب الذي نافقه أهل النفاق ، وكانوا يقولون : أتاكم عدد وعدة ، ليوقعوا في الناس الرعب . فتوعدهم الله سبحانه لئن لم ينتهوا لنحرشنك عليهم فلا يسكنون المدينة معك ، ملعونين على كل حال أخذوا وقتلوا تقتيلا ، إذا هم أظهروا النفاق .
    المبحث الخامس : الصفة الخامسة : تجريح القيادة ، ونسبة ما يصيب المسلمين من سيئة لسوء تصرفها :
    وصف الله المنافقين بأنهم قوم إذا أصابتهم حسنة من خير أو نصر أو غنيمة قالوا : هذه من عند الله ، وإذا أصابتهم سيئة كالهزيمة والقتل تشاءموا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : هذه من عندك يا محمد ، أسأت التصرف وأسأت النظر ، ما أحسنت التدبير وما أصابنا من شر فهو بسبب اتباعنا لك ، وإذا كانوا يقولون هذا لمحمد صلى الله عليه وسلم ، فهم يقولونه لغيره من قيادات الجيوش بعده من باب أولى ، وهم بهذا يلبسون على العوام ، ويوهمون الناس بخلاف الواقع ، ويجرحون القيادة ويحطمونها ، قال تعالى : سورة النساء الآية 78وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ،
    وقد شابهوا في هذا قوم موسى - عليه السلام - قال تعالى : سورة الأعراف الآية 131فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ .
    والمنافقون دخلوا في الإسلام ظاهرا ، وإلا فهم كارهون له في نفس الأمر ، ولهذا إذا أصابهم شر نسبوه إلى اتباعهم للإسلام ، ولو فهموا وعقلوا لعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء إلا بالخير والبركة والفلاح لمن آمن به واتبعه .
    وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم بأن الحسنة والسيئة والنصر والظفر والقتل والهزيمة كل ذلك من الله دون محمد صلى الله عليه وسلم ودون غيره ، ولما كانت هذه المقولة من المنافقين ناشئة عن شك وريب ، وعدم توكل على الله ، وقلة فهم وعلم ، وكثرة جهل ، عيرهم سبحانه بهذا الجهل فقال : سورة النساء الآية 78فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا فهم لا يكادون يعلمون حقيقة ما تخبرهم به من أن كل ما أصابهم من خير أو شر فمن عند الله ، ولا يصيب أحدا شيء إلا بتقديره فإن مفاتيح الأشياء بيده لا يملك غيره شيئا منها انظر : تفسير الطبري (5 / 174) المجلد الرابع وتفسير البغوي (1 / 454) وتفسير ابن كثير (1 / 528) . .
    وما أصاب هؤلاء المنافقين سببه أفعالهم وكفرهم وسوء عقيدتهم وقبح أعمالهم ، وذلك بقضاء الله وقدره وحكمته وعدله ، لكن المنافق يعبد الله على حرف قال تعالى : سورة الحج الآية 11وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ، على حرف أي على شك ، فإن أصابه خير وهو النصر والسعة من العيش وما يشبهه من أسباب الدنيا ، اطمأن به واستقر على الإسلام ، وثبت عليه ، وإن أصابته فتنة وهو العذاب والمصيبة والضيق بالعيش وما يشبهه انقلب على وجهه أي : ارتد كافرا انظر تفسير الطبري (17 / 122) المجلد العاشر . ، قال الحسن البصري : هو المنافق يعبده بلسانه دون قلبه تفسير البغوي (3 / 277) . ، والمنافق حين ينسب الهزيمة إلى القيادة يكون قد تطير وأشرك ، والطيرة هي : التشاؤم بمرئي أو مسموع ولا يكون إلا في قلوب أهل الشرك والعقائد الضعيفة الذين لا يجعلون توكلهم على الله ، ولا يعلمون أن للكون إلها مدبرا وأن ما أصابهم من الله وليس من قادتهم .
    والتطير شرك ينافي كمال التوحيد الواجب ، لأن التوحيد عبادة واستعانة ، قال تعالى : سورة الفاتحة الآية 5إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، كما أن
    تطيرهم هذا وتشاؤمهم بقادتهم من إلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته انظر: حاشية كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن قاسم (212) والقول المفيد لمحمد بن صالح العثيمين (2 / 93) . .






    المبحث السادس : الصفة السادسة : الخوف والجبن :
    المنافق لا يؤمن بالله حقيقة ، فلا يقاتل في سبيله يرجو النصر أو الشهادة ، بل يقاتل تعذيرا يستر كفره ليأمن من العقاب ، ويطمع في الغنائم ، فهو يحب الدنيا وملذاتها ويكره الموت ، ولهذا كان من صفاته إذا جاءت الحرب الخوف والجبن ، قال تعالى واصفا حالهم في غزوة الخندق : سورة الأحزاب الآية 18قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا سورة الأحزاب الآية 19أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا سورة الأحزاب الآية 20يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا ، أي أن هؤلاء المنافقين إذا جاءت الحرب ظهرت علامات الخوف بادية على وجوههم تدور أعينهم . فهم عند الناس جبناء إذا حضر القتال هابوا الهلاك هيبة من لا يرجو ما بعده .
    ثم بين سبحانه أنهم يظنون أن القبائل التي تجمعت لغزو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ينصرفوا ، وذلك لشدة خوفهم وجبنهم ، وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب : أي وإن ترجع هذه الأحزاب إليهم للقتال بعد أن ذهبوا يتمنى المنافقون لو كانوا في البادية مع الأعراب جبنا وهلعا وخوفا من القتل ، يسألون عن أخباركم هل هلك محمد وأصحابه ، يتمنون أن يسمعوا أخبارا بهلاك المؤمنين .


















    المبحث السابع : الصفة السابعة : موالاة الكفار :
    موالاة الكفار صفة متأصلة في نفوس المنافقين لا تنفك عنهم لحظة ، ولو لم يكن من صفات المنافقين إلا هي لكفت لمعرفتهم ، وأصل الموالاة : إظهار المودة بالأقوال والأفعال .
    وهي عند العلماء : متابعة غير المسلمين ، ومحبتهم ، والميل إليهم ، وما يتبع ذلك من نصرتهم ومصاحبتهم ، ومصادقتهم ، ومناصحتهم وإسرار المودة إليهم وإفشاء أحوال المؤمنين الباطنة إليهم تفسير ابن كثير (1 / 571) . .
    وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رواه الطبراني في الكبير (11 / 215) والطيالسي ص (50) والحاكم في المستدرك (2 / 480) وصحح إسناده وخالفه الذهبي ، ونحوه عند الإمام أحمد في مسنده (4 / 28) والحديث حسنه الألباني في الصحيحة (2 / 734) . أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله .
    والموالاة محرمة بالإجماع ، ومن تولى المشركين فهو مشرك . وقد أوجب الله سبحانه معاداة الكفار وأكد إيجابها ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ، حتى إنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم الشرك بيان النجاة والفكاك لحمد بن عتيق ص (257 و 260) . .
    ولما كان قلب المنافق مملوءا بحب الكافرين لم نجد فيه أي محبة المؤمنين إذ كيف يجتمع في قلبه حبهم وحب من يخالفهم في كثير من الأمور قال تعالى : سورة النساء الآية 138بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا سورة النساء الآية 139الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا فعلم بهذه الآية أن المنافقين هم أشد الناس ولاء للكفار وتشبها بهم .
    وشيخ الإسلام ابن تيمية عندما تحدث عن الرافضة وأنهم أكثر الطوائف نفاقا ذكر أن كثيرا منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين . ولهذا لما خرج الترك الكفار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ، ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها ، كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين ،
    ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين ، وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين . وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم . وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم ، فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم مختصر منهاج السنة لابن تيمية اختصره عبد الله الغنيمان (1 / 111) .
    ومن صور موالاة المنافقين أعداء الله الكفار أثناء الحروب :
    الاستحواذ على الكفار بترك قتالهم ، أو بإفشاء أسرار المؤمنين إليهم .
    يتودد المنافقون إلى الكفار ، ويمنون عليهم دوما بأنهم ينصرونهم ويشاركونهم الحرب في الباطن ضد المسلمين ، ويذكرونهم أنهم إذا جاءت الحرب تركوا القتال فلم يخرجوا مع المسلمين ، أو انسحبوا قبل بدء القتال ، وأنهم إن خرجوا مع الجند أبقوا علاقتهم وثيقة وطيدة مع الكفار حيث تدوم بينهم المراسلات يخبرونهم فيها بحال المسلمين ، وقد ذكر الكلبي أن قوله تعالى : سورة آل عمران الآية 28لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ، نزلت في المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه كانوا يتولون اليهود والمشركين ويأتونهم بالأخبار ويرجون أن يكون لهم الظفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية .
    وقد ذكر الله هذه الصفة عنهم أيضا في قوله سبحانه : سورة النساء الآية 141الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ، يصف الله المنافقين الذين ينتظرون بالمسلمين الدوائر فإن كان للمسلمين نصر وغنيمة قالوا : ألم نكن على دينكم فاجعلوا لنا نصيبا من الغنيمة ، وإن كان
    للمشركين نصيب : أي ظهور على المسلمين قالوا للكافرين : ألم نبين لكم أنا معكم على ما أنتم عليه ، ألم نخبركم بعورة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ونطلعكم على سرهم ونستحوذ عليكم والاستحواذ هو الاستيلاء والغلبة : أي نحن دفعنا عنكم صولة المؤمنين بتخذيلهم عنكم ، ومراسلتنا إياكم بأخبارهم فنحن ساعدناكم في الباطن يتوددون بهذا إلى الكفار ويصانعونهم كما توددوا إلى المسلمين لما غلبوا منهم يصانعون هؤلاء وهؤلاء لضعف إيمانهم .
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .























    الخاتمة :
    الحمد اله الذي أعان على إتمام هذا البحث بمنه وكرمه ، وقد كان من نتائجه وتوصياته :
    1- بيان خطورة النفاق ، والتحذير منه .
    2- أهمية أخذ العبرة من التاريخ ففيه بيان كيد هؤلاء المنافقين ، وتعاونهم مع أعداء المسلمين وكثرة هذه الوقائع تدل على كثرة من يغتر بهم من المسلمين .
    3- تحذير قادة المسلمين ، وقادة جيوشهم في كل زمان ومكان من المنافقين ، ولو كان من سبقنا يعلم كيد المنافقين الذي حل بهم ما قربوهم ولا تابعوهم ، والحكمة تستدعي أخذ العظة من التاريخ .
    4- وضوح صفات المنافقين أزمنة الحروب ، وهذا من رحمة الله سبحانه ، فالحاجة لمعرفتهم أزمنة الحروب تشتد ليحذر منهم تحقيقا لمصلحة البلاد والعباد .
    5- على قادة جيوش المسلمين ، وأفرادهم أن يعلموا أن المنافقين الخارجين معهم للقتال قوة لا يقام لها وزن ، بل هي قوة لحساب أعدائهم ، والخيانة متوقعة منهم .
    6- أهمية تدريب جند المسلمين على مواجهة كيد المنافقين وشبهاتهم ، والاستعداد لها ومحاربتها ، وهذا أعظم من الاستعداد بالأسلحة المادية .
    7- المنافقون يتعاونون مع جميع أعداء المسلمين وتعاونهم مع اليهود وموالاتهم أشد ، وهذه من أوضح الصفات التي يعرف بها المنافقون .
    والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    الله يوفقك اخي الكريم سيف جمعه دنيا واخره
    الله يسعدك الله يوفقك والاخوه ايضا الذين قامو بمساعدتي

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    69

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين


  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    عذرااا اخي الروابط خاطئة

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    69

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    ***الدخول على موقع تسجيلات الشبكة الإسلامية


    ****ومن ثم الضغط على (( الشجرة العلمية )) في الجهة اليمنى

    ****العقيدة الإسلامية

    **** الإيمان ونواقضه

    **** النفاق

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    أشكر الأخت الكريمة/ الحنونه/ على إثارة هذا الموضوع الهام
    وأرجو من الإخوة إرفاق روابط لدراسات قابلة للتحميل

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    17

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين


  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    17

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين


  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    اريدعن عدم توليتهم لامور المسلمين
    والفرق بين الكفر والنفاق
    وكشف خططهم وفضح مخططاتهم

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    258

    افتراضي رد: دعوة صادقة من القلب لمن يساعدني ابحث عن كتب تتحدث عن المنافقين

    البحث في المرفقات وهذا عنوانه وفهرس موضوعات، لعل دعوة صادقة تشرح صدورنا وتفرج كروبنا وهمومنا وتيسر أمورنا وتحسن خواتيمنا

    النفاق وأثره في حياة الأمة

    دراسة تأصيلية تطبيقية في القرآن والسنة



    بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في القرآن الكريم وعلومه

    ) فهــــــرس الموضــــــــوع ات(




    الصفحة

    الإهداء .............................. .............................. .............................. ....... 2
    المقدمة .............................. .............................. .............................. ....... 3
    أهمية الموضوع .............................. .............................. ............................3
    قيمته العملية .............................. .............................. .............................. .. 4
    سبب اختياره .............................. .............................. .............................. . 7
    منهج إعداد البحث .............................. .............................. ......................... 8
    تمهيد ( تاريخ النفاق في الأمة الإسلامية(.............................. ........................... . 9

    الباب الأول النفاق واحكامه في الكتاب والسنة
    الفصل الاول (معنى النفاق لغة وشرعا) .............................. .............................. ....11
    المبحث الأول: (ماهية النفاق) .............................. .............................. ... 12
    المبحث الثاني: (أنواع النفاق وبواعثه) .............................. .................. ....15
    المبحث الثالث: ( النفاق درجات) .............................. .............................. . 35
    المبحث الرابع: (خطورة النفاق والمنافقين) .............................. .................. 40


    الفصل الثاني( احكام النفاق في القران والسنه) .............................. ......................... 50
    المبحث الاول : حكم النفاق في القران .............................. ....................51
    المبحث الثاني: حكم النفاق في السنة57
    المبحث الثالث: حكم النفاق عند العلماء 63
    المبحث الرابع: الظهور الفكري لأهل البدع والالحاد.............................. ........ 82

    الفصل الثالث: انواع النفاق وصفات المنافقين في الكتاب والسنة...............................106
    المبحث الأول :أنواع النفاق .............................. .............................. .... 107
    المبحث الثاني :صفات المنافقين .............................. ....................... ...... 111

    الباب الثاني دراسة تأصيلية في القرآن والسنة

    المبحث الأول: آيات النفاق التحليل والعبر المستفادة .............................. ................120
    المطلب الأول: إحاطة الله بالمنافقين .............................. ......................... 121
    المطلب الثاني: نداء القرآن بعدم تولي المنافقين دون المؤمنين 136
    المطلب الثالث: المنافقون يتحاكمون إلى غيرشرع الله .............................. . 141
    المطلب الرابع: غر هؤلاء دينهم .............................. ..............................160


    المطلب الخامس :
    1- لم أذنت لهم .............................. .............................. .. 161-2 المنافقون يخلقون الأعذار الكاذبة في التخلف والتثبيط عن الجهاد وطاعة الله161 .
    3- المنافقون يفرحون لمصيبة المؤمنين ويحزنون لفرحهم........................... 165
    4- هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين............................... .................166
    5- أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم .............................. .....................167
    6- وما هم منكم .............................. .............................. ............... 168
    7- ومنهم من يلمزك في الصدقات .............................. ................. 169
    8- ومنهم من يؤذون النبي .............................. .............................. ..... .170
    9- والله ورسوله احق ان يرضوه .............................. ............................171
    10- ان الله مخرج ما تحذرون .............................. .............................. .. 172
    11- ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزؤون .............................. .................172
    12- ان المنافقين هم الفاسقون .............................. .............................. .174
    13- ولهم عذاب مقيم .............................. .............................. ..........174
    14- ولكن كانوا انفسهم يظلمون .............................. ............................. 176
    15- اولئك سيرحمهم الله .............................. .............................. ......177 واغلظ عليهم .............................. .............................. ................. 177
    17- فأعقبهم الله نفاقا في قلوبهم .............................. .............................1 80
    18- هل يغفر الله لهم؟ .............................. .............................. ......... 185
    19- وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين .............................. ........................... 187
    20- ولاتقم على قبره .............................. .............................. ........ 193
    21- لاتقم فيه ابدا .............................. .............................. ........... 195
    22- صرف الله قلوبهم .............................. .............................. .........197
    المطلب السادس: ليستخفوا منه.............................. ....................... 199
    المطلب السابع : افي قلوبهم مرض ام ارتابوا ؟ .............................. .... 201
    المطلب الثامن : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم دعاء بعضكم بعضا .................. 202
    المطلب الثامن : وليعلمن الله المنافقين .............................. .......................203
    المطلب التاسع :
    1 -ان يريدون إلا فرارا .............................. .......................... 205
    2 - وكان عهد الله مسئولا .............................. .............................. .......... 210
    3- فأحبط الله اعمالهم .............................. .............................. ..............212
    4- ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا ! .............................. ............................. 214
    5- ودع اذاهم وتوكل على الله .............................. .............................. ......... 215
    6- ملعــــــــــــ ــونين.................. .............................. ............................ 216

    المطلب العاشر:
    1-أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ....................... 218
    2- ذلك بأنهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه .............................. ........... 222

    المطلب الحادي عشر:عليهم دائرة السوء .............................. ............... 223
    المطلب الثاني عشر: قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا .......................... 224
    المطلب الثالث عشر: اولئك حزب الشيطان .............................. ................. 226
    المطلب الرابع عشر:
    1- والله يشهد انهم لكاذبون .............................. ........... 228
    2- تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى .............................. .............................. ....... 229

    المطلب الخامس عشر : هم العدو فاحذرهم .............................. ............... 233
    المطلب السادس عشر: وما يعلم جنود ربك إلا هو .............................. .........239

    المبحث الثاني: أسلوب القرآن في مجادلة المنافقين .............................. ............. 240
    المبحث الثالث: منهج القرآن في معالجة النفاق .............................. .......................241

    الفصل الثاني :
    المبحث الأول : احاديث النفاق الشرح والدروس المستفادة ..........................242
    الفصل الثالث: موقف الصحابة والسلف من النفاق.............................. ...................246


    الباب الثالث :الموقف الشرعى من النفاق والمنافقين فى العصر الحديث 248

    تمهيد.............................. .................................................. ............... 249
    الفصل الأول:
    المبحث الأول : موقف المسلم من وساوس الشك والريبة ............................ 250
    المبحث الثاني: موقف المسلم من المنافقين .............................. .................251
    المبحث الثالث: حكم المنافقين في المجتمع الإسلامى.............................. .......256
    المبحث الرابع: النفاق مستمر إلى يوم القيامة .............................. ..............257

    الفصل الثاني : الوسائل الشرعيه الواجب اتباعها في مواجهة النفاق واساليبه
    المبحث الاول: تصحيح العقيدة .............................. ............................. 258
    المبحث الثاني: طلب العلم الشرعي .............................. ........................ 260
    المبحث الثالث: الاستقامة على الدين امرا ونهيا .............................. ..........262
    المبحث الرابع: الفهم الشمولي للاسلام منهجا للحياة .............................. .... 268
    المبحث الخامس: الدعوة إلى الله .............................. .............................270
    المبحث السادس:الوعى بمخططات المنافقين وأساليبهم......................... 274
    المبحث السابع: حسن الخلق .............................. ........................ ..... 275
    المبحث الثامن: بناء أسرة مسلمة .............................. ............................280
    المبحث التاسع :المشاركة الايجابية في واقع الحياة .............................. .... 298
    المبحث العاشر: المشاركة في وجود البديل الإسلامى.............. ....304
    المبحث الحادي عشر: الوسائل الشرعية الواجب اتباعها في مواجهة النفاق و أساليبه.............311

    خاتمة الكتاب .............................. .............................. .............................314
    آراء بعض الإخوة والأخوات في النفاق .............................. ................ 320
    محتويات الكتاب :
    1- فهــــــــــرس الآيـات ...................... 225
    2-فهـــــــــرس الأحــــــاديث .............................. .............................. . 332
    المصادروالمراجع .............................. .............................. .................... 337 فهــــــرسالموضــــــــوع ات.............................. .........342
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •