تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: (( تورّع السلف عن كثير من المباحات )) .. لماذا ؟؟!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي (( تورّع السلف عن كثير من المباحات )) .. لماذا ؟؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم .

    فائدة قيمة أعجبتني أثناء سماعي لشريط لفضيلة الشيخ الدكتور : ( عبد الكريم بن عبد الله الخضير ) - حفظه الله - فأحببت نقلها لكم عسى ربنا - عز وجل - أن يجعلنا من الذين يتعلمون ويعلمون غيرهم ؛ فيكون ما تعلمناه حجة لنا لا علينا ، كما نسأله - سبحانه - الإخلاص في كل قول وعمل ، إنه هو البر الرحيم ..

    قال - رعاه الله - :

    (( ولذا تورع السلف عن كثير من المباحات ، لماذا ؟ لأن الإكثار منها يجرّهم إلى ما فوقها من المكروهات والشبهات ، ثم بعد ذلك يستمري الإنسان ويطلب هذه المكروهات فلا يجدها إلا لوسائل غير مباحة ، فيرتكب المحرمات ؛ فالمحرمات والذنوب والمعاصي لا شك أنها تجر إلى ما فوقها ؛ حتى ينسلخ المسلم من دينه .

    ولذا على الإنسان أن يحتاط لنفسه ، وعليه أن يَسُدَّ جميع الذرائع الموصلة إلى الأمور المحرمة ؛ لأن مَنْ أكثر من شيء ولو كان في أصله مباح ، لا شك أنه سوف يطلبه في يوم من الأيام ، ثم لا يجده إلا بعد ارتكاء أو تجاوز بعض الأمور ، فَنَـهَمُهُ واعتياده لهذا الأمر يجرُّه إلى من فوقه .

    ولذا قد يقول القائل : ( ليش السلف يتركون المباحات ) ؟ المباح : لا ثواب لا في تركه ولا في عمله ، مستوي الطرفين ، نقول : نعم ، يتركونها لئلا تَجُرْ ؛ لأن النفس ! النفس لا نهاية لها ، إذا اعتادت على شيء لا تطيق فراقه ، اعتادت على شيء من المباح ما تطيق الفراق ، فهذا المباح قد لا يصل إليه الإنسان في يوم من الأيام ؛ إلا بارتكاب بعض الأمور التي هي غير مباحة )) ا.هـ .

    من شريط : ( شرح كتاب جوامع الأخبار / الشريط الثاني / الوجه الثاني ) .

    السلفية النجدية ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    ابو ظبي
    المشاركات
    172

    افتراضي رد: (( تورّع السلف عن كثير من المباحات )) .. لماذا ؟؟!

    جزاك الله خيراً أختي الحبيبه وجعله الله في ميزان حسناتك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    223

    افتراضي رد: (( تورّع السلف عن كثير من المباحات )) .. لماذا ؟؟!

    فائدة قيمة ، جزاك الله خيرا
    كل ما يخالف الحق أي نظرية ، أو استدلال يعارض به ما جاء عن الله ، ورسوله صلى الله عليه وسلم = فهو باطل منذ الوهلة الأولى ، ،وليس بلازم أن يكون الإنسان عنده القدرة على تزييف تلك الشبهة بما يلزم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    162

    افتراضي رد: (( تورّع السلف عن كثير من المباحات )) .. لماذا ؟؟!

    اطعت مطامعي فاستعبدتني0000ولو قنعت لكنت حرا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    189

    افتراضي رد: (( تورّع السلف عن كثير من المباحات )) .. لماذا ؟؟!

    الوقاية خير من العلاج.
    جزاك الله خيرا وبارك فيك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي رد: (( تورّع السلف عن كثير من المباحات )) .. لماذا ؟؟!

    إخواني الكرام ، أخواتي الكريمات :

    وخيرا جزيتم ، وفيكم بارك الله ..

    أشكر لكم تعليقاتكم الطيبة ..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي رد: (( تورّع السلف عن كثير من المباحات )) .. لماذا ؟؟!

    لو تورَّعنا نحن أيضا عن كثير من المباحات ؛ لسلمنا من الشر !

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: (( تورّع السلف عن كثير من المباحات )) .. لماذا ؟؟!

    يبقى المباح مباحا وتركه او عمله لا يترتب عليه اثر شرعي
    ولكن
    بالنية يكون تركه عبادة
    اذا نوى مجاهدة النفس و تر بيتها و تهذيبها
    فيكون الاجر والثواب لهذه النية التي لها مكا نتها
    ---
    من الامثلة
    --من المباح السهر لكن تركه بنية اخذ الجسم قسطه المناسب من الراحة
    ليستيقظ لصلاة الليل بنشاط او ليؤدي الفجر بهمة فيكون عبادة
    --كذلك المنزل الفاخر و الا ساس الممتاز ..من المباحات
    فلو تركها الى المتو سط او المناسب وتصدق بالفائض الى فقير
    كان ايثاره و تعاونه عبادة وكان زهده رحمة و تهذيبا لنفسه وادخارا للاخرة

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    547

    افتراضي رد: (( تورّع السلف عن كثير من المباحات )) .. لماذا ؟؟!


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    "
    فوالله ماالفقر أخشى عليكم ولكن أخشى

    أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت

    على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم "


    ... جزاك الله خيرا أختي ووفقك ربي لمرضاته ...

    الذنوب جراحات ورُب جرح وقع في مقتل وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وأبعد القلوب من الله القلب القاسي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    750

    افتراضي رد: (( تورّع السلف عن كثير من المباحات )) .. لماذا ؟؟!

    لأن النفس ! النفس لا نهاية لها ، إذا اعتادت على شيء لا تطيق فراقه ، اعتادت على شيء من المباح ما تطيق الفراق ، فهذا المباح قد لا يصل إليه الإنسان في يوم من الأيام ؛ إلا بارتكاب بعض الأمور التي هي غير مباحة
    جزاكِ الله خيرًا ..
    اختيار مُوفق أخية .. سلمت يمينكِ ..

    [والإجماع منعقد على وجوب التوبة ؛ لأن الذنوب مهلكات مبعدات عن الله ، وهي واجبة على الدوام ، فالعبد لا يخلو من معصية ، لو خلا عن معصية بالجوارح ، لم يخلُ عن الهم بالذنب بقلبه]
    (ابن قدامة المقدسي)

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: (( تورّع السلف عن كثير من المباحات )) .. لماذا ؟؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة انس مشاهدة المشاركة
    يبقى المباح مباحا وتركه او عمله لا يترتب عليه اثر شرعي
    ولكن
    بالنية يكون تركه عبادة
    اذا نوى مجاهدة النفس و تر بيتها و تهذيبها
    فيكون الاجر والثواب لهذه النية التي لها مكا نتها
    ---
    من الامثلة
    --من المباح السهرلكن تركه بنية اخذ الجسم قسطه المناسب من الراحة
    ليستيقظ لصلاة الليل بنشاط او ليؤدي الفجر بهمة فيكون عبادة
    --كذلك المنزل الفاخر و الا ساس الممتاز ..من المباحات
    فلو تركها الى المتو سط او المناسب وتصدق بالفائض الى فقير
    كان ايثاره و تعاونه عبادة وكان زهده رحمة و تهذيبا لنفسه وادخارا للاخرة
    بارك الله فيكم [ فائــدة ] :
    مما قاله الشيخ العلامة " محمد المختار الشنقيطي " حفظه الله تعالى في شرح دروس الترمذي باب : [ ما جاء في كراهية النوم قبل العشاء والسمر بعدها ] :
    أما السمر بعد العشاء فالسهر بعد العشاء أمر كرهه النبي-r- حتى جاء في الحديث أن النبي-r- شدد فيه وقال : (( إنكم لا تدرون بما يبيت الله به عباده )) وشدد في السهر بعد صلاة العشاء واختلف تعليل العلماء-رحمهم الله- لهذا التحريم فمنهم من يرى أن السهر بعد صلاة العشاء إنما شدد فيه للخوف لما كان الخوف من ذهاب وقت صلاة الفجر فلا يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس وقالوا إنه إذا سهر بعد العشاء فلا يخلو من حالتين :
    الحالة الأولى : إما يسهر ويواصل إلى الفجر فيصلى الفجر وهو مجهد ومنهك وربما لم يعقل ماذا يقرأ في صلاته أو يسمع من إمامه وربما نام .
    والحالة الثانية : إذا نام بعد السهر فإنه لا يأمن أن يضيع الصلاة فيفوت عليه وقتها فيستيقظ بعد طلوع الشمس فهو على كلتا الحالتين لاشك أنه سيضيع خيراً كثيراً من هذه الصلاة - أعني صلاة الفجر- .
    وقال بعض العلماء : إن النهي عن السهر بعد صلاة العشاء لما فيه من الخوف من الغيبة والنميمة لأن مجالس الناس في الغالب لا تأمن من الزلات والهنات وتتبع العورات والوقوع في أعراض المؤمنين والمؤمنات-نسأل الله السلامة والعافية- فشدد في ذلك ؛ لأن اللسان مزلة العصيان ومضنة الزلل والهفو في بني الإنسان فشدد فيه من أجل هذا وعلى هذا الوجه تكون العلة خارجة عن المعني الذي ذكرناه والذي يظهر أنه لا مانع من اعتبار الوجهين .
    وهناك وجه ثالث يقول إن المسلم إذا سهر بعد العشاء ضيع فضيلة الختم بالخير إذا كان سهره في أمور الدنيا قالوا لأنه إذا نام بعد الصلاة مباشرة وبعد أن يصلي راتبة العشاء نام على خير وبر وكانت خاتمة عمله الطاعة ومن كانت خاتمة عمله الطاعة فإنه يرجى له الخير فإذا مات فإنه يموت على خير وبر ، ولذلك النوم هو الموتة الصغرى فقالوا يستحب له أن ينام بعد الصلاة مباشرة حتى يختم عمله على خير ولذلك أُثر عن أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها وأرضاها- أنها كانت ترسل إلى جيرانها " أريحوا السفرة الكرام البررة أريحوا السفرة الكرام البررة " أي كفاكم حديثاً قبل العشاء وكفاكم حديثا في نهاركم فاتركوا ليلكم لآخرتكم أريحوا السفرة أي من كتب الذنوب وكتب السيئات لأن السهر لا يخلوا مما ذكر والسهر بعد صلاة العشاء لا يخلو من حالتين :
    الحالة الأولى : أن يكون مأذنواً به شرعاً .
    والحالة الثانية : أن يكون غير مأذون به شرعاً .
    فأما السهر المأذون به شرعاً فهو على مراتب فتارة يكون للواجبات التي فرضها الله على العبد فتسهر عينه على فرض من فرائض الله وحق من حقوق الله أوجبه الله عليه كمن يسهر على حراسة ثغور المسلمين فإن السهر في الرباط في سبيل الله-U- سهر محمود شرعاً ومأذون به شرعاً بل فضله الله-U- وعظَّم أجره وثوابه ولذلك قال -r- : (( كل العيون باكية أو دامعة يوم القيامة إلا ثلاثة أعين عين بكت من خشية الله وعين غضت عن محارم الله وعين سهرت في سبيل الله )) ، قال بعض العلماء : أحق من يصدق عليه أنه سهرت عينه في سبيل الله هو المجاهد في سبيل الله كمن سهر في الرباط لحراسة الثغر ، ويدخل في هذه الفضيلة الذين يحرسون الناس عند ضجعتهم ونومهم سواء كان ذلك في المدن أو خارج المدن فإنّ سَهَر عيونهم لحفظ عورات المسلمين وحفظها من أذية المؤذيين وتسلط الباغين يعد من أجلّ الطاعات وأعظم القربات خاصة إذا نواه الإنسان فإنه إذا نواه كتب له الأجر وكتب له العمل ومن أعان على طاعة كتب له أجرُ المعونة عليها .
    فالسهر في هذه الحقوق الواجبة إذا خص الإنسان بها ونيطت به مسئوليتها فإنه يعتبر من السهر الواجب وله فضيلته وهو مأذون به شرعاً وقد يكون السهر واجباً في بر والد أو بر والدة كأن يأمره الوالد أن يسهر في أمر لحاجته أو حاجة أولاده أو طلب عيش أو نحو ذلك فيأمر ابنه بالسهر فهذا مأذون به شرعاً ومفضل .
    كذلك يكون السهر من جنس المستحبات وفضائل الطاعات كالسهر في طلب العلم والسهر في مذاكرته والسهر في زيارة الصالحين من أجل الاستفادة منهم ونحو ذلك مما هو مستحب أو مندوب ويدخل في هذا - أعني المستحب والمندوب - أن يسهر في قيام الليل بالصلاة أو بتلاوة القرآن أو غير ذلك من الفضائل المستحبة المندوب إليها شرعاً.
    وقد يكون السهر المأذون به شرعاً في الأمور المباحة مثل أن يكون في تجارة في طلب عيشه وعيش أولاده كشخص لا كسب له إلا أن يعمل في حراسة الليل أو يعمل عملاً ليلياً فمثل هذا يسهر على عفة فرجه وطعمة بطنه ولربما يسهر على أرامل أو على أيتام كإخوة له أو نحو ذلك فيكون من جنس المستحبات خاصةً إذا نوى الطاعة والقربة في ذلك .
    وأما بالنسبة للسهر المحرم شرعاً فإنه السهر الذي يكون على الأمور المحرمة أو يفضي إلى الوقوع في الحرام من اضاعة صلاة الفجر مع غلبة الظن بذلك فأما السهر في المحرمات فكالسهر في سماع المحرم ، وكذلك أيضاً في نظره ، وكذلك السهر في فعل الأشياء المحرمة أو قولها في السهر في الغيبة أو كالسهر في النميمة أو نحو ذلك من الأمور المحرمة -نسأل الله السلامة والعافية- .
    وقوله-t وأرضاه- " وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها " : عمم في الحديث لكنه يُستثنى منه ما وردت السنة باستثناءه من السهر في حديث العلم فإنه لو كان هناك درس علم بعد صلاة العشاء فإنه حديث مستثنى مما كرهه-عليه الصلاة والسلام- ، والدليل على ذلك أن النبي -r- ثبت عنه في الصحيح أنه قام بعد صلاة العشاء وذكَّر ووعظ كما في الصحيح من حديث المائة : (( ريئت ليلتكم هذه فإنه لا يبقى على رأس المائة منها نفس منفوسة )) فقد ذكر ذلك بعد صلاة العشاء ووقع بيانه-عليه الصلاة والسلام- لهذا الخبر من بعد صلاة العشاء ، ولذلك بوب له بعض أهل العلم " بالسهر في العلم بعد صلاة العشاء ".
    كذلك أيضاً مما يستثنى من الحديث بعد صلاة العشاء حديث الرجل مع أهله وزوجه لما فيه من الملاطفة والعفة عن الحرام فإن ملاطفة الرجل لأهله وحديثه مع زوجه من باب المؤانسة وإدخال السرور من العشرة بالمعروف التي كانت هديه-عليه الصلاة والسلام- من سنته ، ولذلك قال- تعالى- : { وَمِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ} فمن العورات التي تكون من بعد صلاة العشاء قد يكون منها الحديث حديث الرجل مع أهله وهو مستثنى من هذه الكراهية .
    كذلك أيضا مما يستثنى من هذه الكراهية حديث الضيف فإنه ربما طرق الإنسانَ ضيفُه وإذا طرق الضيف بالليل احتيج إلى القيام على شأنه ورعايته لمحبته ووده وهذا يستلزم الملاطفة والمحادثة والمباسطة فاحتيج إلى أن يحدثه ويباسطه حتى يؤذن بالطعام وهذا لاشك أنه مما يستثنى ولا حرج فيه على الإنسان لما ثبت في الصحيح من حديث البخاري في قصة أبي بكر-t وأرضاه- حينما سهر مع النبي-r- وسهر الأضياف في بيته فهذه كلها مستثنيات نُص عن استثنائها ، وقد يكون السهر لمصلحة يطلبها الإنسان يدفع بها ضرر عن نفسه أو يحصل بها مصلحة له كما في سهر المسافر فإنه ربما اختار السير في الليل لما فيه من الرفق بنفسه والرفق بدابته ، ولذلك قال-r- : (( وعليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى به في النهار )) فدل على مشروعية السهر في السفر ، وعليه فإنه يعتبر مستثنىً من الأصل العام من كراهية السهر بعد صلاة العشاء وما خرج عن الواجب وما خرج عن المأذون به شرعاً مما ذكرنا فإنه يعتبر إما محرماً وإما مكروهاً فإن اشتمل على الحرام فهو محرم ، ومنه-قوله تعالى- : { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} فوصفهم بكونهم سامرين أي ساهرين الليل يهجرون أي يتركون الوحي ويتكلمون في رسول الله-r- .
    وفي هذا الحديث دليل على حكمة الشريعة الإسلامية وأن الله-تعالى- جعلها شريعة خير لا يقتصر الخير الموجود فيها على خير الدين بل شمل حتى خير الدنيا فإن النوم بعد صلاة العشاء مباشرة فيه خير كثير للإنسان أولاً لنفسه وجسده فقد قرر الأطباء وأثبت الحكماء أن راحة البدن في النوم مبكراً وأنه إذا نام الإنسان مبكراً ارتاحت أعصابه ويوجد في جسد الإنسان من الأعصاب ما لا يرتاح إلا في نوم الليل حتى ذكر بعضهم أنه لو نام في النهار أضعاف ساعاته من الليل لم يحصل راحته الموجودة في نوم الليل : { فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً} فسبحان من جعل الليل سكنا فإذا خولفت الفطرة اختلفت الأشياء وذهب الخير الموجودفيها فالمصلحة في النوم مبكراً ، ولذلك لما اعتاد الناس السهر فات الخير الكثير .
    ومن الخير الدنيوي الموجود في النوم مبكرا والنوم بعد صلاة العشاء وترك السهر أن صاحبه يستيقظ مبكراً وحينئذ إما أن يستيقظ قبل طلوع الشمس فيهيؤ تجارته ويهيؤ أعماله فيبارك له في البكور وغالباً إذا سهر الإنسان فأقل ما يكون أنه ينام من بعد الفجر مباشرة ، وبركة الرزق كثير : منها فيما بعد صلاة الفجر إلى صلاة الظهر فهذا الوقت من أفضل الأوقات ، ولذلك كان ابن عباس-رضي الله عنهما- يندب أولاده إلى السعي بعد صلاة الفجر ويرغبهم في الخروج إلى الرزق في هذه الساعة ، ولذلك لما أصبح الناس ينامون في هذا الوقت فاتهم كثير من البركة فتجد العامل وتجدُ من يقوم بالمهن إذا قام مبكراً بعد صلاة الفجر لا يأتي منتصف النهار إلا وقد عمل أضعاف أضعاف ما يعمله لو استيقظ في التاسعة أو استيقظ في العاشرة فإنه لو عمل إلى آخر النهار قد لا يحصل ما يجده من بعد صلاة الفجر وهذا شي مجرب ، ومن حاول ذلك فإنه يجده بل قال بعض العلماء : ووجدنا ذلك صحيحاً إنه وجد البركة في البكور حتى في كتابة العلم ومدارسة العلم فإنه من جرب أن ينام مبكراً ويستيقظ على صلاة الفجر أو استيقظ في آخر الليل ثم يقوم بعد الفجر ويراجع علمه ويضبط مسائله فإنه يجد من القوة والاستجمام والحفظ وتهئ النفس ما لا يجده في غير ذلك من الأوقات فالشريعة شريعة خير وبركة كما جاءت بصلاح الدين جاءت بصلاح الدنيا ، وكثير من المصائب تجُر بسهر الليل فسهر الليل فيه فتن عظيمة ومصائب كثيرة حتى إن تسلط الشياطين على الصغار يكون من بعد دخول الليل ، ولذلك أمر النبي-r- بإمساك الصبية إذا غابت الشمس أمر بإمساكهم لأنها ساعة ترسل فيها الشياطين وقد قال-تعالى- : { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } قالوا : إنه إذا اشتعل ضوؤه وهو النجم المعروف غاسق وهو النجم المعروف فعنده يبتدأ شر الشياطين ويعظم ويصلون إلى أذية الناس أكثر من النهار وبغيهم في الليل أكثر من بغيهم في النهار وهذا شيء معلوم وذكره غير واحد من العلماء إنه أدرك بالتجربة مع دلالة السنة عليه في أمره-عليه الصلاة والسلام- بإمساك الصبية بعد مغيب الشمس أو عند مغيب الشمس فكراهية السهر لاشك أن فيه خير كثير وما يحدث من كثير من المصائب والشرور بسبب السهر في الليل لاشك أنه يقفل بابه وتندرؤ فِتَنه إذا حافظ الناس على هذه السنة النبويه الوارده عن خير البرية-صلوات ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين ، وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين خير ما جزى نبياً عن نبوته وصاحب رسالة عن رسالته - ، والله تعالى أعلم.
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •