الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جاء في "صحيح مسلم" (كتاب: الطلاق/ باب: بيان أّن تخيير امرأته لا يكون طلاقًا إلاَّ بالنِّيَّة):
عن جابر بن عبد الله قال: "دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله، صلّى الله عليه وسلَّم، فوَجد الناس جلوسًا ببابه، لم يؤذَن لأحد منهم. قال: فأُذِن لأبي بكر، فدخل. ثم أقْبَل عمر فاستأذَن، فأذِن له. فوَجَد الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، جالسًا، حولَه نساؤُه، واجمًا ساكتًا. قال: فقال: لأقولنَّ شيئًا أُضْحِكُ النبيَّ، صلّى الله عليه وسلَّم. فقال: يا رسولَ الله، لو رأيت بنتَ خارجة سألتْني النفقةَ، فقمتُ إليها، فوجأتُ عُنُقَها. فضحكَ رسولُ الله، صلّى الله عليه وسلّم، وقال: هُنَّ حولي كما ترى يسألنني النفقةَ..." إلى آخر الحديث.
* سؤالي هو: من الذي قال: "لأقولنَّ شيئًا أُضْحِكُ النبيَّ، صلّى الله عليه وسلَّم. فقال: يا رسولَ الله، لو رأيت بنتَ خارجة سألتْني النفقةَ، فقمتُ إليها، فوجأتُ عُنُقَها"؟ هل هو عمر، رضي الله عنه، كما هو ظاهر السياق، وكما هو مصرَّح به في رواية البيهقي وأبي عوانة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن قصد بقوله: "بنت خارجة"؟
* وهل هو أبو بكر، كما جاء مصرَّحًا به عند ابن حزم في "المحلَّى"، وابن القيم في "زاد المعاد"، والحميدي في "الجمع بين الصحيحين"، وابن الأثير في "جامع الأصول"؟ وكلهم يعزو إلى مسلم. وليس في "المحلَّى" ولا في "زاد المعاد" عبارة ""لأقولنَّ شيئًا أُضْحِكُ النبيَّ، صلّى الله عليه وسلَّم" أو ما يقاربها. فهل مَرَدُّ ذلك إلى اختلاف النسخ أو الروايات عن مسلم؟
*وقد أورد الإمام أحمد الحديث في مسنده عن جابر، رضي الله عنه؛ لكن فيه: " فقال عمر، رضي الله عنه: لأكلِّمَنَّ النبيَّ، صلّى الله عليه وسلَّم، لعلَّه يضحك. فقال عمر: يا رسولَ الله، لو رأيت بنتَ زَيْدٍ، امرأة عمر، فسألتْني النفقةَ آنِفًا، فوجأتُ عُنُقَها." والسؤال: من هي بنت زيد؟
* ومن الأسئلة المتعلقة بهذه المسألة: متى نزلت آية التخيير؟
جزى الله خيرًا مَن يتفضَّل بالجواب عن هذه الإشكالات.