المملكة المغربية
جامعة ابن زهر أكادير
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
شعبة الدراسات الإسلامية

المملكة المغربية
لجنة القدس
وكالة بيت مال القدس


تقرير عن ندوة علمية في موضوع:
القدس الشريف في الذاكرة الإسلامية


نظمت شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب ابن زهر أكادير، وبتعاون مع وكالة بيت مال القدس الشريف بالرباط ندوة علمية مباركة بعنوان: القدس الشريف في الذاكرة الإسلامية، وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء 7- 8 ربيع الثاني 1428هـ الموافق 24- 25 أبريل 2007م، واشتملت هذه الندوة على أربع جلسات أساسية، جاءت على الشكل التالي:
الجلسة الأولى: القدس الشريف في النص الشرعي والتراث الإسلامي، وتضمنت هذه الجلسة أربعة بحوث علمية وهي:
مستقبل القدس الشريف من خلال النصوص الشرعية، للدكتور الحسين أصبي: عرض فيه الباحث أهمية القدس ومكانته عند المسلمين، ومدى عناية الخلفاء به على مر الفترات التاريخية، وقدم نوعين من الأدلة الشرعية عن مستقبل القدس الشريف: أدلة عامة، وتتمثل في كل الأمور التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم وتحققت بعد وفاته، وكذا في النصوص التي تظهر غلبة الدين الإسلامي على باقي الأديان، أما الأدلة الخاصة فتتجلى في الآيات الست من سورة الإسراء، وفي أحاديث مقاتلة المسلمين لليهود، وخلص الباحث في ضوء هذه النصوص إلى أن الأقصى عائد لا محالة للمسلمين، وهذه العودة تستلزم الأخذ بأسبابها{إن تنصروا الله ينصركم}.
المبشرات الكبرى بكشف غمة الأقصى، للدكتور عبد الواحد الإدريسي: عرّف فيه الباحث بمصطلح البشارة، وميّز بين نوعين من المبشرات قرآنية وأخرى حديثية، وأكد على أن التبشير منهج قرآني دعوي نحتاج إليه الأمة في زماننا، لذا ينبغي إشاعة هذه المبشرات والترويج لها حتى يقوى عزم الأمة على النصر، وفي الختام عرض لآراء بعض الباحثين اجتهدوا في تعيين زمان وقوع البشارة على سبيل التغليب والظن.
الأحاديث النبوية الواردة في فضائل بيت المقدس بين المقبول والمردود، للدكتور عبد اللطيف الجيلاني، بيّن فيه الباحث أن أحاديث فضائل بيت المقدس كثيرة جدا إلا أن منها الغث والسمين، والصحيح والسقيم، واستفتح بذكر الأحاديث المقبولة ثم أتبعها بذكر نماذج من الأحاديث المردودة وفق منهج المحدثين، وخلص إلى أن معظم الأحاديث الواردة في فضائل بيت المقدس ضعيفة، وأن هجر الأحاديث الضعيفة لا ينقص من قيمة بيت المقدس شيئا، فآيات سورة الإسراء، وما صح من الأحاديث كاف في إثبات فضيلته.
المخاطر التي تهدد القدس الشريف و واجب الأمة نحوها، للدكتور محمد مصطفى الحلايقة(نائب المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف وأحد أبناء مدينة القدس)، ركّز الباحث على بيان الخطورة التي سينتج عنها ضم بيت المقدس إلى الدولة الصهيونية، ونبّه على ما يجري حاليا من توسيع لحارة اليهود مقابل إزالة الآثار الإسلامية وتشريد ومحاصرة الشعب الفلسطيني، وأكد على أن واجب الأمة يتركز في إدراك المخاطر الحقيقية التي تتعرض لها الأراضي الفلسطينية والاستمرار في دعم المشروع الفلسطيني.
الجلسة الثانية: القدس الشريف في الذاكرة المغربية، وتضمنت هذه الجلسة أيضا أربعة بحوث علمية وهي:
من مظاهر تعلق المغاربة بالقدس الشريف، للدكتور مصطفى المسلوتي، وضّح فيه الباحث أن تاريخ ارتباط المغاربة بالقدس قديم، ومن الصعب تحديد تاريخ استقرارهم به، ومن أهم مظاهر هذا الارتباط: شد الرحال إلى المسجد الأقصى ومجاورته، والتعلم والجهاد فيه، ووجود معالم وأوقاف مغربية بالقدس، وخلص الباحث إلى أن القدس قضية إسلامية، ودين ثقيل ينبغي أداؤه على جميع أفراد الأمة بطرد المحتل الصهيوني.
من التراث المغربي في فضائل بيت المقدس: فضائل بيت المقدس والشام للشيخ إبراهيم بن يحيى بن أبي الحافظ المكناسي(ت661هـ) للدكتور عبد الواحد جهداني، هدف هذا البحث الذي تلاه نيابة عن صاحبه الدكتور علي بنبريك إلى التعريف بأقدم المخطوطات المغربية في وصف بيت المقدس، ثم بيّن الباحث مكان وجود نسخ خطية للكتاب كنسخة القاهرة ونسخة تيرانا بألبانيا، ثم ذكر قائمة من الكتب التي ألفت في الفضائل قبل وبعد الكتاب، أما مضمون الكتاب فيتشكل من قسمين كبيرين، الأول عن بيت المقدس والثاني عن الشام ولم يغفل الباحث الحديث عن منهجية المؤلف، وغير ذلك مما تستلزمه دراسة الكتاب.
القدس في الذاكرة المغربية: مجلة دعوة الحق نمودجا، للدكتور المهدي السعيدي، وقد تناول الباحث تاريخ مجلة دعوة الحق وعن شمول مواضيعها لجميع مناحي المعرفة البشرية، وذكر أن المجلة أفردت 74مقالا عن القدس، وأن العدد الخامس لسنة 1984م خاص بالقدس وتناول الجوانب التاريخية لبيت المقدس وكذا للقضية الفلسطينية عموما، وهذا يعكس اهتمام المغاربة وموقفهم من القضية الفلسطينية، وهو موقف علمي فكري أدبي جمع بين الجانب الشرعي والتاريخي والسياسي والأدبي.
القدس الشريف في الشعر المغربي للدكتور مسلك ميمون، وقد عرض فيه الباحث أشعارا عن القدس الشريف لجملة من الشعراء المغاربة أمثال محمد بن محمد العلمي، وعبد العزيز الفشتالي، وأحمد الجمالي، وحسن الأمراني، ومحمد بن عمارة، ومحمد المجاطي، ومحمد الركباوي وغيرهم، وخلص إلى اهتمام الشعراء المغاربة بالقدس كاهتمامهم بأي مدينة مغربية.
الجلسة الثالثة: القدس الشريف في أدب الرحلات، وتضمنت خمسة بحوث وهي:
القاضي أبو بكر ابن العربي الأندلسي(ت543هـ) في القدس: مشاهد وارتسامات، للدكتور الحسين ألحيان، وقد تحدث الباحث عن زيارة القاضي أبو بكر ابن العربي للقدس والتي دامت ثلاث سنين، حصّل خلالها العديد من العلوم وسجل العديد من المناظرات العلمية، وكذا مشاهداته في بيت المقدس والتي زادت عن ألف مدينة وقرية، وتجلى في هذه الزيارة بالأساس اهتمام ابن العربي بالبعدين الديني والعلمي، وهذا يدل على مكانة القدس عند ابن العربي خاصة والمغاربة عامة.
مشاهدات العلامة أبي سالم عبد الله بن محمد العياشي(ت1090هـ) في القدس من خلال رحلته ماء الموائد، للدكتور عبد الله البخاري، تحدّث الباحث عن أسباب رحلة أبي سالم العياشي إلى القدس، ونبّه إلى ما تميّز به العلامة العياشي عن سائر الرحالين من دقة وصفه لكافة أجزاء المسجد الأقصى، وإشارته إلى تفاصيل رحلته ومن ذلك حديثه عن المشاكل الصحية والأمنية التي اعترضته في هذه الرحلة، وحديثه عن بعض الظواهر المشاهدة كطريقة قراءة القرآن في المسجد وغيرها.
القدس في التراث الجغرافي وأدب الرحلات، للدكتور حسن الباز، قام الباحث بسرد تاريخي لأهم الرحلات المقدسية التي قام بها الرحالون المسلمون والتي تميزت في معظمها بوصف وقائع تاريخية وكذا وصف بعض الظواهر المشاهدة كطريقة قراءة القرآن ببيت المقدس، ومن أهم الرحالة الذين ذكرهم الباحث: الإدريسي، والحموي، وابن شداد، واسحاق بن الحسين، والسائح الهاموي الصوفي، وابن جبير، وبنيامين اليهودي، وابن رشيد السبتي، والمقري التلمساني، وعبد الحي الكتاني، وأبو الحسن الندوي، وغيرهم.
ارتسامات الرحالين المغاربة حمل مدينة القدس، للدكتور محمد الحاتمي، تحدّث الباحث عن جملة من الرحالين المغاربة كابن بطوطة، والعبدري، وأبي سالم العياشي، وأبي القاسم الزياني، وذكر أن مكونات الصورة التي يقدمها الرحالون تجسد معايشة وانفعالا مع الحدث ومحتوياته، وأن الصورة الذاتية عندهم غالبة على الموضوعية، وهم علماء فقهاء بالدرجة الأولى قبل أن يكونوا رحالة.
مغاربة وأندلسيون في القدس خلال العصر الوسيط بين الأخذ والعطاء، للدكتور مبارك لمين، ميّز الباحث بين جانبين اثنين لدى المغاربة في التفاعل مع الأقصى، جانب الأخذ والاستفادة، ويضم ما هو ديني وعلمي وسياسي، وجانب العطاء والاستفادة، ويضم التدريس والجهاد وتولية الإمامة والوقف، وخلص الباحث إلى أن المغاربة سجلوا حضورهم على المستوى الديني والعلمي والسياحي.
الجلسة الرابعة: المخاطر التي تهدد القدس الشريف وواجب الأمة نحوها، واشتملت على بحثين:
نظرات في البعد السكاني للصراع على أرض فلسطين، للدكتور إبراهيم كيدو، بيّن الباحث أن أبعاد الصراع على الأرض المقدسة متعددة منها التاريخي والحضاري والسياسي والاقتصادي، إلا أن البعد السكاني يبقى هو الأهم في هذه المرحلة وفي المراحل المقبلة، فالمعركة القادمة كما يقول الباحث معركة ديموغرافية بين الفلسطينين الذين هم في تزايد مستمر، وبين الكيان الصهيوني الذي يسير إلى الزوال وخلص إلى أن سنة 2010م هي سنة الانقلاب الديموغرافي على الصهاينة، ودعا إلى ضرورة الحفاظ على القوة البشرية.
القدس في الكتابات الإسلامية الحديثة، للدكتور محمد البوشواري، عرض الباحث لآراء بعض الكتاب الإسلاميين والفلسطينيين خاصة، حول القدس والقضية الفلسطينية ومن أهمهم صلاح الخالدي، وأحمد مطر، وغزوان حجازي، ثم خصص فصلا للكاتب منير شفيق الذي دعا القيادة الفلسطينية للتمسك بتوابث الأمة، والتحذير من خطر التطبيع والاقتتال الداخلي، فالصراع صراع وجود والواجب هو دحر الاحتلال.


توصيات اللجنة المنظمة:


1. ضرورة معالجة قضية القدس من المنطلق العقدي.
2. جعل قضية القدس على رأس القضايا.
3. ضرورة حضور موضوع القدس في جميع الملتقيات العلمية.
4. توجيه مشاريع البحوث إلى دراسة قضية القدس.
5. ضرورة التنسيق بين جميع الجهات المهتمة لدراسة قضية القدس.
6. توريث قضية الأقصى إلى الأجيال القادمة.
7. تحقيق كتب التراث المغربي المختص بموضوع الأقصى.
8. تزويد المكتبات الجامعية بما يهتم بقضية القدس.
9. تنظيم ندوة دولية كبرى لقضية القدس.
10. تأسيس مراكز البحث والتوثيق لموضوع القدس الشريف.
11. زرع الأمل ومحاربة القنوط في نفوس الناس.
12. طبع هذه البحوث وترجمتها إلى لغات أجنبية.