الحمد لله الذي أبان لعباده صراطه المستقيم ، وجعل الفلاح في اتباع سبيل المؤمنين ، رَغبَ في الرفق عبادَه الموحدين ، وجعله هديا لسيد البشر أجمعين
والصلاة والسلام على النبي الامين من كان له الرفق والحلم طبعا ، فلا تزيد شدة الجهل عليه إلا حلما ، ولا تزيد شدة البأس عليه إلا كرما
أما بعد :
فإننا لنرى الدعوة السلفية اليوم وقد عكر صفوها الدخلاء الذي لا يدخلون على أهل صنعة إلا ورجعوا بهم إلى الوراء فإنه لحق لا يفسد الصنعة على أهلها إلا الدخلاء الحمقة الاغبياء
فدلخوا في صفوف السلفيين ليفسدوا عليهم دعوتهم وليعكروا صفو مودتهم
أردوا بث الشقاق والفراق ومساوئ الاخلاق
ولا يدرون أن هذه الدعوة هي دعوة المودة والاتلاف وليست دعوة الفرقة والاختلاف
ولكن هؤلاء الدخلاء لا يدرون ولا يفقهون لأنهم ليسو من أهل هذه الدعوة وإنما هم دخلاء عليها أرادوا أن تشتعل النيران فيها ثم ارادوا منا ان نزيدها اشتعالا ولا نأتي بالامور التي تطفئ تلكم الحرائق وإننا إذا اتينا بها يرموننا بالتميع!
وهذا هو دائهم وذلك دأبهم التبديع والرمي بالتميع لكل من خالفهم أو رأى غير رأيهم
فيا ايها الدخلاء اليكم عنا لا نريدكم بيننا
فإن هذه الدعوة التي ننتسب اليها دعوة التأخي وأهلها كالبنيان يشد بعضه بعضا روح الاخاء تسود بينهم وينبذون كل من اردا أن يفرق بينهم ويمزق شملهم ويشتت جمعهم
وينبذون كل من اراد نشر الاحن والبغضاء والفرقة والتنافر
ويقتدون بالاثار الواردة في طريق الدعوة إلى الله التي تحثهم على الحكمة والصبر والحلم والصفح والعفو واللين والرفق
فلما كانت هذه صفات أهلها وتلك سيماهم التي عرفوا بها انتشرت هذه الدعوة على ايدهم
وأما الان فإننا لنرى الدعوة في تراجع وفي تقلص لأنه قد دخل إلى صفوف أهلها اناس لا يريدون منا ان نقول لين وحكمة ... رفق وفطنة
وإنما يردون فظاظة وغلظة ...تعنيف وشده
إلى اخر تلكم الصفات التي تنفر الناس عن هذه الدعوة
فهؤلاء يخالفون أمر ربهم وسنة رسولهم
فقد أمر الله بالحكمة في الدعوة وبالموعظة الحسنة فقال : (( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) وقال (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) ويقول : ( إن منكم منفرين ) تحذيرا من هذا الفعل الشنيع
وفي المقابل هذه الأخلاق الكريمة إذا ذكرت وذكر بها كالحكمة والرفق واللين والحلم والصفح التي هي من ضرورية الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ومن العوامل التي تجذب الناس إلى الدعوة الصحيحة فإن الناتج ان يدخل الناس في دين الله أفوجا ولكن هؤلاء لا يدركون
يضيعون الدعوة ويضيعون المنهج يضرون بالدعوة ويضرون بالمنهج
مفسدون لا مصلحون ضالون ولكن لا يشعرون
يا ايها الدخلاء اليكم عنا أريحونا بالله عليكم
فإن هذه الدعوة هي دعوة المودة والاتلاف لا الفرقية والاختلاف .
والله المستعان وعليه التكلان
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو زياد النعماني