تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 22 من 22

الموضوع: بدعة امتحان الناس بالأشخاص للشيخ المحدّث عبد المحسن العباد حفظه الله

  1. افتراضي رد: بدعة امتحان الناس بالأشخاص للشيخ المحدّث عبد المحسن العباد حفظه الله

    ان كنت معنا قدرناك
    وان كنت مع غيرنا بدعناك

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    ~ المــرِّيـْـخ ~
    المشاركات
    1,261

    افتراضي رد: بدعة امتحان الناس بالأشخاص للشيخ المحدّث عبد المحسن العباد حفظه الله

    جامعة الإمــام
    خطوة للأمام... خطوات للوراء


    بقلم: د. ماجد بن ناصر الشمري


    حين تدخل المدينة الجامعية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تهولك بكبرها وامتدادها الفسيح، وتملأ رئتيك نفحات أيامها المجيدة وتاريخها العريق في خدمة علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية، وتستعيد نفسك- إن كنت ممن خبروا أيامها- أمجادها الكريمة في تخريج المختصين بالعلوم العربية والإسلامية والاجتماعية، ونشاطها المشهود في إقامة المؤتمرات والندوات حين كانت (ورشة) علم وعمل، دائبة لا تكلّ ولا تملّ.
    وتروعك – حين تجول في أرجائها- هذه الأعمال الإنشائية الضخمة التي تجعلك تظن بأنها مدينة جامعية جديدة تولد في داخلها! فمبان تُشاد، وطرق توسّع، وكليات جديدة تلفت نظرك : كلية للطب تستقبل الدفعة الثانية من طلابها، ومستشفى جامعي يُنشأ، وكلية للهندسة ما زالت وليدة ولكنها تدلّ على أن من أنشئوها مدركين لدورها القادم، بالإضافة إلى كلية العلوم وكلية الإدارة وكلية الحاسب الآلي وكليات أخرى بدأت تشارك أخواتها الكبرى (الشريعة وأصول الدين واللغة العربية) مسيرتها في خدمة الوطن والعلم.
    وكلّ ذلك يبشّر بالخير ويملأ النفس فرحاً، فقد اجتمع لجامعة الإمام أن تخدم علوم الشريعة واللغة العربية والعلوم التجريبية والتطبيقية، فلم تعد منكمشة على علم دون علم، أو قانعة بفن دون فن، أو منطوية داخل أسوارها، وعلى هذا النهج ينبغي أن تكون كلّ الجامعات الإسلامية.
    إن جامعة الإمام قد خطت خطوة كبرى في هذا الطريق، وأعلنت الانطلاق إلى القرن الحادي والعشرين انطلاقة تتمسك بالمبادئ، وتأخذ بالجديد، بل وتنافس فيه.
    ولكن: إذا كانت تلك الظواهر مفرحة سارة ففي الداخل أمور أخرى محزنة.
    فالذي يدخل في ردهات الجامعة ويتلمّس حقيقة ما يجري في داخلها يتملّكه الفزع، وتنتابه الحيرة من مظاهر لا تبشّر بخير، ولا تدلّ على وعي بما يجرّه ذلك عليها من ضعف وانحدار.
    وأنا – حين أذكر ما أذكر- لن أنطلق من ثأر أو نكاية أو رغبة في بثّ إشاعة لا تستند إلى دلائل. فلديّ – كما لدى غيري من منسوبيها- قلق المحبّ وعتب الأخ وغيرة الناصح الذي بذل وحاول، فلم يجد بدّاً – وقد استشرى الأمر- إلا أن يعلن مخاوفه في هذه المقالة الموجزة.
    إن أول الأمور التي أزعجت الكثيرين هي فوضى اختيار المعيدين وتدخّل المقياس الاجتماعي ومسائل القُرب والقُربى والصهر والنسب في تعيينهم، حتى بلغ الأمر أن يعيّن في سنة واحدة جملة من المعيدين لم تقبلهم الأقسام العلمية التي أناط بها النظام صلاحية اختيار وترشيح المعيدين، وهي لم ترضهم في صفوفها؛ لأنهم ضعفاء غير مؤهلين، ولكنّ العلاقات الاجتماعية لبعض عمداء الكليات وبعض عمداء العمادات المساندة هي التي منحتهم تأشيرة الحصول على هذه الوظائف، التي لا يصلح لها كلّ أحد، بل إن وظيفة (المعيد) هي أخطر وظيفة؛ لأنه يترتب عليها مفاسد أقلّها أن يؤتمن على تربية الأجيال وتخريج (العلماء) أضعف الضعفاء وأكثرهم هزالاً في علمه واستعداده الفكري والعقلي.
    والشيء بالشيء يذكر فالجامعة جعلت من مقاييس اختيار المعيد – بعد أن يخضع لما سمي باللجنة الفكرية- ألا يكون قد شارك في برامج بعض القنوات الفضائية، وألا يكون ممن يستمعون لأشرطة فلان وفلان، وقد يُسأل أسئلة مضحكة مبكية، وقد حدّثني كثيرون ممن تقدموا للإعادة أنهم سئلوا أسئلة تضحك الثكلى، لا علاقة لها بالمستوى العلمي والقدرات الفكرية والعقلية، والاستعداد الذهني.
    ومن تلك الأمور المزعجة تدخّل بعض الإداريين في اختيار أعضاء هيئة التدريس دون الرجوع إلى الأقسام العلمية، وقد ذكر لي أحد رؤساء الأقسام في الجامعة أنه فوجئ بعد إجازة الصيف في هذا العام بأستاذ سعودي يدخل عليه ومعه قرار تعيينه عندهم! يقول: والمتبع في كل الجامعات أن التحاق أي أستاذ بالقسم العلمي – سعوديا كان أم غير سعودي- يخضع لتوصية مجلس القسم. ثم قال- متنهّداً موجعاً-: لقد همّشت الأقسام العلمية وصار بعض المسؤولين يتحكم فيها فيعين على هواه وما تمليه عليه ضرورات المصالح المتبادلة!
    ومنها أن الجامعة معنية بتحسين صورتها إعلامياً بطريقة فجة أحياناً، متناسية أو غافلة عن أمور جوهرية جداً، غافلة عن تردّي المستوى التعليمي، وتدخّل الأمور غير العلمية في منح الدرجات وانتهاج (التنجيح) طريقة لكسب رضى الناس، وفساد ضمائر بعض منسوبيها، وانشغال بعض أعضاء هيئة التدريس بمؤتمرات وندوات خارجية تطغى على أعمالهم الحقيقية من تدريس وبحث علمي ونشاط فكري، ولذلك صار بعضهم يقضي من وقته خارج المملكة أضعاف ما يقضيه في داخلها بحجة أنه يشارك في مؤتمرات، وما محصلة مؤتمراته هذه؟ لا شيء، اللهم إلا تضييعه للأمانة الملقاة على عاتقه.
    ومما تناسته الجامعة تطوير مكتبتها المركزية التي تزخر بنفائس من الكتب المطبوعة والمخطوطة، ولكنها تعيش حالة من الفوضى المزعجة، وضعف التعامل مع مرتاديها، وقلة موظفيها، بل إن زائرها يجد أحيانا أن بعض الكتب غير مكتملة الأجزاء لأن عابثا سرق جزءا أو غيره عن مكانه، ما يدل على أنه ليس في المكتبة نظام أمان، ولا متابعة للموظفين لإعادة ترتيب الكتب في نهاية كل يوم. ومكتبة أي جامعة هي الوجه الأول الذي يمكن الحكم من خلاله على مستواها العلمي.
    ومما غفلت عنه الجامعة الاستمرار في التطوير ومتابعته، نعم لقد وزعت أجهزة الحاسب المحمول على الأساتذة ووضعت أجهزة العرض (البروجكتر) في بعض القاعات، ولكن نظرا لكون الجامعة مهتمة فحسب بالدعاية تركت أجهزة (البروجكتر) بلا تشغيل فلم يستفد منها حتى تاريخه، بل إن إحدى الكليات سرق منها أكثر من عشرة أجهزة في وضح النهار، مع وجود موظفي الأمن والسلامة وانتشارهم، مع أن عددهم محدود عموماً وهذه مسألة أخرى يجب النظر فيها.
    إن كانت الجامعة جادة في تطوير نفسها فعليها أن تصلح ما فسد، وتبادر إلى إعطاء الصلاحيات العلمية للأقسام المختصة، وأن تكثف جهودها للاستفادة من المباني العظيمة والتجهيزات الرائعة، وأن توقف تدخّل الإداريين في عمل الكليات، وأن تمنع (الواسطة) من إفساد مشاريعها التطويرية.
    ومما يجب أن تتنبه له الجامعة أن تراعي اختيار الأكفاء لعمادات الكليات والعمادات المساندة ورئاسة الأقسام العلمية، وبما أني ذكرت هذا لا بدّ من الإشارة إلى أن هذا العام والذي قبله شهد تعيين بعض من ليسوا بأهل خبرة ولا دراية عمداء، فكان لبعضهم آثار سلبية انطبعت في قراراتهم وتخبطهم واحتيالهم على الأنظمة وإدخالهم مصالحهم الشخصية في اتخاذ القرارات.
    ويأتي مظهر آخر من مظاهر الانحراف في الجامعة حين يُظهر مديرها فرحه بعودة سمو ولي العهد – حفظه الله- وكلنا فرحنا بذلك، ولكنه يظهره بطريقة ممجوجة متكلفة فقد سخّر مطابع الجامعة لطباعة آلاف بطاقات التهنئة التي ذهبت هدراً، فلا الأمير رعاه الله علم بها، ولا أموالها بقيت لتستفيد منها الجامعة، كما أن مرآة الجامعة التي هي لتدريب طلاب الإعلام تحولت إلى مناشير تهنئة باردة، وقد رآها الناس ملقاة على الأرض لا يعبأ بها أحد ولا يلتقطها ملتقط!! كم من أموال أهدرت وكم من جهود ذهبت سُدى بفضل تهور المدير (الكريم) بالأموال العامة لتحقيق مصالحه الخاصة!
    إن ما ذكرتُه من مظاهر مؤسفة ينسف كلّ جهود الترقّي بها إلى الصفوف الأولى في سلّم الجامعات.
    إننا نشهد دعما غير محدود من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للرقي بالتعليم العالي، وإن المظاهر المذكورة تهدم كلّ ما يرجوه وما يخطط له- حفظه الله- وما ترجوه الدولة كلها والمواطنين من تقدم في التعليم العالي وتطوير له.
    وإذا فسدت الجامعات و هي المحاضن التي تخرج الأجيال فليس على غيرها من المؤسسات حرج.
    اللهم أرشدنا للصواب ووفقنا إلى الخير، واجعل أعمالنا خالصة لوجهك.
    يا ربِّ : إنَّ لكلِّ جُرْحٍ ساحلاً ..
    وأنا جراحاتي بغير سواحِلِ !..
    كُل المَنافي لا تبدد وحشتي ..
    ما دامَ منفايَ الكبيرُ.. بداخلي !

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •