تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 23 من 23

الموضوع: فتوى للشيخ عبد الرزاق عفيفي في حديث : "خلق الله آدم على صورته".

  1. #21

    Arrow رأي شيخنا ابن باز رحمه الله

    وشيخنا ابن باز رحمه الله يرى أن الصواب في " على صورته " أي على صورة الرحمن .

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: فتوى للشيخ عبد الرزاق عفيفي في حديث : "خلق الله آدم على صورته".

    شيخ الإسلام ابن تيمية تكلم عن هذه المسألة باستفاضة في ( بيان تلبيس الجهمية ) في المجلدين السادس والسابع
    وأثبت بما لا يدع مجالا للشك أن تفسير الحديث بأنه ( على صورة آدم ) خطأ محض.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    142

    افتراضي رد: فتوى للشيخ عبد الرزاق عفيفي في حديث : "خلق الله آدم على صورته".



    حديث الصورة رواية ودراية

    بقلم الشيخ الدكتور بندر بن نافع العبدلي

    جامعة الإمام بالقصيم

    قسم السنة

    مجلة الحكمة العدد 27


    طابعه أخوكم في الله : أبوخطاب العوضي
    ahalalquran@hotmail.com




    بسم الله الرحمن الرحيم

    مذهب أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات , من غير تحريف ولا تعطيل , ومن غير تكييف ولا تمثيل , بل يؤمنون بأن الله سبحانه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )( ) فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه , ولا يحرفون الكلم عن مواضعه , متبعين في ذلك كتاب الله والسنة وما ورد عن سلف الأمة , ثم هم ينكرون على من حرَّف صفات الله أو مثَّل الله بخلقه , لأن ذلك تعدٍّ على النصوص وقول على الله بلا علم , إذ الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات , فكما أنه عز وجل لم يخبرنا عن كيفية ذاته , فكذلك لا نعلم كيفية صفاته , لكننا نثبتها كما يليق بجلاله وعظمته .

    قال نعيم بم حماد الخزاعي ( من شبه الله بخلقه فقد كفر , ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر , وليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه ) .

    وقال الإمام مالك - لما سئل عن الاستواء كيف هو – ( الاستواء معلوم , والكيف غير معقول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة ) ثم قال للسائل ( ما أراك إلا مبتدعا ) فأمر به فأُخرج .

    فقوله رحمه الله ( والسؤال عنه بدعة ) أي السؤال عن الكيفية بدعة , لأن سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين ما سألوا عنها , وهم أتقى لله وأحرص منَّا على العلم .

    ولكن لا شك أنهم – أعني السلف – كانوا يفهمون معاني ما أنزل الله على رسوله من الصفات , وإلا لم يكن للأمر بتدبر القرآن فائدة , وقد نقلت عنهم عبارات تدل على ذلك . فقد أخرج اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة رقم ( 875 ) عن الوليد بن مسلم أنه قال ( سألت الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية , فقالوا : أمرَّوها بلا كيف ) .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتوى الحموية ص ( 41 ) بعد ذكره عبارات الأئمة في هذا المعنى ( ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه – على ما يليق الله – لما قالوا : الاستواء غير مجهول , والكيف غير معقول , ولما قالوا : أمرُّوها كما جاءت بلا كيف , فإن الاستواء حينئذٍ لا يكون معلوماً بل مجهولاً بمنزلة حروف المعجم , وأيضاً : فإنه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى , وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبت الصفات , وأيضاً : فإن من ينفي الصفات الخبرية , أو الصفات مطلقاً لا يحتاج إلى أن يقول : بلا كيف , فمن قال : إن الله على العرش , لا يحتاج أن يقول : بلا كيف , كان مذهب السلف نفي الصفات في نفس الأمر لما قالوا : بلا كيف , وأيضاً فقولهم : أمروُّها كما جاءت يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه , فإنها جاءت ألفاظ دالة على معانٍ , فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال : أمرُّوا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد , أو أمرُّوا لفظها مع اعتقاد أن الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة , و حينئذٍ فلا تكون قد أمرت كما جاءت و لا يقال حينئذ : بلا كيف , إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغو من القول ) ا هـ .

    فتبين من كلام الشيخ رحمه الله أن سلف الأمة يثبتون لآيات الصفات وأحاديثها معنى من وجهين :

    الوجه الأول : من قولهم ( أمروها كما جاءت ) وهي لم تأت عبثاً , بل جاءت لمعنى , فإذا أمروها كما جاءت لزم من ذلك أن يثبت لها معنى .

    الوجه الثاني : من قولهم ( بلا كيف ) لأن نفي الكيفية بدل على إثبات أصل المعنى , إذ نفي الكيف عما ليس لغو وعبث .

    وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن صفات الله عز وجل تنقسم إلى صفات ذاتية : وهي التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها , وصفات فعلية وهي المتعقلة بالمشيئة , وذكروا أن الصفات الذاتية تنقسم إلى معنوية مثل : الحياة والعلم والقدرة وغيرها , وخبرية مثل : اليدين , والوجه , والعينين , وما أشبه ذلك مما مسماه بالنسبة لنا أجزاء وأبعاض , وبسط هذه الصفات وأدلتها من الكتاب والسنة في كتب العقيدة .

    وقد وقع في بعض أحاديث الصفات خلاف بين الأئمة في إثبات ما دلَّت عليه لله من عدمه من أن جمهورهم على إثبات ما دلت عليه مع نفي التمثيل والتكييف .

    ومن هذه الأحاديث حديث ( إن الله خلق آدم على صورته ) فقد كثر الكلام حول هذا الحديث , واختُلف في مرجع الضمير في قوله ( صورته ) على من يعود ؟ وإني في هذا البحث المختصر أُبين تخريج الحديث وبيان ألفاظه وطرقه , وخلاف الأئمة في تفسيره مع بيان القول الذي اختاره جمهور أئمة أهل السنة , وأسأل الله العون والتوفيق والتسديد , إنه جواد كريم .

    وقد جعلت هذا الموضوع في ثلاثة مباحث :

    المبحث الأول : سرد حديث الصورة بطرقه وألفاظه .
    المبحث الثاني : كلام الأئمة على الضمير في قوله ( على صورته ) إلى من يعود ؟
    المبحث الثالث : في إثبات الصورة لله جل جلاله .

    ـــــــــــــ


    المبحث الأول
    سرد حديث الصورة بطرقه و ألفاظه

    هذا الحديث ورد من عدة طرق :

    1. فقد ورد من طريق عبدالرزاق , حدثنا معمر , عن همام بن منبه , عن أبي هريرة بلفظ ( خلق الله عز وجل آدم على صورته , طوله ستون ذراعاً , فلما خلقه قال : اذهب فسلم على أولئك النفر – وهم نفر من الملائكة جلوس – فاستمع ما يحيُّونك , فإنها تحيتك وتحية من بعدك ... ) الحديث .

    أخرجه عبدالرزاق ( 19435 ) والبخاري ( 3326 , 6227 ) , ومسلم ( 2841 ) , وابن خزيمة في التوحيد ( 1 / 93 – 94 ) وابن حبان ( 6162 ) وابن منده في الرد على الجهمية ص ( 41 – 42 ) و اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ( 711 , 712 ) و البيهقي في الأسماء والصفات ( 635 , 636 ) و البغوي في شرح السنة ( 3298 ) .

    2. ومن طريق سفيان بن عيينة ,عن أبي الزناد , عن الأعرج , عن أبي هريرة بلفظ ( إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه , فإن الله خلق آدم على صورته ) .

    أخرجه الحميدي ( 1121 ) , ومسلم ( 2612 ) , وأحمد ( 2 / 244 ) , وابنه عبدالله في السنة ( 496 ) وابن حبان ( 5605 ) , و الآجري في الشريعة ( 721 ) , و البيهقي في الأسماء والصفات ( 638 ) , وفي السنن ( 8 / 327 ) . ولفظ مسلم مختصر ليس فيه ( فإن الله ... ) .

    3. ومن طريق المثنى بن سعيد , عن قتادة , عن أبي أيوب , عن أبي هريرة بلفظ ( إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه , فإن الله خلق آدم على صورته ) .
    أخرجه مسلم ( 2612 , 115 ) و الطيالسي ( 2681 ) , وإسحاق بن راهويه في مسنده ( 131 ) , وأحمد ( 9961 ) , وابن خزيمة في التوحيد ( 1 / 84 ) و البيهقي في الأسماء والصفات ( 637 ) .

    ورواية الطيالسي وابن راهويه مقتصرة على الشطر الأول فقط .

    وأخرجه أحمد ( 8556 , 9962 ) من طريق همام بن يحيى عن قتادة به .

    4. ومن طريق محمد بن عجلان , عن سعيد المقبري , عن أبي هريرة .

    أخرجه الحميدي ( 1120 ) , و أحمد ( 2 / 251 – 434 ) وابن أبي عاصم ( 532 ) وابن خزيمة في التوحيد ( 1 / 82 – 83 ) , و الآجري في الشريعة ( 724 ) , و اللالكائي ( 715 ) , و البيهقي في الأسماء و الصفات ( 639 ) والخطيب في تاريخ بغداد ( 2 / 220 – 221 ) من طريق يحيى بن سعيد القطان , وابن أبي عاصم ( 531 ) و, وابن خزيمة ( 1 / 81 ) من طريق الليث بن سعد كلاهما عن ابن عجلان به .

    لفظ حديث يحيى ( إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه , ولا يقل : قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك , فإن الله تعالى خلف آدم على صورته ) .

    ولفظ الليث ( لا يقولن أحدكم لأحد قبح الله وجهك , ووجها أسبه وجهك , فإن الله خلق آدم على صورته ) .

    5. ومن طريق الأعمش , عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء , عن ابن عمر بلفظ ( لا تقبحوا الوجه , فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) .

    أخرجه عبدالله بن أحمد في السنة ( 498 ) , وابن أبي عاصم في السنة ( 529 ) , وابن خزيمة في التوحيد ( 1 / 85 ) , و الآجري في الشريعة ( 725 ) و الدارقطني في الصفات ( 45 , 48 ) , و البيهقي في الأسماء والصفات ( 640 ) كلهم من طريق جرير عن الأعمش به .

    وقد أعل ابن خزيمة هذا اللفظ من هذا الطريق بثلاث علل :

    إحداها : أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده , فأرسله الثوري ولم يقل – عن ابن عمر - .قلت : أخرجه ابن خزيمة في التوحيد ( 1/86 ) من طريق سفيان الثوري , عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء مرسلاً , لم يذكر فيه ابن عمر .

    وفي المنتخب من العلل للخلال لابن قدامة ص ( 265 ) قال المروذي : قلت لأبي عبدالله : كيف تقول في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( خلق آدم على صورته ؟ )

    قال الأعمش : يقول : عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء , عن ابن عمر ( إن الله خلق آدم على صورته ) فأما الثوري فأوقفه – يعني حديث ابن عمر .

    قلت : وهذا مشكل , اللهم إلا أن يكون مراد الإمام أحمد بالموقوف أي المرسل , يعني الراوي وقف به عند عطاء ولم يجاوزه , أو يكون هذا من اختلاف الرواة على الثوري .

    الثانية : أن الأعمش مدلس لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت .

    الثالثة : أن حبيب بن أبي ثابت أيضاً مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء .

    وقد ذكر الألباني رحمه الله هذه العلل في " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " .

    وزاد علة رابعة , وهي : جرير بن عبدالحميد فإنه وإن كان ثقة , فقد ذكر الذهبي في ترجمته من الميزان أن البيهقي في سننه في ثلاثين حديثاً لجرير بن عبدالحميد قال ( وقد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ ) ومما يؤيد ذلك أنه رواه مرة عند ابن أبي عاصم ( 530 ) – وكذا اللالكائي برقم ( 716 ) – بلفظ ( على صورته ) ولم يذكر ( الرحمن ) وهذا الصحيح المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من الطرق الصحيحة عن أبي هريرة( ) .

    قال أخونا طارق عوض الله في حاشيته على المنتخب من العلل للخلال ( وهذه العلة قوية جداً , لأن بهذا يسقط الحديث عن الأعمش أصلاً , ولا يبقى إلا حديث الثوري , وقد عرفت حاله , ومما يؤكد قوة هذه العلة : أن الإمام الدارقطني ذكر هذا الحديث في الأفراد والغرائب له , كما في أطرافه لابن طاهر ( 3136 ) وقال الدارقطني : تفرد به جرير بن عبدالحميد , عن الأعمش , عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء )( ) .

    قلت : وقد وقفت على علة خامسة يعلل بها حديث ابن عمر ( على صورة الرحمن ) , وهي الانقطاع في الإسناد , فإن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر , نص على ذلك الإمام أحمد وعلي بن المديني , كما في جامع التحصيل للعلائي ص ( 237 ) رقم ( 520 ) .

    وفي المراسيل لابن أبي حاتم ص ( 128 ) قال أبو عبدالله – يعني الإمام أحمد – ( عطاء – يعني ابن أبي رباح – قد رأى ابن عمر ولم يسمع منه ) .

    وقد حاول الشيخ حمود التويجري رحمه الله أن يجيب عن العلل الأربعة في كتابه عقيدة أهل الإيمان من عدة أوجه , وفي بعض أجوبته نظر ! ومما ذكره من الأوجه ( قال : الوجه الثاني : أن يقال إن الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه قد صححا حديث ابن عمر رضي الله عنه الذي فيه ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) ... ) إلخ .

    ثم قال ( وإذا علم أن الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه قد صححا حديث ابن عمر رضي الله عنه الذي جاء فيه ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) فلا ينبغي أن يلتفت إلى تضعيف ابن خزيمة له فصلاً عن تضعيف الألباني له تقليداً لابن خزيمة , وذلك لأن أحمد وإسحاق أعلم بالأسانيد والعلل ممن أقدم على تضعيف الحديث بغير مستند صحيح )( ) .

    قلت : هذا الوجه الذي ذكره الشيخ رحمه الله ليس حجة قوية , أما إسحاق بن راهويه فقد ثبت عنه تصحيح الحديث , كما صرح بذلك حرب الكرماني في كتاب السنة , وليس كل إنسان يعتمد على تصحيحه , إذا قد يصححه تبعاً لغيره ولو لم تظهر له علته .

    وأما تصحيح الإمام أحمد للحديث فليس على أنه ثابت , وإنما لأجل أن يحتجَّ به على أن الضمير في قوله صلى الله عليه وسلم ( على صورته ) يعود إلى الله عز وجل , على أنه قد تقدم عن الإمام أحمد ما يدل على عدم صحة رواية ( صورة الرحمن ) فيما حكاه المروذي عنه .

    وأما الجواب عما نقله الذهبي في الميزان في ترجمة حمدان بن علي الوراق فقد أجاب عنه أخونا الشيخ طارق عوض الله في حاشيته على المنتخب من العلل للخلال ص ( 267 ) بجواب نفيس قال ( ويصعب أن نفهم من كلام أحمد الذي حكاه الذهبي أنه يصحح الحديث المذكور , وإن كان في بعض كلامه ما قد يوهم ذلك , وذلك قوله : فأين الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) ؟! حيث قال هذا في معرض الرد على من فسر حديث ( على صورته ) بأن معناه : على صورة آدم , فقد يوهم ذلك صحة الحديث عنده , غير أن المتأمل لكلام الإمام أحمد يظهر له بجلاء أن الإمام لا يعتمد على هذا الحديث في نقض التأويل , حتى يصح أن يقال : إنه احتج به واعتمد عليه , فالظاهر للمتأمل غير ذلك , وإن الإمام إنما يستأنس به فحسب , فالمعروف من عادة العلماء في باب الاستشهاد التسامح في سوق الروايات الضعيفة إذا لم تكن منكرة , وكانت موافقة لظاهر الروايات الصحيحة التي في الباب , فيستأنسون بها لبيان ما يدل عليه ظاهر الأحاديث الصحيحة , وصنيعهم هذا لا يدل على اعتمادهم على تلك الروايات الضعيفة , ولا يدل – أيضا- على أنهم اعتمدوا عليها في تفسير الحديث الصحيح الذي ربما يكون معناه محتملاً لهذا المعنى الذي تضمنه هذا الحديث الضعيف ولغيره من المعاني ... وقد قيل : إن رواية ( على صورة الرحمن ) مما رواه بعض الرواة بالمعنى , فإن صح هذا فليس في الإسناد إلا إمام من أئمة أهل السنة , فالأخذ بتأويله وبفهمه أولى من الأخذ بتأويل المتأخر ) أ هـ .

    وقد ورد لحديث ابن عمر هذا شواهد :

    منها : حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه , فإن الله خلق آدم على صورة وجهه ) .

    أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ( 528 ) من طريق سعيد بن أبي عروبة , عن قتادة , عن أبي رافع , عن أبي هريرة .

    وإسناده صحيح إلا أن لفظه ( على صورة وجهه ) غير محفوظة , بل المحفوظ في الطرق الصحيحة ( على صورته )

    قال الألباني رحمه الله في تعليقه على كتاب السنة ( ثم إن سعيد بن أبي عروبة قد خولف في إسناده عن قتادة , فقال المثنى بن سعيد عن قتادة , عن أبي أيوب , عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ ( على صورته ) أخرجه مسلم وأحمد وابن خزيمة والبيهقي , وتابعه همام حدثنا قتادة به سنداً ولفظاً , أخرجه مسلم وأحمد , فهذا هو المحفوظ عن قتادة إسناداً ومتناً ) .

    ومنها : حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قاتل فليجتنب الوجه , فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن ) .

    أخرجه ابن أبي عاصم ( 533 ) من طريق ابن أبي مريم , حدثنا ابن لهيعة , عن أبي يونس سليم بن جبير , عن أبي هريرة .

    وإسناده ضعيف , لضعف ابن لهيعة , والمحفوظ في الحديث عن أبي هريرة هو ( على صورته ) .

    فالخلاصة : أن حديث ابن عمر ( على صورة الرحمن ) لا يصح , لأنه معلول بعلل خمس , والمحفوظ في الحديث هو ( فإن الله خلق آدم على صورته ) .

    *****


    المبحث الثاني
    كلام الأئمة على الضمير في قولته ( على صورته ) إلى من يعود ؟

    اختُلف في ذلك على ثلاثة أقوال :

    القول الأول : أن الضمير يعود على المضروب .

    وإلى هذا ذهب ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد , حيث قال ( توهم بعض من لم يتحر العلم أن قوله ( على صورته ) يريد صورة الرحمن عز ربنا وجل عن أن يكون هذا معنى الخبر , بل معنى قوله ( خلق آدم على صورته ) الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم , أراد صلى الله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب , الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب , والذي قبح وجهه , فزجر صلى الله عليه وسلم أن يقول : ووجه من أشبه وجهك , لأن وجه آدم شبيه وجوه بنيه , فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم : قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك , كان مقبحاً وجه آدم – صلوات الله عليه وسلامه – الذي وجوه بنيه شبيهة بوجه أبيهم , فتفهموا رحمكم الله معنى الخبر , لا تغلطوا فتضلوا عن سواء السبيل , وتحملوا على القول بالتشبيه الذي هو ضلال ) أ هـ ( ) .

    ومثله قال أبو حاتم ابن حبان حيث قال – بعد تخريج هذا الحديث – ( يريد به صورة المضروب , لأن الضارب إذا ضرب وجه أخيه المسلم ضرب وجهاً خلق الله آدم على صورته )( ) .

    قال ابن حجر ( واختلف في الضمير على من يعود ؟ فالأكثر على أنه يعود على المضروب لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه , ولولا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها )( ) .

    وقد ردَّ هذا القول وأبطلوه :

    قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث – في سرد لأقوال الأئمة في تأويل هذا الحديث – ومنها ( أن المراد أن الله خلق آدم على صورة الوجه , قال : وهذا لا فائدة فيه , والناس يعلمون أن الله تبارك وتعالى خلق آدم على خلق ولده , وجهه على وجوههم , وزاد قوم في الحديث أنه عليه الصلاة والسلام مر برجل يضرب وجه رجل آخر , فقال ( لا تضربه , فإن الله تعالى خلق آدم عليه الصلاة والسلام على صورته ) أي صورة المضروب , وفي هذا القول من الخلل ما في الأول )( ) .

    قلت : هذه الزيادة التي ذكرها ابن قتيبة في حديث الصورة وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ برجل يضرب رجل آخر , فقال ( لا تضربه ) . لم أقف عليها , وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( هذا شيء لا أصل له , ولا يعرف في شيء من كتب الحديث )( ) .

    وقد قال الطبراني في كتاب السنة : حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ( قال رجل لأبي : إن رجلاً قال : خلق الله آدم على صورته , أي صورة الرجل , فقال : كذب , هذا قول الجهمية , وأي فائدة في هذا )( ) .

    وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الشيخ محمد الكرخي الشافعي أنه قال في كتابه " الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول " ما نصه ( فأما تأويل من لم يتابعه عليه الأئمة فغير مقبول , وإن صدر ذلك عن إمام معروف غير مجهول , نحو ما ينسب إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في تأويل الحديث ( خلق آدم على صورته ) فإنه يفسر ذلك بذلك التأويل , ولم يتابعه عليه من قبله من أئمة الحديث , لما رويناه عن أحمد رحمه الله , ولم يتابعه أيضاً من بعد ... )

    ثم قال شيخ الإسلام ( قلت : فقد ذكر الحافظ أبو موسى المديني فيما جمعه من مناقب الإمام المقلب بقوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد التميمي صاحب كتاب الترغيب والترهيب , قال : سمعته يقول : أخطأ محمد بن إسحاق بن خزيمة في حديث الصورة , ولا يطعن عليه بذلك بل لا يؤخذ عنه فحسب . قال أبو موسى : أشار بذلك إلى أنه قلَّ من إمام إلا وله زلة , فإذا ترك ذلك الإمام لأجل زلته , ترك كثير من الأئمة , وهذا لا ينبغي أن يفعل )( ) .

    وقال الذهبي رحمه الله في السير – في ترجمة محمد بن إسحاق بن خزيمة – ( وكتابه في التوحيد مجلد كبير , وقد تأول في ذلك حديث الصورة , فليعذر من تأول بعض الصفات , وأما السلف فما خاضوا في التأويل بل آمنوا وكفوا , وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله , ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده – مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق – أهدرناه , وبدعناه , لقل من يسلم من الأئمة معنا , رحم الله الجميع بمنه وكرمه )( ) .

    وقد ساق شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس ثلاثة عشر وجهاً لإبطال هذا القول :

    منها : أنه في مثل هذا لا يصلح إفراد الضمير , فإن الله خلق آدم على صورة بنيه كلهم فتخصيص واحد لم يتقدم له ذكر بأن الله خلق آدم على صورته في غاية البعد , لا سيما وقوله ( وإذا قاتل أحدكم .. وإذا ضرب أحدكم ) عام في كل مضروب , والله خلق آدم على صورهم جميعهم , فلا معنى لإفراد الضمير , وكذلك قوله ( لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك ) عام في كل مخاطب , والله قد خلقهم كلهم على صورة آدم .

    ومنها : أن ذرية آدم خلقوا على صورة آدم , لم يخلق آدم على صورهم , فإن مثل هذا الخطاب إنما يقال فيه : خلق الثاني المتأخر في الوجود على صورة الأول المتقدم وجوده , لا يقال : إنه خلق الأول على صورة الثاني المتأخر في الوجود , كما يقال : خلق الخلق على غير مثال أو نسيج هذا على منوال هذا .

    ومنها : أنه إذا أريد مجرد المشابهة لآدم وذريته لم يحتج إلى لفظ خلق على كذا , فإذ هذه العبارة إنما تستعمل فيما فطر على مثال غيره , بل يقال إن وجهه يشبه وجه آدم , أو فإن صورته تشبه صورة آدم .

    ومنها : أنه لو كانت علة النهي عن شتم الوجه وتقبيحه أنه يشبه وجه آدم لنهى أيضاً عن الشتم والتقبيح وسائر الأعضاء , لا يقولن أحدكم قطع الله يدك ويد من أشبه يدك ... إلخ ما ذكره( ) .

    القول الثاني : أن الضمير يعود إلى آدم .

    وهو مروي عن أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي , ذكره القاضي أبو الحسين في طبقات الحنابلة في ترجمة محمد بن علي الجرجاني , المعروف بحمدان أنه قال ( سألت أبا ثور عن قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله خلق آدم على صورته ) فقال : على صورة آدم )( ) .

    ونقله الإمام أحمد عن بعض محدثي البصرة , كما في نقض التأسيس لشيخ الإسلام ابن تيمية .

    وذكره البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سليمان الخطابي وأقرَّه( ) .

    ونسبه ابن قتيبة إلى أهل الكلام , فقال ( فقال قوم من أصحاب الكلام : أراد خلق آدم على صورة آدم لم يزد على ذلك )( ) , وإليه ذهب العراقي في طرح التثريب( ) .

    وقد رد الأئمة هذا القول وأبطلوه وبدعوا قائله :

    فقد قال الإمام أحمد – لما ذكر له قول أبي ثور المتقدم – ( من قال : إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي , وأيُّ صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه ؟ )( ) .

    وقال ابن قتيبة – بعد ذكره لهذا القول – ( ولو كان المراد هذا , ما كان في الكلام فائدة , ومن يشك في أن الله تعالى خلق الإنسان على صورته , والسباع على صورها , الأنعام على صورها )( ) .

    وقد ساق شيخ الإسلام ابن تيمية لفساد هذا القول تسعة أوجه في كتابه نقض التأسيس , أذكر منها ثلاثة وهي كافية في إبطاله :

    أحدها : أنه إذا قيل : إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورة آدم , أولا تقبحوا الوجه , ولا يقل أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك ,فإن الله خلق آدم على صورة آدم , كان هذا من أفسد الكلام , فإنه لا يكون بين العلة والحكم مناسبة أصلاً , فإن كون آدم مخلوقاً على صورة آدم , فأي تفسير فسر به فليس في ذلك مناسبة للنهي عن ضرب وجوه بنية , ولا عن تقبيحها وتقبيح ما يشبهها , وإنما دخل التلبيس بهذا التأويل حيث فرق الحديث المروي ( إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه ) مفرداً , وروي قوله ( إن الله خلق آدم على صورته ) مفرداً , أما مع أداء الحديث على وجهه فإن عود الضمير إلى آدم يمنع فيه , وذلك أن خلق آدم على صورة آدم سواء كان فيه تشريف لآدم أو كان فيه إخبار مجرد بالواقع فلا يناسب هذا الحكم .
    الوجه الثاني : أن الله خلق سائر أعضاء آدم على صورة آدم , فلو كان مانعاً من ضرب الوجه أو تقبيحه لوجب أن يكون مانعاً من ضرب سائر الوجوه وتقبيح سائر الصور , وهذا معلوم الفساد في العقل والدين , وتعليل الحكم الخاص بالعلة المشتركة من أقبح الكلام , وإضافة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يصدر إلا عن جهل عظيم أو نفاق شديد , إذ لا خلاف في علمه وحكمته وحسن كلامه وبيانه .

    الوجه الثالث : أن هذا تعليل للحكم بما يوجب نفيه , وهذا من أعظم التناقض , وذلك أنهم تأولوا الحديث على أن آدم لم يخلق من نطفة وعلقة ومضغة , وعلى أنه لم يتكون في مدة طويلة بواسطة العناصر , بَنوه قد خلقوا من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة , وخلقوا في مدة عناصر الأرض , فإن كانت العلة المانعة من ضرب الوجه وتقبيحه كونه خلق على ذلك الوجه , وهذه العلة منتفية في بينه , فينبغي أن يجوز ضرب وجوه بنيه وتقبيحها لانتفاء العلة فيها أن آدم هو الذي خلق على صورة دونهم , إذ هم لم يخلقوا كما خلق لآدم على صورهم التي هم عليها بل نقلوا من نطفة إلى علقة إلى مضغة .. إلخ( ) .

    والعجب أن ابن حجر في الفتح قال ( وزعم بعضهم أن الضمير يعود على آدم , أي على صفته , أي خلقه موصوفاً بالعلم الذي فضل به الحيوان وهذا محتمل )( ) .

    قال الشيخ التويجري رحمه الله ( وما أبعده من الاحتمال وإنما هو قول باطل مردود بالنص على أن الله خلق آدم على صورة الرحمن )( ) .

    قلت : وهو كما قال , إلا أن حديث ( على صورة الرحمن ) قد تقدم أنه لا يصح .

    القول الثالث : أن الضمير يعود على الله جل جلاله .

    وقد ذكر الإمام أحمد هذا القول فيما أملاه على بعض أصحابه من أقوال أهل السنة والجماعة , قال القاضي أبو الحسين في طبقات الحنابلة – في ترجمة أبي جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي – ( نقلت من خط أحمد الشنجي بإسناده قال : سمعت محمد بن عوف يقول : أملى عليَّ أحمد بن حنبل – فذكر جملة من المسائل التي أملاها عليه مما يعتقده أهل السنة والجماعة , ومنها – وأن آدم صلى الله عليه وسلم خلق على صورة الرحمن كما جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم )( ) .

    وحكاه شيخ الإسلام ابن تيمية عن جمهور السلف :

    وقال ابن جحر ( وقال القرطبي : أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكاً بما ورد في بعض طرقه ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) .

    قلت : هذا الطريق ضعيف , ولكن لا شك أن هذا هو المراد , وهو مذهب أهل السنة والجماعة , أن الله عز وجل خلق آدم على صورته , ولا يلزم من ذلك مماثلة الخالق بالمخلوق , فإن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .

    قال ابن قتيبة رحمه الله ( والذي عندي – والله تعالى أعلم – أن الصورة ليست بأعجب من اليدين , والأصابع , والعين , وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن , ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن , ونحن نؤمن بالجميع , ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد )( ) .

    وقد انتصر لهذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس .

    وقد ذهب بعض أهل السنة والجماعة إلى أن إضافة الصورة إلى الله من باب التشريف والتكريم , كقوله تعالى ( ناقة الله )( ) وكما يقال في الكعبة بيت الله ونحو ذلك( ) .

    إلا أن إجراء النص على ظاهره مع نفي التمثيل أولى , كما هو مذهب جمهور السلف .

    *****

    المبحث الثالث

    في إثبات الصورة لله عز وجل

    وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات الصورة لله عز وجل أكتفي بذكر حديث واحد مشهور وهو :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أنا ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال عليه الصلاة والسلام ( هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ ) قالوا : لا يا رسول الله ! , وفيه ( يجمع الله الناس يوم القيامة , فيقول : من كان يعبد شيئاً فليتبعه , فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس , ويتبع من كان يعبد القمر القمر , ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت , وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون , فيقول : أنا ربكم , فيقولون : نعوذ بالله منك , هذا مكاننا يأتينا ربنا , فإذا جاء ربنا عرفناه , فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون , فيقول : أنا ربكم , فيقولون : أنت ربنا , فيتبعونه ... ) .

    أخرجه البخاري ( 6573 , 7437 ) , ومسلم ( 182 ) .

    هذا ما أردت بيانه وإيضاحه , والله أسأل أن يرزقنا الاقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم , وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه , وإن سميع مجيب .

    والحمد لله رب العالمين , وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •