تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي .د. عماد علّو .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي .د. عماد علّو .

    النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي


    د. عماد علو
    اكاديمي
    المقدمة

    مازال الجدل الأكاديمي والحزبي والانتخابي في الشرق الاوسط بعيدا عن اثارة وتوجيه الانظار الى خطورة التلوث البيئي الذي تسببت به مخلفات النشاطات العسكرية المكثفة التي جرت في العقود الثلاثة الماضية في الشرق الاوسط. صحيح أن الخط البياني لهذا التلوث يتصاعد، جوا وبرا وبحرا، شاملا الهواء والتربة والمياه السطحية والجوفية، ولكن الإجراءات التي توانت معظم حكومات المنطقة على اتخاذها لتطويق ما يمكن من آثار هذا التلوث على الإنسان وسائر الكائنات الحية والمناخ والبيئة عموما، وخاصة الأمطار الحمضية والدفيئة ما زالت لاتتناسب والمخاطر المحتملة التي يمكن ان تشهدها منطقة الشرق الاوسط نتيجة مخلفات النشاطات العسكرية المكثفة في الشرق الاوسط التي اشرنا اليها.

    حيث كانت هذه الإجراءات تصطدم أحيانا باعتبارات واحتياجات الأمن القومي وفق احتمالات المواجهة بين العرب واسرائيل من ناحية، وبمصالح دول الجوار الاقليمي و الدول الكبرى من ناحية ثانية، وبتدني التزام بعض الدول أو تهربها من تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من ناحية ثالثة.
    ما مخلفات النشاطات العسكرية؟
    الذي نقصده بمخلفات النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط هي جميع المخلفات الناجمة عن الحروب والعمليات العسكرية والتجارب العسكرية والمناورات بالذخيرة الحّية والانشطة والفعاليات الصناعية الحربية التي جرت او مازالت تجري في منطقة الشرق الاوسط. والحروب التي جرت في المنطقة منذ ثلاثة عقود شملت الحروب العربية- الاسرائيلية والحرب العراقية- الايرانية والحرب في افغانستان وحرب الخليج الثانية عام1991 والحروب الامريكية لاحتلال افغانستان والعراق، والعمليات العسكرية التي مازالت تنفذها القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها لادامة احتلالها للعراق وافغانستان. كذلك التجارب العسكرية والنووية المختلفة التي تجريها دول المنطقة مثل الهند وباكستان واسرائيل واخيرا" ايران وتركيا. وقد نجم عن النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط انواع مختلفة من المخلفات تركت نتائج كارثية على البيئة والانسان والحيوان في مناطق مختلفة من الشرق الاوسط قد لاتكون حدثت فيها نشاطات عسكرية اصلا". ويمكننا تقسيم مخلفات النشاطات العسكرية الى عدة انواع. فبحسب تاثير تلك المخلفات يمكن تقسيمها الى:
    1- مخلفات ذات تأثير مباشر: حيث تسبب تاثيرا" مباشرا" على البيئة وصحة الانسان والنباتات والحيوان مثل حقول الالغام، القنابل غير المنفلقة، بقايا الاسلحة الكيمياوية والبيولوجية والذخائر المشعة مثل اليورانيوم المستنفد وغيرها.
    2- مخلفات ذات تأثير غير مباشر: وهي التي ينجم عنها تاثيرات على المدى الطويل على البيئة والصحة العامة والثروتين الحيوانية والنباتية وهذا النوع تسببه العمليات العسكرية التي تستهدف البنى التحتية ذات العلاقة بالبيئة والصحة مثل منظومات الصرف الصحي ومحطات الماء والكهرباء وشبكة المواصلات البرية والمعامل ومراكز الابحاث والجامعات والمعاهد والمدارس..الخ.
    كما يمكننا تقسيم مخلفات النشاطات العسكرية بحسب انواعها الى مايلي:
    * مخلفات كيمياوية ذات درجات سمية متفاوتة، سواء الناجمة عن استخدام الاسلحة الكيمياوية او التقليدية ضد اهداف ينجم عنها مخلفات كيمياوية ضارة او سامة، او ماينجم عن تجارب الاسلحة او مخلفات الآليات والطائرات والسفن العسكرية.
    * مخلفات بيولوجية قد تنجم عن استخدام الاسلحة البيولوجية او مخلفات القواعد العسكرية والمختبرات والتجارب العسكرية المختلفة.
    * مخلفات نووية مشعة نتيجة الاستخدام المباشر للاسلحة النووية او لأسلحة تدخل في صناعتها مواد مشعة
    الانموذج العراقي
    يعتبر العراق اليوم أنموذجا" مثاليا للتلوث البيئي في الشرق الاوسط والذي سببته مخلفات الانشطة العسكرية. اضافة الى التلوث البيئي الذي سببته مخلفات الانشطة العسكرية ابان الحرب العراقية- الايرانية حيث استخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة وبضمنها الاسلحة الكيمياوية من قبل الطرفين المتحاربين. ثم تفاقم الأمر أكثر في أثناء حرب الخليج الثانية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد العراق في مطلع عام 1991، حيث كانت الدعاية الغربية تروج لمخاطر داهمة وشيكة لاستخدام عراقي مؤكد لأسلحة كيماوية وجرثومية، الا ان العراق لم يستخدم أيا من تلك الأسلحة، بينما استخدمت القوات الأمريكية أسلحة وذخائر يدخل اليورانيوم المستنفد في صنعها، إضافة إلى أسلحة وذخائر أخرى محظورة دوليا، مما ضاعف أعداد القتلى والمصابيين العراقيين- وخاصة المدنيين- ثم لم يلبث أن ظهر مدى خطورة هذه الأسلحة والذخائر على الجنود الأمريكيين أنفسهم ممن استعملوها، وكذلك على حلفائهم من جنود بريطانيين وسواهم، إذ مات أو أصيب نحو مئة وثلاثين ألف جندي أمريكي وبريطاني، من أصل سبعمئة ألف جندي شنوا تلك الحرب، بأمراض غامضة، مثلما عرف لاحقا بـ (أعراض حرب الخليج) او (لعنة العراق). تفاقم الأمر أكثر مع استمرار التلوث الناجم عن تلك الأسلحة والذخائر، التي استخدم المزيد منها في العمليات العسكرية الأمريكية- البريطانية ضد العراق في سنوات محاصرته، وصولا إلى غزوه واحتلاله عسكريا بالكامل عام 2003، وما أعقب ذلك من عمليات عسكرية مختلفة مازالت تستخدم فيها مختلف انواع الاسلحة والذخائر لغرض ادامة الموقف القتالي لقوات الاحتلال في العراق..
    نتائج التلوث البيئي في العراق
    لم تسمح القوات الامريكية او البريطانية المحتلة بنشر اي تقارير عن حجم التلوث البيئي الناجم عن مخلفات الفعاليات العسكرية التي شنتها لاحتلال العراق او تلك التي مازالت تشنها منذ نيسان 2003.!. ولم يتحرك بشكل فعلي لحد الان اي من أنصار البيئة والمؤسسات العلمية ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بالصحة والسلامة العامة ضد كافة النشاطات المدنية والعسكرية التي تسبب التلوث الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي والتي نجمت عن مخلفات النشاطات العسكرية المكثفة في العراق خاصة و الشرق الاوسط بشكل عام نتيجة هذا التواجد العسكري الضخم في المنطقة وكثافة الفعاليات والنشاطات العسكرية التي تجري في المنطقة وتستخدم فيها اسلحة محرمة دوليا يدخل في تصنيعها ذخائر مشعة، اذ ان الخطر لم يعد يقتصر على الإصابات المباشرة، وإنما ثبت أن آثاره المدمرة تنتقل عبر الأجيال على شكل مواليد مشوهين، وإصابات بقصور في الوظائف العضوية أو العقلية، وأمراض سرطانية معقدة، وأمراض وراثية ومعدية خطيرة وهذا ما ظهر بشكل جلي وواضح في العراق. ولقد تثبتت دراسة ميدانية أجراها المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم، وهو مركز علمي دولي مستقل، من وجود تلوث إشعاعي خطير جدا في عشر مدن في وسط العراق وجنوبه ووصلت تأثيراته الى بعض دول الخليج مثل الكويت وشمال المملكة العربية السعودية. وقد تجاوز هذا التلوث الحد الأقصى المسموح به عالميا بمئات الأضعاف.وقد أجرى الدراسة التي نشرت في شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2005 فريق برئاسة العالم الأمريكي (آساف دوراكوفيش)، بالتعاون مع العالم الألماني (سيغفرت هورست غونتر) والباحث العراقي(محمد الشيخلي) والباحث الكندي (تيد ويمان). كما سبق ان أكد تقرير أعده برنامج الأمم المتحدة للبيئة مؤرخ في 20-10-2003، لكنه لم ينشر سوى يوم 7-1-2005، أن الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة ضد العراق تسببت بمشكلات بيئية بالغة الخطورة، وخاص بسبب استخدام اليورانيوم المنضب في العمليات الحربية وقد أكد التقرير أن العمليات العسكرية الأمريكية والبريطانية في العراق قد أدت إلى تفاقم مشكلات بيئية يتعاظم خطرها يوما بعد يوم، وأوجدت ضغطا هائلا على البيئة وعلى المجتمع في العراق. كذلك فإن الحرائق في المنشآت النفطية والصناعية وأنابيب نقل النفط والغاز أدت إلى إطلاق كميات هائلة من الغازات التي تؤذي البشر والحيوانات والنباتات. كما أن احتراق ثلاثمئة وخمسين ألف طن من الكبريت الصافي والخام بالقرب من الموصل تسبب في انتشار الغازات والأبخرة السامة المشبعة بالكبريت إلى سورية وتركيا وعدد من جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية!
    نتائج التلوث البيئي في لبنان وفلسطين
    وللبنان وفلسطين حصة من التلوث البيئي الناجم عن مخلفات العمليات العسكرية الاسرائيلية في كل من لبنان وفلسطين. فقد اعترف ناطق عسكري إسرائيلي لصحيفة يديعوت أحرونوت في بأن الجيش الإسرئيلي يستخدم قذائف أمريكية الصنع تحتوي عل يورانيوم مستنفد، وأنه قد أطلق عددا من تلك القدائف مثلا في العام 1985م ضد مجموعة فلسطينية في جنوب لبنان، كما أن قوات البحرية الإسرائيلية تستخدم مثل هذه القذائف بكثرة، وقد أطلقت سفنها العديد منها ضد مجموعات لبنانية في جنوب لبنان وقد تاكد ايضا ان القوات الاسرائيلية استخدمت في حربها ضد حزب الله اللبناني قنابل عنقودية ومسمارية وانشطارية وأسلحة محرمة أخرى في جنوب لبنان وعلى الرغم من طي ملفات هذه الجرائم بضغوط أمريكية، فإن خطر النفايات وقذائف اليورانيوم المستنفد الاسرائيلية لازالت تشكل خطرا على سكان جنوب لبنان. وتم تسجيل إصابة ثلاثين من أصل مئتي لبناني يقطنون قرية زوطر الجنوبية القريبة من قلعة الشقيف بأمراض سرطانية، كذلك ارتفعت نسبة التشوهات الخلقية بين المواليد الجدد ارتفاعا كبيرا"، مما عزز ترجيح الأطباء والخبراء بأن هذه الإصابات السرطانية مرتبطة بكثافة القصف الاسرائيلي لتلك المنطقة بقذائف اليورانيوم المستنفد. وهذا الاسلوب في الفعاليات العسكرية اتبع ايضا في العراق من قبل القوات الامريكية التي لاتختلف في عقيدتها العسكرية واساليب قتالها كثيرا" عن القوات الاسرائيلية. وقد اعترفت دراسة إسرائيلية صدرت يوم 18- 5- 2005 عن معهد الشؤون العامة لمحاربة الانتهاكات في المناطق الفلسطينية بعنوان "نفايات في المناطق الفلسطينية "بدفن النفايات النووية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967. وقد أكدت الدراسة التي وضعها عدد من كبار خبراء البيئة الإسرائيليين أن السلطات الإسرائيلية تدفن نحو ثمانين طنا من النفايات النووية والكيماوية شديدة الخطورة في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وخاصة قرب المدن الكبرى مثل نابلس والخليل وغزة. ويعتقد العديد من علماء الجيولوجيا ان التجارب النووية التي تجريها اسرائيل تحت الارض في صحراء النقب ربما تكون وراء الزلازل التي ضربت الاراضي المصرية وشمال المملكة العربية السعودية في السنوات الماضية.
    الخاتمة
    لقد أنذرت دراسات برنامج الأمم المتحدة للبيئة من تفاقم الكارثة البيئية والصحية الناجمة عن مخلفات النشاطات العسكرية والحروب في فلسطين والعراق ومناطق أخرى ساخنة (صحيفة تشرين، دمشق، 27-9-2005، ص 10) وهي مخاطر تتجاوز البلدان التي تقع العمليات الحربية على أرضها وفي أجوائها ومياهها إلى مجتمعات وأراضي ومياه وأجواء البلدان المجاورة، وبلدان بعيدة كذلك أحيانا.ولم تتخذ اجراءات جدية من قبل حكومات الشرق الاوسط للتصدي لآثار هذا التلوث البيئي الخطر. ويبدو ان الجدل الدائر حول الملف النووي الايراني قد ابتعد عن تسليط الاضواء على المخاطر البيئية المحتملة في حالة تعرض المفاعلات النووية الايرانية لاي ضربات عسكرية محتملة من قبل القوات الامريكية او الاسرائيلية. الا ان عددا" من الاكاديميين يعتقدون ان النشاط الزلزالي في ايران قد يتكفل بتعريض المنطقة لمخاطر التلوث البيئي نتيجة التسرب الاشعاعي من تلك المفاعلات (كما حدث للمفاعل النووي الياباني في آب الماضي نتيجة تعرضه لزلزال) قبل ان تقوم واشنطن وتل ابيب بتنفيذ تهديدها بضرب المنشآت النووية الايرانية!.
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي .د. عماد علّو .



    قلت يضاف الى ذلك النشاطات الاسرائيلية الرامية الى تلويث المنطقة العربية عموماًـ لا سيما الأردن ـ ، ومناطق السلطة الفلسطينية و غزة على وجه الخصوص
    مثل :

    1ـ التلويث البيئي الكبير الذي تخلفه المصانع الكيماوية الإسرائيلية في مدينة طولكرم الواقعة شمال الضفة المحتلة، بشكل كامل منذ أكثر من 24 عاما، و غيرها من المصانع الكيمياوية في مختلف المدن الفلسطينية ..

    2ـ يقول الدكتور عبدالرحمن التميمي : " إن الضفة الغربية بالذات ومنطقة قطاع غزة إلى فترة قصيرة كانت عبارة عن سوق لعدد كبير من المبيدات التي حُرمت دولياً وكانت تُسرب إلينا هذه المبيدات عن طريق تجار إسرائيليين".

    3ـ كما أشار الدكتور عبدالرحمن التميمي إلى دفن إسرائيل لنفايات سامة ـ و منها مخلفات نووية ، و المعروف أن اسرائيل تمتلك مفاعلها المشهور "ديمونة" .
    و قال الدكتور : " هذا المفاعل هو من أقدم المفاعلات الموجودة في العالم بمعنى أن لديها مخلفات كثيرة وتفوق بأضعاف المفاعلات الحديثة, ولكن إسرائيل لا تصرح لا سراً ولا علناً أين تدفن هذه المخلفات وهذا يثير الشك, وهناك تقارير من مواطنين فلسطينيين وخبراء فلسطينيين بأن جنوب الضفة الغربية وبالذات جنوب منطقة الخليل أصبحت مدفناً للكثير من هذه المخلفا.
    ولذلك إذا كانت إسرائيل تريد أن تبرئ ساحتها فيجب أن تُعلن للعالم من خلال المنظمات الدولية أين تدفن مخلفات مفاعل ديمونة" .

    يقول د .دوميط نعوم كامل: " أكثر من 2000 مصدر تلوث يصيب المنطقة العربية موجودة من خلال إستراتيجية دراسات قمنا فيها وتبين لنا أنها موجودة بشكل كارثي، نحن بلبنان وبعض المناطق قدرنا عملنا أعمال كثير كبيرة إن كان من خلال المدن المناطق الخاصة أو المناطق الريفية من خلال الحفاظ على الثروة الحرجية أو من خلال تنظيف مدن بشكل كامل وعملنا فيها نظفناها بشكل كامل من النفايات أو من التلوث البيئي أو من التلوث الجرثومي أو تلوث الحشرات, ونفايات المستشفيات و التي تُكب بشكل عشوائي" اهـ باختصار .


    و هذا تقرير عن النفايات الاسرائيلية في قاع الارض الفلسطينية :




    50 الف طن النفايات الاسرائيلية في قاع الارض الفلسطينية



    تلوث البيئة، دفن النفايات، المياه الملوثة، سرقة الرمال... كلها ظواهر خطرة تهدد في شكل حقيقي مستقبل الفلسطينيين والأرض الفلسطينية، خصوصاً في قطاع غزة. وهي تشغل اليوم بال المسؤولين الذين يتدارسون مختلف السبل لاستدراك وقوع كارثة بيئية لا يمكن أحداً توقع حدود انتشارها ومدى أخطارها. ولعل الاكثر خطورة منها الكميات الهائلة من النفايات التي دفنتها (إسرائيل) خلال السنوات الخمس الأخيرة في قطاع غزة قرب الكتلة الاستيطانية «غوش قطيف» ويصل حجمها الى 50 ألف طن من النفايات. ولا تقل خطورة عن هذه النفايات آثار سرقة 15 مليون طن من الرمال التي تعتبر ثروة طبيعية مهمة للفلسطينيين.

    قبل أيام تجاوبت الامم المتحدة مع طلب الفلسطينيين إرسال خبرائها عند انسحاب الاسرائيليين من قطاع غزة لمعاينة المنطقة وإعداد تقرير عن وضعية النفايات المدفونة والسبل الأفضل لإخلائها بأقل ما يمكن من أضرار على رغم ان المختصين الفلسطينيين يؤكدون ان أضرارها بدأت تنتشر بين السكان نظراً الى ارتفاع نسبة الأمراض بين الاطفال، خصوصاً سرطان الدم.



    لقد نجح الاسرائيليون حتى الآن في تنفيذ مخططاتهم فيما فشل الفلسطينيون خلال كل الجلسات في تحقيق أبسط المطالب، سواء بالحصول على عينات من هذه النفايات لفحصها او منع الشاحنات الاسرائيلية من الاستمرار في نقل النفايات ودفنها في المنطقة.

    ويجرى الحديث عن المنطقة الواقعة غرب حاجز المطاحن في منطقة المستوطنات. فقبل اندلاع الانتفاضة وجدت (اسرائيل) انها المنطقة الافضل لدفن النفايات وغيرها من المواد غير الصالحة للاستعمال. وحتى تخفي حقيقة ما تفعله أعلنت أنها منطقة غير صالحة للسكن. ثم باشرت آلياتها بحفر نحو 5 آلاف متر مربع بعمق ثلاثين متراً كانت مملوءة بالرمال والطين وتم وضع النفايات مكانها. ومنذ ذلك الوقت كثرت تحركات الشاحنات في المنطقة. فالشاحنة التي كانت تصل مليئة بالنفايات لدفنها في هذه الحفرة كانت تعود مملوءة بالرمال والطين، ثروة الارض الفلسطينية.

    في حديث مع «الحياة» قال وزير البيئة الدكتور يوسف ابو « «ان الفلسطينيين استدركوا خطورة الامر منذ العام ألفين، ففي اجتماع عقد بحضور ممثلين من الارتباط المدني والعسكري وممثلين من وزراتي البيئة الاسرائيلية والفلسطينية طرحنا خطورة الوضع وطلبنا منهم الحصول على عينات لفحص هذه النفايات. فالمعروف ان النفايات غير المضرة هي النفايات الصالحة للاستعمال، و(اسرائيل) تعمل منذ اكثر من ثلاثين سنة على اعادة تكرير النفايات وتصنيعها في مختلف المجالات، اما النفايات التي تلقي بها في الاراضي البعيدة عن مستوطنيها والقريبة من الفلسطينيين فهي النفايات غير الصالحة للاستعمال والمعروفة بالنفايات الخطرة، مثل النفايات المشعة وغيرها التي تسبب الامراض والتلوث البيئي».

    وتكمن خطورة هذه النفايات الأولى في وصولها الى الخزان الجوفي لمياه قطاع غزة. فمع مواصلة هطول الامطار تنجرف النفايات مع المياه الى العمق وتتحلل وتلوث منطقة كبيرة، ما يؤثر في شكل مباشر في مياه الشرب.

    منذ اللقاء الاول مع الفلسطينيين حول الموضوع تكتم الاسرائيليون على التفاصيل ورفضوا التجاوب مع مطالب الفلسطينيين وتقديم المعلومات. ثم مع اندلاع انتفاضة الاقصى قالوا ان موضوع المستوطنات مؤجل. وانطلق الاسرائيليون من البنود المتفق عليها في اوسلو بأن كل المنطقة المقامة عليها المستوطنات هي تحت السيطرة الاسرائيلية ولا نفوذ للفلسطينيين عليها.

    ويرى أبو صفية ان الخطر من دفن هذه النفايات كبير حتى وان كانت من النوع الصالح للاستعمال، اذ انها موجودة فوق افضل خزان جوفي للمياه. ويقول: «المعروف ان هناك مدافن صحية تقام خصيصاً للنفايات وتتطلب موازنات كبيرة حيث يتم حفر العمق المطلوب ثم توضع طبقة من الاسفلت والبلاستيك حتى لا تدخل الى المياه الجوفية وتوضع لكل مكب للنفايات عصارة تتجمع فيها مادة سائلة خوفاً من تحللها».

    وبحسب تقديرات الاختصاصيين الفلسطينيين، فإن النفايات التي تدفن في المنطقة القريبة من غوش قطيف هي نفايات صناعية وكيماوية. ويقول الوزير ابو صفية ان التعنت الاسرائيلي خلال جميع اللقاءات حول هذا الموضوع كان يؤكد للفلسطينيين شكوكهم حول مخاطر هذه النفايات، اذ لا يمكن (اسرائيل) ان ترمي نفايات عادية وصالحة للاستعمال، خصوصاً هذا النوع من النفايات التي يمكن اعادة تصنيعها مرة اخرى للاستفادة منها في مجال المعادن والزجاج. وحتى المواد العضوية تقوم (اسرائيل) بتحويلها الى سماد، ما يعني ان النفايات التي تبعدها عن مناطق سكناها وتتخلى عنها هي النفايات الخطرة والمضرّة.

    ويستند ابو صفية في حديثه هذا على أمرين: الاول المستند الاسرائيلي الذي يحتفظ به، والثاني فحوصات أجريت حول عينة من المياه ويقول: «خلال مشاركتي في مفاوضات اسرائيلية وفلسطينية حصلت على مستند يشير في شكل واضح الى ان مستوطنات قطاع غزة توقفت عن استعمال مياه غوش قطيف ليقتصر استعمالها على الزراعة والصناعة وتبين ان ذلك يعود الى التخوف من الاضرار التي تنتج من دفن النفايات في غوش قطيف بعد تحللها في المياه».

    المنتوجات الزراعية التي تستغل هذه المياه، يقول أبو صفية، غير معدّة للاستهلاك المحلي ولا يتم تسويقها داخل (اسرائيل) وهي معدّة للتصدير الخارجي. وهكذا، فإن (اسرائيل) ضمنت صحة مستوطنيها.


    اما الأمر الثاني فيعود الى رفض (اسرائيل) اجراء فحوصات على عينات المياه القريبة والمتأثرة من مكان النفايات. فقبل أيام توجه رئيس لجنة اهالي المواصي، فايز شعث، الى المكان وأحضر عينات من آابار المياه لوزارة جودة البيئة لإجراء الفحوصات عليها، الأمر الذي أثار غضب الاسرائيليين ومنعوه من العودة الى بيته معلنين انه قام بعمل أمني خطير وراحوا يهددون باعتقاله. ويقول ابو صفية ان نتائج فحص العينات أشارت في شكل واضح الى وجود نسبة عالية من التلوث والملوحة.

    ازاء هذه الاوضاع باشر المسؤولون الفلسطينيون اعداد دراسة خاصة لمعرفة مدى تأثير ذلك في صحة الفلسطينيين. ويقول ابو صفية ان الارتفاع الكبير والمتواصل لحالات المرضى، وخصوصاً سرطان الدم، بات يشكل مصدر قلق كبيراً ويتطلب دراسة علمية فورية للحد من استمرار وقوع ضحايا فلسطينيين.

    والضفة لا تقل خطورة

    الوضع الذي يعيشه فلسطينيو الضفة لا يقل خطورة عن وضع قطاع غزة، بل ان قرب المنطقة من المفاعل النووي من جهة ونقل مصانع ملوثة الى مناطق فلسطينية في الضفة مثل طولكرم والخليل أديا الى تدهور خطير في الاوضاع الصحية. ولم تقتصر الممارسات الاسرائيلية على هذا الحال بل منعت الفلسطينيين من استخدام مكب النفايات الخاص الذي أقيم بتمويل من الاتحاد الاوروبي وبلغت تكاليفه 10 ملايين دولار. فمواصلة الحصار ووضع الحواجز ومنع الشاحنات من التنقل اضطرت الفلسطينيين الى وضع النفايات في مناطق قريبة من السكن، ما يؤثر في صحتهم. في هذه الاثناء خصصت وزارة البيئة موازنة 14 مليون دولار لإقامة مكب خاص للنفايات في منطقة جنين لاستدراك المخاطر الناجمة عن عدم وجود هذه المكبات وخطر تحللها في المياه الجوفية.

    الا ان اقامة هذا المكب لا تعني انقاذ الضفة من آثار جريمة تلويث الجو والمياه والبيئة ليكون الانسان الفلسطيني هو الضحية. فإلى جانب اقامة المكب الجديد في منطقة نابلس، فإن المنطقة الصناعية الاسرائيلية التي اقيمت في مدينة طولكرم على أرض تابعة للوقف الاسلامي باتت وأحد اكبر مصادر الخطر على صحة الفلسطينيين، اذ انها تضم عدداً من المصانع الخطرة التي يطلق عليها الفلسطينيون اسم «مصانع الموت»، ومنها مصنع للمبيدات الحشرية ومصنع زجاج ومصنع للغاز، وفلاتر المياه وأنابيب السماد الكيماوي الزراعي وجميعها تقع على الحدود الغربية لمدينة طولكرم.

    ويدرك الاسرائيليون مدى خطورة وجود هذه المصانع، اذ ان هذه المنطقة الصناعية نقلت من كفار سابا بعد حملة احتجاج واسعة قام بها يهود المنطقة ضد وجود هذه المصانع قرب منطقة سكناهم وقد تم اغلاقها بناء على قرار المحكمة الاسرائيلية بسبب خطورتها على البيئة والسكان.

    ومنذ فترة طويلة تعمل السلطة الفلسطينية لنقل هذه المصانع من منطقة طولكرم وقد اجرت دراسة خاصة حول اضرارها. وتحتفظ سلطة جودة البيئة في السلطة الفلسطينية بوثائق ومراسلات بين مجلس مستوطنة سنعوز القريبة من هذه المصانع وأصحابها، تفيد بأن هذه المصانع لن تؤثر في سكان هذه المستعمرة كون الرياح تهب باتجاه الشرق، وإذا تحول اتجاه الرياح، فإن أصحاب المصانع يلتزمون وقف العمل طوال الوقت.

    وأاثبتت الدراسات والابحاث مخاطر المنطقة على صحة الفلسطينيين اذ طرأ ارتفاع كبير في نسبة مرضى السرطان خصوصاً بين الاطفال، وأمراض الجهاز التنفسي والجلد والعيون والامراض الصدرية. ويشير خالد الزغل، رئيس لجنة السلامة العامة والبيئة في محافظة طولكرم، الى خطورة احد المصانع الذي يقوم بانتاج الغاز المعقم للتربة والمحرم دولياً حيث تنتج منه سموم ودخان اسود، ما تؤثر في صحة الفلسطينيين الى جانب الاضرار البيئية الكبيرة التي يحدثها. ويقول الزغل «ان الارتفاع الكبير في نسبة الامراض الصدرية والسرطان يعود الى تلوث الجو المشبع بالغازات السامة والدخان الناتج من المصانع والتي تنتقل الى مسافة عشرات الكيلومترات، بسبب اتجاه الريح والذي يكون عادة باتجاه الشرق، ويصل الى معظم مناطق الضفة الغربية شرقي المصانع الكيماوية».

    وفي منطقة الخليل، جنوب الضفة الغربية، باتت الاضرار الناجمة عن الاشعاعات النووية تهدد حياة نسبة كبيرة من الفلسطينيين. وكشف الطبيب محمود سعادة عن ارتفاع عدد الفلسطينيين المصابين بأمراض السرطان والتشوهات.

    وبموجب المعطيات المتوافرة لدى الفلسطينيين، فإن نسبة اليورانيوم المنضب على طريق الرماضين الظاهرية بلغت أكثر من 100 ضعف الحد الطبيعي، اضافة الى ارتفاع معدل غاز الردون الى 265 ضعف المعدل الطبيعي. وألمح سعادة الى وجود تعتيم على هذه القضية في شكل كبير، وممارسة ضغوط سياسية على السلطة الفلسطينية بخصوصها.


    عن موقع مركز المعلومات الوطني الفلسطيني
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي .د. عماد علّو .



    أثر المستعمرات الإسرائيلية على البيئة الفلسطينية




    لقد تركت المستوطنات الإسرائيلية آثارا مدمرة طالت جميع عناصر البيئة الفلسطينية فبالإضافة إلى أعمال مصادر
    الأراضي ومنع المواطنين الفلسطينيين من دخولها وممارسة أنشطتهم المختلفة فإن هناك الكثير من مظاهر التدمير البيئي الفلسطيني من أبرزها:
    1. استنزاف المياه الفلسطينية.
    2. تلوث المياه العادمة.
    3. تلوث النفايات الصلبة.
    4. تلوث الهواء والضجيج.
    5. تدمير التراث الحضاري.
    وسوف نشير إلى هذه المظاهر بشيء من التفصيل.
    استنزاف المياه الفلسطينية:
    هيمنت إسرائيل عبر مستوطناتها في الضفة الغربية وقطاع غزة على المياه الفلسطينية ويتضح ذلك من خلال ما تنص عليه اتفاقية أوسلو.
    إذ قدرت الاتفاقية كمية المياه الجوفية في الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) بـ 734 مليون متر مكعب كان نصيب الفلسطينيين 235.0 مليون مليون متر مكعب فقط في حين يذهب الباقي إلى إسرائيل لتلبية احتياجاتها ومن هذه الكمية هناك 60 مليون متر مكعب مخصصة لسكان المستوطنات التي يبلغ عدد سكانها حوالي 350000 مستوطن فقط وهذه كمية كبيرة على هذا العدد إذا ما قورن بعدد السكان الفلسطينيين الذين تجاوز عددهم لثلاثة ملايين نسمة حيث ينعم المستوطن بري حدائقهم وزهورهم وملئ برك السباحة بالمياه العذبة في حين يعاني الفلسطينيون ومزروعاتهم وحيواناتهم من العطش وهذا الاستنزاف الهائل للمياه الفلسطينية من قبل إسرائيل ترك آثاره السلبية على الوضع المائي العام في الأراضي الفلسطينية إذ أصبحت بعض الأحواض الجوفية في الضفة الغربية تعاني عجزاً مائياً يقدر بحوالي 50 مليون متر مكعب سنوياً أما في قطاع غزة فيصل معدل العجز السنوي بحوالي 50 مليون متر مكعب.
    وقد اصبح هذا العجز يلقي بظلاله على نوعية المياه حيث أصبحت المياه معرضة للتلوث خصوصاً في قطاع غزة الذي بلغت فيه نسبة التلوث درجة كبيرة فنسبة الكلورايد تتراوح بـ 250 ملم – 2000 ملم/لتر في اكثر من 90% من مياه القطاع علماً بان النسبة المسوح بها دولياً هي 250 ملم/ لتر أما نسبة النترات تزيد عن النسبة المسموح بها دولياً وهي 50ملم/لتر.


    المياه العادمة
    لقد ساهمت إسرائيل في الأضرار بالبيئة الفلسطينية عبر إهمالها شبكات الصرف الصحي في الأراضي الفلسطينية ووفق الشروط الصحية اللازمة، إلا أن الأضرار بالبيئة الفلسطينية جار وبشكل مباشر عبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث تقوم هذه المستوطنات بضخ ملايين الأمتار المكعبة من المياه العادمة في الأودية وفي الأراضي الفلسطينية.
    ففي الضفة الغربية وحدها، بلغت كمية المياه العادمة التي تضخها المستوطنات الإسرائيلية التي يقطنها حوالي 350000 مستوطن حوالي 40 مليون متر مكعب سنوياً في حين أن كمية ما ينتجه المواطنون الفلسطينيون في الضفة الغربية 33.72 مليون متر مكعب، علماً بأن عدد سكان الضفة الغربية قد بلغ 1.87 مليون نسمة، وهكذا فإن كمية المياه التي ينتجها المستوطنون تفوق كثيراً ما ينتجه السكان الفلسطينيون، هذا بالإضافة إلى أن 90% من مساكن المستوطنات متصلة بشبكات صرف صحي، إلا أن نسبة ما يعالج منها لا تتجاوز 10% من كمية المياه المنتجة[1]. أما المياه العادمة للمستوطنات، فإنها تصب كما ذكرنا في الأودية الفلسطينية وفي حوض نهر الأردن بل تتجاوز ذلك إلى الأراضي الزراعية الفلسطينية ومن الأماكن التي تنصرف إليها المياه العادمة للمستوطنات.
    • وادي النار وتتصرف فيه المياه العادمة من المستوطنات التي تحيط بالقدس بمعدل 30000 متر مكعب يومياً.
    • منطقة شمال شرق مدينة الخليل وتتصرف فيها المياه العادمة الناتجة عن مصانع الخمور في المستوطنات هناك.
    • وادي قانا بين نابلس وقلقيلية وتتصرف فيه المياه العادمة الناتجة عن مستوطنات اريئيل ومجموعة المستوطنات في المنطقة.
    وكذلك، فإن مياه المستوطنات تنصرف في أودية حبلة في قلقيلية وزواتا في نابلس ووادي المقطع في جنين ووادي السمن في الخليل.
    أما في قطاع غزة، فإن المياه العادمة تتجه إلى المناطق الرملية أو تحمل في حاويات وتضخ في الأودية مثل وادي السلقا ووادي غزة، بالإضافة إلى انصراف جزء كبير منها إلى مياه البحر المتوسط، بالإضافة إلى تسرب كميات كبيرة إلى باطن الأرض لتختلط بمياه الخزان الجوفي عبر الحفر الامتصاصية.
    وبذلك فإن المياه العادمة تلعب دوراً كبيراً في تلوث البيئة الفلسطينية، فهي تعمل على تلوث المياه سواء أكانت في الخزان الجوفي او المياه السطحية، حيث تعمل على زيادة نسبة الأملاح وتزايد نسبة النترات مما يجعل المياه غير صالحة للاستخدام الآدمي، وحتى غير صالحة للاستخدام الزراعي كما هو الحال في مياه نهر الأردن.
    كما تعمل المياه العادمة على تلويث الأراضي الزراعية والمزروعات، إذ أن تركيز أملاح الصوديوم في التربة التي تتعرض للمياه العادمة، يعمل على انسداد مساماتها وتصبح غير قابلة للزراعة، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تصحر الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى ما ذكرنا من نشر الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات الضارة وانتشار الأوبئة. ويشير البيان التالي إلى بعض المستوطنات وأماكن تصريف مياهها العادمة في الأراضي الفلسطينية.
    بعض المستوطنات وأماكن تصريف مياهها العادمة1
    مستوطنة جلبوع تصب مياه الصرف الصحي من هذه المستوطنة في أراضى الجلبون الزراعية – جنين.
    مستوطنة برقان يعتبر الصرف الصحي خطيراً جداً حيث يتكون من مياه صرف صناعي ومخلفات صلبة وطلاءات معدنية وغيرها.
    مستوطنة عمانويل ينساب تيار مياه الصرف الصحي إلى محطة تجميع مستوطنة قانا ثم يضخ إلى سفح الجبل القريب للأغراض الزراعية وتصريف فائض مياه الصرف الصحي إلى الوادي، وحتى المياه المضخوخة تعود إلى الوادي.
    مستوطنة اريئيل يتم خلط الماء ذو التركيز العالي من الملوحة الصادر عن محطة التحلية مع مياه الصرف الصحي ويصرف الخليط إلى الوادي المجاور.
    مستوطنة شعاري تكفا يسرى تيار مياه الصرف الصحي من المستوطنة إلى الأراضي الزراعية لبيت أمين في قلقيلية مسبباً أضرارا للأراضي الزراعية، إضافة إلى أن تسرب مياه الصرف الصحي من خلال المسام إلى الخزان التحت ارضي الجوفي وكان ذلك واضحاً في زيارة ميدانية للموقع.
    مستوطنة الفيه منشه تنساب مياه الصرف الصحي من مستوطنة ألفيه منشه عبر أنبوب مقفل إلى محطة ضخ مياه الصرف الصحي في كيبوتس ابال داخل حدود 1948، ماراً بقرية حبلة في قلقيلية، ولكن عدم كفاءة المضخة والمنشآت الأخرى في المستوطنة يؤدي إلى تسريب من خط مياه الصرف الصحي حيث تنساب مياه الصرف الصحي إلى قرية حبلة وقلقيلية محدثة بحيرة من مياه الصرف الصحي مؤذية للبيئة والصحة.
    مستوطنة تسوريفتينل شكل الماء ذو التركيز العالي الملوحة الصادر من محطة التحلية بحيرة في شمال قلقيلية وتقع هذه في المسافة بين المنطقة السكنية والأراضي الزراعية.
    مستوطنة روش زوريم نظراً للعطل المتكرر لمحطة ضخ مياه الصرف الصحي من هذه المستوطنة، تنساب مياه الصرف الصحي إلى الأراضي الزراعية لقرية جبة في بيت لحم وتسبب أضرارا للأراضي.
    مستوطنة افرات تنساب مياه الصرف الصحي على الأراضي الزراعية لمدينة بيت لحم ملحقة الضرر بحوالي 2 هكتار من الأراضي الزراعية، بالإضافة لمياه المجاري فقد حفر المستوطنين حفرة امتصاصية ضخمة تابعة للمستوطنة وتقع هذه الحفرة على مستوى مرتفع من وادي البيار من اكثر الأودية خصوبة في المنطقة والقريب من نبع ماء دائم وكلما امتلأت هذه الحفرة يتم تصريف المياه العادمة منها إلى الوادي ملوثاً بذلك أهم مصدر من مصادر المياه في المنطقة.
    مستوطنة دانيئال تنساب مياه الصرف الصحي من هذه المستوطنة ملحقة الضرر بحوالي 0.5 هكتار من الأراضي الزراعية لبيت لحم وقرية الخضر، هذا بالإضافة إلى الضرر اللاحق بالبيئة والصحة العامة نتيجة لتسرب مياه الصرف الصحي إلى الماء التحت ارضي الجوفي.
    معسكر المجنونة يسبب هذا المعسكر التابع للجيش الإسرائيلي في الخليل أضرارا للبيئة نتيجة لصرف مياه الصرف الصحي ووصولها إلى وادي الغور، وتستخدم مياه هذا النبع عادة للأغراض الزراعية.
    مستوطنة كريات أربع تنساب مياه الصرف الصناعي من مصنع "بير" في المستوطنة إلى أراضي المزارع على الطريق من الخليل إلى بني نعيم وهذه المشكلة قائمة منذ سنوات عديدة.
    مستوطنة معاليه هكوفشيم تنساب مياه الصرف الصحي من هذه المستوطنة وبالأخص من مزارع الأبقار إلى الأراضي الزراعية لقطنة في رام الله مؤدية إلى إحداث أضرار عدة بالبيئة وبالصحة العامة.
    مستوطنة سلعيت تنساب مياه المجاري من هذه المستوطنة لتصب في أراضي المواطنين الفلسطينيين في منطقة طولكرم، هذه المياه العادمة دمرت مساحة واسعة من الأراضي المزروعة باللوزيات والزيتون.
    مستوطنة كرمي تسور تضخ مياه الصرف الصحي إلى أراضي زراعية تابعة لقرية بيت أمر وهذه الأراضي مزروعة بالعنب والأشجار المثمرة.
    مستوطنة الون موريه تنساب المياه العادمة من هذه المستوطنة في أراضي قرية دير بلوط، لتصب في أراضي القرية الزراعية.
    مستوطنة غوش قطيف يتم تصريف المياه العادمة من بركة المجاري الخاصة بالمستوطنة إلى الأراضي الفلسطينية المحيطة "منطقة المواصي" مما يؤدي إلى إتلاف أراضي زراعية فلسطينية وتلويث آبار المياه المخصصة للشرب في تلك المنطقة.
    مستوطنة أدم اتضح من تحقيق أجرته سلطة حماية الطبيعة والحدائق الوطنية الإسرائيلية أن المياه العادمة المنسابة من مستوطنة آدم الواقعة شرق حي النبي يعقوب في القدس هي التي أدت إلى التلوث الخطير لمياه وادي القلط وأدت إلى تسمم رؤوس الماشية في الوادي الذي يعتبر محمية طبيعية واتضح أيضا أن مياه المجاري قد تسربت إلى مئات الأمتار تحت الأرض وسارت مسافة ثلاثة كيلو متراً حيث أصبحت تتبع مع عين القوار بوادي القلط الأمر الذي أدى إلى هذا التسمم.
    مستوطنة كفار داروم تنساب المياه العادمة من هذه المستوطنة الإسرائيلية الموجودة بقطاع غزة مختلطة بالنفايات الكيماوية الناتجة عن الوحدات التصنيعية الإسرائيلية المختلفة وتصب هذه المياه والنفايات في وادي السلقا الفلسطيني.
    مستوطنات منطقة رفح حيث يوجد بركة لتجميع مياه الصرف الصحي ناتجة عن مستوطنات رفح، ويبلغ مساحة هذه البركة حوالي واحد ونصف دونم وعمقها يصل الى 2 متر البركة محاطة بأراضي زراعية فلسطينية، وتبعد مسافة 20 متر فقط عن اقرب بئر مياه ارتوازي في المنطقة.
    مستوطنة جيلو ومستوطنة هارجيلو تتدفق المياه العادمة من هذه المستوطنات لتصب في وادي الشرار "ALSARAR" لتسبب تلوث كبير لمصادر المياه ومخاطر صحية للقرى المستفيدة من هذا الوادي "بيت جالا-بيت صفافا" في منطقة بيت لحم.
    النفايات الصلبة
    ولم تتوقف آثار الاحتلال الإسرائيلي عند هذا الحد، بل ساهم عن طريق مستوطناته المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة في تلويث البيئة الفلسطينية عن طريق النفايات الصلبة الناتجة عن استخدامات المستوطنين الإسرائيليين سواء كانت ناتجة عن الأغراض المنزلية أو ناتجة عن الصناعات الإسرائيلية .
    وتقوم المستوطنات الإسرائيلية بإلقاء النفايات الصلبة في الأراضي الفلسطينية كما هو الحال في منطقة أبو ديس التي يوجد فيها مكباً من أضخم المكبات حيث تقدر مساحته بـ3000 دونم لخدمة المستوطنات الإسرائيلية[2] ومنطقة جيوس بالغرب من مدينة قلقيلية الذي يغطي مساحة 12 دونماً لخدمة مستوطنات كرني شمرون وقدومييم وتسوفييم ومعاليه تشومرون[3]. ويشير البيان الثاني إلى بعض المستوطنات الإسرائيلية وأماكن التخلص من نفاياتها. [4]

    بعض المستوطنات الإسرائيلية وأماكن التخلص
    من نفاياتها الصلبة
    أماكن التخلص من النفايات الصلبة المستوطنة
    الأراضي الزراعية في سلفيت مسستوطنة أريئيل
    أراضي عرابة في محافظة جنين معسكرات الجيش الإسرائيلي حول حدود 67 بالقرب من محافظة جنين
    موقع مجمع مدينة طوباس على الرغم من إقفال هذا المجمع معسكرات الجيش الإسرائيلي
    منطقة العبدلي ـ أبو ديس ـ بجوار العيزرية والسواحرة مستوطنة يتسار
    أراضي قرية بيت فوريك محافظة نابلس ألون موريه

    هذا وتسبب النفايات الصلبة مخاطر كثيرة بالإضافة إلى كونها مصدراً للروائح الكريهة وللحشرات والأوبئة، إلا أنها تسبب في تلويث مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والتربة والمياه الجوفية نتيجة عملية رشح السوائل الناتجة عن هذه النفايات إلى الخزان الجوفي كما يسبب التخلص من النفايات عن طريق الحرق في تلوث الهواء.
    أن عدم تنفيذ إسرائيل للاتفاقيات المعقودة مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وعدم انسحابها من الأراضي الفلسطينية، يدفع بالمستوطنين لاستخدام كل الطرق الذين يرونها مناسبة للتخلص من النفايات الصلبة على حساب الأراضي الفلسطينية، سواء بالحرق أو الدفن أو تهريب المواد الخطرة السامة من المصانع الإسرائيلية إلى الأراضي الفلسطينية .
    كما تسبب المصانع الإسرائيلية التي تزايد عددها في المستوطنات الإسرائيلية بعد نقلها من إسرائيل يسبب الأضرار البيئية التي تسببها هذه المصانع داخل إسرائيل، حيث وصل عددها إلى حوالي 200 مصنعاً لمختلف الصناعات الكيماوية، وغيرها مثل صناعات الألمنيوم، الجلود، البطاريات، البلاستيك، الأسمنت، علب الصفيح لتعليب المواد الغذائية، الصوف الزجاجي، المطاط، الكحول، الخزف، الرخام، المنظفات الكيماوية، الغاز، المبيدات الحشرية، الصناعات العسكرية السرية.[5]
    إن هذه المصانع تنتج المواد السامة مثل الألمنيوم، والكروسيوم، والرصاص، والزنك، والنيكل، وتقوم بإلقائها في المياه العادمة للمستوطنات. ويشير الجدول التالي إلى بعض المصانع المسربة للمواد السامة في الأراضي الفلسطينية :

    بعض المصانع المسربة للمواد الخطرة في
    الأراضي الفلسطينية[6]
    الضرر البيئي للسكان الفلسطينيين المصنع للمنتج إسم المستوطنة المحافظة
    تفريغ مواد قلوية تؤدي إلى التصحر. مصنع ألومنيوم، مصنع صفائح حفظ المواد الغذائية ومصنع بلاستيك عطروت رام الله
    مصنع بلاستيك جفعات هداسا
    إنبعاث رائحة كريهة ومخلفات ضارة مصنع أفوكادو كفروت
    تفريغ مواد قلوية تؤدي إلى التصحر. مصنع ألومنيوم نيلي
    يستخدم مواد الكروم والزرنيخ وهذه تضر بالتربة في موقع دفن النفايات القريب وتسبب أضراراً خطرة للصحة. مصنع جلود حلميش
    إن ربط مياه الصرف الصحي للمستوطنة مع شبكة الصرف الصحي للخليل يؤدي إلى زيادة الحمل على الشبكة. مصنع كحوليات كريات أربع الخليل
    إنشاء موقع دفن نفايات 6هكتارات في أراضي يطا وموقع خرب بالقرب من الخليل. مصانع غير معروفة الإسم سيراميكس
    تتخلص المستوطنة من المخلفات الصناعية بالقرب من عرابا وقلقيلية وبرقة ووادي سبسطية. مصنع ألومنيوم هومش نابلس
    مصنع منظفات كيماوية نابلس
    يصب الصرف الصحي في حقول الزيتون مصنع ألومنيوم ألون موريه
    مصنع تعبئة مواد غذائية
    مصنع دهانات منزلية
    مصنع ألومنيوم شيلو
    مصنع جلود
    مصنع ألومنيوم إيتمار
    مصنع دهانات منزلية ماجدولين
    مصنع جلود
    مصنع بلاستيك
    المصنع يستخدم الكادوميوم السام والذي يسبب عند إختلاطه بالماء أضراراً للأرض والزراعة. مصنع بطاريات حومش جنيين
    مصنع شمع الإشعال
    مصنع غاز جنانيت
    تضر النفايات السائلة والغازية بالسكان والزراعة ويقع المصنع في قرية إرتاح/طولكرم حتى العام1982 كان المصنع مقاماً في كفار سابا وقد أغلق بأمر عسكري وقد أجبر المتظاهرون المصنع للإنتقال إلى طولكرم في العام 1987. مصنع للمبيدات الحشرية مصانع ليست حكومية للمستوطنات طولكرم
    ينتج الصوف الزجاجي من البوليستر وعند حرق النفايات تنبعث غازات سامة. مصنع شهاف للصوف الزجاجي والأسبستوس
    تنبعث روائح كريهة من المصنع وعلاوة على ذلك فهو يخزن كميات كبيرة من الغاز يمكن أن تؤدي إلى كارثة بيئية كان المصنع مقاماً بالقرب من نتانيا وقد إنتقل الآن إلى طولكرم. ديوكسين لصنع الغاز
    ترميم الأنابيب القديمة والمرشحات بضغط عال من التراب ينتج عنه غبار كثيف. مصنع الأسمدة الكيماوية والأنابيب ومرشحات المياه
    أكبر منطقة صناعية إسرائيلية في الضفة ويتم دفن المخلفات في الأراضي الزراعية. 3 مصانع ألومنيوم منطقة برقان أكثر من80 مصنعاً سلفيت
    مصنع صوف زجاجي
    عدة مصانع بلاستيك
    تلوث هواء وضجيج مصنع معدات بلاستيكية منطقة الخان الأحمر ثاني أكبر منطقة صناعية إسرائيلية في الضفة أريحا
    تلوث هوائي وضجيج مصانع مطاط وجلود
    يستخدم مواد سامة في الإنتاج وقد إحتجت سلطات البيئة الإسرائيلية على الصرف الصناعي للمصنع. مصانع إكستال للألومنيوم
    ينتج دخان أسود كثيف عن المصنع مصنع واتيروم لصهر الألومنيوم
    المنتجات مجهولة لأن كميات من نفايات علب صفيح تدخل وتخرج من المصنع بسرية مطلقة ويتم دفن النفايات بالقرب من منطقة العيزرية التي يوجد بها العديد من المصانع. مصنع دوتارا

    النفايات الخطرة :
    وتتكون هذه النفايات من:
    1. النفايات الصناعية من المواد الكيماوية السامة مثل الرصاص، الزنك، النيكل ..إلخ.
    2. النفايات الطبية سواء أكانت نفايات سائلة أو صلبة.
    3. النفايات المشعة.
    وقد استخدمت إسرائيل الأراضي الفلسطينية طوال سنوات احتلالها كمكان للتخلص من نفاياتها الخطرة، حيث عمدت إلى نقل العديد من مصانعها إلى داخل مستوطناتها في الضفة الغربية وقطاع غزة ، كما استخدمت أكثر من 50 موقعاً لإلقاء نفاياتها الخطرة فيها[7] ولهذا أصبحت الأراضي الفلسطينية تتعرض بشكل مباشر لأخطار هذه النفايات نتيجة لإلقائها أو دفنها فيها أو غير مباشر نتيجة تعرضها للغازات السامة المنبعثة من المصانع الإسرائيلية القريبة من الحدود، بفعل الرياح، إذ سجلت العديد من الحوادث التي يوجد بها مواد خطرة ، أما في المصانع أو أثناء عملية النقل الأمر الذي يؤدي إلى حدوث عمليات تسريب لهذه المواد مثل غاز الوقود المسال، والديزل، والبروميد، وحمض الهيدروليك والأمونيا وحمض الساسبلك ويمكن لهذه المواد الوصول إلى الأراضي الفلسطينية تحت ظروف الرياح المواتية كما حدث في غزة عام 1989، إذ تسربت كميات كبيرة من المركبات الفسفورية العضوية شمال محافظات غزة بل وصلت إلى مدينة غزة[8]. كما قامت إسرائيل بنقل النفايات الخطرة إلى الأراضي الفلسطينية، وقد سجلت بعض حالات النقل والتهريب الآتية :[9]
    1. في عام 1987 قامت إسرائيل بدفن نفايات صلبة في أراضي قرية عزون قرب قلقيلية ويعتبر هذا المكب مصدراً خطراً على المواطنين، إذ لوحظ ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض السرطان بين أبناء هذه المنطقة مقارنة بالمناطق الأخرى.
    2. اكتشاف كميات كبيرة من النفايات السامة من بقايا كيماويات بالقرب من قرى عزون وجيوس وتل صوفين القريبات من قلقيلية .
    3. في مارس عام 1999 تم اكتشاف 250 برميلاً تحتوي على مواد سامة مجهولة ومهربة من إسرائيل إلى قرية أم التوت في جنين .
    4. إنشاء مكباً للنفايات الصلبة بالقرب من مستوطنة يافيت في غور الأردن بعد نقله من منطقة العفولة داخل إسرائيل.
    وهناك الكثير من عمليات التهريب لهذه المواد الخطرة في الأراضي الفلسطينية ، وكذلك هناك مخاوف من قيام إسرائيل بدفن نفايات نووية داخل الأراضي الفلسطينية وربما يكون انتشار بعض الأمراض الغامضة بين السكان مؤشراً على وجود مثل هذه النفايات.
    التلوث بالمواد الإشعاعية :
    تقوم إسرائيل بتطوير أسلحتها وذخائرها باستخدام مادة اليورانيوم ، وذلك عن طريق إجراء العديد من التجارب النووية في خليج العقبة، الأمر الذي أدى إلى حدوث نشاط إشعاعي خطير في الدول العربية المجاورة لإسرائيل، كما قامت بتجربة الذخائر المستخدم في صناعتها مادة اليورانيوم المستنفذ على المواطنين الفلسطينيين لمدة 32 يوماً بمعدل قصف يومي لمدة 12 ساعة.[10]
    إن مادة اليورانيوم المستنفذ هي نفسها مادة اليورانيوم الطبيعي بعد عزل العنصر 237 الفعال منها، إلا أن استخدامها في صناعة الذخائر والمقذوفات تعطيها قوة اختراق هائلة ، كما أنها تزيد من قوة دروع الدبابات ، وهي مادة ذات كثافة عالية ، وتزيد عن كثافة الرصاص بـ1.7% ولها خاصية الاحتراق التلقائي مجرد الارتطام ما ينجم عنه تطاير ذرات دقيقة متطايره في الهواء يمكن استنشاقها بسهولة.[11]
    وقد كشفت بعض المنظمات الدولية مثل منظمة Internatioal Action Center الأمريكية وهبته Laka Foundation الهولندية عن استخدام إسرائيل للذخائر وقذائف الدبابات المستخدم فيها مادة اليورانيوم المستنفذ ضد المواطنين الفلسطينيين.
    وكانت النتيجة استشهاد المئات، وإصابة الآلاف بجروح والغريب أنها إصابات بليغة لم يشهدها الأطباء المعالجون من قبل، إذ أن القذائف تنفجر في جسم المصاب ما يؤدي إلى تهتك أجزاء من جسمه وأن هذه المقذوفات من نوع دمدم المحرم دولياً.
    وبذكر العديد من العلماء مثل الدكتور فوزي حماد رئيس هيئة الطاقة المصري الأسبق، والعالم المصري الدكتور طارق النمر، أن هذه الذخائر والمقذوفات المستخدم فيها اليورانيوم المستنفذ ذات الإشعاعات السامة تلحق أضراراً جسيمة بالصحة العامة، إذ تسبب الإصابة بأمراض السرطان بأنواعه والتشوهات الخلقية عند الأجنة، والأمراض المزمنة ، كما أنها تدخل في الماء والسلسلة الغذائية .
    إن استخدام إسرائيل للذخائر والمقذوفات، وكذلك الدبابات التي تتجول في المناطق المحيطة بالمناطق الأهلة بالسكان في قطاع غزة والضفة الغربية ، جعلت الأراضي الفلسطينية تتعرض إلى نشاط إشعاعي ، وقد أكدت المنظمة الأمريكية CAI السالفة الذكر في تقريرها بعد دراسة أجرتها في أجزاء من قطاع غزة والضفة الغربية أن إسرائيل قصفت العديد من المباني السكانية والمرافق العامة بقذائف استخدم في صناعتها مادة اليورانيوم المستنفذ وذلك يوم الأول من تشرين الثاني 2000. [12]
    تدهور التضاريس وتلوث المسطحات المائية

    لقد طالت الاعتداءات الإسرائيلية على البيئة الفلسطينية شكل سطح الأرض وعملت على تدهورها وتلويثها وقد شملت هذه الاعتداءات، انتشار مقالع الحجارة وانجراف التربة والتصحر، وتدهور تضاريس الساحل ثم تلويث مياه البحرين المتوسط والميت.
    مقالع الحجارة :
    لقد أنشأت إسرائيل 6 مقالع للحجارة في الضفة الغربية لقلع الصخور وتكسيرها لاستخدامها في قطاع البناء، إذ تقوم هذه المقالع بتغطية 80% من الاحتياجات الإسرائيلية ويشير الجدول التالي إلى مقالع الحجارة التي أقامتها إسرائيل في الضفة الغربية
    جدول مقالع الحجارة في الضفة الغربية[13]
    ملاحظات المحافظة المنطقة
    جميع المقالع مقامة بجوار المناطق العربية . الخليل الظاهرية
    المأهولة بالسكان تلحق بهم الأضرار الناجمة . الخليل دورا
    عما يلي : بيت لحم الدهيشة
    الانفجارات المستمرة والغبار على مدار الساعة. جنين يعبد
    الإزعاج الناجم عن عمليات النقل على مدار الساعة. قلقيلية جيوس
    الاستيلاء على مزيد من الأراضي . قلقيلية تسوفييم

    وتعمل هذه المقالع على تدهور التضاريس، وخاصة أنها لم تنشأ على أسس علمية ولا على أيدي خبراء جيولوجيين. الأمر الذي يؤدي إلى :
    1. إلحاق الضرر بالصحة العامة نتيجة الغبار الكثيف المتطاير ليصيب المناطق المجاورة للمقالع ويتسبب الإصابة بالأمراض الصدرية.
    2. القضاء على التنوع الحيوي نتيجة تساقط الغبار على الأشجار والنباتات، وهذا يؤدي إلى إعاقة نموها، ويهدد المناطق التي حول المقالع بالتصحر، كما يدفع الصوت الناجم عن الآلات ووسائط النقل بالحيوانات البرية الابتعاد عن أماكن إقامتها الحالية وبالتالي هجرتها.
    3. استخدام أماكن قلع الحجارة كمكبات للنفايات الصلبة والمياه العادمة بعد الانتهاء منها.
    4. إحداث تلوث في الهواء وزيادة درجات الضجيج.
    تلوث التربة:
    تتعرض التربة الفلسطينية إلى أعمال التدمير من قبل القوات الإسرائيلية، الذي سيؤدي إلى انجرافها ، وبالتالي زيادة ظاهرة التصحر. فقد سبق الإشارة في الفصل الأول من هذا الباب، إلى أعمال التجريف الواسعة التي أحدثتها القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى إزالة مساحات واسعة من الغابات بغرض إقامة المستوطنات وشق الطرق الالتفافية، إذ أن هذه الممارسات من شأنها أن تؤدي إلى تفكك التربة ، وبالتالي يسهل على عوامل التعرية كالرياح والأمطار من جرفها . كذلك فإن استيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بما فيها الأراضي الزراعية الخصبة، وحرمان السكان الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم في استعمال أراضيهم، إذ لم يبق في أيديهم إلا مساحة صغيرة من الأراضي الزراعية الأمر الذي جعل المزارعين الفلسطينيين، زراعة أراضيهم أكثر من مرة بما يعرف بالزراعة الكثيفة وذلك عن طريق استخدام المخصبات الزراعية ومبيدات الآفات الزراعية بإفراط، الأمر الذي يعمل على الحد من خصوبة التربة ، كما أنها تعمل على زيادة ملوحة التربة عن طريق زيادة نسبة كلوريد الصوديوم الذي يعمل أيضاً على التقليل من مساميها ، وبالتالي عدم قابليتها للإنتاج.
    تدهور تضاريس الساحل :
    إن شواطئ قطاع غزة لها إمكانيات ممتعة للسياحة ليس لسكان قطاع غزة فحسب بل لسكان الضفة الغربية، والدول العربية أيضاً ولكن شواطئ قطاع غزة تعرضت إلى التدهور الشديد بسبب :
    • تجريف وإزالة كميات هائلة من الرمال الذهبية الصفراء والتي تعتبر أحد المظاهر الجمالية الطبيعية للشاطئ.
    • إلقاء كميات كبيرة من النفايات الصلبة وتدفق المياه العادمة إلى رمال الشاطئ .
    • إقامة المباني والمرافق المختلفة مباشرة على الشاطئ.
    وتعتبر عملية إزالة الرمال من أخطر ما يواجه الشاطئ في قطاع غزة ، إذ تعرضت الرمال الفلسطينية لأعمال النهب والسرقة من قبل إسرائيل ومستوطناتها التي أقيمت على المناطق الرملية في قطاع غزة، وقد استخدمت إسرائيل الرمال في صناعة مواد البناء التي تعتمد عليها إسرائيل في بناء مستوطناتها، وأعمال البناء داخل إسرائيل ، ويشير الجدول التالي إلى حجم الرمال المستنزفة من شاطئ قطاع غزة عام 1994.

    جدول حجم الرمال المستنزفة من شاطئ قطاع غزة عام 1994[14]
    الكمية 1000 م3 المساحة المنطقة
    12634 1762 بيت لاهيا
    3645 1005 غزة
    3765 1240 المنطقة الوسطى
    2652 660 خانيونس
    1330 395 رفح
    975 150 المواصي
    25001 5212 المجموع
    وكما يشير الجدول ، فإن كمية الرمال المزالة حتى ذلك التاريخ حوالي 25 مليون متر مكعب من مساحة تقدر بـ5212 دونم، وتتركز عملية نزح الرمال من مناطق مستوطنات غوش قطيف في الجنوب، ومستوطنة نتساريم، وكذلك المستوطنات الواقعة شمال بيت لاهيا وهي مستوطنات نيسانيت وإيلي سيناي. ومن أبرز مقالع الرمال التي تستخدمها المستوطنات :[15]
    1. مقلع بيت دولح "غوش قطيف" : ويمتد على مساحة مئات الدونمات وتعمل فيه عدد من الآليات على مدار اليوم ، إذ يتم شحن ما حمولته 170 سيارة شحن يومياً تأتي عن طريق حاجز كيسوفيم لنقل الرمال إلى داخل إسرائيل .
    2. مقلع نتساريم : ويقع في المنطقة الواقعة بين مستوطنة نتساريم ومدينة الزهراء وينقل جزء كبير من هذه الرمال إلى إسرائيل والباقي يستعمل في تعييد الشوارع بين المباني السكنية داخل المستوطنة.
    كما أن هناك مقلعاً أخر بعيداً عن الشاطئ وهو مقلع ميحولا في الأغوار الشمالية حيث تنتقل الرمال إلى داخل المستوطنة . إن عملية سرقة الرمال هذه وتهريبها إلى داخل إسرائيل لا تضر بالبيئة الفلسطينية فحسب بل تخلف أضراراً اقتصادية ، فلقد أصبحت الرمال تشكل ثروة وطنية ذات قيمة اقتصادية كبيرة فالرمال تدخل بشكل واسع في صناعة مواد البناء ، كما تدخل في صناعة الزجاج والإلكترونيات ، كما أن إزالة الرمال بدون ضوابط أو ترشيد تفقد الشاطئ قيمته الجمالية الطبيعية وتهدد التنوع الحيوي في المنطقة، حيث تضطر الحيوانات البرية إلى هجر أماكن سكناها بعد تجريف الأراضي الرملية كما يتم القضاء على كثير من أنواع النباتات البرية ، بالإضافة إلى ذلك ، فإن أماكن اقتلاع الرمال سرعان ما تتحول إلى أماكن لتجميع النفايات الصلبة والمياه العادمة وفي مسح لمصادر التلوث على شاطئ قطاع غزة أمكن حصر الآتي :[16]

    31 موقعاً للمياه العادمة
    360 موقعاً للنفايات الصلبة الكيماوية
    362 موقعاً للنفايات المنزلية
    521 موقعاً لمخلفات البناء والتشييد.

    وكذلك ، فإن شاطئ قطاع غزة يتعرض إلى تشويه آخر ، وهو إقامة العديد من المرافق والمنشآت مباشرة على الشاطئ مثل محطات الوقود، والأماكن السياحية ما ألحق أضرار بالشاطئ يصعب معه إصلاح هذه الأضرار على المدى القريب .

    تلوث المياه البحرية:
    1. البحر المتوسط: يطل قطاع غزة على البحر المتوسط بساحل يبلغ طوله 45كم، ويتعرض البحر المتوسط إلى تدفق كميات كبيرة من إرسابات نهر النيل الذي يصب فيه، وينتقل جزء من هذه الإرسابات عبر التيارات المائية، ليصل جزء من هذه الإرسابات إلى الساحل الفلسطيني، ويقدر حجم هذه الإرسابات بـ350000 متر مكعب، وتظهر هذه الإرسابات في الجروف المطلة على البحر التي تمتد من رفح جنوباً حتى خليج حيفا شمالاً.
    ولكن المصدر الرئيسي لتلوث مياه البحر هو تدفق المياه العادمة الغير معالجة من الجانبين الفلسطيني، والمستوطنين الإسرائيليين، في المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، والمتواجدون جنوب وشمال القطاع ، وكذلك أمام مدينة غزة ومخيم الشاطئ ومدينة دير البلح، حيث تصب في مياه البحر ما يعادل 20% من كمية المياه العادمة الغير معالجة، أو ما يعادل 50000 كوب يومياً[17]. ما يلحق أضراراً جسيمة بالأحياء المائية والاستجمام وليس هذا فحسب، بل ترافق المياه العادمة إلقاء النفايات الصلبة الملقاة على طول الشاطئ مما يخلق الكثير من المشاكل خصوصاً و أن عملية ارتفاع مستوى سطح البحر والخصائص المورفولوجية للشاطئ لا تعمل على إزالة آثار التلوث بشكل سريع ،كما أن الإرسابات التي تجلب إلى الشاطئ غير كافية لإعادة بنائه كما أن شواطئ البحر المتوسط يتعرض إلى مشاكل إقليمية ومن أهمها مشكلة زيت البترول المتسرب من السفن ومحطات تفريغ النفط ومحطات الوقود، ويتأثر شاطئ قطاع غزة بهذه المؤثرات خصوصاً من ناقلات النفط التي تعبر قناة السويس متجهة إلى ميناء أسدود.
    ولقد سجلت العديد من حالات التلوث في مياه البحر المتوسط في أماكن متفرقة، ففي دراسة تم إجراؤها على مياه الشاطئ في قطاع غزة حيث تم اختيار 17 موقعاً على طول الشاطئ ، وقد أخذت عينات مياه من تلك المواقع بواقع عينتين شهرياً لكل موقع وعلى مدار 12 شهراً . وبعد تحليل العينات كيماوياً اختبارDO والأوكسجين المذاب BOD، أظهرت التحاليل أن هناك تلوثاً كيمائياً ومبكروبولوجيا طبقاً لاختلاف فصول السنة ، وأن لهذا التلوث علاقة بتدفق كمية مياه المجاري إلى البحر ، كذلك نشاطات السكان وكمية الأمطار، كما أوضحت الدراسة أن الحد من ضح مياه المجاري لفترات محدودة ، قد أدى إلى التقليل من درجة التلوث، وقد نصحت الدراسة المتعاملين على هذه المواقع سواء بالسياحة أو الصيد إلى مدى خطورة التدفق لهذا التلوث وعليه فإنه يجب اتخاذ إجراءات وقائية مستمرة وتبني برامج مسح أخرى باستخدام أحدث الطرق كالاستعانة بالكوليفاح وبكتيريا الأنتيروكروكس.[18]

    2. البحر الميت: يقع البحر الميت عند ملتقى ثلاث قارات وتضم أربع نطاقات جغرافية حيوية وفي قاع البحر الميت تدفق المياه العذبة أسفل المياه المالحة ، وهو يعتبر أكثر بقاع العالم انخفاضا تحت مستوى سطح البحر إذ يصل انخفاضه إلى 400م تحت مستوى سطح البحر ومن الجانب الفلسطيني يحد البحر الميت ثلاث محافظات هي : أريحا والقدس وبيت لحم .
    إن البحر الميت مهدد بخطر الجفاف، لانخفاض مستوى سطحه بمعدل 80ـ100 ملم سنوياً بسبب العديد من العوامل منها : قلة المياه الواردة إليه بسبب المشاريع المائية المقامة على نهر الأردن وقيام إسرائيل بتحويل مياهه وروافده وتخزينها في بحيرة طبريا ، ومن ثم نقلها إلى داخل إسرائيل والأنشطة الصناعية الناتجة عليه سواء في الجانب الأردني أو الجانب الإسرائيلي . [19]
    ويعتبر البحر الميت من المناطق السياحية الهامة ، إذ أنشأت على طول شواطئه ما يقرب من 400 غرفة . إن هذه المشاريع في مجملها تهدد الطبيعة هناك ما يهدد السياحة.


    الأضرار التي لحقت بالتنوع الحيوي والتراث الحضاري
    التنوع الحيوي:
    لقد وصل التلوث البيئي في العالم إلى درجة أصبح فيها يهدد حياة الإنسان وأشكال الحياة الأخرى وهذا دفع بـ168 دولة من دول العالم بعقد مؤتمر دولي حول البيئة في ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1992 لتدارس كيفية مواجهة الأخطار المحدقة بالبيئة .
    أما على الصعيد الفلسطيني فقد استعرضنا في الفصول السابقة الاعتداءات الإسرائيلية على البيئة الفلسطينية ، التي شملت مصادره الأراضي وتجريفها، واقتلاع الغابات والأحراش. واستنزاف المياه الجوفية الفلسطينية والسيطرة حتى على الموارد المائية.
    بالإضافة إلى أشكال التلوث التي تحدثها المستوطنات والمصانع الإسرائيلية، حتى الموجود منها داخل إسرائيل من مياه عادمة ونفايات صلبة وسرقة الرمال، وتلويث البيئات البحرية.
    كل هذه الاعتداءات انعكست بشكل خطير على التنوع الحيوي في فلسطين ، حيث عمل تجريف الأراضي لإقامة المستوطنات وشق الطرق الالتفافية على إزالة المساحات الخضراء بعد إزالة النباتات والأشجار، ومساحات واسعة من الغابات، هذا يعني أن أعداداً كبيرة من أنواع النباتات قد اختفت ولم يسمح لها بالنمو مرة أخرى في نفس المنطقة.
    كما أدت أعمال التجريف إلى إزالة وهدم أماكن سكن الحيوانات البرية ، حيث أدى إلى هروبها وهجرتها إلى أماكن أخرى، وخلق حالة من التجزئة البيئية في فلسطين . كما أن الآثار الناجمة عن الملوثات البيئية الأخرى قد انعكست على نمو النباتات وتكاثر الحشرات و انتشار الأوبئة التي من شأنها أن تلقي بظلالها على الحياة الحيوانية البرية.
    والمعضلة الكبرى هي استنزاف المياه الفلسطينية الذي أدي إلى تناقصها، وبالتالي إلى عدم قدرة النباتات والأشجار على النمو كما هو الحال في منطقة أريحا، التي تزايدت نسبة الأملاح في مياهها نتيجة تناقص كميات المياه، فأصبحت الأراضي هناك مهددة بالتصحر بالإضافة إلى الغبار الذي يتساقط على الأراضي الزراعية من جراء أنشطة مقالع الحجارة، الأمر الذي أدى إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في العديد من المحافظات الفلسطينية.
    ويمكن إدراك حجم المشكلة إذا علمنا أن معظم مساحات الأراضي الزراعية هي مساحات تعتمد على الري البعلي، أي تعتمد على الأمطار المتذبذبة من سنة لأخرى، كما يوضحها الجدول التالي :

    المساحة المزروعة بالمحاصيل الزراعية لعام 1997/1998[20]
    المجموع المساحة نوع الري نوع المحاصيل
    قطاع غزة الضفة الغربية
    82830 55164 27666 مروي أشجار مثمرة أشجار الفاكهة
    1024424 24188 1000236 بعلي
    5344 2908 2436 مروي أشجار غير مثمرة
    35807 2666 33141 بعلي
    109570 41130 68440 مروي الخضراوات
    72414 11273 61141 بعلي
    26757 16447 10310 مروي المحاصيل الحقلية
    501519 38466 463053 بعلي
    1860665 194242 1666423 المجموع

    ويتضح من الجدول السابق أن الضفة الغربية تضم 89.6% من جملة مساحة الأراضي الزراعية في فلسطين، في حين أن قطاع غزة ضم 10.4% من المساحة المزروعة وقد شكلت المساحة المزروعة بأشجار الفاكهة النسبة الأكبر من جملة الأراضي الزراعية، حيث بلغت 61.7%، في حين جاءت المحاصيل الحقلية في المرتبة الثانية، وحيث بلغت نسبة مساحتها 28.5% ثم الخضراوات التي بلغت نسبتها 9.8%.
    أما نسبة المساحة المزروعة المروية في الضفة الغربية فقد بلغت 6.5% من جملة الأراضي الزراعية في الضفة الغربية أما في قطاع غزة فقد ارتفعت النسبة لتصل إلـى 60.9% من مجموع المساحة الزراعية في القطاع.[21]
    إن ارتفاع نسبة المساحة المزروعة بأشجار الفاكهة يعطي مؤشراً على مدى الخطورة التي تتعرض لها الحياة النباتية ، فإذا اختفت مساحات كبيرة من هذه الأشجار نتيجة التلوث وأعمال التجريف ، فإن عودة زراعة هذه الأشجار ونموها يستغرق زمناً طويلاً الأمر الذي يزيد من المخاطر التي يتعرض لها التنوع الحيوي.

    التراث الحضاري
    لقد طالت الاعتداءات الإسرائيلية الموروث الحضاري للشعب الفلسطيني ، حيث كانت فلسطين ومازالت دائماً ملتقى الحضارات على مر العصور ، وهناك الكثير من المواقع الأثرية والتاريخية الهامة تنتمي إلى مختلف العصور . فالمدن الفلسطينية مثل القدس وغزة وأريحا والخليل من أقدم مدن العالم ، لذلك نجدها غنية بآثارها من مختلف الحضارات على مر التاريخ من الحضارة الكنعانية إلى الحضارات الإغريقية والرومانية والإسلامية، والكثير من الحضارات الأخرى، التي خلفت الكثير من الآثار المعمارية ، كالمدرجات والمعابد والكنائس والمساجد والمقابر وآبار المياه وقنوات الري والمنازل والكثير من الآثار التي أصبحت أمكنة تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم لزيارة الأماكن المقدسة التاريخية، مثل المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة في القدس، وكنيسة المهد في بيت لحم، والكثير من المقابر القديمة والمزارات المختلفة.
    لقد تعرضت الكثير من الأماكن الأثرية إلى الاعتداءات الإسرائيلية التي أخذت أشكالاً متعددة منها.[22] أعمال التدمير والإهمال كما يحدث الآن من أعمال الحفر التي تقوم بها إسرائيل أسفل المسجد الأقصى وقد وصل حد التدمير إلى عملية حرق المسجد الأقصى عام 1968 .
    وفي قطاع غزة تعرضت الأماكن الأثرية الهامة لأعمال السرقة وإهمال الصيانة بالإضافة إلى التجريف والإزالة ، حيث تم تجريف التلال الرملية في منطقة تل العجول لأغراض زراعية ، وهذا يؤدي إلى اندثار الكثير من الآثار ،والتي منها أرضيات الكنائس المغطاة بالفسيفساء، والميناء الروماني على شاطئ بحر غزة.
    وللحفاظ على هذا الموروث لابد من وضع الخطط وترميم وإصلاح ما تم تخريبه ، وذلك من قبل المتخصصين في علم الآثار بالإضافة إلى ضرورة التوعية حول أهمية هذا الموروث.
    ______________________________ __________
    [1] Ibidc
    1 وزارة شئون البيئة-الانتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية، أيلول 2000، ص24، ص 25، ص 26.
    1. الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، مسح التجمعات السكانية الفلسطينية 1998-أكتوبر 1999 من ص103-ص114.
    [2] Ministry of Environmental Affairs. Palestinian Environmental Strategy, Main Report, Oct. 1999, Page 33.
    [3] وزارة شئون البيئة ـ الإنتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية ، أيلول 2000، ص32.
    [4] المصدر السابق . من ص32،ص33. بتصرف.
    [5] وزارة شئون البيئة . الإنتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية . أيلول 2000، ص35.
    [6] المصدر السابق . ص36،ص37،ص38.
    [7] وزارة شئون البيئة . الانتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية، أيلول 2000، ص35.
    [8] المصدر السابق .ص28.
    [9] المصدر السابق . ص29.
    [10] صحيفة الحياة الجديدة . وثيقة أمريكية . 10/12/2000، ص15.
    [11] Ministry of Environmental Affairs. The Israeli Aggression Against the Environmental Security in Palestine During Al Aqsa Intifada Vollume 11, Nov.9- Dec.2000, Page 15.
    [12] صحيفة الحياة الجديدة . وثيقة أمريكية ، 10/12/2000، ص15.

    [13] وزارة شئون البيئة. الإنتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية ، أيلول 2000،ص39.
    [14] أ.س. دحلان "تدهور تضاريس الساحل " ملامح غزة البيئية ، الجزء الثاني ، العلاقة بين الإنسان والبيئة ، وزارة التخطيط والتعاون الدولي ـ الإدارة العامة للتخطيط البيئي ـ أبريل 1995،ص19.
    [15] وزارة شئون البيئة . الانتهاكات الإسرائيلية الفلسطينية ، أيلول 2000، ص40.
    [16] أ. س. دحلان . "تدهور تضاريس الساحل"ملامح غزة البيئية ، الجزء الثاني : العلاقة بين الإنسان والبيئة ، وزارة التخطيط والتعاون الدولي ـ الدارسة العامة للتخطيط البيئي ـ أبريل 1995،ص19.
    [17] Ministry of Environmental Affairs. State of Environmental in Palestine Environmental Management. Volume one, Aug. 2000, Page4-58.
    [18] “Samir Afify “ . Egyptian Journal Medical Laboratory. March 2000
    [19] Ministry of Environmental Affair. Page 4-41. المصدر السابق.
    [20] الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ـ الإحصاءات الزراعية 1997/1998، نوفمبر 1999ص35.
    [21] مصدر سابق .
    [22] وزارة التخطيط والتعاون الدولي . الإدارة العامة للتخطيط البيئي، ملامح غزة البيئية ـ الجزء الثاني: العلاقة بين الإنسان والبيئة ـ أبريل 1995، ص26
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي .د. عماد علّو .




    أثر المستعمرات الإسرائيلية على البيئة الفلسطينية




    لقد تركت المستوطنات الإسرائيلية آثارا مدمرة طالت جميع عناصر البيئة الفلسطينية فبالإضافة إلى أعمال مصادر
    الأراضي ومنع المواطنين الفلسطينيين من دخولها وممارسة أنشطتهم المختلفة فإن هناك الكثير من مظاهر التدمير البيئي الفلسطيني من أبرزها:
    1. استنزاف المياه الفلسطينية.
    2. تلوث المياه العادمة.
    3. تلوث النفايات الصلبة.
    4. تلوث الهواء والضجيج.
    5. تدمير التراث الحضاري.
    وسوف نشير إلى هذه المظاهر بشيء من التفصيل.
    استنزاف المياه الفلسطينية:
    هيمنت إسرائيل عبر مستوطناتها في الضفة الغربية وقطاع غزة على المياه الفلسطينية ويتضح ذلك من خلال ما تنص عليه اتفاقية أوسلو.
    إذ قدرت الاتفاقية كمية المياه الجوفية في الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) بـ 734 مليون متر مكعب كان نصيب الفلسطينيين 235.0 مليون مليون متر مكعب فقط في حين يذهب الباقي إلى إسرائيل لتلبية احتياجاتها ومن هذه الكمية هناك 60 مليون متر مكعب مخصصة لسكان المستوطنات التي يبلغ عدد سكانها حوالي 350000 مستوطن فقط وهذه كمية كبيرة على هذا العدد إذا ما قورن بعدد السكان الفلسطينيين الذين تجاوز عددهم لثلاثة ملايين نسمة حيث ينعم المستوطن بري حدائقهم وزهورهم وملئ برك السباحة بالمياه العذبة في حين يعاني الفلسطينيون ومزروعاتهم وحيواناتهم من العطش وهذا الاستنزاف الهائل للمياه الفلسطينية من قبل إسرائيل ترك آثاره السلبية على الوضع المائي العام في الأراضي الفلسطينية إذ أصبحت بعض الأحواض الجوفية في الضفة الغربية تعاني عجزاً مائياً يقدر بحوالي 50 مليون متر مكعب سنوياً أما في قطاع غزة فيصل معدل العجز السنوي بحوالي 50 مليون متر مكعب.
    وقد اصبح هذا العجز يلقي بظلاله على نوعية المياه حيث أصبحت المياه معرضة للتلوث خصوصاً في قطاع غزة الذي بلغت فيه نسبة التلوث درجة كبيرة فنسبة الكلورايد تتراوح بـ 250 ملم – 2000 ملم/لتر في اكثر من 90% من مياه القطاع علماً بان النسبة المسوح بها دولياً هي 250 ملم/ لتر أما نسبة النترات تزيد عن النسبة المسموح بها دولياً وهي 50ملم/لتر.


    المياه العادمة
    لقد ساهمت إسرائيل في الأضرار بالبيئة الفلسطينية عبر إهمالها شبكات الصرف الصحي في الأراضي الفلسطينية ووفق الشروط الصحية اللازمة، إلا أن الأضرار بالبيئة الفلسطينية جار وبشكل مباشر عبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث تقوم هذه المستوطنات بضخ ملايين الأمتار المكعبة من المياه العادمة في الأودية وفي الأراضي الفلسطينية.
    ففي الضفة الغربية وحدها، بلغت كمية المياه العادمة التي تضخها المستوطنات الإسرائيلية التي يقطنها حوالي 350000 مستوطن حوالي 40 مليون متر مكعب سنوياً في حين أن كمية ما ينتجه المواطنون الفلسطينيون في الضفة الغربية 33.72 مليون متر مكعب، علماً بأن عدد سكان الضفة الغربية قد بلغ 1.87 مليون نسمة، وهكذا فإن كمية المياه التي ينتجها المستوطنون تفوق كثيراً ما ينتجه السكان الفلسطينيون، هذا بالإضافة إلى أن 90% من مساكن المستوطنات متصلة بشبكات صرف صحي، إلا أن نسبة ما يعالج منها لا تتجاوز 10% من كمية المياه المنتجة[1]. أما المياه العادمة للمستوطنات، فإنها تصب كما ذكرنا في الأودية الفلسطينية وفي حوض نهر الأردن بل تتجاوز ذلك إلى الأراضي الزراعية الفلسطينية ومن الأماكن التي تنصرف إليها المياه العادمة للمستوطنات.
    • وادي النار وتتصرف فيه المياه العادمة من المستوطنات التي تحيط بالقدس بمعدل 30000 متر مكعب يومياً.
    • منطقة شمال شرق مدينة الخليل وتتصرف فيها المياه العادمة الناتجة عن مصانع الخمور في المستوطنات هناك.
    • وادي قانا بين نابلس وقلقيلية وتتصرف فيه المياه العادمة الناتجة عن مستوطنات اريئيل ومجموعة المستوطنات في المنطقة.
    وكذلك، فإن مياه المستوطنات تنصرف في أودية حبلة في قلقيلية وزواتا في نابلس ووادي المقطع في جنين ووادي السمن في الخليل.
    أما في قطاع غزة، فإن المياه العادمة تتجه إلى المناطق الرملية أو تحمل في حاويات وتضخ في الأودية مثل وادي السلقا ووادي غزة، بالإضافة إلى انصراف جزء كبير منها إلى مياه البحر المتوسط، بالإضافة إلى تسرب كميات كبيرة إلى باطن الأرض لتختلط بمياه الخزان الجوفي عبر الحفر الامتصاصية.
    وبذلك فإن المياه العادمة تلعب دوراً كبيراً في تلوث البيئة الفلسطينية، فهي تعمل على تلوث المياه سواء أكانت في الخزان الجوفي او المياه السطحية، حيث تعمل على زيادة نسبة الأملاح وتزايد نسبة النترات مما يجعل المياه غير صالحة للاستخدام الآدمي، وحتى غير صالحة للاستخدام الزراعي كما هو الحال في مياه نهر الأردن.
    كما تعمل المياه العادمة على تلويث الأراضي الزراعية والمزروعات، إذ أن تركيز أملاح الصوديوم في التربة التي تتعرض للمياه العادمة، يعمل على انسداد مساماتها وتصبح غير قابلة للزراعة، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تصحر الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى ما ذكرنا من نشر الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات الضارة وانتشار الأوبئة. ويشير البيان التالي إلى بعض المستوطنات وأماكن تصريف مياهها العادمة في الأراضي الفلسطينية.
    بعض المستوطنات وأماكن تصريف مياهها العادمة1
    مستوطنة جلبوع تصب مياه الصرف الصحي من هذه المستوطنة في أراضى الجلبون الزراعية – جنين.
    مستوطنة برقان يعتبر الصرف الصحي خطيراً جداً حيث يتكون من مياه صرف صناعي ومخلفات صلبة وطلاءات معدنية وغيرها.
    مستوطنة عمانويل ينساب تيار مياه الصرف الصحي إلى محطة تجميع مستوطنة قانا ثم يضخ إلى سفح الجبل القريب للأغراض الزراعية وتصريف فائض مياه الصرف الصحي إلى الوادي، وحتى المياه المضخوخة تعود إلى الوادي.
    مستوطنة اريئيل يتم خلط الماء ذو التركيز العالي من الملوحة الصادر عن محطة التحلية مع مياه الصرف الصحي ويصرف الخليط إلى الوادي المجاور.
    مستوطنة شعاري تكفا يسرى تيار مياه الصرف الصحي من المستوطنة إلى الأراضي الزراعية لبيت أمين في قلقيلية مسبباً أضرارا للأراضي الزراعية، إضافة إلى أن تسرب مياه الصرف الصحي من خلال المسام إلى الخزان التحت ارضي الجوفي وكان ذلك واضحاً في زيارة ميدانية للموقع.
    مستوطنة الفيه منشه تنساب مياه الصرف الصحي من مستوطنة ألفيه منشه عبر أنبوب مقفل إلى محطة ضخ مياه الصرف الصحي في كيبوتس ابال داخل حدود 1948، ماراً بقرية حبلة في قلقيلية، ولكن عدم كفاءة المضخة والمنشآت الأخرى في المستوطنة يؤدي إلى تسريب من خط مياه الصرف الصحي حيث تنساب مياه الصرف الصحي إلى قرية حبلة وقلقيلية محدثة بحيرة من مياه الصرف الصحي مؤذية للبيئة والصحة.
    مستوطنة تسوريفتينل شكل الماء ذو التركيز العالي الملوحة الصادر من محطة التحلية بحيرة في شمال قلقيلية وتقع هذه في المسافة بين المنطقة السكنية والأراضي الزراعية.
    مستوطنة روش زوريم نظراً للعطل المتكرر لمحطة ضخ مياه الصرف الصحي من هذه المستوطنة، تنساب مياه الصرف الصحي إلى الأراضي الزراعية لقرية جبة في بيت لحم وتسبب أضرارا للأراضي.
    مستوطنة افرات تنساب مياه الصرف الصحي على الأراضي الزراعية لمدينة بيت لحم ملحقة الضرر بحوالي 2 هكتار من الأراضي الزراعية، بالإضافة لمياه المجاري فقد حفر المستوطنين حفرة امتصاصية ضخمة تابعة للمستوطنة وتقع هذه الحفرة على مستوى مرتفع من وادي البيار من اكثر الأودية خصوبة في المنطقة والقريب من نبع ماء دائم وكلما امتلأت هذه الحفرة يتم تصريف المياه العادمة منها إلى الوادي ملوثاً بذلك أهم مصدر من مصادر المياه في المنطقة.
    مستوطنة دانيئال تنساب مياه الصرف الصحي من هذه المستوطنة ملحقة الضرر بحوالي 0.5 هكتار من الأراضي الزراعية لبيت لحم وقرية الخضر، هذا بالإضافة إلى الضرر اللاحق بالبيئة والصحة العامة نتيجة لتسرب مياه الصرف الصحي إلى الماء التحت ارضي الجوفي.
    معسكر المجنونة يسبب هذا المعسكر التابع للجيش الإسرائيلي في الخليل أضرارا للبيئة نتيجة لصرف مياه الصرف الصحي ووصولها إلى وادي الغور، وتستخدم مياه هذا النبع عادة للأغراض الزراعية.
    مستوطنة كريات أربع تنساب مياه الصرف الصناعي من مصنع "بير" في المستوطنة إلى أراضي المزارع على الطريق من الخليل إلى بني نعيم وهذه المشكلة قائمة منذ سنوات عديدة.
    مستوطنة معاليه هكوفشيم تنساب مياه الصرف الصحي من هذه المستوطنة وبالأخص من مزارع الأبقار إلى الأراضي الزراعية لقطنة في رام الله مؤدية إلى إحداث أضرار عدة بالبيئة وبالصحة العامة.
    مستوطنة سلعيت تنساب مياه المجاري من هذه المستوطنة لتصب في أراضي المواطنين الفلسطينيين في منطقة طولكرم، هذه المياه العادمة دمرت مساحة واسعة من الأراضي المزروعة باللوزيات والزيتون.
    مستوطنة كرمي تسور تضخ مياه الصرف الصحي إلى أراضي زراعية تابعة لقرية بيت أمر وهذه الأراضي مزروعة بالعنب والأشجار المثمرة.
    مستوطنة الون موريه تنساب المياه العادمة من هذه المستوطنة في أراضي قرية دير بلوط، لتصب في أراضي القرية الزراعية.
    مستوطنة غوش قطيف يتم تصريف المياه العادمة من بركة المجاري الخاصة بالمستوطنة إلى الأراضي الفلسطينية المحيطة "منطقة المواصي" مما يؤدي إلى إتلاف أراضي زراعية فلسطينية وتلويث آبار المياه المخصصة للشرب في تلك المنطقة.
    مستوطنة أدم اتضح من تحقيق أجرته سلطة حماية الطبيعة والحدائق الوطنية الإسرائيلية أن المياه العادمة المنسابة من مستوطنة آدم الواقعة شرق حي النبي يعقوب في القدس هي التي أدت إلى التلوث الخطير لمياه وادي القلط وأدت إلى تسمم رؤوس الماشية في الوادي الذي يعتبر محمية طبيعية واتضح أيضا أن مياه المجاري قد تسربت إلى مئات الأمتار تحت الأرض وسارت مسافة ثلاثة كيلو متراً حيث أصبحت تتبع مع عين القوار بوادي القلط الأمر الذي أدى إلى هذا التسمم.
    مستوطنة كفار داروم تنساب المياه العادمة من هذه المستوطنة الإسرائيلية الموجودة بقطاع غزة مختلطة بالنفايات الكيماوية الناتجة عن الوحدات التصنيعية الإسرائيلية المختلفة وتصب هذه المياه والنفايات في وادي السلقا الفلسطيني.
    مستوطنات منطقة رفح حيث يوجد بركة لتجميع مياه الصرف الصحي ناتجة عن مستوطنات رفح، ويبلغ مساحة هذه البركة حوالي واحد ونصف دونم وعمقها يصل الى 2 متر البركة محاطة بأراضي زراعية فلسطينية، وتبعد مسافة 20 متر فقط عن اقرب بئر مياه ارتوازي في المنطقة.
    مستوطنة جيلو ومستوطنة هارجيلو تتدفق المياه العادمة من هذه المستوطنات لتصب في وادي الشرار "ALSARAR" لتسبب تلوث كبير لمصادر المياه ومخاطر صحية للقرى المستفيدة من هذا الوادي "بيت جالا-بيت صفافا" في منطقة بيت لحم.
    النفايات الصلبة
    ولم تتوقف آثار الاحتلال الإسرائيلي عند هذا الحد، بل ساهم عن طريق مستوطناته المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة في تلويث البيئة الفلسطينية عن طريق النفايات الصلبة الناتجة عن استخدامات المستوطنين الإسرائيليين سواء كانت ناتجة عن الأغراض المنزلية أو ناتجة عن الصناعات الإسرائيلية .
    وتقوم المستوطنات الإسرائيلية بإلقاء النفايات الصلبة في الأراضي الفلسطينية كما هو الحال في منطقة أبو ديس التي يوجد فيها مكباً من أضخم المكبات حيث تقدر مساحته بـ3000 دونم لخدمة المستوطنات الإسرائيلية[2] ومنطقة جيوس بالغرب من مدينة قلقيلية الذي يغطي مساحة 12 دونماً لخدمة مستوطنات كرني شمرون وقدومييم وتسوفييم ومعاليه تشومرون[3]. ويشير البيان الثاني إلى بعض المستوطنات الإسرائيلية وأماكن التخلص من نفاياتها. [4]

    بعض المستوطنات الإسرائيلية وأماكن التخلص
    من نفاياتها الصلبة
    أماكن التخلص من النفايات الصلبة المستوطنة
    الأراضي الزراعية في سلفيت مسستوطنة أريئيل
    أراضي عرابة في محافظة جنين معسكرات الجيش الإسرائيلي حول حدود 67 بالقرب من محافظة جنين
    موقع مجمع مدينة طوباس على الرغم من إقفال هذا المجمع معسكرات الجيش الإسرائيلي
    منطقة العبدلي ـ أبو ديس ـ بجوار العيزرية والسواحرة مستوطنة يتسار
    أراضي قرية بيت فوريك محافظة نابلس ألون موريه

    هذا وتسبب النفايات الصلبة مخاطر كثيرة بالإضافة إلى كونها مصدراً للروائح الكريهة وللحشرات والأوبئة، إلا أنها تسبب في تلويث مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والتربة والمياه الجوفية نتيجة عملية رشح السوائل الناتجة عن هذه النفايات إلى الخزان الجوفي كما يسبب التخلص من النفايات عن طريق الحرق في تلوث الهواء.
    أن عدم تنفيذ إسرائيل للاتفاقيات المعقودة مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وعدم انسحابها من الأراضي الفلسطينية، يدفع بالمستوطنين لاستخدام كل الطرق الذين يرونها مناسبة للتخلص من النفايات الصلبة على حساب الأراضي الفلسطينية، سواء بالحرق أو الدفن أو تهريب المواد الخطرة السامة من المصانع الإسرائيلية إلى الأراضي الفلسطينية .
    كما تسبب المصانع الإسرائيلية التي تزايد عددها في المستوطنات الإسرائيلية بعد نقلها من إسرائيل يسبب الأضرار البيئية التي تسببها هذه المصانع داخل إسرائيل، حيث وصل عددها إلى حوالي 200 مصنعاً لمختلف الصناعات الكيماوية، وغيرها مثل صناعات الألمنيوم، الجلود، البطاريات، البلاستيك، الأسمنت، علب الصفيح لتعليب المواد الغذائية، الصوف الزجاجي، المطاط، الكحول، الخزف، الرخام، المنظفات الكيماوية، الغاز، المبيدات الحشرية، الصناعات العسكرية السرية.[5]
    إن هذه المصانع تنتج المواد السامة مثل الألمنيوم، والكروسيوم، والرصاص، والزنك، والنيكل، وتقوم بإلقائها في المياه العادمة للمستوطنات. ويشير الجدول التالي إلى بعض المصانع المسربة للمواد السامة في الأراضي الفلسطينية :

    بعض المصانع المسربة للمواد الخطرة في
    الأراضي الفلسطينية[6]
    الضرر البيئي للسكان الفلسطينيين المصنع للمنتج إسم المستوطنة المحافظة
    تفريغ مواد قلوية تؤدي إلى التصحر. مصنع ألومنيوم، مصنع صفائح حفظ المواد الغذائية ومصنع بلاستيك عطروت رام الله
    مصنع بلاستيك جفعات هداسا
    إنبعاث رائحة كريهة ومخلفات ضارة مصنع أفوكادو كفروت
    تفريغ مواد قلوية تؤدي إلى التصحر. مصنع ألومنيوم نيلي
    يستخدم مواد الكروم والزرنيخ وهذه تضر بالتربة في موقع دفن النفايات القريب وتسبب أضراراً خطرة للصحة. مصنع جلود حلميش
    إن ربط مياه الصرف الصحي للمستوطنة مع شبكة الصرف الصحي للخليل يؤدي إلى زيادة الحمل على الشبكة. مصنع كحوليات كريات أربع الخليل
    إنشاء موقع دفن نفايات 6هكتارات في أراضي يطا وموقع خرب بالقرب من الخليل. مصانع غير معروفة الإسم سيراميكس
    تتخلص المستوطنة من المخلفات الصناعية بالقرب من عرابا وقلقيلية وبرقة ووادي سبسطية. مصنع ألومنيوم هومش نابلس
    مصنع منظفات كيماوية نابلس
    يصب الصرف الصحي في حقول الزيتون مصنع ألومنيوم ألون موريه
    مصنع تعبئة مواد غذائية
    مصنع دهانات منزلية
    مصنع ألومنيوم شيلو
    مصنع جلود
    مصنع ألومنيوم إيتمار
    مصنع دهانات منزلية ماجدولين
    مصنع جلود
    مصنع بلاستيك
    المصنع يستخدم الكادوميوم السام والذي يسبب عند إختلاطه بالماء أضراراً للأرض والزراعة. مصنع بطاريات حومش جنيين
    مصنع شمع الإشعال
    مصنع غاز جنانيت
    تضر النفايات السائلة والغازية بالسكان والزراعة ويقع المصنع في قرية إرتاح/طولكرم حتى العام1982 كان المصنع مقاماً في كفار سابا وقد أغلق بأمر عسكري وقد أجبر المتظاهرون المصنع للإنتقال إلى طولكرم في العام 1987. مصنع للمبيدات الحشرية مصانع ليست حكومية للمستوطنات طولكرم
    ينتج الصوف الزجاجي من البوليستر وعند حرق النفايات تنبعث غازات سامة. مصنع شهاف للصوف الزجاجي والأسبستوس
    تنبعث روائح كريهة من المصنع وعلاوة على ذلك فهو يخزن كميات كبيرة من الغاز يمكن أن تؤدي إلى كارثة بيئية كان المصنع مقاماً بالقرب من نتانيا وقد إنتقل الآن إلى طولكرم. ديوكسين لصنع الغاز
    ترميم الأنابيب القديمة والمرشحات بضغط عال من التراب ينتج عنه غبار كثيف. مصنع الأسمدة الكيماوية والأنابيب ومرشحات المياه
    أكبر منطقة صناعية إسرائيلية في الضفة ويتم دفن المخلفات في الأراضي الزراعية. 3 مصانع ألومنيوم منطقة برقان أكثر من80 مصنعاً سلفيت
    مصنع صوف زجاجي
    عدة مصانع بلاستيك
    تلوث هواء وضجيج مصنع معدات بلاستيكية منطقة الخان الأحمر ثاني أكبر منطقة صناعية إسرائيلية في الضفة أريحا
    تلوث هوائي وضجيج مصانع مطاط وجلود
    يستخدم مواد سامة في الإنتاج وقد إحتجت سلطات البيئة الإسرائيلية على الصرف الصناعي للمصنع. مصانع إكستال للألومنيوم
    ينتج دخان أسود كثيف عن المصنع مصنع واتيروم لصهر الألومنيوم
    المنتجات مجهولة لأن كميات من نفايات علب صفيح تدخل وتخرج من المصنع بسرية مطلقة ويتم دفن النفايات بالقرب من منطقة العيزرية التي يوجد بها العديد من المصانع. مصنع دوتارا

    النفايات الخطرة :
    وتتكون هذه النفايات من:
    1. النفايات الصناعية من المواد الكيماوية السامة مثل الرصاص، الزنك، النيكل ..إلخ.
    2. النفايات الطبية سواء أكانت نفايات سائلة أو صلبة.
    3. النفايات المشعة.
    وقد استخدمت إسرائيل الأراضي الفلسطينية طوال سنوات احتلالها كمكان للتخلص من نفاياتها الخطرة، حيث عمدت إلى نقل العديد من مصانعها إلى داخل مستوطناتها في الضفة الغربية وقطاع غزة ، كما استخدمت أكثر من 50 موقعاً لإلقاء نفاياتها الخطرة فيها[7] ولهذا أصبحت الأراضي الفلسطينية تتعرض بشكل مباشر لأخطار هذه النفايات نتيجة لإلقائها أو دفنها فيها أو غير مباشر نتيجة تعرضها للغازات السامة المنبعثة من المصانع الإسرائيلية القريبة من الحدود، بفعل الرياح، إذ سجلت العديد من الحوادث التي يوجد بها مواد خطرة ، أما في المصانع أو أثناء عملية النقل الأمر الذي يؤدي إلى حدوث عمليات تسريب لهذه المواد مثل غاز الوقود المسال، والديزل، والبروميد، وحمض الهيدروليك والأمونيا وحمض الساسبلك ويمكن لهذه المواد الوصول إلى الأراضي الفلسطينية تحت ظروف الرياح المواتية كما حدث في غزة عام 1989، إذ تسربت كميات كبيرة من المركبات الفسفورية العضوية شمال محافظات غزة بل وصلت إلى مدينة غزة[8]. كما قامت إسرائيل بنقل النفايات الخطرة إلى الأراضي الفلسطينية، وقد سجلت بعض حالات النقل والتهريب الآتية :[9]
    1. في عام 1987 قامت إسرائيل بدفن نفايات صلبة في أراضي قرية عزون قرب قلقيلية ويعتبر هذا المكب مصدراً خطراً على المواطنين، إذ لوحظ ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض السرطان بين أبناء هذه المنطقة مقارنة بالمناطق الأخرى.
    2. اكتشاف كميات كبيرة من النفايات السامة من بقايا كيماويات بالقرب من قرى عزون وجيوس وتل صوفين القريبات من قلقيلية .
    3. في مارس عام 1999 تم اكتشاف 250 برميلاً تحتوي على مواد سامة مجهولة ومهربة من إسرائيل إلى قرية أم التوت في جنين .
    4. إنشاء مكباً للنفايات الصلبة بالقرب من مستوطنة يافيت في غور الأردن بعد نقله من منطقة العفولة داخل إسرائيل.
    وهناك الكثير من عمليات التهريب لهذه المواد الخطرة في الأراضي الفلسطينية ، وكذلك هناك مخاوف من قيام إسرائيل بدفن نفايات نووية داخل الأراضي الفلسطينية وربما يكون انتشار بعض الأمراض الغامضة بين السكان مؤشراً على وجود مثل هذه النفايات.
    التلوث بالمواد الإشعاعية :
    تقوم إسرائيل بتطوير أسلحتها وذخائرها باستخدام مادة اليورانيوم ، وذلك عن طريق إجراء العديد من التجارب النووية في خليج العقبة، الأمر الذي أدى إلى حدوث نشاط إشعاعي خطير في الدول العربية المجاورة لإسرائيل، كما قامت بتجربة الذخائر المستخدم في صناعتها مادة اليورانيوم المستنفذ على المواطنين الفلسطينيين لمدة 32 يوماً بمعدل قصف يومي لمدة 12 ساعة.[10]
    إن مادة اليورانيوم المستنفذ هي نفسها مادة اليورانيوم الطبيعي بعد عزل العنصر 237 الفعال منها، إلا أن استخدامها في صناعة الذخائر والمقذوفات تعطيها قوة اختراق هائلة ، كما أنها تزيد من قوة دروع الدبابات ، وهي مادة ذات كثافة عالية ، وتزيد عن كثافة الرصاص بـ1.7% ولها خاصية الاحتراق التلقائي مجرد الارتطام ما ينجم عنه تطاير ذرات دقيقة متطايره في الهواء يمكن استنشاقها بسهولة.[11]
    وقد كشفت بعض المنظمات الدولية مثل منظمة Internatioal Action Center الأمريكية وهبته Laka Foundation الهولندية عن استخدام إسرائيل للذخائر وقذائف الدبابات المستخدم فيها مادة اليورانيوم المستنفذ ضد المواطنين الفلسطينيين.
    وكانت النتيجة استشهاد المئات، وإصابة الآلاف بجروح والغريب أنها إصابات بليغة لم يشهدها الأطباء المعالجون من قبل، إذ أن القذائف تنفجر في جسم المصاب ما يؤدي إلى تهتك أجزاء من جسمه وأن هذه المقذوفات من نوع دمدم المحرم دولياً.
    وبذكر العديد من العلماء مثل الدكتور فوزي حماد رئيس هيئة الطاقة المصري الأسبق، والعالم المصري الدكتور طارق النمر، أن هذه الذخائر والمقذوفات المستخدم فيها اليورانيوم المستنفذ ذات الإشعاعات السامة تلحق أضراراً جسيمة بالصحة العامة، إذ تسبب الإصابة بأمراض السرطان بأنواعه والتشوهات الخلقية عند الأجنة، والأمراض المزمنة ، كما أنها تدخل في الماء والسلسلة الغذائية .
    إن استخدام إسرائيل للذخائر والمقذوفات، وكذلك الدبابات التي تتجول في المناطق المحيطة بالمناطق الأهلة بالسكان في قطاع غزة والضفة الغربية ، جعلت الأراضي الفلسطينية تتعرض إلى نشاط إشعاعي ، وقد أكدت المنظمة الأمريكية CAI السالفة الذكر في تقريرها بعد دراسة أجرتها في أجزاء من قطاع غزة والضفة الغربية أن إسرائيل قصفت العديد من المباني السكانية والمرافق العامة بقذائف استخدم في صناعتها مادة اليورانيوم المستنفذ وذلك يوم الأول من تشرين الثاني 2000. [12]
    تدهور التضاريس وتلوث المسطحات المائية

    لقد طالت الاعتداءات الإسرائيلية على البيئة الفلسطينية شكل سطح الأرض وعملت على تدهورها وتلويثها وقد شملت هذه الاعتداءات، انتشار مقالع الحجارة وانجراف التربة والتصحر، وتدهور تضاريس الساحل ثم تلويث مياه البحرين المتوسط والميت.
    مقالع الحجارة :
    لقد أنشأت إسرائيل 6 مقالع للحجارة في الضفة الغربية لقلع الصخور وتكسيرها لاستخدامها في قطاع البناء، إذ تقوم هذه المقالع بتغطية 80% من الاحتياجات الإسرائيلية ويشير الجدول التالي إلى مقالع الحجارة التي أقامتها إسرائيل في الضفة الغربية
    جدول مقالع الحجارة في الضفة الغربية[13]
    ملاحظات المحافظة المنطقة
    جميع المقالع مقامة بجوار المناطق العربية . الخليل الظاهرية
    المأهولة بالسكان تلحق بهم الأضرار الناجمة . الخليل دورا
    عما يلي : بيت لحم الدهيشة
    الانفجارات المستمرة والغبار على مدار الساعة. جنين يعبد
    الإزعاج الناجم عن عمليات النقل على مدار الساعة. قلقيلية جيوس
    الاستيلاء على مزيد من الأراضي . قلقيلية تسوفييم

    وتعمل هذه المقالع على تدهور التضاريس، وخاصة أنها لم تنشأ على أسس علمية ولا على أيدي خبراء جيولوجيين. الأمر الذي يؤدي إلى :
    1. إلحاق الضرر بالصحة العامة نتيجة الغبار الكثيف المتطاير ليصيب المناطق المجاورة للمقالع ويتسبب الإصابة بالأمراض الصدرية.
    2. القضاء على التنوع الحيوي نتيجة تساقط الغبار على الأشجار والنباتات، وهذا يؤدي إلى إعاقة نموها، ويهدد المناطق التي حول المقالع بالتصحر، كما يدفع الصوت الناجم عن الآلات ووسائط النقل بالحيوانات البرية الابتعاد عن أماكن إقامتها الحالية وبالتالي هجرتها.
    3. استخدام أماكن قلع الحجارة كمكبات للنفايات الصلبة والمياه العادمة بعد الانتهاء منها.
    4. إحداث تلوث في الهواء وزيادة درجات الضجيج.
    تلوث التربة:
    تتعرض التربة الفلسطينية إلى أعمال التدمير من قبل القوات الإسرائيلية، الذي سيؤدي إلى انجرافها ، وبالتالي زيادة ظاهرة التصحر. فقد سبق الإشارة في الفصل الأول من هذا الباب، إلى أعمال التجريف الواسعة التي أحدثتها القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى إزالة مساحات واسعة من الغابات بغرض إقامة المستوطنات وشق الطرق الالتفافية، إذ أن هذه الممارسات من شأنها أن تؤدي إلى تفكك التربة ، وبالتالي يسهل على عوامل التعرية كالرياح والأمطار من جرفها . كذلك فإن استيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بما فيها الأراضي الزراعية الخصبة، وحرمان السكان الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم في استعمال أراضيهم، إذ لم يبق في أيديهم إلا مساحة صغيرة من الأراضي الزراعية الأمر الذي جعل المزارعين الفلسطينيين، زراعة أراضيهم أكثر من مرة بما يعرف بالزراعة الكثيفة وذلك عن طريق استخدام المخصبات الزراعية ومبيدات الآفات الزراعية بإفراط، الأمر الذي يعمل على الحد من خصوبة التربة ، كما أنها تعمل على زيادة ملوحة التربة عن طريق زيادة نسبة كلوريد الصوديوم الذي يعمل أيضاً على التقليل من مساميها ، وبالتالي عدم قابليتها للإنتاج.
    تدهور تضاريس الساحل :
    إن شواطئ قطاع غزة لها إمكانيات ممتعة للسياحة ليس لسكان قطاع غزة فحسب بل لسكان الضفة الغربية، والدول العربية أيضاً ولكن شواطئ قطاع غزة تعرضت إلى التدهور الشديد بسبب :
    • تجريف وإزالة كميات هائلة من الرمال الذهبية الصفراء والتي تعتبر أحد المظاهر الجمالية الطبيعية للشاطئ.
    • إلقاء كميات كبيرة من النفايات الصلبة وتدفق المياه العادمة إلى رمال الشاطئ .
    • إقامة المباني والمرافق المختلفة مباشرة على الشاطئ.
    وتعتبر عملية إزالة الرمال من أخطر ما يواجه الشاطئ في قطاع غزة ، إذ تعرضت الرمال الفلسطينية لأعمال النهب والسرقة من قبل إسرائيل ومستوطناتها التي أقيمت على المناطق الرملية في قطاع غزة، وقد استخدمت إسرائيل الرمال في صناعة مواد البناء التي تعتمد عليها إسرائيل في بناء مستوطناتها، وأعمال البناء داخل إسرائيل ، ويشير الجدول التالي إلى حجم الرمال المستنزفة من شاطئ قطاع غزة عام 1994.

    جدول حجم الرمال المستنزفة من شاطئ قطاع غزة عام 1994[14]
    الكمية 1000 م3 المساحة المنطقة
    12634 1762 بيت لاهيا
    3645 1005 غزة
    3765 1240 المنطقة الوسطى
    2652 660 خانيونس
    1330 395 رفح
    975 150 المواصي
    25001 5212 المجموع
    وكما يشير الجدول ، فإن كمية الرمال المزالة حتى ذلك التاريخ حوالي 25 مليون متر مكعب من مساحة تقدر بـ5212 دونم، وتتركز عملية نزح الرمال من مناطق مستوطنات غوش قطيف في الجنوب، ومستوطنة نتساريم، وكذلك المستوطنات الواقعة شمال بيت لاهيا وهي مستوطنات نيسانيت وإيلي سيناي. ومن أبرز مقالع الرمال التي تستخدمها المستوطنات :[15]
    1. مقلع بيت دولح "غوش قطيف" : ويمتد على مساحة مئات الدونمات وتعمل فيه عدد من الآليات على مدار اليوم ، إذ يتم شحن ما حمولته 170 سيارة شحن يومياً تأتي عن طريق حاجز كيسوفيم لنقل الرمال إلى داخل إسرائيل .
    2. مقلع نتساريم : ويقع في المنطقة الواقعة بين مستوطنة نتساريم ومدينة الزهراء وينقل جزء كبير من هذه الرمال إلى إسرائيل والباقي يستعمل في تعييد الشوارع بين المباني السكنية داخل المستوطنة.
    كما أن هناك مقلعاً أخر بعيداً عن الشاطئ وهو مقلع ميحولا في الأغوار الشمالية حيث تنتقل الرمال إلى داخل المستوطنة . إن عملية سرقة الرمال هذه وتهريبها إلى داخل إسرائيل لا تضر بالبيئة الفلسطينية فحسب بل تخلف أضراراً اقتصادية ، فلقد أصبحت الرمال تشكل ثروة وطنية ذات قيمة اقتصادية كبيرة فالرمال تدخل بشكل واسع في صناعة مواد البناء ، كما تدخل في صناعة الزجاج والإلكترونيات ، كما أن إزالة الرمال بدون ضوابط أو ترشيد تفقد الشاطئ قيمته الجمالية الطبيعية وتهدد التنوع الحيوي في المنطقة، حيث تضطر الحيوانات البرية إلى هجر أماكن سكناها بعد تجريف الأراضي الرملية كما يتم القضاء على كثير من أنواع النباتات البرية ، بالإضافة إلى ذلك ، فإن أماكن اقتلاع الرمال سرعان ما تتحول إلى أماكن لتجميع النفايات الصلبة والمياه العادمة وفي مسح لمصادر التلوث على شاطئ قطاع غزة أمكن حصر الآتي :[16]

    31 موقعاً للمياه العادمة
    360 موقعاً للنفايات الصلبة الكيماوية
    362 موقعاً للنفايات المنزلية
    521 موقعاً لمخلفات البناء والتشييد.

    وكذلك ، فإن شاطئ قطاع غزة يتعرض إلى تشويه آخر ، وهو إقامة العديد من المرافق والمنشآت مباشرة على الشاطئ مثل محطات الوقود، والأماكن السياحية ما ألحق أضرار بالشاطئ يصعب معه إصلاح هذه الأضرار على المدى القريب .

    تلوث المياه البحرية:
    1. البحر المتوسط: يطل قطاع غزة على البحر المتوسط بساحل يبلغ طوله 45كم، ويتعرض البحر المتوسط إلى تدفق كميات كبيرة من إرسابات نهر النيل الذي يصب فيه، وينتقل جزء من هذه الإرسابات عبر التيارات المائية، ليصل جزء من هذه الإرسابات إلى الساحل الفلسطيني، ويقدر حجم هذه الإرسابات بـ350000 متر مكعب، وتظهر هذه الإرسابات في الجروف المطلة على البحر التي تمتد من رفح جنوباً حتى خليج حيفا شمالاً.
    ولكن المصدر الرئيسي لتلوث مياه البحر هو تدفق المياه العادمة الغير معالجة من الجانبين الفلسطيني، والمستوطنين الإسرائيليين، في المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، والمتواجدون جنوب وشمال القطاع ، وكذلك أمام مدينة غزة ومخيم الشاطئ ومدينة دير البلح، حيث تصب في مياه البحر ما يعادل 20% من كمية المياه العادمة الغير معالجة، أو ما يعادل 50000 كوب يومياً[17]. ما يلحق أضراراً جسيمة بالأحياء المائية والاستجمام وليس هذا فحسب، بل ترافق المياه العادمة إلقاء النفايات الصلبة الملقاة على طول الشاطئ مما يخلق الكثير من المشاكل خصوصاً و أن عملية ارتفاع مستوى سطح البحر والخصائص المورفولوجية للشاطئ لا تعمل على إزالة آثار التلوث بشكل سريع ،كما أن الإرسابات التي تجلب إلى الشاطئ غير كافية لإعادة بنائه كما أن شواطئ البحر المتوسط يتعرض إلى مشاكل إقليمية ومن أهمها مشكلة زيت البترول المتسرب من السفن ومحطات تفريغ النفط ومحطات الوقود، ويتأثر شاطئ قطاع غزة بهذه المؤثرات خصوصاً من ناقلات النفط التي تعبر قناة السويس متجهة إلى ميناء أسدود.
    ولقد سجلت العديد من حالات التلوث في مياه البحر المتوسط في أماكن متفرقة، ففي دراسة تم إجراؤها على مياه الشاطئ في قطاع غزة حيث تم اختيار 17 موقعاً على طول الشاطئ ، وقد أخذت عينات مياه من تلك المواقع بواقع عينتين شهرياً لكل موقع وعلى مدار 12 شهراً . وبعد تحليل العينات كيماوياً اختبارDO والأوكسجين المذاب BOD، أظهرت التحاليل أن هناك تلوثاً كيمائياً ومبكروبولوجيا طبقاً لاختلاف فصول السنة ، وأن لهذا التلوث علاقة بتدفق كمية مياه المجاري إلى البحر ، كذلك نشاطات السكان وكمية الأمطار، كما أوضحت الدراسة أن الحد من ضح مياه المجاري لفترات محدودة ، قد أدى إلى التقليل من درجة التلوث، وقد نصحت الدراسة المتعاملين على هذه المواقع سواء بالسياحة أو الصيد إلى مدى خطورة التدفق لهذا التلوث وعليه فإنه يجب اتخاذ إجراءات وقائية مستمرة وتبني برامج مسح أخرى باستخدام أحدث الطرق كالاستعانة بالكوليفاح وبكتيريا الأنتيروكروكس.[18]

    2. البحر الميت: يقع البحر الميت عند ملتقى ثلاث قارات وتضم أربع نطاقات جغرافية حيوية وفي قاع البحر الميت تدفق المياه العذبة أسفل المياه المالحة ، وهو يعتبر أكثر بقاع العالم انخفاضا تحت مستوى سطح البحر إذ يصل انخفاضه إلى 400م تحت مستوى سطح البحر ومن الجانب الفلسطيني يحد البحر الميت ثلاث محافظات هي : أريحا والقدس وبيت لحم .
    إن البحر الميت مهدد بخطر الجفاف، لانخفاض مستوى سطحه بمعدل 80ـ100 ملم سنوياً بسبب العديد من العوامل منها : قلة المياه الواردة إليه بسبب المشاريع المائية المقامة على نهر الأردن وقيام إسرائيل بتحويل مياهه وروافده وتخزينها في بحيرة طبريا ، ومن ثم نقلها إلى داخل إسرائيل والأنشطة الصناعية الناتجة عليه سواء في الجانب الأردني أو الجانب الإسرائيلي . [19]
    ويعتبر البحر الميت من المناطق السياحية الهامة ، إذ أنشأت على طول شواطئه ما يقرب من 400 غرفة . إن هذه المشاريع في مجملها تهدد الطبيعة هناك ما يهدد السياحة.


    الأضرار التي لحقت بالتنوع الحيوي والتراث الحضاري
    التنوع الحيوي:
    لقد وصل التلوث البيئي في العالم إلى درجة أصبح فيها يهدد حياة الإنسان وأشكال الحياة الأخرى وهذا دفع بـ168 دولة من دول العالم بعقد مؤتمر دولي حول البيئة في ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1992 لتدارس كيفية مواجهة الأخطار المحدقة بالبيئة .
    أما على الصعيد الفلسطيني فقد استعرضنا في الفصول السابقة الاعتداءات الإسرائيلية على البيئة الفلسطينية ، التي شملت مصادره الأراضي وتجريفها، واقتلاع الغابات والأحراش. واستنزاف المياه الجوفية الفلسطينية والسيطرة حتى على الموارد المائية.
    بالإضافة إلى أشكال التلوث التي تحدثها المستوطنات والمصانع الإسرائيلية، حتى الموجود منها داخل إسرائيل من مياه عادمة ونفايات صلبة وسرقة الرمال، وتلويث البيئات البحرية.
    كل هذه الاعتداءات انعكست بشكل خطير على التنوع الحيوي في فلسطين ، حيث عمل تجريف الأراضي لإقامة المستوطنات وشق الطرق الالتفافية على إزالة المساحات الخضراء بعد إزالة النباتات والأشجار، ومساحات واسعة من الغابات، هذا يعني أن أعداداً كبيرة من أنواع النباتات قد اختفت ولم يسمح لها بالنمو مرة أخرى في نفس المنطقة.
    كما أدت أعمال التجريف إلى إزالة وهدم أماكن سكن الحيوانات البرية ، حيث أدى إلى هروبها وهجرتها إلى أماكن أخرى، وخلق حالة من التجزئة البيئية في فلسطين . كما أن الآثار الناجمة عن الملوثات البيئية الأخرى قد انعكست على نمو النباتات وتكاثر الحشرات و انتشار الأوبئة التي من شأنها أن تلقي بظلالها على الحياة الحيوانية البرية.
    والمعضلة الكبرى هي استنزاف المياه الفلسطينية الذي أدي إلى تناقصها، وبالتالي إلى عدم قدرة النباتات والأشجار على النمو كما هو الحال في منطقة أريحا، التي تزايدت نسبة الأملاح في مياهها نتيجة تناقص كميات المياه، فأصبحت الأراضي هناك مهددة بالتصحر بالإضافة إلى الغبار الذي يتساقط على الأراضي الزراعية من جراء أنشطة مقالع الحجارة، الأمر الذي أدى إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في العديد من المحافظات الفلسطينية.
    ويمكن إدراك حجم المشكلة إذا علمنا أن معظم مساحات الأراضي الزراعية هي مساحات تعتمد على الري البعلي، أي تعتمد على الأمطار المتذبذبة من سنة لأخرى، كما يوضحها الجدول التالي :

    المساحة المزروعة بالمحاصيل الزراعية لعام 1997/1998[20]
    المجموع المساحة نوع الري نوع المحاصيل
    قطاع غزة الضفة الغربية
    82830 55164 27666 مروي أشجار مثمرة أشجار الفاكهة
    1024424 24188 1000236 بعلي
    5344 2908 2436 مروي أشجار غير مثمرة
    35807 2666 33141 بعلي
    109570 41130 68440 مروي الخضراوات
    72414 11273 61141 بعلي
    26757 16447 10310 مروي المحاصيل الحقلية
    501519 38466 463053 بعلي
    1860665 194242 1666423 المجموع

    ويتضح من الجدول السابق أن الضفة الغربية تضم 89.6% من جملة مساحة الأراضي الزراعية في فلسطين، في حين أن قطاع غزة ضم 10.4% من المساحة المزروعة وقد شكلت المساحة المزروعة بأشجار الفاكهة النسبة الأكبر من جملة الأراضي الزراعية، حيث بلغت 61.7%، في حين جاءت المحاصيل الحقلية في المرتبة الثانية، وحيث بلغت نسبة مساحتها 28.5% ثم الخضراوات التي بلغت نسبتها 9.8%.
    أما نسبة المساحة المزروعة المروية في الضفة الغربية فقد بلغت 6.5% من جملة الأراضي الزراعية في الضفة الغربية أما في قطاع غزة فقد ارتفعت النسبة لتصل إلـى 60.9% من مجموع المساحة الزراعية في القطاع.[21]
    إن ارتفاع نسبة المساحة المزروعة بأشجار الفاكهة يعطي مؤشراً على مدى الخطورة التي تتعرض لها الحياة النباتية ، فإذا اختفت مساحات كبيرة من هذه الأشجار نتيجة التلوث وأعمال التجريف ، فإن عودة زراعة هذه الأشجار ونموها يستغرق زمناً طويلاً الأمر الذي يزيد من المخاطر التي يتعرض لها التنوع الحيوي.

    التراث الحضاري
    لقد طالت الاعتداءات الإسرائيلية الموروث الحضاري للشعب الفلسطيني ، حيث كانت فلسطين ومازالت دائماً ملتقى الحضارات على مر العصور ، وهناك الكثير من المواقع الأثرية والتاريخية الهامة تنتمي إلى مختلف العصور . فالمدن الفلسطينية مثل القدس وغزة وأريحا والخليل من أقدم مدن العالم ، لذلك نجدها غنية بآثارها من مختلف الحضارات على مر التاريخ من الحضارة الكنعانية إلى الحضارات الإغريقية والرومانية والإسلامية، والكثير من الحضارات الأخرى، التي خلفت الكثير من الآثار المعمارية ، كالمدرجات والمعابد والكنائس والمساجد والمقابر وآبار المياه وقنوات الري والمنازل والكثير من الآثار التي أصبحت أمكنة تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم لزيارة الأماكن المقدسة التاريخية، مثل المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة في القدس، وكنيسة المهد في بيت لحم، والكثير من المقابر القديمة والمزارات المختلفة.
    لقد تعرضت الكثير من الأماكن الأثرية إلى الاعتداءات الإسرائيلية التي أخذت أشكالاً متعددة منها.[22] أعمال التدمير والإهمال كما يحدث الآن من أعمال الحفر التي تقوم بها إسرائيل أسفل المسجد الأقصى وقد وصل حد التدمير إلى عملية حرق المسجد الأقصى عام 1968 .
    وفي قطاع غزة تعرضت الأماكن الأثرية الهامة لأعمال السرقة وإهمال الصيانة بالإضافة إلى التجريف والإزالة ، حيث تم تجريف التلال الرملية في منطقة تل العجول لأغراض زراعية ، وهذا يؤدي إلى اندثار الكثير من الآثار ،والتي منها أرضيات الكنائس المغطاة بالفسيفساء، والميناء الروماني على شاطئ بحر غزة.
    وللحفاظ على هذا الموروث لابد من وضع الخطط وترميم وإصلاح ما تم تخريبه ، وذلك من قبل المتخصصين في علم الآثار بالإضافة إلى ضرورة التوعية حول أهمية هذا الموروث.
    ______________________________ __________
    [1] Ibidc
    1 وزارة شئون البيئة-الانتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية، أيلول 2000، ص24، ص 25، ص 26.
    1. الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، مسح التجمعات السكانية الفلسطينية 1998-أكتوبر 1999 من ص103-ص114.
    [2] Ministry of Environmental Affairs. Palestinian Environmental Strategy, Main Report, Oct. 1999, Page 33.
    [3] وزارة شئون البيئة ـ الإنتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية ، أيلول 2000، ص32.
    [4] المصدر السابق . من ص32،ص33. بتصرف.
    [5] وزارة شئون البيئة . الإنتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية . أيلول 2000، ص35.
    [6] المصدر السابق . ص36،ص37،ص38.
    [7] وزارة شئون البيئة . الانتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية، أيلول 2000، ص35.
    [8] المصدر السابق .ص28.
    [9] المصدر السابق . ص29.
    [10] صحيفة الحياة الجديدة . وثيقة أمريكية . 10/12/2000، ص15.
    [11] Ministry of Environmental Affairs. The Israeli Aggression Against the Environmental Security in Palestine During Al Aqsa Intifada Vollume 11, Nov.9- Dec.2000, Page 15.
    [12] صحيفة الحياة الجديدة . وثيقة أمريكية ، 10/12/2000، ص15.

    [13] وزارة شئون البيئة. الإنتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية ، أيلول 2000،ص39.
    [14] أ.س. دحلان "تدهور تضاريس الساحل " ملامح غزة البيئية ، الجزء الثاني ، العلاقة بين الإنسان والبيئة ، وزارة التخطيط والتعاون الدولي ـ الإدارة العامة للتخطيط البيئي ـ أبريل 1995،ص19.
    [15] وزارة شئون البيئة . الانتهاكات الإسرائيلية الفلسطينية ، أيلول 2000، ص40.
    [16] أ. س. دحلان . "تدهور تضاريس الساحل"ملامح غزة البيئية ، الجزء الثاني : العلاقة بين الإنسان والبيئة ، وزارة التخطيط والتعاون الدولي ـ الدارسة العامة للتخطيط البيئي ـ أبريل 1995،ص19.
    [17] Ministry of Environmental Affairs. State of Environmental in Palestine Environmental Management. Volume one, Aug. 2000, Page4-58.
    [18] “Samir Afify “ . Egyptian Journal Medical Laboratory. March 2000
    [19] Ministry of Environmental Affair. Page 4-41. المصدر السابق.
    [20] الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ـ الإحصاءات الزراعية 1997/1998، نوفمبر 1999ص35.
    [21] مصدر سابق .
    [22] وزارة التخطيط والتعاون الدولي . الإدارة العامة للتخطيط البيئي، ملامح غزة البيئية ـ الجزء الثاني: العلاقة بين الإنسان والبيئة ـ أبريل 1995، ص26
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي .د. عماد علّو .



    سرقة المياه الفلسطينية و العربية


    في ظل سرقة المياه الفلسطينية ...الضفة تشتري معظم مياه الشرب من إسرائيل::

    قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن 48 مليون متر مكعب كمية المياه المشتراة عام 2008 في الضفة الغربية هي من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت).
    و اعتبر الجهاز في تقرير له بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يصادف اليوم، أن قضية المياه في فلسطين قضية سياسية و أمنية بالدرجة الأولى، بحيث تشكل السرقة الإسرائيلية الممنهجة للمياه الفلسطينية بل والعربية تهديداً للأمن المائي الفلسطيني والعربي.
    سرقة منظمة...
    فقد بدأت سرقة هذه المياه عام 1964 بدأت إسرائيل في استغلال مياه نهر الأردن دون مراعاة حقوق الدول المشاركة في مياهه، وقامت بتجفيف بحيرة الحولة، وتحويل مجرى نهر الأردن، وسيطرت عام 1967 على الجزء الجنوبي من نهر الأردن، مما ألحق الضرر بالأراضي الزراعية العربية الممتدة على جانبي النهر، واستخدمت مياهه في الوقت الذي حرم الفلسطينيون من استخدامها التي كان من المقرر أن تبلغ حصة الضفة الغربية منها وفقاً لمشروع جونستون نحو 220 مليون متر مكعب.
    و في عام 1978 تمكنت إسرائيل من السيطرة على مياه نهر الحاصباني الذي يغذي بحيرة طبريا، و أقامت مستوطناتها فوق الأراضي الفلسطينية الرابضة على الأحواض المائية في الضفة الغربية خصوصاً في منطقة الأغوار، واستنزفت مياهها بطريقة مفرطة أخلّت بالتوازن المطلوب بين معدلات التغذية السنوية لهذه الأحواض وبين الاستهلاك الفعلي لمياهها.
    هذا وقامت إسرائيل بمنع الفلسطينيين من الحصول على كامل حصصهم المائية الإضافية التي تقررت في اتفاقية أوسلو الثانية والبالغة 80 مليون متر مكعب.
    و في الوقت الذي تقوم فيه اسرائيل بسحب المياه من الأراضي الفلسطينية لتزود بها مدنها، تقوم ببيع الفائض منها لسكان الأراضي الفلسطينية حيث بلغت كمية المياه المشتراة للاستخدام المنزلي من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت) للعام 2008 ما يقارب 47.8 مليون متر مكعب في الضفة الغربية وذلك بحسب البيانات الأولية لسلطة المياه الفلسطينية، إضافة إلى ذلك استنزاف المياه الجوفية المفرط في الأراضي الفلسطينية.
    مصادر المياه...
    و أشار التقرير إلى إن أغلب مصادر المياه الفلسطينية مشتركة مع دولة مجاورة واحدة أو أكثر، بحيث يتشارك في حوض نهر الأردن خمسة دول هي: إسرائيل، الأردن، لبنان، سورية، والأراضي الفلسطينية، وقد شكلت مسألة تقاسم مياه نهر الأردن بين هذه الدول موضوعاً لمفاوضات مطولة دامت عقود.
    بينما يعتبر النظامين الجبلي (الجيري) والساحلي (الرملي) الحاملين للمياه أهم مصدرين للمياه الجوفية في البلاد، بحيث يقسم الخزان الجبلي إلى ثلاث أحواض تحت جوفية هي: الغربي، والشمالي الشرقي، والشرقي.
    و تشارك إسرائيل الفلسطينيين في الحوضين الأولين، فإن الحوض الأخير يقع بالكامل ضمن أراضي الضفة الغربية، ومن هنا شكل حصاد مياه الأمطار – ولا يزال – مصدراً رئيسياً للمياه في الضفة الغربية.
    كما تشير بيانات مسح التجمعات السكانية لعام 2008 إلى أن 123 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية لا يوجد فيها شبكة مياه عامة تمثل ما نسبته 22.9% من التجمعات السكانية بعدد سكان يبلغ 177,275 نسمة جميعها في الضفة الغربية.
    و أظهرت بيانات المسح أن 116 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية تحصل على المياه من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت)، و يسكنها حوالي 454 ألف نسمة أي ما نسبته 12.1% من السكان في الأراضي الفلسطينية، وتتوزع هذه التجمعات بواقع 110 تجمعات سكانية في الضفة الغربية و6 تجمعات في قطاع غزة، بالإضافة إلى أن 112 تجمعاً سكانياً في الضفة الغربية يحصل على المياه من خلال دائرة مياه الضفة الغربية.
    و تشير نتائج المسح إلى أن 157 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية تعتمد على آبار المياه الارتوازية كمصدر بديل لشبكة المياه العامة، في حين 421 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية تعتمد على آبار مياه الأمطار كمصدر بديل للشبكة، بالإضافة إلى أن 398 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية تعتمد على شراء صهاريج (تنكات) المياه كمصدر بديل للشبكة.
    و بينت نتائج مسح البيئة المنزلي 2008 أن 88.2% من الأسر في الأراضي الفلسطينية تقيم في مساكن متصلة بشبكة المياه العامة، حيث تتوزع هذه النسبة بواقع 84.2% في الضفة الغربية مقابل 97.0% في قطاع غزة، وهذا يشير إلى أن هناك ازدياد في نسبة عدد الأسر التي تقيم في مساكن متصلة بالشبكة مقارنة مع 84.8% من الأسر في عام 1999. بينما بلغت نسبة الأسر في الأراضي الفلسطينية عام 2008 والتي تعتمد على آبار المياه المنزلية 5.9% من الأسر.
    جودة مياه الشرب
    وبينت نتائج مسح البيئة المنزلي 2008 أن 45.6% من الأسر في الأراضي الفلسطينية تعتبر المياه جيدة، وتتباين هذه النسبة بشكل كبير ما بين الضفة الغربية (64.3%)، وقطاع غزة (13.8%)، وبالمقارنة مع السنوات السابقة فان هذه النسبة في تناقص مستمر فقد كانت نسبة الأسر التي تعتبر أن المياه جيدة 67.5%.
    بالمقابل 24.1% من الأسر الفلسطينية ( 13.8% في الضفة الغربية و49.8% في قطاع غزة) تعتبر أن المياه سيئة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في المياه وتلوث المياه بالمياه العادمة.
    أشارت بيانات تقرير إحصاءات المياه في الأراضي الفلسطينية للعام 2007 إلى أن كمية المياه المتاحة سنوياً في الأراضي الفلسطينية قد بلغت 335.4 مليون متر مكعب.
    وبلغت كمية المياه المزودة للاستخدام المنزلي في الأراضي الفلسطينية عام 2007 حوالي 175.6 مليون متر مكعب توزعت بين 85.5 مليون متر مكعب في باقي الضفة الغربية وحوالي 90.1 مليون متر مكعب في قطاع غزة، وبلغت حصة الفرد الفلسطيني من المياه المزودة للقطاع المنزلي 135.8 لتر لكل فرد في اليوم، أقلها كان لمحافظة طوباس حيث بلغت حصة الفرد حوالي 46.6 لترلكل فردفي اليوم.
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي .د. عماد علّو .

    تلويث المصادر المائية العذبة :



    رياض منصور - عمان


    احتجت الحكومة الأردني رسميا لدى إسرائيل على تلويث المياه الواردة إلى نهر اليرموك من الوادي المقابل لمخفر الشق البارد على الجانب الإسرائيلي. وكانت الجهات المختصة الاردنية قد اوقفت ضخ المياه الى العاصمة عمان، مما ادى الى ازمة مياه كبيرة لم يتعرض لها السكان منذ سنوات طويلة. في هذا الصدد بعث وزير الخارجية الاردني ناصر جودة رسالة الى تل ابيب خاطب فيها مسؤولين اسرائيليين، واحتج فيها على تلوث المياه الواردة من جانبهم الى نهر اليرموك، والذي ادى الى تلوث الاف المترات المكعبة من مياه قناة الملك عبدالله التي تستخدم مياهها للزراعة وللشرب من خلال محطة «زي» التي تغذي العاصمة عمان.
    واظهرت نتائج فحوصات مخبرية اردنية تلوث المياه في قناة الملك عبدالله فيما تواصل الجهات المعنية تنظيف القناة. وقناة الملك عبدالله هي الناقل الرئيسي والموزع للمياه في وادي الأردن، وتمتد بطول 110 كم من شمال الوادي إلى جنوبه، وتتغذى من نهر اليرموك وآبار المخيبة وسدي وادي العرب والوحدة والأودية الجانبية.
    من جهته قال رائد ابو السعود وزير المياه الاردني أن «وزارته وبعد ان أشعرت من خلال نظام الانذار المبكر، بوجود تلوث في مياه نهر اليرموك الواردة من الجانب الاسرائيلي، بدأت بعكس ضخ المياه الملوثة الى الجانب الاسرائيلي، وستستمر في ذلك حتى تتأكد من سلامة المياه في النهر». واضاف تم ايقاف ضخ المياه من قناة الملك عبدالله بناء على اوامر وزارة الصحة بعد أن تبين وجود بعض الزيوت القادمة من اسرائيل.
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي .د. عماد علّو .

    7ـ سرقة نهر الأردن و تحويل مياه الصرف الصحي الى مصبات النهر الأردنية

    أفادت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية أن استمرار تصريف المجاري غير المعالجة أو المعالجة جزئياً في الأنهار والجداول يعتبر المصدر الأول للتلوث الخطير في إسرائيل.

    وأضاف مسؤولو الوزارة أنه على الرغم من أن البلديات هي المسؤولة عن معالجة مياه الصرف الصحي، إلا أن ارتفاع تكاليف المعالجة وبناء محطات جديدة لذلك دفع بالعديد من المجالس المحلية إلى تصريف مجاريها حيثما استطاعت ذلك.

    ويقول المراقبون أن الغرامات التي يتم فرضها على البلديات التي تخالف القوانين منخفضة جداً مما يشجع على الاستمرار في التصريف العشوائي وعدم معالجة المجاري. ففي عام 2003 مثلاً، أقرت بلدية رعنانا في وسط إسرائيل أنها تسببت عن علم في تلويث شاطئ بوليج عبر نهر بوليج لسنوات عدة وتم تغريمها مبلغ 480,000 شيكل (حوالي 100,000 دولار) على إثر ذلك.

    وقال يوري كيدار، مدير البلدية، للصحفيين مؤخراً: "آمل أن تبدأ محطة المعالجة الجديدة في العمل قبل ستة أشهر"، بالرغم من أن هناك شكوك حول إمكانية تحقيق ذلك خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة.

    وفي عام 2007 وحده، تعرض 40 شاطئاً من الشواطئ الإسرائيلية للتلوث بسبب فيضان أنظمة الصرف الصحي مما ألحق أضراراً بالحياة البحرية في أماكن مثل إيلات على البحر الأحمر.

    وقال جوزيف عمار، مسؤول الشواطئ الوطنية في وزارة الداخلية أن "هذا ناتج عن نظام التصريف القديم والمتهرئ الذي يحتاج إلى إصلاح عاجل".

    كما تعرض نهر اليركون في المنطقة الوسطى للتلوث بسبب مياه الصرف غير المعالجة بشكل جيد، في حين تلوث نهر كيشون بالقرب من مدينة حيفا في الشمال نتيجة التخلص من النفايات الصناعية في مياهه.

    كما لم يسلم نهر الأردن، الذي ذكِر في الإنجيل ويعتبره الكثيرون نهراً مقدساً، من آفة التلوث، حيث قال هيليل كلاسمان من سلطة المنتزهات والمحميات الطبيعية أنه "يتم تصريف مياه الصرف الصحي التي لم تخضع سوى لمعالجة أساسية في المنطقة الجنوبية لنهر الأردن مما يحوله إلى أنبوب للمجاري".

    وقد تم بحث مشروع لمعالجة هذه النفايات منذ عشر سنوات، إلا أن الصرف الصحي لا زال يعرض النظام الطبيعي في النهر للخطر، حسب الخبراء.
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي .د. عماد علّو .

    9 ـ 9
    8 ـ استنزاف اسرائيل لمياه البحر الميت المالحة



    للاستيلاء على ثروة "الفوسفات" حيث تُعدُّ اسرائيل من أكبر المصدِّرين للفوسفات في العالم .
    مِمَّا زاد من مستوى ملوحة البحر الميت .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي .د. عماد علّو .


    9ـ خطر الترسانة الجرثومية الاسرائيلية على المنطقة :


    إسرائيل أول من استعمل الحرب الجرثومية في فلسطين

    سـلمان أبوسته باحث فلسطيني


    في الوقت الذي تمتلئ فيه أعمدة الصحف و شاشات التليفزيون بإخبار المفتشين الذين يبحثون في العراق عن أسلحة الدمار الشامل داخل البيوت و المصانع المهملة والجامعات، يغض الغرب ، وخصوصا أمريكا ، الطرف عن اكبر مستودع لأسلحة الدمار الشامل فيما بين لندن و بكين ، بأنواعها المختلفة من بيولوجية و كيماوية و نووية .ية .ية .
    و عندما يواجه المسئولون الغربيون بهذه المفارقة ، يكون الجواب إن إسرائيل لم تستعمل هذه الأسلحة مثل العراق . و قال جون نجرو بونتي للحياة (16/1/2003) مبررا ذلك، إن "إسرائيل لم تستخدم هذه الأسلحة ضد شعبها أو جيرانها" ، و هذا كذب صريح ، فإسرائيل استعملت هذه الأسلحة حتى قبل أن تولد، و استعملتها عام 1948 بغرض إبادة اكبر عدد من الفلسطينيين ، و منعهم من العودة إلى ديارهم .


    وثائق جديدة - تسميم عكا
    هذه جريمة كشف عنها النقاب أخيرا من واقع ملفات الصليب الأحمر في جنيف التي أصبحت متاحة للباحثين الآن . بعد سقوط حيفا في 22/4/1948، تدفق آلاف المهاجرين من حيفا إلى عكا، و ازدحمت بسكانها ، و كانت لا تزال تحت الحماية البريطانية . و في الأسبوع الأول من مايو، بدأت القوات الصهيونية بمحاصرة المدينة، ثم أطلقت عليها وابلا من قنابل المورتر ، و كانت مياه الشرب تصل إلى المدينة من قناة تأتى من القرى الشمالية قرب كابري التي تبعد 10 كم عن عكا، و تعرف في بعض مواقعها بقناة الباشا . (انظر الخريطة) . و تعترض طريق القناة إلى عكا مستعمرات صهيونية ، شرقي و غربي المزرعة التي تبعد حوالي 6 كم عن عكا . و في نقطة ما عند القناة ، حقن الصهاينة المياه بجرثومة التيفود ، وسرعان ما انتشرت حمى التيفود بين الأهالي و الجنود البريطانيين.
    و يقول تقرير الصليب الأحمر رقم (g59/1/gc, G3/82) انه يوم 6/5/1948 توجه مندوب الصليب الأحمر دوميرون من حيفا إلى عكا بصحبة الدكتور ماكلين طبيب الصحة لتفقد أحوال اللاجئين بعد تفشي التيفود بينهم . وجاء في التقرير "إن الوضع خطير ، و أن تفشي المرض شمل المدنيين و رجال الجيش و الشرطة". و قال البريجادير بفردج مدير الخدمات الطبية العسكرية ، إن هذه أول مرة يحدث فيها هذا الوباء في فلسطين (رغم حالات النزوح و الهلع بين السكان في أنحاء فلسطين). و قال التقرير إن هناك خوف أن ينتشر الوباء عن طريق اللاجئين المتجهين إلى لبنان . و في أول إحصاء يقول التقرير إن المصابين 70 مدني و 55 بريطاني ، و إن هذا هو الحد الأدنى للإصابات لان كثيراً من السكان يخشون الإبلاغ عنها. و في نفس اليوم عقد اجتماع موسع في مستشفى الصليب الأحمر اللبناني في عكا حضره البريجادير بفردج و الكولونيل بونيت عن الجيش البريطاني ، و الدكتور ماكلين عن الخدمات الطبية المدنية و دي ميرون عن الصليب الأحمر و المستر كينيون قائم مقام القضاء ، و السيد حكيم حاكم صلح عكا و الأطباء دهان و الأعرج من الصليب الأحمر اللبناني و مهندسي البلدية و آخرون و قرروا الآتي :
    لقد انخفض عدد سكان عكا من 000ر25 إلى 000ر8 (بسبب النزوح) ، و لقد اكتشفت 70 حالة من الإصابة بالتيفود . و قرر الحاضرون إن "الوباء محمول بالمياه" و إن هناك حالات كثيرة مختفية و أخرى متفرقة بين القرى. وتم تنظيم عملية تطعيم كل الأهالي و رش المدينة بالمطهرات و تعقيم المياه و تجهيز كل المستشفيات الخالية و أخرى مؤقتة لاستقبال الإصابات ، و تحديد تنقل الأهالي . كما قرر الحاضرون عدم استعمال مياه القناة ، و استعمال الآبار الارتوازية و المياه من المحطة الزراعية شمال عكا (انظر الخريطة) بدلا من ذلك .
    ووافق الجنرال ستوكويل في حيفا على طلب الصليب الأحمر بإرسال طائرة خاصة إلى القدس لإحضار عقاقير طبية . وفي تقرير مؤرخ في 12/5 ، ذكر مندوب الصليب الأحمر إن الحالة ازدادت سوءا ، و إن الكهرباء انقطعت عن المدينة ، و أن غياب رئيس البلدية الذي سافر إلى بيروت اضعف من السلطة المحلية ، و انه رغم إلحاح الصليب الأحمر فان البلدية لم تتمكن من إصلاح قناة المياه "التي هي مصدر الوباء" ، وان نتيجة الوباء هي "منع الأهالي من العودة إلى ديارهم". وفي تقرير بتاريخ 13/5 ، يذكر المندوب عدم تمكن السلطات البلدية ، خصوصا بغياب رئيس البلدية ، من وضع حد لنزوح الأهالي من المدينة، و يمدح الأطباء و الممرضين التابعين للصليب الأحمر اللبناني بعملهم الإنساني الكبير، و قد جاء ليساعدهم الدكتور دباس من يافا و السيدة بهائي من حيفا .
    في تقرير 16/5، يشرح المندوب كيف اشتد هجوم الهاجاناه على المدينة بالمدافع وقذائف المورتر ، و طافت سيارات إسرائيلية بها مكبرات الصوت تنادي "أمامكم الاستسلام أو الانتحار، سنبيدكم إلى آخر رجل" ، مما أدى إلى سقوطها بتوقيع بعض وجهاء المدينة على وثيقة الاستسلام. و بدأت حالة من الإرهاب الصهيوني تعم المدينة ، فاعتقل كل شاب و شيخ و اعتبر أسير حرب حتى لو كان مدنيا ، و انتشرت عمليات النهب في المدينة و هامت النساء و الأطفال بدون مأوى و طعام . و حقق الصليب الأحمر في صحة واقعة اغتصاب صبية أمام أهلها على يد عدد من جنود الهاجانا. و جاء في تقرير مفصل للفتنانت بيتيت مراقب الهدنة الذي زار المدينة بعد سقوطها إن عملية نهب منظمة لمحتويات المنازل قام بها اليهود لاستعمال المهاجرين الجدد و لمنع الأهالي من العودة. و قال إن اليهود اقترفوا مذبحة سقط فيها 100 مدني ، خصوصا من سكان المدينة الجديدة الذين رفضوا النزوح الى المدينة القديمة حسب الأوامر الإسرائيلية ، و يذكر قصة محمد فايز صوفي من هؤلاء الذين رفضوا الانتقال . لقد نجا محمد بأعجوبة و مات ثلاثة من زملائه بإرغامهم على شرب سم السيانيد ثم ألقيت جثثهم في البحر .
    أما البريطانيون ، الذين أتوا قبل 30 عاما لحماية الأهالي الفلسطينيين و تأهيلهم لحكم أنفسهم ، فقد غادروا البلاد في جنح الظلام ، و نقلوا كل المصابين بالتيفود إلى بورسعيد للاستشفاء . و لم يحققوا في كيفية الإصابة ومن وراءها ، مع انهم يعلمون أو يشكون في من الفاعل . وقد جاء في الرواية الإسرائيلية إن الإصابة بالتيفود كانت نتيجة الازدحام و سوء الأحوال المعيشية . و لو كان هذا صحيحا، فلماذا لم يحدث في أماكن أخرى من فلسطين ، و حدث فقط في عكا لأول مرة في فلسطين ، كما قال الضابط البريطاني ؟ و لماذا أصيب جنود الجيش البريطاني و أحوالهم المعيشية افضل ؟ و لماذا توقفت الإصابات الجديدة بعد إقفال مياه القناة؟


    عملية غزة
    لقد تم لإسرائيل ما تريد من بث جرثومة التيفود ، إذ أخليت المدينة و هجرها معظم أهلها ، و لم يتمكنوا من العودة إليها ، تماما كما كان الهدف الإسرائيلي من تلويث المياه. و بعد هذا النجاح ، لجأت إسرائيل بعد أسبوع واحد إلى تطبيق نفس الخطة في غزة. ففي يوم 22/5/1948 قبضت القوات المصرية على 2 يهود متلبسين بمحاولة تلويث مياه غزة. و هذا نص البرقية المرسلة من رئاسة القوات المصرية في غزة إلى رئاسة الجيش المصري في القاهرة :
    "الساعة 20ر15، 24 مايو : ضبطت مباحث القوات المصرية اثنين من اليهود هما دافيد هورين و دافيد مزراحي كانا يحومان حول قوات الجيش، و بالتحقيق معهما اتضح انهما مكلفان من القائد الصهيوني موشي بتسميم مصادر المياه التي يستقي منها الجيش (والأهالي) بميكروب التيفوس و الدوسنتاريا، و قد ضبطت معهما زمزمية مقسومة من الداخل بحاجز ، و من القسم الأعلى مياه عادية صالحة للشرب و النصف الأسفل خلاصة الميكروب و به فتحة سفلى خفية . وقد اعترفا بأنهما جزء من فريق مكون من عشرين شخصا ، أرسلوا من رحوبوت ، بمثل هذه المأمورية. وقد أعطى كل منهما اعترافا خطيا بيده باللغة العبرية و بإمضائه . وقد قمنا من جانبنا بالإجراءات الصحية اللازمة."
    و جاء في مذكرات الحرب لدافيد بن جوريون النص الآتي في 27/5/1948:
    "التقطنا برقية من غزة جاء فيها انهم اعتقلوا يهوديين يحملان جراثيم الملاريا و اصدروا تعليمات بعدم شرب الماء". وهذا الوصف الموجز لا يفي بالغرض ، وهذه صفة كتابات بن جوريون الذي يعي المسئولية التاريخية فيما يكتب . لكن تفاصيل البرقية وخلفيتها جاءت بشكل أوسع في كتاب يروحام كوهين "في وضح النهار وظلام الليل" ، تل أبيب ، 1969 بالعبري ص 66-68.
    و بعد التحقيق مع المجرمَيْن ، اعدما بعد ثلاثة شهور من القبض عليهما . و في 22/7/1948 ، قدمت الهيئة العربية العليا إلى هيئة الأمم المتحدة تقريرا مطولا من13 صفحة ، يتهم اليهود بالتخطيط و التنفيذ وإقامة المختبرات لحرب الإبادة ضد العرب باستعمال الجراثيم والبكتريا "وهو سلاح غير إنساني" . كما يتهم التقرير إسرائيل بنشر الكوليرا في مصر في خريف 1947 و في سوريا في فبراير 1948 . وقد نشر هذا التقرير الصحافي الأمريكي توماس هاملتون ، الذي حاز جوائز عدة لتحقيقاته الصحفية ، في نيويورك تايمز في 24/7/1948.

    ما هي قصة نشر الكوليرا في مصر و سوريا ؟
    كتب البروفيسور سيث كاروس بحثا مطولا في اكثر من 220 صفحة عن "الإرهاب البيولوجي و استعمالاته منذ عام 1900" ، و نشره مركز الحد من انتشار الأسلحة في جامعة الدفاع الوطنية بواشنطن عام 2001. و جاء فيه تحت عنوان "الإرهابيون الصهاينة" ذكر واقعة تسميم مياه عكا و غزة. و ذكر أيضاً أن راشيل كاتزمان أخت دافيد هورين ، الذي اعتقل في غزة سألت الضابط المسئول عن أخيها ، لماذا سممتم المياه ؟ قال لها "هذه هي الأسلحة المتوفرة لدينا" .
    __________________
    كما ذكر كاروس أن الصحافة العالمية اهتمت بانتشار وباء الكوليرا في مصر ، و نشرت التايمز اللندنية أول خبر عن ذلك في 26/9/1947 ص 4 . وما إن جاء شهر يناير 1948 ، حتى بلغت الوفيات 262ر10 شخص من الوباء. و انتشر الوباء أيضا و لكن على نطاق اصغر في سوريا في 21/12/1947. وقد ضربت السلطات السورية حصارا صحيا على القرى المتضررة و منعت الدخول إليها إلا للطواقم الصحية و المياه و الأغذية المعتمدة و لذلك توفى 18 شخصا فقط من اصل 44 إصابة .
    ذكر البروفيسور كاروس أيضا أن هذه المعلومات عن مصر و سوريا قدمتها الهيئة العليا في تقريرها السابق ذكره . و ذكرت جريدة الاورينت الصادرة في بيروت أن شرطة دمشق قد قبضت على عدد من الصهاينة الذين نشروا الوباء في سوريا لإحباط خطة الإعداد لجيش الإنقاذ ليدخل فلسطين .

    خطة بن جوريون لاستعمال الاسلحة البيولوجية

    لم يتردد بن جوريون لحظة في استعمال الجراثيم و الميكروبات ضد العرب حتى قبل إنشاء الدولة . وقصة ذلك يرويها بكل وضوح الدكتور افنر كوهين ، باحث أول في مركز الدراسات الدولية و الأمن في جامعة ماريلاند ، وهو أيضا مؤلف كتاب "إسرائيل و القنبلة". وقد نشر بحثه هذا في مجلة استعراض الحد من الأسلحة The Non Proliferation Review ، عدد الخريف 2001. و نظرا لخلفيته ، فانه يبرر الكثير من أعمال إسرائيل و لكنه يورد كثيرا من التفاصيل الهامة ، و معظمها مستقي من مصادر علمية منشورة و لكنه اخذ إفادات بعض الضباط الذين استعملوا الأسلحة الجرثومية أو عملوا على تطويرها .

    بدأ بن جوريون قبل إعلان الدولة بجمع العلماء اليهود الألمان ، و بعضهم عمل مع النازيين ، من اجل إنشاء وحدة في إسرائيل للحرب الجرثومية . و كان هدفه واضحا ، إذ كتب لأحد عملاء الوكالة اليهودية في أوروبا يأمره بالبحث عن علماء يهود لكي "يزيدوا قدرتنا على القتل الجماعي" . كان مستعدا دائما لإبادة العرب للخلاص منهم و الاستيلاء على أرضهم ، فان لم يكن ذلك بالمذابح و الطرد ، فليكن بالإبادة الجماعية .

    أحد هؤلاء العلماء اليهود هو افراهام ماركوس كلينبيرج الذي كان متخصصا في الأوبئة في الجيش الروسي ، و الثاني هو الألماني ايرنست دافيد بيرجمان، و الثالث و الرابع هما الأخوان اهارون و افرايم كاتاشالاسكي.

    و حصل خلاف شديد بين حاييم وايزمان أول رئيس للدولة و بن جوريون . إذ أن وايزمان كان يرغب بشدة في إنشاء مؤسسة علمية مجردة ، تم إنشاؤها بعد ذلك في رحوبوت باسم معهد وايزمان . بينما كان بن جوريون يخطط لإنشاء وحدة علمية لاستعمال الجراثيم في الحرب تحت لواء الهاجانا- أو الجيش الإسرائيلي .

    و بينما اتجه معهد وايزمان إلى البحوث العلمية الصرفة و التطبيقية ، انشأ بن جوريون منظمة "همد" العلمية داخل الهاجانا. و من هذه انبثقت منظمة "همد بيت" ، التي ترأسها أولا الدكتور الكساندر كينان، المتخصص في الميكروبات ، و اختارت لها مقرا في أبو كبير بيافا ، و غرضها الحرب الجرثومية ، و أحيطت بالسرية التامة.

    و عندما احتل الصهاينة ارض فلسطين عام 1948 و هجّروا أهل 530 مدينة و قرية ، أصبحت لديهم أبنية كثيرة خالية ، لذلك اختار رئيس الأركان يجال يادين مكانا منعزلا فيه مبنى فخم و بعيد نسبيا عن العمران، أصبح المقر الدائم للحرب الجرثومية ، و تغير اسم المنظمة من "همد بيت" إلى مركز إسرائيل للبحوث البيولوجية (IIBR) ولا يزال هناك إلى اليوم . يقول افنر كوهين إن مقر المركز محاط بالسرية ولا يظهر على الخرائط أو الصور الجوية . و هذا غير صحيح.

    موقع المركز

    في الثلاثينات من القرن الماضي ، كانت الطريق من الرملة إلى النبي روبن ، حيث يقام الموسم المشهور كل عام ، تمر بمنطقة وادي حنين ، وهي أرض رملية قريبة من البحر . أما من جهة البر ، فكانت أرضا سبخة (بصة) . و لقد اشترت عائلة التاجي الفاروقي معظم هذه الأراضي ، وزرعت فيها بيارات برتقال ، و أصبحت قبيل عام 1948 تصدر مئات الآلاف من صناديق البرتقال إلى أوروبا . و على الطريق الممتد شمالا و جنوبا بين يافا و القبيبة ، بنى شكري التاجي الفاروقي لنفسه قصرا جميلا مستطيلا و طويلا من دورين على تلة صغيرة ، على ارض مساحتها 134 دونما و 29 متراً مربعا و نمرة القطعة 549/32 و رقم سند الملكية 260/42 Eمؤرخ في 16/3/1932. و بنى كذلك مسجدا على طريق الإسفلت من يافا إلى غزة تحول الى كنيس يهودي باسم غولات يسرائيل . و على تلة أخرى على بعد كيلومتر واحد إلى الغرب بنى ابن عمه عبد الرحمن حامد التاجي قصرا آخر على عدة مباني تحول إلى مستشفى للأمراض العقلية . و تحيط بيارات البرتقال بكل من القصرين في كل الاتجاهات.

    لقد اختار يجال يادين قصر شكري التاجي الفاروقي مقرا لمركز البحوث البيولوجية ، ولا يزال فيه إلى اليوم (انظر الصورة) . و يحيط بالمبنى حائط خرساني ارتفاعه مترين، و عليه أجهزة التقاط الحركة و المراقبة . وقد توسع المقر أخيرا بإضافة 50 دونما إلى مساحته و موقعه ليس سرا. فاحداثياته هي:

    حسب شبكة فلسطين/إسرائيل : 263ر128 شرقا و 022ر147 شمالا

    أو حسب شبكة إسرائيل الحديثة: 263ر178 شرقا و 022ر647 شمالا.

    أو حسب الإحداثيات الجغرافية : 34 درجة و 46 دقيقة و 27 ثانية شرقا و 31 درجة و 55 دقيقة و 7 ثوان شمالا .

    و يقع المركز في وادي حنين (الاسم العبري : عيانون) على مسافة 500 متر ، على يمين المتجه جنوبا، من تقاطع الطريق 42 المتجه إلى يبنه و الطريق 4303 المتجه غربا خارجاً من نس تسيونا ، عند نقطة نهاية الخط المزدوج 42. و إلى الغرب مباشرة من المركز على ساحل البحر يقع مركز إطلاق الصواريخ في قاعدة بالماحيم. انظر موقع المكان في صورة جوية أخذت عام 1945 للقصر و المنطقة . الخط المضلع حول القصر يبين حدود المباني الحالية لمركز البحوث البيولوجية.

    الحرب الجرثومية
    وقد قامت الصحفية سارة ليبوفيتس – دار (وهي الآن تعمل في جريدة هارتس) باستجواب العالم افرايم كاتاشالاسكي (تغير اسمه إلى كاتسير) والعالم الكساندر كينان والضابط الكولونيل شلومو جور المسئول عن وحدة الجراثيم ، ونشرت المقابلة في جريدة حداشوت في 13/8/1993 صفحة 6-10 بعنوان "الميكروبات في خدمة الدولة".

    وفي المقابلة تهرب هؤلاء من الإجابات الصريحة ، ولكنهم اعترفوا بأنهم وضعوا خططا لدراسة احتمالات الحرب الجرثومية. كما قابلت الضابط الذي اقترف جريمة تسميم عكا ، فقال لها " لماذا تبحثون عن المشاكل التي حدثت قبل 45 عاما؟ ماذا تكسبون بنشر هذا؟ أنا لا اعلم بشيء". ثم قابلت الضابط الذي دبر خطة تسميم غزة ، فقال لها بغضب "لن تحصلي على إجابات مني أو من غيري". أما الكولونيل شلومو جور فقال: "لقد سمعنا عن وباء التيفود في عكا وعملية غزة . كانت هناك إشاعات كثيرة ولا ندري إن كانت صحيحة أم لا". وكتبت الصحفية تعليقا على المقابلات : "كل ما عُمل في تلك الأيام بدافع الإيمان والتفاني اصبحوا يتسترون عليه اليوم كالعار . أما الأحياء منهم ، فمعظمهم فضل الصمت ، وبعضهم ألغى المقابلة في آخر لحظة ، وبعضهم اقفل الخط عندما عرفوا بموضوع السؤال ، و أحدهم قال : "ليس كل ما عملناه في الماضي يستوجب المناقشة".
    ويعمل الآن في المركز 300 موظف ، منهم 120 من حاملي الدكتوراه في قطاعات مختلفة من علوم البيولوجي والكيمياء والرياضيات والبيئة والفيزياء ، ويعاونهم حوالي 100 فني مؤهل تأهيلا عاليا .
    وقد احتج سكان مدينة نس تسيونا القريبة بان المركز يشكل خطرا كبيرا على السكان في حال حدوث حادث ، خصوصا وانه سبق وقوع حادث خطير ، وكادت السلطات تأمر بإخلاء السكان ، ورغم أن الموضوع يعالج بتكتم شديد ، إلا أن مصادر في اللجنة العلمية بالكنيست أفادت بأنه خلال 15 عاما ، قتل 3 وجرح 22 من العاملين في المركز .
    ولا شك أن سكان نس تسيونا والمناطق العمرانية المكتظة شمالها حتى تل أبيب ، سيتعرضون لخطر شديد يستوجب الإخلاء الكلي إذا ما تعرض المركز لحادث خطير ، وانطلقت الجراثيم والميكروبات المخزونة فيه إلى الفضاء ، خصوصا إذا هبت الرياح الجنوبية الشرقية نحو الشمال .
    ورغم الإنكار والمراوغة ، فان تواتر الأنباء عن تطوير الأمراض والسموم في المركز ، يكشف حقيقة العمل الإجرامي الذي يتم فيه . وبين التكتم والإعلان ، تحرص إسرائيل على تسريب المعلومات المخيفة لردع العرب عن محاولة استعمال سلاح مماثل. وقبل العدوان الثلاثي على مصر بقليل طلب بن جوريون من العلماء أن " يضعوا خطا ثانيا" للدفاع باستعمال سلاح "غير تقليدي ولكنه رخيص" ، وطالبهم بالإسراع في تحضير هذا السلاح "كأنما كان يعد العدة لعمل ما" ، ويحتاج إلى بديل آخر لو فشل السلاح التقليدي. وقد اتضح فيما بعد أن هذا العمل المرتقب هو العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 .
    وقد اعترف المؤرخ العسكري الدكتور اوري ميلشتاين بأنه "في كثير من القرى العربية التي جرى احتلالها سممت
    أما نعيم جلعادي فهو يهودي عراقي جنده الموساد واستقر في إسرائيل وخدمها بإخلاص إلا انه بعد فترة اكتشف العنصرية التي يمارسها الاشكناز على اليهود الشرقيين أمثاله ، فهاجر إلى أمريكا ، وهناك صرح للصحفيين بتجاربه هناك (انظر مجلة لينك عدد إبريل – مايو 1998) . قال إن موشي ديان اصدر أوامره بطرد العرب من قراهم وتدمير منازلهم وتسميم الآبار بالتيفوس والدوسنتاريا ، وقال أن الهاجانا وضعت البكتيريا في المياه التي تغذي عكا من نبع قرب قرية كابري ويمر مجرى المياه قرب أحد الكيبوتزات. ويذكر أيضا حادث تسميم مياه غزة ، وان أحد الضباط قال: "ليس لدينا عواطف في الحرب".
    __________________
    التحقيق الهولندي
    في أكتوبر 1992 سقطت طائرة شحن تابعة لشركة العال على ضاحية في امستردام وسببت وفاة 47 شخص ومئات من الإصابات بالأمراض الغامضة مثل مشاكل في التنفس ، وبثور على الجلد ، والاضطرابات العصبية والسرطان . واتضح أن الطائرة البوينج تحمل 50 جالون من مادة DMMP التي يصنع منها غاز الأعصاب سارين ، وهذه الحمولة كانت مرسلة من شركة سولكاترونيك في موريسيفيل - بنسلفانيا إلى مركز البحوث البيولوجية في إسرائيل .

    وتكتمت حكومة هولندا على الأمر بالاتفاق مع إسرائيل ، مضحية بذلك بسلامة مواطنيها. لكن المحرر العلمي في صحيفة NRC-HANDELSBLAD اليومية التي تخطي باحترام الرأي الليبرالي، واسمه كاريل كنيبKarel Knip ، قرر التحقيق في هذا الأمر ، ونشر في 27 نوفمبر 1999 اكبر واهم تقرير عن حرب إسرائيل الجرثومية مستعيناً في بحثه بالإنترنت وبأساتذة مختصين في الأسلحة الكيماوية والجرثومية من جامعات استوكهولم وسسكس و برادفورد.
    بدأ كنيب باستعراض جميع أوراق البحث المنشورة في العالم الصادرة من مركز البحوث البيولوجية منذ عام 1950 ، ومن كلية الطب بجامعة تل أبيب ومثلها في الجامعة العبرية ، لأنه اكتشف أن معظم الباحثين يعملون بالتبادل في المركز والجامعة . رصد كنيب أسماء 140 عالما ، ولكنه وجد انه من الصعب تتبعهم لأنهم يتنقلون داخل إسرائيل وخارجها ، وخصوصا في مراكز بحوث الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في الولايات المتحدة مثل معهد والتر ريد العسكري وجامعة القوات المسلحة وجامعة اوتاه ومركز البحوث البيولوجية و الكيماوية في ادج وود . ووجد أن التعاون العلمي وثيق أيضا مع هولندا وألمانيا وبريطانيا وكندا . ومن هذا كله استخلص قائمة بالموضوعات التي يطورها المركز الإسرائيلي مثل الأمراض والمواد السامة والمواد التي تفقد القدرة والإرادة مثل الشلل والتشنج والهلوسة وعدم القدرة على التفكير ، وذلك في كل فترة من العقود الخمسة منذ 1948(انظر الجدول باللغة الإنجليزية) .

    في الخمسينات كان اهتمام إسرائيل محصورا في تطوير أمراض التيفود والطاعون وبوجه عام الفيروسات والبكتيريا التي يمكن نشرها عن طريق الجرذان والحشرات ، وتطور الأمر إلى أمراض الحيوانات وخصوصا الدواجن (التي تؤكل) وشمل البحث أيضا مرض الجدري و أمراض الطفيليات ، وهذه كلها كائنات دقيقة ولكنها قوية تصلح لان تكون سلاحا .
    وتوسع العمل فيما بعد الستينات إلى المواد السامة ، حيث أن درجة سمها أعلى بكثير من الفيروسات ، ويصنع منها غازات الأعصاب مثل الطابون والسومان والسارين وفي اكس (VX) واكثر من 15 مادة سامة أخرى، وذلك كله بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي أي أيه) للاستعمال في الاغتيالات .
    وفي عام 1997 حاولت إسرائيل اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حماس في عمان ، غالبا باستعمال السم المعروف ب ( SEB) 0انظر الجدول) . ، وقد غضب الملك حسين غضبا شديدا لاعتداء إسرائيل على سيادة الأردن والاتفاقيات المعقودة في مثل هذه الأحوال ، وقد اضطرت إسرائيل إلى تسليم الأردن الترياق الذي يلغي تأثير هذا السم.
    على أن احدث التطورات في البحوث الإسرائيلية هي في ميدان المواد التي تسبب الشلل والتشنج والهلوسة والمغص وعدم القدرة على التحكم في الحركة والتفكير . وقد فحص المركز الإسرائيلي ، في برنامج التعاون مع الولايات المتحدة ، مئات من هذه المواد ، ولكن بقى استعمالها محدودا لان لا يمكن الوثوق بتأثيرها . وهناك تقارير بأنها استعملت ضد الجيش الصربي ، إلا أنها بدون شك استعملت في خان يونس ضد المتظاهرين في انتفاضة الأقصى . ولا يزال الكثيرون يتذكرون صورة المصابين في المستشفيات على شاشات التلفزيون ، وهم يتلوون من الألم ويتشنجون ويتحركون لا إراديا ، وقد طلبت السلطة الفلسطينية آنذاك استقدام بعثة دولية لتقصي ماهية المادة المسببة ، ولكن طوي الأمر. وللتعمية على هذه البحوث ، تشجع إسرائيل علمائها على نشر أبحاث علمية بريئة لكي تحافظ على مكانة المركز العلمية ، و إمكان التعاون مع مراكز مشابهة والدعوة إلى المؤتمرات ، لذلك يطلب من كل عالم نشر من بحث واحد إلى ثلاثة كل سنة في موضوعات بريئة . كذلك يتولى كل واحد من هؤلاء العلماء منصبا في جامعة أخرى تقوم بأبحاث مساندة خصوصا كليات الطب قسم الميكروبيولوجي في كل من الجامعة العبرية وجامعة تل أبيب ، وقد أصدرت الجامعة العبرية أبحاثا كثيرة عن غاز الخردل ، و أصدرت جامعة تل أبيب أبحاثا كثيرة عن الجمرة الخبيثة (انتراكس) .
    ويدعو كنيب في بحثه الشامل جميع الدول إلى تعقب أعمال المركز الإسرائيلي ، الذي يرأسه الدكتور افيجدور شافرمان ، وجميع علماء المركز ، نظرا لخطورة الأعمال التي يقومون بها . ويقوم بهذا التعقب عادة لأعمال مراكز البحوث البيولوجية في العالم ، مركز المخابرات الطبية التابع للقوات المسلحة الأمريكية والأساتذة كيث ياماماتو في جامعة كاليفورنيا ، وجوناثان كنج في معهد ماساتسوتش الفني في بوسطن ، ولكن هذا النوع من الرقابة لا يطبق على إسرائيل ، خصوصا إذا كانت الرقابة أمريكية . كما أن إسرائيل لم توقع أو تصادق على ميثاق الأسلحة البيولوجية لعام 1972 .
    الخلاصة
    إن تاريخ إسرائيل ملئ بالجرائم ، و أخبثها استعمال أسلحة الإبادة الجماعية ، وهو ما قامت به إسرائيل قبل إنشائها حتى اليوم . وإذا استعرضنا تاريخ الخمسين سنة الماضية فيما يخص هذه الأسلحة ، نجد انه ، باستثناء الحالات الهامة التي سبق شرحها ، استعملت إسرائيل كثيرا من هذه الأسلحة ، ولكن بصورة لا تثير ضجة كبيرة محليا أو عالميا ، وأمثلة ذلك استعمالها في المظاهرات أو ضد الطلاب أو عند الهجوم على حي سكاني أو مدرسة أو بتلويث مصادر المياه في الضفة خلال الانتفاضة أو عند استعمالها المبيدات ضد المزروعات التي تخص أهالي عين البيضا (1968) ، و عقربا (1972) و مجدل بني فاضل (1978) و لبنان (1982) و النقب (2002) أو في تجارب المواد الفتاكة ضد المعتقلين العرب داخل المركز الإسرائيلي ، كما صرح عميل الموساد المنشق فكتور اوستروفسكي.
    لكن إسرائيل تملك اليوم اكبر مخزون من الأسلحة البيولوجية والكيماوية في أوروبا وآسيا ، مما يمثل خطرا داهما على المنطقة ، وإذا أضفنا إلى ذلك أسلحتها النووية ، فان العجب كل العجب أن يترك كل ذلك ويطارد كل عالم عربي حتى في بيته. وستبقى إسرائيل خارج طائلة القانون الدولي ، إلى أن تحمي الحكومات العربية شعوبها بإجراءات مضادة ، ولا تكتفي بالركون إلى العجز ، الذي هو هدف إسرائيل من تسريب الأخبار عن قدراتها ، ويجب أن تطور الحكومات العربية سياساتها بحيث يتضح لإسرائيل أنها لو استعملت هذه الأسلحة ستكون هي أول ضحاياها وأسهلها .وأضعف الإيمان أن تسعى الحكومات العربية سعياً حثيثاً مخلصاً في كل المنابر الدولية لجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل دون استثناء إسرائيل .
    __________________
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي .د. عماد علّو .


    "10 ـ خطر الترسانة النووية الاسرائيلية على المنطقة ـ ( أسلحة الدمار الشامل )"





    ومن يزيل ترسانة ( إسرائيل ) ؟ ـ"منقول"




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد: فلأكثر من عقد من الزمان، والعالم مشغول بما (يخفيه) العراق من أسلحة الدمار الشامل، في وقت يتغافل فيه هذا العالم ويتعامى عما (يعلنه) الكيان اليهودي من أضعاف أضعاف ما لدى العراق ـ أو ما كان لدى العراق ـ من هذا السلاح!

    أسلحة الدمار في العراق دُمرت، وانتهت الشرعية الدولية الجائزة منها لصالح دولة الجوار «المسالم» (إسرائيل) التي أعدت للعرب كلهم، وليس للعراق وحدها، ما يكفي لجعل باطن الأرض خيراً من ظاهرها لهم جميعاً.

    ماذا يريد هذا العالم الغربي بالوجود العربي؟!.. لا توجد دولة عربية واحدة ثبت الآن أن لديها سلاحاً نووياً أو كيماوياً أو بيولوجياً، في الوقت الذي ثبت فيه بكل القرائن والدلائل المعلنة والخفية، أن دولة اليهود جعلت أرض فلسطين تعوم فوق بحيرة نار من أسلحة الدمار! فبالرغم من أن قوة السلاح التقليدي اليهودي يتفوق على مجموع قدرات الجيـوش العربيـة المحيطـة بـ (إسرائيل) بضمانة غربية أمريكية، إلا أن تلك الدولة، وبمباركة من أعداء المسلمين جميعاً، أصبحت تحتل الآن المرتبة السادسة في القوة النووية بعد الدول الخمس الكبرى!

    عندما استقرت دولة اليهود بعد إنشائها على يد قوى الغرب، سارع ذلك الغرب إلى مساعدتها على حيازة الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، فقدمت لها ألمانيا الغربية مساعدات في مجال الحرب الجرثومية، وزودتها فرنسا بمعامل لتجهيز ميكروبات الطاعون والحمى الصفراء، أما في المجال النووي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية أهدت حبيبتها وربيبتها (إسرائيل) برنامجاً نووياً عام 1955م، أطلق عليه وقتها: (برنامج أيزنهاور للذرة من أجل السلام)! وتبرع علماء الذرة الأمريكيون بمساعدة اليهود بتطوير هذا البرنامج سراً، ليتحول من برنامج للاستخدام السلمي إلى برنامج للاستعمال الحربي، وتغاضت الحكومة الأمريكية عن ذلك.

    وفي عام 1954م، أنشأت الدولة العبرية مفاعلاً نووياً في منطقة النقب، بمعونة فرنسية، واتجه اليهود بعد ذلك إلى دولة جنوب إفريقيا حيث تعاونوا معها في المجال النووي، وظلوا يستوردون مادة اليورانيوم من دولتهم الغنية بها. وقدمت البرازيل ومعها دول أوروبية أخرى مساعدات أخرى لليهود على شكل تبادلات تقنية وتدريبات فنية وإمدادات بالخامات اللازمة.

    وكانت محصلة هذا التعاون على الإثم والعدوان أن أصبحت دولة اليهود مسيطرة على أربعة مفاعلات نووية هي:

    - مفاعل ريشون ليفربون، وهو أول مفاعل تم تشغيله عام 1957م.

    - مفاعل ناحال سوريك، وبدأ العمل به عام 1958م.

    - مفاعل (النبي) روبين، وبدأ العمل به عام 1966م، وكان هدية من الرئيس الأمريكي الأسبق «ليندون جونسون».

    - مفاعل ديمونا، وهو الذي قامت فرنسا بتصميمه وتنفيذه.

    وأيضاً فإن لدى دولة اليهود ـ المستثناة من دخول فرق التفتيش ـ ثلاثة مراكز ومعاهد تعكف على إنشاء أو تطوير مفاعلات أخرى، وهي: (مركز التدريب على النظائر المشعة) و (المعهد الإسرائيلي للإشعاع والنظائر) بتل أبيب، و (معهد العلوم الفضائية) الذي تُجرى فيه التجارب العملية للصواريخ، وتتم فيه عمليات تحضير الوقود الصلب والسائل.

    ولدولة اليهود المدللة لدى الأمم المتحدة ثلاث هيئات رسمية لصنع السياسة النووية العسكرية: إحداها: لجنة الطاقة الذرية، والثانية: المجلس الوطني للبحث والتطوير النووي، والثالثة: اللجنة الاستشارية للتطوير بوزارة الدفاع.

    أما العراق فإن علماءه مطلوبون للتحقيق خارج العراق بتهمة محاولة الخروج من السور الحديدي المضروب على العرب جميعاً حتى لا يخرجوا إلى عالم القدرة على ردع أعدائهم.

    حصيلة النشاط الإسرائيلي في المجال النووي وغيره، أثمرت قدرة نووية يهودية سارت في سلسلة من التطوير، تمت تحت سمع العالم وبصره؛ فقد سربت مجلة تايم الأمريكية عام 1973 أنباءً تفيد بأن بحوزة (إسرائيل) 13 قنبلة نووية، وفي عام 1976 نُشرت تقارير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تفيد بأن (إسرائيل) أصبح لديها 20 قنبلة نووية، وتصاعد العدد إلى 40، ثم كشف النقاب بعد قضية الجاسوس الإسرائيلي (فعنونو) في الثمانينيات أن دولة اليهود أصبحت تمتلك مئتي رأس نووي.

    وفي ظل هذا الواقع المفروض على المجتمع الدولي، أصبح هذا المجتمع متقبلاً بالرضى أو الإكراه كل ما يصدر عن (إسرائيل) من «تجاوزات» أو «مخالفات» أو «انتهاكات» تعد (تافهة) بالنسبة لما سبق؛ فكون الدولة العبرية تمتلك قدراً هائلاً من القنابل النووية التكتيكية ذات الرؤوس الصغيرة، فهذا أمر ينبغي (التسامح) فيه، وكونها تمتلك ما لا يقل عن 35 قنبلة هيدروجينية، فتلك يجب التغاضي عنها. أما مخالفة (إسرائيل) لتسع معاهدات دولية لحظر واستخدام أسلحة الدمار الشامل، فتلك مجرد مداعبة ثقيلة من خفيفة الظل (إسرائيل).

    تعالوا إلى العراق الذي قتلت منشآته ومؤسساته ومستشفياته ومصانعه ومعامله وقصوره تفتيشاً على مدى اثني عشر عاماً خلت! ماذا بقي في حوزته من خطر - إذا وُجد - مقارنة بهذا الخطر اليهودي الماحق على الشرق الأوسط كله؟! لقد ذرعت فرق ولجان التفتيش في السنوات الماضية أرض العراق شبراً شبراً للبحث عن أي خطر نووي أو بيولوجي أو كيماوي. صحيح أن تلك الفرق وجدت عناصر خطرة هنا وهناك، ولكنها جميعاً دُمرت بعد ذلك، باعترافات رؤساء تلك اللجان أنفسهم.

    بدأت عملية إزالة أسلحة العراق غير التقليدية في أبريل 1991م بعد انتهاء حرب الخليج الثانية مباشرة، واعتبرت الولايات المتحدة ذلك الإجراء استمراراً لتلك الحرب بوسائل أخرى؛ فما حدث بعد تدمير العراق في فبراير عام 1991م، لم يكن إيقافاً للحرب بل وقفاً لإطلاق النار. وبموجب قرار وقف إطلاق النار ألزم العراق بتدمير ما لم تقم الحرب بتدميره؛ حيث تبين أن 115 ألف طلعة جوية في 43 يوماً لم تقض إلا على 50% من أسلحة العراق التقليدية، أما أسلحته غير التقليدية، فلم يستطع الأمريكيون الوصول إليـها؛ لأن حربهـم البرية لم تكتـمل، وتبين أن العـراق لا يزال يحتفظ بعناصر قوته غير التقليدية بشكل شبه كامل؛ لهذا لجأت أمريكا إلى استكمال الحرب بوسائل أخرى، وكانت الأمم المتحدة أداتها في ذلك؛ فقد أصدرت تلك الأمم بإيعاز من الولايات المتحدة قراراً خاصاً بنزع أسلحة العراق يختلف عن كل القرارات السابقة التي أصدرتها الأمم المتحدة لحظر استخدام أسلحة الدمار الشامل، فأصدر مجلس الأمن القرار (687) الذي أنشئ بموجبه فريق تابع لوكالة الطاقة الذرية ولجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة، أوكلت إليهما مهمة تفتيش وتدمير أسلحة العراق غير التقليدية بشكل كامل، وعلى نفقة الحكومة العراقية - عفواً - بل على حساب الشعب العراقي.

    كان هذا القرار حالة استثنائية؛ فالأمم المتحدة رأت أن قراراتها السابقة المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل لا تعطي إلا (صلاحيات محدودة).. وأمريكا تريد صلاحيات (غير محدودة)، فصدر القرار (687) لينشئ وضعاً جديداً، عبَّر عنه (رالف أكيوس) رئيس فريق التفتيش السابق بقوله: «أنشئت اللجنة الخاصة للعراق فقط، فلدينا حرب شنت بأمر الأمم المتحدة، ولدينا قرار بوقف إطلاق نار يوجب على العراق نزع أسلحته» وكان ذلك القرار قد نص ـ من باب النفاق ـ على أن عملية نزع أسلحة العراق، هي مقدمة لعمليات مشابهة لنزع أسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط كلها!!

    والآن.. وبعد مضي اثني عشر سنة على عدم التقدم خطوة واحدة من اللجان للتفتيش في (إسرائيل)، نرى أن ذلك (الوعد) يبدو أنه سيطبق على دول أخرى بعد العراق ـ باستثناء إسرائيل بالطبع ـ فتطالب أمريكا أي دولة تريد إذلالها بالسماح بدخول فرق التفتيش إلى أراضيها. ثم يبدأ مسلسل التهديد والوعيد، ثم الهجوم المبيد!!

    إن ما يجري الآن في العراق هو مهزلة بكل المقاييس وهي قابلة للتكرار في بلدان أخرى عربية وإسلامية، ويشارك في صنع تلك المهزلة العالم الذي أجمع على موافقة أمريكا على إعادة فرق التفتيش إلى العراق، وليس إلى (إسرائيل)!

    إن الحجة المعلنة في ذلك هي أن العراق استخدم بالفعل أسلحة غير تقليدية. وهنا نقول: إن دولة اليهود أيضاً استخدمت أسلحة غير تقليدية مرات عديدة ضد العرب في حروبها معهم، فبعد ثمانية عشر شهراً فقط من خروج الأفعى اليهودية من بيضتها، استعملت السلاح غير التقليدي؛ ففي بعض العمليات المتعلقة بحرب 1948، استعمل اليهود السلاح الجرثومي، وأطلقوا ميكروبات الدوسنتاريا، واستخدموا بعد ذلك في حروبهم قنابل النابالم المحرمة دولياً، وكذلك القنابل العنقودية، وطلقات دمدم وغيرها. وإسرائيل تتأسى في ذلك بقدوتها في الشر أمريكا التي كانت الأولى في استعمال القنبلة النووية في مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، والتي استعملت في حربها ضد العراق نفسه اليورانيوم المنضب الذي أصبح عامل تهديد لسكان المنطقة لعشرات أو مئات السنين.

    إن موافقة العالم أجمع على القرار 1441 القاضي بإعادة المفتشين إلى العراق دون الإشارة - ولو الإشارة ـ إلى ترسانة الإرهاب المسماة (إسرائيل) لهي دليل جديد على أن هذا العالم يحتاج إلى قيادة رشيدة بدلاً من تلك القيادة الرعناء المسماة بالأمم المتحدة التي أصبح الإنجيليون واليهود يديرونها اليوم من البيت الأبيض والكنيست الإسرائيلي، وحاجة البشرية اليوم إلى الإسلام العظيم بعدله وإصلاحه أعظم من حاجتها في أي عصر مضى؛ فاللهم عجل بنصر الإسلام وعز المسلمين.
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: النشاطات العسكرية في الشرق الاوسط والتلوث البيئي .د. عماد علّو .

    11ـ حرب المخدرات الاسرائيلية عتلى المنطقة العربية " القطر المصري مثالاً" .


    المخدرات الاسرائيلية حرب غير معلنة على ابناء سيناء



    القاهرة- البوابة- احمد علي الدين


    محمد أبودردر، واحد من بدو سيناء، عايش العشرات من اولاد عمومته وهم يتساقطون بفعل المخدرات، وعايش معاناتهم الطويلة مع الإدمان.
    يحكي أبو دردر عن تجربة عاشها مع أحد أصدقائه الذي أدمن المخدرات لفترة طويلة ثم حاول الخروج من عالم الإدمان لكن جميع الأبواب كانت مغلقة في وجهه.. أبواب العمل والعلاج والحياة .
    حاول أبو دردر مساعدة صديقه بكل الطرق الممكنة لكنه لم يجد أي مركز طبي أو وحدة صغيرة لمعالجة المدمنين في شمال سيناء حتي في أكبر مدنها، العريش. يدا بيد توجهوا إلي القاهرة للبحث عن الشفاء، كانت المسافة من العريش إلي القاهرة بعيدة، ومدة العلاج طويلة.
    كغيرهم من المصريين يعاني أبناء سيناء من انتشار تعاطي المخدرات، خاصة بين الشباب وفقا لدراسة أجراها سعيد اعتيق حسان - باحث سيناوي- رصد فيها ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات، خاصة الهيروين بين شباب المناطق القريبة من الحدود في وسط سيناء. وينقل الباحث في دراسته قصصا مأساوية علي لسان أسر تعاني من إدمان أحد أفرادها، ويضيف أن بعض الأسر يوجد بها أكثر من متعاط مؤكدا أن قرية واحدة لا يتجاوز عدد سكانها 1500 نسمة بها 47 شابا يدمنون السموم البيضاء، بينما تضم قرية أخري يبلغ عدد سكانها 2000 نسمة 35 مدمنا شابا. ويورد الباحث السيناوي، مقيم بقرية شبانة التي تبعد 4 كيلومترات عن الحدود المصرية الإسرائيلية -شهادة إحدي الأمهات في الشيخ زويد عن تجربتها مع ابنيها المدمنين، وتقول: "لدي اثنان من أبنائي يتعاطيان الهيروين وكل ما أريده أن تنشئ وزارة الصحة مصحة علاجية في سيناء لعلاج المدمنين".
    الحاجة إلي مصحة لعلاج المدمنين في سيناء ملحة للغاية حيث لا يوجد أقسام لعلاج المدمنين في أي من مستشفيات سيناء سواء عاماً أو خاصاً.
    هذا الشهادة التي قدمتها إحدي الأمهات في الشيخ زويد لا تبدو مقنعة للنائب فايز أبو حرب، الذي قال لـ"البوابة": إنه لم يفكر في المطالبة بإنشاء مركز لعلاج مدمني المخدرات في سيناء، مبررا ذلك بأن أهالي دائرته لم يطلبوا منه ذلك. أما النائب نشأت القصاص، فلم ينكر أن سيناء ارتبط اسمها لفترة طويلة بتجارة وزراعة المخدرات،ويقول: "قديما اقترن اسم سيناء بالمخدرات لكن اليوم اقترن اسمها بالخرشوف والموالح والخوخ" مؤكدا أن سيناء خلال السنوات القليلة الماضية شهدت تراجعا ملحوظا في تجارة المخدرات وزراعتها، ويوضح: "شمال سيناء تبلغ مساحتها 29ألف كيلومتراً.. قد تكون بها بعض المزروعات الممنوعة لكنها محدودة للغاية.. فزراعة المخدرات لم تعد مربحة!!".
    يتفق خليل جبر -الباحث في شئون القبائل- مع نائب الوطني، نشأت القصاص، حول مقولة إن زراعة المخدرات لم تعد مربحة في سيناء، خاصة البانجو لأن سعر الكيلو يقدر بـ 70 جنيها داخل سيناء فيما يتكلف تهريبه عبر القناة 70 جنيها أخري، وهو ما يعني أن البانجو سيصل إلي متعاطيه بأسعار تفوق أسعار البانجو القادم من خارج البلاد.
    ويضيف جبر أن البانجو كان المخدر الأكثر رواجا في سيناء منذ بداية التسعينيات حتي 2002، أما السنوات التالية علي ذلك فقد اتجه عدد كبير من مروجي البانجو للعمل في التهريب عبر الأنفاق بين مصر وغزة. ويشير الباحث إلي أنواع المخدرات التي يتم تداولها في سيناء، ويقول: "لا يصنعون الحشيش في سيناء.. توجد فقط كميات قليلة من الأفيون بينما الكميات الأكبر تكون من الهيروين القادم من إسرائيل"، ويضيف: "كيلو الهيروين بـ 8 آلاف دولار بينما كيلو الحشيش بألفي دولار.. إسرائيل توصل المخدرات إلي سيناء بأسعار خاصة ومخفضة لتدمير المجتمع السيناوي"، لكنه يستدرك: "في بعض الأحيان تتغاضي أجهزة أمنية عن حصول بعض البدو علي مخدرات من إسرائيل في مقابل معلومات قيمة".
    مخاوف جبر من مساعي إسرائيل لإغراق المجتمع السيناوي بالمخدرات تؤيده فيها نتائج الدراسة التي أجراها الباحث سعيد اعتيق حسان، حيث تشير إلي أن ثمن الكيلو جرام الواحد من الهيروين انخفض إلي 27 ألف شيكل اسرائيلي رغم أن سعره منذ فترة قريبة كان 70 ألف شيكل. ويتعجب الباحث في دراسته من تردي أسعار السموم البيضاء في منطقة الدراسة حيث وصل ثمن الجرعة إلي 5 جنيهات فقط، كما لا يتردد باعة الجرعات في بيع الهيروين ولو علي سبيل المقايضة، فالجرعة مقابل أي شيء حتي ولو كان "حديد خردة"، وهو ما يعتبره الباحث الشاب محاولة إغراق وإفساد لشباب المنطقة وليست تجارة فقط.
    دليل آخر يؤكد مساعي إسرائيل لإغراق سيناء بالمخدرات، أهمها ما نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في عام 1996 عن عملية "النصل"، حينما كشف مراسل الصحيفة "عوزي ماحانيمي" عن خطة إسرائيلية تدعي "النصل" لتهريب المخدرات إلي مصر علي مدار عقود، التي بدأ تنفيذها منذ الستينيات، حتي الثمانينيات، وكانت الأوامر للتجار في هذه العملية أن تتم عملية البيع بأسعار مخفضة، علي أن تكون الأولوية للقاهرة ومدن القناة، بالإضافة إلي المجندين.

    --------------------------------------



    مؤسسة فلسطينية: إسرائيل تشن حرب «أفيون» على الفلسطينيين بالقدس

    أكدت أن 29% من مدمني المخدرات في إسرائيل هم من العرب و80 ألفاً في الضفة والقطاع

    غزة ـ لندن: «الشرق الاوسط»
    حذرت مؤسسة اجتماعية فلسطينية من أن اسرائيل تعمل على تفشي تعاطي المخدرات في أوساط الفلسطينيين بالقدس. فيما أكد وزير الزراعة في الحكومة المقالة ان تل ابيب تفرض حصاراً بحرياً على القطاع وتنكل بالصياديين الفلسطينيين، داعيا الدول العربية والجوار للإبحار إلى شواطئ غزة لكسر الحصار. وفي تقرير صادر عن «مركز صامد للتثقيف المجتمعي في البلدة القديمة بالقدس»، قال حسني شاهين مدير المركز إن إسرائيل تشن «حرب أفيون» على الشباب الفلسطيني «لسلب ارادتهم بتعزيز تفشي المخدرات بين أفراد المجتمع الفلسطيني عموما والمقدسي خصوصاً، وذلك بالتوازي مع حرب التهويد وسلب العقابات في المدينة المقدسة». ومستنداً الى الإحصاءات والأرقام الصادرة عن المؤسسات المختصة، اشار شاهين الى ان هنالك ما بين 60 ـ 80 ألف متعاط للمخدرات في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينهم 15 ألفا في مدينة القدس، و10 آلاف مدمن بصعيد الضفة والقدس. واكد أن 29% من مدمني المخدرات في اسرائيل هم من العرب، مع العلم أن نسبة السكان العرب إلى اليهود تساوي 18%. واضاف أنه حسب الجهات المختصة، فإن ظاهرة الإدمان والتعاطي في ازدياد مستمر، وتتركز بين الشباب الذين يشكلون 55% من المجتمع الفلسطيني، وأكبر بؤرة لهذا النشاط والتأثير هو مدينة القدس. واتهم شاهين اسرائيل بأنها تشجع الإدمان في اوساط الشباب الفلسطيني من اجل اجبارهم على بيع ممتلكاتهم لليهود. وقال «عندما يكثر المدمنون سيحتاجون لمبالغ مالية ضخمة، وليس لهم إلا البيوت والأراضي ليسدوا حاجتهم؛ فيبيعون أراضيهم ويعملون في أعمال تمس بالقضية والثوابت الدينية والوطنية وبيع وطنيتهم للاحتلال، مما يجعل المخدرات مشكلة تنخر عمق المجتمع الفلسطيني، وصنفا جديدا من حرب الاحتلال وسياساته المبرمجة بمساندة ضعاف النفوس». واشار الى أنه من خلال الاطلاع على بعض الدراسات والتقارير للجمعيات المختصة يتضح أن الاحتلال يقوم بدفع أموال لمدمنين مقابل إثبات إدمانهم المخدرات في الأحياء العربية في القدس. كما انه يسمح بمرور المخدرات عبر الحواجز ونقاط التفتيش ويغض النظر عن مروجيها بين الشباب الفلسطيني.
    وحذر شاهين من أن اسرائيل تحاول تحطيم الانسان الفلسطيني «ليكون هو والارض لقمة سائغة، في ايدي قوات الاحتلال ومن اجل تحييد هؤلاء الشباب ومنعهم من المشاركة في المقاومة ضد الاحتلال». ودعا شاهين المسؤولين في السلطة الوطنية وللعالم العربي والإسلامي بالتدخل الفوري لحماية الشباب المقدسي لمواجهة «حرب الأفيون» والتي تشنها سلطات الاحتلال في المدينة. الى ذلك، دعا محمد الآغا وزير الزراعة في الحكومة الفلسطينية المقالة امس الدول العربية ونقابات الصيادين في مصر ودول المغرب العربي وكل المطلين على شواطئ البحر المتوسط، للتضامن مع صيادي قطاع غزة عبر الإبحار نحو شواطئ غزة. واعتبر الآغا في مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة، أن «الاعتداءات الإسرائيلية على الصيادين بلغت ذروتها دون مراعاة لاستحقاقات التهدئة»، داعيا الأطراف المعنية بالتهدئة خصوصاً الوسيط المصري بالضغط على إسرائيل لوقف هذه «الاعتداءات». وقال: «إن الاحتلال استهدف منذ بدء التهدئة قبل ثلاثة أشهر، 20 مركبا وأغرق أربعة زوارق صيد بكامل معداتها، واعتقل عشرة صيادين وأخضعهم للتحقيق في مراكز الاعتقال، إلى جانب التحقيق مع 15 صيادا على ظهر الزورق الحربي». وقال ان السلطات الامنية الاسرائيلية أطلقت النار على الصيادين وتجريدهم من ملابسهم وإرغامهم على النزول للماء والسباحة لمسافات طويلة.



    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •