تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل يجوز كتابة القرآن الكريم بغير الحروف العربية؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    امريكا
    المشاركات
    168

    افتراضي هل يجوز كتابة القرآن الكريم بغير الحروف العربية؟

    حكم كتابة القرآن الكريم بغير العربية

    لا بجوز كتابة القرآن الكريم بغير العربية؟ لماذا؟ تابعوا هذا البحث

    جميع الكتب السماوبة نزلت أول ما نزلت باللغة العربية


    يقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم في سورة الشعراء 192- 195:

    وانه لتنزيلُ ربِّ العالمين* نزَلَ به الروحُ الأمين* على قلبكَ لتكونَ من َ المنذِرينَ* بلسانٍ عربيٍّ مُبين

    ورد في تفسير ابن كثير رحمه الله عن هذه الآيات الكريمات أنّ الله تبارك وتعالى أنزل القرآن الكريم على عبده محمد صلى الله عليه وسلمواوحاه اليك بواسطة جبريل عليه الصلاة والسلام, الذي يحظى بمكانة عالية عند الله عزوجل, سالما من الدنس والزيادة والنقصان, لينذر به بأس الله عزوجل ونقمته على من خالفه وكذبه, ومبشرا للمؤمنين المتبعين له, وأنه نزل بلغة عربية ليكون بيّناً وواضحاً ظاهراً , قاطعاً للعذرِ, مقيما للحُجّةِ, دليلا الى المحجّة البيضاء, وقال سفيان الثوري رحمه الله: لم ينزل وحيٌ الا بالعربيّة, ثم تُرجمَ كل نبيٌّ لقومه, واللغة يوم القيامة بالسريانية, فمن دخل الجنة تكلم بالعربية.


    ـ وأما عن كتابة المصحف بغير الحروف العربية. فقد ذكر السيوطي في "الإتقان" ج 2 ص 171 ما نصُّهُ: وهل تجوز كتابته بقلم غير العربي؟ قال الزركشي : لم أجد فيه كلامًا لأحد من العلماء ، والأقرب المنعُ كما تحرُم قراءته بغير لسان العرب، لقولهم: القلم أحد اللّسانين، والعرب لا تعرف قلمًا غير العربي، وقد قال الله تعالى: (بلسانٍ عَرَبِيٍّ مُبين)

    وقال الشيخ محمود أبو دقيقة من كبار علماء الأزهر: أجمع الأئمة الأربعة على أنه لا يجوز كتابة القرآن بغير اللغة العربيّة؛ لأن كتابته بغيرها تُخرِجه عن الرسم الوارد الذي قام الإجماع على أنه يَجِب التزامُه، بل قد تؤدِّي كتابتُه بغير العربيّة إلى التغيير في اللفظ؛ لأن بعض الحروف العربيّة لا نظيرَ له في بعض اللّغات الأخرى، والتغيير في اللفظ يؤدِّي إلى التغيير في المعنى ،وحيث كانت الكتابة بغير العربيّة تؤدِّي إلى هذا فلا يجوز. وقال بعض علماء الحنفيّة: إنّ مَن تعمَّد كتابة القرآن بغير العربيّة يكون مجنونًا أو زِنديقًا، فالمجنون يُداوَى والزِّنديق يُقتلُ "مجلة الأزهر ـ المجلد الثالث ص 31-34).

    وبناءً على ما تقدّم فانه لا تجوز كتابة القرآن بغير الحروف العربية، لما اتفق عليه العلماء من أهل المذاهب الأربعة من وجوب المحافظة على الرسم العثماني، سئل مالك رحمه الله: هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء، فقال: لا إلا على الكتبة الأولى.

    قال بعض أئمة القراء ونسبته إلى مالك لأنه المسؤال وإلا فهو مذهب الأئمة الأربعة. نقل ذلك الإمام ابن حجر الهيتمي في فتاويه، وابن حجر هذا ذهب إلى تحريم كتابة القرآن بالعجمية ولو كان لمصلحة التعليم، قال رحمه الله: وإذا وقع الإجماع كما ترى على منع ما أحدث الناس اليوم من مثل كتابة الربا بالألف مع أنه موافق للفظ الهجاء فمنع ما ليس من جنس الهجاء أولى..... وزعم أن كتابته بالعجمية فيها سهولة للتعليم كذب مخالف للواقع والمشاهدة فلا يلتفت لذلك.
    ولا شك أن فتح الباب أمام كتابة القرآن بغير العربية قد يؤدي إلى تحريف القرآن وتبديله.

    قال الزرقاني رحمه الله في كتابه القيم مناهل العرفان ج2ص96: ونسترعي نظرك إلى أمور مهمة، أولها أن علماءنا حظروا كتابة القرآن بحروف غير عربية،

    وعلى هذا يجب عند ترجمة القرآن بهذا المعنى إلى أية لغة أن تكتب الآيات القرآنية إذ كتبت بالحروف العربية كيلا يقع إخلال وتحريف في لفظه فيتبعهما تغير وفساد في معناه،

    وسئلت لجنة الفتوى في الأزهر عن كتابة القرآن بالحروف اللاتينية فأجابت بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله بما نصه: لا شك أن الحروف اللاتينية المعروفة خالية من عدة حروف توافق العربية فلا تؤدي جميع ما تؤديه الحروف العربية، فلو كتب القرآن الكريم بها على طريقة النظم العربي كما يفهم من الاستفتاء لوقع الإخلال والتحريف في لفظه ويتبعهما تغير المعنى وفساده، وقد قضت نصوص الشريعة بأن يصان القرآن الكريم من كل ما يعرضه للتبديل والتحريف، وأجمع علماء الإسلام سلفا وخلفا على أن كل تصرف في القرآن يؤدي إلى تحريف في لفظه أو تغيير في معناه ممنوع منعاً باتاً ومحرم تحريماً قاطعاً، وقد التزم الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم إلى يومنا هذا كتابة القرآن بالحروف العربية. انتهى.

    وقال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله في تفسير المنار: فإذا كانت الحروف العجمية التي يراد كتابة القرآن بها لا تغني غناء الحروف العربية لنقصها كحروف اللغة الإنجليزية فلا شك أنه يمتنع كتابة القرآن بها، لما فيها من تحريف كلمه، ومَنْ رضيَ بتغيير كلام الله فهو كافر.

    Color]وإذا كان الأعجمي الداخل في الإسلام لا يستقيم لسانه بلفظ محمد فينطق بها "مهمد"، وبلفظ خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم فيقول: كاتم النبيين، فالواجب أن يجتهد بتمرين لسانه حتى يستقيم، وإذا كتبنا له أمثال هذه الكلمات بلغته فقرأها كما ذكر فلن يستقيم لسانه أبد الدهر، ولو أجاز المسلمون هذا للروم والفرس والقبط والبربر والإفرنج وغيرهم من الشعوب التي دخلت في الإسلام لعلة العجز لكان لنا اليوم أنواع من القرآن كثيرة، ولكان كل شعب من المسلمين لا يفهم قرآن الشعب الآخر....

    وبهذا النقل تعلم أن كتابة القرآن بحروف غير عربية لا تجوز ولو كانت هذه اللغة تحتوي على حروف العربية، وذلك لأنه منذ نزول القرآن وجمعه في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما والقرآن يكتب بالحروف العربية، وأجمع على ذلك التابعون ومن بعدهم إلى عصرنا رغم وجود الأعاجم فوجبت المحافظة على ذلك عملاً بما كان في عهده صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه وأصحابه رضي الله عنهم، وعملاً بإجماع الأمة.

    كما أنه لا يؤمن إذا فتح هذا الباب أن يفضي إلى تحريف القرآن على مر الأيام كما حصل للكتب السابقة، فوجب أن يمنع ذلك محافظة على أصل الإسلام، وسداً لذريعة الشر والفساد، وقد نص على ذلك إضافة إلى من تقدم عدد من العلماء المحققين كالشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الرزاق عفيفي وكذلك هيئة كبار العلماء في بحث أعد خصيصاً في هذا الموضوع.

    وإذا تقرر هذا فإن النسخ الموجودة من كتابة القرآن بالأحرف اللاتينية لا تأخذ حكم القرآن لأن القرآن هو النظم والمعنى، لا المعنى وحده دون النظم ولاسيما أن النظم هو الموصوف بالإنزال والإعجاز وغير ذلك من الأوصاف التي لا تكون إلا للفظ العربي دون غيره.
    والله أعلم.

    لقد أُستُعينَ بموقع الشبكة الاسلامية لاتمام هذا البحث

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: هل يجوز كتابة القرآن الكريم بغير الحروف العربية؟

    بارك الله في الأخ الكريم على إثارة هذا الموضوع القيم الذي يستحق من أهل العلم عناية فائفة من أجل بيان الضوابط الشرعية لكتابة القرآن العظيم و ترجمة معانيه في زمن كثرت فيه الجرأة على ذلك من غير أهل هذا الشأن ...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    63

    افتراضي رد: هل يجوز كتابة القرآن الكريم بغير الحروف العربية؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خيرا على ما تفضلت به

    بودي سؤال حول كتابة القرآن بحروف لاتينية، لا الترجمة وكذلك ربما النطق لا يكون فيه كبير إشكال، فقد لاحظت أن كثيرا من الإخوة يكتبون بعض الآيات بحروف لاتينية لأنهم ليس لديهم لوحة مفاتيح عربية
    وسأعطي مثالا يوضح كيف يصنعون
    مثلا : الحمد لله
    يكتبونها :
    al7amdou lil Elleh

    والرقم سبعة 7 يستعملونه كناية عن حرف الحاء، وكذلك يستعملون أرقاما أخرى عوض الأحرف العربية التي لا توجد في الأحرف الأعجمية، مثل 9 يرمز به للقاف و 6 يرمز به للطاء وهكذا
    فهل هذا يصلح هذا ؟ وإذا قيل بالتحريم فهل يجوز عند الضرورة ؟ كأن لم يجد لوحة مفاتيح عربية ونحو ذلك ؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •