تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234
النتائج 61 إلى 73 من 73

الموضوع: التحقيقات المسروقة

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,544

    افتراضي رد: التحقيقات المسروقة

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزانة الأدب
    تبيَّن لنا أن الناقد (سعد هلال) لا يوثق بروايته ولا بدرايته
    عندما يتعلَّق الأمر بالأستاذ هلال ناجي، مع الأسف!

    وإنَّ من أمارات التوفيق لهلال ناجي أن يكون نقد خصومه له بهذا المستوى!
    وأستحسن الإشارة إلى قوله (ثُمَّ ان الموضوع اقترحته
    على طالب للماجستير
    )، أي إنَّ الجيل القادم من أساتذة الجامعات العراقية سوف يشتغل بهذه المهاترات!
    جزاكم الله خير الجزاء أستاذنا الفاضل (خزانة الأدب) وأورثكم الفردوس الأعلى
    هكذا يكون الإنصاف والعلم
    وجزاك الله خيرا على الإفادات الجميلة
    والدفاع الجميل عن عرض محقق قدير مثل الأستاذ هلال ناجي
    وهذا هو العمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)
    وقد ظُلِم هلال ناجي كثيرا
    وللظلم هنا مرارة شديدة لأنه قد صدر ممن أحسن إليه هلال ناجي حتى دعاه بابنه الروحي
    فما أغدره من ابنٍ؟
    وما أعقه من ولدٍ عاقٍّ؟
    لكن تلك هي عقائد التقية الشيعية
    وتلك أخلاقهم
    وقد سبق وقلتُ أنا للناقد الذي كتب باسم (سعد هلال) هنا:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شتا العربي
    ولن أطيل في الرد على مشاركتك الأخيرة والخارجة عن الموضوع في مجملها
    حتى لا يؤدي ذلك لتنبيه القارئ على حقيقة شخص
    الدكتور الذي يكتب بالاسم المستعار (سعد هلال).
    فليس من المروءة إذا عرف الإنسان شخص إنسان أن يعلنه على الناس إذا كان هذا الإنسان لا يريد الإعلان عن نفسه
    ولهذا سأكتب لك بعض ردي وأرسله لك على الخاص
    وكتبتُ له رسالتي على الخاص بكل أدب أهل السنة مع مخالفيهم
    فقابل أدبي بجفاء وتجاهل عجيب جدا
    وليس هذا بمستغرب عليه بعدما فعل مع أبيه الروحي الذي علمه المشي
    ثم غدر به هذا العاق بعد احتلال العراق
    ومثلما فعل مع محمود شاكر وحمد الجاسر عندما أعطاه الأخير كتابا حققه الأول
    فصنع هذا العاق فهرسه ثم بدأ يمهد للسطو عليه بعد موت الجاسر
    ولجميع هذه التصرفات الغير لائقة أدبيا وأخلاقيا من واحد يعتبر نفسه من الباحثين
    فأنا الآن أرجع عن تعهدي السابق
    لأن الرجل ليس أهلا لمعاملته بالمروءة
    وقد بدأته بالمروءة فقابلها بالـ....
    وأعترف بأني قد أخطأت حين تمنيت ورجوت من ورائه الخير أول الأمر
    لكن هيهات!
    وهذا العاق الغادر نفسه قد كتب إهداء لوالده الروحي هلال ناجي
    ثم رجع العاق في كلامه وسحبه مرة أخرى
    لكن بعد بروز الدور الشيعي الطائفي في العراق
    بقي أن أقول بأن (سعد هلال) هو نفسه الدكتور عباس هاني الجراخ الشيعي العراقي الطائفي العاقّ
    الابن الروحي لهلال ناجي أيام صولجان هلال ناجي
    لكن تبدلت الأحوال وتولى الشيعة زمام الأمور فراحت التقية وذهب التزلّف والنفاق
    وظهرت وجوه الشيعة على طبيعتها
    وهذه هي الشيعة
    حُبُّ الصحابةِ والقَرَابة سُنَّة... ألْقى بها ربِّي إذا أحياني
    الإمام القحطاني في «النونية»

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,544

    افتراضي رد: التحقيقات المسروقة

    والعجيب أن هذا الشيعي الطائفي (سعد هلال = عباس هاني الجراخ) حاول عدة مرات أن يؤلب الناس
    على المحقق القدير هلال ناجي ويتهمه بأنه شيعي
    ويكفي هذا التصرف الغادر من عباس هاني الجراخ دليلا على أن الانتساب للشيعة تهمة
    يعني الانتساب لطائفتك تهمة كبيرة يا عباس!!
    ومن وجهة نظرك انت نفسك (!!!!)
    وشهد شاهدٌ من أهلها
    حُبُّ الصحابةِ والقَرَابة سُنَّة... ألْقى بها ربِّي إذا أحياني
    الإمام القحطاني في «النونية»

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,544

    افتراضي رد: التحقيقات المسروقة

    وللعلم فالدكتور عباس هاني الجراخ متهم بالسطو والسرقة لأعمال الآخرين
    وقد سبق نقل هذا الاتهام له من كلام هلال ناجي ومن كلام عبد العزيز المانع
    والأول هو الأب الروحي للجراخ
    والثاني اعترف الجراخ نفسه بأنه صاحب أيادي بيضاء على الجراخ
    وهذا يعني أن عباس هاني الجراخ (الشيعي) قد اعتاد السطو والسرقة ممن أحسن إليه
    ولهم عليه أيادي بيضاء
    وقد مضى الكلام على هذه النقطة مطولا في هذا الرابط
    نسأل الله العافية
    حُبُّ الصحابةِ والقَرَابة سُنَّة... ألْقى بها ربِّي إذا أحياني
    الإمام القحطاني في «النونية»

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,544

    افتراضي رد: التحقيقات المسروقة

    وهنا رابط مهم
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39137
    رمتني بدائها وانسلت مقال لأحمد زكي الأنباري يفضح فيه سرقات الرافضي عباس هاني الجراخ
    حُبُّ الصحابةِ والقَرَابة سُنَّة... ألْقى بها ربِّي إذا أحياني
    الإمام القحطاني في «النونية»

  5. #65

    افتراضي رد: التحقيقات المسروقة

    ما القوم الا سارق من سارق

  6. #66

    افتراضي رد: التحقيقات المسروقة

    ماشاء الله ..
    لم أر فيما رأيت وقرأت من المناظرات في المنتديات على الشبكة .. مناظرة وحوارا هادئا وطويل النفس مثل هذا الحوار.
    ماشاء الله على الأستاذ أو الدكتور خزانة الأدب .. ما أغزر علمه، وما أشد سيلان قلمه، حفظك الله ورعاك أيها الفحل، ودمت مرعيا مصانا معافى لتخط أقلامك هذه الدرر والفوائد الغرر.
    محبك أو تلميذك/ عبدالله القحطاني (الأزدي)

  7. #67

    افتراضي رد: التحقيقات المسروقة

    خاطرة أقدمها الى أعتاب شيخنا خزانة الأدب، الذي أتمنى أن أتعرف عليه، وأن تجمع الأيام بيني وبينه:
    خزانة العلم والآداب والحكم ** دامت معارفكم مرفوعة الهمم
    في كل يوم نرى علما تسطره ** يداك، يسمو بنا، نرقى الى القمم
    فدمت يا شيخنا علما ومعرفة ** للناهلين .. لتشفي غلة النهم
    ومعذرة فقد كتبتها عفو الخاطر .. فتقبلها أستاذي بقبول حسن

  8. #68

    افتراضي رد: التحقيقات المسروقة

    أتذكر في هذا المقام مقالة للشيخ الفاضل قيس آل مبارك حول السرقات .. والمذكور من أعضاء هيشة كبار العلماء .. تولى هذا المنصب حديثا.
    وهذا نصها:

    وشـرُّ الناس مَـن سَـرَقـا

    الدكتور قيس بن محمد آل مبارك
    شاعفي هذا العصر مصطلح حق التأليف والابتكار والإبداع وجرى الحديث حوله في كثير من المؤتمرات العالمية ، وتبنَّت منظَّـمة (الويبو ) التابعة للأمم المتحدة مسؤولية الدفاع عن الحقوق الفكريَّة وعقدت لذلك عدَّة دورات ، وتبعتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية في مؤتمر بغداد في نوفمبر 1981م .

    وفي الشريعة الإسلامية يعدُّ التأليف عملاً يُنسب لصاحبه لا ينقطع عنه بموت، فهو علمٌ يَـنتفع به، وقد سُـئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن من سَـقَطَت منه ورقةٌ كُتِب فيها أحاديث أو نحوها ،أَيَجُوز لمن وَجَدَها أن يَكْـتُـبَ منها ثمَّ يرُدَّها ؟ فقال : لا ، بل يستأذن ثم يَـكتب .فالإمام أحمد رحمه الله لا يمنع من قراءة المؤلفات ولا يحرِّمها، وإنما يُنبِّهنا وهو الفقيه الفهيم إلى ما يدِقُّ من معاني الفقه، وهو أن الكلام المكتوب إنما هو منفعة متقوَّمة حصلت على يد الـكاتب فاختصَّت نسبتها إليه دون غيره ، وهذا هو معنى التملُّك إذ لا معنى للملك غير الاختصاص بالتصرُّف في الشيء والانتفاع به من غير مانع .

    أما النقل عن المؤلفات مع الإشارة إلى الاستفادة منها فهو أمر جائز مادامت المؤلَّفات منشورة ولم يقف صاحبها دون الإذن بقراءتها والانتفاع بها، فإذا رضي المالك وهو المؤلف في قراءة ما كتب وفي النقل عنه فلا إشكال في الجواز لأن هذا حق مأذون فيه ، سواء كان الرضى بالعبارة الصريحة أو كان بالإذن العرفي بدلالة العرف حال طباعة المؤلِّف ما ألَّفه ونَــشْـرِه للباحثين ، فالإذن هنا حاصل بشهادة الحال .

    غير أن الرضا هنا مقصورٌ على الإذن بالقراءة وبالنقل المقترن بالعَـزْوِ والإحالة على المصدر لا يتعدَّاه ، وهو أمر دَرَجَ عليه الباحثون قديما من غير نكيرِ من أحد ، حتى صار عرفا بين الباحثين ، أما النقل عن الكتب من غير إحالة عليها فلا يتوجَّه إليه الرضا بحال. وهو معنىً لم يَـغِـب عن الناس حتى في الجاهلية فقد قال قائلهم :

    ولا أغير على الأشعار أسرقها*** منها غَـنِـيتُ وشـرُّ الناس من سرقا

    وإذا كان التعليم كما يقول العلماء من فروض الكفايات ، فإن لِقوَّة التأليف وجَوْدته يدٌ مشهودة في ازدهاره ونَـمَـائِـه ، فهو السبيل إلى قيد الإبداعات الفكرية التي لا تستقِرُّ ولا تُحفظ إلا بكتابتها ، فيسهل بعد ذلك بــثُّــهـا بين الناس للإفادة منها ثم تطويرها والارتقاء بها.

    أما إذا كانت التأليف تكراراً لأقوال الآخرين ووُقوفاً عند إبداعات السابقين ، غايتها عَزْوٌ ونَقْل ، وقانونها : قال فلان وقال علاَّن! وما ترك الأوَّل للآخر ! فأيُّ تَقدُّم يُرتجى ؟ وأيُّ نُهوض يُـرتقب ؟ ورحم الله الإمام مالكاً حين أبدع و ابتكر فوطَّــأ لنا أوَّل مؤلَّف في شرائع الإسلام بَـنَـاهُ كما يقول العلماء على تمهيد الأُصول للفروع ونَبَّه فيه على معظم أُصول الفقه . فـبـنى الإمام الشافعي رحمه الله علمه على تلك القواعد التي أسسها شيخه مالك رحمه الله ، فأبرز لنا كتابه العظيم ( الرسالة ) في علم أُصول الفقه في ثوبٍ جديد.

    وظلَّت قافلة الإبداعات الفكرية تسير حتى جاء الإمام الغزالي (450هـ-505هـ ) رحمه الله فأبرز لنا من مكنونات هذه الشريعة دُرَراً كثيرة ، منها في مجال علم النفس كَـشْـفُـهُ لِـمَسألة سَبْق الوَهْم إلى العكس (وهي ما تسمَّـى حديثا:نظرية الاقتران الشرطي ) ، وتحليله لها تحليلاً دقيقاً في عِـدَّة مواطن من مؤلَّفاته ، وقد كانت تُنسب إلى العالم النفساني الروسي بافلوف (1849م-1936م ) الذي استدلَّ على هذه النظرية من تجربته على الكلاب ، من حيث ذكر الإمام الغزالي مثالاً أرقى وأدق فنَـزَّلها على الإنسان ، حال إنقاذ الغريق .وهكذا فرض هذا الدين على أتباعه النماء والإبداع والارتقاء في دَرَج الكمال والانخلاع عن رتبة التقليد والمحاكاة.ولِـم جَال التأليف ميدان أشدُّ ظلمة وأشدُّ تخبُّطاً من ميدان الـنَّـقل والمحاكاة ، وهو ميدان يـتدرَّع فيه صاحبُهُ بالليل ليكون أخفى عليه للويل، وهو ميدان سرقة المؤلفات وإضافتها إلى غيرمؤلفيها، وقد قيل :

    أُضَـمِّـن كــلَّ بـيـتٍ نصف بيتٍ*** فشعري نصفه من شعر غيري
    فإن الدرهم المضروب باسمي*** أحــبُّ إلـيَّ من ديـنار غيري

    وهو عمل أخشى أن ينطبق عليه قول الصادق المصدوق عليه الصلاة والسـلام : (المُـتـَشَبِّع بما لم يُــعْـطَ كلابس ثوبي زور ) فقد حكى الخطابي عن نعيم بن حماد رحمهما الله أنه قال : يكون في الحيّ الرجلُ لـه هيئةٌ وشـارةٌ ، فإذا احتيج إلى شهادة زور لَـبِـس ثوبيه وأقبل فشهد فَـقُـبِل ، لِـنُـبْلِ هيئته وحُسْن ثوبيه، فيقال : أمضاها بثوبيه أي أمضى الشهادة .

    والمُـتحلِّي بما ليس فيه كمن لبس ثوبي الزور ، ارتَدى أحـدهـمـا واتـَّـزر بــالآخــر كما قال العربي : إذا هـو بالمـجـد ارتـدى وتـأزَّرا.

    وقد كنت منذ اثنتي عشرة سنة تقريباً في تونس فأخبرتني الباحثة القديرة الدكتورة هند شلبي – وهي من فضليات نساء العصر وهبها الله علما غزيرا ودينا متينا وسلوكا يحكي هدي الصحابيات ولها موقف رَسَمَت به لوحةً مشرِّفة على تاريخ تونس الحديث – أنها عثرت بجامع عقبة بن نافع بالقيروان على أجزاء متفرقة من تفسير يحي بن سلام الذي هو أصل يرجع إليه الطبري في تفسيره . وذكرت أنها أتمَّت تحقيقه ، وطلبت منِّي إيصاله إلى ناشرٍ من إحدى الدول العربية يقيم في جدَّة ، فسلَّمتني الكتاب بعد أن احتفظت بصورة منه لديها نزولا عند رغبتي خوفا من ضياعه ، وكنت محتسباً أجري عند الله بأن يكون لي مساهمة في إخراج هذا الكنز ولم يَدُر بخلدي أنني سأقدِّمه للصٍّ يسرقه، أخذت الكتاب معي ووصلت مطار جدة واتصلت بالناشر وسلَّمته النسخة يداً بيد ثم غادرت إلى بلدتي الأحساء .

    وتمضي الأيام فتكتشف الدكتورة هندٌ أن الناشر قد قدَّم الكتاب إلى جامعة أم القرى باسمه للحصول على درجة علمية ، والمرءُ توَّاقٌ إلى ما لم ينل، فجزى الله خيرا العلامة الجليل الشيخ محمد الحبيب ابن الخوجه حين كشف الحقيقة للجامعة ، وأعاد الحق لصاحبه .

    ومن الطريف المضحك المبكي ما أخبرني به قبل سنتين أستاذي الجليل الأستاذ الدكتور محمد نعيم ياسين في منزله بعمَّان أن بحثاً أُرسِل إليه لِيَـحكُـم عليه ، فإذا هو أحد أبحاثه المنشورة بقضِّهِ وقضيضه ، ساعتها تذكَّرت قول الشاعر :
    أُمورٌ يضحك السُّـفهاء منها ***ويَـبكي من عواقبها الحليم

    ومن ذلك أني كنت في شهر رجب من عام 1418هـ في تونس فاتَّصل بي أُستاذ من جامعة الملك عبد العزيز بجدة يخبرني أن أُطروحته لدرجة الدكتوراه طبعت منسوبة إلى باحثين لا يعرفهما ، ويسألني إن كنت أعرفهما، فأجبته بِـنَـعَـم ، أما أحدهما فكنت أُحسن الظن به وعجزت عن الالتقاء به بِـسبب سفره للخارج ، وأما الآخر فاتصلت به هاتفيا في نفس اليوم وصارحته بما انكشف من أمره ، فأنكر أن يكون سرق ، مُـبدياً استغرابه من هذه التهمة ، فطلبت منه أن يُريَني مسودة التحقيق التي هي برهان صِـدقِـه ، فوعدني بذلك ، وجاءني بعد يومين بنسخة مرتَّبة ،وكان الاضطراب ظاهرا على وجهه فالمسألة عنده كما

    يقال : يقع الخاطر على الخاطر كما يقع الحافر على الحافر ، فقلت له :لك أن تستظهر لي بالمسودات التي بنيت عليها بحثك لأذبَّ عنك عند صاحبي وأُثـبِت له أن المسألة توارد خواطر، فقال لي بلهجته العامية : لوَّحْتُ المسودات كلها ولا أملك منها غير النسخة النهائية المرتبة التي عليها جرت الطباعة . فاعْـجَب لباحث يفرِّط في أساس بحثه وقاعدته.ومنذ مدَّة كنت مشاركاً في مؤتمرٍ علمي بإحدى الدول العربية ،وحين وصلت مكان المؤتمر مع بداية الجلسة الثالثة من اليوم الأول رأيت خبرا شائعاً بين كثيرٍ ممن حضر المؤتمر وهو أن أحد أبحاث المؤتمر إنما هو نقلٌ مُجـرَّد من كتابي: (التداوي والمسؤولية الطبية في الشريعة الإسلامية ) المطبوع بدمشق سنة 1412هـ.

    ولمَّـا وَقَـفْتُ على حقيقة الأمر علمت أن ما شاع لم يكن ظـنَّـاً بل هو حقيقةٌ أدْرَكَها المشاركون وشَهِدَها أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، واستاءوا منها أشدَّ الاستياء فأفضَوا إليَّ بما ساءهم ، وكنت أُكذِّب نفسي لولا أن البحث مُقَـدَّم للمؤتمر و مُـنتحله موجود بمكان المؤتمر ،ووقف على منصَّة المؤتمر مستعلناً بنسبة البحث إلى نفسه غير هيَّـابٍ ولا خجِل ، وغاب عنه أن حبل الانتحال قصير و أن أمره اطلع عليه الكثير .

    وأطرف ما رأيت من أمره أنه عاجز حتى عن أن يقرأ النص الذي نسبه إلى نفسه قراءةً سليمة غير مغلوطة ، وبيان ذلك أن أحد مصادري كان كتاب ( النوادر والزيادات ) للشيخ أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني رحمه الله ، فـأثــَبَــتُّـ ه في ثبت المصادر المخطوطة ولم أذكره في المصادر المطبوعة لأنه كان ولا يزال مخطوطاً ، ونَسَبْــتُـهُ إلى مصدره قسم المخطوطات بدار

    الكتب الوطنية بتونس ، فإذا بالمنتحل يكتب : (ط ونشر دار الكتب الوطنية بتونس ) ولم يَدْرِ هداه الله أن الكتاب لم ينشر بل لم يطبع ، بل لم يعلم – وهذه جهالة لا تُقبل من منتسب إلى هيئة علمية-أن دار الكتب الوطنية ليست دار نشر وإنما هي واحدة من أشهر مراكز المخطوطات في العالم ، ولكن للسارق غفلة ، وقديماً قيل : يَـركَـب الصَّـعب من لا ذلول له . وهكذا أساء فهماً فأساء نقلاً .وما عسى أن يرفعه انتحال كلام الآخرين غير الفضيحة في الدنيا و الخزي في الآخرة كما قيل : خيرٌ قليل وفضحت نفسي ، فلعله أن يتوب فيتوب الله عليه .وفي البحث طرائف من سوء النقل والتخليط في الانتحال أعرضت عن ذكرها .ولا تظنَّ أخي القارئ أن كل المنتحلين بهذه السذاجة والبساطة ، فقد أخبرني أخي الأستاذ الدكتور عبدالناصر أبو البصل أنه اكتشف سرقة فاستحلف السارق بالله أن يصدقه فقال السارق : أما أنني سرقت فنعم ، وهاهو البحث أمامك وأتحدَّى أن يستطيع أحدٌ إثبات ذلك .

    وإن عندي من أخبار تجَّار السرقات الكثير لو تركت للقلم المجال، فلو علِم بها كُتَّاب المقامات لرأوا فيها مادَّتهم التي ينشدون وبُغيتهم التي إليها يتطلَّعون ،ولأغنتهم عن كثير من التخيُّلات، وهي تجارة تتستَّر بالظلام شـأنها التحايل في الارتزاق،لِـتُـ فسِدَ أسواق العلوم :
    قد تَــجِــرَت في سوقنا عقربٌ ***لا مرحباً بالعقرب الـتَّاجرة

    والتاريخ يُـنَـبِّـهنا إلى أجلى مظاهر الــرُّقِـيّ في الأمم وهو قوَّة التعليم ونَـفَـاق سوقه وجودة التأليف فيه ، فهما معياران دقيقان بهما يُـقاس تـقـدُّم الأمم ورُقـيُّها، وهما أمران يَفرضان على المجتمع عُقولاً منفتحةً مستنيرة تُغالب الجهل وظُـلمتـه .

    ومن هنا كان لزاماً علينا أن ينفر في كل قطر من بلادنا من ينهض بشأن التعليم ، ويجب على الجامعات في بلادنا أن تهتم بذلك و أن تتميَّز بجودة الأبحاث والسَّبق فيها ، وأن تبني طلاَّبها وتحصِّنهم بالعلم والرحلة في طلبه حتى يَـرتـاضوا الأبحاث الجادة والمبتكرة .

    وإن مِن أسباب حِـفْـظِ العلم أن يسير وفق منهج علمي صحيح له خطة مرسومة وغاية منشودة ، لا يورث الباحث شعوراً بعبث موقفه بحيث تتقطَّع أمامه سبل الطلب ، فتسرق منه أبحاثه وتُنسب لغيره ،ولا يجد من ينتصر له ويُنصفه في مظلمته ، فلا يرى معنىً لقول الشاعر :
    يا من يحاول بالأماني رتبتي *** كم بين منخفضٍ وآخر راقي
    أأبِيتُ ليلي ساهراً وتُضيعُهُ *** نوماً وتأمل بعد ذاك لحاقي

    وإني أقول : إذا حرُم علينا في أسواق المنافع الحسية أو ما يسمونها أسواق المال كل بيع ينطوي على غبنٍ أو غررٍ أو غشٍ ، ولم يُـبَـح لنا تبادل المنافع إلا عبر أبواب العقود الصحيحة المعتبرة التي لا تعود على أصل التبادل وفائدته بالإبطال ، فكيف يحلُّ لنا في أسواق العلوم تبادل المعلومات والخبرات ونقلها عبر وسائل تعود على أصل العلم بالفساد وترجع على سوق العلم بالاختلال الذي يَـقْـــعـُد بالباحثين عن الارتقاء بالعلم وحسن التأليف فيه ويزيل من النفوس طموحها .

    ولقد أحسنت دار المجد بالرياض حين أنشأت مشروعاً عنوانه : ( موسوعة السرقات الأدبية ) . فمنذ سنة تقريباً أهدى إليَّ أخي الفاضل الأستاذ عادل الماجد المدير التنفيذي لهذه الدار ملفاً حول فـكرة الموسوعة وأهميتها في إِدارة المعلومات بين الباحثين وحرص القائمين عليها على التثبت من جميع ما يحصلون عليه من معلومات ، وأكَّد لي أن لديهم ضوابط واضحة تكوِّن معياراً دقيقاً تقاس به مواد الموسوعة ، وهي دليل نُـبْـل مَـقصدهم من إنـشاء هذه الموسوعة .

    ففكرة الموسوعة تدخل ضمن وظيفة الحسبة فهي عمل مشكور ومأجور وشجاع ، غايتها التي ترمي إليها تتبَّـع من يتكسَّب بالحرام ، من مختلسٍ أو لـصٍّ ، لِـيَـنْـكـفَّ عن هذه الصَّـنـعة المشينة و الفعلة المهينة ، ووسيلة الموسوعة لِـتـحقيق هذه الغاية الطواف في أسواق العلوم بصُـنُـوفها المختلفة ومراقبتها بل وتفتيشها إن لزم الأمر لِـلكشف عن سائر صور المتاجرة المحرَّمة من سرقة أو غش أو تدليس أو غير ذلك . ومن ثم إبراز الحقائق بنسبة الأقوال إلى أصحابها .

    من هنا فإني أرى أن تبادر جامعاتنا إلى مدِّ يد العون لهذا المشروع بما تستطيعه من دعم مالي ومعنوي ، فهو يخدم رسالتها ،و يحفظ حقوق الباحثين فيها، وهو كذلك عمل تحتاجه الأمة فلا ينبغي أن يوكل شأنه لِـفرد أو لِـمؤسسة بمفردها .

    وقد ذكر لي الأستاذ عادل أن عددا من الرسائل الهاتفية والكتابية وصلت إليهم طمعاً في التستر على أصحابها وفي عدم فضيحتهم بأساليب غير لائقة ، وهذه الأساليب منشؤها أَنفُـسٌ مريضة انطبعت في مرآتها زخارف الدنيا وزينتها تحتاج إلى معالجتها بالنصح والإرشاد والتعليم والترقِّي بالنفوس بتزكيتها وتطهيرها .

    ولا يُشكل على عمل الموسوعة أن الشرع الحنيف أمر بالستر على عورات الناس وندب إلى ذلك في عموم أحوال الناس ، وعَـدَّ الكشف عن عوراتهم والتشهير بهم صورة من صور العدوان على الغير .

    ذلك أن الكشف عن أحوال هؤلاء كما قال العلماء ليس من الغيبة المحرَّمة بل من النَّصيحة الواجبة وهذا محلُّ إجماع من المسلمين كما قال النووي رحمه الله، باعتبار أن تطهير الأرض من هذه المعاصي وإخلائها من هذه المفاسد أمرٌ مطلوب شرعاً ولا يتحقق هذا المطلوب بترك هؤلاء يتمادون في غيِّهم .ثم إن إظهار هؤلاء والتشهير بهم يعود ضرره بالفضيحة على أشخاصهم دون غيرهم ، أما السترعليهم وتركهم يعيثون ويُفسدون فإنه يهدم مصلحة عامة فالمتضرِّر منه سائر أفراد المجتمع، والحفاظ على المصلحة العامة مقدَّم على الحفاظ على مصلحة خاصة بفرد أو بأفراد مخصوصين.

    نعم ذكر علماؤنا رحمهم الله أدباً هو عنوانٌ لما يتمتعون به من دِقَّـة علمية فائقة ومن خلق سامٍ وذوق رفيع بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر ، فقالوا فيمن يشهد على السرقة : ( يجب أن يقول-أي الشاهد حين يقف أمام القاضي للشهادة- : أَخَـذَ ، إحياءً لِـحَـقِّ المسروق منه ، ولا يقول :سَـرَقَ ، محافظةً على الستر )

    فإذا علمنا أن المؤلفات و الأبحاث العلمية هي طُـرُق العلوم والوسيلة إليها فالواجب يقتضي أن تتولى الجامعات والمؤسسات العلمية معالجة هذه الجرائم التي تفسد الحياة الثقافية و العلمية وتَـئِـدُ الأبحاث في مهدها ، والحمد لله رب العالمين.

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,544

    افتراضي رد: التحقيقات المسروقة

    =============
    حُبُّ الصحابةِ والقَرَابة سُنَّة... ألْقى بها ربِّي إذا أحياني
    الإمام القحطاني في «النونية»

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,544

    افتراضي رد: التحقيقات المسروقة

    المشاركة الأصلية بواسطة شتا العربي:
    وفي المقابل لم يكن هلال ناجي هو الوحيد الذي اتهم د.عباس الجراخ بما اتهمه به
    بل اتهمه أيضا الدكتور عبد العزيز المانع في شأن آخر مختلف في كتاب ابن معقل الأزدي
    والذي أصر الدكتور الجراخ على أنه أخذ (الرفض) ليوافق ذلك هواه الشيعي بينما
    رفض أن يكون صواب الكلمة (أخذ العروض)

    لا يهمنا هنا مسألة الرفض أو العروض لكن المهم لنا أن الدكتور عبد العزيز المانع قد اتهم
    الجراخ صراحة وإن لان المانع القول للجراخ ولم يصرح باللفظ الصريح (السطو)
    لكنه اتهمه بأنه قد أخذ من هوامشه التي سبق ونشرها قبل ست سنوات
    وقال الدكتور المانع في تعقيبه على كلام للجراخ:
    أغفل الدكتور الجراخ -رعاه الله- القضية الأهم، بل مربط الفرس في المقال وهي عدم إشارته، من قريب أو بعيد، إلى استفادته بل نقله من هوامش "المآخذ على شرح ابن جني" الذي حققه "المانع" وصدر عام 2001م، أي قبل صدور كتاب الجراخ عن "ابن معقل الأزدي... وموقفه من ابن جني" بست سنوات!
    لعل الدكتور الكريم يعيد النظر في الصفحات التالية من مقال "المانع": 167، 168، 169، 170، 171، 172، 173، 174، 175، ليرى كيف أثبت له "المانع" توافقها شبه التامّ مع تعليقاته وهوامشه في "المآخذ"، وكيف ظهر له أنّ عمل "الجراخ" في كتابه هو "من توارد الخواطر ووقوع الحافر على الحافر!".
    بل إنّ "توارد الخواطر" هذا قد ذهب بالدكتور الجراخ إلى أن نقل عن "المانع" معلومة خاطئة، فقد ذكرتُ في "المآخذ" أنّ الزوزني، صاحب كتاب "قشر الفسر"، قد توفي سنة 370هـ، اعتمادًا على ما ذكره سزكين في كتابه، وقد نقل الدكتور الجراخ هذه المعلومة الخاطئة كما هي دون تثبّت، والصحيح أنّ الزوزني من علماء القرن الخامس، وأنّ وفاته كانت سنة 445هـ تقريبًا.
    لعل "توارد الخواطر" بيننا يرقى إلى ما هو أسوأ من ذلك، ولا أريد أن أسمّي، لكن الدكتور الجراخ -وأنا- نعرف ذلك، والقارئ كذلك، والله أعلم، وهو المستعان.
    المصدر: بريد العرب: حول كتاب "ابن معقل الأزدي" وقول على قول.
    http://www.hamadaljasser.com/article...?articleid=361

    وهذه سابقة أخرى في مكان آخر ومن رجل آخر غير هلال ناجي يتهم فيها عباس الجراخ بنحو ما اتهمه
    به هلال ناجي من السطو على أعمال الآخرين.

    والغريب أن الرابط بين هلال ناجي والمانع هو الإحسان للجراخ
    فهلال ناجي يعد الجراخ ابنه الروحي (رغم اختلاف المشرب بين الرجلين)
    والمانع يقول فيه الجراخ (كما في الموضع السابق أعلاه):
    وأرجو إبلاغ سلامي إلى أستاذنا د. عبدالعزيز المانع -حفظه الله- فله عليّ أيادٍ بيضاء، وآخرها رسالة مخطوطة "ذيل مرآة الزمان" لليونيني،
    ناجي والمانع أحسنا للجراخ فكان الجزاء لإحسانهما هو الجحود والانقلاب عليهما

    حتى سحب الجراخ إهداء لناجي بعد نشره وقال:
    اقتباس:
    1 _يحذف الاهداء الموجه الى هلال ناجي اذ كان من اشد المبغضين للشاعر
    المصدر: شعر أبى فرعون السياسي تصحيح وإضافات عباس هاني الجراح
    http://www.ulum.nl/j15.htm#%d8%a7%d9...b1%d8%a7%d 8%ae

    فهل تنبه الجراخ إلى أن ناجي من أشد المبغضين للشاعر المذكور فسحب الإهداء هكذا فجأة
    هل أبغض ناجي الشاعر المذكور فجأة
    وما الداعي لأن يغير ناجي رأيه في الشاعر أصلا؟
    ولماذا لم ينتبه الدكتور الجراخ إلى بغض ناجي للشاعر عندما نشر الجراخ الكلام أول مرة؟
    خاصة والإهداء لفلان أو علان لا يكون تحت إكراه وإنما يأتي غالبا لأسباب تنبع من الحب
    أو التزلف للمهدى إليه
    لكن إذا كان الشاعر والجراخ ينتميان للمشرب الشيعي بينما ينتمي هلال ناجي للمشرب السني
    (رغم محاولة بعض المواقع الشيعية وضعه على قائمة الشيعة) فهنا يكون الخلاف
    ويبقى النظر في تزلف الجراخ لناجي أيام الصولجان قبل بروز الحكومة الطائفية
    التي غيرت الكثير من معالم العراق حتى النواحي العلمية
    بل وأدت إلى سحب الناس لكلامهم وإهداءاتهم السابقة واستبدالها بالسباب
    والشتائم والطعن هنا وهناك
    فسبحان مقلب القلوب

    وهذه الإضافة التي في هذه المشاركة -مع ما سبق من مشاركات- تكشف الكثير من العلاقة العلمية
    (والأخلاق العلمية) التي سادت بين ناجي وغيره
    وكيف كان الحسد والحقد الطائفي هو المنبع الذي خرجت منه الكثير من العداوات للأستاذ
    هلال ناجي
    كنت كتبت هذه المشاركة في هذا الموضوع قبل قرابة عام من الآن
    وحسب تاريخ المنتدى الذي يظهر عليها أمام المشاهدين الآن كانت كتابتها تحديدا في
    10-ربيع الثاني-1430هـ, صباحاً 01:37
    ولم يجد هذا الطائفي الشعوبي المسمى بعباس هاني الجراخ أمامه سوى هدم الرجلين الفاضلين الأستاذ هلال ناجي والدكتور عبد العزيز المانع حتى ينجو بنفسه من تهمة السرقة وحتى ينتقم منهما لكونهما قد كشفا حقيقته وسرقاته للناس بالدلائل القوية.
    فذهب الشيعي عباس هاني الجراخ وكتب ردا عليها في يوم 2009-07-05 يعني قبل قرابة ثمانية أشهر من الآن
    وأنا أقتبس كلامه كله حتى يقارنه القراء لهذا الموضوع ويقفوا على حقيقة هذا الشيعي الطائفي عباس هاني الجراخ الذي يكيل الاتهامات ويهدم من أحسن إليه
    وسأقتبسه بكامله من بريد (العرب)
    بريد العرب: تصحيح أوهام مقالين عن (شعر الذهبي)ْ التاريخ :2009-07-05 بريد العرب:
    ورد إلى "العرب" من الدكتور عباس هاني الجراخ، من العراق، ما يلي:
    تصحيح أوهام مقالين عن (شعر الذهبي)
    في ج11-12، 1429هـ/2008م من "العرب" الغرّاء نُشر مقالان دُفعة واحدة عن عملي (شِعر يوسف بن لؤلؤ الذهبي ت680هـ)، الأول للدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع، والآخر للمحامي هلال ناجي، وكانا قد تناولا عملين لي من قبل، في مجلة "العرب" نفسها، وأحببتُ أنْ أجيب على ما فيهما، على جاري عادتي، بصورة موجزة.
    أولاً : مقال د. عبد العزيز المانع
    كتب د. المانع في نحو تسع صفحات مقاله، وحاول فيه تصويبَ رأيه في أنَّ ناسخ مخطوطة "مَن اسمه عمرو من الشعراء" لابن الجرَّاح (ت296هـ): يوسف بن لؤلؤ بن عبد الله سنة 614هـ، هو نفسه بدر الدِّين يوسف بن لؤلؤ الذهبي (ت680هـ)، في مقال له بمجلة "تراثيات"، العدد السادس، 2005م، وكانت نسخةٌ من الطبعةِ الثانية (2007م) من كتابي "شعر يوسف بن لؤلؤ الذهبي" قد وصلته، وشكرني عليه في رسالة لطيفة في 22/ 1/2008م. وكنتُ قد كتبتُ في هامش ص12 من الكتاب: "استحالة ذلك لكونه صغير السن"، لأنه ولد سنة 607 هـ، فيكون في ذلك الوقت في السابعة من عمره.
    أقول: كنتُ قد اطَّلعتُ على كتاب ابن الجرّاح، ولم يغبْ اسم النّاسخ عن بالي، ورأيت -منذ ذلك الوقت- أنَّ الذهبيَّ الشاعر لا علاقة له من قريب أو بعيد، وأنّ القضيّة لا تعدو تشابه أسماء فقط، والأمثلة كثيرة في تراثنا العربي، بلْه في حياتنا اليوميّة، لذلك لم أُشر إليه في نشرتي الأولى في مجلة "المورد"، لكن عودة د. المانع وإصراره على أنَّ الذهبي هو نفسه الناسخ، دعاني إلى التنبيه فقط على استحالة ذلك، في هامشٍ بسيط، من دون الدخول في التفاصيل، لأنَّ الأمر واضح وجليّ.
    وقد كتب إليَّ د. المانع رسالة ليست كسابقتها، بتأريخ 5/4/2008م، أخفُّ ما فيها قوله: "... وأعرف حجّتك وأعرف أنها أوهى من خيط العنكبوت! وقد كتبتُ بحثًا مفصّلاً ردًّا على ما تراه؛ مؤكداً أنّ شاعرك هو ناسخ (مَن اسمه عمرو من الشعراء)، وسينشر البحث قريبًا إنْ شاء الله".
    وأيقنت أنّ (بحثه) سينشر في مجلة "العرب"، وانتظرتُ صدورها، وصحَّ ظنِّي، إذْ نُشر في مايو-يونيو، أيْ في وقتٍ قصير جدًّا بين وصول الديوان إليه ونَشْرِ بحثه في المجلة، وقال فيه: "غير أنّي أجد أخانا الجراخ لم يتأنَّ في حُكمه، بل استعجل في تقريره الصارم استحالة نَسْخ ابن لؤلؤ كتاب العمرين لابن الجراح سنة 614هـ بسبب صغر سنّه".
    أقول: لقد ألفيتُ د. المانع بنى مقاله على أمرين:
    الأول: الخطأ في كتاب "فوات الوفيات" لابن شاكر الكتبي (ت 764هـ)، ورأى أنَّ ما ورد فيه من أنّ الذهبي (عاش ثلاثًا وسبعين سنة) هو تصحيف وتحريف، بين (سبعين) و(تسعين)، وقال: "إنّ صحَّ هذا -وهو ممكن- فلا شكّ في صحة نسخ يوسف بن لؤلؤ لكتاب العمرين سنة 614هـ، إذ إنَّ عمره قد تجاوز العشرين، بل في السابعة والعشرين".
    فهو يوجّه طعنًا لكتاب ابن شاكر، وفي مقاله السابق في نقد كتابي "أحمد ابن عليّ بن معقل الأزدي" طعن في نصّ للصفدي في كتابه "الوافي بالوفيات" على الرغم من صحّته، ولتشابه الأمر رأيت أنْ أنقل شيئًا من رسالتي الطويلة إليه في ما يخص موضوعنا، إذ رأى أنَّ عبارة الصفدي "أخذَ الرفضَ في الحلة عن جماعة" خطأ وتحريف في الكتاب، وأنَّ صوابها: "أخذ العروض"، فكتبتُ إليه:
    1- اعتمد د. إحسان عباس في تحقيقه "الوافي بالوفيات" على خمس مخطوطات، أهمها نسخة طبقبوسراي (أحمد الثالث) رقم 2920، التي تكاد تكون أقدم مخطوطات الكتاب، لأنها نُسِخَتْ في نهاية القرن الثامن أو التاسع الهجري، وقرأها إبراهيم بن دقماق (ت809 هـ)، وقُوبِلَتْ على نسخةِ المؤلف.
    هذهِ النسخةُ وغيرها أربع نسخ أكدَّتْ – في ترجمةِ ابن معقل - أنَّ الكلمةَ هي (الرفض) وليس العروض التي وردتْ في نسخة التيمورية الضعيفة، والمتصفّح للكتابِ يرى الكثيرَ من العبارات المعدولة عن حقيقتها التي وردتْ في التيمورية هذه، وقامَ المحققُ بِإنزالها إلى الهامش، وقد أحسَن في هذا.
    2- لقد تبّين لي أنَّ الصفدي أخذ العبارة -والترجمة- من شيخه الذهبي في كتابه "سِيَر أعلام النبلاء"، إذْ قال: "أخذ التشيّع بالحلة عن جماعة"، ثم إنَّ السيوطيَّ في كتابه "بغية الوعاة" ينقل عبارةَ الصفديّ نفسها، ولكنّه يورد كلمة (التشيّع) بدلاً من (الرفض)، وهو دليلٌ قاطعٌ يُضافُ إلى أنَّ المرادَ بالكلمةَ هو الرفض فقط.
    3- إنَّ العروضَ لا يُؤخذُ عن جماعةٍ، بل يستطيع أيّ شخص أنْ يتعلَّم العروضَ، ولا يحتاج إلى جماعة، في حين أنّ (الرفض=التشيّع) يؤخَذ عن جماعة، لدراسة العبادات والمعاملات، وما يتفرّع منها من مباحث وأصول، واشتهرتِ الحلة بذلك -إلى اليوم- وهذا ما دعا ابن معقل إلى السَّفَرِ إليها.
    لذا لا يُعقل أنْ يرحل ابنُ معقل إلى الحلة من أجل أن يأخذَ (العَروض)، وهل خلتْ حمص وما جاورها من علماء يأخذ عنهم العَروض ليتجشَّم عناء السَّفر إلى بلدٍ بعيد عن حمص، وهل يحتاج العَروض إلى السفر أصلاً، في حين أنَّ المرءَ يستطيع دراسته بنفسه.
    ويرد سؤال آخر: لماذا ذهب إلى الحلّة تحديدًا لأَخْذِ العَروض؟ أمَا كان في بغداد غِنًى عنها؟
    4- لا يقال: "برع في الرفض، ولكن يقال إنَّ صاحبه فيه غلوّ أو اعتدال". انتهى.
    وإنِّي إذ أُورِدُ ما جاء في "الوافي بالوفيات" في رسالتي إلى د. المانع لأؤكِّد التشابهَ الواضحَ في الاستنتاج المبني على الطعن والتشكيك في نصوص الكتابين.
    الثاني: الاعتماد على ابن العماد الحنبلي في كتابه "شذرات الذهب"، فَلِكَيْ يعزّز رأيهُ في نَسخ يوسف بن لؤلؤ الذهبي كتاب العمرين قال: "هذا ابن العماد الحنبلي، مثلاً، في "شذرات الذهب" 5: 370 فينصّ على أنّ يوسف بن لؤلؤ بن عبد الله الذهبي، المتوفّى سنة 680هـ، قد عاش "سبعًا وثمانين سنة". وقال عني: "... وأنَّ من ظنَّه صغيرًا، ورأى استحالة قدرته على النسخ قد ظلمه!".
    وأشهدُ أنّ الذي ذكره د. المانع قد أدهشني، وعجبتُ كيف فاتني هذا، حتى لقد هممتُ -وكدتُ- أنْ أدخله كتابي، مع الإشارة المفصّلة إلى صاحبه، ولكن أنا مِن المتأنّين في الأحكام والآراء، ورأيتُ -ثانية- استحالة الأمر، بل انعدامه، للأسباب الآتية:
    أولاً: إنّ د. المانع طعن في كتاب "فوات الوفيات" لابن شاكر الكتبي وخطَّأهُ في قوله: "عاش ثلاثًا وسبعين سنة"، وراح يعزِّز كلامَهُ بنصوصٍ منه، ولا أدري سبب اقتصاره على هذا الكتاب دون غيره، ولو رجع إلى عملي -وهو بين يديه- وإلى الكتب التي عُدتُ إليها وذكرتها في الهامش، وهي "الوافي بالوفيات" 29 / 278، "تذكرة النبيه" 1 /70، "عقود الجمان" 327 أ، "الأعلام" 8/246... لو رجع إليها لأدرك أنّ العبارة مستقيمة وسليمة، وليس فيها أيّ تصحيف أو تحريف، بل ورد فيها: "عاش ثلاثًا وسبعين سنة"، وفي "حسن المحاضرة" 1/568: "مات في شعبان سنة ثمانين وستمائة وقد نيّف على السبعين".
    فهذه النقطة، وحدها، تنقض ما رآه من الخطأ في سنة ولادتِهِ.
    بل أحيله على كتاب آخر من تأليف ابن شاكر نفسه، وهو: "عيون التواريخ" فقد جاء في ترجمة يوسف الذهبي، حوادث سنة 680هـ، في21/287 ما نصّهُ: "....مولدهُ سنة سبع وستمائة، وتوفّي في شعبان من هذه السنة"، فعلى هذا فإنّ نصّ "فوات الوفيات" صحيح ولا يحتمل الخطأ بتاتًا.
    الثاني: رجع إلى "شذرات الذهب"، وظنّ أنّه قد ظفر بما يدعم رأيه، من أنَّ الذهبي عاش 87 سنة.
    قلتُ: إنَّ استشهاده بهذا الكتاب مردودٌ كاملاً، فقد ترجمَ ابنُ العماد الحنبليّ ليوسف الذهبيّ، وأورد له شيئًا من الشعر، وختم ذلك بقوله: "توفِّي في شعبان عن نيِّف وسبعين سنة" "شذرات الذهب" 5 /370، وبعد نهاية ترجمة الذهبي، وفي السطر نفسه وردتْ ترجمةٌ أخرى، هي: "وفيها المزّي الفقيه شمس الدين أبو بكر بن عمر بن يونس الحنفي، روى البخاري عن ابن مندويه والعطّار عن ابن الحرستاني، وعاش سبعًا وثمانين سنة، وتوفّي في شعبان".
    وواضحٌ أنَّ عبارة: "عاش سبعًا وثمانين سنة" لا تخصّ الذهبيَّ، بل تخصّ الفقيه المزّي، فتأمَّل!!!
    أرأيتم أين تقود العجلة، وعدم التأنّي، والإسراع في تخطئة الآخرين؟
    الثالث: إنّ يوسف الذهبي كان (صائغًا) وهو ما نصّتْ عليه تراجمه، ولم أر مَنْ ذكر أنّه كان ناسخًا، على كثرة تنقيري في المظانّ المختلفة.
    وبعد، فقد ذكر د. المانع أنني "استعجلتُ" و"لم أتأنَّ"، وأنَّ تقريري "صارم"، وفي نهاية مقاله اتّهمني بأنّي ظلمت الذهبي "الناسخ"، وقد تبيَّن للقارئ عدم صحّة هذا الكلام.
    أرجو أن يقوم د. المانع بِحَذف ما قرّرهُ -خطأً- من نسْخ يوسف الذهبي لكتاب العمْرين، بعد أن انتهيتُ -بصورةٍ أكيدة- إلى أنّ هذا مُتأتٍّ من تشابه في الأسماء لا غير. وتحيّة طيّبة خالصة له.

    ثانيًا: تعقيب المحامي هلال ناجي
    كتب المحامي هلال ناجي تعقيبًا في سبع صفحات على مقالي في نقد "ديوان ابن لؤلؤ الذهبي" للدكتور لاشين، المنشور بمجلة "العرب"، ج 7-8، س42، 2007م، وفيه من القفز على الحقائق واللف والدوران ما دعاني إلى تحبير هذا الردّ، ليطّلع القرّاء، وليحكموا بأنفسهم، وسبق أنْ قد شتمني في مقال قصير في المجلة نفسها، وفي رسائل تحريرية وشفويّة وصلتني.
    لقد حاول أنْ يقول إنَّ د. لاشين هو أوَّل مَنْ نشر شِعر الذهبيّ منذ أنْ جمعه إلى حين طبعه، وإنَّ عمله هو الأسبق والأكثر في الأبيات، ولقد استعان بالتواريخ ليدلِّلَ على كلامه.
    والحقيقة أنَّني بدأتُ بالتفكير في جمعِهِ بُعيد مناقشة رسالتي للماجستير في النصف الثاني من سنة 2000م، وبدأتُ بجمعهِ وتحقيقه في تَمّوز عام 2001م، وشاركتُ به في مؤتمر جامعة بابل في نيسان 2002م، ونبّهتُ عليه في مقالٍ لي بمجلة "العرب"، ج7-8، 2003م.
    - ذكر المعقّب أنه اقتنى نسخة من "ديوان ابن لؤلؤ الذهبي" بتحقيق د. لاشين في ربيع 2004م، وأني اقتنيتُ نسخةً منه في بواكير العام نفسه.
    سبحان الله! هذا هو الكذبُ بعينهِ، ذلك أنَّ نشرة د. لاشين صدرتْ نهاية عام 2004م ووصلت إلى بغداد بداية 2005م، (ويمكن سؤال السيد محمد صاحب مكتبة عدنان الذي جاء بالديوان وكُتُبٍ أخرى عند سفره إلى القاهرة)، وأنّ هلالاً اقتنى نسخةً من هذه النشرة في 11/9/2005م من شارع المتنبي، مكتبة عدنان، بحضور د. زهير غازي زاهد ود. عبد الجبار ناجي والأستاذ حسن عريبي الخالدي، وكنتُ وقتها هناك، وكان شراؤه للديوان بعد أن سلَّمتُ عليهِ! وأنا اقتنيتُ نسخةً منها في 18/ 3/2005م، وقد صرّحتُ بذلك في نشرتي بمجلة "المورد"، ع3، 2005م، ص69، لكن المعقِّب لم يذكر كلامي، بل اختصرهُ متعمِّدًا، وهذا دأبهُ في ردوده على الآخرين، لكنه أورد نصّ ما ذكره د. لاشين من دون اختصار، فلِمَ الكيل بمكيالين؟ بل امتدَّ الاختصار ليشمل تقريره الْمُثني على نشرتي في "المورد" وممّا جاء فيه: "...لقد تفحّصت العمل فوجدته قد أوفى على الغاية، إذ انماز عمله بتقديم ترجمة وافية للشاعر وتتبّع جيّد لأحداث حياته، أتبعها بدراسة موضوعية فنية لشِعره، وقدّم بعد ذلك ما جمعه من شِعره المتناثر في شتيت المظانّ... فأضاف عملاً قَيِّمًا لديوان الشعر العربي، وقد حاول ضبط كثير من الكلمات مما يحتاج إلى ضبط، أعقبها بالمتدافع من شِعره (أي ما نسب له ولغيره) ثم ذيّل البحث بقائمة بمصادره ومراجعه، وكانت هوامشه جيّدة وعلمية وتخريجاته حسنة. أوصي بنشره وفوق كل ذي علم عليم"؛ فهذا نص تقرير الخبرة لم يذكره في تعقيبه، واكتفى بِذِكر العبارة الأخيرة من التوصية بالنشر، فعلام يدلُّ هذا؟
    لقد أشرت إلى نشرة د. لاشين بالتفصيل في العدد الثالث من "المورد"، وهو العدد الذي لم يشر إليه المعقِّب، لأنّ فيه الحقيقة جليَّة، ساطعة كالشمس، وذكرتُ التاريخ أيضًا في كتابي "شعر يوسف بن لؤلؤ الذهبي" ص 48، فأنا لا أخفي شيئًا، ولا أخاف من قول الحقيقة. ولقد نسي أنه قال: "بعد تسلُّم تقرير الخبرة بمدة دُفع العمل إلى المطبعة"، أي في تشرين الأول 2002 م، وهذا الإقرار الصادر عن هلال ناجي والمنشور في مجلة "العرب" ص 832 هو سيّد الأدلة، كما يقول رجال العدالة، لا القانون!
    وأخذ عليّ أنّني زدتُ على مسوّدة عملي المقدّم إلى مجلة "المورد" سنة 2002م، لقولي: "بعد أنْ زدتُ عليه ما وجدته من شعر الشاعر"، وظنّ أنَّ في هذا مأخذًا ومثلبة على عملي، في حين أنني ذكرتُ الحقيقةَ كاملة، قولي -إنْ شاء- ضربٌ من الشجاعة، فقد رجعتُ إلى مصادر لم يرجع إليها د. لاشين، منها مصادر بين يديه ففاته 44 بيتًا، مثل "مطالع البدور" للغزولي و"التذكرة الفخرية" للإربلي، فضلاً عن رجوعي إلى "مسالك الأبصار" للعمري الذي انفرد بـ(61) بيتًا، و"مستوفي الدواوين" للأزهري و"عقود الجمان" للزركشي... ثمّ إنَّ أخي د. عبد الرازق حويزي زوّدني بتخريجات كثيرة مهمّة وردت في مخطوطات: "مراتع الغزلان" للنواجي و"الحواضر ونزهة الخاطر" لأبي شامة و"المرج النضر والأرج العطر" للشريف الأسيوطي، والكتاب المطبوع باسم "الدر المصون المسمّى بسحر العيون" للبدري، وبعد نشره في "المورد" هيَّأ لي مخطوطة الجزء الأول من كتاب "السفينة" لابن مبارك شاه، وفيها أبيات كثيرة، ورجوعي إلى "تأهيل الغريب" للنواجي، مما دفعني إلى نشره في كتاب خاص، صدر أوّلاً في كانون الثاني 2006م، وضمّ (963) بيتاً، في (178) قطعة ونتفة، بتحقيقٍ عِلميّ، أي بزيادة (423) بيتًا على نشرة لاشين، عدا الدراسة العلمية الطويلة التي خلتْ منها نشرته، ومن الطبيعيّ أنْ لا يشير إليها المحامي هلال.
    - جاء في ص832 أنَّ نشرة لاشين تزيد أربعين بيتًا على نشرتي، وفي نهاية ص834 قال إني اقتبست نحو مئة بيت من تلك النشرة، فأيّ القولين صحيح، ولماذا لم يذكر أرقام القطع التي أخذتها منه بالتفصيل، إنْ كان صادقًا في دعواه، وكيف يكون هذا؟ ولماذا يحاول تأليب د. لاشين عليّ، وهو محقق ثبت، خدم تراث الصفدي، أم أنّ مغنية الحي لا تطرب؟ وكان هلال ناجي قد سمّاه في مقدمة كتابه الملفّق الغريب: (وصف الهلال): "شاهين"!
    وأحبُّ أنْ أوضِّحَ للمعقّب ثم أنَّ استخدامه (الاقتباس) في هذا الموضع وهْم منه، لأنه خاص بالأخْذِ من القرآن الكريم، وهو معروف عند الناس عدا "شيخ المحققين العراقيين".
    - قال: "نشرت بعضها في كتابي "الكشف والتنبيه".
    قلت: كان عليه أن يقول، جريًا على سنن العربية: "ورد بعضها في كتاب "الكشف والتنبيه" للصفدي (ت764هـ) بتحقيقي".
    - ذكر أنَّ اسم كتابي الذي أجازه (نقد التحقيق)، والصحيح "في نقد التحقيق"، ووصفهُ بـ(الوحيد)، في حين أنّ لي 17 كتابًا مطبوعًا عدا المخطوط، ومنه كتابي "أحمد بن علي بن معقل الأزدي" الذي تناوله د. المانع في مقال بمجلة "العرب"، وقام هلال ناجي بتصويره وتوزيعه على عدد من مريديه!!، لكنه لم يذكر للقرّاء لِماذا رفع من كتابي ذاك -وهو الخبير- عشر صفحات من دون علم دار الشؤون الثقافية، أضفتُ فيها عشرات التخريجات والتصحيحات على "ديوان مجير الدين ابن تميم" الذي حققهُ بمشاركة د. ناظم رشيد؟ ولِمَ حذَفَ اسمَ د. عبد العزيز المانع مرّتين بالقلم الحبر، مرّة حين ذكرتُ أنّ د. المانع زوّدني بصورة من مخطوط "ديوان سيف الدين المشد"، وأخرى حين ذكرت أنه زوّدني بصورة من مخطوط "تفسير حماسة أبي تمّام" لابن فارس، ومسوّدة كتابي موجودة في الدار، ويمكن الاتصال بها للتأكد من أنَّ الخبير لم يكن موضوعيًّا حتى مع الباحثين العرب الذين يحترمونه، لكنّه لا يبادلهم الاحترام.
    - قال هلال في ص834: "الجراخ أصدره في النصف الثاني من عام 2005م في مجلة عراقية على حلقتين صدرت الثانية منهما أوائل سنة 2006م...". وردّي عليه:
    1- لا يقال "أصدر" في مقال قُدِّم لمجلّة ما، بل يقال "نُشِر" فقط.
    2- الصواب أنّ عملي نُشر في ثلاثة أعداد من "المورد" هي: ع1 و2 و3، 2005م، والناقد يعلم ذلك جيّدًا، ولكن يحبّ التدليس، وعدم ذِكره العدد الثالث يفضح ادعاءاته، ففيه نشرتُ مستدركي على نفسي، وأشرت إلى نشرة د. لاشين بصورة دقيقة وبأمانة، ص69-70.
    3- العدد الثاني صدر في تموز 2005م، والعدد الثالث صدر في تشرين الأول في السنة نفسها، والمعقّب مولعٌ بتغييرِ التواريخ كيفما شاء، وتورختهُ (متخيّر الألفاظ) في المقدّمة خيرُ دليل على ما أقول، بعد أن سطا على جهدِ طالب الماجستير محمد عبد اللطيف جبارة في رسالته من كلية الآداب، جامعة بغداد، 1969م، وهي عندي لِمَنْ يشاء البحث والتأكّد.
    4- يلاحظ كلامه الجارح في حقِّ مجلة "المورد"، وقد تناسَى ما نشرتْ له من مقالات، وكان قد ذكر ص833 أنها "كانت تصدر عن وزارة الثقافة العراقية"، وكأنَّ المجلة لا تصدر الآن "عن وزارة الثقافة"، والصحيح أنها ما تزال تواصل الصدور، ولم تتوقف، وهو ما أراد أن يوحي به للقرّاء، لِخلاف مع رئيس تحريرها، الذي كشفَ عددًا من سرقاته.
    وزعم أنني لم أعرفْ: علي بن لؤلؤ الحلبي، برجوعه إلى كتاب "روح الروح" بتحقيقه، ولم يصدر، والذي أعرفه أنّ المحقق القدير إبراهيم صالح سبقهُ إلى تحقيقهِ.
    قال: "وأمّا زيادة التخريجات فهي سوءة لا حسنة، إذ رأت لجنة توحيد قواعد تحقيق المخطوطات العربية المنعقدة ببغداد في أيار 1982م عدم التوسّع في إثبات اختلاف روايات الأشعار بسبب ما اعتور الشعر القديم من عبث الرواة وعبث النسّاخ ومحنة الانتحال....".
    وأردُّ على هذا الكلام الإنشائي المزوَّق على النحو الآتي:
    1- إنَّ اللجنة التي تحدّث عنها لم تجتمع في بغداد سنة 1982م، بل في المدة من 6- 15 رجب 1400هـ/20-29 مايو (أيار) 1980م.
    2-جاء في تقرير اللجنة بخصوص التخريج‏: "الهدف من التخريج هو التوثيق والتصحيح، ولذلك يقتصر في التخريج على ما يحقق هذين الهدفين.‏ وتوصي اللجنة هنا بتوثيق مواطن النقول في النص ضبطًا، تكملة وإثباتًا للخلاف في الرواية، حيث يكون ذلك مفيدًا. ويكون التخريج في الآيات والأحاديث والشعر والنقول كافة... وأمّا الشعر فيُردُّ إلى مكانه من الديوان إن كان مطبوعًا، وإلاَّ تعيَّن ذِكر المصادر المشهورة التي أوردته...".‏
    نُشر التقرير أولاً في مجلة "التراث العربي" السورية، تشرين الأول، 1980م، ثم في كتاب خاص، الكويت، 1405هـ/1985م.
    3- ليس في كلام اللجنة أية شائبة تجاه زيادة التخريجات، فهي حسنةٌ لا سوءة، فهي تمثّل مسيرة شعر الشاعر في المظانّ المختلفة وتوثّقه، وتبيّن اختلاف الروايات فيها.
    4- أنا صنعتُ "شعر الذهبي"، فتكون الإحالات عليه، لأنه مطبوع.
    والغريب أنه كان قد آخذ المرحومَ محمدَ حسن آل ياسين في تحقيقه "ديوان الصاحب بن عبّاد" بقلة التخريج وعدم إيراد الروايات، فقال في: "المستدرك على صُنّاع الدواوين" 1/325: "وهذه الأنقاص في التخريجات كثيرة"، مع العلم أنّ الروايات هذه لا تأتي فجأة، بل تأتي من التتبع المستمر والتنقير في كتب التراث، وإلاَّ أصبحتْ دعوته تعني الخمول والكسل، ومِن ثمَّ الإكثار من إخراج الكتب التراثية، على حساب التأنِّي والبحث، بطريقة سلق البيض.
    - بعدما عرضت من حقائق أتساءل: لماذا صوّر هلال ناجي نسخةًً من مسوّدة عملي المقَدَّم إلى مجلة "المورد"، وهل يفعل الخبراء فعله، في الاحتفاظ بنسخة من البحوث المحالة عليهم؟ الجواب: لقد صوّر عملي بعد أنْ علم بتفكير وشروع د. لاشين بجمع شِعر الذهبي! إذْ كان يمنِّي نفسه بأنْ يستدرك على د. لاشين بأنْ يأخذ من جهدي، وفي استدراكاته على الآخرين دليل ساطع على هذا، وإلاّ فهو لا يمتلكُ صورةً من كتابي المحال عليه "في نقد التحقيق" لكي يُقال إنَّ من منهجه الاحتفاظ بصورٍٍ مما يُرسَلُ إليه!
    - وأخيرًا فإنَّ هلال ناجي لم يستطع أنْ يستدرك عليّ شيئًا من شعر الشاعر، وإنْ كان بيتًا واحدًا.
    هذا بعض ما أردت الكشف عنه وبيانه، وتركتُ أشياء أخرى لِفطنة القارئ.
    والحمد لله ربّ العالمين.
    أولا: ما حاول عباس هاني الجراخ في مقاله الجديد الكشف عنه هو ترديد لكلامه السابق وأي إنسان سيطالع هذا الموضوع هنا سيعلم تهافت كلام الجراخ بعد الاطلاع على الردود المفصلة والموثقة التي كتبها الأستاذ الجامعي الكبير الذي اختار أن يكتب تحت اسم (خزانة الأدب).

    ثانيًا: يظهر في تعقيب الجراخ الجديد الذي نشره في (العرب) بعد هذا الموضوع بعدة أشهر مدى الغيظ والغل والحقد الذي يحمله الجراخ في صدره على الرجلين وحبه الظهور وهدمه للآخرين بالشبهات والانتقام منهم إذا أظهروا حقيقته للناس.
    وبعد أن كان يكيل الألقاب للآخرين خاصة من أحسن إليه نجد الجراخ في تعقيبه الأخير ينادي الأستاذ المحقق القدير هلال ناجي بالمحامي يعني يلمح إلى أنه غير محقق ولكنه مجرد محامي
    بينما لا يزال الجراخ يقدم التحية للدكتور المانع رغم ويتعقبه ويهدمه بأسلوب ملتوي لكون المانع لا يزال كما هو بخلاف هلال ناجي الذي ذهب صولجانه بعد احتلال العراق
    فالجراخ يتكلم مع كل إنسان حسب حالته الحالية.

    وأي قارئ سيقرأ كلام الجراخ الذي كتبه بعد هذا الموضوع الذي هنا سيرى مدى الحقد والغل الطائفي الشيعي الذي يتحكم في نظرة الجراخ للآخرين خاصة نظرته لأهل السنة.
    حُبُّ الصحابةِ والقَرَابة سُنَّة... ألْقى بها ربِّي إذا أحياني
    الإمام القحطاني في «النونية»

  11. #71
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: التحقيقات المسروقة

    أستاذ جامعي (متقاعد ولله الحمد)

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    90

    افتراضي

    رد افتراء افتراه المدعو سعد هلال على الأستاذ المحقق هلال ناجي والسادة الشقاقية
    ذكر الشيعي الحاقد المتقنع باسم سعد هلال أن هلال ناجي كان شيعيا لأنه كتب في بعض نسبه أنه ((هلال ناجي الشقاقي العلوي)) ثم زعم أن العلوي=الشيعي!
    وقد كذب هذا المفتري المسمي نفسه سعدًا، فإن العلوي في نسب المحقق هلال ناجي معناها المنتهي نسبه إلى علي بن أبي طالب، وهذا حال المحقق هلال ناجي فإنه من السادة الشقاقية الحسينية المنتهي نسبهم إلى علي بن أبي طالب، وهم عرب أقحاح هاشميون كلهم يسكن المناطق العربية في العراق ومكان تجمعهم الأكبر هو مدينة عانة غربي العراق في محافظة الأنبار وهي مدينة عربية سنية 100 %، والشقاقيون (الشكاكيون باللفظ الدارج) 90% منهم من أهل السنة ومنهم نسبة قليلة 10% تقريبا شيعة يتواجدون في القادسية جنوب العراق.
    والأستاذ هلال ناجي سني عربي كأغلب الشقاقيين، فافتراء سعد هلال كذب حاول فيه أن يثير الناس ويسقط رمزا من رموز السنة في العراق وهيهات!

  13. #73

    افتراضي

    ينظر المرفق
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •