تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الاحتفال بالمولد ليس سنة حسنة

  1. #1

    افتراضي الاحتفال بالمولد ليس سنة حسنة

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    كلما أطل علينا شهر ربيع الأول إلا وانبرى للناس بعض من يكتب على صفحات الجرائد يثير الجدل ويستثيـر الخلاف، ويسعى إلى هدم ما بناه شباب الصحوة وأتباع السنة.

    ولعمري! إن طالب الحق المخلص في طلبه، الجاد في البحث عنه، ليدعو الناس إلى الوفاق لا إلى الخلاف، وإلى السنة لا إلى البدعة، وإلى الحكم لا إلى المتشابه.

    فمن علامات الخذلان أن يشغل المرء بتتبع الفرطات، وتصيد الهفوات، ونصرة الغريب المهجور. وحق من كان هذا هو منهجه ودينه أن يضرب ظهره بالجريد ويطاف به في الأسواق حتى يعرف شره ويتصور ضرره.

    هذا، وإني لأشعر بأن كثيرا من إخواني طلبة العلم ورواد المعرفة قد نأوا بأوقاتهم من أن تصرف في الرد على هذا الذنَب، وأنا معهم في ذلك، غير أنني رأيت أن ما أثاره الشيخ شمس الدين من الشبهات قد انطلى على بعض العامة وأشباه العامة، فرأيت المصلحة في رد عواره وكشف تلبيسه، لأنه من يركب متن عمياء، ويخبط خبط عشواء، فحق على أهل العلم تقويم اعوجاجه، وتمييز حلوه من أجاجه تحذيرا للمطالع، وتنزيلا في البرج والطالع.

    وأملي في القائمين على الجريدة أن ينشروا ردي هذا تكريسا لمبدأ الحرية في النقد وإبداء الرأي فإليك أخي القارئ الرد محصورا في النقاط التالية:

    1- زعمه أن علماء السنة سكتوا عن الأعياد البدعية:
    قال: (وهكذا يحتفل الناس بعيد العمال وعيد المرأة وعيد الطلبة... كل هذه الأعياد والحشوية ساكتون صامتون).
    قلت: من قال لك إننا ساكتون عن مثل هذه الأعياد المحدثة، فلا يزال علماء السنة يحذرون من مغبة ابتداع الأعياد في دين الله، ولاسيما الأعياد التي يظهر الناس فيها جانب التعبد كالاحتفال بالمولد. أما ما ذكرته من الأعياد الدنيوية، وإن كنا لا نقر الاحتفال بها كما زعمت، إلا أن ضررها ليس كضرر النوع الأول، فتنبه! وعدم علمك بما كتبه علماؤنا الأجلاء من النصح والبيان في شأن هذه الأعياد لا يستلزم عدم الوجود، ولا أكتم عليك سرا وهو: أن المرء إذا كان مولعا بتتبع الشذوذ، وتبني الغرائب، فأنى له أن يسمع بالعلم المحكم الصحيح!
    فالاشتغال بالباطل حجاب عن الحق، والخوض وفي المتشابه إعراض عن المحكم، واستحسان البدعة زهد في السنة، وهكذا فتدبر!

    2- استدلاله بوجوب الفرح به صلى الله عليه وسلم على مشروعية الاحتفال بمولده.
    قال: (الفرح بمولوده واجب) ثم انطلق يثبت مشروعية الاحتفال بمولده.
    أقول: نعم هذا حق لا يعترض عليه أحد، ولكن من أعظم صور التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم أن لا نفرح به إلا مرة في السنة، بينما الفرح الصادق بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع، لا بتحكيم الأهواء، والاختراع في الدين.
    فالفرح كل الفرح في انتهاج منهجه، واقتفاء أثـره، والذب عن سنته، فأهل السنة هم أسعد الناس به صلوات ربي وسلامه عليه، فحبهم للنبي صلى الله عليه وسلم حب شرعي مضبوط بنصوص الشرع وقواعد الاقتداء.

    3- استدلاله بفرح أبي لهب بمولوده صلى الله عليه وسلم: قال: (أبو لهب وقصة فرحة بمولده صلى الله عليه وسلم، ورد في كتب السنة والسيرة أن أبا لهب أعتق جاريته ''ثويبة'' من شدة فرحه لما بشرته بولادة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رآه العباس بن عبد المطلب في النوم بعد وفاته فسأله عن حاله، قال: لم ألق خيرا بعدكم، غير أني سقيت في هذه بعاتقتي ثويبة، وإنه ليخفف عني في كل يوم اثنين...)

    قلت: والجواب عن هذه الشبهة من أوجه:

    الأول: أن الأحكام الشرعية لا تثبت بالرؤى والمنامات، فديننا مكتمل ولله الحمد ولا يحتاج إلى مثل هذه الظنون والأوهام.
    وإنك لتعجب من صاحبنا هذا حين ناقض نفسه بعد أسطر بقوله: ''ونحن لا نثبت حكما شرعيا بالمنامات).
    أقول: إن كنت كذلك فلم أوردت هذه القصة لتقرر بها بدعة منكرة؟!

    الوجه الثاني: أن فرح أبي لهب فرح طبيعي، فلا مانع أن يفرح الوالد بمولده، ولا القريب بقريبه.. هذا أمر جبل عليه الخلق، ففرح أبي لهب فرح طبيعي جبلي، وليس فرحا شرعيا، فتعلم.

    الوجه الثالث: أنه لم يثبت في الشرع أن فرح الكافر بالنبي صلى الله عليه وسلم يخفف عنه العذاب يوم القيامة، ومخففات العذاب ومنجياته توقيفية.

    - عدم تفريقه بين البدعة والمصلحة المرسلة:
    قال: (ولمن يقول: المولد النبوي الشريف بدعة لأن السلف لم يفعلوه، نقول له ولكن السلف أيضا لم يحرموه فيبقى على أصل جوازه حتى تدخل عليه الأحكام، ثم لا يشترط لأي عمل كي يكون مشروعا أن يعمله السلف، بل يكفي فيه أن يندرج تحت أصل شرعي. ألا ترى أن الملايين من حجاج بيت الله يرجمون الشيطان من فوق جسر الجمرات، وهذه عبادة لم يفعلها السلف على هذا الوجه، ولا أحد يحرم أو يبدع فاعل ذلك، وقد جمع سيدنا عثمان المصحف في كتاب وهو مجموع الآن في أشرطة وأقراص مضغوطة وهذا فعل لم يفعله السلف ولا أحد يقول: جمع المصحف في أشرطة حرام. لأنه مخالف لفعل السلف).
    أقول: إن ما ذكرته في هذه الأمثلة إنما هو من قبيل المصلحة المرسلة، وما نحن فيه إنما هو من قبيل البدعة، ويقبح بمن تصدى للكتابة في أمور الدين أن يجهل ما بينهما من الفرق، لكنه- والله- زمن الرويبضة، والله المستعان.
    ولضبط التفريق بينهما يقال:
    إن المصلحة المرسلة هي التي احتيج إليها في عهد صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يقدر على فعلها لقيام المانع، كصنع الأسلحة الفتاكة، وركوب المراكب المتطورة... ولا يشك من له مسكة من عقل أن النبي صلى الله عليه وسلم لو قدر على هذه المذكورات لفعلها.
    وأما البدعة فهي كل ما احتيج إليه في عهده صلى الله عليه وسلم ولم يفعله، ففِعْله الآن استدراك على الشرع، واختراع في الدين.


    إذا تقرر هذا، فلا يصح قياس الاحتفال بمولده الذي قام مقتضاه في عهده ولم يفعله هو ولا صحابته برمي الجمرات من على الجسر، وجمع القرآن على الأقراص المضغوطة.

    - وأما عن عدم اشتراط عمل السلف، فأقول: إنّ الخير كل الخير فيمن سلف كما قال الإمام مالك رحمه الله، فكيف يسمح المرء لنفسه أن يقوم بعمل في دين الله لم يفعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

    أترى الصحابة غفلوا عن هذا الواجب (الفرح بمولده والاحتفال به) وهم أعظم الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يطلّ علينا (شمس الدين) بظلمته في القرن الحادي والعشرين فيكتشف هذه السنة ويقول: (الاحتفال بالمولد سُنة حسنة) ما شاء الله، ولا قوة إلا بالله!

    - لزوم الإنكار على المخالف:
    قال: (وإذا كان بعض مشايخ الوهابية لا يحبون الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فرأيهم لا يلزم أحدا).
    أقول: بل نلزمكموها حتى وإن كنتم لها كارهين، ولن نسكت على بدعة واحدة في دين الله، وقد عرف كثير من الناس بدعية الاحتفال بالمولد بفضل الله تعالى، ثم بفضل شباب السنة الذين يتعبدون الله بقمع البدع، وإظهار الهدي، والحمد لله أولا وأخيرا.
    - تمسكه ببعض من جانب الصواب قوله:
    قال: (يكفينا أن كبار علماء الإسلام ومنهم الحافظ ابن حجر، والسيوطي والهيثمي...)
    أقول: حتى وإن ذكرت لنا ألفا منهم فلن نقبل منك، لأن الحق لا يعرف بالرجال، فأعرف الحق تعرف رجاله، فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك رأيَ عظيم من الأمة فإن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به من رأى أي معظم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم على كل مخالف سنة صحيحة وربما أغلظوا في الرد لا بغضا له، بل هو محبوب عندهم معظّم في نفوسهم، لكن رسول الله أحب إليهم وأمره فوق أمر كل مخلوق، فإذا تعارض أمر الرسول وأمر غيره فأمر الرسول أولى أن يقدم ويتبع).

    وفد أفتى كثير من أهل العلم قبل حوالي قرن من الزمن بجواز التدخين، بل إن بعضهم ذهب إلى مشروعيته، لأنه ينشط النفس وينبه الفكر، ثم استقر الإجماع على منعه بعد ذلك، فهل لشيخنا شمس الدين أن يكتب لنا مقالا في جواز التدخين أو استحبابه!

    اللّهم إنا نسألك توفيقا قائدا إلى الرشد، وقلبا متقلبا مع الحق، ولسانا متحليا بالصدق، ونطقا مؤيدا بالحجة، وصل اللّهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    *باحث في الشريعة الإسلامية
    
    المصدر :أحمد ذيب*
    نقلا عن جريدة الخبر الجزائرية. انتهى.
    كلام النبي يُحتَجُ به، وكلام غيره يُحتَجُ له
    صلى الله عليه وسلم
    ليس كل ما نُسِبَ للنبي صلى الله عليه وسلم صحت نسبته، وليس كل ما صحت نسبته صح فهمه، وليس كل ما صح فهمه صح وضعه في موضعه.

  2. #2

    افتراضي رد: الاحتفال بالمولد ليس سنة حسنة

    بارك الله فيك استاذنا .. ولكن لم هذا الخلط بين الامور الدينية والامور الدنيوية عندما قلتم :
    ولضبط التفريق بينهما يقال:
    إن المصلحة المرسلة هي التي احتيج إليها في عهد صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يقدر على فعلها لقيام المانع، كصنع الأسلحة الفتاكة، وركوب المراكب المتطورة... ولا يشك من له مسكة من عقل أن النبي صلى الله عليه وسلم لو قدر على هذه المذكورات لفعلها.
    وأما البدعة فهي كل ما احتيج إليه في عهده صلى الله عليه وسلم ولم يفعله، ففِعْله الآن استدراك على الشرع، واختراع في الدين.

    هذا بالاضافة الى ان المسلم مكلف شرعا بالاعداد اللازم ما استطاع اليه سبيلا .. وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة .. فاتقوا الله ما استطعتم ..! كما لا يخفى على امثالكم ..
    واخيرا نقول لهؤلآء المبتدعة :
    إتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم .. عليكم بالامر العتيق .!
    وجزاك الله خيرا .

  3. #3

    افتراضي رد: الاحتفال بالمولد ليس سنة حسنة

    وفيك بارك أخي الكريم ،،

    أخي الكريم حفيد صلاح الدين جعلك الله مثل جدك في الذود عن حياض الإسلام، لست أنا كاتب المقال بل لا أعدو عن كوني مجرد ناقل. تمعنت في تعليقك والظاهر أنه وقع خلط. فالإعداد المادي يشهد له نص مستقل ولا يدخل في باب المصالح المرسلة ـ والله أعلم ـ

    على كل حال، البدعة هي طريقة محدثة مخترعة في الدين يقصد بها زيادة التعبد والتقرب بها إلى الله وليس لها في الشرع ما يشهد لها بالصحة لذلك سميت محدثة.

    " والمصلحة المرسلة أو الاستصلاح ـ هي المصالح الملائمة لمقاصد الشارع الإسلامي، ولا يشهد لها أصل خاص بالاعتبار أو الإلغاء، فإن كان يشهد لها أصل خاص دخلت في عموم القياس، وإن كان يشهد لها أصل خاص بالإلغاء باطلة، والأخذ بها مناهضة لمقاصد الشارع ". انتهى. مقتبس من كتاب أصول الفقه لأبو زهرة.
    كلام النبي يُحتَجُ به، وكلام غيره يُحتَجُ له
    صلى الله عليه وسلم
    ليس كل ما نُسِبَ للنبي صلى الله عليه وسلم صحت نسبته، وليس كل ما صحت نسبته صح فهمه، وليس كل ما صح فهمه صح وضعه في موضعه.

  4. #4

    افتراضي رد: الاحتفال بالمولد ليس سنة حسنة

    نعم اخي الكريم اعتذراليك فانتم نقلتم فقط .. واسال الله ان يجيب دعوتك "ابتسامة" ... آمين .
    وارجو قراءة تعليقي مرة اخرى والتبين من مرادي ايها الفاضل .. كنت اقصد : الاختراع في الامور الدنيوية وما يخدم مصالح المسلمين شيء جميل ومحمود ..
    اما احداث شيء في الدين فذاك ممنوع ومردود ..
    اما صنع الاسلحة الفتاكة لصالح الجهاد فهو من باب الاعداد المامور به نصا ..! وقد انتقدت ماتحته خط في تعليقي السابق ..!
    وغفر الله لي ولك .. وجمعنا واياكم على الحوض .

  5. #5

    افتراضي رد: الاحتفال بالمولد ليس سنة حسنة

    أنا موافق لك أخي الكريم.
    كلام النبي يُحتَجُ به، وكلام غيره يُحتَجُ له
    صلى الله عليه وسلم
    ليس كل ما نُسِبَ للنبي صلى الله عليه وسلم صحت نسبته، وليس كل ما صحت نسبته صح فهمه، وليس كل ما صح فهمه صح وضعه في موضعه.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •