بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خاتم الانبياء وسيد المرسلين

سيدنا محمد بن عبد الله الهادي المهدي الصادق الامين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين



ما يميز الامة العربية أن تسميتها كصفة العربية نسبة الى لغتها العريقة التي تعد من أقدم اللغات التي عرفها البشرية ، وتأصل أهل العرب يأتي من تأصلهم بلغتهم وهذا ما جعل أعداء الامة العربية يتجهون نحو طمس تلك الهوية باللغة تعبيراً مجازيا كطريقة لطمس الامة العربية .

وامتدادا للاعتزاز والافتخار باتقان الفصاحة في اللغة العربية ، كانت مرحلة ما قبل الاسلام في العهد الجاهلي الحروب الطاحنة بحروب الكلمات والاتقان والفصاحة والشعر ، وبهذا برز كتاب الاسلام بكلماته العربية لغة أهل الجنة التي كرمها الله بهذا ، فجاء الاسلام باللغة العربية كاختصاص وميزها بان جعل لغة اهل الجنة اللغة العربية .

قال تعالى : { لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين }

ومع مرور الوقت واتساع الرقعة للدولة العربية والواحدة أخذت اللهجة الفصحى تنحدر صوب اللهجات المحلية والعامية ، وابتعد الناس عن تعليم ابنائهم فصحى اللغة مثلما كان في الجاهلية وحتى في الاسلام يرسلون ابنائهم الة البادية لتعلم اللغة العربية الفصحى ، فظهرت اللهجات التي تعكس ثقافة اقليم معينة دون اخرى .

نعلم كيف كانت نشأت اللغة العربية ومهدها من بني عدنان وقحطان في اليمن ، وإنقسامات الاصول الى العرب العاربة والعرب المستعربة والعرب العرب ، وفق لما طرأ قميل غزو الاحباش لليمن ، فباختلاف تلك التقسيمات الا ان الامة العربية هي الامة الوحيدة على مر العصور التي ارتبطة برباط لغة واحدة لتكون امة واحدة ، فوحدتها بلغتها جعلت من هذا سببا مقنعا لهم بانتهاج هذا الاسلوب خاصة وأن أول من اتبع هذا الاسلوب من حكم الدولة الاسلامية الواحدة لمدة تزيد عم اربعمائة عام " العثمانيين " فاتبعوا سياسة التتريك ونعلم ما أدت اليه هذا .

واقتدى بذلك الاسلوب " التتريك " الدول الاستعمارية في كافة الاقطار العربية المستعمرة ، فاتجه المستعمرون الى تعليم ابناء الدول التي يستعمرونها لغتها ، ومن تلك الدول التي ما زالت متأثرة بتلك اللغات الى جانب لغتهم الاصيلة حتى يومنا هذا ، فتجد لغتهم العامية غير مفهومة لدول أخرى خاصة في أقصى غرب وأقصى شرق الوطن العربي ، وكذلك الامر في الوسط والشمال والجنوب على اختلاف الدرجات .

فنجد أن كثير من الكلمات العامية فيها كلمات مستصاغة من كلمات اللغة المستعمرة لها ، ومن هنا ولهذه النتائج نجد ان اللغة العربية والى حد كبير فقدت طابعها وان صح التعبير هويتها الخاصة .



اللغة العربية لغة لها الاختصاصات والمميزات التي حباها الله اياها على مدار التاريخ منذ الفجر الاول لخلافة الانسان للارض ، اللغة العربية هي قالب كبير لهوية تضم جميع معتنقيها و المتحدثين بها ، ولكنها استهدفت وما زال الاستهداف قائم الى اليوم .



الا يجب علينا الانتباه لاصالة لغنا وأصالة هويتنا العربية طالما اننا نعلم مدى أصالتها وقوة هويتها ؟؟

الا يجب علينا ان نسعى لتحقيق ترسيخ هذه الهوية لابنائنا في الجيل القادم والاجيال التالية ؟؟

فكيف السبيل الى ذلك في خضم ما تخوضه الامة العربية من صولات وجولات هي فيها الحلقة الاضعف ؟؟