لاتعارض بين آيات الرحمة والغضب كذا قال ابن الوزير ونصيحة مهمة.


من جميل ما قال الإمام الأجل ابن الوزير اليماني –وكل كلامه جميل- في "العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم(عليه السلام)" ج1ص171:

"ومن أعظم ما أنزل الله تعالى في ذلك قوله تعالى : "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" إذا كان هذا الرفق بفرعون الذي نص الله تعالى انه طغى ...ومن ثم كان اسمه اللطيف السنى ومن أخص اسمائه الحسنى.هذا مالم يشتد غضبه...ففي مثل ذلك يقول ذو العزة والجلال :" وليجدوا فيكم غلظة" وفي الحال الأخرى وهي الغالبة :" قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون ايام الله" "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"...ولا دليل على نسخ ذلك وأمثاله مما وردت به السنة النبوية ..إلا إذا توهم التعارض ممن خفي عليه حسن اختلاف الأمرين عند اختلاف الحالين ...والقصد تنبيه ذوي الأفهام الذين يغنيهم القليل عن التكثير والتطويل فزن الأشياء بميزان الإعتدال وجادلهم بالتي هي أحسن كما علم ذو الجلال.





وقال فيما بعد (ص189) كلاما غاية في الجمال يدل على كرم محتد الإمام وعظيم قدره :

"فرحم الله من اعتبر وأنصف في النظر والرحمة إن شاء الله إلى من بذل الجهد حين تعثر فيما وجب من دقائق النظر أقرب منها إلى من افطر أو قصر لمشقة السفر"




هذا وقد قال لي شيخنا الفاضل العلامة أحمد الزيادي تلميذ الإمام الألباني ورئيس شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة ابن طفيل : "كتاب العواصم والقواصم ناذرة بين كتب السنة جمع المنقول والمعقول بتحقيق عجيب فمن عكف عليه فقد حصل خيرا عظيما".