السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي الكرام .. مارأيكم في البيت التالي , هل فيه سب للدهر , أو نسبة للشر إليه , أم أنه من باب (هذا يوم عصيب) ..
لا تأمن الدهر الخؤون مسالما :: فالعيش لا يبقى عليه دوام
أفيدونا مأجورين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي الكرام .. مارأيكم في البيت التالي , هل فيه سب للدهر , أو نسبة للشر إليه , أم أنه من باب (هذا يوم عصيب) ..
لا تأمن الدهر الخؤون مسالما :: فالعيش لا يبقى عليه دوام
أفيدونا مأجورين ..
أخي الفاضل
الذي يظهر من سياق هذا البيت: أنه في مقام النصيحة وأخذ الحذر من متقلبات الدهر وصروفه، وما قد يحصل للإنسان من أمور قد أمنها ولم يحتط لها لتغليبه جانب السلامة، فبان خلاف ذلك.
وهذا شبيه بقولهم: الزمن غدار.
وليس المراد بغذن الله سب الدهر، بل المراد بيان وصف حال الدهر، وأنه من هذا القبيل فتنبه له ولا تسلم عدم حصول ما يعكر صفو حياتك.
والله تعالى أعلى وأعلم
هذا الذي مال إليه قلبي ...
غير أني وجدت كلاما للقرطبي في تفسير قوله تعالى (وما يهلكنا إلا الدهر..) ..
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قول تعالى : (وما يهلكنا إلى الدهر) ..
( روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال : [يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ]
قلت : قوله ( قال الله ) إلى آخره نص البخاري ولفظه وخرجه مسلم أيضا و أبو داود وفي الموطأ [ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر ] وقد استدل بهذا الحديث من قال : إن الدهر من أسماء الله وقال : من لم يجعله من العلماء اسما إنما خرج ردا على العرب في جاهليتها فإنهم كانوا يعتقدون أن الدهر هو الفاعل كما أخبر الله عنهم في هذه الآية فكانوا إذا أصابهم ضر أو ضيم أو مكروه نسبوا ذلك إلى الدهر فقيل لهم على ذلك : لا تسبو الدهر فإن الله هو الدهر أي إن الله هو الفاعل لهذه الأمور التي تضيفونها إلى الدهر فيرجع السب إليه سبحانه فنهوا عن ذلك ودل على صحة هذا ما ذكرنا من حديث أبي هريرة قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تبارك وتعالى يؤذيني ابن آدم ] الحديث ولقد أحسن من قال وهو أبو علي الثقفي :
( يا عاتب الدهر إذا نابه ... لا تلم الدهر على غدره )
( الدهر مأمور له آمر ... وينتهي الدهر إلى أمره )
( كم كافر أمواله جمة ... تزداد اضعافا على كفره )
( ومؤمن ليس له درهم ... يزداد إيمانا على فقره )
وروى أن سالم بن عبد الله بن عمر كان كثيرا ما يذكر الدهر فزجره أبوه وقال : إياك يا بني وذكر الدهر ! وأنشد :
( فما الدهر بالجاني لشيء لحينه ... ولا جالب البلوى فلا تشتم الدهرا )
( ولكن متى ما يبعث الله باعثا ... على معشر يجعل مياسيرهم عسرا )
وقال أبو عبيد : ناظرت بعض الملحدة فقال : ألا تراه يقول ( فإن الله هو الدهر ) ! ؟ فقلت : وهل كان أحد يسب الله في آباد الدهر بل كانوا يقولون كما قال الأعشى :
( إن محلا وإن مرتحلا ... وإن في السفر إذ مضوا مهلا )
( استأثر الله بالوفاء وبالعد ... ل وولى الملامة الرجلا )
قال أبو عبيد : ومن شأن العرب أن يذموا الدهر عند المصائب والنوائب حتى ذكروه في أشعارهم ونسبوا الأحداث إليه قال عمرو بن قميئة :
( رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى ... فكيف بمن يرمى وليس برام )
( فلو أنها نبل إذا لأتقيتها ... ولكنني أرمى بغير سهام )
( على الراحتين مرة وعلى العص ... أنوء ثلاثا بعدهن قيامي )
ومثله كثيرا في الشعر : ينسبون ذلك إلى الدهر ويضيفونه إليه والله سبحانه الفاعل لا رب سواه ...) اهـ
وكأن كلامه يشيء بشبهة في هذا الأمر , فهل من موضح أكثر ..