السلم عليكم أما بعد
إختلف أهل العلم في الكافر هل يوزن عمله أم لا؟
فذهب البيهقي في شعب الإيمان و القرطبي في التذكرة و غيرهم أنها توزن خيراته كما توزن خيرات المؤمن و ذهب شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله إلى أنه لا يحاسب الكافر محاسبة من توزن حسناته و سيآته و لاكن يعير بدنوبه التى عملها ثم يدخل النار، و هذا الذي قاله ابن تيمة فيه هضم لحق الكافر في المحاسبة وما دل عليه القرآن و الأحاديث أن الميزان هو لبيان عدل الله تعالى في الكافر و المؤمن فأما المؤمن من ثقلت موازينه فقذ زحزح عن النار بعمله و يرجى له أن يدخل الجنة و من غلبت سيآته حسناته فهو يحمل أوزارا ثقيلة تبطئه على الصراط حتى لا يجد ما ينهضه فإن كان و هو من من تحل فيه الشفاعة فيذهب بهم الشفعاء إلى أنهار الجنة بعد أن إمتحشو و صارو فحما و ماتوا في النار، و أما الكافر فتخف حسناته بعد أن كانت ثقيلت عليه في الدنيا لأنه أذهبها فيها و أكلها وتثقل سيآته لأن الباطل ثقيل في الدنيا خفيف في الآخرة و حق لها أن تثقل في الآخرة فتهوي به في نار جهنم و ييأس من النجات و لا صراط له ثم يحم أوزاره و أوزارا مع أوزاره بعد أن يقتص منه و لا تحل فيه الشفاعة.