تعريف المكلف :
عرفه الشيخ بقوله : (هو البالغ العاقل) .
وهذا التعريف غير مانع فقد عرفه المرداوي في التحبير (2/797) : (والمراد بالمكلف : البالغ العاقل الذاكر غير الملجأ) وسوف يأتي بإذن الله الكلام على نوعي الإكراه الملجئ وغير الملجئ .
فائدة :
عرف الشيخ الحازمي في شرحه على معاقد الفصول المكلف بقوله : (الآدمي البالغ العاقل غير الملجئ بشرطه) .
وهذا يجرنا للكلام على تكليف الجن ، والجن مكلفون في الجملة ولكن تكليفهم لا على حد تكليف الإنس بها .
قال الطوفي في شرح الروضة (1/218) : (وقع النزاع بين بعض الفقهاء في سنتنا هذه- وهي سنة ثمان وسبع مائة للهجرة - في أن الجن مكلفون بفروع الدين أم لا؟
واستفتي فيها شيخنا أبو العباس أحمد بن تيمية بالقاهرة- أيده الله تعالى- فأجاب فيها بما ملخصه أنهم مكلفون بها بالجملة، لكن لا على حد تكليف الإنس بها، لأنهم مخالفون للإنس بالحد فبالضرورة يخالفونهم في بعض التكاليف.
قلت: مثاله، أن الجن قد أعطي بعضهم قوة الطيران في الهواء، فهذا يخاطب بقصد البيت الحرام للحج طائرا.
والإنسان لعدم تلك القوة فيه، لا يخاطب بذلك، فهذا في طرف زيادة تكليفهم على تكليف الإنس.
وأما من جهة نقص تكليفهم عن تكليف الإنس، فكل تكليف يتعلق بخصوص طبيعة الإنس، ينتفي في حق الجن، لعدم تلك الخصوصية فيهم.
والدليل على تكليف الجن بالفروع، الإجماع على أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بالقرآن الكريم إلى الجن والإنس، فجميع أوامره ونواهيه متوجهة إلى الجنسين، وهي مشتملة على الأصول والفروع، نحو: {آمنوا بالله } ، {وأقيموا الصلاة } . وقد تضمن هذا الدليل، على أن كفار الإنس مخاطبون بها، وكذلك كفار الجن، لتوجه القرآن بجميع ما فيه إلى مؤمني الجنسين وكفارهم ).اهـ
ومما سبق يعرف المكلف بأنه : (الآدمي البالغ العاقل الذاكر غير الملجأ) .