إطلاق الصحاح على السنن الأربعة خطأ

قال الإمام العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني – تغمده الله برحمته - :
" والذي يتلخص من هذا الفصل أن الدكتور، لم يكن الصواب حليفه حين أطلق: ((صحاح السنة)) على غير الصحيحين من الكتب المتقدمة، و أننا أثبتنا له ضعف أربعة أحاديث من أصل أحد عشر حديثاً عزاها إليها! فكيف يكون الحال لو أن عددها كان بلغ المائة أو المئات؟ لا شك أن نسبة الضعف فيها سيرتفع بنسبة الزيادة فيها! ".
كذا في "دفاع عن الحديث النبوي و السيرة" – ( ص 17) .


قول المرء رواه فلان تعني بإسناده

قال الألباني :
" كذا قال الدكتور المسكين: ((رواه ابن كثير))! و متى كان ابن كثير راوية؟ فإن قول المرء: رواه فلان، معناه عند العلماء بإسناده، و لذلك لا يجوز عندهم أن يقال: ((رواه البخاري)) في حديث عنده لم يسق إسناده، بل يقول إشارة إلى ذلك: ((رواه البخاري معلقاً))، ففي قول الدكتور هذا إيهام للقارئ الذي لا علم عنده بطريقة ذكر ابن كثير للحديث أنه رواه بإسناده! فالصواب أن يقال: ((قال ابن كثير: قال قتادة: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال)). فذكره لأنه هو الذي قاله ابن كثير، و لا إيهام فيه، بل فيه التصريح بأن قتادة بلغه الحديث و لم يسمعه من أحد من الصحابة فهو مرسل، فهو ضعيف)) دفاع عن الحديث النبوي و السيرة - ( ص 20) . وقال الألباني – رحمه الله - :

" على أن قول القسطلاني: ((ذكره صاعد)) يشعر أنه ذكره معلقاً بدون إسناد فيكون معضلاً، فيكون الخبر ضعيفاً لا يصح، حتى و لو كان صاعد معروفاً بالثقة و الحفظ، و هيهات هيهات". " دفاع عن الحديث النبوي و السيرة "- ( ص 24)
وقال الألباني :
" ومنه تصديره إياه بقوله: ((يقول ابن هشام))، فإن هذا إنما يقال عند أهل العلم فيما كان معلقا بدون إسناد، كما سأبينه في الحديث الآتي، و الواقع هنا أن ابن هشام قد ذكر إسناده كما رأيت، فالتصدير المذكور خطأ واضح، و الصواب: ((روى ابن هشام)) و روى ابن سعد، و هكذا". "دفاع عن الحديث النبوي و السيرة - ( ص 26) ".



من الخطأ أن يعزى حديث في الصحيحين للسنن وحديث في السنن لغيرها

قال الألباني – رحمه الله - :
" فإن من المعلوم عندهم أنه لا ينبغي عزو حديث هو في ((الصحيحين)) أو أحدهما إلى السنن الأربعة فضلا عمن دونهم، فكيف يجوز عزوه إلى من هو دونهم جميعاً كالزركشي صاحب ((إعلام الساجد))؟! قال مغلطاي: ((ليس لحديثي عزو حديث في أحد الستة لغيرها، إلا لزيادة ليست فيها، أو لبيان سنده ورجاله)). نقله المناوي في ((فيض القدير)) (1/280) ". "دفاع عن الحديث النبوي و السيرة" - ( ص 48).


حديث غريب تعنى ضعيف غالبا لا دائما

قال الألباني :
" ويلوح لي أن الذي غر الدكتور و أوقعه في هذا الخطأ الفاحش أن قول العلماء: ((حديث غريب)) يعنون أنه ضعيف غالباً، و لم يعلم أن الغرابة قد تجامع الصحة فضلاً عن الحسن أحياناً، كما في قول الترمذي في هذا الحديث، و هو كما يجمع أحياناً في الحديث الواحد بين لفظي: ((حسن صحيح)) و يجمع بين لفظي ((حسن غريب)) وكما أن الحديث الذي قال فيه ((حسن صحيح)) ". "دفاع عن الحديث النبوي و السيرة "- ( ص 68).


(له مناكير) ليس جرحا يسقط الحديث عن درجة الثبوت

قال الألباني :
" ، فإن قول الذهبي في ابن غزوان: ((له مناكير)) ليس جرحاً يسقط الحديث عن درجة الثبوت، و لو في مرتبة الحسن، و ذلك من وجهين:
الأول: أن قول الذهبي أو غيره في الراوي: ((له مناكير)) ليس بجرح مطلقاً لا سيما إذا كان ثقة كما هو شأن ابن غزوان هذا على ما يأتي بيانه، قال الذهبي في ((الميزان)) (1/56): ((و ما كل من روى المناكير ضعيف)). و قال الإمام ابن دقيق العيد: ((قولهم: ((روى مناكير)) لا يقتضي بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته و ينتهي إلى أن يقال فيه: منكر الحديث، لأن منكر الحديث و صف في الرجل يستحق به الترك لحديثه)). (راجع فتح المغيث للسخاوي 1/346 - 347)(39)". "دفاع عن الحديث النبوي و السيرة - ( ص 68)".


إذا كان ضعف الحديث لفسق الراوي أو اتهامه بالكذب ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع ازداد ضعفا

قال الألباني :
" أقول: إي و الله إنه لمن النفائس العزيزة التي يغفل عنها كثير من المشتغلين بهذا العلم، فضلاً عن غيرهم ممن لا معرفة لهم به مطلقاً، كهذا الذي نحن في صدد الرد عليه، و التحذير من آثار جهله، ولذلك فإنه لما لخص الحافظ ابن كثير كلام ابن الصلاح هذا في ((مختصره)) (ص 43) و أقره عليه، علق عليه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله بقوله: ((و بذلك يتبين خطأ كثير من العلماء المتأخرين في إطلاقهم أن الحديث الضعيف إذا جاء من طرق متعددة ضعيفة ارتقى إلى درجة الحسن أو الصحيح، فإنه إذا كان ضعف الحديث لفسق الراوي أو اتهامه بالكذب، ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع ازداد ضعفاً، لأن تفرد المتهمين بالكذب أو المجروحين في عدالتهم بحيث لا يرويه غيرهم، يرفع الثقة بحديثهم، و يؤيد ضعف روايتهم و هذا واضح".." دفاع عن الحديث النبوي و السيرة - ( ص 117)".
انتقاها غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com