قال الشيخ العلامة الفاضل إسماعيل الخطيب في الكلمة الإفتتاحية للعدد 458 من مجلة النور التي يرأسها-وهي مجلة فكر وتثقيف ووعي سلفي - :
لماذا الشيعة؟
تساءل بعض القراء عن السبب الذي دعانا إلى اللحديث عن الشيعة وبيان عقيدتهم بينما يعيش المسلمون اليوم في أحلك فترات حياتهم يجب عليهم فيها ان يوحدوا صفوفهم , وان يطرحوا خلافاتهم ليقفوا بقوة في وجه عدوهم .
هذا قول سليم بلا شك فالمسلمون على اختلافهم يجب أن يتحدوا ويتعاونوا لكن الذي يجب أن يلاحظ هو أن الشيعة بعد أن استطاعوا تاسيس دولة شيعية شعروا بكثير من القوة وسعوا إلى نشر عقيدتهم بكل الوسائل بين أهل السنة والجماعة الذين هم سواد الأمة.
وعقيدة السنة تختلف في كثير من أمهات المسائل مع عقيدة الشيعة .فإذا كان هناك اتفاق في اصول العقيدة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فإن الإختلاف واقع حول تفاصيل تلك الأصول مما يرتبط بصفات الله وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفسير القرآن وغير ذلك . وهو اختلاف خطير وعميق نبه إليه علماؤنا منذ عهد أئمة المذاهب الفقهية والعقدية.
والملاحظ أن الشيعة في عصرنا نشطوا نشاطا كبيرا في نشر عقيدتهم بكل الوسائل فأسسوا الجمعيات والمعاهد ونشروا الكتب والمجلات والصحف وغزوا المجال الفضائي بالقنوات التلفزية والإذاعات والمواقع الإلكترونية وهو بكل الوسائل يدعون المسلمين إلى عقيدتهم والإنخراط في مذهبهم .
وهذا الأمر ليس بالهين خاصة في بلد كالمغرب لا يعرف أبناؤه إلا عقيدة واحدة هي عقيدة اهل السنة والجماعة والتي تعني المحافظة عليها والتمسك بها : الحفاظ على الوحدة التي هي آكد الواجبات التي ينبغي أن لايتهاون في أمرها.
ولا شك أنه في كل أمة يوجد من الناس من قد ينساق إلى مقولات ودعوات دون فهم منه صحيح لعدم تمكنه من ذلك , ولذلك كان على المسؤولين و العلماء أن يسعوا بكل الوسائل إلى توعية الناس بحقيقة مختلف الدعوات التي ينساقون إليها لعدة اسباب كبهرجة عرضها...
-------------------------------
قلت (عبد الرحمن) : سمغت من شيخنا الحسن العلمي بالأمس كلاما محققا حول ما سماه شيخنا فيما بلغني "المعضلة الشيعية" فهاكم زبدته :
المد الشيعي في المغرب ليس بتلك الضخامة التي يصورونها وقد كان النصارى يظنون أنهم قد نصروا أهل الصعيد بمصر حتى إذا قال أحدهم : صلوا على النبي يا عالم هبوا –في خماس يصلون عليه- فلله درهم من كرام!!
وإن العقيدة لتتسع لحيز هام من المناورة الإستراتيجية السياسية – والسياسة فعل الأصلح الممكن- .فإن التحالف الصناعي أو التجاري أو النفطي مع ايران ليس بالأمر الحرام إذا أكد الخبراء أن فيه منفعة محققة للمسلمين من اهل السنة كما أنه يجوز التحالف السياسي –خاصة في عصر التكتلات – متى ما تهيأت الظروف المناسبة .
قلت (عبد الرحمن) وضع خطوطا كبيرة تحت قوله حفظه الله "متى تهيأت الظروف" وقد تعاقد النبي عليه السلام مع يهود في مناخ وظرف كانت الحاجة تدعو لفتح جبهة واحدة عوض جبهتين تشتتان جهد المسلمين وتبددان أحلامهم التوحيدية فكان ان عقد اتفاقمع يهود المدينة للتفرغ لمشركي مكة في تخطيط نبوي محكم يقدر المصالح والمفاسد والأولويات ..