الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فإن كتاب التاريخ الكبير للحافظ الفذ أبي بكر أحمد ابن أبي خيثمة كتاب جليل القدر غزير العلم كثير النفع يغفل عنه كثير من الطلبة والباحثين مع أنه يرقى إلى رتبة التاريخ لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ويفوق تاريخ أبي جعفر الطبري رحم الله الجميع
قال عنه أبو بكر الخطيب رحمه الله :"وله كتاب التاريخ الذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته فلا أعرف أكثر فوائد منه " وكفى بهذه الشهادة من أبي بكر رحمه الله
وقد أكثر العلماء النقل عن هذا الكتاب كأبي عمر ابن عبد البر والخطيب وغيرهم كثير
وبالجملة هو كتاب غزير الفوائد على طريقة المحدثين جمع بين الفقه والحديث وعلله والنسب والتواريخ والتراجم والسيرة النبوية وسير السلف وحكمهم والجرح والتعديل وغير ذلك
ثم إن المصنف رحمه الله حافظ واسع الدائرة كثير المشايخ ناقد بصير كيف لا وقد تتلمذ على أحمد بن حنبل وابن معين وابن المديني وأبي عبيد وأبيه زهير بن حرب ومصعب الزهري صاحب النسب وغيرهم كثير من الأئمة الموسوعيين
وقد لفت نظري أثناء قرائتي لكتابه كثرة نقله عن ابن المديني رحمه الله في العلل ومعرفة الرجال ومعلوم لدي المختصين بهذا الشأن أن كتاب العلل لعليّ فقد أكثره ولم يبق منه إلا قطعة ضغيرة وكذا هو معلوم لديهم كذلك أن في بطون الكتب الكثير من النصوص عن ابن المديني ومن أشهر هذه الكتب مسند الفاروق لأبي الفداء وغيرها كتهذيب المزي وابن حجر والمعرفة للفسوي
فرأيت أن أجمع هنا ما نقله ابن أبي خيثمة في كتابه عسى أن يكون هذا الجمع دافعا لبعض الطلبة الجادّين لجمع ما تبقى من النصوص عن عليّ _ وقد علمت منزلة عليّ رحمه الله في هذا العلم _ من بطون الكتب التي أكثرت النقل عنه كما تقدم والله أعلم