تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: نبذة عن البردة ورد شعراء الاسلام على صاحبها

  1. افتراضي نبذة عن البردة ورد شعراء الاسلام على صاحبها

    ( بردة التوحيد )
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
    فإن ميميه البوصيري - المعروفة بالبردة - من أشهر المدائح النبوية وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً، ولذا تنافس أكثر من مائه شاعر في معارضتها، فضلاً عن المشطِّرين والمخمِّسين والمسبِّعين، كما أقبل آخرون على شرحها وتدريسها، وقد تجاوزت شروحها الـمكتوبة خمسين شرحاً، فيها ما هو محلى بماء الذهب! وصار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن.
    يقول الدكتور زكي مبارك :
    وأما أثرها في الدرس، فيتمثل في تلك العناية التي كان يوجهها العلماء الأزهريون إلى عقد الدروس في يومي الخميس والجمعة لدراسة حاشية الباجوري على البردة، وهي دروس كانت تتلقاها جماهير من الطلاب، وانما كانوا يتخيرون يومي الخميس والجمعة، لأن مثل هذا الدرس لم يكن من المقررات فكانوا يتخيرون له أوقات الفراغ (1).
    وقد أطلق البوصيري على هذه القصيدة البردة من باب المحاكاة والمشاكلة للقصيدة الشهيرة لكعب بن زهير - رضي الله عنه - في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؛ فقد اشتهر أن النـبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى كعباً بردته حين أنشد القصيدة - إن صح ذلك - (2) فقد ادعى البوصيري - في منامه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألقى عليه بردة حين أنشده القصيدة !!
    وقد سمى البوصيري هذه القصيدة أيضاً بـ الكواكب الدرية في مدح خير البرية (3) . كما أن لهذه البردة اسماً آخر هو الـبرأة ؛ لأن البوصيري كما يزعمون برئ بها من علته، وقد سميت كذلك بقصيدة الشـدائد ؛ وذلك لأنها - في زعمهم - تقرأ لتفريج الشدائد وتيسير كل أمر عسير.
    وقـد زعم بعض شراحها أن لكل بيت من أبياتها فائدة ؛ فبعضها أمان من الفقر، وبعضها أمان من الطاعون (4).
    يقول محمد سيد كيلاني - أثناء حديثه عن المخالفات الشرعية في شأن البردة -:
    ولم يكتف بعض المسلمين بما اخترعوا من قصص حول البردة، بل وضعوا لقراءتها شروطاً لم يوضع مثلها لقراءة القرآن، منها : التوضؤ، واستقبال القبلة، والدقة في تصحيح ألفاظها وإعرابها، وأن يكون القارئ عالماً بمعانيها، إلى غير ذلك. ولا شك في أن هذا كله من اختراع الصوفية الذين أرادوا احتكار قراءتها للناس، وقد ظهرت منهم فئة عرفت بقراء البردة، كانت تُستدعى في الجنائز والأفراح، نظير أجر معين(5).
    وأما عن مناسبة تأليفها فكما قال ناظمها : كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم اتفق بعد ذلك أن أصابني خِلْط فالج أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة، فعملتها، واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني، وكررت إنشادها، وبكيت ودعوت، وتوسلت ونمت، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليّ بــردة، فانتبهت ووجدت فيّ نهضة ؛ فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً، فلقيني بعض الفقراء، فقال لي : أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت : أيّها؟ فقال : التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولّها، وقال : والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يتمايل وأعجبته، وألقى على من أنشدها بردة، فأعطيته إياها، وذكر الفقير ذلك، وشاع المنام (6).
    ففي هذه الحادثة تلبّس البوصيري بجملة من المزالق والمآخذ، فهو يستشفع ويتقرب إلى الله - تعالى- بشرك وابتداع وغلو واعتداء - كما سيأتي موضحاً إن شاء الله -.
    ثم ادعى أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- دون أن يبيّن نعته ؛ فإن من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- حسب صفاته المعلومة فقد رآه، فإن الشيطان لا يتمثل به - كما ثبت في الحديث -.
    ثم ادعى أن النبي في -صلى الله عليه وسلم- مسح على وجهه وألقى عليه بردة، فعوفي من هذا الفالج، فتحققت العافية بعد المنام دون نيل البردة! ثم التقى البوصيري - في عالم اليقظة - بأحد المتصوفة وأخبره بسماع القصيدة بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تمايل إعجاباً بالقصيدة، وهذا يذكّرنا بحديث مكذوب بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- تواجد عند سماع أبيات حتى سقطت البردة عن منكبيه وقال: ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر المحبوب.
    قال شيخ الإسلام :
    إن هذا الحديث كذب بإجماع العارفين بسيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته وأحواله (7).
    وأما عن استجابة دعاء البوصيري مع ما في قصيدته من الطوامَّ، فربما كان لاضطراره وعظم فاقته وشدة إلحاحه السبب في استجابة دعائه.
    يقول شيخ الإسلام :
    ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة أن الرجل منهم قد يكون مضطراً ضرورة لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له، لصدق توجهه إلى الله، وان كان تحري الدعاء عند الوثن شركاً، ولو استجيب لـه على يد المتوسل به، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته، فإنه يعاقب على ذلك ويهوي به في النار إذا لم يعفُ الله عنه، فكم من عبد دعا دعاء غير مباح، فقضيت حاجته في ذلك الدعاء، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة (8).
    وأما عن التعريف بصاحب البردة فهو :
    محمد بن سعيد البوصيري نسبة إلى بلدته أبو صير بين الفيوم وبني سويف بمصر، ولد سنة 608هـ، واشتغل بالتصوُّف، وعمل كاتباً مع قلة معرفته بصناعة الكتابة، ويظهر من ترجمته وأشعاره أن الناظم لم يكن عالماً فقيهاً، كما لم يكن عابداً صالحاً ؛ حيث كان ممقوتاً عند أهل زمانه لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح، كما أنه كثير السؤال للناس، ولذا كان يقـف مع ذوي السلطان مؤيداً لهم سواء كانوا على الحق أم على الباطل.
    ونافح البوصيري عن الطريقة الشاذلية التي التزم بها، فأنشد أشعاراً في الالتزام بآدابها، كما كانت له أشعار بذيئة يشكو من حال زوجه التي يعجز عن إشباع شهوتها!
    توفي البوصيري سنة 695هـ وله ديوان شعر مطبوع (9).
    وسنورد جملة من المآخذ على تلك البردة التي قد تعلّق بها كثير من الناس مع ما فيها من الشرك والابتداع. والله حسبنا ونعم الوكيل. 1-
    يقول البوصيري :
    وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تُخرج الدنيا من العدم
    ولا يخفى ما في عَجُز هذا البيت من الغلو الشنيع في حق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث زعم البوصيري أن هذه الدنيا لم توجد إلا لأجله -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال - سبحانه:((ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) [الذاريات:56]، وربما عوّل أولئك الصوفية على الخبر الموضوع : لولاك لما خلقت الأفلاك (10).
    2- قال البوصيري :
    فاق النبيين في خَلق وفي خُلُق ولم يدانوه في علم ولا كرم
    وكلهم من رسول الله ملتمس غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم
    أي أن جميع الأنبياء السابقين قد نالوا والتمسوا من خاتم الأنبيـاء والرسل محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالسابق استفاد من اللاحق! فتأمل ذلك وقارن بينه وبين مقالات زنادقة الصوفية كالحلاج القائل : إن للنبي نوراً أزلياً قديماً كان قبل أنه يوجد العالم، ومنه استمد كل علم وعرفان ؛ حيث أمدّ الأنبياء السابقين عليه.. وكذا مقالـة ابن عربي الطائي أن كل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي يأخذ من مشكاة خاتم النبيين (11).
    3- ثم قال :
    دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
    يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - منتقداً هذا البيت :
    ومن المعلوم أن أنواع الغلو كثيرة، والشرك بحر لا ساحل له، ولا ينحصر في قول النصارى ؛ لأن الأمم أشركوا قبلهم بعبادة الأوثان وأهل الجاهلية كذلك، وليس فيهم من قال في إلهه ما قالت النصارى في المسيح - غالباً - : إنه الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، بل كلهم معترفون أن آلهتهم ملك لله، لكن عبدوها معه لاعتقادهم أنها تشفع لهم أو تنفعهم فيحتج الجهلة المفتونون بهذه الأبيات على أن قوله في منظومته : دع ما ادعته النصارى في نبيهم مَخْلَصٌ من الغلو بهذا البيت، وهو قد فتح ببيته هذا باب الغلو والشرك لاعتقاده بجهله أن الغلو مقصور على هذه الأقوال الثلاثة (12).
    لقد وقع البوصيري وأمثاله من الغلاة في لبس ومغالطة لمعنى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- : لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله (13)، فزعموا أن الإطراء المنهي عنه في هذا الحديث هو الإطراء المماثل لإطراء النصارى ابن مريم وما عدا ذلك فهو سائغ مقبول، مع أن آخر الحديث يردّ قولهم ؛ فإن قوله - عليه الصلاة والسلام - : إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله تقرير للوسطية تجاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو عبد لا يُعبد، ورسول لا يُكذب، والمبالغة في مدحه تؤول إلى ما وقع فيه النصارى من الغلو في عيسى - عليه السلام -، وبهذا يُعلم أن حرف الكاف في قوله -صلى الله عليه وسلم- : كما أطرت هي كاف التعليل، أي كما بالغت النصارى (14).
    ويقول ابن الجوزي - في شرحه لهذا الحديث - :
    لا يلزم من النهي عن الشيء وقوعه ؛ لأنَّا لا نعلم أحداً ادعى في نبينا ما ادعته النصارى في عيسى - عليه السلام - وإنما سبب النهي فيما لم يظهر ما وقع في حديث معاذ بن جبل لما استأذن في السجود له فامتنع ونهاه ؛ فكأنه خشي أن يبالغ غيره بما هو فوق ذلك فبادر إلى النهي تأكيداً للأمر(15).
    4 - وقال أيضاً :
    لو ناسبت قدره آياته عِظماً أحيا اسمه حين يُدعى دارس الرمم
    يقول بعض شرّاح هذه القصيدة : لو ناسبت آياته ومعجزاته عظم قدره عند الله - تعالى - وكل قربه وزلفاه عنده لكان من جملة تلك الآيات أن يحيي الله العظام الرفات ببركة اسمه وحرمة ذكره (16).
    يقول الشيخ محمود شكري الآلوسي منكراً هذا البيت :
    ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو ؛ فإن من جملة آياته -صلى الله عليه وسلم- القرآن العظيم الشأن ؛ وكيف يحل لمسلم أن يقول : إن القرآن لا يناسب قدر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو منحط عن قدره ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لها تحيي دارس الرمم؟ (17).
    5- وقال أيضا :
    لا طيب يعدل ترباً ضم أعظمه طوبى لمنتشق منه وملتثم
    فقد جعل البوصيري التراب الذي دفنت فيه عظام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أطيب وأفضل مكان، وأن الجنة والدرجات العلا لمن استنشق هذا التراب أو قبَّله، وفي ذلك من الغلو والإفراط الذي يؤول إلى الشرك البواح، فضلاً عن الابتداع والإحداث في دين الله - تعالى -.
    قال شيخ الإسلام - رحمه الله - :
    واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يقبله، وهذا كله محافظة على التوحيد (18).
    6- ثم قال :
    أقسمتُ بالقمر المنشق إنّ له من قلبه نسبةً مبرورة القسم
    ومن المعلوم أن الحلف بغير الله - تعالى - من الشرك الأصغر ؛ فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك (19).
    وقال ابن عبد البر - رحمه الله - :
    لا يجوز الحلف بغير الله - عز وجل - في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال، وهذا أمر مجتمع عليه... إلى أن قال : أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها، لا يجوز الحلف بها لأحد (20).
    7- قال البوصيري :
    ولا التمست غنى الدارين من يده إلا استلمت الندى من خير مستلم
    فجعل البوصيري غنى الدارين مُلتَمساً من يد النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع أن الله - عز وجل - قال : ((ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)) [النحل:53]، وقال - سبحانه - : ((فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعْبُدُوهُ)) [العنكبوت:17]، وقال - تعالى - : ((قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ) [يونس:31]، ((قُلِ ادْعُوا الَذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ الله لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ)) [سبأ:22] .
    وأمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة المذكورة في قوله - تعالى - : ((قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ ولا أَعْلَمُ الغَيْبَ ولا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ إنْ أَتَّبِعُ إلاَّ مَا يُوحَى إلَيَّ)) [الأنعام:50].
    8- قال البوصيري :
    فإن لي ذمة منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
    وهذا تخرُّص وكذب ؛ فهل صارت له ذمة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمجرد أن اسمه موافق لاسمه؟! فما أكثر الزنادقة والمنافقين في هذه الأمة قديماً وحديثاً الذين يتسمون بمحمد!
    و يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت :
    قوله : فإن لي ذمة... إلى آخره كذب على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- فليس بينه وبين اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك (21).
    فالاتفاق في الاسم لا ينفع إلا بالموافقة في الدين واتباع السنة (22).
    9- وقال البوصيري :
    إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
    والشاعر في هذا البيت ينزل الرسول منزلة رب العالمين ؛ إذ مضمونه أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- هو المسؤول لكشف أعظم الشدائد في اليوم الآخر، فانظر إلى قول الشاعر، وانظر في قوله - تعالى - لنبيه -صلى الله عليه وسلم- : ((قُلْ إنِّي أَخَافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) [الزمر:13].
    ويزعم بعض المتعصبين للقصيدة أن مراد البوصيري طلب الشفاعة ؛ فلو صح ذلك فالمحذور بحاله، لما تقرر أن طلب الشفاعة من الأموات شرك بدليل قوله - تعالى - : ((ويَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ويَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) [يونس:18]، فسمى الله - تعالى - اتخاذ الشفعاء شركاً (23).
    10- وقال :
    يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
    يقول الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت -:
    فتأمل ما في هذا البيت من الشرك :
    منها : أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو.
    ومنها : أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله، وذلك هو الشرك في الإلهية (24).
    وانتقد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب هذا البيت قائلاً :
    فعظم البوصيري النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يسخطه ويحزنه ؛ فقد اشتد نكيره -صلى الله عليه وسلم- عما هو دون ذلك كما لا يخفى على من له بصيرة في دينه ؛ فقصر هذا الشاعر لياذه على المخلوق دون الخالق الذي لا يستحقه سواه ؛ فإن اللياذ عبادة كالعياذ، وقد ذكر الله عن مؤمني الجن أنهم أنكروا استعاذة الإنس بهم بقوله : ((وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً)) [الجن: 6]، أي طغياناً، واللياذ يكون لطلب الخير، والعياذ لدفع الشر، فهو سواء في الطلب والهرب (25).
    وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني - رحمه الله - عن هذا البيت :
    فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . إنا لله وإنا إليه راجعون (26).

    11- وقال البوصيري :

    ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلى باسم منتقم
    قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : سؤاله منه أن يشفع له في قوله : ولن يضيق رسول الله... إلخ، هذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوهم وهو الجاه والشفاعة عند الله، وذلك هو الشرك، وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها من غيره ؛ فإن الله - تعالى - هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداءاً (27).
    12- وقال أيضا :
    فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
    فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وإفضاله، والجود هو العطاء والإفضال ؛ فمعنى الكلام : أن الدنيا والآخرة له -صلى الله عليه وسلم-، والله - سبحانه وتعالى - يقول : ((وإنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأُولَى)) [الليل:13] (28).
    وقوله : ومن علومك علم اللوح والقلم. في غاية السقوط والبطلان ؛ فإن مضمون مقالته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب، وقد قال - سبحانه - : ((قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ)) [النمل:65] وقال - عز وجل - : ((وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) [الأنعام:59]، والآيــات فـي هـذا كثيرة معلومة (29).
    وأخيراً أدعو كل مسلم عَلِقَ بهذه القصيدة وولع بها أن يشتغل بما ينفع ؛ فإن حق النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما يكون بتصديقه فيما أخبر، واتباعه فيما شرع، ومحبته دون إفراط أو تفريط، وأن يشتغلوا بسماع القرآن والسنة والتفقه فيهما ؛ فإن البوصيري وأضرابه استبدلوا إنشاد وسماع هذه القصائد بسماع القرآن والعلم النافع، فوقعوا في مخالفات ظاهرة ومآخذ فاحشة.
    وإن كان لا بد من قصائد ففي المدائح النبوية التي أنشدها شعراء الصحابة -رضي الله عنهم- كحسان وكعب بن زهير ما يغني ويكفي.
    اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ؛ إنك حميد مجيد.
    الهوامش :
    (1) المدائح النبوية، ص 199.
    (2) يقول ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية (4 /373) :
    ورد في بعض الروايات ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطاه بردته حن أنشده القصيدة.. وهذا من الأمور المشهورة جداً، ولكن لم أر ذلك في شيء، من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه ؛ فالله أعلم
    د.عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
    (3) انظر مقدمة محقق ديوان البوصيري، ص 29.
    (4) انظر المدائح النبوية لزكي مبارك، ص 197.
    (5) مقدمة ديوان البوصيري، ص 29، 30.
    (6) فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي، 2/258.
    (7) مجموع الفتاوى، 11 /598.
    (8) اقتضاء الصراط المستقيم، 2/692، 693، باختصار.
    (9) انظر ترجمته في مقدمة ديوان البوصيري، تحقيق محمد سيد كيلاني، ص 5 - 44، وللمحقق كتاب آخر بعنوان : البوصيري دراسة ونقد .
    (10) انظر : الصنعاني في موضوعاته، ص 46 ح (78)، والمسلسلة والموضوعة للألباني، 1/299، ح(282).
    (11) انظر تفصيل ذلك في كتاب محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعبد الرؤوف عثمان، ص 169 - 196.
    (12) الدرر السنية، 9/81، وانظر 9/48، وانظر : صيانة الإنسان للسهسواني (تعليق محمد رشيد رضا)، ص 88.
    (13) أخرجه البخاري، ح ./3445.
    (14) انظر القول المفيد، 1 /376، ومفاهيمنا لصالح آل الشيخ، ص 236، ومحبة الرسول لعبد الرؤوف عثمان، ص 208 .
    (15) فتح الباري، 12 /149.
    (16) غاية الأماني للآلوسي، 2 /349.
    (17) غاية الأماني للآلوسي، 2/ 350، باختصار وانظر الدر النضيد لابن حمدان، ص 136.
    (18) الرد على الأخنائي، ص 41.
    (19) رواه أحمد، ح. /4509، والترمذي، ح./ 1534.
    (20) التمهيد، 14/366، 367 .
    (21) تيسير العزيز الحميد، ص 22.
    (22) انظر الدرر السنية، 9 /51.
    (23) انظر الدرر السنية، 9/49، 82، 271.
    (24) تيسير العزيز الحميد، ص 219، 220.
    (25) الدرر السنية، 9/ 80، وانظر 9/49، 84، 193، ومنهاج التأسيس والتقديس لعبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، ص 212.
    (26) الدر النضيد، ص 26.
    (27) تيسير العزيز الحميد، ص 220، وانظر الدرر السنية، 9/52.
    (28) انظر الدرر السنية، 49، 50، 81، 82، 85، 268.
    (29) انظر الدرر السنية، 9/50، 62، 81، 82، 268، 277.
    ثم برز شعراء الاسلام وردو على هذه القصيدة الشركية:
    قال الشاعر:
    يا خالق الخلق ما لي من ألوذ به ******* سواك عند حلول الحادث العممِ
    فإن من جودك الدنيا وضرتها ******* ومن علومك علم اللوح والقلمِ
    إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ****** فضلاً وإلاّ فقد زليت بالقدمِ
    يا من له الخلق ثم الأمر يا صمدٌ ******* لولاك لم تخرج الدنيا من العدمِ
    يا واحداً ليس لي رب سواه ولا ******* ندٌ له يدعى كالجنِّ والصنمِ
    يا من ألوذ به عمّا أحــاذره ****** يا من أنادِ اسمه في السلمِ والنِّقمِ
    يا من أمدّ له في كلّ معضلةٍ ******* يد الضراعة في الإصباح والظُلَمِ
    يا من يجير ولا يرضى بمظلمةٍ ******* ويكشف الظلم عمّن بات بالألمِ
    يا كاشف الكرب يا نصراً لناصره ******* يا مسبغ الفضل من عفوٍ ومن نعمِ
    سألتك الله قصراً لا نظير له ****** في جنة الخلد أعلى عاليَ القممِ
    الجار أحمد والأصحاب رفقته ****** يا ربِّ يا مولاي يا واسع الكرمِ
    ربّ ابني لي عندكم داراً أكون بها ****** ونجّني من ديار الظلمِّ والسّقمِ
    ونجّني من ديار الشركِ أجمعها ****** ونجّني من ذوي الإشراكِ كلِّهمِ
    قوم يلوذون بالأوثان مخبتةً ***** لها الوجوه من عُربٍ ومن عجمِ
    ويعكفون على ذاك الضريح وهم ***** ما بين محتضنٍ أيضاً ومستلمِ
    وهم ينادون يا جيلان أدركنا ****** يا عيدروس أغث واحمِ من النقمِ !
    وقرّبوا عندها القربان منسفكاً ***** لها الدماءُ من الأبقارِ والغنمِ
    ويزعمون لها التدبير واعتقدوا ***** في القطبِ والغوثِ والأوتادِ والنُّجُمِ
    وقال الشاعر:
    الحمـــــد لله قبــــل النطـــــق بـــالكلمِ &&& حمـــداً يقــوم مقــام الشكــر للنعـــمِ
    يا مالك الملــــك مالــي من ألـــــوذ به &&& ســواك عند نـزول الكــرب والنِّقـمِ
    أدعـوك وحــــدك يا من لا شــريك له &&& دعــــاء معتــرفٍ بالذنـــب والنـــدمِ
    يا كاشــف الضــر يا ذا الطّول يا ملكاً &&& كـل الملــوك له بالخــوف كالخـــدمِ
    يا جــابر العثـــرات اجبــر مصيبتـــنا &&& تبــــارك الله مــــن والٍ ومن حكـــمِ
    يا واحـــداً صمـــداً يا ماجــــداً أبــــداً &&& يا حافــــظاً رازقـــاً للخلـــق كلــــهمِ
    أدعـــوك دعـــوة مضــــطر ومجتـهدٍ &&& أنفـي لمجــدك يا رحمــن في الرَّغَـمِ
    دعـــاء معتـــرف بالذنـــب منكســـــرٍ &&& بالفقــرِ منتظـــرٍ للفضـــل من قِـــدمِ
    برئـــتُ من مشـــركٍ غــاوٍ وذي شُبهٍ &&& وكـلِ مبتــــــدع في الديـــــن متهــمِ
    الطائفـــين بقبــــر (العيــدروس) كما &&& طافــت قـريشٌ قُبيل الوحي بالصـنمِ
    والعاكفـــين على (جيــــلان) غــرهم &&& إبليـــسُ حتى أتـــوا بالظلــم والظُلَــمِ
    (وأحمــــد البـــدوي) لاذوا بحجــرتهِ %%% يدعـونه وهو رهن القبــر في صمـمِ
    الذابحـــين نــــذورًا من جهـــالتــــهم %%%% نـــذرَ الدمــاء مــــن الأبقـار والغنــمِ
    تبّـــاً لهم جهلـــوا التوحـــيد فارتكسوا *** عنـــد المقــــابر من بــاكٍ ومســـــتلمِ
    ويمسحــون ضــريحــاً من غبــاوتهم *** يرجـون منه مـزيد الـرّزق والقَسـمِ
    يقربـــون لهــا القربـــان ويحـــــــهمُ *** يا ضِلّــة الـــرأي بل يا زلــة القــدمِ
    ويزعمــــون ضـــلالاً من خـــرافتهم*** بأن سيـــدهم يشـــفي مــن الســـقـمِ
    كم من فقيــر ينــادي (سيــدي) مــددًا *** يعـــود بالفقــر والإفـلاس والعـــدمِ
    سمـــوه غـــوثاً وقطـــباً يشتكـــون له *** شكوى الجريحِ إلى الغربانِ والرَخَمِ
    كم كاهـــن فاجــــر جــاؤه فـي فـزعٍ *** ليكشف الضر عن طفل وعن هرمِ
    فزادهـــم وجهُـــه غمــــاً بغمـــــــهمِ *** وزادهـــم قولُــــه حـــزناً لحزنـــــهمِ
    عــادوا بصـــفقة غبن بعدما خســروا *** ديــــناً ومـالاً فيـا سحـــقاً لسعيــهمِ
    يارب فاهــدِ حيــارى المسلمين وهب &&& رشـداً لهـم واكفـهم من فتنــة الأممِ
    أنـــرْ بصـــائرهم، طهّـــر سرائـرهم &&& اغفـــر جرائـرهم، بالســتر والكـرمِ

    ميمــــةٌ لو فتــــى بوصــير أبصـرها &&& لعـــوّذوه بـــرب الحــــلِّ والحـــرمِ
    فيهــا ضيـــاءٌ من التوحـــــيد متّقــــدٌ &&& يمـــدّه زيـتُ علـــم اللّــــوح والقلــمِ
    من سنة المصطفى حيكت مطارفها &&& ما مسّها الرجس من عُرب ومن عَجمِ
    و
    قال آخر:
    الحمد لله مُحيي الخَلْقِ من عَـــــدَمِ * وباعثِ الرُّسْلِ الهــادينَ للأُمَمِ
    وصَـلِّ-رَبِّ-وسَلِّم دائماً أبداً* على النَّبِيِّ ومَنْ وَالاَهُ من نَسَمِ
    وبعد: فالنُّصْحُ فرضٌ لاَزِمٌ لِبَنِي الــ *ـإسلام من عَرَب-تَتْرَى-ومن عَجَمِ
    فَلْتَعْلَمُوا-إخْوَتِي-أنَّ المَدِيحَ لمن * أثنَى عليه إلـــه العرش في القِدَمِ
    من خير ما يفعل (المسعودُ) إن سَلِمَتْ * أقوالُهُ من هَوَى الإطراء في الكَلِمِ
    وقد نَهَى المصطفى عنه، لِمَا غَــــالَه * من الغُلُوّ إلى الإفراطِ في النَّدَمِ
    فما لَكُمْ نَشَزَتْ أنْغَـامُ (بُرْدَتُكُمْ) * و(ذَاتِ هَمْزٍ) بما تَحْوِيه من ظُلَمِ؟
    قد أَسْكَتَ المصطفى (البِنْتَيْنِ) من صفة * قد قَالَتَاهَا، لما فِيهَا من التُّهَمِ
    ألم تَرَوْا ما بهذا القَوْلِ من شَطَطٍ؟* فكيف تَسْتَسْهِلون الهَتْكَ للحُرَمِ؟
    وتُنْشِدُونَ وأنتـم في جَهَالَتِكُمْ: * أنّ الإلَهَ بَرَى الأكْـوانَ من عَـــدَمِ:
    لَوْلاَ الرّسُولُ لَكَانَ الكَوْنُ منعَدِماً * هَذِي المُصِيبَةُ قد أرْبَتْ على اللَّمَمِ
    ومن علُومِ رسولِ الله-وا أسفــاً-* علمُ الإله، وما في اللـوح والقَلَمِ
    واللهِ لـو سَمِعَ المخـتارُ قولَكُمُ * هذا لأرْكَسَكُمْ في مَــارِجِ الضَّرَمِ
    يــــا ويْحَكُمْ عِنْدَ ما تُبْلَى السَّرَائرُ في * يومٍ تَفَاقَمَ فيه الحُـزْنُ مِن ألَمِ
    وَلَيْسَ يُنْجِي سِوى التَّوْحِيدِ مُنْفَرِداً* كَمَا أَتَى الوَحْيُ من هُلكٍ ومن غُمَمِ
    هلاَّ اتَّبَعْتُم رَسُولَ اللَّهِ، يَحْـدُوكُمُ * حُبٌّ لسُنّـتِه الغَراءِ، من هِمَــمِ
    فَهُوَ السَّبــيلُ لِحُبِ اللهِ، َلا غُلُوٌّ * مُرْدٍ وَلا لَهَـجٌ بِالشَّطْحِ والنِّقـَمِ
    يَا أُمَةً أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَهْدِيهِــمُ * لِلحَقِ، فَانْشَغَلَتْ بِاللَهْوِ وَالخَدَمِ
    تَقَاعَدَت عَن جِهادِ الظُّلـــَمِ، وانحَشَرت* إلى الزَّوايا تَرومُ النُّورَ في الظُّلَمِ
    سِلاَحُهَا الطِّبْلُ والمِزْمارُ يَصْحَبُهُ * رَقْصٌ سَخيفٌ على الإِيقَاعِ في نَهَمِ
    وَشَاذنٌ تُطْربُ الأَسْمــاعَ نَغَمتُهُ * يَعْلُـوا الصِيّاحُ له من كل مُصطَلَمِ
    هَذَا التَّصَـــوّفُ أَخْزى اللهُ رَائِدَهُ * إِرْثُ اليَهــود به القُربانُ للصَّنَمِ
    والسامريُّ به أَبْدَى دَخِيلـتَه * للعِجْلِ حُــبّاً، فَهِمْ في المسـخ أوْ فَلُمِ

    قَدْ قَالَه القُرطبِي والشاطبي وكذا الطُّـ * رْطُوشي، أَكْرِمْ بهِمْ من فاضِلِي الشِّيَمِ
    هَـذِي شـَرِيعَتُنا، واللهُ كَمـَّـلَهَا * وَزَانَـهَا بِــرِضَاهُ الوَافِرِ الكَرَمِ
    فَمَا عليك إذا رُمْتَ النجاةَ سِــوى* قَفْوِ الرسولِ حليـفِ العِلْمِ والحِكـَمِ
    وإنْ أَبَيْــتَ فَلُــمْ-واللهِ-نفسك إذ * اهلكتَها حينَما قد عِشْتَ ذا صَمَمِ
    فَعَــاوِدْ التَّوْبَ واصْدُقْ واستقِمْ وأَدِمْ * ذِكْرَ الإلَهِ عَسَى تنجو من الحُمَمِ
    تطوان في7 ذي القعدة عام1423 هـ
    أبو أُويس محمد بوخبزة عفي عنه
    __________________
    قال ابن رجب رحمه الله :
    "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
    قال سماحة العلامة / عبد العزيز بن باز (رحمه الله )
    (( ... الواجب على طلبة العلم وعلى أهل العلم معرفة واجب العلماء ، والواجب عليهم حسن
    الظن وطيب الكلام والبعد عن سيئ الكلام ، فالدعاة إلى الله – جل وعلا–
    http://www.aloloom.net/vb/showthread...=7595#post7595

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: نبذة عن البردة ورد شعراء الاسلام على صاحبها

    بارك الله فيكم أبا الخطاب ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: نبذة عن البردة ورد شعراء الاسلام على صاحبها

    نريد الجواب ، وتعليق الشيخ سليمان
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: نبذة عن البردة ورد شعراء الاسلام على صاحبها

    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: نبذة عن البردة ورد شعراء الاسلام على صاحبها

    أين أنت أبا الخطاب ؟!
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: نبذة عن البردة ورد شعراء الاسلام على صاحبها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العسل التسامرتي مشاهدة المشاركة
    قد أشار إلى الاسم ثم أحال إلى مورد المقال .
    و التريث لازم .
    هذا الكلام ورد في هامش رقم 2 .
    وهذا ليس محلا لذكر اسم صاحب المقال يا أخي
    وأنا طلبت من الأخ أن يوضح ، فغاب ولم نره حتى الآن ..
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    541

    افتراضي رد: نبذة عن البردة ورد شعراء الاسلام على صاحبها



    بارك الله فيك ونفع بك أخي الكريم صاحب الموضوع

    وهناك رد للعلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين - رحمه الله -

    مطبوعة مع ترجمة الشيخ بتحقيق د / علي بن محمد بن عبدالله العجلان

    دار الصميعي 1422هـ / 2001 مـ
    لأي خدمة علمية من بلدي الإمارات لا تترد في الطلب
    ahalalquran@hotmail.com
    والله الموفق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •