للمباحثة :
سألني أحد مشايخنا الأفاضل عن قول ابن عباس رضي الله عنه (ليس في الجنة شيء يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء) من حيث مدى استقامة الاحتجاج به على تفويض المعنى .
وقد عُلم من حال المفوضة أنهم يدعون أن النصوص التي وردت في الصفات الإلهية لا يُعلم معناها , وبالتالي ينفون القدر المشترك , وهو المشابهة في أصل المعنى , وإن كان هناك تشابها في اللفظ فقط .
وقد ظهر لي عدة أوجه تمنع دون صحة الاستدلال بهذا الأثر , وسأذكر هنا وجها أراه أقوى ما يمكن أن يُرَدَّ به على هذه المغالطة , وأنتظر من الإخوة الكرام أن يضيف كل منهم ما يراه يصلح في هذا الباب .
وهذا الوجه هو :
ــ أن ابن عباس رضي الله عنه أثبت المشابهة في الأسماء , وقد عُلِم أنه لا وجود لاسم مجرد عن المعنى , وبالتالي فإن في عبارة ابن عباس رضي الله عنه ما يؤكد على القدر المشترك الذي لولاه لما كان للاسم وجود أصلا . وإثبات هذا القدر المشترك ضرورة من ضرورات إطلاق الاسم , فمجرد التشابه في الاسم هو هو التشابه في القدر المشترك , وبهذا ينتقض استدلال المفوض بهذا الدليل , وهو المقصود . والله تعالى أعلم .
والله من وراء القصد .