هذه اول مشاركة لي في هذا المجلس القيم نفع الله به ، والشكر موصول لكل القائمين عليه .
سُئل الشيخ العلامة عبدالله الغنيمان حفظه الله :
س/ نحن نعلم أن الطواف من أنواع العبادة و أن من طاف بقبر او وثن فهو مشرك السؤال هنا ما الحكم وما الجواب على من يقول أن من طاف حول قبر بقصد التقرب لصاحب القبر يكون مشركاً وأما من طاف حول القبر بقصد التقرب إلى الله فهذا ليس مشرك و إنما فقط يقال عنه أنه عاصي ؟! .
فأجاب :
هذا القول غير صحيح لأن الطواف عبادة لا يجوز ان تكون إلا لله جل وعلا ولا يجوز ان تكون إلا على الكعبة فقط و إذا طاف إنسان على قبر او حجر او شجرة فمعنى ذلك أنه جعل العبادة في غير محلها والإنسان العاقل لا يقع منه ذلك إلا بقصد و إرادة ، فكونه يطوف عليه لا بد , لا ينفك عن المقاصد أما كوننا نصرف النظر عن الفعل و نقول إن كانت نيته كذا و كذا فهذا غير صحيح هذا قول المرجئة وقولهم من ابطل الباطل فالفعل مبنيٌ على النية والمقاصد و لايمكن يقع إلا بمقصد ونية والمقصود ان كل عبادة عُلمت بشرع لا يجوز ان تكون للمخلوق اصلاً فإذا جعلت للمخلوق فقد وقع الانسان في الشرك ، فالطواف على القبر شرك ظاهراً وباطناً و لانبحث عن نيته ، نقول كان نيته كذا فهو كذا وإلا فسدت الامور كلها فمثلاً الذي مثلاً يسجد للصنم يقال وش مقصودك أنت سجدت لله أم للصنم وما أشبه ذلك من الأمور اللتي لا تستقيم معها .
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .أ,هـ.
س/ ما حكم الطواف على القبور ؟ وهل التفصيل فيها صحيح؟
فأجاب :
الذي يغلب في حالِ الذين يطوفون على القبور أنهم يفعلون ذلك تعبد لصاحب ذلك القبر .
أما من يقول أن هناك من يفعله تحية ، يقال أن الإستثناء لا يغير من الحكم شيء ، حينما نقول : وجد بعض الناس أنه يفعل هذا تحية لا يريد تعظيم لهذا الرجل ، يقال هذا يوجد لا كنه قليل لا يغير من الأصل و مثل هذي الإستثناءات لا تُجعل قسيماً في مسائل العلم .
نظير هذا إذا قلنا بهذا الأصل هذا يفسد علينا كثير من مسائل الدين فالطواف عند البيت الحرام تحية البيت كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم " الطواف تحية البيت " وجاء عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما .
وهناك من بعض الجهلة من المسلمين وهم ندرة جداً من يطوف تعظيماً لهذا الحجر ، ألا يوجد من الجهلة ؟! من يأتي من شرق آسيا وعباد القبور ونحو ذلك من يأتي و يطوف يريد تعبدً لهذا الحجر ، هل يجوز أو يسوغ ان نقول ان الطواف عند الكعبة ينقسم إلى قسمين شرك و طاعة لا يجوز هذا .
لهذا يقال ان الأصل في الطواف أنه عبادة ، الطواف الأصل فيه أنه يفعلونه عبادة إلا إذا علم من حال قوماً عند ضريح أو قبر أنهم لا يفعلون ذلك عبادة عُرف من عادتهم ، فيقال ان الأصل فيهم الإبتداع و ليس الشرك ، فهم قد حيوا بتحية ليست على وجهها ويعلمون أن هذا الفعل لا يكون إلا عبادة لله عز وجل فإن بقوا على ذلك قد وقعوا وارتكبوا الشرك والعياذ بالله .
التفصيل جاء في كلام بعضهم ، انه يكون تحية ويكون غير ذلك قد جاء في كلام ابن السعدي رحمه الله تعالى وتبعه على ذلك جماعة .أ,هـ
مفرغة من تسجيل صوتي .