الأخ التقرتي زاده الله علماً وبصيرة .
ألا ترى أن تفريقك بين العصور من حيث دلالة النصوص خطأ في الاستدلال ؟
فأنت تقر بأن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه كانوا يعدون مجرد الإسبال مخيلة !
ثم تقول ولكنه لا يلزم هذا الفهم في هذا العصر ؟؟؟
فإن كان النبي بأبي هو وأمي واصحابه الكرام لم يتصوروا أن ثمة عصراً قادم - وهو عصرنا عصر الغثاء - يصبح الإسبال عند أهل هذا العصر ليس من المخيلة !
فهل ربنا ورب كل شيء جل وعز وهو المشرّع صاحب الحكم والأمر لم يعلم بهذا التصور ليبينه لنا وحاشاه سبحانه ؟؟؟
فاعلم إن اختلال الأفهام وانتكاس الفطر أمور غير معتبرة عند تطبيق النصوص والأحكام .
وهذا أولاً .
و تستدل بحديث في المسند يذكر أن عقوبة المختال النار , والمعلوم أن عقوبة المختال أن لا ينظر الله إليه , وتقول أن في ذلك دليل على اتحاد العقوبة المؤدي لاتحاد السبب الموجب للتحريم !!
وتغفل عن أن عقوبة عدم النظر من الجليل سبحانه تستلزم دخول النار , ولا عكس أي أن عقوبة من أسبل إزاره إلى تحت الكعبين هي الوعيد بالنار فقط وهي لا تستلزم عدم النظر من الكريم جل في علاه .
وبالاختصار : من جر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه وهذا مستلزم للعذاب بالنار .
وأما مجرد الوعيد بالنار لمن أسبل لا يستلزم عدم النظر فافترقا ولم يتحدا كما تزعم .
وهذه الثانية .
والثالثة وأنت تقررها بنفسك وهي : أن الجر للخيلاء ليس هو هو جعل الثوب تحت الكعبين .
فاختلفت الأسباب والأحكام فمنع الحمل إجماعاً عند أهل الاصول .
########### والله اعلم .