سؤال خطر لى منذ اول التزامى ولم أجد من أسأله ثم بعد مدة حصلت على جوابات متفرقة له
والسؤال هل اذا ضحكنا تخرم بذلك انسانيتنا ؟
أقول هذا سؤال يشير الى جزئية من ضمن الوضعية المتخلفة التى يحياها المسلم اليوم والتى أودت بنا الى مانحن فيه
وطريق العلاج يأتى خطوة خطو
وجواب السؤال فى مقال الدكتور عبد الكريم بكار
روح المرح
د.عبد الكريم بكار

الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أيها الإخوة الكرام أيتها الأخوات الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن من المفاهيم الخاطئة المنتشرة في الأوساط المتدينة وغيرها ، ارتباط المرح والدعابة والمزاح بالهزل وضعف التدين وضعف الشعور بالمسؤولية والشعور بمصائب المسلمين وآلامهم .... وارتباط العبوس والتجهم والصرامة والجدية الزائدة .... بالورع والتدين والإحساس بآلام المسلمين ، ويسترشد من يرى هذا بما يروى عن بعض عظماء هذه الأمة من الامتنــاع عن التبسم والضحك بعـد إصابة بعض بـلاد المسلمين بحــادث جلل، و الاستمرار على ذلك إلى حين الوفاة أو النصر والانتقام .
وأود هنا أن أشير إلى الآتي :
1 ـ لا ينبغي أن نفهم من الحث على التبسم أنه محمود في مناسبة وفي غير مناسبة إذ لا معنى له والمرء يمشي في جنازة. والتبسم المستمر من غير أي سبب والإنسان يستمع إلى شخص ما يعد شكلا من أشكال بلاهة الوجه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظ أصحابه ، ويحذرهم من بعض الأمور وعلى وجهه كل معاني الصرامة والجدية ، حتى كأنه ـ كما قال الراوي ـ منذر جيش.
2ـ ليس هناك ارتباط بين التهجم والجدية ، فالتجهم يعبر عن وضع نفسي غير مريح ، أو عن اكتئاب أو قلق أو خوف ... أما الجدية والاهتمام بأمور المسلمين والشعور بالمسؤولية فإن التعبير عنها يكون بالإنجاز والالتزام بأداء الأعمال بسرعة وكفاءة كما يعبَّر عنها بالسعي إلى تخفيف آلام المسلمين ونصرة قضاياهم .
3ـ يقول جرير بن عبد الله ـ فيما رواه البخاري ـ ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي . ويقول عبد الله بن الحارث ـ فيما يرويه الترمذي ـ ما رأيت أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
4ـ إن فوائد المرح والسرور والضحك النفسية والجسمية كثيرة للغاية ، ولا ينبغي أن نحرم أنفسنا منها ، ولكن ليكن ضحكنا وكل عملنا مؤطراً بإطارين : المشروعية والاعتدال. والحمد لله رب العالمين
وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
17/ 12 / 1429