بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
القراء الأعزاء: نسمع العلمانيين يتناولون بعض الأنبياء بألسنة السوء، وأنهم أعداء لهم، وقد قال علماني بأن داود عدوه، وبرَّرَ ذلكَ بأَنَّهُ قتلَ الفلسطينيين الكنعانيين..فهذا العَلماني.. الذي آمن قلبه بالعصبية الجنسية القبلية الوثنية، وناصر الوثنيين، وحادَّ الله ورسولَهُ، ولم يؤمن بآيات الله وما أخبر به رسوله الكريم، لهو متنصر القلب.. متأسلم الدم فقط، فأقول له ولأمثاله:
الإيمان بالرسل
أولا: الإيمان بالرسل من أركان الإيمان:
أول ما يحفظ الطفل من أبناء المسلمين في المدارس: أركانَ الإيمان وأركان الإسلام، وهي:
قال تعالى: {ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلَآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}. (البقرة: 285).
وقال تعالى: {قُلْ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ* وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. (آل عمران: 85).
عَنْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : {الْإِسْلَامُ: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ؟ قَالَ : {أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ} قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ؟ قَالَ : {أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ؛ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ؛ فَإِنَّهُ يَرَاكَ}. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ؟ قَالَ : {مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ}. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا؟ قَالَ : {أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ} قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ. فَلَبِثْتُ مَلِيًّا. ثُمَّ قَالَ لِي: {يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟}. قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: {فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ؛ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ} مسلم.
ثانيا: التكذيب برسول أو إيذائه، أو شتمه، خروج من الإسلام:
وإنكار شيء من أركان الإيمان أو الإسلام يعتبر من نواقضها، وبناء عليه فلا يحل لمسلم أن يفرق بين رُسُلِ الله، وإلا كان ضالاًّ:
قال تعالى: {قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ* فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُ مُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. (البقرة: 136 -137).
قال تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ(83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(8 4) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ(85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ(86) وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِ مْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاه ُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ(89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}. (الأنعام: 83 -90).
قال الطحاوي في العقيدة الطحاوية: (وَنَحْنُ مُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ كله، لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِه، وَنُصَدِّقُهُمْ كُلَّهُمْ على مَا جَاءُوا به).
قال ابن أبي العز الحنفي في شرحها: (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَهُمْ، بِأَنْ نُؤْمِنَ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرَ بِبَعْضٍ، بَلْ نُؤْمِنُ بِهِمْ وَنُصَدِّقُهُمْ كُلَّهُمْ، فَإِنَّ مَنْ آمَنَ بِبَعْضٍ وَكَفَرَ بِبَعْضٍ، كَافِرٌ بِالْكُلِّ. قَالَ تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا* أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} (النساء: 150 -151). (النساء: 150 -151). فَإِنَّ المعنى الذي لِأَجْلِه آمَنَ بِمَنْ آمَنَ [به] مِنْهُمْ -مَوْجُودٌ في الذي لَمْ يُؤْمِنْوا به، وَذَلِكَ الرَّسُولُ الذي آمَنَ به قَدْ جَاءَ بِتَصْدِيقِ بَقِيَّة الْمُرْسَلِينَ، فَإِذَا لَمْ يُؤْمِنْ بِبَعْضِ الْمُرْسَلِينَ كَانَ كَافِرًا بِمَنْ في زَعْمِه أنه يُؤْمِنٌ به؛ لِأَنَّ ذَلِكَ الرَّسُولَ قَدْ جَاءَ بِتَصْدِيقِ الْمُرْسَلِينَ كُلِّهِمْ، فَكَانَ كَافِرًا حَقًّا، وَهُوَ يَظُنُّ أنه مُؤْمِنٌ، فَكَانَ مِنَ الْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الْحَيَاة الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا). الطحاوية ص: 2/387 -388.
اعتبر النبي من سمع به من أهل الكتاب، ولم يؤمن برسالته العامة للبشرية، فلا يدخل الجنة، كما في صحيح مسلم: (218) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: {وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ: يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ، وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ}.
ومن التناقضات أن يعتبر بعض أبناء المسلمين من تمسك من أهل الكتاب بدينه -اليوم-، وإن لم يؤمن بمحمد يدخل الجنة.
وفي الوقت ذاته يرى هؤلاء –كما سمعت من بعضهم- أن بعض الأنبياء أعداءً لأمتنا، أو ينتقصهم؛ وذلك لأن هؤلاء الأبناء استبدلوا عقائد بشرية، وأفكار من صنع المخالفين لهذا الدين القويم، بدينهم وعقيدتهم.
ثالثا: من هؤلاء الأنبياء والرسل الواجب الإيمان بهم: نبي الله داود وقد امتدحه الله في القرآن:
بِأنَّهُ آتاه الله وأنزل عليه الزبور، وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَشَدَّهُ لَهُ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَفَصْلَ الْخِطَابِ وآتاه الله ملكا وحِكْمةً وعلما، وسخر له الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَأَلَانَ لَهُ الْحَدِيدَ وَعَلَّمَهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ وشهد له بأنه من القَلِيلِ الشَّكُورين، وَأَنَّهُ مِنَ الْحَامِدِينَ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وأنَّهُ تبرَّأَ إلى اللهِ من العُصَاةِ وَلَعَنَهُم، وأنه خَرَّ لِرَبِّهِ رَاكِعًا مُنِيبًا وأنَّ اللهَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ وَجَعَلَهُ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ وَأمرَهُ أَن يَحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا يَتَّبِعِ الْهَوَى، وَأُمِرَ نبِيُّنَا أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ. ووصفه نبُيُّنَا نبيَّ الله داود : أنَّهُ لا يَأَكَلُ إلا خَيْرُ الطَّعامِ وَهُوَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَأنَّهُ كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ، فَصِيَامُهُ وَصَلاتُهُ أَحَبُّ وأَفْضَلُ الصِّيَامِ والصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ، وَأَنَّهُ لَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى أَعدَاءَهُ في الجهادِ، وصَلَّى خَلفَ نبينا ليلة الإسراء، وَحُسنَ الصَّوتِ. وتفصيل ذلك:
1- نبي الله داود في القرآن:
قال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا* وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا* رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}. (النساء: 163 -165).
أ- آتاه الله وأنزل عليه الزبور:
قال تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} (الإسراء: 55).
ب- آتاه الله ملكا وحِكْمةً وعلما، وسخر له الجبال والطير وألان له الحديد:
قال تعالى: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ* فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة: 250 -251). (البقرة: 250 -251).
وقال تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ* فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ* وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ}. (الأنبياء: 78 -80).
وقال تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ* أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ* وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ* يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (سبأ 10 -13).
قال تعالى لنبيه محمد ليقتدي بداود في الصبر على إيذاء قومه: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ(17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ(1 8) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ(19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ(20) وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ(21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ(22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ(23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ(24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ(25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26)} (ص: 17 -26).
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {نَبِيُّكُمْ مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ}. البخاري (أحاديث الأنبياء).
وقال تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}. (النمل: 15).
ج- استخلفه الله في الأرض، وجعله ملكا، ليحكم بين الناس بالعدل:
قال تعالى: { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26)} (ص: 17 -26).
د- كان لله عبدا شكورا:
وقال تعالى: {اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (سبأ: 13).
قال الماوردي في تفسيره: فيه ستة تأويلات:
أحدها: أنه توحيد الله تعالى، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: تقوى الله والعمل بطاعته، قاله محمد بن كعب.
الثالث: صوم النهار وقيام الليل، قاله ابن أبي زياد، فليس ساعة من نهار إلا وفيها من آل داود صائم، ولا ساعة من الليل إلا وفيها من آل داود قائم.
الرابع: اعملوا من الأعمال ما تستوجبون عليه الشكر، قاله ابن عطاء.
الخامس: اذكروا أهل البلاء وسلوا ربكم العافية.
السادس: ما حكاه الفضيل أنه لما قال الله تعالى: {اعْمَلُواْ ءَالَ دَاوُدَ شُكْراً} فقال داود: إِلهي كيف أشكرك والشكر نعمة منك؟ قاله: «الآنَ شَكَرْتِنِي حِينَ عَلمْتَ أَنَّ النِّعَمَ مِنِّي».
{وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} فيه ثلاثة تأويلات (وزاد رابعا):
أحدها: المؤمن، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: الموحّد، وهو معنى قول ابن عباس.
الثالث: المطيع، وهو مقتضى قول محمد بن كعب.
الرابع: ذاكر نعمه، وروي أن النبي تلا هذه الآية ثم قال: «ثَلاَثَةٌ مَنْ أُوتِيَهُنَّ فَقَدْ أُتُي مِثْلُ مَا أوتِيَ ءَالُ دَاوُد: العَدْلُ فِي الغَضَبِ وَالرِّضَا، والقَصدُ فِي الفَقْرِ وَالغِنَى، وَخَشَيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِ وَالعَلاَنِيَةِ ».
وفي الفرق بين الشاكر والشكور ثلاثة أوجه:
أحدها: أن الشاكر من لم يتكرر شكره، والشكور من تكرر شكره.
الثاني: أن الشاكر على النعم، والشكور على البلوى.
الثالث: أن الشاكر خوفه أغلب، والشكور رجاؤه أغلب.
هـ- كان يخاف الله ويرجع إليه:
قال تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (ص: 17).
قال تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ* إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ* إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ* قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ* فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ} (ص: 21 -25).
و- يتبرأ إلى الله من عصاة بني إسرائيل ويلعنهم:
قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة: 78 -79).
2- وامتدحه أيضا نبينا محمد في سنته المطهرة، في عدة جوانب، منها:
أ- يبتعد عن الكسب الحرام الحرام، وما به شُبهة، فلا يأكل إلا من عمل يده:
عَنْ الْمِقْدَامِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: {مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ}. البخاري (1930).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ : {أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ كَانَ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ}. البخاري (1931).
ب- وكان أعبد الناس، فكان صومه أحب الصيام وأفضله إلى الله:
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: كُنْتُ أَصُومُ الدَّهْرَ، وَأَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ. قَالَ: فَإِمَّا ذُكِرْتُ لِلنَّبِيِّ ، وَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي: {أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ، وَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ؟!} فَقُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَلَمْ أُرِدْ بِذَلِكَ إِلَّا الْخَيْرَ. قَالَ: {فَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ}. قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: {فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا}. قَالَ: {فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ نَبِيِّ اللَّهِ ؛ فَإِنَّهُ كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ}. قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ! وَمَا صَوْمُ دَاوُدَ؟ قَالَ : {كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا}. قَالَ : {وَاقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ}. قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ! إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ : {فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ} قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ* إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ : {فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ}. قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ! إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ : {فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ، وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ؛ فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا؛ وَلِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا؛ وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا}. قَالَ: فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ. قَالَ: وَقَالَ لِي النَّبِيُّ : {إِنَّكَ لَا تَدْرِي؛ لَعَلَّكَ يَطُولُ بِكَ عُمْرٌ} قَالَ: فَصِرْتُ إِلَى الَّذِي قَالَ لِي النَّبِيُّ ، فَلَمَّا كَبِرْتُ، وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ قَبِلْتُ رُخْصَةَ نَبِيِّ اللَّهِ } مسلم (1963).
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : {إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا}. مسلم (1969).
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَهُ: {صُمْ يَوْمًا وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ}. قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: {صُمْ يَوْمَيْنِ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ}. قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: {صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ} قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: {صُمْ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ}. قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. {قَالَ صُمْ أَفْضَلَ الصِّيَامِ عِنْدَ اللَّهِ صَوْمَ دَاوُدَ ؛ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا}. مسلم (1972).
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ أَنِّي أَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَأُصَلِّي اللَّيْلَ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ، وَإِمَّا لَقِيتُهُ، فَقَالَ: {أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلَا تُفْطِرُ، وَتُصَلِّي، فَصُمْ، وَأَفْطِرْ، وَقُمْ، وَنَمْ؛ فَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَظًّا}. قَالَ: (إِنِّي لَأَقْوَى لِذَلِكَ}. قَالَ : {فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ}. قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ : {كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى}. قَالَ: (مَنْ لِي بِهَذِهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟)}. البخاري (1841 ونحوه: 1843 و1844) ومسلم (1966).
ج- وكانت صلاة قيامه أحب الصلاةِ إلى الله:
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : {إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا}. مسلم (1969).
د- وكان يجاهد خير الجهاد:
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ أَنِّي أَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَأُصَلِّي اللَّيْلَ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ، وَإِمَّا لَقِيتُهُ، فَقَالَ: {أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلَا تُفْطِرُ، وَتُصَلِّي، فَصُمْ، وَأَفْطِرْ، وَقُمْ، وَنَمْ؛ فَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَظًّا}. قَالَ: (إِنِّي لَأَقْوَى لِذَلِكَ}. قَالَ : {فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ }. قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ : {كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى}. قَالَ: (مَنْ لِي بِهَذِهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟)}. البخاري (1841).
هـ- وصلى خلف نبينا مع الأنبياء ليلة الإسراء، فكان من أمة محمد ، ومن منَّا أيها المسلمون نالَ هذا الفضل والشرف؟، واللهَ أسأل أن يجمعنا تحت لواء نبينا محمد يوم القيامة، وأن نشرب من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها، يوم تبيض وجوه –جعلنا الله منها- وتسود وجوه –والعياذ بالله من ذلك-.
في حديث الإسراء: (قال: ثم أقيمت الصلاة فأممتهم، ثم انصرفنا فأقبلنا): رواه الحسن بن عرفة في (جزئه) المشهور: حدثنا مروان بن معاوية عن قتادة بن عبد الله التيمي.. كما في (تفسير ابن كثير) وقال: (إسناد غريب ولم يخرجوه فيه من الغرائب.. وفيه أنه اجتمع بالأنبياء عليهم السلام قبل دخوله المسجد الأقصى، والصحيح أنه إنما اجتمع بهم في السماوات ثم نزل إلى بيت المقدس ثانيا وهم معه وصلى بهم فيه ثم إنه ركب البراق وكر راجعا إلى مكة). قال –الألباني-: ولإسناده علتان:
الأولى: الانقطاع بين أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود وأبيه؛ فإنه لم يسمع منه.
والأخرى: جهالة قتادة بن عبدالله التيمي فقد أورده ابن أبي حاتم 7/135(759) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وهو: قتادة بن عبدالله بن أبي قتادة الأنصاري، وأبوه ثقة من رجال الشيخين وقد ذكر الحافظ -في ترجمته ابنه هذا في الرواة عنه. الإسراء والمعراج: الألباني: 92 -94.
و- ولقد حسن الله أصوات آل داود تكريما:
عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : {إِنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَوْ الْأَشْعَرِيَّ، أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ}. مسلم (1321).
شبهات: قصة أوريا:
إسرائيلية مكذوبة، ذكرها بعض المفسرين -غفر الله لنا ولهم-، فهي تناقض عصمة الأنبياء، وقواعد الإيمان.