قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند :
صحيح لغيره دون قوله: من أراد أن يَنْصَحَ لسلطان بأمرِ.. فحسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، شريح بن عبيد الحضرمي لم يذكروا له سماعاً من عياض ولا من هشام، ولعل بينهما جبير بن نُفير كما في رواية ابن أبي عاصم الآتية في "السنة" رقم (1097) . وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السكسكي.قوله: "أن مِنْ أشدِّ النَّاس عذاباً أشدهم عذاباً في الدنيا للناس". سيأتي نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (15335) .وقوله: "من أراد أن يَنْصَحَ لسلطان بأمر فلا يُبْدِ له علانية...
" وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1096) من طريق بقَية بن الوليد، وابن عدي في "الكامل" 4/1393 من طريق صدقة بن عبد الله الدمشقي، كلاهما عن صفوان بن عمرو، به.وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1097) عن محمد بن عوف وهو الطائي، عن محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، عن ضمضم بن زُرْعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نُفير، عن عياض، به. وهذا إسناد ضعيف
لانقطاعه، محمد بن إسماعيل لم يسمع من أبيه.وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1098) عن محمد بن عوف الطائي، عن عبد الحميد بن إبراهيم الحمصي، عن عبد الله بن سالم وهو الأشعري، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن فُضيل بن فضالة، عن ابن عائذ، عن جُبير ابن نُفير، عن عياض، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الحميد بن إبراهيم.وأخرجه بتمامه الطبراني في "الكبير" 17/ (1007) ، والحاكم 3/290، والبخاري مختصراً في "التاريخ الكبير" 7/18-19 من طريق إسحاق بن إبراهيم بن زِبْرِيق، عن عمرو بن الحارث الحمصي، عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن فضيل بن فضالة، عن ابن عائذ، عن جبير بن نفير، عن عياض، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف إسحاق بن إبراهيم. وبمجموع هذه الطرق يشتدالحديث ويتقوَّى.وقد تحرف الزبيدي في مطبوع الطبراني إلى الزبيري، وعند الحاكم نسب عياض بن غَنْم بالأشعري، وهو وهم، صوابه الفهري، ذكر ذلك ابن حجر في ترجمته في "الإصابة".وأورده بتمامه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/229، وقال: في الصحيح طرف منه من حديث هشام فقط. رواه أحمد ورجاله ثقات، إلا أني لم أجد لشريح من عياض وهشام سماعاً وإن كان تابعياً.وقوله: "من أراد أن ينصح لسلطان بأمر...
" له شاهد موقوف من حديث عبد الله بن أبي أوفى، سيرد 4/382-383 وإسناده حسن.قال السندي: قوله "من أراد أن ينصح لسلطان": أي نصيحة السلطان ينبغي أن تكونَ في السِّرِّ لا بين الخلق.
قوله: "فتكون قتيل سلطان"، أي: لسوء أدب منك في نصحه، وإلا فكون الإنسان قتيل السلطان للأمر بالمعروف خير لا شر، والله تعالى أعلم.