تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 112

الموضوع: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    قول ابن تيمية:"أخطأ سيبويه في"الكتاب" ثمانين خطأ" ذم أم مدح؟
    لا أقصد سيبويه أو كتابه فإنه فوق ابن تيمية في هذا الفن وأُجمع على مدحه وقول ابن تيمية لا يفهم منه الذم لأحد منهما لا لسيبويه ولا للكتاب

    لكن أقصد أن هذا القول يُذكر في معرض مدح شيخ الإسلام
    وليس كذلك
    بل هذا يدل على أن أبا العباس قصر في فهم "الكتاب"
    على رسلك (ابتسامة) أردت لم يفهم وجه الصواب في هذه المسائل الثمانين لا الكتاب كله
    إما أن يكون لم يفهم مراد سيبويه أو فهمه لكن جانبه الصواب في تخطئته
    ولا أزعم هذا في جميع الثمانين خطأ
    لكن ثمانين خطأ في كتاب سيبويه!! هذا كثير كثير

    ولا أزعم أن أبا العباس فيه كثافة فهم فلم يستطع فهم كتاب أبي بشر
    بل لا يُشك في فرط ذكائه
    لكن كتاب سيبويه استعصى على أذكياء العالم وصعب عليهم فهم مراده دهرا
    كما يبين من أقوال العلماء حول الكتاب الآتي ذكرها

    وهذا على ترجيح أن المقصود بالكتاب في كلام أبي العباس هو كتاب سيبويه لا القرآن وعلى الثاني فإن المراد:"أنه أخطأ في كلامه على بعض الآيات" وكلامه في "الكتاب" لأنه الكتاب الوحيد الذي وصلنا من كتب سيبويه ولعله لم يصنف غيره.
    وعلى ترجيح أن القصة غير مختلقة وأن عدد الأخطاء ثمانين لا ثلاثين على أن الإشكال أيضا وارد على هذا الأخير

    قال البغدادي في الخزانة1/ 370 : "وقد خرج كتاب سيبويه إلى الناس والعلماء كثير والعناية بالعلم وتهذيبه أكيده ونظر فيه وفتش فما طعن أحد من المتقدمين عليه ولا ادعى أنه أتى بشعر منكر وقد روى في كتابه قطعة من اللغة غريبة لم يدرك أهل اللغة معرفة جميع ما فيها ولا ردوا حرفا منها"

    وقال محمد بن يزيد المبرد: إن المفتشين من أهل العربية ومن له المعرفة باللغة تتبعوا على سيبويه الأمثلة فلم يجدوه ترك من كلام العرب إلا ثلاثة أمثلة منها الهُندلِع وهي بقلة والدُّرْداقِس وهو عظم في القفا وشَمَنْصير وهو اسم أرض...

    وكان محمد بن يزيد المبرد إذا أراد مريد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه يقول له: هل ركبت البحر تعظيماً له واستصعاباً لما فيه

    وقال ثعلب:" اجتمع على صنعة كتاب سيبويه اثنان وأربعون إنسانا منهم سيبويه، والأصول المسائل للخليل" أي أنه جمع خلاصة علم النحاة قبله.

    وقال المازني: أن رجلا قرأ عليه " كتاب " سيبويه في مدة طويلة فلما بلغ آخره قال: أما أنت فجزاك الله خيرا، وأما أنا فما فهمت منه حرفاً.

    وانظر أقوال العلماء حول هذا الحرف الذي ذكره سيبويه في الكتاب: "ما أغفله عنك شيئا ، أي دع الشكّ".
    فسأل المازنيُّ الأخفشَ عنه فقال: أنا مذ عقلت أسأل عن هذا فلم أجد من يعرفه على الحقيقة.
    وقال المازني سألت الأصمعي وأبا زيد وأبا مالك عنه فقالوا لا ندري
    وكان يونس (يعني ابن حبيب)يقول: ذهب من كان يعرف هذا.
    والسبب في هذا هو أن هذا كلام جرى كالمثل وفيه حذف قل استعماله مظهرا فمضى من كان يعرفه.
    ثم انظر الخبر في أخبار أبي القاسم الزجاجي ومقدمة هارون على تحقيق الكتاب

    فهذا الأخفش الأوسط الذي لا يروى الكتاب إلا من طريقه وكان إذا استصعب عليه شيء في الكتاب سئل مؤلفه عنه وكان أخذ عن مشايخ المصنف يقول قولته هذه
    وهذا يونس بن حبيب وهذا الأصمعي وفطاحل اللغة والنحو وأقرب الناس لعصر المؤلف زمنا وأعلم الناس بكتابه وأسلوبه يقولون ما قالوا

    فما ظنك بمن دونهم في هذا كله

    لا نعصِّم المؤلف وكتابه لكن لكل مقام مقال ولو جاء أحد المحدثين فقال في كتاب الرسالة للشافعي نحو ثمانين خطأ لا يعرفها أهل الأصول ولا يفهمونها لذم بما قال ولم يمدح

    وفي البلغة للمجد:"محمد بن يحيى بن زكريا النحوي القرطبي المعروف بالقلفاط
    كان نحويا بارعا لغويا فارعا ذكيا وهو أول من فك كتاب سيبويه وفتح مغلقه وكان ملازما له"

    وفي كتب التراجم: "مهر في حل الكتاب وغوامضه" ونحو هذه العبارات مشهور

    وقال ابن كيسان نظرنا في كتاب سيبويه فوجدناه في الموضع الذي يستحقه ووجدنا ألفاظه تحتاج إلى عبارة وإيضاح لأنه كتاب ألف في زمان كان أهله يألفون مثل هذه الألفاظ فاختصر على مذاهبهم قال أبو جعفر (هو النحاس) ورأيت علي بن سليمان (هو الأخفش الصغير تـ 315 هـ) يذهب إلى [غير ما قال ابن كيسان قال( 1)]: عمل سيبويه كتابه على لغة العرب وخطبها وبلاغتها فجعل فيه بينا مشروحا وجعل فيه مشتبها ليكون لمن استنبط ونظر فضل وعلى هذا خاطبهم الله عز وجل بالقرآن
    قال أبو جعفر وهذا الذي قاله علي بن سليمان حسن لأن بهذا يشرف قدر العالم وتفضل منزلته إذ كان ينال العلم بالفكرة واستنباط المعرفة ولو كان كله بينا لاستوى في علمه جميع من سمعه فيبطل التفاضل ولكن يستخرج منه الشيء بالتدبر ولذلك لا يمل لأنه يزداد في تدبره علما وفهما.."

    وكان المازني يقول: من أراد أن يعمل كبيراً في النحو بعد كتاب سيبويه فليستحي.
    قال المبرد: لم يكن أحد بعد سيبويه أعلم بالنحو من المازني

    وقال أبو المحاسن التنوخي في ترجمة المبرد:" وله كتاب صغير يرد على سيبويه نحو أربعمائة مسألة.
    قال الزجاج: رجع عن أكثرها إلى قول سيبويه.
    قال: وفيها ما يلزم سيبويه على مذهبه نحو أربعين مسألة.
    والذي أعتقد في ذلك أن سيبويه لا يتعلق به شيء مما ذُكر عنه، لأنه...
    وأكبر ظني أن أبا علي الفارسي إنما عدل عن إقراء كتبه والتكثر بالرواية عنه بهذه الحال..ا.هـ

    فأنت ترى كيف كان استخراج أعلم الناس "بالكتاب" الخطأ منه لم يتجاوز الأربعين وهو نصف العدد الذي ذكره أبو العباس فكيف وقد رجع عنها صاحبها إلى قول سيبويه فيها
    وقال:"كان هذا في أيام الحداثة أما الآن فلا"

    فهذا حال أهل اختصاص الاختصاص فما بالك بأبي العباس ابن تيمية الذي أفنى حياته في التخصص في غير علوم العربية
    ولا يعترض هنا بذكر سعة علم شيخ الإسلام بالعربية لأن الكلام في وصف أهل الاختصاص العالي مع الكتاب
    وقد قال الشافعي من طلب العلم فليدقق حتى لا يذهب دقيق العلم
    واربط هذا بما تقدم من كلام الأخفش الصغير وتفسير تلميذه أبي جعفر النحاس له وقول المبرد:"كان هذا في أيام....

    فلعلها حداثة من أبي العباس بان له خطؤها في آخر حصيلته العلمية
    أو لما ذكروا في ترجمته أنه درس العربية في شهر ثم أخذ كتاب سيبويه ففهمه وعلم اللسان أوسع العلوم
    بل هو أوسع من علم السنن كما نص عليه الشافعي في الرسالة
    أو لعله أخذ الكتاب عن غير شيخ

    ولم أرد ذكر ما مُدح به الكتاب فذاك كثير مشهور
    وإنما أردت التنبيه على بعض ما يفيد بقلة الخطأ في "الكتاب" وصعوبته ودقة ما أودعه مؤلفه فيه وخطره عند أهل الاختصاص

    ومهما يكن من شيء فلست من الطاعنين على أبي العباس ولكن أردت التنبيه على أنه لا يمدح بهذا وهيهات أن يمدح بأمثال هذه الزلات التي ينفر عنها أهل الاختصاص وغيرهم ويفهمونها على غير فهم من لم يشاركهم في علمهم
    ولذلك نفر منه أبو حيان وإن أخطأ في جعلها ذنبا لا يغتفر

    وأردت أيضا بيان خطر هذا الكتاب عند أهل العلم وأن فهمه وتخطئة صاحبه ليس بالهين

    ولهذا سماه الناس قرآن النحو

    ـــــــــــــــ ــــــ
    (1) تصحفت في طبعة هارون للكتاب
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    وثناء ابن تيمية على كتاب سيبويه معروف قال:"والمبرز في فن من الفنون يقدر على ما لا يقدر عليه أحد في زمنه وليس هذا دليلا على النبوة فكتاب سيبويه مثلا مما لا يقدر على مثله عامة الخلق وليس بمعجز إذ كان ليس مختصا بالأنبياء بل هو موجود لغيرهم"
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني مشاهدة المشاركة
    لكن أقصد أن هذا القول يُذكر في معرض مدح شيخ الإسلام
    الذي أعرفه أن هذا القول يُنسب لأبي حيان في معرض الكلام على سبب انحرافه عن شيخ الإسلام، وأبو حيان لا يريد به المدح، بل العكس

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    شكر الله لك هذا الجهد.
    هل صحت نسبة هذا القول إلى شيخ الإسلام ؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    القول صحيح النسبة فهو سماع...ومن تلمس ربما وجد ما يزيد على الثمانين...وسبب اللبس جهل وجه التخطئة..ولو كشف عنه الشيخ لاسترحنا..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    البصريون يخطِّئون الكوفيين في اكثر من هذا بكثير .
    و بالمقابل العكس صحيح.
    و حجج النحويين يُضربُ بها المثل في الضعف فيُقال :
    ترنو بطرفٍ فاتنٍ فاترٍ ........ أضعف مِن حُجة نحويِّ
    فلا يُستنكر و لا يُستكثَرُ على مثل ابن تيمية في إمامته في كثيرٍ من الفنون النقلية والعقلية ان يستدرك على سيبويه مثل هذا العدد لا سيما في علمٍ كعلمِ النحو متعدد المناهج و المدارس و المشارب و التعليلات .
    لا سيما وابن تيمية هو أول من انتقد علم المنطق اليوناني ، و انتقاداته لم يُردُّ عليها حتى الآن .
    قال الامام ابن دقيق العيد عن شيخ الاسلام ابن تيمية ""رأيت رجلا جميع العلوم كلها بين عينيه يأخذ منها ما يريد ويدع ما يريد".
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    إخوتي الكرام،بارك الله فيكم.
    نريد توثيق هذه المعلومة علميا قبل البدء في مناقشتها.
    وأين تلك المآخذ ؟ الردود على سيبويه عديد الحصى ونقد كتابه بالحق والباطل كثير قديما وحديثا.كل هذا معروف،لكن أين مآخذ ابن تيمية على سيبويه ؟
    أرجو-شاكرا -عدم الخروج عن الموضوع بأقوال جانبية في فضل ابن تيمية وسيبويه؛فهذا معروف معترف به من الجميع. والله الموفق.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    للفائدة ينظر هنا ابتداء من المشاركة 17:
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28743

    ولا أظن الأخطاء التي يعنيها شيخ الإسلام من جنس الخلافات بين البصريين والكوفيين، لأنه لا يقال في شيء من ذلك أخطأ، وإنما يقال: هذا رأيك وهذا رأيي، وهذا مذهب البصريين ومذهب الكوفيين.

    وأما وجود أخطاء لسيبويه، فإنه لا يكاد يوجد أحد ممن أتى من بعد سيبويه من أئمة النحو إلا وله تعقبات عليه، بل إن الراجح عند جمهور البصريين في بعض المسائل مخالف لقول سيبويه، وابن مالك خالف سيبويه في مسائل، وابن سيده له تعقبات على سيبويه في عدة مواضع، ولعلي أجمع ما استطعت من هذه المسائل لمن أراد الفائدة، ولكن بشرط أن نتعاون في جمعها.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    403

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني مشاهدة المشاركة
    لأنه الكتاب الوحيد الذي وصلنا من كتب سيبويه ولعله لم يصنف غيره.
    ذكر الأستاذ المحقق عبد السلام هارون رحمه الله تعالى في كتابه كُنَّاشة النوادر أن لسيبويه كتابًا اسمه : " كتاب القوافي"
    وقد ذكره الدمنهوري في حاشيته على متن الكافي لأحمد القنائي، كما ذكره أبو يعلى التنوخي في كتابه القوافي.
    وجزاكم الله خيرًا يا شيخ أمجد، وبارك فيكم.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    أخي الكريم أمجد
    جزمك بأن سيبويه فوق ابن تيمية في العربية..تكلف لا مسوغ له..وهو إلى الرجم بالغيب أقرب
    فإن العلم بالشريعة على وجه شمولي واسع..يمنح صاحبه قوة في العربية
    تميزه عن اللغوي المجرد..
    ولهذا تجد للنحاة أخطاء لا يوافقهم عليها علماء الشريعة العاديون
    وكمثال يسير ترى جرأة النحاة في تكلف التخريج لإعراب بعض الكلمات
    لتوافق قياسهم وقواعدهم..
    بل ترى بعضهم ينفي قراءة معينة..لأنها خالفت مبلغه من العلم..أو لم يجد له تخريجا
    وأشهر مثال :إعراب سيبويه لكلمة التوحيد
    ولاشك أن هذه ممدحة لابن تيمية..لا مذمة..
    لأنه حتى لو تصور كون الحق مع سيبويه في هذه الثمانين موضعا..
    فإن هذه الجرأة على التصريح بهذا..مع الديانة والإمامة في الدين
    تدل على علم واسع في العربية..
    ومع احترامي الكبير لشخصك الكريم
    لا أرى هذا الموضوع إلا من قبيل الترف الفكري

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    وعدم فهم الناس الذين هم من أهل الشأن لمؤلّف ما ..هو في الأصل مذمة..لهذا المؤلف..
    فالأصل البيان والوضوح ..
    ولا يرتابني شك أن عربية الشافعي مثلا أحسن من سيبويه..
    ومع هذا فقد تكلم في الأصول والتفسير وغير ذلك..وكلامه مفهوم معروف

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم أمجد
    جزمك بأن سيبويه فوق ابن تيمية في العربية..تكلف لا مسوغ له..وهو إلى الرجم بالغيب أقرب
    فإن العلم بالشريعة على وجه شمولي واسع..يمنح صاحبه قوة في العربية
    تميزه عن اللغوي المجرد..
    ولهذا تجد للنحاة أخطاء لا يوافقهم عليها علماء الشريعة العاديون
    وكمثال يسير ترى جرأة النحاة في تكلف التخريج لإعراب بعض الكلمات
    لتوافق قياسهم وقواعدهم..
    بل ترى بعضهم ينفي قراءة معينة..لأنها خالفت مبلغه من العلم..أو لم يجد له تخريجا
    وأشهر مثال :إعراب سيبويه لكلمة التوحيد
    بارك الله فيك
    هذا خلاف الإجماع
    إجماع أهل العلم وإجماع العقلاء
    من وجهين:
    الأول أن المتقدم أعلم من المتأخر وهذا على الإجمال وفي مسألتنا على الخصوص أي عالم اللغة والنحو المتقدم أعلم من عالم اللغة والنحو المتأخر وأدلة هذه المقدمة كثيرة مظانها كتب ابن تيمية وابن القيم وابن رجب وأوسعها رسالته في بيان فضل علم السلف على الخلف وهي متفرقة في المجلس والملتقى في أكثر من موضع

    الثاني: أن العقلاء متفقون على أن المتخصص في فن من الفنون أعلم بهذا الفن من غيره ممن تخصص في غيره ولم يتخصص في هذا الفن
    وهذا في جميع العلوم والصناعات فالفزيائي ليس بأعلم من الهندسي في علم الهندسة
    والحائك ليس بأعلم من المهندس المزارع فيهندسة الزراعة
    وذلك أن من تخصص في علم علم دقيق هذا العلم وخفيه بعد هضمه لجليه
    وذلك أنه أفنى حياته في ذلك ووقف نفسه عليه
    أما غيره فلا ينكر معرفته بهذا العلم الذي تخصص فيه الأول لكن لا يقدم عليه ولا يرفع فوقه
    ولذلك نقل السخاوي وغيره إجماع أهل العلم أنه يرجع في كل فن إلى أهله
    ولو لم يكن الأمر كذلك لانقلبت الموازين وضاعت الحقائق ولم يكن ثمت فرق بين المتخصص في فن وغيره
    ويلزم منه المساواة بين متفاضلين وهذا باطل عقلا وشرعا

    أما ما ذكرته من أخطاء عند النحاة وأهل الفن فلا نخالفك فيه بعد التنزل على ما ذكرته من أمثلة
    لكن ما من عالم إلا وأخطأ فهل يكون ذلك مبررا لتقديم غيره ممن لم يتخصص فيما تخصص فيه ورفعه فوقه في الفن الذي تخصص فيه
    هذا بين البطلان
    مثلا نحن متفقون أن ابن تيمية لم يتخصص في جميع الفنون نعم هو متفنن لكنه تخصص في بعض العلوم دون بعض
    فلو جاء أحد الفقهاء ممن تفنن في علم التفسير ولم يتخصص فيه وبين خطأ لابن تيمية في علم التفسير لم يلزم منه تقديم هذا الفقيه على ابن تيمية في التفسير الذي تخصص فيه

    وكذا يقال لو أن أهل الأصول استدركوا على أهل العربية شيئا وبينوا خطأهم في بعض المسائل لم يلزم منه رفع الأصوليين على أهل العربية في علم العربية

    وكذا يقال فيما ذكرتَ ولا فرق

    ولا أريد أن أنبه إلى أن علم العربية من علوم الشرع
    وأيضا كأنك سلخت سيبويه من علم الفقه والأثر وليس هذا بصحيح فراجع ترجمته
    وأيضا فإن ما ذكرته أعلاه في حكم الإثنين والثلاثة فهو نادر ولا يبنى على نادر حكم عام
    وأيضا فإن أغلب تأثير علم الشريعة في علم العربية معروف في نصوص الكتاب والسنة الصحيحة
    وهذا متحقق في سيبويه أما دقائق علم الشريعة فلا تأثير له في أصول العربية
    فكيف تكون مسألة حوادث لا أول لها مثلا أو الطلاق بلفظ واحد ثلاثا أو دقائق مسألة بيع العينة مثلا مؤثرة تأثيرا عظيما في علم العربية وأصولها يلزم منه رفع العالم بها على غيره في علم العربية؟!!

    وقد قلت لك على التنزل فهو قليل فلا يبنى عليه حكم

    وانظر هذا الرابط :
    كثرة الدواوين والكتب لدى المتأخرين لا تعني كثرة العلم وسعته

    ولو تدبرت قول الشاطبي هذا لعلمت أن ماذهبت إليه بين البطلان:
    قال في الاعتصام 2/297:
    فإذا ثبت هذا _أي سعة لسان العرب وأن القرآن نزل به _ فعلى الناظر في الشريعة والمتكلم فيها أصولا وفروعا أمران:
    أحدهما : أن لا يتكلم في شيء من ذلك حتى يكون عربيا أو كالعربي في كونه عارفا بلسان العرب بالغا فيه مبالغ العرب أو مبالغ الأئمة المتقدمين كالخليل وسيبويه والكسائي والفراء ومن أشبههم وداناهم وليس المراد أن يكون حافظا كحفظهم وجامعا كجمعهم وإنما المراد أن تصير فهمه عربيا في الجملة وبذلك امتاز المتقدمون من علماء العربية على المتأخرين إذ بهذا المعنى أخذوا أنفسهم حتى صاروا أئمة فإن لم يبلغ ذلك فحسبه في فهم معاني القرآن التقليد ولا يحسن ظنه بفهمه دون أن يسأل فيه أهل العلم به"

    وراجع هذا الرابط لتعرف أدلة المقدمة التي ذكرها الشاطبي:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22523

    ولي عودة إن شاء الله لمناقشة بقية ما ذكرت
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    102

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    السلام عليكم
    جزاكم الله خيرا اخي الكريم
    بعض الناس غلوهم في متبوعيهم يغلق افكارهم ويجعلهم اسرى من يتبعون
    فلا يرون ولا يسمعون الا عن طريق المتبوع وهذا عين التقليد
    وبالمناسبة قبل ايام قرات لبعضهم تفضيله لبعض المعاصرين على شيخ الاسلام رحمه الله
    زعم , في الاستنباط من الادلة
    ما أعز الانصاف

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    بارك الله فيك شيخنا الكريم..و أيضا حتى بعد شيخ الاسلام المتخصصون من أهل اللغة من تلامذته فهلم جرا لم يسايروه في هذا ولم يكونوا يحكونه غالبا الا على سبيل التعجب و الدلالة على حدة الطبع عند شيخ الاسلام و ان كان حقا أيضا أن لا أحد فيما أعلم تجرأ على تسفيه قوله كما فعل الامام الغرناطي..ربما لما لسعة دائرة شيخ الاسلام في تحقيق العلوم من هيبة...فالرجل فعلا في مباحثه اللغوية كما في غيرها مقدام لا يهاب حجاب الكثرة يدخل في بحار يحجم عنها غيره...و كلامه في تحقيق بعض المفاهيم المستحدثة و تحليل ميكانزمات المنطق اللغوي و علاقته بالفكر و الغوص في معرفة دقائق الفروق و ردها الى أصول نحو العرب في كلامها كما يفهمها هو وابطال قول المخالف و ان كان امما بأسرها فيها كبار المتخصصين ...-خذ مثالا مسألة المجاز المشهورة-كلامه في كل ذلك حقيق أن يوصف بما وصف كلام سيبويه و بقية أهل تلك الطبقة من أنه قل أن تجد من يعرفه على الحقيقة لأخذه بمجامع الأصول الكلية التي تربط بين كافة حقول المعرفة

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    تفضيل علم السلف على الخلف..تفضيل إجمالي..
    من جنس تفضيل مجمل الصحابة على التابعين..
    ولا يوجد ما يمنع شرعا ولا عقلا..من أن يكون اللاحق خيرا من السابق
    وأما سيبويه..فلم يبرع إلا بالعربية
    وقد اتفق كل من ترجم لابن تيمية أن هذه ممدحة له..
    وأنت الآن تسوقها في مقام الذم..
    فما الفائدة التي تحصلها من ذلك..؟
    هل هو تصحيح مفهوم خطير عند طلبة العلم مثلا..؟
    ولم يغب عني ولله الحمد ما ذكرته في كلامك..ومع هذا فإني على رأيي
    فإنك لا تستطيع أن تجزم بهذا ألبتة..
    وأما تفضيل مطلق المتخصص على المتفنن فغير صحيح أيضا
    وفي سير بعض الأكابر ما ينقضه..ومنهم ابن تيمية فقد نقل الموافق والمخالف له
    أنه كان يعرف في مذاهب القوم فوق ما يعرفونه
    و المتخصص قد يكون زيادة علمه في معرفة أقوال أهل فنه..وتشقيقاتهم
    فيما ليس هو من متين العلم..
    وكمثال معاصر..فإن علم العلامة الشنقيطي في العربية..
    يفوق علم الكثير من المتخصصين في العربية من حملة الدكتوراه
    وهذا يعرفه من عرف الشيخ ..ومع هذا هو بحر في التفسير
    بحر في الأصول..ولا أعلم مفسرا متخصصا في التفسير قصر نفسه عليه
    من المعاصرين يماثل الشنقيطي أو يدانيه في صنعة التفسير أيضا
    ولو سلمنا جدلا أن سيبويه أفضل عربية وقطعنا بذلك كمسلمة..
    فلا ينبني عليه ما حاولت من جعل تخطئة ابن تيمية له مذمة!
    بل مفخرة لابن تيمية..ولا يشك في ذلك من عرفه وعرف العربية
    إذ جعلها مذمة تسفيه لعقله..لأنه لا يخفى عليه علو كعب سيبويه..

    وسامح الله ابن الرومية الذي عرض بي

    والله المستعان

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم مشاهدة المشاركة

    ولاشك أن هذه ممدحة لابن تيمية..لا مذمة..
    لأنه حتى لو تصور كون الحق مع سيبويه في هذه الثمانين موضعا..
    فإن هذه الجرأة على التصريح بهذا..مع الديانة والإمامة في الدين
    تدل على علم واسع في العربية..
    بارك الله فيك أخي أبا القاسم

    هذه الجرأة ليست في محلها ولذلك عدها أهل الاختصاص مذمة
    وذلك أنه لو جاء أحد المحدثين ممن تفنن في علم الأصول ولم يتخصص فيه فقال في كتاب الرسالة للشافعي نحو ثمانين خطأ لا يعرفها أهل الأصول ولا يفهمونها لذم بما قال ولم يمدح

    ولو جاء أحد النحاة ممن تفنن في علم الحديث ولم يتخصص فيه فقال في صحيح البخاري ثمانين خطأ لا يعلمها أهل العلل ولا يفهمونها لكانت هذه الجرأة في غير موضعها

    وذلك أنا نعلم يقينا أنه لو تخصص في هذا الفن ودقق لرجع لقول البخاري
    وذلك أن العلم طبقات فمن لم يبلغ الطبقة التي فوقه ثم تكلم في علومها بغير كلام أهلها حمله ذلك تخطئة أصحابها
    ولذلك كانت جرأة المبرد في تخطئة سيبويه بهذا العدد وهذه الطريقة جرأة في غير محلها وذم بها
    ولذلك قال التنوخي في ترجمة المبرد: وأكبر ظني أن أبا علي الفارسي إنما عدل عن إقراء كتبه والتكثر بالرواية عنه بهذه الحال..ا.هـ
    ثم لما بلغ المبرد تلك الطبقة من العلم تراجع عن تخطئة أصحابها

    هذا هو حرف المسألة التي أردت الإفصاح عنها
    يسر الله القدرة على البيان عنه الآن
    فلو بلغ ابن تيمية تلك الطبقة من العلم لرجع يقينا لقول أصحابها


    وهنا دقيقة ينبغي التنبيه عليها
    وهي أن الجرأة المحمودة لا تكون في مخالفة أهل الفن ولكن في موافقتهم

    قد تكون في مخالفة غير أهل الفن ممن غلط عليهم في مسألة وتتابع أهل العلم عليه فكشفه وزيفه صاحب هذه الجرأة وأبان عن حقيقة مذهب أهل هذا الفن
    أما أن تكون هذه الجرأة في مخالفة أهل الفن فهذا لا يكون محمودا
    وذلك أن العلم الصحيح هو موافقة أهل الفن كما تقرر في موضعه من كتب أهل العلم
    وقطعا كان أبو حيان وغيره يعلمون أن كتاب أبي بشر لا يخلو من خطأ
    لكن أن يكون ذلك بهذه الطريقة وكما مثلت بالفقيه مع علم التفسير والمحدث مع الرسالة للشافعي والنحوي مع الصحيح للبخاري فلا

    وقول أبي العباس: يفشر سيبويه أسيبويه نبي النحو أرسله الله به حتى يكون معصوما سيبويه أخطأ في الكتاب في ثمانين موضعا لا تفهمها أنت ولا هو
    تعدي على أهل الاختصاص حتى أنه فهم ما لم يفهموه وهذا من صاحبه جرأة غير محمودة
    والله يسامح الجميع آمين

    ومع احترامي الكبير لشخصك الكريم
    لا أرى هذا الموضوع إلا من قبيل الترف الفكري
    لا أتكلم على الأخطاء المذكورة فإنها لم تسم ولا على ذم أبي العباس وغيره مما تقدم التنبيه عليه
    إنما أتكلم على مسألة منهجية وهي إنزال الأشياء منازلها والتسليم لأهل الفن في تخصصهم
    والتحذير من اتباع زلات العلماء
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم مشاهدة المشاركة
    وعدم فهم الناس الذين هم من أهل الشأن لمؤلّف ما ..هو في الأصل مذمة..لهذا المؤلف..
    فالأصل البيان والوضوح ..
    ولا يرتابني شك أن عربية الشافعي مثلا أحسن من سيبويه..
    ومع هذا فقد تكلم في الأصول والتفسير وغير ذلك..وكلامه مفهوم معروف
    هذا عجيب
    إنما المذموم إذا كان منشأ الغموض من عي القلم واللسان أو سوء عرض الفكرة وطرح المعنى

    أما إذا كان سبب الغموض التدقيق في مسائل الفن وتقسيم مسائل الكتاب على حسب طبقات العلماء في العلم وحسب طبقات الأذهان في الفهم فهذا معنى حسن حتى لا يستوي صاحب الفكرة والتدقيق والنظر مع غيره ممن لم يمعن في ذلك

    لذلك تدبر معي كلام أهل الاختصاص في ذلك إذ عدوه مدحا لا ذما:
    قال ابن كيسان نظرنا في كتاب سيبويه فوجدناه في الموضع الذي يستحقه ووجدنا ألفاظه تحتاج إلى عبارة وإيضاح لأنه كتاب ألف في زمان كان أهله يألفون مثل هذه الألفاظ فاختصر على مذاهبهم

    قال أبو جعفر هو النحاس ورأيت علي بن سليمان (هو الأخفش الصغير تـ 315 هـ) يذهب إلى غير ما قال ابن كيسان قال: عمل سيبويه كتابه على لغة العرب وخطبها وبلاغتها فجعل فيه بينا مشروحا وجعل فيه مشتبها ليكون لمن استنبط ونظر فضل وعلى هذا خاطبهم الله عز وجل بالقرآن

    قال أبو جعفر وهذا الذي قاله علي بن سليمان حسن لأن بهذا يشرف قدر العالم وتفضل منزلته إذ كان ينال العلم بالفكرة واستنباط المعرفة ولو كان كله بينا لاستوى في علمه جميع من سمعه فيبطل التفاضل ولكن يستخرج منه الشيء بالتدبر ولذلك لا يمل لأنه يزداد في تدبره علما وفهما."

    فانظر كيف التمس ابن كيسان العذر لسيبويه في وقوع بعض الغموض في كتابه بأن جعل مرد ذلك إلى اختلاف الألسن باختلاف الأزمن
    وهذا موجود في رسالة الشافعي وبعض من أصحاب تلك الطبقة وذلك أن العالم إنما يضع كتابه بلغة قومه وزمنه وليس بملزم أن يراعي فهم من سيأتي بعده ممن لا يفهم أوضاع خطابه

    ثم انظر إلى المعنى الذي استحسنه الأخفش والنحاس فإن القرأن كذلك وضع على أربعة أنحاء كما ذكر ابن عباس الثالث ما لا يعلمه إلا العلماء ثم هم في هذا القسم يتفاوتون في فهم مراد الشارع فلو لم يكن ذلك لاستوى أهل الفكرة والنظر مع غيرهم ولاستوى العلم الذكي مع غيره
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    شيخنا الفاضل أمجد

    كلامكم صحيح إن كان شيخ الإسلام يقصد أخطاء النحويين جميعا، لكن الظاهر لي من عبارته أنه يقصد أن هذه الأخطاء من سيبويه وحده، فلا مانع من أن يكون شيخ الإسلام قد أحصى هذه الأخطاء من كلام أهل الفن الذين جاءوا بعد سيبويه.

    ولا أستبعد أن يكون شيخ الإسلام اطلع على انتقاد المبرد أو غيره لسيبويه، ثم أطلق هذا القول بناء على ذلك.

    والذي أراه أن تخطئة شيخ الإسلام لسيبويه ليس لها علاقة بالمدح ولا بالذم، وإنما هو من باب الاختلاف بين العلماء، بغض النظر عن تفاوت طبقاتهم.

    فإذا جاء مثلا أحد المعاصرين ممن تخصص في الفقه وقال: أخطأ الشافعي في كذا وكذا، فلا يصح مدحه بذلك ولا ذمه، وإن كان دون الشافعي في علمه بمراحل.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم مشاهدة المشاركة
    تفضيل علم السلف على الخلف..تفضيل إجمالي..
    من جنس تفضيل مجمل الصحابة على التابعين..
    ولا يوجد ما يمنع شرعا ولا عقلا..من أن يكون اللاحق خيرا من السابق
    وأما سيبويه..فلم يبرع إلا بالعربية
    نحن لا نفاضل بين ابن تيمية وسيبويه مطلقا إنما نفاضل بينهما في علم النحو والعربية فقط
    فأي دليل عقلي أو شرعي يجعل ابن تيمية فوق سيبويه في ذلك
    إن كان ما ذكرته من مساعدة باقي العلوم لابن تيمية فقد تقدم الجواب عنه
    وأزيد أن سيبويه غير مدفوع عن فقه وحديث ونسب وتاريخ وغيره من حقول المعرفة
    قال محمد بن جعفر التميمي قال كان سيبويه أولا يصحب الفقهاء وأهل الحديث وكان يستملي على حماد بن سلمة
    وقال العيشي: كنا نجلس مع سيبويه في المسجد، وكان شابا جميلا نظيفا، قد تعلق من كل علم بسبب، وضرب بسهم من كل أدب مع حداثة سنه

    فكما أننا لا نقدم سيبويه في الفقه على ابن تيمية لأته تفنن فيه ولم يتخصص فكذلك لا نقدم ابن تيمية على سيبويه في العربية لأنه تفنن فيها ولم يتخصص

    وإن كان سبب ذلك كثرة الدواوين والكتب وما إليه فقد أحلتك على رابط في كلام لابن تيمية نفسه ينقض ذلك ويزيفه

    وإن كان شهادة العلماء وما علم من ترجمتهما فالواقع عكس ذلك
    فلا أعلم عالما فضل ابن تيمية على سيبويه في النحو والعربية بل لا أعلم من فضل كبار النحاة المتأخرين عليه
    وأما ما نقل في ترجمتهما فهو يشهد على أن سيبويه برع في هذا العلم غاية البراعة وبز أقرانه ووقف نفسه عليه حتى بات حجة في هذا الفن كالخليل والكسائي
    ولم نر ذلك لابن تيمية

    ولا أدري لعلكم تفضلون ابن تيمية على جميع النحاة وأهل العربية فردا فردا من المتقدمين والمتأخرين
    إذ كان سيبويه أعلمهم ولا يختلف في تفضيل أحد عليه إلا قليل من أهل طبقته

    واعلموا إخواني أنكم إذا ذهبتم إلى هذا القول أبطلتم حقائق كثيرة ولم تستطيعوا إقامة برهان على حقائق كثيرة
    وأخشى على من التزم هذا القول أن لا يستطيع الرد على أهل البدع وخاصة الأشاعرة


    وقد اتفق كل من ترجم لابن تيمية أن هذه ممدحة له..
    لو قيل العكس لكان أصوب على أن كثيرا منهم ساقها مساق الأخبار ولم يعقب عليها بسلب ولا إيجاب

    وأنت الآن تسوقها في مقام الذم..
    فما الفائدة التي تحصلها من ذلك..؟
    هل هو تصحيح مفهوم خطير عند طلبة العلم مثلا..؟
    فليكن فكان ماذا ؟! لا أرى حرجا في ذلك
    ولكني قدمت ذكر الفائدة من هذا التنبيه وهي إنزال الأشياء منازلها إلى آخر ما ذكرت


    ولم يغب عني ولله الحمد ما ذكرته في كلامك..ومع هذا فإني على رأيي
    فإنك لا تستطيع أن تجزم بهذا ألبتة..
    كل ما ذكرت فأنا أجزم به


    وأما تفضيل مطلق المتخصص على المتفنن فغير صحيح أيضا
    وفي سير بعض الأكابر ما ينقضه..ومنهم ابن تيمية فقد نقل الموافق والمخالف له
    أنه كان يعرف في مذاهب القوم فوق ما يعرفونه
    معرفة المذاهب أخص من معرفة العلوم فالأخير أعم فلا يصلح التمثيل بذلك هنا
    هذا شيء وشيء آخر وهو أن هذا قد يكون مع بعض أهل الاختصاص في عصره وقد يكون هذا تقصير منهم لأن الاختصاص مراتب
    أما سيبويه ونحوه كالخليل فهم أهل الاختصاص الحقيقي وكلامنا هنا عن هذا النوع من أهل الاختصاص
    فالصفدي كان من أهل الاختصاص في بعض علوم العربية وفي عصر ابن تيمية ومن تلامذته لكن هل درجة تخصصه كتخصص سيبويه شتان شتان وهيهات هيهات

    و المتخصص قد يكون زيادة علمه في معرفة أقوال أهل فنه..وتشقيقاتهم
    فيما ليس هو من متين العلم..
    قد يكون... وقد لا يكون كسيبويه وغيره كثير

    وكمثال معاصر..فإن علم العلامة الشنقيطي في العربية..
    يفوق علم الكثير من المتخصصين في العربية من حملة الدكتوراه
    نحن لا نتكلم عن هؤلاء وأمثالهم بل نتكلم عن أهل الاختصاص الحقيقي
    مثلا الشيخ ابن عثيمين متخصص في الفقه وغيره ومتفنن في علم العربية لكن لا نفضله على محمود شاكر في هذا الفن

    ولو سلمنا جدلا أن سيبويه أفضل عربية وقطعنا بذلك كمسلمة..
    فلا ينبني عليه ما حاولت من جعل تخطئة ابن تيمية له مذمة!
    بل مفخرة لابن تيمية..
    هذه مصادرة على المطلوب وهل نناقش إلا في هذا

    ولا يشك في ذلك من عرفه وعرف العربية
    لا تستطيع أن تثبت ذلك لو طلبته منك

    إذ جعلها مذمة تسفيه لعقله..لأنه لا يخفى عليه علو كعب سيبويه..
    ليس كذلك وقد ذكرت ما يعتذر به عنه في أول مشاركة
    أما قولك "لأنه لا يخفى عليه علو..." فلم أفهم مرادك منه
    وبوركتم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: لا يصح مدح ابن تيمية بتخطئة سيبويه في نحو ثمانين موضعا من الكتاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة

    كلامكم صحيح إن كان شيخ الإسلام يقصد أخطاء النحويين جميعا، لكن الظاهر لي من عبارته أنه يقصد أن هذه الأخطاء من سيبويه وحده، فلا مانع من أن يكون شيخ الإسلام قد أحصى هذه الأخطاء من كلام أهل الفن الذين جاءوا بعد سيبويه.

    ولا أستبعد أن يكون شيخ الإسلام اطلع على انتقاد المبرد أو غيره لسيبويه، ثم أطلق هذا القول بناء على ذلك.

    والذي أراه أن تخطئة شيخ الإسلام لسيبويه ليس لها علاقة بالمدح ولا بالذم، وإنما هو من باب الاختلاف بين العلماء، بغض النظر عن تفاوت طبقاتهم.

    فإذا جاء مثلا أحد المعاصرين ممن تخصص في الفقه وقال: أخطأ الشافعي في كذا وكذا، فلا يصح مدحه بذلك ولا ذمه، وإن كان دون الشافعي في علمه بمراحل.
    شيخنا الكريم بارك الله فيكم
    هذا لا يخفى على أبي حيان وهو الخبير بكتاب سيبويه والمطلع على ما كتب حوله من ردود
    فهذا مع قول أبي العباس:" لا تفهمها أنت ولا سيبويه" يدل على غير ما ذكرتم
    يعني أبو حيان أيضا لا يثبت خلو الكتاب من خطأ هذا معروف
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •