تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

    دافعهم في الامتثال - رضي الله عنهم - عموم قوله تعالى (فليحذر اللذين يخالفون عن أمره) ، (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) ، وغيرها من العمومات والإطلاقات الآمره بالطاعة والناهية عن المخالفة. ولما ظهر علم أصول الفقه واستوى على سوقه ، ضعف الامتثال عند البعض لما فصلت الأحكام الخمسة المستحب عن الواجب وميزت المكروه عن المحرم ، فصار عند البعض ما يمكن تسميته "المستوى الأساسي أو الابتدائي من التديّن" والذي عمدته ترك المحرمات وفعل الواجبات وما سوى ذلك "فلا يذم تاركه أو فاعله" أو "لا يستحق تاركه أو فاعله العقاب" [1] ، والدين يُسر.
    .
    = = = = = = = = = = = = = = = = =
    [1] عند الحنفية قسم من السنة أسموه "سنن الهدى" وهي تقترب من الواجب وتاركها يلحقه الملام وقد يستحق العقاب إن داوم على تركها. من وجهة نظري أرى في هذا القسم شيئاً من ديانة السلف الصالح في تعظيمهم لأمر السنة دون الانشغال بتفاصيل تحول دون امتثالها على الفور.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    255

    افتراضي رد: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي عبدالله كان الصحابة يفرقون بين الواجب والمستحب ، ولم يكونوا جاهلين لذلك ، أما فعلهم للمستحبات فهذا ليس عن جهل منهم بكونها غير واجبة وإنما عن تقوى في نفوسهم ومتابعة واقتداء بنبيهم .

    أما أصول الفقه فهو مجرد آلة لفهم النصوص ، كما كان يفهمها الصحابة ، وليست المشكلة في أصول الفقه وإنما في ضعف التقوى . ولا زالت الأمة بخير فهناك جانب مشرق واسع

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

    جزاك الله خيرا يا أبا هلا. في الحق الموضوع ليس عن جهل الصحابة بدلائل أصول الفقه من عدمه أو قدرتهم على التفريق بين مراتب الأحكام ، وإنما عن الاستعداد للالتزام ، سواء تعلق بواجب أو مستحب ، عملاً بقوله تعالى (خذوا ما آتيناكم بقوة). ولا زلت أرى أن لأصول الفقه كما تطور لاحقاً له دور في بيان مواقع الأحكام ، وهذه وظيفة مهمة ، ودور في إضعاف شمولية الالتزام. مثلاً يستجيز البعض لنفسه ترك كل النوافل والسنن لأنه يجد ما يبرر ذلك من تعريف المستحب أو السنة أو المندوب ، الخ. ولذلك فطن الحنفية لخطورة هذا ووضعوا التقسيم الذي ذكرت ، بل أشار أحمد إلى هذا المعنى عندما قال : من ترك الوتر فهو رجل سوء لا تقبل له شهادة. ولذلك لو قال عالم ذلك اليوم لأحد - دون أن ينسبه لأحمد - لانتقده الناس بل بعض طلبة العلم ، لأن تارك الوتر -في العرف الأصولي - تاركٌ لسنة ، فلا يُذم فضلاً عن أن ترد شهادته.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

    بارك الله في الشيخ عبد الله

    إضافة إلا ما ذكره الأخ أبو هلا فإن الموضوع أخص من العنوان فأصول الفقه ليس مقتصرا على الأحكام التكليفية الخمسة

    وأجل الشيخ عبد الله من أن يرمي إلا أن هذا العلم ليس من علوم الصحابة وعليه فليس من العلم النافع وإن كان عنوان موضوعه أوهم بذلك
    لكن لعله يريد بعض الآثار السلبية لبعض ما يذكر في هذا العلم
    والأمر كما قال الأخ أبو هلا يتعلق بالورع والتقوى وشدة الاتباع وإلا فإن اتباع ابن عمر أرفع منزلة من عبد الله بن عمرو مثلا وإن كان اتباع كل منهما أرفع ممن جاء بعدهم وهكذا
    ولذلك تقرر في علم الأصول عدم الاستدلال بحرمة أو وجوب الفعل الذي ضرب عمر وغيره الناس على فعله أو تركه
    قالوا لأنهم كانوا يضربون على ترك السنة (المستحب) ونحوها

    فعلى طالب العلم أن يعي هذا الأمور ولا يتساهل في فعل النوافل وترك المكروهات

    وإنما لجأ الفقهاء وأهل الأصول لهذه التقاسيم من أجل تنزيل الأمور منازلها إذ كان أمر الشارع لا على منزلة واحدة فبعضه أشد من بعض وأوكد من غيره
    ولما تقادم العهد وبعد الناس عن زمن النبوة وكثر الجهل وقل العلم وسع القول في هذه التقاسيم
    ولأجل تقديم الأعلى مرتبة على من دونه عند التعارض فيقدم الأوجب على الواجب وعلى ما دونه ولو لم يعرف الناس ذلك لأوشكوا أن يقدموا الأخف في طلب الشارع على الأشد عند التعارض
    فكانت هذه الحكم مقدمة على مفسدة التساهل في الاتباع بترك المستحب وفعل المكروه أحيانا وذلك أنها ليست عامة ويمكن علاجها بالبيان وأن هذا التقسيم فائدة كذا وكذا ولا يعني التساهل في الاتباع والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

    الأخوين الكريمين : أمجد و عدنان ، جزاكم الله خيرا ونفعنا بحسن بتوجيهكم.

  7. #7

    افتراضي رد: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

    أخي الغالي ، بكل بساطة أقول : هل تقول بوجوب المستحب وتحريم المكروه ؟
    فإن كنت تقول به فهل تقول بوجوب صلاة الضحى على كل مسلم ، وبتحريم ترك السواك عند الوضوء ؟
    وإن كنت لا تقول بذلك فما معنى كلامك هنا ؟
    [ اللَّهمَّ اهْدِ أبا عبدِالله واشْفِ قلبَه واشرحْ صدرَهـ ]

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله الفاصل مشاهدة المشاركة
    أخي الغالي ، بكل بساطة أقول : هل تقول بوجوب المستحب وتحريم المكروه ؟
    فإن كنت تقول به فهل تقول بوجوب صلاة الضحى على كل مسلم ، وبتحريم ترك السواك عند الوضوء ؟
    وإن كنت لا تقول بذلك فما معنى كلامك هنا ؟
    جزاك الله خيرا أبا عبدالله. صلب الموضوع حول مدى استعداد المكلّف للمبادرة بغض النظر عن سنية الشيء أو وجوبه ، ولذلك جعلوا المستحب من الأحكام التكليفية مع أنه ليس فيه كلفة ككلفة الواجب في الجملة ، بل جعلوا المباح - الذي استوى فيه الترك والفعل - من الأحكام التكليفية ، واختلفوا في موجب ذلك أهو للتغليب أم للتكليف باعتقاده مباحاً. عوداً على بدء ، الموضوع حول عن استعداد المرء للتنفيذ بحيث لا أقول يجعل المستحب واجباً وإنما يجعله كالواجب بسبب تعظيمه لأمر الشارع (وقالوا سمعنا وأطعنا) ، ولذلك قال الله تعالى (يا أيها الذين استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم) ومعلوم أن هذا أمر صريح من الشارع الحكيم يدخل فيه دعوة الرسول المخاطبين لفعل الواجب وفعل المستحب ، واشترك الأمران في كونهما مما يحيي قلب فاعلها. الصحابة رضي الله عنهم لم تكن عندهم عقبة التبرير والتأخير : هل هو مستحب أم واجب ، فإن كان مستحب أهملوه وإن كان واجب فعلوه ، بل كانوا يبادرون مبادرة واحدة مع علمهم بمرتبة الفاضل والمفضول من الأعمال ، والسبب أنهم كانوا يعايشون كلام الله قلباً وقالباً (أولئك يسارعون في الخيرات ) ، (فاستبقوا الخيرات) ، (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) ، والله المستعان ومنه أطلب الغفران فلست على قدر هذا الكلام من ناحية التطبيق إلا أني لا أعذر وأمثالي بالتقصير.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله الفاصل مشاهدة المشاركة
    فهل تقول بوجوب صلاة الضحى على كل مسلم ، وبتحريم ترك السواك عند الوضوء ؟
    هذا من التنطع والغلو ، وقد نهى عنهما الشارع بأدلة صريحة مستقلة (هلك المتنطعون) ، (إياكم والغلو) ، (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك) ، وتركه التراويح مخافة أن تفرض عليهم ، ومع ذلك واظب الصحابة على صلاة التراويح من بعده ونحن إلى الآن نواظب عليها بسبب تلك المواظبة الأولى ، وهذه من بركات الالتزام والاغتنام التي أفردت لها هذا الموضوع.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    48

    Lightbulb رد: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اقول لأخي الفاصل ماأحد قصد هذا ولايقول هذا من له أدنى المام بالعلم الشرعي
    انماقصد الاخوة أن يرونا مدى أهمية اتباع السنة وحرصهم عليها ومما تميز به الجيل الفريد عنا :
    -اذا أمروا بأمر لم يفكروا ولو لبرهة أهذا للوجوب أم للتخيير بل كانوا يسارعون على االفور في تطبيقه وكانت نفوسهم تتطلع بشغف عظيم حينما يقول الرسول الكريم من يفعل ذلك وله الجنة وفي معنى الحديث اني سأعطي الراية لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (فبات الناس يدوكون ليلتهم كلهم يرجى أن يعطاها).شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  11. #11

    افتراضي رد: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

    ولكن القارئ يفهم من كلامك من أول وهلة القول بإدراج المستحب مع الواجب والمكروه مع المحرم ؛ وذلك لأنك :
    قلت :
    فصار عند البعض ما يمكن تسميته "المستوى الأساسي أو الابتدائي من التديّن" والذي عمدته ترك المحرمات وفعل الواجبات وما سوى ذلك "فلا يذم تاركه أو فاعله" أو "لا يستحق تاركه أو فاعله العقاب" [1] ، والدين يُسر.
    في سياق استنكار . فما معنى استنكارك لقولهم بعدم ذم تارك المستحب وفاعل المكروه ؟!
    وقلت :
    مثلاً يستجيز البعض لنفسه ترك كل النوافل والسنن لأنه يجد ما يبرر ذلك من تعريف المستحب أو السنة أو المندوب ، الخ. ولذلك فطن الحنفية لخطورة هذا ووضعوا التقسيم الذي ذكرت ، بل أشار أحمد إلى هذا المعنى عندما قال : من ترك الوتر فهو رجل سوء لا تقبل له شهادة. ولذلك لو قال عالم ذلك اليوم لأحد - دون أن ينسبه لأحمد - لانتقده الناس بل بعض طلبة العلم ، لأن تارك الوتر -في العرف الأصولي - تاركٌ لسنة ، فلا يُذم فضلاً عن أن ترد شهادته.
    وفي سياق استنكار أيضا . فما معنى استنكارك تجويزهم ترك النوافل والسنن ؟!
    وكذلك لم يعجبك عدم قولهم بذم من ترك الوتر . فهل يعني كل هذا إلا أنك توجب المستحبات ؟!
    فإن كنت تريد الحث على السنن كما يظهر في بعض كلامك فهل وجدت الأصوليين يمنعون من ذلك ؟
    فما الذي تنقمه من الأصوليين إذن ؟
    هل تريد منهم إيجاب قيام الليل وصلاة الضحى حتى يكونوا حاثين على المستحب ؟! أم ماذا ؟!
    [ اللَّهمَّ اهْدِ أبا عبدِالله واشْفِ قلبَه واشرحْ صدرَهـ ]

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

    الشكر موصول للأخ الفاضل / عبد الله الشهري .. ولكل المشاركين .
    لعل الأخ أبو عبد الله الفاصل قد التبس مقصد الأخ عبد الله ، ولست هنا لأفسر ما يقصده فهو واضحٌ جليّ . والأمر يستحق المراجعة وخاصة من أهل هذا الفن ، ولعل نشوء ما يسمى بـ (( السنن المهجورة )) نبع من عدم وعي متزن بالسنة ، وخاصة على ضوء فهم الأصوليين ..
    لا بدّ أن نفرق بين التقسيم التعليمي والأثر الناتج . وليس المعنى هو إيجاب المستحب أو تحريم المكروه ، فذلك غير ممكن فضلاً عن أنه لا يجوز أصالة .
    ثم هي مسألة لا تستوجب كل هذا التشنج والإبعاد في الحكم فهون عليك أي / أبو عبد الله ، وأرى أنك تمثلت ببيت جميل ، ولعل البغض المقصود في البيت من باب الكراهة لا من باب الحظر . ( ابتسامة )

  13. #13

    افتراضي رد: الصحـابة قبل "أصول الفـقه"

    الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد ولد آدم وخاتم النبين وعلى آله وصحبه وبعد ..
    جزاك الله خيرا عبد الله
    بداية القضية كما قيل قضية تقوى وامتثال من الصحابة رضي الله عنهم عن علم لا يساميهم فيه أحد ممن تبعهم
    ثم جزى الله علمائنا من السلف وحتى اليوم خير الجزاء لما قعّدوا من قواعد وأصّلوا من أصول بينوا بها مذهب أهل الحق من أهل الباطل , فأنا لا أراهم ذهبوا إلى هذه التقسيمات إلا مخالفة لأهل البدع والأهواء كالمرجئة والمعتزلة والخوارج وغيرهم , فالمرجئة أخرجوا الأعمال من الإيمان وقالوا بأنه لا يضر مع الإيمان ذنب كما أنه لا ينفع مع الكفر عمل صالح .
    والخوارج والمعتزلة اختصموا في حكمهم على فاعل الكبائر أكافر هو ومخلد في النار أم مخلدٌ في النار غير كافر .
    فوضع علماؤنا رضي الله عنهم هذه القواعد في سياق الرد عليهم وتبيين السبيل للسالكين . ورحمة بالأمة , فإن فيها الضعيف والمريض والشيخ الكبير الذي لا يطيق أن يؤدي جميع السنن . فما أراهم وضعوا هذه الأصول إلا رحمةً بالأمة وتبييناً للحق وإكباتا لأهل الباطل المنافحين عنه .
    أما أن يتمعذر الكسالى بـ " أن هذا مكروه فآتيه وهذا مستحب فأتركه فلا إثم عليّ " صحيح أنه لا إثم على تارك نافلة , ولكن لكل درجات مما عملوا .
    والحمد الله أولاً وآخراً , والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وأزواجه . آمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •