المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله الفاصل
أخي الغالي ، بكل بساطة أقول : هل تقول بوجوب المستحب وتحريم المكروه ؟
فإن كنت تقول به فهل تقول بوجوب صلاة الضحى على كل مسلم ، وبتحريم ترك السواك عند الوضوء ؟
وإن كنت لا تقول بذلك فما معنى كلامك هنا ؟
جزاك الله خيرا أبا عبدالله. صلب الموضوع حول مدى استعداد المكلّف للمبادرة بغض النظر عن سنية الشيء أو وجوبه ، ولذلك جعلوا المستحب من الأحكام التكليفية مع أنه ليس فيه كلفة ككلفة الواجب في الجملة ، بل جعلوا المباح - الذي استوى فيه الترك والفعل - من الأحكام التكليفية ، واختلفوا في موجب ذلك أهو للتغليب أم للتكليف باعتقاده مباحاً. عوداً على بدء ، الموضوع حول عن استعداد المرء للتنفيذ بحيث لا أقول يجعل المستحب واجباً وإنما يجعله كالواجب بسبب تعظيمه لأمر الشارع (
وقالوا سمعنا وأطعنا) ، ولذلك قال الله تعالى (
يا أيها الذين استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم) ومعلوم أن هذا أمر صريح من الشارع الحكيم يدخل فيه دعوة الرسول المخاطبين لفعل الواجب وفعل المستحب ، واشترك الأمران في كونهما مما يحيي قلب فاعلها. الصحابة رضي الله عنهم لم تكن عندهم عقبة التبرير والتأخير : هل هو مستحب أم واجب ، فإن كان مستحب أهملوه وإن كان واجب فعلوه ، بل كانوا يبادرون مبادرة واحدة مع علمهم بمرتبة الفاضل والمفضول من الأعمال ، والسبب أنهم كانوا يعايشون كلام الله قلباً وقالباً (
أولئك يسارعون في الخيرات ) ، (
فاستبقوا الخيرات) ، (
إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) ، والله المستعان ومنه أطلب الغفران فلست على قدر هذا الكلام من ناحية التطبيق إلا أني لا أعذر وأمثالي بالتقصير.