الموت عند الإغراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد .
بين الأغراق في المدح ، و الولوج في أغوار الذم تموت الحقيقية موتا لا حياة بعده .....
ترى بعض الناس يقول عن زيد من الناس { العلامة الفقيه } أو { المحدث الناقد } أو { اللغوي البارع } أو { الأصولي النظار } او { الأديب الأريب } إلى آخر تلكم الإطراءات البراقة البارقة .....
لو علم الذي ينصب نفسه للموازنة بين الأشخاص أنه جالس على كرسي عظييييييييم جدا ، وسيسأله الناس عما قال وحكم ، ماطاش سهمه في حكمه ، ولا ركب قارب غلوه في تقديره .....
من الذي يحكم على فلا أنه { محدث } ؟!!!!
الجواب بسيط ، بقدر ماهر عظيم الشأن ....
العلماء الربانيون هم الذين يعطون وسام { الفقيه } أو { النظار } للشخص الفلاني ....
ماسبب هذه الأمور ؟
الجهل .......
الجهل هو سبب هذه الهناة ، وهذه المزالق ....
الجهل غشاء سميك يغشي عقل صاحبه .....
بخلاف العالم الرباني فعلمه نار متأججة تلامس ذلك الغشاء فتحرقه ، فتكشف نور ذلك العلم .....
ما اعظم موت هولاء الذين يغرقون في المدح و الذم .....
الحقيقة عندهم ميتة إلى يوم النشور .....
ما اعظم شقاء هؤلاء الذين يغرقون في المدح و الذم .....
بلاءهم شديد ، ومصيبتهم عظيمة .....
نسأل الله العفو و العافية .....
ولا إله إلا الله .....
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم السلفي الأثري
يوم الأحد 2 - ذو الحجة - 1429 هجرية
على الساعة 21:02 تماما