هو علامة الشام ونادرة الأيام العلم العامل القدوة المحقق المدقق المحدث العلامة / محمد جمال الدين بن محمد بن قاسم بن إسماعيل بن أبي بكر الحلاق الدمشقي القاسمي ولد لعام ألف ومائتين وثلاثة وثمانين من الهجرة وحفظ القرآن وتعلم على طريقة القدماء ولما بلغ الثانية عشرة درس وناظر وكان آية في الذكاء عليه الرحمة ميالاً في منهجه إلى السلف ونبذ البدع كتب المؤلفات التي ربت على المائة توفي والده العالم الأجل لعام ألف وثلاث مائة وستة عشر وبدأ صاحبنا العلامّة بتأليف محاسن التأويل ثم إنه ذهب مع الشيخ عبد الرازق البيطار إلى القاهرة ومكث في درس الأستاذ الإمام محمد بن عبده بن حسن خير الله التركماني الحنفي الشناري البحيري المصري الأزهري :{1323:ت} وأشار الأستاذ الإمام باختصار إحياء علوم الدين لما فيه من القصص الواهية والعلل المردية ويعلم عن صاحب هذا الكتاب أنه بلع الفلسفة وما استطاع أن يقيئها كما قال تلميذه العلاّمة أبوبكر بن العربي ،ثم إنًّ الشيخ القاسمي عليه الرحمة اختصره وبث فيه القصص للعامة والموعظة ويدري الداري حين قراءته ماذا قصدت ؛ثم إن الشيخ كان يكتب في منار المشرق مجلة الأستاذ الإمام المحدث العلامة السيد محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا بن علي خليفة القلموني الطرابلسي البغدادي الحسيني المصري القاهري :{1354:ت}: وكانت مقالاته هادفة وجيدة من الجرح والتعديل ؛ ومما نشك في نسبته إليه مقالاته التي تسمى بـ "تاريخ الجهمية والمعتزلة " الذي أيضاً شك فيه الشيخ السلفي محمد بن عبد الرحمن المغراوي حيث أن منهجه مخالف لما انتهجه القاسمي في محاسن التأويل الذي أنهاه في اثنتي عشرة عاما وتوفى الشيخ بعد صراعٍ للمرض كما قال صاحب المنار " في مقال بعنوان مصاب مصر والشام برجال العلم وحملة الأقلام" لعام ألف وثلاث مائة واثنين وثلاثين بعدما ترك مايربو على مائة مؤلف ؛ ولقد كان الشيخ سائر على التقليد حتى زج به في السجن واتهامه بابتداع مذهب ينعت بالمذهب الجمالي ،ولكنه خرج ولله الحمد ، لكن الأستاذ ظافر ( ابن العلامة القاسمي) يقول :بأن أباه ترك رأيه هذا وأصبح مقلداً (انظر أعلام عرب محدثون/ للأستاذ نقولا زيادة ) ولكن هذا لا يهمنا فقاعدتنا أننا مع الحق أينما كان ،ولكن الشيخ عليه الرحمة مع ما له من قدم في السلفية وخدمتها إلا أنه قد زل في بعض مواطن في محاسن التأويل :
مثل : قصة لبيد بن الأعصم وسحره
ونقله لبعض كلام النجم الطوفي الحنبلي في المجلد السابع وموافقته عليه
إلا أن هذا لا ينقص من قدره بل يزيده وضأةً وجمالا فالقاعدة المعهودة هي " أن كل ابن آدم خطاء" واللبيب يدري وإن منهجنا وقاعدتنا أننا لا نحكم لأحد بالكمال لأن الكمال لله ،ولا نجزم لأحدٍ بالعصمة فهي للأنبياء والرسل ومن أراد الله من البشر ؛ وقد رأيت منذ أيام أحمق يسب القاسمي ورشيد رضا مما أحزنني كثيراً فلا يغرنك مقالات القائلين ولا تلتفت إلى سفج أهل التخرص فهم كثر إلا من رحم ربي وأولئك لعمري كما قال الشاعر :
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له وخصوم
(((((((((((((((((( وأنا آسف جداً لأنني كتبت هذا المقال على عجالة من أمري ومما زاد الطين بله أن هذا من ذاكرتي فاعذرني يا أخي ))))))))))))))))
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .
وكتبه :أبو الفداء أحمد بن عبد الحافظ بن طراد الحجازي المصري