تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 24 من 24

الموضوع: الصحابة تحققوا ....... ؟ ....... و التابعون حقّقوا ؟ !!

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: الصحابة تحققوا ....... ؟ ....... و التابعون حقّقوا ؟ !!

    سامحك الله أخي الكريم العنابي،
    ما هكذا تؤخذ كتب العلماء.. وأقول قد عجلتَ في الحكم أنت أيضا، بارك الله فيك، ولم تتروَ،
    فليس من التحقيق في شيء أن نبحث عن عبارتين بعينهما في كتب الشيخ فان لم نجدهما، خرجنا بالنتيجة المباشرة بأن المعنى نفسه غير موجود فيها باطلاق! فأنت فتحت المكتبة ووضعت هذه الكلمات: "التصوف السني أو الصوفية السنية" فلما لم تجد نتيجة، قلت أن شيخ الاسلام لم يذكر شيئا بهذا المعنى! وهذا يا أخي الكريم خطأ منهجي في البحث والنظر في كتب العلماء ينبغي التنبيه اليه.. وأخشى أن تكون قد أعطيت به خلوصيا حجة عليك من حيث لا تدري، بل لقد وقعت به من حيث لا تشعر في عين ما توقعه هو بقوله: "فربما يأتي أحدهم ليقول لا لا اللفظ هذا بالذات لم يرد ... و هذا الخلوصي يدلّس !"
    فسبحان الله!
    هو يتكلم عن المعنى بغض النظر عن الألفاظ، وأنت في المقابل تبحث عن اصطلاح بعينه لترجع باثبات عدم وجود ذلك الاصطلاح بالذات في كتب الشيخ.. فما بهذا تقام الحجة على ذاك، فتنبه!

    ملحوظة: لا تفهمن من كلامي هذا أنني راض باصرار خلوصي على الحيدة عن الجواب وقعوده دون اخراج تلك النصوص التي يدعي وجودها ووفرتها، أو أنني أثبت وجود المعنى نفسه الذي يريده خلوصي في كتب شيخ الاسلام ولكن بعبارات مختلفة: كلا، ومنهج شيخ الاسلام رحمه الله واضح ومعلوم وقد أشرنا الى طرف منه فيما تقدم من المشاركات، ولكني أنبهك أخي الكريم الى خطأ منهجي وقعتَ أنت فيه في الاستدلال والمحاجة، اقتضى العدل والانصاف والأمانة العلمية أن أبينه لك.
    وفقني الله واياك للخير.
    وبالمناسبة فأنا أعجب من تذرع أخينا خلوصي بالوقت وضيق الوقت وكذا، وقد حسب له عداده فوق الخمسين موضوعا ومن المشاكرات ستمائة مشاركة، وضعها كلها في ستة أشهر فقط - وهي المدة التي مضت منذ أن سجل عضويته - أي بمعدل متوسط يقترب من أربع مشاركات في اليوم!!! فكيف يا أخي تدعي أنه لا وقت عندك لبسط الجواب - الذي أصبح متعينا عليك - واخراج النصوص والأدلة اللازمة له؟؟
    أمر عجيب والله..
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: الصحابة تحققوا ....... ؟ ....... و التابعون حقّقوا ؟ !!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

    يا أخي أبا الفداء, كان عليك أن لا تعامل أخاك العنابي بهذه الطريقة, كنت لطيفا مع المبتدعة, وكل ما أعرض هذا المبتدع وتجبر زدت لطفا معه, وهذا أسلوب حسن لعلك توافق كتاب الله وسنة رسوله في دعوة المعادين للحق.
    فلم جرحت صديقك العنابي لما وجد على المبتدع الفاسد؟
    قال هذا الصوفي في كلامه: "التصوف السني على حد تعبير الإمام ابن تيمية". أين عبر شيخ الاسلام بهذه الكلمة المركبة في كتبه؟

    وكان عليك أن تتبع منهجك في الرد على المخالفين, والمخطئين من أهل السنة في بيان الخطأ الذي ذهبوا إليه وبيان الصواب مباشرة لتصليح زلاتهم.

    لذا عليك أن تبين للأخ العنابي وغيره المعنى الذي ذهب إليه شيخ الاسلام في تعبيره لمثل هذه العبارات الغريبة "التصوف السني" كي ينجلي الأمر ويزيل الإشكال فلا تمر عليه مر الكرام.

    استعمال مثل هذه العبارات حيلة فاسدة ومحاولة لاضلال الناس فلا يجوز السكوت عن هذا, وما معنى التصوف السني المزعوم؟ هل يقره الإمام؟ ولماذا أقره؟

    يا أخي التصوف ليس من الاسلام في شيء, الاسلام بريء من هذه العبارة فضلا عن معناها. فقد كذب أو أخطأ كل من ادعى أن الزهد والورع والابتعاد عن مشاغل الدنيا للتعبد تصوفا.

    كنت قد تعقبت على صاحب الموضوع, لكن مشاركتي حُذفت, بينت حقيقة هذا الرجل وما يرمي إليه من كلام شيوخ المتصوفة حول "العلم الأكبر" "والمحبة" و "الإحسان" بنظر المتصوفة, فلا داعي لإعادته خشية الحذف مرة أخرى.

    وفي آخر كلامي وجهت لك مقالا ولابن الرومية مقالا آخر:
    قلت لك يا أبا الفداء: ما التقى الماء العذب بالنار إلا أخمدها, ويبقى دخانها إلى حين.
    وقلت لابن الرمية: الثمار بأصل ألوانها تُشهي العيون, فما إن تقلبت وتعددت نفّرت.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: الصحابة تحققوا ....... ؟ ....... و التابعون حقّقوا ؟ !!

    "فلم جرحت صديقك العنابي لما وجد على المبتدع الفاسد؟"

    ما ظننت أن كلامي يجرحه، بارك الله فيك وفيه، ولو أنه جاءني بمثله في تصويب خطأ وقعت أنا فيه، لما ساءني ذلك .. وأنا انما أردت تصويب خطأ منهجي وقع فيه الأخ الكريم، من قبل أن يجد فيه خلوصي ذريعة وتكأة ليزيد من تمنعه علينا وابائه الرد والبيان .. فهو لا يزال يتذرع لهذا التمنع بأننا من الغلاة الجراحين الذين يشيدون الأحكام مسبقا دون تبين، فان أردتم مناقشته فيما عنده فلا تعطوه ما يتذرع به للاعراض عنا - بحق أو بباطل - وأنتم لا تشعرون!

    وأكرر أنني لا أقر خلوصيا على اطلاقه اصطلاح "التصوف السني" وغيره من مثله من المتشابهات حتى أفهم حقيقة مراده منه .. والا فالحكم على المصطلح لا يكون قبل تبين حقيقة المراد منه .. ثم بعد ذلك نتأمل فيما هو أولى منه لفظا وأبعد عن مواطن الشبهات، بعد أن نكون قد اتفقنا على حقيقة المعنى المراد أولا..
    ولهذا فكما عاتبت الأخ الفاضل ابن الرومية على التعجل بموافقة خلوصي على مصطلحاته، بل وتفخيمه وتعظيمه اياه - ومبالغته في ذلك حتى رأيته يظهر له التتلمذ على يديه فيما يكتب! - من قبل أن يتبين ويستفصل منه على حقيقة مراده من تلك المصطلحات المتشابهة، عاتبت أخانا العنابي وفقه الله ومن قبله أبا عبد الرحمن على التعجل في الجهة المقابلة ... فهذا مقتضى العدالة والانصاف العلمي الذي ننافح عنه في كل مكان، والذي نتخذه شعارا راسخا لمنهجنا، منهج أهل السنة المبارك ...
    --------------
    ولعله أصبح لزاما في هذا المقام أن أفصِّل في بيان موقفي مما يطلق عليه اسم "علم التصوف" حتى لا أتهم بإنكار وجود ذلك العلم عند السلف كما قد يتوهم من يقرأ كلامي..
    فأقول وبالله التوفيق:
    لا يصح أن يستنكر طالب العلم على إخوانه وجود من تكلم بكلمة "التصوف" - بهذا الاصطلاح - وبحث فيه كعلم مستقل من أئمة السلف ومن تبعهم بإحسان، وقعّد له بناءا على الكتاب والسنة = استنكارا مطلقا، ولا يصح الزعم بأن هذا لم يكن من علوم السلف، فليس هذا بصحيح يا إخوان بارك الله فيكم.
    وأنا في الحقيقة لما راجعتُ كلامي الذي في مشاركاتي الآنفة، خشيت أن يفهم منه بعض إخواني أن مذهبي هو غمط كل ما أطلق عليه بعضهم لفظ علم التصوف من مباحث وتصانيف وأصول، ورميه كله عن قوس واحد بالضلالة!
    فلا والله ليس هذا مذهبي في حقيقة التصوف (وأعني ذلك العلم المتنازع عليه، وليس مجرد المسلك نفسه الذي يأتسي فيه المسلم بزهاد الصاحبة والتابعين وتابعيهم وما روي عنهم من مآثر في ذلك) وقد صدق ابن الرومية - وفقه الله - إذ قرر أن التصوف علم قد صنف فيه من أفاضل الأمة وأماجدها من القرون الفاضلة وصولا إلى ابن القيم رحمه الله من أخرج منه الخير والنفع الكثير، فلا يؤخذ هؤلاء جميعهم بجريرة أهل الفلسفة والزيغ والباطنية والفساد الأصيل في مصادر التلقي ومسالك التعبد..
    وقد كنت وما زلت أستنكر على خلوصي قياس ما عنده من اتباع مشايخ الطرق المنحرفة على أصول الفقه والتمذهب بمذاهب الفقه وما إلى ذلك، ولولا علمي بهذا عنه ما أنكرت عليه ما تجدونه في كلامي من إبطال قياسه لذلك العلم - عنده - على علوم النحو والأصول.. وإلا فمن حيث الأصل فلا ينكر من له أدنى تتبع لتراث الأمة وعلومها أن من جملة ما ورثناه في ذلك التراث علوما قد سماها من سماها بعلم التصوف وهي من خرافات الطرقيين والقبوريين براء! فلا نتهم علما ونرده بمجمله لمجرد كوننا نكره الاصطلاح على اسمه، إذ يشتبه بما تسمت به فلسفات ومسالك أخرى فاسدة كانت لها الغلبة بهذا المسمى في تراث الأمة!
    وأنا إذ أرفض مصطلح التصوف وأصرح بذلك في كلامي فليس هذا لكونه مصطلحا حادثا كما ظهر لي أن بعض الإخوة قد فهموا من كلامي، وإلا فكل مصطلحات العلوم الأخرى حادثة لا أصل لها في كلام الصحابة كما لا يخفى.. ولكني أنكر هذا المصطلح وأطالب باتخاذ اصطلاح آخر في مكانه لذلك العلم السني السلفي "كعلم السلوك أو علم أعمال القلوب أو طب النفوس أو نحوه" كبداية لمواصلة للمشروع الإصلاحي لتنقيته مما خالطه - وهو المشروع الذي قطع فيه ابن القيم رحمه الله شوطا كبيرا - لأنك لا تكاد تجد اليوم رواجا لذلك العلم - بكل أسف - ولا اشتغالا به - على أهميته - في التنظير والتأصيل والتفريع إلا عند أئمة الزندقة والغلو من الطرقية وأضرابهم، فإذا ما أراد العامي أن يطلب علما يسمى بعلم التصوف، لم يجد أمامه إلا تلك الدعاوى الشيطانية تدعوه إليها والله المستعان!
    وصحيح إن هناك مأخذا معتبرا على كثير من المعاصرين من علماء الدعوة السلفية، أقول إن من العدل والإنصاف أن نشهد به ولا ننكره.. إذ كثير منهم مقلُّون في هذا الجانب يختزلون الكلام فيه في إطار "الرقائق" والاقتصار على رواية بعض أحوال السلف في الزهد والورع، حتى فهم بعض صغار طلبة العلم أنه ليس وراء ذلك من شيء يستحق أن يعتني علماؤنا بدراسته وتحرير التصنيف فيه كعلم مؤصل مستقل..
    وهذا خطأ كبير في الحقيقة.. فقد صرنا اليوم معاشر أتباع محمد صلى الله عليه وسلم نستورد "علم النفس" ونظرياته من الغرب ونعالج بها مرضانا مع أن القوم هناك هم الأحوج إلى استيراد ما في تراثنا من علوم في أحوال النفس البشرية وأمراضها وما يُصلحها من الكتاب والسنة وهدي سلف هذه الأمة على أصل التوحيد! وصار كثير من إخواننا على قلة حظهم من النظر الدقيق في تراث الأمة، يمنعون كثيرا من الخير من الوصول إلى الناس فلا هم يدرسونه وينقحونه بالتمرير عبر مصفاة الكتاب والسنة كما دأب ابن القيم رحمه الله وغيره، ولا هم يقبلون مجرد الإقرار بأن هناك علما هذا محتواه وموضوعه، يستحق الدراسة والبحث والإحياء من تراث المسلمين.
    أنا معك قلبا وقالبا في النكير والتشنيع على الذين أفسدوا مصادر التلقي وراحوا يستدلون بتلبيسات شيطانية (ومنها ما هو كرامات للصالحين) ومنامات وأذواق وتجليات وكشوف وفلسفات باطنية، ويزعمون لقياهم للأنبياء والأخذ عنهم مباشرة، فيأتون في دين الله بالمناكير والطوام والخوارم، فهذا كله باطل وفساد عظيم وليس مما نقبله في شيء، وهو الغالب على علوم السلوك والنفس في تراثنا ولا حول ولا قوة إلا بالله! ولكن يا أخي يعلم الله أنه لولا أن انصرف كثير من المعاصرين في الدعوة السلفية عن مواصلة مشروع ابن القيم رحمه الله في تصفية ذلك العلم وإصلاحه - وأنا أعذرهم إذ الاشتغال بإصلاح عقائد المسلمين وقمع الشركيات والضلالات هو الأولى ولا شك، فدفع المفسدة مقدم على جلب المنفعة - لكان لأمتنا اليوم تلك الرايدة العالمية التي تستحقها - بما آتاها الله من الوحي، وما شيدته عليه من التراث - في سائر العلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم التربية وغيرها، ولما كنا نحن اليوم من يضطر إلى الأخذ في هذه المعارف والنظريات من بلاد الكفار كما ترى، ثم إذا بنا نسعى إلى أسلمتها وضبطها بما نجد في كلام شيخ الإسلام وتلميذه رحمهما الله، وغيرهما من أئمة الإسلام الذين ضبطوا أصول النظر في نفوس البشر وأحوالها وقلوب بني أدم ومسالكها!
    فأنا لا أنكر وجود علمٍ نافع أسماه الناس بعلم التصوف والسلوك من القرون الفاضلة، ولكنني أنكر دعوة الناس اليوم إلى دراسة "علم التصوف" حيث لا يجدون من يدعوهم إلى ذلك إلا أهل الزيغ والباطل، يدعونهم إلى كتبهم ومصادرهم المدخولة يزينونها لهم تزيينا، فلا يجدون من يرشدهم إلى ما يؤخذ وما يترك، وإذا بهم قد فارقوا أهل السنة وفسد عليهم دينهم حتى لربما خرجوا من الملة جملة واحدة من حيث يحسبون أنهم يسلكون إلى الله طريقا، والله المستعان!
    يقول بعض إخواننا إن مثل هذا موجود في أصول الفقه، حيث تغلب كتب المعتزلة وعلوم الكلام على تلك الصنعة، ولكن الفارق أن علم التصوف سهل قريب للعامة بينما علم الأصول بعيد عن متناولهم لصعوبته ودقة اختصاصه في مسائله ومادة بحثه، وصحيح ما يقولون.. ولكن لو تأملوا لوجدوا أن هذا هو عين سبب إنكاري لإطلاق هذا القياس بين العلمين، ولدعوة الناس إلى مسمى علم التصوف بهذا الإطلاق..
    فأولا: الغالب على ما يطلق عليه اسم علم التصوف الفساد والضلال (أصولا: في مصادر التلقي، وفروعا: ما انبنى على تلك الأصول من بدع كلية وجزئية)، بخلاف علم الأصول (فصحيح أن أكثر مصنفات علم الأصول وضعها معتزلة وأشاعرة إلا أن هذا لا يمنع غلبة الصحة والسلامة في النظر العقلي على أكثر تلك المصنفات بالجملة)
    وثانيا: فإن المسلم لا يتعرضُ لما في مصنفات بعض علماء الأصول من فساد إلا بعدما يقطع شوطا من طلب العلم غير قليل، ولا يفعل ذلك استقلالا بنفسه - غالبا - ولكن بتوجيه من شيخه، فلا خطر فيها إذن على عامة المسلمين، بخلاف ما يكون من المفاسد المشتمل عليها تحت "علم التصوف" فإنها قريبة إلى العامة محببة إلى نفوسهم (فنفس الإنسان مجبولة على محبة الغيبيات والغوامض من الأسرار والبواطن والأحوال الخارقة للعادات)، وهي سهلة في الوصول إليها لا تتطلب منهم تأهلا مسبقا لقراءتها والافتتان بها.. ومدخلها إليهم مزين بزعم الناشرين لها أنها مسلك يحتاج من الداخل فيه إلى أن يسلم نفسه لشيخه فيصير كالميت بين يدي مغسله، لا يسمع إلا ما يسمعه شيخه ولا يرى إلا ما يريه إياه!! فإن هو بلغ الصفة، أصبح ممن تنكشف له حجب الغيب والأستار ويرى ما لا يراه البشر، يصافح الملائكة والأنبياء ويرقى إلى معارج السماء وتتحقق فيه حقائق اليقين فتنخرق له العادات ويتحرر من قانون الأسباب... إلى آخر ما يقولون من الهذيان..
    فالفرق بين العلمين - بالتغليب - كبير ولا قياس بينهما من هذه الجهة .. ولكن لا يعني التفريق أنه ليس في تراث الأمة مما ضُرب عليه مصطلح التصوف ما يستحق النظر والدراسة، كلا وحاشا أن ينسب إليَّ هذا الكلام! بل أنا أدعو العلماء وطلبة العلم - وليس العامة - لتناول ذلك التراث بالفحص والتنقيح والتصفية السلفية القويمة، ومواصلة مشروع أئمة الإصلاح من قبلهم مواصلة جادة، وحبذا لو يكون ذلك تحت مسمى آخر لهذا العلم كعلم السلوك - مثلا - حتى لا يلتبس الأمر على العامة فيردوا المهالك إذا ما راحوا يطلبون هذا العلم! وحتى يفهم الناس أن غاية ذلك العلم ليست أن تنشئ بالضرورة رجلا متصوفا زاهدا ناسكا معتزلا في صومعة، ولا أن تحول الناس إلى "دراويش" مغيبين عن الحياة كما غلا الغلاة، ولا أن تفتح أمامهم أستار الغيب وتوصلهم للاتصال بالموتى من الأنبياء والصالحين ولا إلى أن تخرق لهم العادات كما يطمحون، ولكن غايته أن يتعلم الناس ما به تشفى علل صدورهم وسخائم نفوسهم ويستقيم لهم التعامل مع أمراض قلوبهم والنظر في أحوالها ومراقبتها وتزكيتها كما كان دأب الصحابة والسلف الأول رضي الله عنهم، مستفيدين في ذلك بتأصيل من أصلوا في ذلك المجال من أئمة العلم الأولين والمتأخرين! فلا ينكر أحد من طلبة العلم أنه يجد في كتب ابن القيم رحمه الله - مثلا - ما يدرك أنه يحتاج إلى إعماله على نفسه وعلى قلبه من معالجة ومتابعة ومراقبة ومعاهدة بهذا الذي يقول رحمه الله، مع أنه لا يجد هذه القواعد والمعالجات منصوصا عليها في الكتاب والسنة! فهل يستنكر حينئذ وصفها بالعلم المستنبط المؤصل على الكتاب والسنة؟ ليس له هذا، فهذه حقيقتها وكل ما كان في سلكها من مصنفات السابقين.. فعلينا أن نتحلى بسعة الصدر وسعة العلم حتى لا نحرم الأمة من خيرٍ كثير، اتقاءا للفساد الذي خالطه.. والله الموفق المستعان.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  4. #24

    افتراضي رد: الصحابة تحققوا ....... ؟ ....... و التابعون حقّقوا ؟ !!

    بارك الله فيك أخي الأبياري
    قد وقع في نفسي شيء من مشاركة أخينا أبا الفداء وراسلته على الخاص فأفهمني مراده من كلامه وأفهمته المراد من كلامي، وإن كنت أعتب عليه شدته في رده عليّ، لكن سبحان الله في كل شؤونه حكم ربما نعلمها وكثيرا ما نجهلها، وهذا ليعلم المخالفون أننا وإن كنا على منهج واحد فإننا لا نتوانا عن بيان الخطأ لبعضنا البعض، كما لا نتوانا أيضا في الدفاع عن بعضنا البعض
    وهذا هو الدين بعينه وهو تأويل لقوله صلى الله عليه وسلم:
    انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قالوا: يا رسول الله، هذا نصره مظلوما فكيف ننصره ظالما ؟ قال : تمنعه من الظلم.


    إعلان من الإدراة : تمَّ إغلاق الموضوع إلى أجل غير مسمَّى؛ لعدم ظهور التكافؤ في المحاورة، وحفاظًا على وقت الإخوة من الضياع ..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •