حزب الله الشيعي يحاصر بيروت في مسعاه للاستيلاء على السياسة اللبنانية بعد اختطاف المقاومة واحتكارها، ومن قبله حاصرت بيروت في عام 85 م ميليشيات أمل الشيعية ومن قبلهما إسرائيل عام83 م (هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون)
وهكذا حول الحزب سلاحه من عدوه المزعوم إسرائيل إلى عدوه الحقيقي العقدي وهم أهل السنة "ولو نجح حزب الله في تأسيس مشروعه ودولته في الجنوب أو في عموم لبنان فلن يطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل ، تماما مثل رجل المقاومة الكبير بشار الأسد في دمشق الذي يتلقى الصفعات من الطيران الإسرائيلي كل شهر بروح رياضية عالية ، ومع ذلك ما زال يتحدث عن المقاومة والنضال" .
"ولجوء إيران إلى إشعال الوضع في لبنان للحيلولة دون خسارة مكاسبها التي أحرزتها خلال الفترة من( 2003 إلى2007م), خاصةً وأن القصد الإيراني الآن هو إيقاف ما يجري من ارتدادات لاغتيال "عماد مغنية"، القائد العسكري لحزب الله, والتحول السوري بعيدًا عن إيران نحو تركيا, مقابل الإصرار العربي (المصري ـ السعودي) على إعادة التوازن والاستقرار للمنطقة العربية.
إننا في مرحلة جديدة، ليس بسبب قرارات الحكومة اللبنانية بعدم شرعية شبكة حزب الله الهاتفية, ولكن لأننا في محطة مهمة للظهور الإيراني المباشر في واجهة الأحداث، وعبر حلفائها المباشرين الذين يأتمرون بأمرها في لبنان, وليس عبر سوريا, خاصةً وأن إيران تشعر بضيق شديد من الانحسار الذي تعانيه, ومن ضمنه التغير السوري البطيء"
إن الهدف الرئيس لإنشاء إيران لحزب الله هو تصدير الثورة الإيرانية للبنان وحيث كانت سوريا - في ظل حكمها النصيري (العلوي) الذي يعد من غلاة طوائف الشيعة الباطنية - تحكم لبنان مع وجود رئيس وزراء سني شكليا فلم تكن ثمة مشكلة كبيرة عند الشيعة مادام الحكم بيدهم في الحقيقة لكن بعد إجبار سوريا على الانسحاب من لبنان أصبحت أكبر صلاحيات الحكم بيد رئيس الوزراء السني بناء على اتفاق الطائف فبدأ حزب الله في السعي لتغيير اتفاق الطائف وتغيير نظام الحكم وطريقته لينتزع رئاسة الوزراء من السنة بحجة أن الشيعة هم الطائفة الأكثر حاليا ولتحقيق إقامة الثورة الإيرانية في لبنان فقد كان شعار حزب الله في البداية هو "الثورة الإسلامية في لبنان" ثم تحول إلى "المقاومة الإسلامية في لبنان" فتغير الشعار وبقي الهدف.
وحيث أن هذا التغيير يخالف الأساس الذي قامت عليه الدولة اللبنانية فقد اتبع الحزب سياسة المرحلية فكانت مطالبته بالثلث المعطل الذي يمنحه فعليا نصف حكم رئاسة الوزراء وبه يستطيع تعطيل أي قرار لا يعجبه وإن أراده الأغلب وقد يتبعه محاولة تعيين رئيس وزراء سني (إمعة) موالي لحزب الله وسوريا كعمر كرامي ولتنفيذ هذا الهدف حاول تعطيل عمل الحكومة بتعطيل عمل البرلمان وسحب وزراءه وأتباعه من مجلس الوزراء وعندما فشل في تحقيق هدفه السياسي حاصر مقر الحكومة وهدد باجتياحه وفشل بعد ما يزيد عن عام ونصف من الاعتصام في قلب بيروت (الآن أصبحت خيام الاعتصام مستودعات أسلحة)، فلم يحقق أي مكسب سياسي أو أيا من مطالبه، ولم تسقط الحكومة فعطل رئاسة الجمهورية وفشل فانتقل للعصيان المدني وفشل في إسقاط الحكومة – كل ذلك في ظل تعطيل الجيش أيضا- فزاد توتره وزادت أخطاؤه فكان العصيان المسلح وتعطيل المدارس والجامعات والأسواق والطرقات والمطارات والموانئ وترويع الآمنين (كما فعل الصهاينة بالضبط باللبنانيين من قبل) فبعد تهديدات حسن نصر الله الأخيرة بقطع الأيدي والرؤوس نزل مسلحو الشيعة إلى الشوارع وتحولوا إلى قطاع طرق فأقاموا الحواجز لتقتل وتهين الناس على الهوية فتسأل الناس: ( شيعي ولا بسيني) ......بدل سني يستخدمون بسيني أي بس أو قط , ليكشف الحزب وحسنه حقيقة طهارة سلاحه المغطاة بدثار التقية والكذب كيف لا والتقية تسعة أعشار دين الشيعي كما في عقيدتهم – أنظر مقال: حسن نصر الله منافق عليم اللسان، ومقال : حرب الفرس والروم في لبنان.
لقد كانت تواجه المسلمين السنة مشكلتين بإزاء الشيعة:
الأولى الاختراق العسكري ظاهرا كما في العراق ولبنان واليمن وباطنا كما في دول الخليج والمشكلة الثانية الاختراق الفكري وهي الأخطر وكان أبرز مخالب هذا الاختراق الفكري نموذج حزب الله المقاوم الشيعي المثالي الطاهر ظاهرا والذي يدرب باطنا جيش المهدي وفيلق بدر على ذبح السنة فكانت عملياته المسلحة ببيروت نحر رائع لهذا النموذج الفكري المخادع الذي خدعوا به عشرات الملايين من السنة فشكرا لهم وشكرا لحسن نصر الله على انتحاره وتحوله من بطل إلى وحش.
فربما يكون "نصر الله" قد ربح معركة المواجهة ضد اللبنانيين، لكنه بالتأكيد خسر اللبنانيين، وسقط في أعين المسلمين في العالم الإسلامي، وهزم نفسه في شوارع بيروت وشكل ضربة كبرى لجبهة فسطاط الممانعة المزعومة ضد الغرب وكشف لهدفها الحقيقي فلم يعرف التاريخ حربا شنها الشيعة على الغرب ولا فتوحا فتحوها ولا غزوات صدوها بل كانوا طعنة في خاصرة الأمة من العباسيين مع التتار إلى العثمانيين مع الصفويين وعلى الشاميين مع الصليبيين والآن على العراقيين والأفغان مع الأمريكان وعلى اللبنانيين واليمنيين والخليجيين.
لقد كان الاجتياح الشيعي مقتصرا على بيروت الغربية حيث السنة ولازال يحاصر قادتهم الدينيين والسياسيين في منازلهم ولم يجتح الشيعة شرق بيروت حيث النصارى ليقولوا بلسان الحال من هو عدوهم الحقيقي وليثأر لمغنية المغتال بدمشق من السنيورة وشعبه ببيروت فالعقيدة الشيعية تقوم بشكل أساسي على تنمية الحقد ضد أهل السنة بحجة المظلومية التاريخية ضد الشيعة وما ذاك إلا غطاء للحقد ضد المسلمين بسبب إسقاطهم لدولة الفرس ولذا فأكثر من يحقدون عليه هو عمر بن الخطاب مزيل دولتهم.
ألم يبلغك خبر قبر أبي لؤلؤة المجوسي – قاتل عمر الفاروق رضي الله عنه - وكيف يعظمونه ؟ ومن كان اسمه عمر في العراق فمصيره القتل فهل ينتظر السنة طردهم من بيروت كما طردوا من بغداد حتى أصبحوا أقلية فيها ؟
ولم تسلم من شرهم حتى مؤسسة الحريري التي علمت عشرة آلاف شيعي.
ومما ساهم في تعميق السقوط الأخلاقي لحزب الله هو عدم مواجهتهم عسكريا من قبل السنة فكان بذلك هذا الضعف السني مصدر قوة أخلاقية للسنة بعدم الاقتتال الطائفي وكان مصدر سقوط للحزب لكشفه كذب دعواهم في وجود ميليشيات سنية وظهور السنة بمظهر المظلوم والذي يكسبهم التعاطف وبالمقابل الكراهية لظالمهم ولعل هذا ما جعل الحزب يسارع بإعلان سحب مقاتليه من الشوارع حتى لا تزيد خسارته بعد قرار الاجتياح الذي سيعد صعودا للهاوية وأكبر خطأ وقع فيه لأنه هدم في يومين ما بناه الحزب في عشرين سنة على الصعيد الأخلاقي المزيف وأسقط ورقة التوت الأخيرة وكشف نياته الحقيقية.
وقد يكون من أسباب سحب الحزب لمسلحيه من الشوارع وتسليمها للجيش وعدم استكماله للانقلاب خشيته من تعريب وتدويل الأزمة عسكريا أو دخوله في حرب استنزاف مع السنة حال إفاقتهم من الصدمة الأولى. ولتبقى حكومة منهكة برئاسة السنيورة تمنحهم غطاء شرعي على المسرح الدولي وتمنع تشكيل جبهة مضادة لهم وتساهم في تدفق الأموال المخصصة لإعادة البناء من الدول الغربية والعربية على حد سواء إلى الطائفة الشيعية في لبنان.
كما أن اجتياح الحزب وتعطيله لمؤسسات المستقبل الإعلامية وإذاعة الشرق والإذاعة الأرمنية وجريدتي الشراع واللواء في سابقة لم تفعلها حتى إسرائيل عندما احتلت بيروت (وحتى إذاعة القران لم تسلم من عدوان الحزب ولازال يرفض السماح بإعادتها للبث !!) فشكل ذلك سقطة وجرس إنذار لجميع اللبنانيين بأن ما تميزوا به عن باقي العرب من الحرية الإعلامية في خطر مما استعدى ضده جميع الإعلاميين حتى المناصرين له بقوة وانحراف مهني وأخلاقي طائفي كمدير مكتب الجزيرة غسان بن جدو لم يجد بدا من انتقاد هذا المسلك وهذا مما يساهم في كشف خطر الحزب ويحزب الإعلاميين ضده.
لقد كان حزب الله يحاول ستر طائفيته عبر كوكتيل من حلفاء من طوائف شتى مستغلا مطامعهم الشخصية لكن ما فعله سيحرق أولئك الانتهازيين أمام طوائفهم فقد سقط رئيس الوزراء اللبناني السابق عمر كرامي سقوطا مدويا بعد تأييده لاجتياح الميليشيات الشيعية لأحياء أهل السنة ببيروت بعد صمته يومين مع أنه قال: "إذا لا سمح الله انقلب الوضع وأصبحت القضية قضية تناحر مذاهب، فنحن إما أن نجلس في بيوتنا وإما أن نكون مع طائفتنا".
أما فتحي يكن المنشق عن الأخوان فلاذ بالصمت بضعة أيام ثم نطق داعيا السنة للاصطفاف مع حزب الله حتى لا يقعوا في التهلكة!!
إن هذا السقوط والانتحار الأخلاقي والانقلاب على النفس لحزب الله وحسنه هو الخطوة الأولى لسقوطه العسكري من حيث حماية السنة من الانخداع لوعوده النفاقية وكلامه المعسول الذي طالما نعق به في خطبه الرنانة بأن سلاح المقاومة لن يرفع في وجه أي لبناني (هذا وعد مني).. وآية المنافق ثلاث.. وإذا وعد أخلف.
ومن ثم فعلى أهل السنة الاستعداد العسكري للدفاع عن النفس وعدم انتظار الذبح كما حصل لسنة العراق ومنع تحقيق الحزب لأهدافه الكبرى وكذلك توعية المسلمين في العالم بفداحة الخطر الرافضي بقيادة إيران على الإسلام والمسلمين وعدم الانخداع بأكاذيب إيران التي ساعدت باعترافها الصليبيين في احتلال بلاد المسلمين في العراق وأفغانستان وقتلت عبر عملائها ومساعدة الصليبيين مليون سني عراقي وعدم الثقة بهؤلاء الباطنيين مهما أظهروا من النفاق فالذي نفذ مجزرة ضد ستة من مشيعي جنازة السني محمد شماعة الذي قتل ليلة الخميس على أيدي ميليشيات شيعية، وبحسب أم ماهر التي صرحت لجريدة الشرق الأوسط ـ أن من أطلق النار عليهم كان يحظى بثقتهم. كلهم كانوا يشترون من محله ما يلزمهم"
كما أن ما فعله الحزب قرع جرس الإنذار في جميع البلاد العربية ذات الأقليات الشيعية وخاصة الخليجية بالانتباه لخطرهم والحذر من التمكين لهم والاهتمام بدعوتهم للسنة للتخلص من ولائهم لإيران.
وقد قال الإمام مالك بن أنس: الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ليس له نصيب في الإسلام)
إن ما فعله حزب الله بتوجيه سلاحه وحربه المفتوحة ضد اللبنانيين منح الفرصة للمطالبة بنزع سلاحه وأسقط حجة أنه سلاح مقاومة ضد العدو الصهيوني فقط ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة.
كما أن ما فعله الحزب واستماتته في منع محاكمة قتلة الحريري يستدعي التحقيق في دوره في اغتيال الحريري والنواب والإعلاميين.
وعلى «حزب الله» أن يعرف بأنه يمثل الشيعة في لبنان، وعليه بالتالي تجنب الأسلوب الذي اعتمده النظام السوري تجاه اللبنانيين طيلة احتلاله إلى درجة أن اللبنانيين صبوا حنقهم كله على الشعب السوري. فهل يريد مثل ذلك لشيعته ؟
وسواء استكمل الحزب انقلابه أم اكتفى بالصدمة والترويع لتحقيق مكاسب سياسية كبرى فإن على أهل السنة بلبنان أن يعوا درس العراق ويحذروا التفرق حتى لا تضيع حقوقهم وإن من أعظم آليات الوحدة التي خطها الإسلام منذ كان المسلمون مستضعفين بمكة هي نظام الشورى والذي طبقه النبي صلى الله عليه وسلم والتزم بنتائجه حتى في أحلك الظروف كما في قرار ملاقاة المشركين في غزوة أحد خارج المدينة تطبيقا للشورى رغم أن رأيه صلى الله عليه وسلم كان في البقاء داخل المدينة ورغم الهزيمة فقد أكد الله على رسوله بالالتزام بالشورى وعدم تركها (وشاورهم في الأمر) فالشورى خير جامع وموحد للسنة والالتزام بها وبنتائجها دليل صدق الالتزام بالإسلام وشرعه وإن على العلماء وطلبة العلم والدعاة والمفكرين والقادة (أهل الحل والعقد ) قيادة هذا المشروع وتنفيذه عبر إستراتيجية مفصلة.
كما أن عليهم حسن إدارة المعركة السياسية وعدم الرضوخ وتقديم التنازلات وقد يكسبون بالسياسة ما يعجزون عنه بالسلاح.
والخطوة الثانية اللازم على أهل السنة القيام بها وهي واجب الوقت المسارعة إلى الاستعداد العسكري وعدم انتظار الذبح كما حصل سابقا في المخيمات وحاليا في العراق حتى قال حالهم:
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف # كمـا بكى لفراق الإلف هيـمان
على ديـار مـن الإسلام خاليـة # قد أقفرت ولها بالرفض عمران
حيث المساجد قد صارت حسينات # مـا فيهن إلا لعن وشتم وعصيـان
مع الاستفادة من تجربتي الضنية وفتح الإسلام حتى لا تتكرر الأخطاء ويستغلها الأعداء وقد يكون من الوسائل النظامية المفيدة في تحقيق الاستعداد العسكري إنشاء مؤسسات الحراسة والشركات الأمنية ومجموعات المقاومة وحراسات الأحياء وتدريبها تدريبا عاليا وبناؤها على أساس عقائدي جهادي وليس كمؤسسات الحراسة من مرتزقة تيار المستقبل التي هرب أفرادها في أول مواجهة وقد أعلن الناطق الرسمي باسم اللقاء الإسلامي المستقل النائب السابق "خالد ضاهر" عن تشكيل "المقاومة الإسلامية الوطنية في لبنان" للدفاع عن أهل السنة في لبنان.وعزى خلال مؤتمر صحافي عقده في منزله بطرابلس السبب في ذلك، إلى عدم قدرة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي على حماية العاصمة بيروت.
كما أن على السنة تكوين ألوية سنية في الجيش اللبناني ذي النسبة الشيعية الأكبر والذي سارع بتدمير مخيم نهر البارد على رؤوس سكانه للقضاء على فتح الإسلام بتهمة السطو على بنك ثم يغض الطرف عن السطو على عاصمة دولة وشارك لوائه السادس الشيعي في حصار ومذابح المخيمات الفلسطينية في الثمانينات لكنه يعجز عن حماية أحياء السنة ويسمح لمليشيات الشيعة بقتل السنة أثناء تشييعهم لجنازاتهم كما في الطريق الجديدة – "التي يبلغ سكانها نحو ربع مليون شخص يمثلون ربع سكان العاصمة تقريبا وقبل الأحداث الأخيرة بأيام قليلة، كانت الطريق الجديدة غصة في حلق الانقلابيين عندما تجاهلت الإضراب الذي دعت إليه المعارضة، وأفشلته في ربع العاصمة التي لم تحن جبهتها للطائفية؛ فصارت في مرمى نيران الطائفيين بعد يومين اثنين فقط من تجاهلها للإضراب وفشله من ثَم.. وهي الآن مرشحة لتتحمل الفاتورة الأفدح لانفلات نصر الله وانسياب ميليشياته في الأزقة." - وفي مظاهرات السنة لم يحمهم الجيش كما في عكار كما أنه سمح بحرق تلفزيون المستقبل رغم تسلمه له وحراسته له فقام ضباطه بالدخول إلى مبنى تلفزيون المستقبل وأمروا بتسليم المقر لميلشيات حزب الله، وإلا فان المبنى سيهدم على رؤوسهم وهذا الجيش فتح طريق الجنوب بالقوة عندما أغلقه السنة لكنه يتعاجز عن فتح طريق المطار وينذر بفرض القانون بالقوة في طرابلس - ذات الوجود السني الكثيف، والغالبية الواضحة - حماية للعلويين من السنة ويعلن عجزه عن فرض الأمن ببيروت فما فائدة الجيش إذاً أم أنه أصبح كجيش الرافضة ببغداد ؟
من حق السنة الآن تكوين مجموعات عسكرية جهادية تحميهم لأن الجيش لم يحمهم بل وساعد في تغطية هجوم الميليشيات الشيعية على أحياء السنة وكان يساعد الميليشيات عبر نقل تهديداتها ومطالبها بإخلاء مقرات تيار المستقبل وتعطيلها والاستيلاء عليها بحجة حمايتها وأهل السنة قادرون على الاستعداد العسكري بعد زوال المانع السوري من لبنان فهل ينتهزون الفرصة قبل فوات الأوان ؟
وعلى الدول العربية التخلي عن سياسة الانتظار فإيران تغزوهم شيئا فشيئا وعليهم بدعم السنة عسكريا وماليا وسياسيا قبل أن يصلهم الدور .
أما موقف الغرب المترقب أكثر من المبادر فقد يكون هدفه توريط إيران وزيادة الغضب السني ضدها تمهيدا للمنازلة الكبرى بعد عدة أشهر أو أسابيع أو لتقوم حرب شيعية سنية تكفيهم مؤونة لبنان.
كما أن رغبة أمريكا في مرور احتفال إسرائيل بذكرى تأسيسها الستين بسلام سبب رئيس في عدم القيام برد فعل كبير وتأجيله وقد يكون الحزب استغل هذه المسألة في تراجعه.
إن ما تحقق وما سيتحقق من نتائج إيجابية لأحداث لبنان الحالية رغم ما يكتنفها من شر إلا أنها تتضمن من الخيرات الكثير إن انتهز السنة الفرصة ولعل من أولى الثمار تراجع الحزب عن انقلابه بعدما رأى من تلويح السنة باللجوء للسلاح وما قامت به وسائل الإعلام العربية في الخليج ومصر وغيرها من حملة إعلامية ضخمة لكشف طائفية الحزب مما جعله يتراجع ليحد من خسائره بدون تحقيق هدفه الرئيس بإسقاط الحكومة وغير ذلك من الإيجابيات.
كما قال تعالى في أعداء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من المنافقين: (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم )