والجواب المختار -بفضل الله-:
أن من تأمل نص حديث التوسل بالعمل الصالح؛ يجد أن دعاء الثلاثة قد جاء
((مشروطًا)) بعلم الله؛ كما قال أحدهم: «اللَّهُمَّ
إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا»
فأنت تتوسل إلى الله بعمل (
يغلب) على ظنك أنك ما فعلته إلا لله؛ وإلا فالكلمة الأولى والأخيرة في ذلك؛ إنما هي لله وحده؛ فهو يعلم ما في نفسك أكثر من نفسك
!.
فأنت -في الحقيقة- لا تعلم: أقُبِلَ منك ذلك العمل أم لا؛ فضلاً عن أن يدخل إلى نفسك العجب من ذلك.
فمقامك؛
إنما هو مقام ذل، ورجاء، وافتقار؛ وليس مقام عز، وغَناء، وافتخار.
فما هذه الأشياء كلها إلا وسوسة؛ يلقيها الشيطان في روع المسلم؛ كي يعرض عن التوسل إلى الله بعمله الصالح؛ فيحوجه بعد ذلك إلى التوسل المحرم. والله أعلم.
الشاهد من الأمر:
أن معرفتك
((لحقيقة المقام)) الذي أنت فيه؛ هو الذي يطرد هذه الوساوس الشيطانية شر طردة
!.
فاعرف نفسك، واعرف قدرها، وتضرع إلى الله؛ تفر منك الشياطين كما تفر من الذكر.
والله ورسوله أعلم.