تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: مَن هو مؤلف «عون المعبود» ؟ بقلم فضيلة الشيخ العلامة مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    14

    Arrow مَن هو مؤلف «عون المعبود» ؟ بقلم فضيلة الشيخ العلامة مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله



    مَن هو مؤلف «عون المعبود» ؟
    بقلم: الشيخ أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان
    إنّ خلطاً، وخبطاً، وغموضاً لَحِقَ نسبة كتاب «عون المعبود» -ذلك الشرح الذي لا نظير له في الشروح المطبوعة لكتاب مهم غاية مِن دواوين السنّة المشهورة، وهو «سنن أبي داود»-، وقد عملت –ولله الحمد- على خدمة «العون» خدمة علميّة، ليس هذا هو موطن الكلام عليها، ومِن العقبات التي صادفتني أثناء العمل، وشعرتُ بأنّ طلبة العلم بحاجة إليها:
    تحرير نسبة هذا الشرح، ولمن هي؟
    أهي –كما هو مشهور معلوم- لأبي الطيب شمس الحق عبدالعظيم آبادي أم لشقيقه –كما هو مثبت على بعض أجزاء الطبعة الهنديّة الحجريّة-، وشقيقه هو أبو عبدالرحمن شرف الحق، الشهير بمحمد أشرف؟ أم لمجموعة مِن العلماء كما قال العلامة السلفي محمد تقي الدين الهلالي؟
    ولنبدأ البيان بتفصيل مِن خلال إيراد نص يظهر منه الباعث على تأليف الكتاب:
    * الباعث على تأليف الكتاب:
    صرّح المؤلف بسبب تأليفه للكتاب، فقال في «ديباجته»: «والباعث على تأليف هذه الحاشية المباركة أنّ أخانا الأعظم الأمجد أبا الطيب شارح «السنن» ذكر غير مرّة في مجلس العلم، والذكر أن شرحي «غاية المقصود» يطول شرحه إلى غير نهاية، لا أدري كم تطول المدّة في إتمامه، والله يعينني، والآن لا نرضى بالاختصار، لكن الحبيب المكرّم الشفيق المعظم، جامع الفضائل والكمالات، خادم سنن سيّد الكونين الحاج تلطف حسين العظيم آبادي مُصرٌّ على تأليف الشرح الصغير سوى «غاية المقصود»، فكيف أردُّ كلامه! فأمرني أخينا(1) العلامة الأعظم الأكرم أبو الطيب –أدام الله مجده- لإبرام هذا المرام، فاعتذرت كثيراً، لكن ما قبل عذري، وقال: لا بد عليك هذا الأمر، وإني أُعينك بقدر الإمكان والاستطاعة، فشرعتُ متوكلاً على الله في إتمام هذه «الحاشية»، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم، أستغفر الله ربي من كل ذنب وأتوب إليه»(2).
    * من مؤلف «عون المعبود»؟
    يظهر من الكلام المذكور آنفاً أن مؤلف «عون المعبود» هو شقيق صاحب «غاية المقصود»، فهو ليس لأبي الطيب شمس الحق، وإنّما لشقيقه أبي عبدالرحمن شرف الحق محمد أشرف، ويظهر هذا جليّاً لمن يقرأ الديباجة من أوّلها.
    قال مبيِّناً منهجه في التأليف –وتظهر منه العلاقة بين «العون» و «الغاية»-:
    «أما بعد: فيقول العبد الفقير إلى الله
    –تعالى- أبو عبدالرحمن شرف الحق الشهير بمحمد أشرف بن أمير بن حيدر الصديقي العظيم آبادي –غفر الله لهم وستر عيوبهم-: إن هذه الفوائد المتفرِّقة، والحواشي النافعة على أحاديث «سنن الإمام الهمام المجتهد المطلق أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني –رضي الله –تعالى- عنه»، جمعتها من كتب أئمة هذا الشأن –رحمهم الله تعالى-، مقتصراً على الإطالة والتطويل إلا ما شاء الله –تعالى-، وسميتها بـ«عون المعبود على سنن أبي داود»، تقبل الله مني؛ المقصود من هذه «الحاشية» المباركة الوقوف على معنى أحاديث الكتاب فقط، من غير بحث لترجيح الأحاديث بعضها على بعض إلا على سبيل الإيجاز والاختصار، ومن غير ذكر أدلة المذاهب المتبوعة على وجه الاستيعاب، إلا في المواضع التي دعت إليها الحاجة، أعان الله –تبارك وتعالى- على إتمام هذه الحواشي، ونفع بها إخواننا أهل العلم وإياي خاصّة، وأمّا الجامع لهذه المهمات المذكورة من الترجيح والتحقيق، وبيان أدلّة المذاهب والتحقيقات الشريفة، وغير ذلك من الفوائد الحديثيّة في المتون والأسانيد وعللها «الشرح الكبير» لأخينا العلامة الأعظم الأكرم أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي المسمّى بـ«غاية المقصود في حل سنن أبي داود» وفَّقه الله –تعالى- لإتمامه كما وفَّقه لابتدائه، وهو شرح كبير جليل عظيم الشأن، وشارحه العلامة، صرف همّته إلى إتمامه والمشغول فيه بحسب الإمكان، جزاه الله –تبارك وتعالى-، وتقبَّل منه، وجعله خير العقبى، وإني استفدت كثيراً من هذا الشرح المبارك، وقد أعانني شارحه في هذه «الحاشية» في جل من المواضيع، وأمدَّني بكثير من المواقع، فكيف يكفر شكره؟!»(3)اهـ.
    ففي هذا تصريح بأنّ «العون» ليس لأبي الطيب، ونصيبه فيه من التأليف الإعانة فقط، ويعكِّر على هذا ما جاء عقيب النقل الأول الذي وقع فيه التصريح بباعث تأليفه للكتاب، قال: «وأما إسناد هذا الكتاب المبارك مني إلى المؤلف الإمام المتقن (يريد: أبا داود)، فمذكور في «غاية المقصود شرح سنن أبي داود» لا نعيد الكلام بذكره . . .»، و«غاية المقصود» لأبي الطيب من غير خلاف، وهذا النقل يشعر أنه مؤلف «العون» -أيضاً-.
    وهذا يقودنا إلى جمع العبارات الواردة في الكتاب التي على هذا النحو، وفحصها، والنظر فيها، فلعلها تسعف في تحديد المؤلف على وجه اليقين، وقمت بذلك، ولم أظفر بطائل، إذ في بعض هذه العبارات ما يقوّي أن يكون المؤلف أبا الطيب شمس الحق إلى درجة القطع! وفي بعضها الآخر ما يقوّي أن يكون شقيقه أبا عبدالرحمن شرف الحق محمد أشرف، إلى درجة القطع –أيضاً-! وأسوق لك –أخي القارئ- بعضاً من هذا، وبعضاً من ذاك.
    * عبارات في الكتاب تؤكد أن المؤلف: أبا عبدالرحمن شرف الحق محمد أشرف، وليس أبي الطيب شمس الحق:
    أولاً: جاء على صفحة عنوان (المجلد الأول) من الكتاب: «نحمد الله العزيز المسجود(4) على ما وفّقنا لطبع الكتاب المحمود، الذي حشاه العالم الفاضل المودود، الشهير بمحمد أشرف الذي هو في عبادة ربّه ركوع سجود»!
    ثانياً: جاء في (خاتمة) هذا المجلد: «قال العبد الضعيف: نحمد الله ونشكره على أن وفقني لإتمام (الجزء الأول) من «عون المعبود على سنن أبي داود» المنتقى والملخّص من «غاية المقصود»، وهذا آخر كتاب (الصلاة)، ويتلوه –إن شاء الله تعالى- (الجزء الثاني) منه، وأوّله كتاب (الزكاة)، اللهمّ تقبّله منّي، واغفر لي ولوالديَّ، ولأخي أبي الطيب الذي أعانني على إتمام هذا الكتاب، وترحم عليهم، وصلّى الله –تعالى- على خير خلقه محمد وآله وأصحابه أجمعين»(5).
    ثالثاً: جاء في خاتمة (المجلد الثاني) ما نصّه: «قال العبد الفقير محمد أشرف: وجد في بعض نسخ المتن بعد حديث أبي سعيد . . .» إلى قوله: «وإنّا نحمد الله ونشكره على إتمام (الجزء الثاني) من «عون المعبود على سنن أبي داود» ونعوذ بالله من طغيان القلم وزلَّته وما {أُبرّئ نفسي إنَّ النفس لأمّارة بالسُّوء} [يوسف:53]، اللهم اغفر لي ولوالديّ، ولأخي أبي الطيب محمد الذي أعانني على إتمام هذا الجزء، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، آمين»(6).
    فهذه العبارات فيها التصريح بأنّ المؤلف هو الشيخ محمد أشرف، وأعانه على ذلك شقيقه أبو الطيب، وفَهِم هذا –قديماً وحديثاً- غير واحد، وإليك ما وقفت عليه من ذلك:
    قال بَلَديُّ المصنف الشيخ أحمد السهارنفوري في «بذل المجهود في حل أبي داود» (1/39) مقارناً بين «غاية المقصود» و«عون المعبود» مصرحاً بأن الأول لأبي الطيب والثاني لمحمد أشرف: «كثيراً ما كان يختلج في صدري أن يكون على «سنن أبي داود» شرح يحل مغلقاته، ويكشف معضلاته ويذلل صعابه، ويسهل مشكلاته، ولكني كنت أحقر نفسي أن أتحمل هذا الحمل الثقيل، وأكون في هذا المضيق دخيلاً، حتى رأيت جزءاً واحداً من الشرح الذي ألّفه الشيخ أبو الطيب شمس الحق المسمّى بـ«غاية المقصود» فوجدته لكشف مكنوزاته كافلاً، وبجمع مخزوناته حافلاً، فلله درّه، قد بذل فيه وسعه، وسعى سعيه، إلا أنه في بعض المواضع أخذته الحدّة، فاستطال على مكانة إمام الأئمة أبي حنيفة النعمان(7)، عليه سجال الرحمة والغفران، ومع هذا فلم يشع منه إلا هذا (الجزء الأول)، والأجزاء الباقية كأنها سالت بها البطاح، أو طارت بها أدراج الرياح».
    ثم رأيت «عون المعبود» للشيخ محمد أشرف كان مختصر «غاية المقصود» فلم يقع في القلب موقعه، ولم يبلغ مبلغه، وهذا الشرح قاصراً عن أن يُسمّى شرحاً، مع أنّ مؤلفه تقلّد «غاية المقصود» في الحدة، واختصر شرحه فوقع فيه ما وقع من الخلل والخطل، والله يتجاوز عنا وعنه».
    قال أبو عبيدة: وقع في كلام الشيخ السهارنفوري –رحمه الله تعالى- تجاوزاتٍ ومجازفات(8) وزلات، فدعواه أنّ المصنف استطال على الإمام أبي حنيفة دعوى ليست بصحيحة، وكلمة (استطالة) غير مليحة، وهذا الصنيع ليس من صنيع المحققين البارعين أصحاب التقريرات الرجيحة!
    وقوله عن «غاية المقصود»: «لم يشع منه إلا الجزء الأول، والأجزاء الباقية كأنها سالت بها البطاح، أو طارت بها أدراج الرياح» غير دقيق، بل زعم بعضهم(9) أن شمس الحق لم يؤلف منه إلا الجزء الأول، وزعم آخر(10) أنّ السهارنفوري كان عنده «غاية المقصود» كاملاً، وأخذ شرحه «البذل» منه، وهذا كلّه خطأ، ولبيانه مقام آخر –إن شاء الله تعالى-.
    ومن الخطأ: الحطّ من قيمة «العون»، والزعم بأنه قاصر عن أن يسمّى (شرحاً)! وهذا من الظلم والتجنّي، وسببه التّعصُّب المذهبي! والذي يهمني هنا أنّ القائم عند السهارنفوري أن صاحب «العون» ليس أبا الطيب وإنّما أخوه محمد أشرف!
    وهكذا زعم آخرون، منهم:
    * يوسف إلياس سركيس الدمشقي:
    ذكر في كتابه «معجم المطبوعات العربيّة والمعرّبة» (2/1344) تحت عنوان (العظيم آبادي – محمد أشرف) (11): «أبو عبدالرحمن شرف الحق الشهير بمحمد أشرف بن أمير بن علي بن حيدر الصديقي العظيم آبادي: «عون المعبود على سنن أبي داود» جزء 4، هند 1313هـ».
    وكان قد ذكر فيه (1/310) تحت «سنن أبي داود» ما نصّه: «جزء 4 مع شرحها «عون المعبود» لمحمد أشرف العظيم آبادي، هند 1323هـ».
    * عمر رضا كحالة:
    اعتمد على ما في «فهرس التيموريّة» (1/523) إذ ترجم لمحمد أشرف بن أمير بن علي بن حيدر الصديقي العظيم آبادي أبو عبدالرحمن، فاقتصر على قوله في «معجم المؤلفين» (9/63) عنه: «محدث، من آثاره: «حاشية عون المعبود على سنن أبي داود» ولم يؤرخ ميلاده ووفاته، وإنما قال: «كان حيّاً قبل 1323هـ – 1905م»(12).
    وترجم لأبي الطيب فقال فيه (10/72) ما نصه: «ومحمد شمس الحق العظيم آبادي الهندي أبو الطيب محدّث، ولد في ذي القعدة، من آثاره: شرح كبير على «سنن أبي داود»، سمّاه «غاية المقصود في حل سنن أبي داود»، ولم يزد عليه، وأرخ ميلاده 1273هـ – 1857م» وبيّض لوفاته!
    ومن صنيعه يظهر أنه يرى أن «العون» ليس لأبي الطيب، وإنما لأخيه!
    وبناءً على جميع ما مضى، قلتُ في كتابي «كتب حذّر منها العلماء» (1/59) عند الكلام على (كتب منحولة): «عون المعبود شرح سنن أبي داود» طبع منسوباً خطأ لأبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي، وهو مؤلف «غاية المقصود»، أمّا «عون المعبود» فهو لأبي عبدالرحمن شرف الحق محمد أشرف بن أمير بن علي بن حيدر الصديقي العظيم آبادي، كما تراه في الكتاب نفسه (1/11-12).
    وتابعني على ذلك بعضُ(13) من نشر الكتاب حديثاً!!
    أمّا نسبة الكتاب لأبي الطيب، فالأدلّة عليها لائحة، والقائلون بها هم جماهير الباحثين والمطلعين(14)، وهي الأمر المشهور، والحقائق هي المشهورات ما لم يثبت خلافها.
    ونستطيع أن ندلّل على ذلك بكل طمأنينة وأريحيّة، فنقول:
    أولاً: جاء في آخر (المجلد الثالث) من الكتاب ما نصّه: «قال العبد الضعيف محمد ابن أمير الشهير بشمس الحق العظيم آبادي
    –تجاوز الله عنه وعن أبويه ومشايخه-: تمّ بحمد الله -تعالى- وعونه، وبنعمته تتم الصالحات- (الجزء الثالث) من «عون المعبود على سنن أبي داود» . . .» (15).
    ثانياً: وترى في أوّل (المجلد الرابع) ما نصّه: «. . . فيقول العبد الضعيف أبو الطيب محمد الشهير بشمس الحق العظيم آبادي
    –عفا الله عنه وعن آبائه ومشايخه-: هذا (الجزء الرابع) من «عون المعبود شرح سنن أبي داود» . . .» (16).
    ثالثاً: وفي آخر (الرابع): «قال العبد الضعيف أبو الطيب محمد بن أمير الشهير بشمس الحق العظيم آبادي –عفا الله عنه وعن آبائه وأشياخه خصوصاً شيخنا العلامة السيد نذير حسين الدهلوي الذي له عليّ منَّةٌ عظيمةٌ، لا أستطيع أن أكافئها-: هذا آخر (المجلد الرابع) من «عون المعبود شرح سنن أبي داود» تقبّل الله مني، وجعله ذخيرة ليوم المعاد، ووفقني لإتمام الشرح الكبير المسمّى بـ«غاية المقصود شرح سنن أبي داود»، ويعينني عليه بأنعامه التامّة، ويهب لي من العلوم النافعة التي يرضى بها، وأفوِّض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد»(17).
    رابعاً: مما يؤكّد هذا أنّ صاحب «العون» يحيل في هذا «الشرح» على كتب هي لأبي الطيب من غير خلاف، كقوله -مثلاً-: «وقد نقلتُ هذه العبارة في «التعليق المغني» من «تلخيص المنذري»»(18).
    وأحال في (6/27) على رسالته «عقود الجمان في جواز تعليم الكتابة للنسوان»، قال: «وقد فصَّلتُ الكلام في هذه المسألة في رسالتي «عقود الجمان في جواز تعليم الكتابة للنسوان»، وأجبتُ على كلام القاري وغيره من المانعين . . .».
    وقال في رسالة أخرى (5/409): «وإن شاء ربي سأفصّل الكلام على وجه التمام في هذه المسألة في رسالة مستقلّة أسميتها بـ«غاية البيان في حكم استعمال العنبر والزعفران، والله الموفق . . .».
    وذكر فيه (1/6 ت) كتاب «نهاية الرسوخ في معجم الشيوخ».
    فهذه أدلّة قويّة ظاهرة تدلّل على صحّة النسبة التي اشتهرت لـ«عون المعبود» وأنها لأبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي.
    ولكن قد يقول قائل: إنّ الكتاب مشترك بين أبي الطيب وأخيه أبي عبدالرحمن، فأوّل مجلدين لمحمد أشرف والأخيران لمحمد شمس؟ وهذا محتمل لولا أنّ الأدلّة قائمة على أنّ الكتاب بكلّه وكلكله، وبجميع حروفه وفصوصه ونصوصه وفصوله لأبي الطيب شمس الحق، ونوجزها فيما يلي:
    أولاً: صرّح بذلك العلامة الشيخ عبدالحي الحسني (ت1341هـ) قال في كتابه «نزهة الخواطر» (8/195) في ترجمة (شمس الحق) لمّا عدّد مصنفاته: ومنها «عون المعبود» قد طبع باسم أخيه محمد أشرف، وهو ملخَّص من «غاية المقصود» . . .».
    فإذاً هو مطبوع باسم أخيه (محمد أشرف)! ولكنه ليس من تأليفه، ويدلّ على ذلك على وجه اليقين قوله في «النزهة»
    -أيضاً- (8/433) في ترجمة (محمد شرف): «وقد عزا إليه صنوه شمس الحق (المجلد الأول) من «عون المعبود» قال عبدالحي: «أخبرني بذلك الشيخ شمس الحق»، وهذا التصريح يُغني عن كل الكلام، وفيه القطع بصحّة نسبة الكتاب كاملاً لأبي الطيب.
    ويؤكد ذلك:
    ثانياً: نقل بعض الباحثين والمطَّلعين(19) أنه رأى المحدث شمس الحق على النسخة الخطيّة الموجودة في مكتبة خدا بخش برقم (3118) ما نصّه: (الجزء الثاني) من «عون المعبود شرح سنن أبي داود» من أول كتاب (الزكاة) إلى آخر (باب التولي يوم الزحف)، للعبد الضعيف أبي الطيب عفي عنه».
    ومرَّ بك -أخي القارئ- ما نقلناه لك مما هو موجود في خاتمة (المجلد الثاني) مما يشعر أنه لمحمد شرف!
    ثالثاً: تنبّه لهذا جمع من الباحثين، بل في كلام من تولى نشر الكتاب –وهو الشيخ تلطف حسين العظيم آبادي (ت1334هـ)- ما يدلّ على ذلك؛ وهو بلا شك كان يعلم النسبة الحقيقية للكتاب، ويعلم صلة أبي الطيب بأخيه، وحسن العلاقة بينهما، ونصيب كل واحد من العمل بـ«العون»، وأفصح عن ذلك بكلمة مطوَّلة، أثبتها آخر الكتاب، ومما جاء فيها:
    «وإنّ الفاضل الجليل أبا الطيب قد جمع جماعة من الأعيان وقت تصحيح المتن والمعارضة وتأليف الشرح، واستعان منهم بما يليق بشأنهم، فمنهم أخوه الأصغر الفاضل النبيه المولوي أبو عبدالرحمن شرف الحق الشهير بمحمد أشرف الديانوي العظيم آبادي، ومنهم: نخبة المبرزين عمدة الفاضلين المولوي عبدالرحمن المباركفوري الأعظم، كرهى، ومنهم ابن الشارح النبيل وهو ذو القدر النفيس الفطين الذكي المولوي أبو عبدالله إدريس بن أبي الطيب الديانوي العظيم آبادي، ومنهم: الصالح البار الحاج عبدالجبار ابن الشيخ العالم نور أحمد الديانوي -عليهما الرحمة من الله الغفّار-، وغيرهم من أهل الفضل –جزاهم الله تعالى خيراً، وسعى لهم سعياً مشكوراً-، فإنهم امتثلوا بما أمر به أبو الطيب الشارح، وقاموا بخدمة ما كلف به آناء الليل والنهار».
    وقال بهذا –أخيراً- أبو الحسن علي الحسني النَّدْوي، قال في تقديمه لكتاب «بذل المجهود» (1/8) عن «عون المعبود» ونسبه لشمس الحق، وقال: «ونسبه إلى أخيه الشيخ محمد أشرف، وهو من تأليفه حقيقة»، ونسبه المباركفوري في «مقدمة تحفة الأحوذي» (ص76 - الهنديّة) لأبي الطيب، وهكذا صنع جمع من المقرظين، وإليه ذهب جماعات من تلاميذ المصنف، بل قال بعض الباحثين(20).
    «إنّ جميع تلاميذ المحدث العظيم آبادي وشيوخه وأصحابه متفقون على أنّ الكتاب من مؤلفاته، ولم يذكر أحد منهم أنّ الكتاب ألَّفه أخوه الشيخ محمد أشرف، ولـو كان الأمر كذلك لصرّح به كلّ واحد».
    تبيَّن لنا بجلاء أنّ «عـون المعبود» لأبي الطيب، وأنّه نَسَب (الجزء الأول) منه لأخيه محمد أشـرف تطييباً لخاطره، ولقيامه بمساعدته، إذ كان من ضمن العاملين على اختصاره، ولعل كان له نصيب كبير من ذلك، واستمـرّ الأمـر كـذلك؛ في (المجلد الثاني)، ثمّ رجعت النسبة لمؤلفه الحقيقي في المجلدين الأخـيرين: (الثالث) و (الرابع)، وإن نسبته للجماعة –كما قال العلامة محمد تقي الدين الهلالي في «الدعوة إلى الله» (136-137)- غير دقيق، نعم للجماعة المذكورين، بما فيهـم العلامة المباركفوري جهد في التصحيح والمعارضة تماماً كما فعل الهلالي مع شيخه صاحب «التحفة»، قال في كتابه «الدعوة إلى الله» (ص 137) عند ذكره السفر إلى (مبارك بور) ولقائه بشيخه العلامة عبدالرحمن بن عبدالرحيم، وأنه قرأ عليه أطرافاً من الكتب «الستة» و «ثلاثيات البخاري»، قال: «وعارضت معه مواضع من كتابه القيّم «تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي» والتمس مني أن أنظم قصيدة في تقريظه، فنظمتها وتركتها عنده، فأدرجها في آخر (المجلد الرابع)».
    والحمد لله رب العالمين.
    ـــــــــــــــ
    (1) كذا في الأصل! وصوابه: «أخونا»، وصرّح العلامة الشيخ حسين بن محسن الأنصاري في تقريظه للكتاب (7/396) بسبب آخر، فقال ما نصُّه: «والموجب لاختصاره: قلّة همم الطالبين عن حفظه ومطالعته، فاقتضى الحال اختصار ذلك «الشرح الكبير» ليتيسر حفظه ومطالعته على الطالبين والناظرين»، وكذلك قال القاضي يوسف حسين الخانفوري في تقريظه (7/397)، ونصّ كلامه: « . . . ألف حاشية «حاشية سنن أبي داود» المسماة بـ«عون المعبود» اختصره من شرح «السنن» المسمّى بـ«غاية المقصود» الذي كان اثنين وثلاثين جزءاً، فلما رأى همم الطالبين فاترة، وقوى حفظهم قاصرة، اختصره حتى جعله أربعة أجزاء غير مخل بالمعنى، فكأنه هو الأصل المطوّل».
    (2) «عون المعبود» (1/5).
    (3) «عون المعبود» (1/5).
    (4) فعل (سجد) متعدٍّ بحرف جر، فالصواب قوله: (المسجود له)، والعبارة فيها تكلّف، ولعلَّه من باب المحافظة على السجع!
    (5) «عون المعبود» (2/542).
    (6) «عون المعبود» (4/169).
    (7) ليس كذلك! لم يستطل أبو الطيب على الإمام أبو حنيفة، ولم ينل منه بالقدح والطعن، وإنما رجّح غير اختياراته في كثير من الأحايين انتصاراً للدليل، هكذا وقع في القسم المطبوع من «الغاية» وفي جميع «العون»! ولا أتجاوز الحقيقة إن قلت: إن سبب تأليف «بذل المجهود» نصرة لمذهب الحنفية، ولصرف أنظار الطلبة عن «العون»، تماماً مثل ما فعل صاحب «فتح الملهم» مع «شرح النووي على صحيح مسلم»، ثمّ وجدتُ الأستاذ أبا الحسن الندوي –رحمه الله- يقول عن باعث صاحب «البذل» من تأليفه هذا: «عدم وجود شرح وافٍ لهذا الكتاب الجليل بقلم عالم حنفي يجمع بين التبحّر في الحديث، والتضلُّع في الفقه . . .»، قال: «وذلك ما أهمّ المؤلف، وشغل خاطره»، وردّد هذا المغمز الشيخ محمد يوسف البنوري –غفر الله له- فقال وهو يتكلّم عن «غاية المقصود»: «ولم يؤلف منه إلا جزء واحداً، ولو تم لكان شرحاً جيداً، لولا فيه إساءة أدب بأئمّة الدين!!» و«عون المعبود» -مع عدم إصابته في كثير من المشكلات- وضع نصب عينيه الرد على الحنفية»!! قاله في «كلمة عن «سنن أبي داود» وشرحه «بذل المجهود» في غاية الوجازة) نشرت في آخر «بذل المجهود» (20/249)، ثمّ ظفرت لأبي الطيب برسالة قرّر فيها خلاف ما قاله بعض الحنفية، وهي «التحقيقات العلى بإثبات صلاة الجماعة في القرى» فلم أجد فيها مطعناً ولا كلمة نابية في حقّ الإمام (أبو حنيفة)، كيف يقع منه ذلك وهو القائل في «رفع الالتباس» (ص154-155) عن الإمام بعد كلام: «غايته أن نقول: كما أن وجود فضائله الجمّة لا يستلزم عصمته، كذلك بعض زلاته لا يجوز إساءة الأدب في حضرته، فإنه مجتهد، والمجتهد يخطئ ويُصيب، ويزل ويثبت»، وقال بعد تقرير أنّ البخاري ردّ في «صحيحه» على أبي حنيفة ولم يسمه، وإنما قال عنه: «بعض الناس»، قال (ص155): «ألم تنظر إلى صنيع الإمام البخاري –رحمه الله تعالى-؟ فإنه وإن حثّه على تلك التعاريض حمية السنّة وانتصار كتاب الله، لكنه كيف ذهب في هذا المذهب ذهاب الأدب! حيث لم يصرح باسمه الشريف، وعرّض بلفظ «بعض الناس»، كي يعلمه من يعلمه، ولا يعلمه من لا يعلمه.
    وهكذا صنيع من يدعي نصرة السنّة أن لا يتفوّه في حقه بسوء أدب، فلا يجوز لأحد أن يترخص من ذلك أن يقول شيئاً في حقّه، ما لم يرزق من إخلاص النيّة وحسن الأدب، كما رزق الإمام البخاري –رحمه الله-، كيف وهما أسدان يقتتلان! فما للثعالب والذئاب أن يزدحموا فيه؟ أو هما بطلان قويان يحاربان! فما للنساء والصبيان أن يدخلوا فيه؟ إن لم يتنكّبوا هلكوا ويقتلوا».
    (8) نعم، هي كذلك، ويتأكد لك ذلك إذا علمت أنه قال فيه (1/1 –ط الأولى) عن صنيع المحدث شمس الحق في «غاية المقصود»: «استخفه الشيطان، واستطال اللسان على إمام الأئمة أبي حنيفة النعمان، عليه سجال الرحمة والغفران»!
    (9) هو الشيخ محمد يوسف البنوري، إذ قال في كلمة له أودعها آخر «بذل المجهود» (20/249): «و«غاية المقصود» من شروح الهند، ولم يؤلفْ منه إلا جزءً واحداً».
    (10) زعم أحد الكتاب في مقال نشره في مجلة «معارف» أنّ الشيخ خليل أحمد السهارنفوري (ت 1346هـ) اشترى أجزاء «غاية المقصود» بعد وفاة المحدث العظيم آبادي من ورثته، ولخصها كلها في كتابه «بذل المجهود» وهذا كذب له قرون، ودعوى باطلة، والأدلّة على تفنيدها لائحة، وقد بيَّنتها –ولله الحمد- في مقدمتي لتحقيق «عون المعبود» والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات.
    (11) سبقه في الصفحة نفسها تحت عنوان آخر (عظيم آبادي، شمس الحق) ما نصّه: «أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي، نسبته إلى عظيم أباد من بلاد الهند: «إعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر» (حديث)، ومعه . . . «القول المحقق» لشمس الدين الآبادي دهلي . . . (ص154 و 8)».
    (12) لم يذكر سنة مولده كما أنه لم يذكر سنة وفاته، وهكذا صنع الزركلي في «الأعلام» (6/39)، لكنه قال عن وفاته: «بعد 1310هـ – 1892م» وذكر في ترجمته جملة من كتب أبي الطيب؛ منها: «التعليق المغني على سنن الدارقطني»، «عون الجمان»، «القول المحقق»، «المكتوب اللطيف»، وهذه كلّها لأبي الطيب بيقين من غير ظنٍّ ولا تخمين، ونسب له منها «عون المعبود» -أيضاً-! ولكن الزّركلي نفسه ترجم في «الأعلام» (6/301) لشمس الحق أبي الطيب، وقال: «وصنّف كتباً منها: «عون المعبود – ط» في شرح سنن أبي داود، أربعة مجلدات، لم ينسبه إلى نفسه في مقدمته، ونسبه إلى أخٍ له يدعى شرف الحق»، وذكر له –أيضاً- الكتب السابقة التي أوردها في ترجمة أخيه عدا «عقود الجمان» و «القول المحقق»، وزاد غيرها.
    إذاً، الاعتماد في إثبات النسبة وعدمها على الزّركلي غير صحيح، إذ هو مضطرب! وأمّا بالنسبة لسنة ميلاد شرف الحق ووفاته، فقد ذكرها صاحب «نزهة الخواطر» (8/135)، فأفاد أن مولده في 3/ربيع الثاني/1275هـ، ووفاته في 15/ محرم/ 1326هـ، ولم يذكر له من المؤلفات سوى «خلاصة المرام في تحقيق القراءة خلف الإمام»، وهذا لم يذكره الزّركلي في ترجمته.
    وأخيراً أود التنبيه على أمور:
    الأول: اضطراب غير واحد –بناءً على ما سبق ويأتي- في نسبة «العون»، وأَضرب مثلاً على ذلك: بالشيخ عبدالفتاح أبو غدة –رحمه الله تعالى-، فإنّه علّق على قول التّهانوني « . . . في «عون المعبود شرح سنن أبي داود» لبعض فضلاء الهند» ما نصّه: «هو شمس الحق العظيم آبادي»، وكذا لم يصرّح باسمه في تعليقه على «توجيه النظر» (1/265)، وصرّح به في فهارسه (2/972)، بينما نسبه في تعليقه على «التصريح بما تواتر في نزول المسيح» (ص41) لشرف الحق العظيم آبادي!!
    وكذلك ما حصل مع الأستاذ أبي الحسن علي الحسني الندوي، فإنه نسبه في كتابه «المسلمون في الهند» (ص42) إلى محمد أشرف، وسيأتي التصريح عنه بأنه على الحقيقة لأبي الطيب شمس الحق!
    الثاني: أشار الزركلي في ترجمة (محمد أشرف) إلى أن «المكتوب اللطيف» مخطوط، بينما أعاد ذكره لشمس الحق، وأشار إلى أنه مطبوع.
    الثالث: نبّه الأستاذ محمد بن عبدالله الرشيد في «الإعلام بتصحيح كتاب الأعلام» (ص120) إلى خطأ الزّركلي السابق.
    الرابع: لم يصرّح التهانوني باسم صاحب «العون» فقال كما سبق: «لبعض فضلاء الهند»! ولكنه قال في مجلة «معارف» مايو 1944م ما نصّه: «إنّ العلامة شمس الحق العظيم آبادي ألّف «عون المعبود» وأخوه الأكبر العلامة أبو الطيب كتب «غاية المقصود»!! وهذا خطأ محض، ولذا تعقبه الأستاذ محمد عزيز شمس في «حياة المحدث شمس الحق وأعماله» (ص166) فقال: «وأنت تعلم أن أبا الطيب كنية المحدث العظيم آبادي فما معنى هذه العبارة؟ وكأنّ الكاتب لا يعلم عن العظيم آبادي شيئاً».
    قال أبو عبيدة: ومثله –بل يزيد عليه- ما قاله الأستاذ عبدالله بن صالح البراك في كتابه «الإمام أبو داود السجستاني وكتابه السنن» (ص71) عند ذكر (الشروح)، قال: «وشرحه الشيخ العلامة شمس الدين العظيم آبادي المتوفى سنة (1329هـ) وسمّاه «غاية المقصود في حل سنن أبي داود»، طبع الجزء الأول فقط، وهو شرح جليل لكنه لم يتمه ثمّ اختصره بـ«عون المعبود» ولم يكمله، وطلب من تلميذه الآتي أن يقوم بشرحه!
    وشرحه محمد أشرف الشهير بشرف الحق العظيم آبادي، وهو من الشروح المشهورة، واسمه «عون المعبود على سنن أبي داود» كان حيّاً قبل (1323هـ) ثمّ قال في الهامش –وهذا هو الشاهد-: «وقد يحصل الخلط عند البعض في نسبة الكتاب –أي: «عون المعبود» إلى شيخه السابق –أي: شمس الحق-، والصواب أن الشيخ شمس الحق العظيم آبادي كان له دور التوجيه والمراجعة فقط، واستفاد من شرح شيخه الكبير «غاية المقصود»!!
    (13) نشر الكتاب معزوَّاً للعلامة (!!) أبي عبدالرحمن شرف الحق الشهير بمحمد أشرف بن أمير العظيم آبادي عن (بيت الأفكار الدوليّة) في مجلدة واحدة ضخمة، وضعت عليها أحكام الحفّاظ الذين ذكر شيخنا الألباني كلامهم على الأحاديث في تخريجه المطوّل لـ«صحيح سنن أبي داود» و «ضعيف سنن أبي داود»، ولم يعز إليه شيء منها!! وفيها تحريف وتطبيع ونقص متتابع كثير، ولم توجد فيها أي ميزة حسنة موجودة في الطبعة الهنديّة.
    وظهر -قبل ذلك- منسوباً لشرف الحق محمد أشرف –أيضاً- عن دار إحياء التراث العربي بتنضيد وإخراج جديدين، ووضع عليها ما رسمه: (تحقيق وتصحيح عبدالرحمن محمد عثمان) وأثبت قبلها ورقة واحدة بصفحتين مذيلة باسم: فؤاد بن علي حافظ وأبو عبدالله الداني بن منير آل زهوي، ومؤرخة في 3/ربيع الثاني/1420هـ.
    علماً بأنّ الشيخ عبدالرحمن محمد عثمان هو أول من نشر الكتاب وفق الطباعة العصريّة، وذلك سنة 1388هـ، ونسبه لأبي الطيب محمد شمس الحق، وانتقد المشرفان على مراجعة هذه الطبعة (حافظ وزهوي) هذه النسبة، وقالا (1/6) ما نصّه: «وهنا تنبيه لا بدّ منه: لقد طبع الكتاب عدّة طبعات لا تخلو من السقط والأخطاء، سواء في متن الكتاب «السنن» أو في «الشرح» إلا أن العجيب في هذا كله أن الكتاب طبع باسم «عون المعبود شرح سنن أبي داود» لأبي الطيب شمس الحق العظيم آبادي!!
    وهذا خطأ، ونسبة للكتاب إلى غير مؤلفه، حيث أن مؤلف «عون المعبود» هو أبو عبدالرحمن شرف الحق العظيم آبادي»، وهذا ما تجده في مقدمة الكتاب، وسبب الوهم في ذلك أن شمس الحق العظيم آبادي صنَّف كتاباً شرح فيه «السنن» لأبي داود وهو «غاية المقصود شرح سنن أبي داود» فجاء أخوه شرف الحق فاختصره في كتابه المعروف بـ«عون المعبود».
    فبهذا تعرف أيها القارئ الكريم أن الاسم الصحيح لمصنِّف كتاب «عون المعبود» هو: «محمد بن أشرف شرف الحق العظيم آبادي» وأنّ «شمس الحق» هو مصنّف كتاب «غاية المقصود» . . . انتهى».
    (14) عدُّ ذلك وحصره أمرٌ متعذّر، إذ هو الدارج في العزو، وهذا الذي تحمله جلّ طبعات الكتاب، فهذا الذي ذكره –مثلاً- الأستاذ عبدالحي الحسني في كتابه الجيد «الثقافة الإسلاميّة في الهند» (ص152) فإنه لمّا ذكر (شرح «السنن» لأبي داود) قال: «ومن شروح «السنن» لأبي داود: «غاية المقصود» شرح كبير عليه، للشيخ شمس الحق الديانوي، ولم يتم، و«عون المعبود» شرح عليه في أربع مجلدات للمولوي شمس الحق المذكور»، وانظر -على سبيل المثال-: «جهود المعاصرين في خدمة السنّة المشرفة» (33)، «دليل مؤلفات الحديث الشريف المطبوعة» (1/302)، و«المعجم المصنف لمؤلفات الحديث الشريف» (1/442).
    (15) «عون المعبود» (5/503).
    (16) «عون المعبود» (6/5).
    (17) «عون المعبود» (7/387-388).
    (18) «عون المعبود» (3/424).
    (19) هو محمد عزيز شمس في كتابه «حياة المحدث شمس الحق وأعماله» (ص168).
    (20) هو محمد عزيز شمس في كتابه «حياة المحدث شمس الحق وأعماله» (ص170)
    .


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي


    بارك الله فيك

    تم تعديل الخط
    فالخط المائل متعبٌ للنظر، خاصة مع طول الموضوع

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    230

    افتراضي

    جزاك الله خيرا مشرفنا الغالي الحمادي
    ولا زال الخط سيئا متعبا
    مع أهمية الموضوع، وإن شاء الله جودته

    وعلى فكرة : الخط الافتراضي للألوكة مريح وجميل
    وشكرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وشوشة مشاهدة المشاركة
    ولا زال الخط سيئا متعبا
    مع أهمية الموضوع، وإن شاء الله جودته
    وعلى فكرة : الخط الافتراضي للألوكة مريح وجميل
    وشكرا

    وجزاك ربي خيراً
    قد اختار صاحب الموضوع هذا الخط
    والخط الافتراضي مريح وجميل كما ذكرت

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي


    شكر الله للشيخ مشهور هذا المقال النافع


    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    14

    افتراضي

    بوركتم أجمعين و سنعمل على كتابة مواضيعنا بالخط الإفتراضي المريح كما هي رغبتكم و أظن أنها هي الصواب

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المدينة
    المشاركات
    20

    افتراضي رد: مَن هو مؤلف «عون المعبود» ؟ بقلم فضيلة الشيخ العلامة مشهور بن حسن آل سلمان حفظه ا

    السلام عليكم
    بلغني أن كتاب "عون المعبود", وكتاب "تحفة الأحوذي" تحت الطبع بتحقيق الشيخ مشهور , فمن عنده خبر زائد فاليتحفنا به مشكورا غير مأمور .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    43

    افتراضي رد: مَن هو مؤلف «عون المعبود» ؟ بقلم فضيلة الشيخ العلامة مشهور بن حسن آل سلمان حفظه ا

    الحقيقة فائدةٌ نفيسة . جزى الله الشيخ مشهور على مقالته .

    وبالمناسبة، متى سيطبع تحقيقه على عون المعبود ؟

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    15

    افتراضي رد: مَن هو مؤلف «عون المعبود» ؟ بقلم فضيلة الشيخ العلامة مشهور بن حسن آل سلمان حفظه ا

    جزاك الله خيرا
    وبارك الله في جهود الشيخ مشهور

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •