من المعلوم أن ما يصدر من النبي من تصرفات يكون على أنواع ، وليس المقصود - هنا - استقصاؤها بيد أن من المهم في هذا الباب تميز مايكون من التصرفات النبوية على سبيل التشريع من غيره ، لما يلحق المسلم من جانب الإقتداء .
ومن جميل ما وقفت عليه في هذا كلام للطاهر ابن عاشور في كتابه مقاصد الشريعة ، يقول - رحمه الله - لابد للفقيه من استقراء الأحوال وتوسم القرائن الحافة بالتصرفات النبوية . فمن قرائن التشريع : الإهتمام بإبلاغ النبي صصص إلى العامة ، والحرص على العمل به ، والإعلام بالحكم ، وإبرازه في صورة القضايا الكلية مثل قول رسول الله " ألا لا وصية لوارث " ، وقوله " إنما الولاء لمن أعتق " .
ومن علامات عدم قصد التشريع : عدم الحرص على تنفيذ الفعل ، مثل قول النبي في مرض الوفاة : " آتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده " . قال ابن عباس : فاختلفوا . فقال بعضهم : حسبنا كتاب الله ، وقال بعضهم : قدموا له يكتب لكم ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فلما رأى اختلافهم قال : " دعوني فما أنا فيه خير " . أ.هـ ص 134-136 .