كيف أستفيد من مصنف ابن أبي شيبة؟

[هاشم الجزائري]

كثيرا ما أرى العزو الى هذا المصنف- من الآثار عن الصحابة خاصة- فلا أعرف صحة هذا الأثر من ضعفه ...فهل من محقق لهذا الكتاب تنصحونني بالتعويل على أحكامه على الأحاديث و الآثار صحة و ضعفا ؟ وشكرا لكم ... بارك الله فيكم ...

[أبو عبد المحسن العنابي]

أخي الكريم:
طبعة الفاروق حكم محققها على ظاهر الأسانيد مع إجحاف بيِّن وتهور في الحكم، كما أنها تعتبر أضعف الطبعات من حيث ضبط النص.
وطبعة الرشد أحسن الطبعات من حيث ضبط النص أما الحكم على الأحاديث والأثار فليس فيها كبير شيء.
وطبعة عوامة جيدة من حيث الضبط والتخريج لكنه أهمل عن عمد كثيرا من الأسانيد المشكلة التي تحوي رواة لم يترجم لهم في الكتب المشهورة، فتراه في مثل هذه الأسانيد لا يشير إليها أصلا.

فالجواب عن سؤالك، عليك بطبعة عوامة فهي الأحسن من بين هذه الثلاث.

[هاشم الجزائري]

شكرا لك ... بارك الله فيك ...

[الحارث بن علي]

الأخ الفاضل هاشم الجزائري سأل عن الإستفادة من الموقوف، وليس في طبعة عوامة الحكم على الموقوفات.
وقد كنت كتب في إحدى المشاركات إشارة إلى مزايا الطبعات الثلاث المشار إليها، وإليك نص المشاركة.
هذه الطبعات الثلاث لكل منها ميزتها.
فطبعة عوامة اوسعها تخريجا، مع عزو الأحاديث إلى من شارك ابن أبي شيبة في تخريجها، على قصور كبير في التخريج احيانا، واستيفاء في بعض المواضع، مع تركه لتخريج الموقوفوالمقطوع .
وعوامة خطر جدا، فمن لا يحسن فن الحديث تعبر عليه كثيرا من تدليساته، وضلالاته، فلينتبه لهذا.
وأما طبعة الفاروق، فهي جيدة لكنها خالية من عزو الأحدايث إلى من شارك ابن أبي شيبة في تخريجها إلا ما كان من مشاركة البخاري ومسلم.
وقد استدرك على طبعة عوامة بتخريج آثار الصحابة، لكنه عافاه الله تشدد كثيرا في تضعيف الآثار، فرد كثيرا منها بسبب جهالة بعض التابعين ممن كان الأئمة الكبار يقبلون نقلهم عن الصحابة خاصة. كالشعبي وابن سيرين والنخعي.
هذا وقد ترك آثار التابعين فلم يخرجها.
وأما طبعة الرشد، فقد اعتنت بالنص ولم تشتغل بالتخريج.
وقد وقع في كل من الطبعات الثلاثة بعض التصحيف،مما لا يخلوا منه كتاب، إما بسبب الطابع، وكثير منه في طبعة عوامة،وإما بسبب اجتهاد المحقق وهوقليل بحمد الله.
وبالجملة فهذه إلى الساعة احسن طبعات مصنف ابن أبي شيبة، والله أسأل أن ييسر من يستدرك هذا كله، فيخرج المصنف بأحسن حلة، فإن مصنف ابن أبي شيبة من أجل كتب الإسلام، وقد قل اشتغال طلبة العلم به، إما جهلا بقدره، أو كسلا عن تداوله لطوله.
فرحمة الله على الإمام المحدث ابن أبي شيبة.